دعائي الي ربي

قلت المدون تم بحمد الله وفضله ثم قلت: اللهم فكما ألهمت بإنشائه وأعنت على إنهائه فاجعله نافعاً في الدنيا وذخيرة صالحة في الأخرى واختم بالسعادة آجالنا وحقق بالزيادة آمالنا واقرن بالعافية غدونا وآصالنا واجعل إلى حصنك مصيرنا ومآلنا وتقبل بفضلك أعمالنا إنك مجيب الدعوات ومفيض الخيرات والحمد الله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد خاتم النبيين وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم إلى يوم الدين اللهم لنا جميعا يا رب العالمين .وسبحان الله وبحمده  عدد خلقه وزنة عرشه  ورضا نفسه ومداد كلماته} أقولها ما حييت وبعد موتي  والي يوم الحساب وارحم  واغفر اللهم لوالديَّ ومن مات من اخوتي واهلي والمؤمنين منذ خَلَقْتَ الخلق الي يوم الحساب آمين وفرِّجِ كربي وردَّ اليَّ عافيتي وارضي عني في الدارين  واعِنِّي علي أن اُنْفِقها في سبيلك يا ربي اللهم فرِّج كربي واكفني همي واكشف البأساء والضراء عني وعنا.. وردَّ إليَّ عافيتي وثبتني علي دينك الحق ولا تُزِغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب اللهم وآتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار وتوفنا مع الأبرار وألِّفْ بين قلوبنا اجمعين.يا عزيز يا غفار ... اللهم واشفني شفاءاً لا يُغَادر سقما واعفو عني وعافني وارحمني وفرج كربي واكفني همي واعتقني مما أصابني من مكروه أنت تعلمه واعتقني من النار وقني عذاب القبر وعذاب جهنم وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات ومن شر فتنة المسيح الدجال ومن المأثم والمغرم ومن غلبة الدين وقهر الرجال اللهم آمين /اللهم ربي اشرح لي صدري ويسر لي أمري وأحلل عُقَد لساني واغنني بك عمن سواك يارب.والحمد الله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد خاتم النبيين وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم إلى يوم الدين آمين.

الخميس، 25 أغسطس 2022

الفائق في غريب الحديث ج1.وج2. محمود بن عمر الزمخشري

 

الفائق في غريب الحديث ج1.وج2.  محمود بن عمر الزمخشري

بسم الله الرحمن الرحيم وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وهو رَبُّ العرش العظيم
الحمد الله الذي فَتَق لسانَ الذَّبيح بالعربية البينة والخِطَاب الفصيح وتولاّه بأَثرَةِ التقدم في النطقِ باللغة التي هي أفصح اللغات وجعله أبا عُذر التصدّى للبلاغة التي هي أتمُّ البلاغات واستَّل من سُلاَلته عَدْنان وأبناءَه واشتّق من دَوْحته قَحْطان وأحْيَاءه وقسم لكل من هؤلاء من لبَيَان قِسْطا وضرب له من الإبداع سَهْما وأفرزَ له من الإعراب كِفلا ; فلم يُخْلِ شعباً من شعوبهم ولا قبيلةً من قبائلهم ولا عمارةً من عمائرهم ولا بَطْناً من بطونهم ولا فَخِذْاً من أفخاذهم ولا فصيلةً من فصائلهم من شعراء مُفْلِقين وخطباء مَصاَقِع يرمون في حدَقِ البيان عند هدْر الشقاشق ويصيبون الأغراض بالكَلِم الرواشق ويتنافثون من السحر في مناظم قريضهم ورَجَزهم زقصيدِهم وَمُقطَّعاتهم وخَطبهم ومقاماتهم ; وما يتصرفون عليه فيها من الكنايةوالتعريض والاستعارة والتمثيل وأصناف البديِع وضُروب المجاز والافتنان في الإشباع والإيجاز مالو عثَر عليه السَّحَرَةُ في زمن موسى عليه الصلاة و السلام والمُؤَخِّذون واطَّلع طِلْعه أولئك المُشعوذون لقعدوا مْقمورين مَقْهورين ولبقُوا مبهوتين مبهورين ولاسْتكانوا وأذعنوا وأسهبوا في الاستعجاب وأمعنُوا ولعلموا أن نفثاتِ العرب بألسنتها أحقُّ بالتسمية السَّحْر وأنَّهم في ضَحْضَاح منه وهؤلاء بحَّجوا في البحر . ثم إن هذا البيان العربي كأن الله عزَّتْ قدرته مَخَضه وألقى زُبْدته على لسان محمد عليه أفضل صلاة وأوفر سلام ; فما من خطيب يقاومه إلا نكَص متفكك الرجل وما من مصقِع يُناهزه إلا رجع فارغ السَّجْل وما قُرِن بمنطقه منطقٌ إلا كان كالبِرذَون مع الحصان المُطَهَّم ولا وقع من كلامه شىءٌ في كلام الناس إلا أشبه الوَضح في نُقْبة الأدْهم . قال عليه السلام أُوتِيت جوامعَ الكلم . قال أنا أفصحُ العرب بَيْد أني من قريش واستُرضعت في بنى سَعْدِ بن بكر

وقد صّنف العلماء رحمهم الله في كشف ما غرب من ألفاظه واستَبْهم وبيان ما اعتاص من أغراضه واستعجم كتبُا تنوِّقوا في تصنيفها وتَجَوَّدوا واحتاطوا ولم يتجوَّزُوا وعكفوا الهم على ذلك وحِرصُوا واغتنموا الاقتدار عليه واْفَتراصوا حتى أحكموا ما شاءُوا وأتْرَصوا وما منهم إلا بطش فيما انتحى بباع بسيط ولم يزَّل عن موقف الصواب مقدار فَسيط ولم يدع المتقدمُ للمتأخر خصاصة يستظهر به على سدِّها ولا أنْشُوطة يستنهضه لشَدّها ولكن لا يكاد يجد بداَّ من نبغ في فن من العلم وصبع به يده وعانى فيه وُكْدَه وكَدَّه من استْحباب أن يكون له فيه أثر يُكْسبه في لسان الصدق وجمال الذكر ويحزُن له عن الله عز و جل الأجر وسَنَّى الذُّخر
وفي صَوْب هذين الغرضين ذهبت عند صَنْعة هذا الكتاب آل جُهداً ولا مقصر عن مَدّى فيما يعود لُمْقَتبِسه بالنُّصحْ ويرجع إلى الراغبين فيه بالنجُّح من اقتضاب ترتيب سلمت فيه كلمات الأحاديث نسقاً ونضدا ولم تذهب بددا ولا أيدي سبا وطَرائِف قددا ومن اعتماد فَسْرِ موُضح وكشف مُفْصح اطلعت به على حاقِّ المعنى وفَصِّ الحقيقة اطلاعاً مؤدَّاه طمأنينة النفس وثلج الصدر مع الاشتقاق غير المستكره والتصريف غير المتّعسف والإعراب المحقق البصري الناظر في نص سيبويه وتقرير الفَسَوِىّ فأية نفس كريمة ونسمة زاكية ونوّر الله قلبها بالإيمان والإيقان مّرت على هذا التبيان والإتقان فلا يذهبن عليها أن تدعو لي بأن يجعله الله في موازيني ثَقلاً ورجحانا ويثيبني عليه روحا وريحانا . والله عز سلطانه المرغوبُ إليه في أن يُوزعنا الشكر على طَولْه وفضله وألا نقدم إلا على أعمال الخير الخالصةً لوجهه ومن أجله إنه المنعم المنان

حرف الهمزة
الهمزة مع الباء
النبي صلى الله عليه و سلم في ذكر مجلسه عن عليّ رضى الله عنه مَجلسْ حِلْمٍ وحياءٍ وصبر وأمانة لا تُرَفُع فيه الأصَواتُ ولا تُؤْبَنُ فيه الحرم ولا تُثْنىَ فلَتَاتُه ; إذا تكلم أطرق جُلساؤه كأنَّ على رؤسهم الطّير فإذا سكت تكلّموا ولا يقبل الثناء إلا عن مكافىء
أبن لا تؤْبن أى لاُ تْقذف ولا تُعَاب يقال اْبَنُتُه آبُنُة . وأَبنه أبناً وهو من الأبن وهي العُقد في القُضبان ; أنها تعيبها
ومنه قوله في حديث الْإفك أشِيروا علىّ في أناسٍ أبَنُوا أهلي
ومنه حديث أبي الدّرداء إنُ نْؤَبنْ بما لَيْسِ فينا فرُبما زكِّينا بما ليس فينا
البثَ والنثّ والنّثوْ نظائر
الفلتة الهفوة . وافتلت القول رُمى به على غير رويّة ; أي إذا فرطت من بعض حاضريه وسَقْطة لم تنشر عنه وقيل هذا نفىُ للفلتات ونثوها كقوله ... ولا ترى الضبّ بها يْنَجحْر ...
كأن على رءَوسهم الطير عبارة عن سكونهم وإنصاتهم ; لأن الطير إنما تَقَعُ على الساكن قال الهذلي ... إذا حَّلت بنو لَيْثٍ عكاظا ... رأيت على رءوسهم الغُرابا ...
المكافىء المجازي . ومعناه أنه إذا اصطنع فأثنى عليه على سبيل الشكر والجزاء تقَّبله . وإذا ابْتُدىْ بثناء تسخَّطه أو لا يقبله إلا عمن يكافىء بثنائه ما يرى في المثُنَى

عليه أي يماثل به ولا يتزّيد في القول كما جاء في وصف عمر رضي الله عنه زهيرا وكان لا يمدحُ الرجلَ إلا بما فيه
وكتب لوائل بن حُجْر من محمد رسول الله إلى المهاجر بن أبو أمية إن وائلا يُسَتَسعى ويترفل على الاقوال حيث كانوا من حضرموت . وروى أنه كتب له من محمد رسول الله إلى الأْقيال العباهلة من أهل حَضْرَمَوتْ بإقام الصلاة وإيتاء الزكاة على اليتِّعة شاةُ والتِّيمة لصاحبها وفي السُّيوٌب الخُمِسْ لا خلاط ولا وراط ولا شناق ولا شغار ومن أجَبْي فقد أربى وكل مُسْكرِ حرام . وروى إلى الأقيال العباهلة والأروْاع المشابيب من أهل حضرموت بإقام الصلاة المفروضة وأداء الزكاة المعلومة عند محلها ; في اليتِّعة شاة لا مقْوَّرة الأَلْيَاط ولا ضِناكٌ وأَنْطُوا الثَّبجة وفي السيوب الخمس ومن زن مِمْ بكر فاصْقَعُوه مائة واْستوْفِضُوه عاما ومن زنى مم ثَيّب فضَرّجُوه بالأضاميم ولا تَوْصيم في دين الله ولا غُمْة في فرائض الله وكلُّ مُسْكر حرام . ووائل بن حُجْر يترفّل على الأقيال أمير أمّره رسول الله فاسمُعوا وأطيعوا . وروى أنه كتب إلى الأقوال العباهلة لا شغار ولا وراط لكل عشرة من السرايا ما يحمل القراب من التمر . وقيل هو القراف
أبو أبو أمية تُرِك في حال الجر عل لفظه في حال الرفع ; لأنه اشتهر بذلك وعُرف فجرى مجرى المثل الذي لا يغّير . وكذلك قولهم على بن أبو طالب ومعاوية بن أبو سفيان . يُستْسعى يُستْعمل على الصَّدَقات من الساعى وهو المصدِّق . وترفَّل يتسوَّد ويترأّس . يقال رفّلته فترفل . قال ذو الرّمُةَّ ... إذا نحن رَفَّلنْا امرأ ساد قَوْمه ... وإن لم يكنْ من قبل ذلك يُذْكر ...
استعارهُ من تَرفْيل الثوب وهو إسَباغُه وإسباله . حَضْرموت اسم غير منصرف رُكبّ من اسمين وبُنى الأول منهما على الفتح . وقد يضافُ الأول إلى الثاني فيعتقب على الأول وجوهُ الإعراب ويخُيّضر في الثاني بين

الصرف وتركه . ومنهم من يضمُّ ميمه فيخرجه على زنة عنكبوت . أقْوال جمع قيْل . وأصله قَيْل فَيعْل من القول فخذفَتْ عينه . وأشتقاقه من القول كأنه الذى له قَوْل أى ينفذُ قَوْله . ومثله أموات في جمع ميت . وأما أقيال فمحمول على لفظ قَيْل كما قيل أريْاح في جمع ريح ; الشائع أَرْواح ; ويجوز أن يكون من التقّيل وهو الاتِّباع كقولهم تُبّع . العباهلة الذين أُقرُّوا على مُلكهم لا يزالون عنه من عَهْبلهُ بمهنى أبهله إذا أهمله العينُ بدلٌ من الهمزة كقوله ... أعنْ توسمَّتَ من خَرْقَاءَ منْزلةً ... ماءُ الصَّبابة من عَيْنَيْك مَسْجُوُم ...
وقوله والله عن يشُفْيِك أغنى وأوسع . وعكسه أُفُرة عُفُرَّة وأُباب في عُباب والتاء لاحقةٌ لتأكيد الجمع كتاء صياقلة وقشاعمة . والأصب عباهل . قال أبو وَجْزة السَّعْدي ... عباهلٍ عَبْهَلَها الُوَّرُاد ...
ويجوز أن يكون الأصل عباهيل فحذفت الياء وعوِّضت منا التاء كقولهم فرزانة وزنادقة في فرازين وزناديق وحذف الشاعر ياءها بغير تعويض على سبيل الضرورة كما جاء في الشّعر المرازبة الجحاجح . وان يكون الواحد عُبْهولا ويُؤنِّس به قولهم الُعْزهُول واحدُ العزاهيل وهي الإبل المهملة . ويجوز أن يكون علما للنسب على أن الواحد عَبْهلىُّ منسوب إلى العَبْهَلة التي هي مصدر وقد حذفها الشاعر كقولهم الأشاعث في الشعاعثة . التيعة الأربعون من الغنم وقيل هي اسم لأدنى ما تجب فيه الزكاة كالَخْمَس من الإبل وغير ذلك وكأنها الجُمْلةُ التى للسعاة عليها سبيل . من تاع إليه يتيع إذا ذهب

إليه أو لهم أن يرفعوا منها شيئا ويأخذوا من تاع الِّلبأ والسمن يَتُوع ويتيع إذا رفعه بِكْسَرة أو تمرة . أو من قولك أعطاني درهماً فْتِعتُ به أي أخذته أو أن يقعوا فيها ويتهافتوا من التّتايع في الشىء . وعينها متوجِّهة على الياء والواو جميعاً بحسب المأخذ . التِّيمة الشاةُ الزائدة على التِّيعة حتى تبلغ الفريضة الأخرى . وقيل هي التي ترَتْبطها في بيتك للإحتلاب ولا تُسيمها . وأيتهما كانت فهي المحبوسة إما عن السَّوْم وإما عن الصدقة من التَّتْييم وهو التعبيد والحبس عن التصرّف الذي للأحرار وُيؤكدَّ هذا قوبهم لمن يرتبط العلائف مُبَننِّ من أبنَّ بالمكان إذا احْتَبَس فيه وأقام . قال ... يعِّيُرنى قومٌ بأني مُبَنِّن ... وهل بَّننَ الأشراط غيرُ الأكارم ...
السيوب الرِّكاز وهو المال المدفون في الجاهلية أو المعْدن جمع سَيبْ وهو العطاء ; لأنه من فَضْل الله وعطائه لمن أصابه . الخلاط أن يخالط صاحبُ الثمانين صاحب الأربعين في الغنم وفيهما شاتان لتُؤْخَذ واحدة . الوراط خداع المُصَدِّق بأن يكون له أربعون شاة فيعطي صاحبه نصفها لئلا يأخذ المصُدِّق شيئا مأخوذ من الوَرْطِة وهي في الأصل اُلهوَّة الغامضة فُجعلت مثلا لكل خُطّة وإيطاء عَشُوْة وقيل هو تغييبها في هَوَّة أو خمر لئلا يعثر عليها المصدق وقيل هو أن يزعم عند رجل صدقة وليست عنده فيوِّرطه . الشّناق أَخْذُ شىء من الشَّنق وهو ما بين الفريضتين سُمّى شنقا لأنه ليس بفريضة تامة فكأنه مشنوق أي مكفوف عن التمام من شَنْقتُ الناقة بزمامها إذا كَفْفُتها وهو المعْنّى في تسمية وقصا ; لأنه لّما لم يتم فريضةً فكأنه مكسور وكذلك شَنُق الدية العَّدةُ من الإبل التي يتكرمُ بها السيد زيادةً على المائة . قال الأخطل ... قَرْمُ تعُلقَّ أشْنَاقُ الدِّيات به ... إذا المُئون أمرّتْ فوْقَهُ حملا

الشِّغار أن يُشاغر الرجلُ الرجلَ وهو أن يزوّجَه أُخته على أن يزوّجه هو أخته ولا مهْر إلا هذا من قولهم شغرْتُ بنى فلان من البلد إذا أخرجتهم . قال ... ونحنُ شغرْنا ْابنىْ نزارٍ كَلْيهِما ... وكْلباً بوَقْع مُرْهقٍ متقارب ...
ومن قولهم تفرقوا شغر بغر ; لأنهما إذا تبادلا بأختيهما فقد أخرج كلّ واحد منهما أخته إلى صاحبه وفارق بها إليه . أجبْى باع الزَّرْع قبل بَدْو صلاحه وأصلُه الهمز من جبأ عن الشىء إذا كفَّ عنه ومنه الجْباَّء الجبان لأنّ المبتاع ممتنع من الانتفاع به إلى أن يُدْرك وإنما خُفّف اليُزاوج أرْبى . والإرباء الخول في الرِّبا والمعنى أنه إذا باعه على أن فيه كذا قفيزا وذلك غيُر معلوم فإذا نقص عما وقع التعاقُد عليه أو زاد فقد حصل الربا في أحد الجانبين . الأرواع الذين يَرُوعون بجهارة المناظر وحُسْن الشَّارَّات جمع رائع كشاهد واُشهاد . المشابيب الزّهُرْ الذين كأنما شُبّت ألوانهم أي أوقدت جمع مشبوب . قال العجاج ... ومِنْ قريش كُلُّ مَشْبوبِ أغَرّ ...
الأْقورار تشان الجلد واسترخاؤه للهزال ويَفْضُل حينئذ عن الجسم ويتَّسِع ; من قولهم دارُ قَوْرَاء . الليطّ القشر اللاصق بالشجر والقصَب من لاط حُبُّة بقلبى يليط ويلُوط إذا لصق فاستُعير للجلد . واتُّسعَ فيه حتى قيل لِيُط الشمس للونها وانما جاء به مجموعا ; لأنه أراد ليط كل عضو . الصَّناك المكتنز اللحم من الضَّنْك ; لأن لاكتناز تَضَامٌّ وتضايق ومطابقة الضانك المقْورّة في الاشتقاق لطيفة . الإنطاء الإعطاء يمانية

ألحق تاء يالثَّبج وهو الوسط ; لانتقاله من الاسمية إلى الوصفية ; المراد أعطوا المتوسّطة بين الخيار والرُّذال . قَلْب نون من ميما في مثل قوله مم ثيِّب لغة يمانية كما يُبدلون الميم من لام التعريف وأما مِمْ بكر فلا يختص به أهل اليمن ; لأن النون الساكنة عن الجميع تُقْلبُ مع الباء ميما كقولهم شَنْبَاء وعنبر . والبِكر والثَّيبِّ يطلقان عل الرجل والمرأة . الصَّقْع الضرب على الرأس ومنه فرس أصقع وهو المُبْيَضّ أعلى رأسه ; والمراد هنها الضّرْب على الإطلاق . الاستيفاض التغريب من وفض وأوفض إذا عدا وأسرع . التَّضرْيج التدَّمية من الضرج وهو الشقُّ . الأضاميم جماهير الحجارة الواحدة إضْمامة إفْعَالة من الضم أراد الرَّجْم . التوْصيم أصله من وَصْم القناة وهو صَدْعُها ثم قيل لمن به وجع وتكسُّر في عظامه مُوَصَّم كما قيل لمن في حسبه غميزة مَوْصوم ثم شبه الكسلان المتثاقل بالوجع المتكسِّر فقيل توَصْيم . كما قيل مَرَّض في الأمر . والمعنى لا هوادة ولا محاباة في دين الله ! الغُمّة من غَمَّه إذا ستره ; أي تخُفْىَ فرائضه وإنما تُظهَر ويُجاهَر بها . القراب شبْه جراب يضعُ فيه المسافرُ زاده وسلاحه . والقراف جمع قَرْف وهو يحُمْل فيه الَخلْع . أوجب عليهم أن يزوّدوا كل عشرة من السرايا المجتازة ما يسعُه هذا الوعاءُ من التمر
أبد سِئُل عن بعير شرد فرماه بعضُهم بسهْمٍ حبسه الله به عليه فقال إن هذه البهائم لهَا أوابدُ كأوابد الوحَشْ فما غلبكم منها فاصَنُعوا به هكذا . أوابدُ الوَحْش نفرها . أبَدَتْ تأبد ونْأبُدُ أُبوداً وهو من الأبد ; لأنها طويلة العُمْر لا تكاد تموت إلاَّ بأفة ونظيره ما قالوه في الحية إنها سميت بذلك لطول

حياتها . وحكوا عن العرب . ما رأينا حية إلا مقتولة ولا نسرا إلا مُقْشَبَّا . البهيمة كل ذات اربع في البر والبحر والمرادُ ههنا الأهلية وهذه إشارةٌ إليها
أبط أبو هريرة رضي الله عنه كانت رِدْيتُه التَّأبطُّ . هو أن يُدخل رداءه تحت إبطه الأيمن ثم يلقيه على عاتقه الأيسر . الرِّدْية اسم لَضْرب من ضُروب التردى كالبِّسة والجلسة ; وليست دلالتها على أن لام رداء ياء بحتم لأنهم قالوا قنية وهو ابن عمى دِنْيا . عمرو قال لعمر رضي الله عنه إني والله ما تابَّطْنِي الإماء ولا حملتني البغايا في غُبَّرات المآلي أي لم يحضُنَّنى . البغايا جمع بغَىَّ فعول بمعنى فاعلة من البغاء . الغبرات جمع غُبُّر جمع غابر ; وهو البقّية . المآلي جمع مئلاة وهي خرقة الحائض لههنا وخرقة النَّائحة في قوله ... وأنواحا عليهنَّ المآلي ...
ويقال آلت المرأة إيلاءً إذا اتخذت مئلاة . ويقولون للمتسلية المتأليِّة . نفى عن نفسه الجمع بين سُبتيْن أحداهما أن يكون لغِيَّة والثانية أن يكون محمولا في بقَّية حَْضة وأضاف الغَّبرات إلى المآلي لملابستها لها . يحيى بن يَعْمَر أيُّ مال أدَّيت زكاته فقد ذهبت أبلته . همزتها عن واو من الكلأ الوبيل ; أي وباله ومأْثمته
أبل وهب لقد تأبَّل آدم على ابنه المْقتول كَذَا وكذا عاما لا يصيب حَوَّاء

أي امتنع من غِيشان حَّواء متفجعاً على ابنه فعدىِّ بعلى لتضّمنه معنى تفجع وهو من أبلت الإبلُ ويأبَّلت ' ذا جزأت . في الحديث يأتْي على الناس زمان يُغْبطُ الرَّجل بالوحْدة كما يُغْبط اليوم أبو العشرة . هو الذي له عَشْرة أولاد وغبطته بهم أن رحْله كان يخُصْب بما يصير إليه من ارزاقهم ; وذلك حين كان عيالاُت المسلمين يُرزْقون من بيت المال . وروى يغُبْط الرجل بخفّة الحْاذِ أي بخفَّة الحالِ حُذِف الراجع من صفة الزمان إليه كما حذف في قوله تعالى واتَّقُوا يَوْماً لا تجَزْى نَفْسٌ عن نفس شَيْئاً . والتقدير يُغْبَطُه ولا تَجْزيه أي يُغبط فيه ولا يجزى فيه . لا تَبِع الثَّمر حتى تأمن عليه الأُبلْة . هي العاهة بوزْن الأُهْبة وهمزتُها كهمزة الأبلة في انقْلابها عن الواو من الكلأ الوبيل إلا انها منقلبة عن واو مضمومة وهو قياس مطّرد غيرومفتقر إلى سماع وتلك أعنى المفتوحة لآ بد فيها من السماع . مأبوُرة في سك . ليس لها أبو حَسن في عض . ولاُ يؤْبه له في وضع . إباَّن في قح . لآ أبالك في له . أبْطَحّي في قح . مآبضه في حن . بأبى قُحَافة في ثغ . ابن أبي كبشة في عن . الإباق في دف
الهمزة مع التاء النبي صلى الله عليه و سلم سأل عصم بن عديّ ألأَنْصاري عن ثابت بن الدَّحْداح حين توّفي هل تَعْلمُون له نسبا فيكم ؟ فقال إنما هُو أتىٌّ فينا . فقضى بميراثه لابْن أُخْته
أتى هو الغريبُ الذي قدم بلادك . فعول بمعنى فاعل من أتى

توفي ابنُه ابراهيم فبكى عليه فقال لولا أنه وعدٌ حقٌّ وقول صْدقُ وطريقٌ مئتاء لحزَّنا عليك يا إبراهيم حُزْناً أشدّ من حُزْنناِ . هو مفْعال من الإيتان ; أي يأتيه الناسُ كثيرا ويسلكونه ونظيره دار محْلال للتى تحُلُّ كثيراً أراد طريق الموت . وعنه عليه السلام أن أبا ثعلبة الخُشْني استفتاه في الُّلقَطة فقال ما وَجَدْت في طريق مئتْاء فعرِّفْه سنةً . عثمان رضى الله عنه أرْسل سليط بن سليط وعبد الرَّحمن بن عتاب إلى عبدالله بن سلام فقال ايْتياه فتنكَّرا له وقولا إنا رجلان أتاوَّيان وقد صنع الناس ما ترى فما تأمر ؟ فقالا له ذلك فقال لستما بأتَاوَّيْيِن ولكنكما فلان وفلان وأرسلكما أميرُ المؤُمْنِين . ألأتاوىّ منسوب ألى الأتىّ وهو الغريب . والأصل أتوىّ كقولهم في عدىّ عَدِوى فزيدت الألف ; لأن النسب باب تغيير " أو لإشباع الفتحة كقوله بمنُتَزَاح . وقوله لا تُهَالَه . ومعنى هذا النسب المبالغة كقولهم في الأحمر أحمرى وفي الخارج خارجي فكأنه الطارىء من البلاد الشاسعة . قال ... يُصْبِحْنَ بالقَفْر أتَاوَّيات ... هَيْهات عن مُصْبحَها هَيْهاتِ ... هيهات حَجْرٌ من صُنَبْعات ... عبدالرحمن إن رجلا أتاه فرآهُ يؤَتِّى الماء في أرض له . أي يطِّرقُ له ويُسهّل مَجْراه وهو يُفَِّل من الإتيان

إتب النَّخَعي إن جارية له قال لها كثيرة زَنَتْ فجلدها خمسين وعليها إتْب لها وإزار . هو البقيرة وهي برُدة تُبْقَر أي تُشق فتلبس بلا كٌمَّين ولا جيْب . الهمزة مع الثاء
أثل النبي صلى الله عليه و سلم قال في وصىَ اليتيم يأْكُل من ماله غير مُتَأثِّل مالاً . أي غير متخذ إياه لنفسه أثلة أي أصلا ; كقولهم تدَّيرُت المكان إذا اتخذته دارا لك ; وتَبَّنيته وتسرَّيتها وتوَّسدْت ساعدى . ومنه حديث عمر إن رسول الله صلى الله عليه و سلم أمره في أرضه بخيبر أن يحبس أصلها ويجعلها صدقةً فاشترط فقال ولمن وَليَها أن يأْكُلَ منها ويؤكل صديقا غير مُتَأَثّل وروى غير مُتَموّل
أثر خطب في حجّته أو في عام الفتح فقال ألا إنَّ كُلَّ دَمٍ ومالٍ ومَأْثرةٍ كانت في الجاهلية فهي تحت قدميَّ هاتين ; منها دَمُ ربيعة بن الحارث إلَّا سدانة الكَعْبة وسقاية الحاجّ . المأثرة واحة المآثر وهى المكارم التي تؤثر ; أي تُرْوى يعني ما كانوا يتفاخرون به من الأنساب وغير ذلك من مفاخر أهل الجاهلية . سدانة الكعبة خِدْمتها وكانت هي واللواء في بني عبد الدار والسقاية والرّفادة إلى هاشم فأُقرَّ ذلك في الإسلام على حاله . وإنما ذْكِرُ أحدَ الشيئين دون قرينة أعنى السدانة دون اللواء والسقاية دون الرِّفادة ; لأنهما لا يفترقان ولا يخلو أحدُهما من صاحبه ; فكان ذْكِرُ الواحد متضمنا لذكر الثاني . وهذا استثناء من المآثر وإن احتوى العطف على ثلاثة أشياء . ونظير قولك جاءتني بنو ضَبّة وبنو الحارث وبنو عبس إلا قيس بن زهير . وذلك لأن المعنى يدعوه إلى متعلَّقه . قوله تحت قدمّي عبارة عن الإهدار والإبطال يقول المُوَادِع لصاحبه

اجعل ما سلف تحت قدميك يريدُ طأ عليه واقمعه . الضمير في منها يرجع الى معنى كل كقوله تعالى وكُلُّ أتوْهُ داخرين . وكذلك الضمير في كانت وفي قوله فهي . فإن قلت هل يجوز أن يكون لفظ كانت صفة للذي أُضِيف إليه كل وللمعطوفْين عليه فيستكن فيه ضميرها ؟ قلت لا والمانع منه أن الفاء وقع في الخبر لمعنى الجزاء الذي تتضمنه النكرة الذي هو كل وحقه أن يكون موصوفاً بالفعل فلو قطعنا عنه كانت لم يصلح لأن يقع الفاءُ في خبره ; فكانت إذن في محل النصب على أنه صفة كل وكائن في ضميره وفيه دليل على أن إن لا يُبطْل معنى الجزاء بدخوله على الأسماء المتضمنة لمعنى الشرط . أبطل الدماء التي كان يَطْلبُ بها بعضُهم بعضاً فيدوم بينهم التغاور والتناجز والأموال التي كانوا يستحلونها بعقود فاسدة وهي عقود ربا في الأ ' سلام والمفاخر التي كانت ينتج منها كلّ شر وخصومة وتهاج وتعاد . وأما دمُ ربيعة فقد قُتل له ابنٌ صغير في الجاهلية فأضاف إليه الدَّم لأنه وَلِيُّه وربيعة هذا عاش إلى أيَّام عمر . وفي الحديث مَنْ سرّهٌ أن يَبْسُط الله في رزقه ويَنْسأ في أثره فلْيصل رحمه وقيل هو الأَجل لأنه يَتبْع العمر واسْتُشْهد بقول كعب ... والمَرْءُ ما عاش ممدودُ له أمَلُ ... لا يَنْتهَي العْمرُ حتىَّ ينَتْهِى الأثَرُ . ويجوز أن يكون المعنى إن الله يبقى أثر واصل الرَّحم في الدنيا طويلا فلا يضمحلّ سريعاً كما يضمحل أثر قاطع الرحم . عمر رضي الله عنه سمعه النبي صلى الله عليه و سلم يحلف بأبيه فنهاه قال فما حلفتُ بها ذاكرا ولا آثراً . من آثر الحديث إذا رواه أي ما تلفظت بالكلمة التي هي بأبى لا ذاكرا

لها بلساني ذِكْراً مجرَّدا من عزيمة القلب ولا مُجبِّراً عن غيري بأنه تكلمَّ بها مبالغة في تصوّنى وتحفّظي منها . وإنما قال حلفت وليس الذكر المجرد ولا الإخبار بحلف حلفًا ; لأنه لافظٌ بما يلفظ به الحالف
إثم الحسن رحمه الله ما علمنا أحداً منهم ترك الصلاة على أحد من أهل القبلة تأثُّما . أي تجنبا للإثم ; ومثله التحوّب والتحرّج والتهجد . من الأثام في شب . وأثرته في كل . فجلد بأُثْكُولِ النَّخْل في حب . لآثينَّ بك في تب . الأَثْل في زخ . الهمزة مع الجيم
إجار النبي صلى الله عليه و سلم من بات على إجار ليس عليه ما يرد قدميه فقد برئت منه الذمة ومن ركب البحر إذا التج وروى ارْتَجَّ فقد بَرئَتْ مِنْه الذِّمَّة . أو قال فلا يلومُنَ إلاَّ نفسه . الإجَّار السَّطْحُ . ومنه حديث ابن عمر رضي الله عنهما ظهرتُ على إجَّارٍ لحفصة فرأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم جالسا على حاجته مستقبلا بيت المقدس مستدبراً الكَعْبة . وكذلك الإِنْجاز . وجاء في حديث الهجرة فتلقَّى الناسُ رسول الله صلى الله عليه و سلم في السَّوق وعلى الأناجِير . ما يردّ قُدميه أي لم يحوّط بما يَمْنعُ من الزليل والسقوط . الذّمة العهد كأن الكل أحد من الله ذمة بالكلاءة فإذا ألقى بيده إلى التهلكة فقد خذلته ذمةُ الله وتبرأت منه

الْتَجَّ من اللجة وارْتَجّ من الرَّجَّة وهي صوت الحركه . وارتجَّ زخر وأطْبق بأمواجه قال ... في ظُلْمَةٍ من بعيد القَعْر مرْتاجِ ...
أجم أراد أن يصلى على جنازة رجل فجاءت امرأةُ معها مْجمرَ فما زال يصيح بها حتى تَواَرَتْ بآجام المدينة . هي الحصون الواحد أُجًم سمى بذلك لمنعه المتحصِّن به من تسلّط العدو . ومنه الأجمة لكونها مُمَنَّعة . وأجم الطعام امتنع منه كراهية . وكذلك الأطُم لقولهم به إطام وهو احْتَباسُ البَطْن ولالتقائهما قالوا تأطَّم عليه وتأجَّم إذا قوى غضُبه
أجر قال له رجل إني أعمل العمل أُسرَّه فإذا اطلُّع عليه سرَّني . فقال لك أجران أجْر السرِّ وأجر العلانية . عرف منه أنّ مَسَرتَّه بالاطلاع على سرِّه لأجل أن يقُتدى به ; فلهذا بشره بالأجْرين . أُسرّه في محل النصب على الحال أي مُسرَّا له
أجل مكحوا رحمه الله كنّا مُرابطين بالسّاحل فَتَأجّل مُتَأجِّلٌ وذلك في شهر رمضان وقد أصاب الناس طَاعونُ فما صلَّينا المغرب ووضعت الجَفْنة قعَد الرجّل وهم يأكلون فخرق . أي سأل أن يُضْرب له أجل ويُؤُذن له في الرجوع إلى أهله فهو بمعنى استأجل كما قيل تعّجل بمعنى استعجل . خرق سقط ميتا وأصل الخرق أن يبهت لمفاجأة الفزع . في الحديث في الأضاحي كلوا وادَّخروا وأتجروا

أي اتخذُوا الأْجَر لأنفسكم بالصّدقة منها وهو من باب اشتواء والأذبِّاح . واتّجروا على الإدْغام خطَأٌ ; لأن الهمزة لا تُدْغَم في التاء وقد غُلطّ من قرأ الذي اتُّمن وقولهم اتَّزرَ عامىّ والفصحاء على ائْتزرَ . وأمّا ما رُوى أن رجلا دخل المسجد وقد قضى النبُّي صلى الله عليه و سلم صلاته فقال من يتَّجِر فيقوم فيصلّى معه . فوجهه أن صَّحتْ الرِّواية أن يكون من التجارة ; لأنه يشترى بعملة المثوُبة وهذا المعنى يعضده مواضعُ في التنزيل والأثر وكلام العرب . فخرج بها يَؤُجُّ في دو . اْرَتوى من آجن في ذم . أجم النساء في أثم . تَرْمَضُ فيه الآجالُ في رص . أجِنكّ في جل . أجل في ذق . الهمزة مع الحاء النبي صلى الله عليه و سلم قال لَسْعِد بن أبي وقْاص ورآه يوُمىء بأصْبَعَيْه
أحد أحِّدْ أحِّدْ . أراد وحد فقلب الواو بهمزة كما قيل أحد وأحُاد وإحدى فقد تلعبَّ بها القَلبُ مضمومة ومكسورة ومفتوحة . والمعنى أشِرْ بإصْبع وَاحدة . ابن عباس رضي الله عنهما سُئل عن رَجُلٍ تتابع عليه رمضانان فسكت ثم سأله آخر فقال إحْدى من سَبْع يصوم شهرين ويطعم مسكينا . أراد أن هذه المسألة في صعوبتها واعتياصها داهية فجعلها كواحدة من ليالي عاد السَّبْع التى ضُربت مثلا في الشدةَّ . تقول العرب في الأمر المتفاقم إحْدَى الإحد وإحْدَى من سَبْع
إحنة في الحديث في صدره إحنة على أخيه

هي الحقد قال ... متى يَكُ في صَدْر ابن عَمَّكَ إْحَنُة ... فلا تَسْتِثْرها سوف يَبْدُو دَفيُنها ...
أحن وأحن عَلَيْه يَأْحَن ولعل همزتها عن واو ; فقد جاء وحن بمعنى ضغن . قال أبو تراب قال الفراء وحن عليه وأحن ; أي حقد . وعن اللِّحياني وحن عليه وحْنة ; أي أحن إحْنَة وأما ما حكى عن الأصمعي أنه قال كنا نظنّ أن الطرمّاح شىء حتى قال ... وأكره أن يعيب علىّ قومى ... هجائي الأَرْذلين ذوي الحنات ...
فاسترذالُ منه لو حن وقضاء على الهمزة بالإصالة أو برفْض الواو في الاستعمال . أحد أحد في شب . الهمزة مع الخاء
أخ عمر رضي الله عنه كان يكلم النبي صلى الله عليه و سلم كأخى السِّرار لا يسَمْعه حتى يستفهمه . أي كلاما كمثل المسارّة وشِبْههِا لخفض صوته . قال امرىء القيس ... عَشَّيِة جَاوَزْنا حماة وسَيْرُنا ... أخُو الجْهِد لا نلوى على مَنْ تعذَّرَا ...
ويجوز في غير هذا الموضع أن يراد بأخي السِّرار الجهار كما تقول العرب عرفت فلانا بأخي الشر يعنون الخير ; وبأخي الخير يريدون بالشر . ولو أريد بأخي السرار الُمسَارّ كان وجًها والكاف على هذا في محل النصب على الحال وعلى الأول هي صفة المصدر المحذوف والضمير في لا يَسْمعه يرجع إلى الكاف إذا جُعلت صفة للمصدر . ولا يسمعه منصوب المحل بمنزلة الكاف على الوصفية وإذا جعلت حالا كا الضمير لها أيضا إلا أنه قُدِّر مضاف محذوف كقولك يسمعُ صوته فحذف الصوت وأقيم

الضميُر مقامه ولا يجوز أن يجعل لا يسمعه حالا من النبي صلى الله عليه و سلم لأن المعنى يصير خَلفْا
أخذ عائشة رضي الله عنها جاءتها امرأة فقالت أؤخِّذُ جملى ؟ فلم تَفْطُن لها حتىَّ فُطَّنَتْ فأمرتْ بإخراجها وروى أنها قالت أأُقَيّدُ جملى ؟ فقالت نعم . فقالت اأقيد جملى ؟ فلما علمت ما تريد قالت وجَهْى من وجَهْك حرام . جعلت تأخذ الجمل وهو المبالغة في أخذه وضبطه مجازا عن الاحتيال لزَوْجها بحيل من السحِّر تمنعه بها عن غَيْرها ويقال لفلانة أُخْذَةٌ تُؤَخِّذُ بها الرجال عن النساء . حرام أي ممنوع من لقائه تعنى أنى لا ألقاك أبداً . مَسْروق رحمه الله ما شبَّهْتُ أصحاب محمد إلا الإخاذ ; تكفي الإخاذةُ الرَّاكب وتكفي الإخاذةُ الرَّاكَبْين وتكفي الإخاذة الفئام من الناس . هي المسَتْنقعَ الذي يأخذ ماء السماء . وسمي مساكة لأنها تُمسْكه وتَنْهِيه ونهِيْا لأنها تنهاه أي تحبسه وتمنعه من الجَرْي وحاجرا لأنه يحَجْرُه وحائرا لأنه يحار فيه فلا يدري كيف يجَرْي . قال عدّى ... فاض فيه مِثْل العُهُون من الرَّو ... ضَ وما ضَنَّ بالإخاذ غُدُرْ ...
وفي بعض الحديث وكان فيها إخاذات أمسْكتِ الماء . يقال شبهت الشىء بالشىء ويُعَدّى أيضا إلى مفعولين فيقال شبهته كذا ; وعليه ورد الحديث . الفئام الجماعة التي فيها كثرة وسعة من قولهم للَهْودَج الذي فُئَّم أسفله أي وسَعّ وللأرض الواسعة الفِئام . والمفَاّم من الرحال الواسُع المزِيد فيه بَنيقَتان ومن الرجال الواسع الجوف . أراد تفاضلهم في العلوم والمناقب

في الحديث لا تَجْعلَوُا ظُهُوركم كأخايا الدَّوابّ . هي جمع آخّيه وهي قطعُة حَبْل تُدْفن طرفاها في الأَرْض فتظهر مقل العُروة فتشدّ إليها الداّبة وتسمى الآرىَّ والإْدَروْن وهذا الجمع على خلاف بنائها كقولهم في جمع ليلة ليال . وجمعها القياسي أَواخى كأوارى . وقياس واحد الأخايا أخِيّة كألِيّة وألايا كما ان قياس واحد الليالى لَيْلاَه . اراد تقوِّسوها في الصلاة حتى تصير كهذه العرى . جوف الليل الآخر في سم . الهمزة مع الدال النبي صلى الله عليه و سلم قال للمغُيرة بن شُعْبة رضي الله عنه وخطب امرأة لو نظرت إليها فإنه أحْرى أن يُؤدَمَ بينكما
الأدْم الأدْم والإيدام الإصلاح والتوفيق . من أدْم الطعام وهو إصلاحُه بالإدام وجعلُه الأدم موافقا للطعام . لو هذه في معنى ليت والذي لاقى بينهما أنّ كل واحدة منهما في معنى التقدير . ومن ثم أجيبت بالفاء كأنه قيل ليتك نظرت إليها فإنه والغرض الحث على النظر . ومثله قولهم لو تأتيني فتحدثني على معنى ليتك تأتيني فتحدثني . والهاء في قوله فإنه راجعة إلى المصدر نظرت كقولهم من أحسن كان خيراً له . وقوله أن يؤدم أصله بأن يُؤْدم فحذفت الباء وحذْفُها مع أن وأن كثير . والمعنى فإن النظر أولى بالإصلاح وإيقاع الأُلفْة والوفاق بينكما ويجوز أن تكون الهاء ضمير الشأن . وأحرى أن يؤدم جملة في موضع خبر أن . نعم الإدَام ُالخلّ . هو اسم لكل ما يؤتدم به ويصطبغ وحقيقته ما يؤدم به الطعام أي

- يُصْلحَ وهذا البناء يجىء لما يُفْعل به كثيراً كقولك الرِّكاب لما يركَبُ به والحزام لما يحزم به ; ونظائره جمةَّ . لمَّا خرج إلى مكة عرض له رجلُ فقال إن كنت تريدُ النسِّاء البيض والنُّوق الأُدْمَ فَعلَيْك ببَنيِ مُدْلج . فقال إن الله منع من بنى مدْلج لِصَلتها الرحم وطعنهم في أْلباب الإبل وروى لَبَّات . الأُدْمة في الإبل البياض مع سواد المقلتين . عليك من أسماء الفعل يقال عليك زيدا أي اْلزَمه وعليك به أي خُذْ به والمراد هاهنا أوْقِعْ ببني مُدلج . الألباب جمع لبب وهو المَنْحَر والَّلبَّة مثله وقيل جمع لُبّ وهو الخالص ; يعني أنهم ينحرون خالصة إبلهم وكرائها . ويجوز أن يكون جمع لَبّة على تقدير حذف التاء كقولهم في جمع بَدْرة بِدَر وشدّة أشدّ . وصفهم بالكرم وصلة الرحم وأنهم بهاتين الخصلتين استوجبوا الإمساك عن الإيقاع بهم . لأمير المؤمنين على رضي الله عنه سنح لى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في المنام فقلت يا رسول الله ; ما لقيت بعدك من الإِدَدِ والأَوَدِ وروى من اللَّدد !
إدد أود والإَّدة الداهية ومنها قوله تعالى لقد جئتُم شَيْئا إدّا . والأَوَد العِوجَ واللَّدد الخصومة . ما لقيت بعدك يريد أي شىء لقيتُ ! على معنى التعجب كقوله ... يا جارتا ما أنت جارْه ...
ابن مسعود رضى الله عنه إن هذا اْلقُرآْن مأدَبة الله فتعلَّمُوا من مأْدبته وروى مأْدُبة الله فمن دخل فيها فهو آمن

المأدبة مصدر بمنزلة الأدب وهو الدعاء إلى الطعام كالمَعْتبة بمعنى العتب . وأما المأدُبة فاسمٌ للصَّنيع نفسه كالوكيرة والوليمة . وشبَّهها سيبويه بالَمسْربُة وغَرضُه أنها ليست كَمْفعلة ومَفْعلة في كونهما بناءين للمصادر والظروف . وفي حديث كَعْب رحمه الله إنه ذكر مَلْحَمة للرُّوم فقال والله مأُدبَةٌ من لحومِ الروَّم بِمروُجِ عَكاَّء . اي ضيافة للسباع . وعكاء موضع . في الحديث يوشك أن يخرج جيش من قبل المشرق آدَى شىء وأَعدُّه أميُرهم رجلُ طُوال أَدْلم أبرج . آدى وأعدّ من الأداة والُعَّدة أي أكمل شىءِ أداة وأتّمه عدَّة وهما مبنيّان من فِعْلٍ على تقدير فَعُل وإن كان غير مستعمل كما قال سيبويه في قولهم ما اشهاها ! بمعنى ما أفضلها في كونها مشتهاة إنه على تقدير فَعُل وإن لم يُستعمل . ويجوز أن يكون من قولك رجل مؤد أي كامل الأدوات . أو من استعد على حذف الزوائد كقولهم هو أعطاهم للدينار والدرهم . وهو آداهم للأمانه . ويجوز أن يكون الأصُل آيَدُ شىءٍ وأعْتَدُه فقيل آدى على القلب كقولهم شاكٍ في شائكِ شائك . وأعَدُّ على الإدغام كقولهم وَدّ في وتد . الطَّوَال البليغ في الطول والطُّوَّال أبلغ منه
أدلم الأدْلم الأسود ومنه سمى الأَرْتدج بالأَدلم . الأبرج الواسع العين الذي أَحْدقَ بياض مُقْلِتيِه بسوادِها كلّه لا يغيبُ منه شىء ومنه التبرجّ وهو إظهار المرأة محاسِنها . وسفينة بارجة لا غطاء عليها
أدف في الأدَاف الدية كاملة . هو الذكر . فعال من ودف إذا قطر وقلبُ الواو المضمومة همزة قياس مطّرد . قال

أولْجتُ في كَعْبثها الأدافا ... مِثْل الذِّراع يمَتْرى النِّطافا ...
ويروى الأذاف بالذال المعجمة من وذف بمعنى قطر أيضا . كاملة نصب على الحال والعامل فيها ما في الظرف من معنى الفعل والظرف مستقر ويجوز أن تُرفع على أنها خبر ويبقى الظرف لغوا آدمة في قر . أدبه في نج . فاْسَتألها في سو . مُؤْدون في قو آدم في هب و زه . الهمزة مع الذال النبي صلى الله عليه و سلم ما أذن اللهُ لشىء كإذْنِه لنبيّ يتغَّنى بالُقْرآن
أذن والأذَنُ الاستماع . ومنه قوله تعالى وَأَذَنتْ لرَبِّهاً وَحُقَّتْ . وقال عدى ... في سماع يأْذَنُ الَشُيخُ لُه ... وحديثٍ مثل ماذّىٍ مشار ...
المراد بالتغني تحزين القراءة وترقيقها . ومنه الحديث زيِّنوا القرآن بأصْواتَكِم . وعن عبدالله بن المغُفَلّ رضى الله عنه أنه رأى النبَّي صلى الله عليه و سلم يقرأُ سورة الفتح . فقال لولا أنْ يجتمع الناسُ علينا لحكيتُ تلك القراءة وقد رجَّع . والمعنىّ بهذا الإستماع الاعتدادُ بقراءة النبي وإبانه مزَّيتها وشرفها عنده . ومنه قولهم الأمير يسمع كلام فلان ; يعنون أن له عنده وزنا ومَوءقعا حسنا
أذى في الحديث كلّ مُؤْذنِ في النَّار . يريد أن كلَّ ما يُؤْذى من الحشرات والسِّباع وغيرها يكونُ في نار جهَّنمَ عقوبة لأَهْلها . وقيل هو وَعِيدٌ لمن يُؤْذِى الناس . وأما الأذى في قوله الإيمان نيف وسبعون درجة أدناها إماطة الأذى عن الطَّرِيق ; فهو الشوك والحجر وكل ما يؤذى المسالك . وفي قوله في الصبىِّ أميطُوا الآذى عنه ; هو العقيقة تُحْلَقُ عنه بعد أُسْبوع . بَيْنَ الأَذانَيْنِ في قر . الأذْربّي في بر

الهمزة مع الراء النبي صلى الله عليه و سلم أُتى بكَتف مؤرَّبة فأَكَلها وصَلىَّ ولم يتوَّضأ . هي الموَّفرة التي لم يؤُخذ شىءٌ من لحْمِها فهي متلبِّسة بما عليها من اللحم متعقدِّة به ;
أرب من أرِّبْتُ العقدة أذا أحكمت شدَّها . من الناس من يُوجب الوضوء بأكْلِ ما مَسَّته النار وعن أهل المدينة أنهم كانوا يرون هذا الرأىَ وهذا الحديث واشباهه ردُّ عليهم . إن الإسلام لَيِأْرزُ إلى المدينة كما تأرزُ الحَّيةُ إلى جُحْرِها . أي تنضوى إليه وتنضم ومنه الأَرُوز للبخيل اُلمْنقَبض
أرز وعن أبي الأسْودِ الدؤلي إن فلانا إذا سُئل أرز وإذا دعى انتهز وروى اهْتَزّ . قال يزيد بن شيبان أتانا ابن مِرْبعَ الأَنْصاري ونحن وقوف بالموقف بمكانٍ يباعده عمرو فقال أنا رسول الله إليكم اثبتوا على مشاعركم هذه فإنكم على إرثٍ من إرْثِ إبراهيم
أرث هو الميراث وهمزته عن واو كإشاح وإسادة وهذا قياسٌ عند المازني . من للتبيين مثلها في قوله تعالى فاْحِتَنبُوا الرِّجْسَ من الأوثان . المشاعر موضع النسك ; لأَنَّها معالم الحجّ . أتُى بلبن إبل أوارِك وهو بعرفة فشرب منه أتاه به العباس
أراك أركت الإبِلْ تَأْرك وتَأْرك أقامت في الأراك ; فُعِل ذلك لُيعلْم أصائم هو أم مفطر . وعن ابن عمر رضي الله عنهما حججت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلم يَصُمْه ومع عثمان فلم يَصُمْه وأنا لا أصومه ولا آمر بصيامه ولا أنهى عنه . اشتكى إليه رجلٌ امرأته فقال اللهم أر بينهما وروى أنه دعا بهذا الدعاء لعلّىٍ وفاطمة عليهما السلام

أرّى التَّأرْيِة التَّثْبيتِ والتمكين . ومنه الآرِىّ . وتقول العرب أرِّ لفرسك وأوكد له ; أي أشدد له آربا في الأرض ; وهو المَحبْس من وتد أو قطعة حبل مدفونة . والمعنى الدعاء بثبات الود بينهما . قال له أبو أيوب رضى الله عنه يا رسول الله ; دُلنَّي على عمل يدخلني الجنة . فقال أرب مَالَهُ ؟ تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقم الصلاة وتُؤْتى الزكاة وتَصِلُ الرحم وروى أَرِبٌ ماله !
أرب قيل في أرب هو دعاء بالافتقار من الأرب وهو الحاجة وقيل هو دعاء بتساقط الآراب ; وهي الأعضاء . وماله بمعنى ما خَطْبهُ ؟ وفيه وَجْه آخر لطيف ; وهو أن يكون أرب مما حكاه أبو يزيد من قولهم أَربُ الرجل إذا تشدَّد وتَحكَّر ; من تأْريب العُقْدة ثم يُتَأول بمنع ; لأنَّ البخل مَنْعٌ فيعدّى تعديته فيصير المعنى منع . ماله دعاء عليه بلُصوق عار البخلاء به ودخولهم له في غمار اللثام على طريقة طباع العرب كقول الأشتر ... بَقَّيت وَفْرى وانحرفتُ عن العُلاَ ... ولقيِتُ أضيافي بوجْه عبوُس ...
وكذلك حديث عمر رضي الله عنه إن الحارث بن أوس سأله عن المرأة تطوفُ بالبيت ثم تنِفُر من غير أن أزف طواف الصدَّرَ إذا كانت حائضا . فأفتاه أن يفعل ذلك فقال الحارث كذلك أفتاني رسول الله صلى الله عليه و سلم . فقال عمر لأربْتَ عَنْ ذي يَدَيْك . ورُوى أربْت من ذي يديك ; أتسألني وقد سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم كي أخالفه ؟ ومعناه منُعت عما يصحب يديك وهو مالُه . ومعنى أربْت من يديك نشأ بخُلْك من يديك والأصلُ فيما جاء فى كلامهم من هذه الأدعية التي هي قاتلك الله وأخزاك الله ولا دَرَّ درّك وتربت يداك وأشباهها

وهم يريدون المدح المفرط والتعجب للإشعار بأنّ فعل الرجل أو قوله بالغٌ من الندرة والغرابة المبلغ الذي لسامعه أن يحسده وينافسه حتى يدعو عليه تضجرا أو تحسرا ثم كثُر ذلك حتى اسُتْعمل في كل موضع استعجاب ; وما نحن فيه متمحّض للتعجب فقط . ولتغير معنى قاتله الله عن أصل موضوعه غّيروا لفَظْة فقالوا فاتعه الله وكاتعه . ويجوز أن يكون على قول من فسر أرب بافتقر وأن يجرى مجرى عدم فيعدّى إلى المال . وأما أربٌ فهو الرجل ذو الخبرة والفطنة . قال ... يَلُفَّ طوائف الفرسا ... ن وَهْوَ بِلَفِّهمْ أربُ ...
وهو خبر مبتدأ محذوف تقديره هو أرب ; والمعنى أنه تعجّبَ منه أو أخْبَر عنه بالفْطَنة أوَّلاً ثم قال ماله ؟ أي لم يستفتى فيما هو ظاهر لكل فطن ثم التفت إليه فقال تعبدُ الله ; فعدَّد عليهالأشياء التي كانت معلومةً له تبكيتاً . وروى أن رجلا اعترضه ليسأله فصاح به الناس فقال عليه السلام دعوا الرجل أرب ماله ؟ قيل معناه احتاج فسأل . ثم قال ماله ؟ أي ما خطُبه يُصَاحُ به وروى دعوه فأرَبٌ ما له أي فحاجةٌ مّاله . وما إبهامية كمثلها في قولك اريد شيئاً مّا . ذكر الحَّيات فقال من خشى إرْبَهُنَّ فليس منَّا . أي دَهيْهَنُ وخبْثَهن ومنه المواربة ; والمعنى ليس من جملتنا من يهابُ الإقدام عليهن ويتوقى قتلهّن كما كان أهل الجاهلية يدينونه . لا صيام لمن لم يُوَرِّضْة من الليل
أرض أي لم يهيئه بالنية من أَرَّضت المكان إذا سوّيته وهو من الأرض . عن أبي سُفيان بن حرب إن رسول الله صلى الله عليه و سلم كتب إلى هرقل من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم

سلام على من اتَّبع الهدى . أما بعد فإني أدعوك بدعاية الإسلام أَسْلم تسلم وأسلم يُوَفِّك الله أجرك مرتين فإن توليت فإن عليك الأريسيين ويأهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بينكم الآية . قال أبو سفيان فلما قال ما قال وفرغ من قراءة الكتاب كثر عنده اللجب وارتفعت الأصوات
أرس الأريس والأريسى الأكار . قال ابن الأعرابي وقد أوَس يأرس أرْساَ وأرَّس . والمعنى أن أهل السوادو ماصاقبه كانوا أهل فلاحة وهم رعية كسرى ودينهم المجوسية فأعلمه أنه إن لم يؤمن وهو من أهل الكتاب كان عليه إثمُ المجوس الذين لا كتاب لهم . فلما قال يعنى الرسول الذي أوصل الكتاب إليهم وقرأه على هرقل . اللَّجب اختلاط الأصوات وأصله من لجب البحر وهو صوت التِطْام أمواجه
أرف إذا وقعت الأُرفَ فلا شُفْعَة . هي الحدُود . ومنه حديث عُمر رضي الله عنه إنه خرج إلى وادي القرى وخرج بالقُسَّام فَقَسُموا على عدد السِّهام وأعْلمُوا أُرَفَها وجعلوا السهام تجرى ; فكان لعثمان خطر ولعبدالرحمن بن عوف خطر ولفلان خطر ولفلان نصف خطر . الخطر النصيب ولا يستعمل إلا فيما له قدرٌ ومزية يقال فلان خطير فلان أى مُعادلُه في المنزلة . وفي الحديث أيّ مال اقُتسم وأُرّف عليه فلا شُفْعة فيه . أيُّ أديرت عليه أرف . عمر رضي الله عنه قال أسلم مولاه خرجتُ معه حتى إذا كنَّا بَحرَّة واقِم فإذا نارٌ تؤَرَّث بصرار فخرجنا حتى أتينا صرار فقال عمر السلامُ عليكم يأهل الضوء وكره أن يقول يأهل النار أَأَدْنو ؟ فقيل ادنُ بخيٍر أودَعْ قال إذا هم رَكْبٌ قد قصر بهم الليل والبرد والجوع وإذا امرأة وصبيان فنكص على عقبيه وأدبر يهرول

حتى أتى دارَ الدقيق فاستخرج عِدْلا من دقيق وجعل فيه كُبَّةً من شَحْم ثم حمله حتى أتاهم ثم قال للمرأة ذرّى وأنا أحُّرلك
أرث تأريث النار إيقادها . صرار بئر قديمة على ثلاثة أميال من المدينة على طريق العراق . أو دْع يريد أوْ دع الدنَّو إن لم يكن خير . وإذاهم هي إذا المفاجأة . وهي اسم أي ظرف مكان كأنه قال وبحضرته هم ركب والمعنى أنهم فجئوه عند دُنوُّه . قصر بهم حبسهم عن السير . الَهرْولة سرعة الشىء . الكُبَّة الجَرْوهَق . الذرُّ التفريق يقال ذَّر الحبَّ في الأرض وذرَّ الدواء في العين . والمراد ذُرِّى الدقيق في القِدْر . أحُرُّ بالضم أتَّخذ حريرة وهي حَسَاء ٌمن دقيق ودسم
أرض ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أزَلْزِلت الأرض أم بي أَرْض . هي الرعدة . قال ذو الرمة ... إذا تَوَجَّسَ رِكْزاً من سنابكها ... أوْ كان صاحب أرض أوْ به مُوُم ...
عائشة رضي الله عنها كان النبي صلى الله عليه و سلم يُقَبِّل ويَبُاشر وهو صائم ولكنه كان أَمْلكَكَمُ لإِرْبِه
أرب والإِرْب الحاجة . وقيل هو العُضو أرادت بملكه حاجته أو عضوه قَمْعَه لَشْهَوتَه . عبدالرحمن بن يزيد رضي الله عنه قال محمد ابنه قلت له في إمرة الحجاج يا أبهْ ; أنغزو ! فقال يا بنى لو كان رأْى الناس مثل رأيك ما أدِّى الاْرَيانُ . هو الخراج . قال الحْيقْطُان

وقلتم لَقَاحٌ لا تؤدِّى إتاوةً ... وإعطاء أَرْيان من الضُّر أيَسْرَ . وكأن فعلان من التأرية ; لأنه شىء أكدِّ على الناس وأُلزِمْوه . وقيل الأشبه بكلام العرب أن يكون الأُرْبَان بالباء وهو الزيادة على الحق . يقال أُرْبَان وُعْربان
أرن الشَّعبي رحمه الله اجتمع جوارٍ فأرِنّ وأَشِرْنَ ولَعْبِنَ اُلْحزُقَّة . الأرن النّشاط / ومُهْر أرن . ومنه قول زيد بن عدى للنعمان لقد عقدتُ لك آخَّية لا يحلهّا المهر الأرن . اُلْحزُقَّة لَعْبةٌ من التَّحزَقُّ وهو التقّبض . عون رحمه الله ذكر رجلا فقال تكلم فجمع بين الأَرْوى والنَّعام
أروى أي بين كلامين مُتَبَاعدين ; لأن الأَرْوَى جَبَلية والنَّعام سَهْلية . وفي أمثالهم ... ما يجمع بين الأَرْوَى والنَّعَام ؟ في الحديث مُؤَاربة الأريب جَهْلُ وعَنَاءُ . وهي المُدَاهاةُ والُمخاتلة من الإرْب وهو الدَّهاء والنكر . يريد أن العاقل لا يُخْدَع
أرم كيف تَبْلغُك صلاتنا وقد أرِْت . قيل معناه بليت . كمثل الأرزة في خو . جعلْتُ عليه آراماً في سر . ذي أَرْوَان في طب . مس أَرْنَب في غث . كما تَتَوقَّلُ الأروية في وق . والأرُف تقطع في فح إرْبَة أَربْتهُا في حو . أرز في هي . الأرْنبة والأرينة في قل . أرِزْ في رى أرن الكلام في جد

الهمزة مع الزاى النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يصَلّي ولجْوفه أَزيز كأزيز الِمرجْل من البكاء . وهو الغليان
أزز المرجل عن الأصمعي كل قدر يطبخ فيها من حجارة أو خزف أو حديد . وقيل إنما سمي بذلك لأنه إذا نُصب فكأنه أقيم على أرجل . في حديث كسوف الشمس قال فدفعنا إلى المسجد فإذا هو بأزز وروى يتأَزّرَ وذكر صلاة رسول الله صلى الله عليه و سلم وأنه خطب وذكر خروج الدجال وأنه يُحِصْر المسلمين في بيت الَمقْدِس قال فُيؤْزَلُونَ أَزَلاً شديداً . الأَزَزُ الامتلاء والتضامّ . وعن أبي اَلجْزلِ الأعْرابي أتيتُ السُّوقَ فرأيت النساء أززاً . قيل ما الأزز ؟ قال كأزََ الرُّماَّنة المُخْتِشَية . يَتَأزَّزُ يتفعل من الأَزيز وهو الغليان ; أي يغلي بالقوم لكثرتهم . الإحصار الحبس . يُؤْزلُون يُضَّيق عليهم . يقال أَزَلْتُ الماشية والقوم حبستهُم وضَّيقْتُ عُليهم . وأزَلُوا قحطوا
أزر في حديث المبعث قال له ورقة بن نوفل إنْ يُدْركْنِي يوَمْكُ أنْصُركَ نَصْراً مُؤَزَّراً . أي قويَا من الأَزْر وهو القُوَّة والشَّدَّة ومنه الإزار ; لأن المؤتزر يشد به وسطه ويُحْكيءُ صُلْبُه من قوله ... فَوْقَ من أحْكأ صُلْباً بإزَارِ

وأزرَّت الرجل شددتُ عليه الإزار . فكأن الُمؤَزَّرَ مستعار من هذا ومعناه المشدود المقّوى . قال جّواس ... وأيام صدق كلَّها قد علمتم ... نصرنا ويم المرْج نصرا مُؤَزّرا ...
قال للأنصار ليلة العقبة أبُايعكم على أن تمنعوني مما تمنعون منه نسائكم وأبنائكم . فأخذ البراء بن مَعْرورٍ بيده ثم قال نعم والذي بعثك بالحق لنمنَّعنك مما نْمَنعُ منه أُزُرنَا . كنىَ عن النساء بالأزُر كما كُنىَ عَنهنّ باللباس والفُرش . وقيل أراد نفوسهم من قوله ... ألاَ أَبْلغ أبا حَفْصٍ رَسُولاً ... فدىً لك من أخى ثقة إزارى ...
وهذا كما قيل في قول ليلى ... رَمَوْها بأثوابٍ خفاف فَلْن ترى ... لها شبها إلا النَّعامَ المنَّفرا ...
أرادت النفوس . كان إذا دخل العَشْرُ الأواخر أيقظ أهله وشَدَّ المئزر ورُوى ورفع المئزر . أي أيقظهم للصلاة واعتزل النساء فجعل شدُّ الإزار كناية عن الإعتزال كما يُجعل حَلُّه كناية عن ضدِّ ذلك . قال الأخطل ... قوم ٌإذا حاربُوا شَدّوا مآزرهم ... دون النساء ولو باتت بأطْهَار ...
ويجوز أن يُرَاد تشميره للِعبادة ومن شأن المشّمر المنكمش أن يقلّص إزاره ويرفع أطرافه ويشدها . وقد كثر هذا في كلامهم حتى قال الراجز في وصف حمار وحش ورد ماء ... شَدَّ على أمْر الورود مِئزَرَهً ... ليلا وما نَادَى أذين المَدرَهْ ...
اْخَتلف من كان قبلنا على ثنتين وسبعين فرقة نجا منها ثلاثٌ وهلك سائُرها ; فرقة

آزَتِ الملوكَ وقاتلتهم على دين الله ودين عيسى حتى قُتِلوا . وفرقة لم تكن لهم طاقة بمؤازاة الملوك فأقاموا بين ظَهْراني قومهم فدعَوْهم إلى دين الله ودين عيسى ; فأخذتهم الملوك فقتلتهم وقطعتْهم بالمناشير . وفرقة لم تكن لهم طاقة بمؤازاة الملوك ولا بأن يقيموا بين ظَهْرَاني قومهم فَيدْعوهم إلى دين الله ودين عيسى فساحُوا في الجبال وترهَّبوا وهم الذين قال الله تعالى فيهم وَرَهْبانَّيةً ابْتَدَعُوها
آزاه المؤُازَاة الُمقامة من قولك هو إزاء مال أي قائم به . سائرها باقيها اسم فاعل من سأر إذا بقي ومنه السؤر . وهذا مما تغلط فيه الخاصة فتضعه موضع الجميع . أقام فلان بين أظهر قومه وظَهْرانيهم أي أقام بينهم . وإقحام الأظهر وهو جمع ظهر على معنى أن اقامته فيهم على سبيل الأسْتظهارِ بهم والاستناد إليهم . وأما ظَهْرَانيهم فقد زيدت فيه الألف والنون على ظَهْر عند النسبة للتأكيد كقولهم في الرجل العيُون نَفْسانى وهو نسبة إلى النَّفس بمعنى العَيْن والصّيدلاني والصيدناني منسوبان إلى الصيدل والصَّيْدّن وهما أصولُ الأشياءِ وجواهرُها فألحقوا الألف والنون عن النسبة للمبالغة وكأن معنى التثنية أن ظهرا منهم قدّامه وآخر وراءه فهو مكنوف من جانبيه وهذا أصله ثم كثُر حتى اسُتعْمِل في الإقامة بين القوم مطلقا وإن لم يكن مكنوفا . أبو بكر رضي الله عنه قال للأنْصَار يوم سقيفة بني ساعدة لقد نَصْرتُم وآزرتم وآسيتمُ . أي عاونتم وقوّيتم . آسيتم وافقتم وتابعتم ; من الأُسوة وهي القدوة . نظرت يوم أُحُد إلى حلقة دِرْع قد نَشِبَتْ في جبين رسول الله صلى الله عليه و سلم فانكَبَبْتُ لأَنْزِعَها فأقْسم علىَّ أبو عبيدة فأزَم بها بَثنِيْته فجذَبها جَذْباً رفيقا . الأزم والأرم العضّ . يقال للأسنان الأُزَّم والأُرّم

عمر رضي الله عنه سأل الحارث بن كَلَدة ما الدَّواء ؟ فقال الأَزْمُ . هو الحْميَة ومنه الأَزْمة من المجاعة والإمساك عن الطعام . فأزم القْومُ في حف . عام أزبة في صف . مُؤْزلة في صب . أزب في ول . أزلكم في ال . مُتَّزر في كس . بإزَاء الحَوْض في شب . إزر صاحبنا في حش . فأزم عليها في هت . الهمزة مع السين النبي صلى الله عليه و سلم سُئل عن مَوْتِ الفُجَاءة . فقال رَاَحةٌ للمُؤْمِن وأَخْذَةُ أسَفٍ للكافر
أَسِف أي أخذة سُخْط من قوله تعالى فَلماَّ آسَفُونَا انْتَقَمْنا مِنْهُمْ . وذلك لأنَّ الغضبان لا يخلو من حُزن ولهف فقيل له أسف . ثم كثر حتى استعمل في موضع لا مجال للحزن فيه . وهذه الإضافة بمعنى من كخاتم فضة ; ألا ترى أن اسم السخط يقع على أخذة وقوع اسم الفضة على خاتم . وتكون بمعنى اللام نحو قوله قولُ صدق ووعدُ حّقٍ . ومنه حديث النخعي رحمه الله إن كانُوا لَيَكْرَهُونَ أَخْذَةً كأَخذَةِ الأَسَف . إن هذه هي المخففة من الثقيلة واللامُ للَفْرق بينها وبين إن النافية . والمعنى إنه كانوا يكرهون ; أي إن الشان والحديث هذا
أسى أيغلب أحدكم أن يصُاحب صُوَيحبه في الدنيا معروفا فإذا حال بينه وبينه ما هو أَوْلى به استرجع ثم قال ربِّ آسنى لما أَمْضْيتَ واعنىِّ على ما أبقيت وروى أُسْنِى مما أمضيت ورُوى أثبْنِي على ما أمَضْيت . التَّأسية التعزية وهي تحريض المُصَاب على الأسى والصبرا . والمعنى امنحنى الصبر لأجل من أمضيته . وإنما قال ما ذهاباً إلى الصفة

أُسْني من الأوْسِ وهو العِوضَ . قال رؤبة ... ياقائد الجيش وزيد المجلس ... أسْنِى فقد قلتّ رفَادُ الأوْس ...
على ما أبقيت أي على شكره فحذف . استمنحه الصبر على الماضي أو الخلف عنه واستوزعه الشكر على الباقي . أيغلب من غُلب فلان عن كذا إذا سُلبه وأخذ منه . والأصل على أن يصاحب فُحذف وحَذْفُ حرف الجر مع أن شائع كثير ومعناه أتؤخذ منه استطاعةُ ذلك حتى لا يفعله . التصغير في الصُّوَيحْب بمعنى التقريب وتلطيف المحل . معروفا أي صاحبا مَرْضيا تتقّبله النفوسُ فلا تنكره ولا تَنْفرِ عنه . ما هو أولى به أي أَخْلقُ به من صحبته وهو الانتقال إلى جوار ربهّ
أسد كتب من محمد رسول الله لعباد الله الأسْدِيين ; ملوك عُمَان وأَسْد عُمَان من كان منهم بالبحرين وروى الأَسْبذَيِن . أهلُ العلم بالنَّسب يقولون في القبيلة التي من اليمن التي تسميها العامة الأزْد الأسْد . والأَسْبذَون كلمة أعجمية معناها عَبَدَة الفرس . وكانوا يعبدون فرسا والفرس بالفارسية أَسْب
أسر عمر رضي الله عنه إن رجلا أتاه فذكر أن شهادة الزور قد كثُرت في أرضهم فقال لا يُؤْسَر أحدٌ في الإْسَلام بشهداء السوّءِ فإنما لا نقبُل إلا العدول . أي لا يُسْجنَ وفسّر قوله تعالى وَيَتِيماً وأسيرا ; بالمسجون
أسل على رضي الله عنه لا قَوَد إلاّ بالأسل . هو كل حديدٍ رهيف من سنانم وَسْيف وسكين . والأسل في الأصل الشوك الطويل فَشُبِّه به والمؤسل المحدَّد . قال مُزَاحِم

تُبَارى سَدِيَساها إذا ما تَلَجَّمَتْ ... شباً مِثْل إبزيم السِّلاحِ المُؤسَّلِ ...
عائشة رضي الله عنها قالت حين أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم أبا بكر أن
أسف يصلِّى بالنَّاسِ في مرضه الذي مات فيه إنَّ أبا بكرٍ رجل أسيف ومتى يَقْم مقامك لا يقدر على القراءة . هو السريع الحُزْن والبكاء فعيل بمعنى فاعل من أسف كحزين من حزن يقال أسوُف أيضاً . خالد الرَّبعي رحمه الله إن رجلا من عباد بنى اسرائيل أذنب ذَنْباً ثم تاب فثقب تَرْقُوتَه فجعل فيها سِلْسلة ثم أوثقها إلى آسيةٍ من أوسى المسجد . هي السارية النابغة
أسى ... فإنْ تَكُ قَدْ وَدَّعْتَ غَيْر مُذَمَّم ... أواسى مُلْكٍ أْثَبَتتْها الأوَائِلُ ...
سميت آسية لأنها تُصْلح السقفَ وتُقيمه بَعْمدِها إياه من أسَوْتُ بين القوم إذا أصلحت بينهم . ثابت البناني رحمه الله كان داودُ عليه السلام إذا ذكر عقاب الله تخلَّعتْ أوصاله
أسر فلا يشدّها إِلا الأسر . أي العَصْبِ . إن خرج أسد في غث . ذا الْأسد في بج . فأَسَن في خش . يَأسن في نه . إسَافا في ري . الأسامات في حو . هذه الأَواسِي في قل . والُأسَفَاء في عس . وآسيْتُم في أز . الهمزة مع الشين
أشب النبي صلى الله عليه و سلم كان في سفر فرفَع بهاتين الآيتين صَوْتَه يا أيَّها الناس اتقوا رَبَّكم إنَّ زَلْزَلَة السَّاعَة شَىءُ عظيم فتأَشَّبَ اصحابُه حَوْله وابْلَسُوا حتى ما أوْضَحُواً بضاحِكةٍ

أي التفّوا عليه من أشب الشجر وهو التفافُه . ومنه حديثه إن ابن أمّ مَكْتوُم قال له إني رجلٌ ضريرٌ وبيني وبينك أشَبٌ فرخِّصْ لي في العِشَاء والفَجْر . قال هل تسمعُ النداء ؟ قال نعم فلم يرخِّص له . أراد التفاف النَّخل . ابلسوا سكنوا ومنه الناقة الْمبِلاَس وهي التي لا تَرْغو من شدة الضَّبعَة وإنما قيل لليائس عن الشىء مَبْلسِ ; لأنّ نفسه لا تحدثه بعقد الرجاء به . حكى عن الزجاج أوضح بمعنى وضح ويقال للمُقْبِل من أين أوْضْحتَ ؟ أي من أين طلعت ؟ . والمعنى ما طلعوا بضاحكة ; وهي واحدة الضواحك من الأسنان ; أي ما أطلعوا ضاحكة والضّاحك أَشْيَع . كان إذا رأى من أصحابه بَعْضَ الأشاش مما يعظهم
أشش هَمْزَتُه مبدلة من هاء الهشاس ; كما قيل في ماهٍ ماء . وتلحقه التاء كما يقال الهشاشة . ماّ في مما يعظهم مصدرية وقبلها مضافُ محذوف ; أي كان من أهل موعظتهم إذا رآهم نشيطين لها ويجوز أن تكون موصولة مقام من إرادة لمعنى الوصفية . الأشاءَ تَيْن في بر . مُؤْتشِب دي . وتأَشَّبُوا في صو . الهمزة مع الصاد . النبي صلى الله عليه و سلم قال له عمر يا رسول الله ; أخَبْرني عن هذا السلطان الذي ذلَّتْ له الرِّقاب وخضعت له الأجساد ; ما هو ؟
أصر قال ظل الله في الأرْض فإذا أحْسَن فله الأجْر وعليكم الشُّكر وإذا أساء فعليه الإصر وعليكم الصبَّر هو الثّقل الذى يأصر حاملَه ; أى يحبسه في مكانه لفَرْط ثقله والمراد الوِزر العظيم . ومنه حديث ابن عمر من حلف على يمين فيها إصْر فلا كفَّارة لها . قيل هو أن يحلف بطلاق أو عِتاقٍ أوْ مَشْىِ أو نَذْر . وكلُّ واحد من هذه فيه ثَقِلٌ فادح على الحالف ; لأنه لا يتفصىّ عنه بكفارة كما يتفصىَّ بها عن القسم بالله تعالى . وإنما قيل للعهد إصر ; لأنه شىء أصر أي عقد

معاوية رضي الله عنه بلغه أن صاحب الروم يريد أن يغَزْو بلاد الشام أيام فتنة صفِّين فكتب إليه يحلف بالله لئن تَمَمْتَ على ما بلغني من عزمك الأضالحنَّ صاحبي ولأكونَنَّ مقدمته إليك ; فلأجعلن القُسْطَنْطيَّنية البَخْراَء حُمَمَةَ سَوْدَاء ولأنتزعَنَّك من الُملْكِ انتزاع الاصْطُفْليِنة ولأَرُدْنَّك إرِّيساً من الأرَارِسَة تَرْعَى الدَّوَابِل
إصطفل الجزرة شامية والجمع بحذف التاء . ومنه حديث القاسم بن مخُيَمْرة رحمه الله تعالى إن الوالى لينَحْتِ أقاربه أمانته كما تنحت القدوم الإصْطَفِلينة حتى تَخْلصُ إلى قلبها . مرّ الإرّيس في أر . الدَّوَابل دَوْبل وهو الخنزير وقيل الجحش . تَمَّ على الأمر إذا استمّر عليه وتمة كما يقال مضى على ما عزم إذا أمضاه . اللام في لئن هي الموطئة للقسم وقد لف القسم والشرط ثم جاء بقوله لأُصالحن ; فوقع جواباً للقسم وجزاء للشرط دفعةً . المقدِّمة الجماعة التي تتقدَّم الجيش ; من قدم بمعنى تقدَّم وقد استعيرت لأول كلّ شىء فقيل منه مقدِّمة الكتاب ومقدِّمة الكلام ; وفتح الدال خلف . أصله في زه . بالأصْطُبَّة في عل . الإِصْر في وص . الهمزة مع الضاد النبي صلى الله عليه و سلم أتاه جبريل وهو عند أضاة بنى غفار فقال إن الله تعالى يأْمُرك أن تُقْرِىء أُمَّتكَ على سَبْعةَ أحْرفُ
أضا هي الغدير . الأحرف الوجوه والأنحاء التى ينحوها القراء يقال في حرف ابن مسعود كذا ; أي في وَجْهِه الذي يَنْحرِفُ إليه من وُجًوه القراءة . ومنه حديثه الآخر نزل القرآن على سبعة أحرف كلهّا كافٍ شاف فاْقَرءُوا كما عُلِّمتم

الهمزة مع الطاء النبي صلى الله عليه و سلم ذكر المظالم التي وقعت فيها بنو اسرائيل والمعاصى فقال لا والذي نفسي بيده حتى تَأْخُذُوا على يَدَي الظَالم وتَأْطُروُه على الحق أطْراً
أطر الأَطْر العَطْفُ ومنه إطار المُنْخَل . قال طرفة ... كأنَّ كِناَسْى ضَالَةٍ يَكْنفُانَها ... وَأطْر قِسّيٍ تحت صلب مُؤَيَّد ...
حتى متعلقة بلا كأن قائلا قال له عند ذكره مظالم بنى اسرائيل هل نُعْذَر في تخلية الظالمين وشأنهم ؟ فقال لا حتى تأخذوا . أي لا تعذرون حتى تَجْبرُوا الظالم على الإذْعان للحق وإعْطَاء النَّصفَة للمظلوم ; واليميُن معترضةٌ بين لا وحتى وليست لا هذه بتلك التي يجىء بها المُقْسم تأكيدا لِقَسمه . لما خرج صلى الله عليه و سلم إلى أحد جعل نساءه في أُطٌم قالت صفَّية بنت عبدالمطلب فأطلَّ علينا يَهُوديُّ فقمت فضربتُ رأْسه بالسَّيِفْ ثم رميتُ به عليهم ; فَتقَضقُضوا وقالوا قد علمنا أن محمداً لم يتركْ أهله خلُوفا
أطم أطل الأُطُم الحِصْن . ومنه حديثه إنه انطلق في رهْطِ من أصحابه قبل ابن صيَّاد فوجده يلَعب مع الصِّبيان عن أطُم بنى مَغَالة وقد قارب ابن صياّد يومئذ الحلم فلم يشعر حتى ضرب رسول الله صلى الله عليه و سلم ظهره بيده ثم قال أتشهدُ أني رسول الله ؟ فنظر إليه ابن صياّد فقال أشهدُ أنك رسول الأميين ثم قال ابنُ صيَّاد له أتشهد أني رسول الله ؟ فرصَّه رسول الله صلى الله عليه و سلم وقال آمنت بالله ورسوله . ومنه حديث بلاب إنه كان يُؤَذِّنُ على أُطُم في دار حَفْصة يرقى على ظَلِفات أَقْتاَبٍ مُغَرَّزة في الجدار . أطَلَّ أشْرفَ وحقيقُته أوفى بطلله وهو شَخْصُه وأمّا أظَلَهَّ فمعناه ألَقْىَ عليه ظلهّ يقال أظَلتَّهم السَّحَابُة والشَّجَرة . ثم اتّسع فيه فقيل أظَلهَّ أمر وأَظَلنَّا شهرُ كذا ; والفرق بينهما أن أَظلّض متعد بنفسه وأطل يُعَدَّى بتلى

تقضقضوا تفرَّقوا وهو من معنى القضّ لا من لفظه . خُلوفا أي خالين من حامٍ . يقال القوم خُلوف إذا غابوا عن أهليهم لرَعْىٍ وسَقْى كأنه جمع خالف وهو المستقى . ويقال لمن تركوا من الأهالى خلوف أيضا ; لأنهم خلفوهم في الديار ; أي بقوا بعدهم . رصّه ضغطه وضمّ بعضه إلى بعض . الظَّلِفات الخشبات الأربع التي تَقُع على جَنْبي البعير . أَنس رضي الله عنه قال ابن سيرين كنت معه في يوم مطير حتى أذا كنَّا بأَطَط والأرْضَ فَضْفَاضٌ صَلّى بنا على حمارٍ صلاة العصر يومىء برأسه إيماء
أطط ويجعلُ السجود أخفضَ من الركوع . هو موضعٌ بين البصرة والكوفة . فضفاض من قولهم الحوضُ ملآن يتفضفض ; أي يفيض من نواحيه إمتلاء أراد كثرة المطر وإنما ذَكَّره لأنه أراد وَاد أو أبطح فَضْفَاض أو تأوَّل الأرض بالمكان كقوله ... ولا أرض أَبْقل إَبِقْاَلها ...
وقد سهل أمره أنه وإن كان صفة فليس له فعل كأسماء الفاعلين والصفات المشبهة فضرب له هذا سَهْماً في شبه الأسماء الجامدة . مَطير فعيل بمعنى فاعل لقولهم ليلة مطيرة كأنه مطر فهو مَطُير كقولهم رفيع وفقير من رَفُع وفقر المتروك استعمالُها . عمر بن عبدالعزيز رحمه الله سئل عن السنّة في قصِّ الشارب فقال أن تْقَصُهّ حتى يَبْدُو الإطار
أطر هو حرف الشفة المحيط بها

في الحديث أَطَّت السماءُ وحق لها أن تَئِطّ ; فما فيها موضعُ شَبْرٍ إلا وفيه ملك قائم أو راكع أو ساجد
أطّ الأطيط الحنين والنقيض والمعنى أن كثرة ما فيها من الملائكة أثقلتها حتى أنقضتها وهذا مثلٌ وإيذان بكثرة الملائكة وإن لم يكن ثمَّة أطيط . أهل أطيط في غث . فأطره في وط . وأْتطى العِشَاء في وط . الهمزة مع الفاء . النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لبشير ابن الخصاصية ممن أنت ؟ قال من ربيعة . قال أنتم تزعمون لولا ربيعة لائَتْفَكَتِ الأرْضُ بَمنْ عليها
أفك أي لانَقَلبتْ بأهلها من أفكه فَاْئَتَفَكَ . ومنه الإفك وهو الكذب ; لأنه مقلوبُ عن وجهه والمعنى لولاهُمْ لهلك الناس تزعمون بمعنى تقولون ومفعولها الجملة بأسْرها . أبو الدرداء رضي الله عنه نعم الفارس عُوْيِمرُ غَيُر أُفَّةٍ
أفف أي غير جبانٍ وهو من قولهم أفّ له أي نتنا ودَفْرا يقوله المتضجر من الشىء فكأنّ أصله غير ذي أفةٍ ; أي غير متأفف من القتال . وقولهم للجبان يأْفُوف من هذا أيضا وغير خبر مبتدأ محذوف تقديره هو غير أُفّة . وأما حديث فأَلقْىَ طرف ثْوبِه على أنفه ثم قال أفّ أفّ فهو اسم للفعل الذي هو أتضجر أو أتكره مبنى علىالكسر . الأحنف رضى الله عنه خرجنا حُجَّاجا فمررنا بالمدينة أيام قتل عثمان فقلت لصاحبي قد أفد الحجُّ وإني لا أرى الناس إلا قد نشبوا في قَتْل عثمان ولا أراهم إلا قاتليه . أفد حان وقته . قال النابغة ... أفد ... أفد الترحُّل غير أنّ ركابنا ... لَّما تزلُ برحالنا وكأنْ قَدِ

نشبوا أي وقعوا فيه وقوعا لا منزع لهم عنه . أفَّاق في بج . والأّفْن في سأ . المؤتفكات في رس . أفيقة في دب . أفيق في سف . الهمزة مع القاف
أقط في ثو . أقطَا أَمْ تمرا في شع . الهمزة مع الكاف النبي صلى الله عليه و سلم قال بعضُ بنى عذرة أتيته بتبوك فأخرج إلينا ثلاث أُكلْ من وطيئة
أُكَل جمع أُكْلة وقي القرص . لوطيئة القعيدة . وهي الغرارة التي يكون فيها الكَعْك القديْد ; سميت بذلك لأنها لا تُفَارق المسافر فكأنها تواطئه وتقاعده . النبي صلى الله عليه و سلم ما زالت أُكْلَةُ خْبَر تّعَادُّنى فهذا أَوان قُطَعَت أبهرِىَ . المعادةّ مُعَاودة الوجع لوقت معلوم . وحقيقتها أنه كان يحاسب صاحبه أيام الإفاقة فإذا تم العدد أصابه والمراد عادَّته أُكلة خيبر فحذف . الأبهر عرق مٌسْتبَطْن في الصلب والقلبُ متصل به فإذا انقطع مات صاحبه . قال ... وللفْؤُادِ وجَيِبُ تحَتْ أَبْهِره ... لَدْم الغُلام وَرَاءَ الغَيْبِ بالحجر

وان يجوز فيه البناء على الفتح كقوله ... على حين عَتبتُالمشيبَعلى الصّا ...
نهى عن المؤاكلة . هي أن يتحف الرجل غريمه فيسكت عن مطالبته ; لأن هذا يأكل المال وذلك يأكل التحفة فهما يتآكلان . أُمِرْت بُقَرْيَةٍ تَأْكُلُ القُرَى يقول يثرب . أي يفتح أهلُها القرى ويغنمون أموالها ; فجعل ذلك أَكلاً منها للقرى على سبيل التمثيل ويجوز أن يكون هذا تفضيلا لها على القرى كقولهم هذا حديث يَأْكُل الأحاديث . وأسند تسميتها يثرب إلى الناس تحاشيا من معنى التثريب . وكان يسميها طَيْبة وطابة . يقولون صفة للقرية والراجع منه إليها محذوف والأصل يقولون لها . عمر رضي الله عنه ألله ليضربنَّ أحُدكم أخاه بمثل آكلة اللحم ثم يرى أني لا أُقيدُه منه والله لاقَيِدُّنهُ منه . قيل هي السكِّين وأكْلَها الَّلحْم قَطْعها له ومثلها العصا المحددة أو غيرها . وقيل هي النار ومثلها السِّياط ; لإحراقها الجلد . ألله أصله أبا الله فأضمر الباء ولا تُضْمر في الغالب إلا مع الاستفهام . يرى يظنّ . في الحديث لُعنَ آكِلُ الرِّبا ومُؤْكُله . أي مُعْطِيه . لآ تَشْرَبُوا إلاّ مِنْ ذى إكاء
إكأ أي من سقاء له إكاء وهو الوكاء . الاَكُولة في غذ . الأُكْرَة في زق . الَمأْكمة في زو . أُكْلَها في زف

أَكْلةً أو أَكْلتين في شف . مَأْكُول في هب . الهمزة مع اللام النبي صلى الله عليه و سلم عجب رَبُّكم من أَلِّكُمْ وقُنُوطِكم وسُرْعَة إجابته إياكم . وروى من أزْلِكم
أل الأل والألل والأَليل الأنين ورَفْع الصوت بالبكاء . والمعنى أن أفراطكم في الجُؤَار والنَّحِيب فعل القانطين من رحمة الله ومُستغربٌ مع ما تَروَْن من آثار الرَّأفة عليكم ووَشْك الاستجابة لأدعيتكم . والأزْلُ شدَّةُ اليأْس . ويلٌ للمتأَلِّين من أُمتى . قيل هم الذين يحلفون بالله متحكّمين عليه فيقولون والله إن فلانا في الجنة وإن فلانا في النار . ومنه حديث ابن مسعود إن أبا جهل قال له يابن مسعود لأَقتْلنّك . فقال من يتألّ على الله يكذبِّه . والله لقد رأيتُ في النوم أني أخذت حدجة حَنْظل فوضعتها بين كتفيك ورأيتني أضرب كَتَفيكْ بنعل لئن صدقت الرؤيا لأَطأَنّ على رقبتك ولأذَبحنّك ذبح الشاة . لأقَتْلُنكَّ جواب قسم محذوف معناه والِله لأَقتلنَّك ولهذا قال من يتألَّ على الله يكذِّبْه ; أي من يقُسم به متحكما عليه لم يصدقه الله فيما تحكَّم به عليه فخّيب مَأْمُوله . الحدجة ما صَلُب واشتد ولّما يستحكم إدراكه من الحنظل أو البِطيخ . إن الناس كانوا علينا ألْباً واحدا
ألب فيه وجهان أحدهما أن يكون مصدرا من ألب إلينا المالُ إذا اجتمع أو من ألبَنْاه نحن إذا جمعناه أي اجتماعا واحدا أو جمعا واحدا . وانتصابُه إما على أنه خبر كان على

معنى ذوى اجتماع أوْ ذَوِى جمع وإمَّا على أنه مصدر ألَّبُو ا الدال عليه كانوا علينا ; لأن كونهم عليهم في معنى التألّب عليهم والتعاون على مُناصبتهم . والثاني أن يكون معناه يدا واحدة من الإِلْب وهو الفْتُر . قال حسّان ... والنَّاسُ إلْب علينا فيك ليس لنا ... إلا السُّيوف وأطْرَاف القنا وَزَرُ ...
تفل في عين على ومسحها بألية إبهامه . هي اللحمة التي في أصلها كالضَّرَّة في أصل الخنصر . عمر رضي الله عنه قال له رجلُ اتق الله يا أمير المؤمنين . فسمعها رجل فقال أَتَألْتُ على أمير المؤْمنين ؟ فقال عمر رضي الله عنه دَعْهُ فلن يزالوا بخير ما قالوها لنا
ألت يقال ألته يمينا إذا أَحْلَفَه وتقول العرب ألتُّك بالله كما فعلت . وإذا لم يعطك حقَّك فقِّيدْه بالأَلْتِ . وهو من ألته حقَّه إذا نقصه ; لأن من أحلفك فهو بمنزلة من أخذ منك شيئا ونقصك إياه . ولما كان من شأن المُحِلْف الجسارةُ على المحرج إلى اليمين والتشنيعُ عليه قال أَتأْلت على أمير المؤمنين ؟ بمعنى أتَجسر وتشِّنع عليه فِعْل الآلت ; والضمير في فسمعها وقالوها للمقالة التي هي اَّتق الله
ألف ابن عباس رضي الله عنهما لقد علمتْ قريش أن أوَّل من أخذ لها الإيلاف وأجاز لها العيرات لهاشم . الإيلاف الحبل ; أي العهد الذي أخذه هاشم بن عبد مناف من قيصر واشراف أحياء العرب لقومه بأَلاّ يتُعَرض لهم في مجُتازاتهم ومسالكهم في رحلتهم . وهو مصدر من آلفه بمعنى ألفهً ; لأن في العهد ألفة واجتماع كلمة ويقال له أيضا إلف وإلاف . قال ... زَعَمْتم أنّ إْخَوتكم قُرَيْشُ ... لهم إلفْ وليس تكم إلاَفُ ...
العيرات جمع عير . قال الكميت

عيرات الفعال والحسب العو ... دإليهم محطوطة الاعكام ... قال سيبويه أجمعوا فيها على لغة هذيل يعنى تحريك الياء في مثل قوله ... أَخُو بيضاتٍ رائحُ مُتَأوِّبُ ...
وكان القياس التسكين وأن يقال عْيِرات كما يقال بيَضْات . ابن عمر رضي الله عنهما كان يقوم له الرَّجُل مُن إليته ورُوى من ليه نفسه وروى من لَّيِتْه فما يجلسٌ في مجلسه لقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا يقيمنّ أحدُكم أخاه فيجلس في مكانه
ألا لى الإلية والِّلية كلتاهما فِعْلة من ولى فقلبت الواو همزة أو حذُفت . والمعنى كان يلى القيام طِّيبة به نفسه من غير أن يُغْصَب عليه ويُجبر على الانزعاج من مجلسه . وأما الَّليَّة فالأَقْرِباء الأَدنْون من الَّلىّ ; لأنَّ الرجال يُنْتَطق بهم فكأنه يَلْوِيهم على نفسه . ومعناه كان يقوم له الرجل الواحد من أقاربه . ويقال في الأقارب أيضا لية بالتخفيف من الوَلْى وهو القُرْب . ابن عمر رضي الله عنهما ذكر البصرة فقال أما إنّه لا يُخْرجُ أٌهْلها مَنْها إلاَّ الأُلْبةُ . هي الجماعة من التأَلبُّ وهو التجِمّع ; لأنهم في القَحْط يخرجون جماعة إلى الامتيار . البراء رضي الله عنه السجود على أليْتَي الكفِّ . أرَّاد ألْيةَ الإبهام وضَرَّة الْخِنْصَر فغلَّب ; كقولهم العُمَران والقمران

وهُيب رضي الله عنه إذا وقع الَعْبدُ في أُلهْاَنَّية الرَّبِّ ومُهَيْمنّية الصدِّيقين ورَهْباَنَّية الأَبْرار لم يجدْ أحداً يأْخُذ بقَلبْه ولا تلحقه عينه
أله هذه نسبة إلى اسم الله تعالى إلا أنه وقع فيها تغيير من تغييرات النسب واقتضابُ صيغٍة ونظيرها الرُّجولية في النسبة إلى الرجل ; قياس إلهية ورَجُلِية كالمهيمنّية والرَّهْباَنية في النسبة إلى المهيمن والرَّهْبَان ; والرَّهْبَان وهو الرَّاهب فَعلان من رهب كغضبان من غضب . والمهيمن أصله مُؤَيْمِن مفيعل من الأمانة . والمراد الصفات الإلهية والمعاني المهيمنية والرَّهبانية ; أي إذا علّق العبدُ أفكاره بها وصرف وَهْمُه إليه أبغض الناس حتى لا يميل قلبه إلى أحد ولا يطمح طرْفُه نحوه . في الحديث اللهم إنا نَعُوذُ بك من الْالس والألْق والكِبْر والسَّخِيمة
ألس الألس اختلاط العقل قال المتلمس ... إنى إذن لضعيفُ الرأى مَأْلوُس ...
وقيل الخيانة قال الأعشى ... هُمُ السَّمُن بالسَّنوُّتِ لا أَلْسَ فيهمُ ...
ألق الأَلْق الجنون ألق فهو مأْلُوق . وقيل الكذب ألق يألْقِ فهو آلق إذا انبسط لسانُه بالكذب . السخيمة الحِقْد . إل ّالله الأرض في هض . وهو إليك في خش . اللهمّ إليك في ور . تَؤْلُتِوا أعمالكم في حب . وفّي الألّ في غث . ولم يخرج من إلّ في نق . المآلى في أب . آل وأَلّى في أو . لم آلُه في ثم . إيلاءَ في حد . الألُوة في لو . علمى إلى علمه في قر

الهمزة مع الميم . النبي صلى الله عليه و سلم إن الله تعالى أَوْحَى إلى شعيا أني أبعث أعْمَى في عُميان وأُمَّيا في أميين ; أنزل عليه السكينة وأؤيده بالحكمة لو يَمُرَّ إلى جنب السراج لم يطفئه ولو يمرّ على القصب الرَّعْراع لم يُسْمعَ صَوْتُه
أم نسب الأُمىّ إلى أمة العرب حين كانوا لا يحُسنون الخطّ ويخط غُيرهم من سائر الأمم ثم بقى الاسم وإن استفادوه بَعْدُ . وقيل نسب إلى الأُمّ ; أي هو كما ولدته أمّهُ . السكينة الوقار والطَّمأْنينة . فعيلة من سكن كالغفيرة من غفر وقيل لآية بنى اسرائيل سكينة ; لسكونهم إليها . الرَّعْرَاع الطويل المهتزّ من تَرَعْرُع الصَّبيِّ وهوتحرّكه وإيفاعه ومن تَرَعْرُع السراب وهو اضطرابه . وصف بأنه بلغ من توقّره وسكون طائره أنه لا يطفىء السراج مَرورُه به مُلاصِقًا له ولا يحرك القصب الطويل الذي يكاد يتحرك بنفسه حتى يسمع صوت تحركه
أمم كان يحب بلالا ويمازحه فرآه يوما وقد خرج بطنه فقال أمّ حُبيَنٍ . هي عِظَاية لها بَطْن بارز ; من الحبن وعو عظم البطن
أمر إن أميرى من الملائكة جبريل . هو فَعيل من الُمؤَامرة وهي المشاورة قال زهير ... وقال أميري هل ترى رأْىَ ما نرى ... أنختله عن نفسه أن نُصَاوِله ...
ومثله العَشِير والنَّزيِل بمعنى المعاشر والمنازل وهو من الأمر ; لأن كل واحد منهما يُبَاثُّ صاحبه أمره أو يصدر عن رَأْيه وما يأمرُ به . والمراد ولّضي وصاحِبى الذَّي أفزع إليه . ابن مسعود رضي الله عنه لا يَكُوَنَّن أحَدُكُمْ إِمَّعَةً . قيل وما الإْمعُة ؟ قال الذي يقول أنا مع الناس

وعنه اغْدُ عالماً أو مُتَعلَّماً ولا تَغْد إِمَّعةَ . وعنه كنا نَعُدَّ الَّإمعة في الجاهلية الذي يْتَبُع الناس إلى الطَّعَامِ من غير أنْ يُدْعى ; وإنَّ الإمَّعة فِيكم اليوم المحُقْبُ النَّاس دينه
أمع الإمَّعة الذي يَتْبَع كلَّ ناعقٍ ويقول لكل أحد أنا معك ; لأنه لا رَأْى له يرجع إليه . ووَزْنه فِعْلة كذَّمة ولا يجوز الحكم عليه بزيادة الهمزة ; لأنه ليست في الصفات إِفْعلَة وهي في الأسماء أيضاً قليلة . المُحقْب المرْدف من الحقيبة وهي كل ما يجعله الراكب خَلفْ رحله . ومعناه المقّلد الذي جعل دينه تابعاً لدين غيره بلا رَوَّية ولا تحصيل بُرْهان . حذيفة رضى الله عنه ما مَّنا إلا رجلٌ به آمَّة يُبَجَّسهُا الظُّفْر
أمم هي الشجَّة التي تبلغ أمَّ الرأس والمَأْمُومة مثلها . يقال أَمَمْتَ الرجلَ بالعصا إذا ضربت أمَّ رأسه ; وهي الجلدة التي تَجمعُ الدِّماغ كقولك رأِسْتُه وصَدَرْتُه وظهرته إذا ضربت منه هذه المواضع ; فالآمّ الضَّارب المأمومة أم الرأس . وإنما قيل للشجة آمَّة ومأمومة بمعنى ذاتُ أم كقولهم راضية وسيل مُفعْم . وفي الحديث في الآمَّة ثُلث الدِّية وروى في المأْمُومة . يُبَجِّسُها يُفَجِّرها . أراد ليس منا أحد إلا به عيب فاحش . وضرب الشجّة الممتلئة من القَيْح البالغة من النُّضْجِ غايته التي لا يعجز عنها الظّفر فيحُتاج إلى بطها بالْمبِضَع مثلا لذلك
أمت الخُدْرِيّ رضي الله عنه إن الله حرَّم الخمر فلا أَمْتَ فيها . أي لا نَقْصَ في تحريمها . يعنى أنه تحريم بليغ من قولهم ملأ قزداتَه حتى لا أمتَ فيها ; أو لا شكّ

من قولهم بيننا وبين الماء ثلاثة أميال على الأَمْت ; أي على اَلحْزْر والتَّقدْيِر ; لأن الحَزْر ظنٌّ وشك . أو لا لين هوادة من قولهم سار سيراً لا أمت فيه . ابن عباس رضي الله عنهما لا يزالُ أَمرُ هذه الأمة مُؤَامَّا ما لم يَنْظُرُوا في الولْدَانِ والقدر . المُؤَامّ المُقَارب ; مُفَاعل من الأَمّ وهو القَصْد ; لأن الوسط مشارف للتناهي مقارب له قاصدٌ نحوه قولهم شىء قصْد والاقتصاد يشهد لذلك . ومُؤَامّ ههنا تقديره مُفَاعل بالفتح ; لأن معناه مقارباً بها . الباء للتعّدية . الولدان أطفال المشركين أراد ما لم يتنازعوا الكلام فيهم وفي القدر . الزهري رحمه الله من امْتُحِن في حّدٍ فأمه ثم تَبَرّأ فليْسَتْ عليه عقوبة وإن عوُقب فأمه فليس عليه حَدٌّ إلا أن يَأْمَه من غير عقُوُبةٍ
أمه الأمه النِّسيان . وفي قراءة ابن عباس رضي الله تعالى عنهما وَادَّكَرَ بَعْد أَمَةٍ . ولما كان في نسيان الشىء تَرْكُه وإغفاله ; ولهذا فُسِّر قوله تعالى فنسيتها بالترك قال فأمه ; أي ترك ما كان عليه من الترؤ والجحود ترك الناسى له ومعناه يؤول إلى الاعتراف
أمد الحجاج قال للحسن ما أَمَدُك يا حسن ؟ قال سنتان من خلافة عمر رضي الله عنه . فقال و الله لَعْينُك أكبُر من أمدَك . اراد بالأمد مبلغ سّنة والغاية التى ارتقى عليها عددُ سِّنة قال الطرمَّاح ... كلُّ حّيٍ مستكِملٌ عدة العُمْرِ ومُودٍ إذا انْقَضَى أمَدهُ

سنتان أي صدر ذلك وأوله سنتان ; فحذف المبتدأ ; لأنه مفهوم . ومعناه ولدت وقد بقيت سنتان من خلافة عمر . في الحديث كانوا يتأَمَّموُن شرار ثمَارهم في الصّدقَة
أمم أي يقِصدون وفي قراءة عبدالله لا تَأمَّمؤالخُبيث . إن آدم لما زَيَّنَتْ له حَوَّاءُ الأكْل من الشجرة فأكل منها فعاقبه الله قال من يُطعْ إمَّرةً لا يأكلْ ثمرَة
أمر هي تأنيث الإمِّر وهو الأحَمق الضعيف الرأى الذي يقولُ لغيره مُرْني بأمْر ك . والمعنى من عمل على مشورة امرأةٍ حمقاء حُرِم الخير . ويجوز أن تكون الإمّرة وهى الأنثى من أولاد الضَّأْن ; كناية عن المرأة كما يكنون عنها بالشاة . الأَمانُة غنى
أمن أي من شُهر بها كثر مُعاَمِلوه فاستَغْنَى . مأُمورة في سك . الإِماق في صب . ويُؤَتَمُن الخائن في تح . تقع الأمنة في هر . لا يَأْتمرِ رُشَدا في هي . بإمِّرة في ضر . يوم أمار في حص . في تَامُورَته في حب . أٌمّ القُرَى في بك . وأمْر العامّة في خص . أُمَّة في رب . أمِير أو مَأْموُر في قص . وأمينا في خى . الهمزة مع النون النبي صلى الله عليه و سلم إن رجلا جاء يوم الجمعة ورسول الله صلى الله عليه و سلم

يخطب فجعل يتخَطّى رقاب الناس حتى صلَّى مع النبي صلى الله عليه و سلم ; فلما فرغ من صلاته قال أما جَمَّعْتَ يا فلان ؟ فقال يا رسول الله ; أما رأيتني جّمعتُ معك ؟ فقال
أني رأيتك آنَيْتَ وآذيت . أي أخَّرت المجىء قال الحطيئة ... وآنَيْتُ العشاء إلى سُهَيلٍ ... أو الشَّعْرَى فطال بي الأناءُ ...
وهو التأني . حُكْمُ جعل في مثل هذا الموضع حكم كاد في اقتضائه اسما وخبرًا وهو فعلُ مضارع في تأويل اسم فاعل . وبينهما من طريق المعنى مسافةٌ قصيرة ; وهي أن كاد لمقاربة الفعل ومشارفته وجعل لابتدائه والخوض فيه . التجميع إتيان الجمعة وأداء ما عليه فيها . والمعنى أنه جعل تجميعه في فَقْد الفضيلة لإيذائه الناس بالتخطي وتأخيره المجىء كلا تجْميع ونظيرة لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد . من استمع إلى حديثِ قومٍ وهُمْ له كارهون صب في أُذُنيه الآُنكُ يَوْمَ القيامة . وروى ملأ الله مسامعه من البرم وروى ملأ الله سمَعْهَ من البِرْم
آنك الأنك الأُسْرُبّ أعجمية . ومنه حديثه من جلس إلى قَيْنةٍ ليستمع منه صُبَّ في أُذُنَيه الآُنكُ يَوْمَ القيامة . البرم والبَيْرم الكُحْل الُمذاب القوم الرجال خاصة . قال الله تعالى لاَ يَسْخَرْ قَوْمُ من قَوْمٍ عسى أن يكُونُواْ خيراً منْهُمْ وَلاَ نساءُ من نِسَاِء . وقال زهير ... أقومٌ آلُ حِصْنَ أم نِسَاُء

- وهذه صفة غالبة . جمع قائم كصاحب وصَحْب ومعنى القيام فيها ما في قوله تعالى الرِّجَالُ قَوْامُون على النِّسَاء . الواو في وهم واو الحال وهي مع الجملة التى بعدها منصوبة المحل وذو الحال فاعل استمع المستتُر فيه والذي سوَّغ كينونتها حالا عنه تضُّمنها ضميره ويجوز أن تكون الجملة صفةً للقوم والواوُ لتأكيد لصوق الصِّفة بالموصوف وأن الكراهة حاصلةُ بهم لا محالة . ونظيره قوله تعالى وَيَقوُلوُنَ سَبْعَةُ وثَامُنِهُمْ كلبْهُمُ . المسامع جمع مِسْمَع وهو آلة السمع أو جَمْع سمَعْ على غير قياس كمَشابِه وملامح في جمع شبه ولَمحْة وإنما جُمع ولم يثنّ لإرادته المِسْمعَيَن وما حولهما مبالغة وتغليظا . القْينةَ عند العرب الأَمة . والقَيْن العبد . ولإن الغناء أكثر ما كان يتولاه الإماء دون الحرائر سميت المغِّنية قَيْنة . في قصة خروجه إلى المدينة وطلب المشركين إيّاه قال سُراقُة بن مالك فيينا أنا جالس أْقَبل رجل فقال إني رأيت آنفاً أَسْودَةً بالساحل أراهم محمدا وأصحابه . قال فقلت ليسوا بهم ولكن رأيت فلانا وفلانا وفلانا انطلقوا بُغْيَاناً
أنف آنفا أي الساعة من ائْتنِاَف الشىء وهو ابتداؤُه وحقيقتُة في اول الوقت الذي يقرب منا . ومنه إنه قيل له مات فلان فقال أليس كان عندنا آنفا ؟ قالوا بلى ! قال سبحان الله ! كأنها أخذة على غضب . المحروم من حرُم وصيته . الأَسْوِدَة جمع سواد زهز الشّخص . البُغْيان الناشدون جمع باغ كراع ورُعيان . المؤمنون هَيْنُون لينون كالجمل الأَنِف إن قيد انقاد وإن أُنيخ على صخرة استناخ . أنف البعير إذا اشتكى عَقْرَ الخشاش أنفه فهو أنف . وقيل هو الذّلول الذي كأنه يأْنَف من الزَّجْرِ فُيعْطِى ما عنده ويسلس لقائده . وقال أبو سعيد الضرير

رواه أبو عبيد كالجمل الآنف بوزن فاعل وهو الذي عقر الخشاش ; والصحيح الأنف على فعل كالفقر والظَّهِر . والمحذوفة من ياءى هين ولين الأولى . وقيل الثانية . الكاف مرفوعة المحلّ على أنها خبر ثالث والمعنى أن كل واحد منهم كالجمل الأنف . ويجوز أن ينتصب محلها على أنها صفةٌ لمصدر محذوف تقديره لَيْنُون لينا مثل لين الجمل الأنف . قال لرافع حين مسح بطنه فألقى شحمة خضراء إنه كان فيه سبعة أناسى . جمع إنسان يعني سْبَع أعين . إنَّ المهاجرين قالوا يا رسول الله ; إن الأنصار قد فضلوا ; أنهم آوونا وفعلوا بنا وفعلوا . فقال ألستُم تعرفون ذلك لهم ؟ قالوا بلى ! قال فإن ذاك . ذاك إشارة إلى مَصْدر تعرفون وهو اسم إن وخبرها محذوف أي فإن عرفانكم لمطلوب منكم والمستحقُّ عليكم ومعناه أن اعترافكم بإيوائهم ونَصْرِهم ومعرفتكم حق ذلك ما أنتم به مطالَبُون فإذا فعلتموه فقد ادّيتم ما عليكم . زمثله قول عمُر بن عبدالعزيز لقرشيّ مَتَّ إليه بقرابة فإنّ ذاك . ثم ذكر حاجَتُه فقال لعلّ ذاك . أي فإن ذاك مصدق ولعل مطلوبك حاصل . عمر رضي الله عنه رأى رجلا يَأْنَحُ بُبَطْنه فقال ما هذا ؟ فقال بركةٌ من الله . فقال بل هو عذابٌ يعذّبك الله به
أنح الأنُوُح صَوْتٌ من الجوف معه بُهْر يعترى السمين والحامل حمْلاً ثقيلا . قال يصف منجنيقا ... ترى الفِئام قياما يأنجون لها ... دأْبَ المُعَضّلٍ إذ ضاقت ملاقيها ...
أنكليس على رضي الله عنه بعث عمارا إلى السوق فقال لا تَأْكُلوا الأَنكْلَيْس من السمك

قيل هو الشِّلق وقيل سمك شبيه بالحيَّات وتزعم الأطباء أنه ردىء الغذاء وكرهه لهذا لأ لأنه محرم . وفيه لغتان الأنكليس والأنقليس بفتح الهمزة واللام ومنهم من يكسرهما
أندرورد أقبل وعليه أَنْدَرْوَردَّيةٌ . الأندرورد نوع من اتلسراويل مشمر فوق التبان يغطي الركبة . ومنه حديث سلمان قالت أم الدرداء زارنا سلمان من المدائن إلى الشام ماشيا وعليه كساء وأَنْدَرْوَرْد . والأَنْدَرَوْردية منسوبة إليه ; أي سراويل من هذا النوع
أنن ابن مسعود رضي الله عنه إن طول الصَّلاة وقصر الخُطْبِة مَئَّنةُ من فِقْه الرجل المسلم . قال أبو زيد إنه لِمَئَنةٌّ من ذاك وإنهن لمَئِنةّ أي مَخْلقَة . وكل شىء دلكّ على شىء فهو مئنة له . وأنشد ! ... ومَنْزِلٍ من هوى جمل نزلت به ... مَئَّنة من مراصيد المَنِيَّات ...
وأنشد غيره ... نَسقْى على دَرَّاجَةٍ خَرُوس ... مَعْصُوبَةٍ بين رَ كاياشُوس ...
... مَئَّةٍ من قلت النفوسِ ...
ويقال إن هذا المسجد مَئِنّة للفقهاء . وأنت عمدتنا ومَئِنَتنا . وحقيقتها أنها مفعلة من معنى إن التأكيدية غير مشتقة من لفظها ; لأَن الحروف لا يشتق منها . وإنما ضمنت حروف تركيبها لإيضاح الدلالة على أن معناها فيها . كقولهم سألَتُكَ حاجة فلاَ لَيْتَ فيها . إذا قال . لا لا . وأَنعْمَ لي فلان إذا قال نعم . والمعنى مكان قول القائل إنه كذا . ولو قيل اشُتقَّتْ من لَفْظِها بعدما جعلت اسما كما أعربت ليت ولو ونوِّنَتَا في قوله

إن لَوَّا وإن لَيْتُا عَناَء ...
كان قَوْلاً . النَّخعَي كانوا يكرهون المُؤَنَّث من الطَّيب ولا يرون بذُكُورَته بأْساً
أنث وهو ما يتطَّيب به النساء من الزَّعْفَران والَخلوُق وماله رَدْع . والذكورة طيب الرجال الذي ليس له رَدْع كالكافور والمِسْك والعود وغيرها . التاء في الذكورة لتأنيث الجمع مثلها في الحزُونة والسهولة . وفي الحديث لكلِّ شىء أَنْفَةٌ وأَنْفَة الصَّلاة التَّكبَيرةُ الأُولى
أنف أي ابتداءٌ وأَوّل . كأن التاء زيدتَ على أنف كقولهم في الذَّنَب ذنبة . جاء في أمثالهم إذا أخذت بذنبه الضب أعضبته . وعن الكسائي آنفة الصبّا ميَعْته وأوليته . وأنشد ... . عذرتك في سَلْمَى بآنفة الصّبا ... ومَيْعَته إذ تَزْدَهيك ظِلالُها ...
مُونِقا في حي . وإنه في هض . الأمر أُنُف في قف . أطول أَنَفَاً في عش . ورم أَنْفُه في بر . أَتأنَّق في أه . لجعلت أَنفْكَ في قفاك في بر . إنه في غو . أَنفْ في السماء في مخ . الأنقليس في صل . آنيتكم في خم . آنسهمُ في نف . أنابها في خص . أُنفُ في رد . الهمزة مع الواو النبي صلى الله عليه و سلم لا يأْوى الضَّالَّة إلا ضَالُّ
أوى أوَيْتُه بمعنى آويته . قال الأزهري سمعت أعرابيا فصيحاً من بنى نُميَر يَرْعَى إبلاً جُرْبا فلما أراحها بالعشىِّ نحَّاها من مأوىَ الصِّحاح ونادى عريف الحيِّ فقال ألا إلى أين آوى بهذه الُموَقَّسةَ ؟ ومنه قوله الصلاة والسلام للأنصار أبايعكم على أن تَأْووُنى وتنَصْرُوُنى

الضالّة صفة في الأصل للبهيمة فغلبت . والمعنى أن من يضمَّها إلى نفسه متملكا لها ولا ينشدُها فهو ضالُّ . قال فيمن صام الدهَر لا صام ولاآل وروى ألا وروى ألَّى
أول آل رجع . وهذا دعاءٌ عليه ; أي لا صام هذا الصوم ولا رجع إليه . وألا قصرّ وترك الَجهْدَ . وألَّى أفرط في ذلك . قال الربيع بن ضَبُع الفزارى ... وإنَّ كنائني لنَساءُ صِدْقٍ ... ومَا ألىَّ بَنىَّ ولا أَساَءوُا ...
ولا في هذا الوجه نافية بمنزلتها في قوله فَلا صَدَّقَ ولا صَلىَّ . والمعنى لم يصم ; ' لى أَنَّه لم يَتْركَ جهداً . عمر رضي الله عنه إنّ ناَدبَتَه قالت واعمراه ! أقام الأود وشفى العْمَدَ . فقال على رضي الله عنه ما قالَتْه ولكن قُوِّلته
أود الأود العوج . يقال أدْته فأود كعجته فعوج . العمد أن يَدْبر ظَهْرُ البعير ويرم وهو متفرع على العميد ; وهو المريض الذي لا يتمالكُ أن يجلس حتى يُعْمَد بالوسائد لأنه مريض . قوَّلته الشىء واقولته إذا لقّنته إياه وألقيتُه على لسانه . والمعنى أن الله أَجْراه على لسانها . أراد بذلك تصديقها في قولها والثناء على عمر . لا بد للندبة من إحدى علامتين إما يا وإما وا ; لأن النُّدْبة لإظْهار التفجع ; ومدّ الصوت وإلحْاق الألف في آخرها لفصلها من النداء وزيادة الهاء في الواقف إرادة بيان الألف لأنها خفية وتحذف عند الوصل كقولهم واعمرا أمير المؤمنين . مُعاذ رضي الله عنه لا تأوَوْا لهم ; فإن الله قد ضربهم بذلٍ مُفْدمَ وأنهم سبُّوا الله سبَّا لم يسبه أحد من خَلقْه ; دعوا الله ثالث ثلاثة

أي لا ترِقّوا للنَّصارىولا ترحموهم . قال ... ولو أننى اْسَتْأوَيْتُه ما أوى ليا ...
وهو من الإيواء ; لأن المؤوى لا يخلو من رقَّةٍ وشَفَقَةٍ على المؤوَى . ومنه الحديث كان يصلى حتى نأوى له . المُفْدمَ من الصِّبْغ المُفْدمَ وهو المُشْبعَ الخاثر . والمعنى بذُلّ شديد محكمُ مبالغ فيه . ابن عمر رضي الله عنهما صلاةُ الأَوَّابيَن ما بين أن يَنْكَفِتَ أهْلُ المَغْرب إلى أن يثُوب أهل العشاء
أوب وهو التوَّابوان الرَّاجعوان عن المعاصي . والأوْبُ والتوب والثَّوبْ أخوات . اْنكفاتهم انكفاؤهم إلى منزلهم . وهو مطاوع كفت الشىء إذا ضمه ; لأن المنكفىء إلى منزله منضمّ إليه . وثُؤوبُهم عودهم إلى المسجد لصلاة العشاء . والمعنى الإيذان يفضل الصلاة فيما بين العشاءين . معاوية رضى الله عنه قال يوم صفّين آها أبا حفص ! ... قد كان يعدك أَنْباءٌ وَهَنْبَثَهٌ ... لو كنت شاهدها لم تكثر الخُطْبُ ...
أوه هي كلمة تأسف وانتصابُها على إجرائها مجرى المصادر . كقولهم ويحا له ! وتقدير فعل ينصبها كأنه قال تأسفا على تقدير أتأسَّف تأسّفا . الهنبثة إثارة الفتنة وهي من النبث والهاء وزائدة . يقال اللأمور الشداد هنابث يريد ما وقع الناس فيه من الفتن بعد عمر رضي الله عنه . وهذا البيت يعزى إلى فاطمة . الأحنف كتب إليه الحسين رضي الله عنه فقال للرسول قد بَلَوْنَا فلانا وآل أبي فلان فلم نجد عندهم إِيآلة للملك ولا مكيدة في الحرب
أول آل الرعية يَؤُولها أولا وإيالاً وإيالة أحَسْن سياستها . وفي أمثالهم ... قَدْ أوُلنْا وإيل عَلَيْنَا . وإنما قلبت الواو ياء في الإيالة لكَسْر ما قبلها وإعلال الفعل كالقيام والصيام . لا تَأْوِى في زوة . من كل أَوْب في حس . أُسْنى في أس

الهمزة مع الهاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم لو جُعِل القُرآنُ في إ ' هابٍ ثم الُقْى في النار ما احتْرق
أهب هو الجلد ; قيل لأنه أُهْبَةٌ للحي وبناء للحماية له على جسده كما قيل له المَسْك ; لإْمسَاكِه ما وراءه ; وهذا كلام قد سُلك به طريق التمثيل والمراد أن حملة القرآن والعالمين به مَوْقيّون من النار . كان يُدْعى إلى خُبز شعير والإهالة السَّنِخَة فيجيب
أهل هي الودك . وعن أبي زيد كل دُهْن يؤْتدم به . السَّنخة والزنخة المتغّيرة لطول المُكْث . ابن مسعود رضي الله عنه إذا وَقَعْتُ في آل حم وَقَعْتُ في رَوْضَاتٍ ودَمِثَاتٍ أتأنّق فيهن . أصل آل أهْل فأُبدلت الهاء همزة ثم ألِفاً ; يدل عليه تصغيره على أُهيل . ويختص بالأشْهَر الأشرف كقولهم القراء آل الله وآل محمد صلى الله عليه و سلم ; ولا يقال آل الخياط والإسكاف ولكن أهل . والمراد السّورَ التي في أوائلها حم . الدّمث المكان السَّهْل ذُو الرمل . التأنق تطلّب الأنيق المُعْجِب وتتّبعه . فيه أُهُب في سف . مَتْنُ إهالة في بص . أهُب في سف . خير أهلك في بر . آل داود في زم . إلى أهل في فر . فأهريقوا في عق . الهمزة مع الياء النبي صلى الله عليه و سلم في حديث كسوف الشمس على عَهْده وذلك حين ارتفعت الشمس قيد رُمْحين أو ثلاثة اسودَّت حتى آضَتْ كأنها تَنُّومة . أي صارت قال زهير
أيض ... قَطَعْت إذا ما الآلُ آض كأنَّه ... سيوفٌ تَنحىَّ تارة ثم تَلْتَقِى

وأصل الأَيْض العود إلى الشىء تقول فعل ذلك أيضا إذا فعله مُعاوِدا فاسُتعير لمعنى الصيرورة ; لالتقائهما في معنى الانتقال . تقول صار الفقير غَنّيا وعاد غنيا . ومثله استعارتهم النسيان للترك والرجاء للخوف ; لما في النسيان من معنى الترك وفي الرجاء من معنى التوقّع . وبابُ الاستعارة أوسع من أن يحاط له . التَّنُّوم نَبْت فيه سواد وزنه فَعّول ويوشك أن تكون تاؤه مقلبة عن واو فيكون من باب ونم . أصل قيد قودْ اشتقاقه من القود وهو القصاص ; لما فيه من معنى المماثلة والمقايسة يدلُّ عليه قولهم قيِسُ رُمح وانتصابه على أنه صفة مصدر محذوف تقديره ارتفعت ارتفاعا مقدار رُمْحين . على رضي الله عنه من يَطُلْ أيْر أبيه يَنْتَطقْ به . ضرب طُولَ الأَير مثلاً لكثرة الولد قال ... فلو شَاءَ ربِّي كان أيْرُ أَبيكُم ... طويلا كأير الحارث بن سَدُوس ...
قال الأصمعى كان للحارث أحد وعشرون ذكرا . والانتطاق مثل للتقوى والاعتضاد . والمعنى من كثر إخوته كان منهم عز ومنعة . \ معاوية رضي الله عنه قال عطاء رأيتُه إذا رفع رأسه من السَّجْدة الأخيرة كانت إياَّها
إيه اسم كان وخبرها ضميرا السجدة . والمعنى هي هي لم يقترن بها قَعدةٌ بعدها ; أي كان يرفع رأسه منها وينهض للقيام إلى الركعة من غير أن يقعد قعدة خفيفة . عِكرمْة رحمه الله كان طالوت أيّاباً

أيب أى سَقَّاء وهي فارسية . أبو قيس الأوْدِىّ . سُئِل ملك الموت عن قَبضْ الأرْوَاح . فقال أُؤَيِّه بها كما يُؤَيهَّ بُالخَيْل فتُجيبنى
أيه التأييهُ أن يدعوه ويقول له إيه ; ونظيره التأْفيف في قوله أفّ قال طرفة ... قعد فأيهَّهُنَّ فاستعرضته ... فثنى لهنَّ بحدّ رَوْقٍ مِدْعَس ... مثل الأيم في وجه . الأيمة في عى . نفاق أيمة في حظ . بقتل الأيم في جن . إيه والاله في نط . إياى في مج . إي في حل

بسم الله الرحمن الرحيم
حرف الباء الباء مع الهمزة النبي صلى الله عليه و سلم الصلاة مثنى وتشهُّد في كل ركعتين وتَبْأسُ . وروى وتَبأءسُ وتَمَسْكَن وتُقْنعُ يديك وروى وتُقنْع رَأْسك فتقول اللهم اللهم ; فمن لم يَفْعل ذلك فهى خداج
بأس تَبْأسُ أي تذل وتخْضَعُ ذلَّ البائس وخضوعه . والتباؤس التفاقر وأن يرُى من نفسه تخشعَّ الفقراء إخْباتاً وتضرعا . تمسكَنُ من المِسْكين وهو مفِعْيل من السكون ; لأنه يسكن إلى الناس كثيرا وزيادة الميم في الفعل شاذة لم يَرْوِها سيبويه إلا في هذا وفي تَمَدْرَع وتمَنَدْل وكان القياس تسكن وتَدَرَّع . ونظيره شذوذاً اسْتَحْوذ عن القياس دون الاستعمال . إقْنَاع اليدين أن ترفعهما مستقبلا ببطونهما وجهك . وإقناع الرأس أن ترفع وتُقبل بطرفك . على ما بينت يديك الخداج مصدر خدجت الحامل إذا ألقْت ولدها قبل وقت النتاج فاسُتعير . والمعنى ذات خداج أي ذات نقصان ; فحذف المضاف . الضمير الراجع من الجزاء إلى الاسم المضمَّن معنى الشرط محذوف لظهوره والتقدير فهي منه خداج ومثله قوله تعالى وَلَمْن صبر وَغَفَر إن ذَلِكَ لِمنْ عَزْم الأمُورِ ; أي إن ذلك منه . إن رجلاً آتاه اللُه مالا فلم يَبْتَئْر خَيْراً . أي لم يدَّخر ; من البؤْرِة وهي اُلحفْرة أو من البِئْرَة والبئيرة الذخيرة

على رضي الله عنه سلّم عليه رجل فرد عليه رَدَّ السَّنة . وكان في الرجل باء فقال له ما أحسبك عرفتني قال بلى وإني لأجد بَنَّة الغَزْل منك . فقام الرجل وكان له في نفسه قدْر . فقيل له يا أمير المؤمنين ما كان هذا ؟ قال كان أبوه ينسج الشِّمال باليمن
باء الباء الكبر والعجب . البَنَّة الرائحة من الإبْنان وهو اللزوم ; لأنها تَعْبَقُ وتلزم . الشَّمال جمع شمَلْة وهي كساء يُشْتَمَل به . أريد السؤال عن الصفة فقيل ما كان هذا ؟ ولم يُقَلْ من كان ؟ ومَوْضوعُ ما نَصْبٌ تقديره أي شىء كان هذا ؟ لولا بأوفيه في كل . من أَفْواهِ البئار في هب . فبَأوْت بنفسي في حو . باءَتْ في بو . أبْؤُساً في غو . الباء مع الباء عمر رضي الله عنه لئن عِشْتُ إلى قابِل لألحُقنّ آخر الناس بأولهم حتى يكونوا بَباّناً
ببان أي ضربا واحد في العطاء . قال أبو على الفارسي هو فَعَّال من باب كَوْكب ولا يكون فَعْلاَن ; لأن الثلاث لا تكون من موضع واحد . وأما بَبَّة فصوت لا عِبْرة به . وعن بعضهم بَيّانا ; وليس بثبت . ابن عمر رضي الله عنهما كان يقول إذا أقبل عبدالله بن الحارث جاء بَبّضة

ببة هذا صوت كان يصوت به في طفوليته فقلب به . وكانت أمه تقول في ترقيصه ... لأُنْكِحَنَّ بَبَّهْ جاريةً خَدَّبْة ...
كعب رحمه الله قال في قصة جُرَيجْ الزاهد الرّاهب لَماَّ رُمى بتلك المرأة فجاءوا بمَهْد الصبي قال يا بابوُس ; من أبوْك ؟ ففتح الصبيُّ حَلقْه وقال فلان الرَّاعي . ثم سكت
بابوس هو الصبي الرضيع قال ابن أحمر ... حَنَّتْ قلُوصى إلى بَابُوسها جزعا ... فما حَنِيُنكِ أمْ ما أنت والذِّكَرُ ...
الباء مع التاء النبي صلى الله عليه و سلم سئل عن البتع ; فقيل كلُّ شرابٍ أسْكر فهو حرام
بتع هو نبيذ العَسَل ; سمي بذلك لشَّدةٍ فيه من البتع وهو شدَّة العُنُق . وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أنه خطب فقال خَمْرَ المدينة من البسُر والتمر وخمرُ أهل فارس من العنب وخَمْرُ أهل اليمن البِتْع وهو من العسل وخمر الحبش السُّكُرْكَة . لا صيام لمن لم يُبَيتَّ الصيام من الليل وروى يَبُتَّ
بتت أي لم يقطعه على نفسه بالنَّية . علي رضي الله عنه قال عبد خير قلت له أَأُصلى الضُّحَى إذا بزغت الشمس ؟ قال لا حتى تَبْهرَ البُتَيْراء الأرض
بتر هي اسم للشمس في أول النهار قبل أن يَقْوىَ ضوؤها ويَغَلب ; كأنها سمُيت بالبُتَيْراء

مصغَّرة ; لتقاصر شُعَاعها عن بلوغ تمام الإضاءة والإشراق وقلَّتِه . وعن سَعْيدٍ أنه أَوْتَر برَكْعَةِ فأنكر عليه ابن مسعود رضي الله عنه قال ما هذه البُتَيْراَء التي لم نكُنْ نعرِفُها على عَهْد رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ سعد رضي الله عنه لقد ردّ رسولُ الله صلى الله وآله وسلم التُبُّتل على عثمان بن مظعون ولو أذن له لاختصيَنْا
بتل هو أن يتكلف بَتْل نفسه عن التزوج ; أي قَطْعَها . حذبفة رضي الله عنه أقيمت الصلاة فتدافعوا فصلى بهم ثم قال لَتْبَتلُنّ لها أماماً غيرى أوْ لَتُصَلُّنَّ وحُدْاناً . أي لَتْنصُبنَّ إماما ولتقطعن الأمرَ بإمامته . الوُحدان جمع واحد كَراكب ورُكْبان . عَليْهِ بَتّ في جل . ولا تَبَتُّلُ في زم . عُشْر البتات في ضح . والأبتر في طف . والُمْنَبتّ في وغ . أبتر في صع . الباتّ في دف . الباء مع الثاء ابن مسعود رضي الله عنه ذكر بنى اسرائيل وتحريفهم وذكر عالماً كا فيهم عرضوا عليه كتاباً اختلقوه على الله فأخذ ورقة فيها كتابُ الله ثم جعلها في قرن ثم علّقه في عنُقه ثم لبس عليه الثياب . فقالوا أتؤمن بها ؟ فأومأ إلى صدره وقال آمنت بهذا الكتاب يعنى الكتاب الذي في القرن . فلما حضره الموت بثبثوه فوجدوا القرن والكتاب فقالوا إنما عنى هذا
بثبث أي كشفوه وفتّشوه ليعلم البث . وَتَبثْيِثاً في غث . وصار بثنية في بن

الباء مع الجيم النبي صلى الله عليه و سلم أتى القبور فقال السلامُ عليكم أصْبتُم خيراًطويلا
بجل أي عظيما من قولهم رجل بجال وبجيل وهو الضَّخْم الجليل عن الأصمعي ; ومنه التبجيل . ما أخاف على قريش إلا أْنفْسها . ثم وصفهم وقال أَشِحَّة بجَرَة يَفْتِنُون الناس حتى تراهم بينهم كالغنم بين الحوضين إلى هذا مرَّةً وإلى هذا مرة
بجر البَجَرة من الأَبجْر وهو النَّاتىء السرَّة كالصَّلعَة من الأصْلع والنَّزعَة من الأنزع . والمعنى ذوو بَجَرة فحذف المضاف . او وصُفِوا بها انهم عين البجرة مبالغة في وصفهم بالبطَانة وُنُتوء السُّرَر . ويجوز أن يكون هذا كناية عن كنزهم الأموال واقتنائهم لها وتركهم التسّمح بها . إن لقُماْن بن عاد خطب امرأة قد خطبها إخوته قبله فقالوا بْئس ما صنعت ! خطبت امرأةً قد خطبناها قبلك وكانوا سبعةً وهو ثامنهم ! فصالحهم على أن يَنْعتَ لها نفسه وإخوته بصدقْ وتختار هي أيهَّم شاءت . فقال خذُى منى أخى ذا الْبَجَل . إذا رعى القوم غُفَل . وإذا سعى القومُ نسل . وإذا كان الشأن اتَّكل . قريبٌ من نضيج . بعيد من نىء . فَلَحْيا لصاحِبناْ لحَياً . فقالت عيال لا أريدٌه . ثم قال خذُي منى أخَي ذا البجلة . يحَمْلُ ثقلى وثْقله . ويخصف نَعْلى ونعله . وإذا جاء يومه قُدَّمتْ قُبلَه

فقالت خادم لا أريده . ثم قال خُذي منى أخي ذا العِفاق . صَفّاق افَّاق . يُعْمِل النَّاقة والسَّاق . فقالت فَيْجٌ لا أريده . ثم قال خُذِي منى أخي ذا الأسد . جوَابُ ليل سَرْمَد . وبَحر ذُو زبد . فقالت سارق لا أريده . ثم قال خذي منى أخي ذا النَّمر . حيّ خفر . شجاع ظِفر . أعجبني وهو خيٌر من ذاك إذا سكر . فقالت يشرب الخمر فلا أريده . ثم قال خذي منى أخي ذا اُلْحمَمة . يَهَبُ البَكْرَة السَّنِمة . والمائة البقرة العممة . والمائة الضائنة الزَّنَمِة . وإذا أتت على عادٍ ليلةٌ مظلمة . رتب رُتوبَ الكَعْب وولاهَّم شُزنَه . قال اكفُونى الميَمْنَة . سأكفيكم المَشْأمَة . وليست فيه لَعْثمَة . إلا أنه ابن أمة . فقالت مُسْرفٌ لا أريده . ثم قال خذي منى أخى حُزَيْنا . أَوَّلنا إذا غَدَوْنا . وآخِرُنا إذا استنجينا . وعصمة أَبْنِائَنَا إذا شَتَوْنا . وفاصِلُ خُطَّة أعيت علينا . ولا يُعَدّ فضله لدينا . ثم قال أنا لقمان بن عاد . لعادية وعاد . إذا انضَجْعتُ لا أجْلَنْظِىء . ولا تملأ رئتي جَنبْي . إن أر مَطْمِعَى فَحِدَأٌ تلمّع . وإلاّ أر مطمعي فوَّقاعٌ بصُلَّع . فتزوَجت حُزَيناً . فُسرِّ ذو البجل بذي الضخامة . وقيل هو من قولك بجلى هذا ; أي حسْبى . ومنه الحديث فألقى تمرات كنّ في يده وقال بجلى من الدنيا . والمعنى أنه قصير الهمة مُقْتَصر على الأدْنى . فإذا ظفر به قال بجلى . والوجُه أن يكون هذا وسائر ما ابتدأ به ذكر إخوته أساميهم أو ألقابهم . إذا رعى القومُ غفل أي إذا اهتّموا برعاية بعضهم بعضا أو برعاية ما معهم أو برَعْى الإبل لم يهتم بشىءٍ من ذلك وكان غافلاً عنه

وإذا سعى القوُم نسل أي إذا بذلوا السْعَي وتناهضوا فيما ُيفىء عليهم خيراً أو ينُجيهم من بَليَّة نسل هو من بينهم ; أي خرج وكان بَمِعْزل من السعي معهم . اتَّكَل أي اعتمد على غيره في كفاية الشأن ولم يتولَّه بنفسه عجزاً . النىءّ غير النضيج ; يريد انه لازم بيت جَثّامةٌ ولا يصيد ولا يغزو فيأكل اللحم المُلهْوَج . ويُحتمل أنه ليس بجلد يخدم أصحابه في السفر ويطبخ لهم كالموصوف بقوله ... رُبَّ ابن عّمٍ لسُليَمى مُشْمِعَلْ ... طباخ ساعات الكرى زاد الكْسَلْ ...
ولكنه يتكاسل عن ذلك وعن معاونتهم أيضا إذا باشروا الطبخ . فإذا قدَمّوا أكل ; فهو بعيد عن النىءّ وطبخه قريبٌ من النضيج وأكله . فلَحْيا من لَحَيْتُ العُودَ بمعنى لحَوْتُه ; وهو دعاء عليه بالهلاك والتكرير للتأْكيد . قيل في نرى البَجْلة هو ذو الشارة الحسنة كانه الذي له من الروّاء ما يبُجَلَّ لأجله . وإذا جاء يومُه أي وقت وفاته وأجله . حمده لإعانته له وحَمْله عنه ودعا له . ذو العفاق من عفق يعِفق إذا أَسْرَع في الذَّهاب . والعفاق الحلب أيضاً . قال ... عليكْ الشّاء شاء بنى تميم ... فعافِقْها فإنك ذوُ عِفاقِ ...
صَفّاق من الصُّفْق وهو الجانب . يقال جاء أهل ذلك الصُّفْق . وافاّق من الإفق أراد أنه مِسْفِار منُقَبِّ في النواحي والآفاق . يُعْمِل الناقة والساق أيْ يركب تارة ويترجل أخرى لجلادته . ذو الأسَد أي ذو القوة الأسَدية . والأسد مصدر أسد / بمعنى إْسَتْأسَد . ليل سَرْمد أي دائم غير منقطع لفَرْط طوله . والسنمة العظيمة السَّنام . العممة التامة . قوله المائة البقرة والمائة الضائنة بإدخال لام التعريف على المائة المضافة مما لا يجيزه البصريون ; ويقولون أخذت مائة الدرهم لا غير . وكذلك ثلاثة الأثواب ; والثلاثة الأثواب

خلف عندهم ; لأن الإضافة معرفة فإذا عرف الإسم باللام لم يعرف ثانية بالإضافة . ويستشهدون بمثل قول الفرزدق ... وسما وأدرك خمسة الأشبار ...
وقول ذى الرمة ... ثلاث الأثافى والدِّيارُ البَلاَقعُ ...
ويخطئون من روى مثل هذا . ويقولون الصواب ومائة البقرة ومائة الضائنة ; وبرُهانُهم القياس الصحيح واستعمال الفصحاء . الزَّنمة ذات الزَّنمة وهى شىء يقطع من أذُنها ويترك معلَّقا وروى الزَّلمة بمعناها . الرُّتوب الثبوت . وَلاّهم شُزَنة ; أي ولاّهم عُرضْه ; فخاطبهم بنفسه . يقال وليَّته ظهري إذا جعله وراءه واخذ يذبُّ عنه . ومعناه جعلت ظَهْري يليه . وروى شزنه ; أي شدتّه وغلظته . ومعناه دافع عنهم ببأسه . الَّلعْثمَة التَّوقُّف ; أي ليس في صفاته التى توجب تقديمه توقّف . إلا أنه ابنُ أمه أي هذا عيبه فقط . استنجينا من النَّجاء وهو الفرار . يريد إذا خرجنا الغَزْوِ تقدمنا وبادرنا . وإذا انْهَزَمْنا تأخّر عنا ليحامي علينا مما يتبعْنا . العادية خيل تعدة أو رَجْلٌ يَعْدُون . والعادى الواحد ; أي أنا لجماعة ولواحد يعنى أن مقاومته للجماعة والواحد واحدةٌ لا تتفاوت لشدَّة بأسه وقوة بطشه . نظير أضْجَعه فانْضَجَع في مجىء الفعل مطاوعا لأفعل أزعجه فانزعج وأطلقه فانطلق ; وحقُّ الفعل أن يطاوع فعل لا غير ; وإنما فُعل هذا على سبيل إنابة أفعل مناب فعل

الاجِلنْظاءَ . الاستلقاء ورفع الرجلين ; يعنى أنه ينام على جنبه مستوفزا ; كما قيل في تأبط شرا ... ما إن يمسُ الأرض إلا جانبٌ ... منه حرفُ الساق طىَّ المحمل ...
ولا تملأ رئتي جَنْبَي أي لست بجبان فينتفخ سَحْرى حتى يملَأ جَنْبي بانتفاخه . يَلْمَعِ يخفق بجناحيه وروى فَحَدوٌّ تلمع . والتلمّع تفعّل منه . والحِدوُّ الحدأُ بلغة أَهْل مكة . الصُّلعَ الحجر الأملس . وقيل الموضع الذي لا ينبت من صلع الرأس . اراد أن عيشه عيشُ الصعاليك ; إنْ ظفر بشىء أَلْمأَ عليه . وإلا فهو موطّن نفسه على معاناة خشونة الحال وشظف العيش ; كالحدأ الذي إن أبصر طُعْمته انقضّ عليها فاختطفها وإن لم ير شيئا لم يبرح واقعا على الصَلعَّ . عثمان رضي الله عنه تكلَّم عنده صعصعة بن صوُحان فأكثر فقال أيها الناس ; إن هذا البَجْبَاج النَّفَّاخ لا يَدْري ما الله وُلا أيْنَ الله
البجباج البَجْبَاج الذي يَهْمِزُ الكلام وليس لكلامه جهة وروى الفَجْفَاج ; وهو الصّياح الِمكْثارَ وقيل المأفون المختال . والنَّفَّاخ الشديد الصَّلفَ . لا يَدْرِي ما الله ولا أين الله معناه أن حاله وفي وضْعِ لسانه من إكثار الخطل وما لا ينبغى أن يقال كلَّ موضع كحال من لا يدري أن الله سميعٌ لكل كلام عالٌم بما يجري في كل مكان . ولم ينسبه إلى الكُفرْ ; وقد شهد صَعْصَعة مع على رضي الله عنه يوم الجمل وكان من أخطب الناس ; وأخوهُ زيد الذي قال فيه النبي صلى الله عليه و سلم زيد الخير الجذمُ من الخيار الأبرار

أمير المؤمنين على رضي الله عنه لماْ التقى الفريقان يوم الجَمِل صاح أَهْلُ البَصْرة ... ردُّوا عَلْيَنا شيخنا ثم بَجَلْ ...
فقالوا ... كيف نردُّ شيخكم وقد قحل ...
ثم اقتتلوا . قال الراوى فما شبهتُ وقع السيوف على الهام إلا بضرب البيازر على المواجن . بجل بمعنى حَسْب وسبب بنائهما أن الإضافة منوّية فيهما . وإنما بنى بحلْ على السكون دون حَسبْ ; لأنه لم يتمكن بالأعراب في موضع تمكّنه . قحل مات فجفّ جلده على عظمه . يقال قحل قحولا وهو الفصيح وقحل قحلا . البيازر جمع بَيْزرَ ; وهو الخشبة التي يدُقّ بها القصّار . والبيزرة العصا وبزره بها إذا ضربه . المواجن جمع ميجنة ; وهى خشبته التي يدّق عليها . جُبَير رضي الله عنه نظرتُ والناسُ يقتتلوَن يوم حُنَين إلى مِثْل البجاد الأَسْودَ يهْوى من السماء حتى وقع ; فإذا نملٌ مبثوث قد ملأ الوادي ; فلم يكن إلا هزيمةُ القوم ; فلم نشك في أنها الملائكة
البجاد البجاد الكساء المخطّط ; سُمِّى بذلك لتَدَاخُل ألوانه من قولهم هو علم بُبْجدةَ أمره . أي بدِخْلَتِه . والأسود من البُجُد هو المنسوج على خطوط سود يُفَصِّلُ بينها بيضٌ دِقاق ;

فالمعنى أن النمل كان يَهْوى متساطرا كخطوط البجاد الأسود . ومنه قيل لعبدالله ابن عبد نُهْم ذو البجادين ; لأنه حين أراد المصير إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم قطعت أمُّه بجادًا لها باثنين فائْتزَر بأحدهما وارْتدَى بالثاني . ومنه حديث معاوية إنه مازح الأحْنفَ بن قيس فما رُئى مازحان أوقر منهما ; قال له يا أحنف ما الشئ الملفَّف فى البِجَاد ؟ فقال هو السخِنيةُ يا أمير المؤمنين !
ذهب معاوية إلى قوم الشاعر ... بُخبْرٍ أَوْ بتمر أو بسَمْن ... أو الشىء الملفَّفِ في البجَاد والأحنف إلى السخينة التي تُعَّير بها قريش \ وهي شىء يعمل من دقيق وسمن ; لأنهم كانوا يولعون به حتى جرى مجرى النبز لهم قال كعب بن مالك ... زَعَمَتْ سِخَيَنُة أن سَتْغِلبُ ربَهَّا ... ولُيغْلَبنَّ مُغِالبُ الغَلاَّب ...
البَجّة في جب . بجَرْاء في عز . وبجَّحِنى في غث . البَجْر في بر . يُبجِّسها في أم . بُجَرِى في جد . الباء مع الحاء النبي صلى الله عليه و سلم شكا عبدالله بن ابي إلى سعد بن عبادة فقال يا رسول الله ; اعف عنه فوالذي أنزل عليك الكتاب لقد جاء الله بالحق ولقد اصطلح أهل البحرة على أن يُعَصِّبوُه بالعصابة فلما ردَّ الله ذلك بالحق الذي اعطاك شرق بذلك
بحر اراد بالبَحْرة المدينة يقولون هذه بَحْرتنا ; اي أرضنا وبلدتنا . وأصل البَحْرَة فجوة من الأرض تستبحر ; أي تنبسط وتّتسع . قال يصف رسو الدار ... كأن بقاياه ببَحْرة مالك ... بقَّيةُ سَحْقٍ من رِدَاءُ مُحبِرَّ

العصابة العمامة ; لأنه ُيعْصب الرأس بها وعصَّبه ; عمَّمه . قال ... فتاة أبوها ذو العمامة وابنه ... أخوها فما أَكفْاَؤُها بكثيرٍ ...
وروى ذو العصابة ثم جعل التعصيب بالعصابة كنايةً عن التسويد ; لأن العمائم تيجان العرب . وقيل للسيد المعّمم والمعصَّب كما قيل له المتوّج والمسوّد . شرق بذلك أي لم يقدر على إساغته والصَّبرِ عليه لتَعَاظُمِه إياه ; فكأنّه اعترض في حلقه فغصَّ به كما يغَصّ الشارب بالماء . من سرَّه أن يسكن بحُبْوحة الجنة فلْيَلْزم الجماعة ; فإن الشيطان مع الواحد وهو من الإثنين أبعْد
بحبوحة هي من كل شىء وسطه وخياره قال جرير ... قَوْمِي تميٌم همُ القوُم الذين هُمُ ... يَنْفَونَ تَغْلبِ عن بُحبْوحُةِ الدَّارِ ...
ابن عباس رضي الله عنهما قال أنس بن سيرين استُحيضت امرأة آل أنس ابن مالك فأمروني فسألت ابن عباس عن ذلك فقال إذا رأت الدَّم البَحْرانّي فلتدع الصَّلاة ; فإذا رأت الطُّهْرَ ولو ساعةً من النهار فلتغتسل ولُتصَلّ
الَبْحرانيّ البَحْراَنيّ الشديد الُحمرة الضارب إلى السواد . منسوب إلى البَحْرِ وهو عُمْقُ الرحم قال ... وَرْدٌ من الَجوْف وبَحْرَانُّي ...
في الحديث تخرج بَحْنَانَةٌ من جهَّنَم فَتْلقُطُ المنُافقين لَقْط الحمامة القرطم
بحنانة هي الشرارة الضخمة العظيمة من قولهم رجل بَحْون عظيم البطن ودلو بَحْوَنة وجُلَّة بَحوْنة إذا كانتا واسَعَتْيِن

القُرْطم حبُّ العصفر . إن غلامين كانا يلعبان البَحْثَة
بحثة هي لَعبٌ بالتراب . بحيرة في صر . بْحراً في قر . بَحرَّية في نش . بحرها في حل . سورة البُحَوُث في عذ . بحُيَرْة في رج . الباء مع الخاء النبي صلى الله عليه و سلم يأْتي على الناس زمان يُسْتَحَلُّ فيه الربا بالبيع والخمُر بالنبيذ والبَخْس بالزّكاة والسُّحْتُ بالهدية والقَتْل بالموعظة
بخس المراد بالبَخْس المكْس ; لأن معنى كل واحد منهما النُّقْضان يقال بخسنى حَقّي ومكسنيه ; وقد روى في قوله ... وفي كل ما باع امرؤ مكْسُ درهم ...
بخْس درهم . والمعنى أنه يؤخذ المكس باسم العشر يتأول فيه معنى الزكاة وهو ظلم . والسُّحْت أي الرشْوةَ في الحكم والشهادات والشفاعات وغيرها باسم الهديّة ويقتل من لا تحل الشريعة قَتْله ليتَعَّظ به العامة . أتاكم أهل اليمن هم أرَقُّ قُلُوباً وأليْنُ أَفْئدةً واَبْخعَ طُاعَةً
البخاع أي أبلغ طاعة . من بخع الذبيحة إذا بالغ في ذَبْحَها ; وهو أن يقَطْعَ عَظَمْ رقَبْتها ويبلغ بالذبح البخاع . والبخاع بالباء العرْق الذي في الصُّلبْ . والنُّخْعُ دون ذلك ; وهو أن يبلغ بالذبح النُّخَاع وهو الْخيط الأبْيضَ الذي يجرى في الرَّقبة

هذا أصله ثم كثرُ حتى اسُتعْمِل في كل مبالغة فقيل بخعْت له نُصْحى وجَهْدى وطاعتى . والفعل ههنا مجعول للطَّاعة كأنها هي التي بخعت ; أي بالغت وهذا من باب نَهُارك صائم ونام ليل اُلَهوْجل . الفؤاد وسط القلب سمي بذلك لتفُّؤدِه أي لتوقده . زيد بن ثابت في العين القائمة إذا بخُقِتْ مائةُ دينار . أي فقئت يعنى أنها إذا كانت عوْراء لا يُبْصِرُ بها إلا أنها غير منخسفة فعلى فاقئها كذا . القُرَظىّ قال في قوله تعالى قُلْ هو الله أحد . الله الصَّمَد . ولو سكت عنها لتَبَخَّصَ بها رجالٌ فقالوا ما صَمَدٌ ؟ فأخبرهم أن الصمد الذي لم يِلدْ ولم يولد ولم يكن له كُفُواً أحد
البخص أُخذ من البخَصَ وهو لحَمٌ عند الجفن الأسفل يظهر من الناظر عند التَّحدْيق إذا أنكر شيئاً أو تعجَّب منه . يريد لولا أن البيان اقترن بهذا الاسم لتحيَّروا فيه حتى تَنْقَلب أجفانهم وتشخص أبصارهم . الحجاج أُتي بزيد بن اُلمَهلَّب يَرْسُفِ في حديد فأقبل يخطر بيده فغاظ ذلك الحجاج فقال ... جميلُ اُلَمحَّيا بْختَرىٌّ إذا مشى ...
وقد ولى عنه فالتفت إليه فقال ... وفي الدِّرْع ضَخْمُ المَنكْبِيْنِ شِنَاقُ

فقال الحجاج قاتله الله ! ما أَمْضَى جنانة وأحْلَف لسانه !
بخترى البَخْتَرِى المُتَبَخْتر . الشِّنَاق الطويل رجل حليف اللسان أي ذَرِبُه . والبخقاء في صف . مبَخْوُص الكَعْبَيْن في نه . بخٍ بخٍ في نس . يَبْخَعُ لنا في ضج . وبخعها في زف . باخق العين في صع . مُبْخرِةَ في زو . بخ في بر . وتُبَخَّلون في جب . الباء مع الدال . النبي صلى الله عليه و سلم إن رَجُلاً أتَاهُ فقال يا رسول الله ; إني أُبْدِعَ بي فاحْمِلنْي
بدع أَبْدَعَتَ الرَّاحِلةُ إذا انقطعت عن السَّيْر بكلال أو ضلع . جعل انقطاعها عما كانت مستمرةً عليه من عادة السير إبداعاً منها ; أي إنشاء أمرٍ خارج عما اعتيد منها وألُفِ واتسّعِ فيه حتى قيل أبْدِعَتْ حُجَّة فلان . وأَبدّعَ برُّه بشُكْرِى إذا لم يف شكره ببّره . ومعنى أُبْدع بالرجل انقُطِع به ; اي انقطعت به راحلتُه كقولك سار زيد بعمروٍ ; فإذا بنيت الفعل للمفعول به وحذفت الفاعل قلت سير بعمرو ; فأقمت الجار والمجرور مقام الفاعل . وكما أن المعنى في سير بعمرو سُيِّر عمرو كذلك المعنى في انْقُطٍع بالرجل ; قُطع الرَّجُل . أي قُطع عن السير . نفَّل في الَبْدأة الرُّبُع وفي الرَّجْعَة الثُّلث
البدأة بدْأة الأَمر أوّله ومبْتدَؤُه يقال أما بادى بَدْأَةٍ فإني أحمد الله . وهي في الأصل المرُّةمن البدء مصدُر بدأ ; والمراد ابتداء الغَزْو . يعنى أنه كان إذا نهضت سرية من جُمْلة العسكر المقبل على العدو فأوقعت نفَّلها الربع مما غنمت وإذا فعلت ذلك عند قُفُول العسكر نفَّلها الثلث ; لأن الكّرةَ الثانية أشقُّ والخّطَة فيها أعظم . لا تُباَدِروُني بالركوع والسجود فإنه مهما أسْبِقْكُم به إذا ركعت تدركوني ' ذا

رفَعْتُ ومهما أسْبِقٍكم بع إذا سجدت تدركوني إذا رفعتُ ; إني قد بْدَّنْتُ
البدن أي صرت بَدَنا والبدَنَ المسِنّ ونظيره عجَّزَت المرأة وعوَّد الجمل ونَيَّبتَ الناقة . وروى بَدُنتُ اي ثَقُلت على الحركة ثقلها على الرَّجُل البادن وهو الضخم البدن يقال بَدنَ بُدْناً وبَدُنَ بُدْناً وبدَاَنة ; ولا يصح ; لأنه صلى الله عليه وآله وسلم لم يوصف بالبَدَانة . تدركوني أي تدركوني به فحذِف لأنه مفهوم كحذفهم منه في قولهم السمن منوان بدِرْهم . والمعنى أي شىء من الركوع أو السجود سبقتكم به عند خَفْض الرأس فإنكم مُدْركوه عند رفعه لثقل حركتي . قال سلمة بن الأَكْوَع رضي الله عنه قدِمتُ المدينة من الحٌدَيْبية مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فخرجتُ أنا ورَبَاحٌ ومعى فرس أبي طلحة أُبْديِه مع الإبل فلما كان بغلس أغار عبدالرحمن بن عُيينة على إبل رسول الله صلى الله عليه و سلم فقتل راعيها ثم ذكر لحوقه به ورَمْيه المشركين . قال فإذا كنتُ في الشَّجْرَاء خَزَقْتُهم بالنّبل . فإذا تضايقت الثنايا عَلَوْتُ الجبل فَردَيُتهم بالحجارة . ثم ذكر مجيئه إلى النبي عليه الصلاة و السلام قال وهو على الماء الذي حَلأَّتْهُم عنه بذي قرد فقلت خلنِّى فانتِخْب من أصحابك مائة رجل فآخذ على الكفار بالعَشْوَة ; فلا يبَقْى منهم مخبر إلا قتلتُه
الإبداء أُبْدِيه أُبْرِزه إلى المَرْعى . الشَّجْراء الأشجار الكثيرة المُتكاثفة . وهي اسم جمع للشجرة كالقَصْبَاء والطَّرفاء والأشاء . الَخزْق الإصابة يقال سهم خازق وخاسق ; أي مقْرطِس نافذ

الرَّدْى الرَّمْى بالحجر وهو المِردْاة . التَّحْلئة المنع والطرد ومنها التَّحْلئَة التى يَقْشرها الدَّباغ عن الجِلْد ; لأنها تمنع الدباغ . العُشْوَة بالحركات الثلاث ظُلْمة الليل قالوا في المثل ... أَوْطاتَه العَشْوة ... ;
إذا سامه أمرًا متلبسا يَغْتُّره به لأن من وطىء الظلمة يطأُ ما لا يُبْصره فربما تردَّى في هُوَّة أو وضع قدمه على هامَّة ثم كثر ذلك حتى استعملت العشوة في معنى الغِرّة فقيل أخذت فلانا على عَشْوَة وسمتُه عشوة . إن تهامة كبديع العْسل حَلْوٌ أوله وآخره
البديع البديع الزِّقُّ الجديد وهي صفةٌ غالبة كالحية والعَجُوز . والمعنى استطابة أرض تهامه كلِّها أولها وآخرها كما يستحلى زِقّ العسل من حيث يُبتدأ فيه إلى أن ينتهى . وقيل معناه أنها في أول الزمان وآخره على حالٍ صالحة . وقيل لا يتغّير طيبها ; كما أن العسل حلوٌ أول ما يُشتار ويجعل في الزق وبعد ما تمضى عليه مدة طويلة . لما كان انْكِشَاف المُسْلمين يوم حُنَين أَبَدَّ يده إلى الأَرْضِ فأخذ منها قُبضْة من تراب فحذا بها في وُجُوهِهم ; فما زال حدُّهُمْ كليلا
بدد اي مَدَّها يقال أبِدَّ السائل رغيفا ; أي مُدِّ يدك به إليه . ومنه حديث عمر بن عبدالعزيز إنه لما حضرتْهُ الوفاةُ قال أجلسوني فأَجْلَسوه فقال أنا الذي أمرتني فقَّصرت ونهيتني فعصيت ولكن لا إله إلا الله . ثم رفع رأسه فأبَّد النَّظر وقال إني لا ; أي إني لا اشرك أو إني لا أعيش . القُبِضْة بمعنى المقبوض كالغُرفة بمعنى المغروف . حذا وحثا واحد كجذا وجثا

من بدا جفا ومن اتَّبع الصيد غفل ومن اقترب من أبواب الشيطان اْفَتَتنَ
بدو بدوْت أبدْوُ إذا أتيت البَدْوَ ومنه قيل لأهل البادية بادية كما قيل لحاضري الأَمْصَار حاضرة . جفا اي صار فيه جفاء الإَعراب لتوحّشه وانفراده عن الناس . غفل أي شغل الصيدُ قلبه وألهاه حتى صارت فيه غَفْلة . وليس الغرضُ ما يزعمه جهلُة الناس أن الوحش نعم الجنّ فمن تعرّض لها خيَّلَتْه وغفلته . الخيلُ مَبَّدأةٌ يوم الورْد . أي مقدَّمة على غيرها يُبْدَأ بُها السَّقْي . أُتي ببدْرٍ فيه خضرات من البُقُول
بدر هو الطَّبَق سُمِّى بدر استدارته كما يسمَّى القَمر حين يَسْتَدِير بَدرْا . خَضِرات غَضّات يقال بقلة خَضَرةً وورق خضر قال الله تعالى فَأَخْرَجْنَا مِنْه خَضِراً . على عليه السلام الأَبْدال بالشَّام والنُّجَباء بمصر والعَصائب بالعراق
الأبدال هم خيارٌ بدل من خيار جمع بدل وبِدْل . العصائب جمع عصابة . ويريد طوائف يجتمعون فيكونُ بينهم حرب . لما خطب فاطمة عليهما السلام قيل له ما عندك ؟ قال فرسي وبدني
بدن هي الدرِّع القصيرة ; سُمِّيتَ بذلك لأنها مْجِول للبدن ليست بسابغةٍ تعمّ الأَطْرَاف . الزبير كان حسن البادِّ على السرج إذا ركب
الباد البادَّان أَصْلاَ الفخذين ; سُمِّيا بذلك لانفراجهما . وقيل لامرأة من العرب علام تمنعين زوجك القِضَّة فإنه يعتلُّ بك ؟ قالت كذب ! والله إني لأطَأْطىء الوساد وأُرْخِي البَادَّ

والمعنى أنه كان حسن الركبة . حمل يوم الخندق على نَوْفَل بن عبدالله بن المغيرة بالسيف حتى شَقَّه باثنين وقطع أُبْدوُجَ سَرجْهِ ويقال خلص إلى كاهل الفرس فقيل يا أبا عبدالله ; ما رأينا مثل سَيْفِك ! فيقول والله ما هو السيف ولكنها الساعد أكرْهُتها
بدج هو الِّلبْد كأنّها كلمة أعجمية . سعد رضي الله عنه قال يوم الشُّورى بعدما تكلَّم عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه الحمد الله بِدَيّاً كان وآخراً يعود . أحمده كما أنجانى من الضَّلالة وبصرني من الجهالة ; بمحمد بن عبدالله صلى الله عليه و سلم استقامت الطرق واستنارت السُّبُل وظهر كلّ حُق ومات كل باطل إني نَكَبْتُ قرنى فأخَذتُ السهَّم الفالج وأخَذْتُ لطلحة بن عبيدالله ما أخذت لنفسي في حضوري فأنا به زعيم وبما أعطيت عنه كفيل والأمر إليك يابن عوف . البَدىّ الأول ومنه أفعل هذا بادِىء بَدَىّ ; أي كان الله عز و جل أولاً قبل كل شىء ويكون حين تَفْنَى الأشياء كلُّها ويبقى وجهه آخر كما كان أوَّلا ; فهو الأول والآخر . ومعنى يعود يصير وقد مضى شرحه . القرن جَعْبَة صغيرة تُقْرَن إلى الكبيرة . الفَالج السَّهم الفائز في النضِّال . والمعنى إني نظرت في الآراء وقلَّبتها فاخترت الرأى الصائب منها وهو الرضاء بحكم عبدالرحمن بن عوف وأجزت على طلحة مثل ما أجزته على نفسي وانا زعيم بذلك اي ضامن . أم سلمة إن مساكين سألوها فقالت جارية أبدِّيهم تْمرةً تمرة

التبديد أي فرقى فيهم من التبديد يقال أبَدْدتُهم العطاء إذا لم تجمع بين اثنين . قال أبو ذؤيب ... فأَبّدهُنَّ حتُوُفَهُنَّ فهاربٌ ... بذمائه أو باركٌ متُجَعجْع ...
ابن المسّيبَ في حريم البئر البدَىّ خمسٌ وعشرون ذراعا وفي القليب خمسون ذراعا
البدى هي التى بدئت فَحُفرِت في الأرض الموات وليست بعادية فليس لأحد أن يحفر حولها خمسا وعشرين ذراعا . والقليب العادَّية فليس لأَحدٍ أن ينزل على خمسين ذراعا منها ويتَّخذها دار ; فإنها العامَّة من الناس . عِكْرمة إن رجلا باع من التَّمارين سبعة أصْوُع بدرهم فتبدَّدُوه بينهم فصار على كل رجل حصة من الورق فاشترى من رجل منهم تمرا أربعة أصْوعُ بدرهم فسأل عكرمة فقال لا بأس أخذت أنقص مما بْعتَ
بدد تَبَدَّدُوه أي اقْتَسَمُوه بددا أي حصصا على السواء . بكر بن عبدالله كان أصحابُ رسول الله صلى الله عليه و سلم يتمازَحُون حتى يَتَبادَحُون بالبطِّيخ فإذا حزبهم أمر كانوا هم الرجال أصحاب الأمر . أي يَتَرامْون
بدح والبَدْح رَمْيُك بكل شىء فيه رخاوة . حتى هذه هي التى يبتدأ بعدها الكلام . كالتي في قوله ... وحتىَّ الجِيادُ ما يقدْن بأَرْسَانِ ...
والتقدير حتى هم يتبادَحُون ولو كانت هي الجارة لسقطت النون لإضمار أن بعدها . بَوادرُ في ظه . بادناً في شذ . المبدىء في نك . فلا تَبْدحِيه في سد . البدن في رج . بددا في عل . وذو بدوان في عد . بوادره في سا

الباء مع الذال النبي صلى الله عليه و سلم البَذَاذَةُ من الإيمان
بذاذة يقال بَذذْتَ بَعْدىٍ بذاذة وبذِاَذا وبذذاً أي رثت هيئتك . والمراد التواضع في الِّلباس ولُبْس مالا يؤّدي منه إلى الخيلاء والرّفول وأن لذلك موقعا حسنا في الإيمان . ورجل باذّ الهيئة وبذّها
بذة ومنه إن رجلاّ دخل المسجد والنبُّي صلى الله عليه و سلم يخطب فأمره أن يصلىّ ركعتين . ثم قال إن هذا دخل المسجد في هَيْئةٍ بَذَّةٍ فأمرتُه أن يصلّي رَكعتين وأنا أريد أن بفطُن له رجل فيتصدقَّ عليه . يُؤْتى بابن آدم يوم القيامة كأنه بذجٌ من الذل
بذخ هي كلمة فارسّية تكلمت بها العرب وهو أضعف ما يكون من اُلْحمْلانَ وتجُمَع على بِذْجان . ابن عباس رضى الله عنهما سُئل عن الباذق ; فقال سبق محمد الباذق وما أسكر فهو حرام
بذق هو تعريب باذه ومعناها الخمر . الشعبي رحمه الله إذا عظمت الحلقة فإِنما هي بذاء ونجاء . أي مُباذَاةِ ; وهي الفاحشة ومناجاة . فيه بَذَاذةَ في تا . في هيئته بَذَاذَة في حج . بَذِيّا في طف . يبذّ القوم في مغ . فابْدَعَرَّ في زف . البُذر في نو . فما ابدَقّر في مذ . الباء مع الراء . النبي صلى الله عليه و سلم لما توجَّه نحو المدينة خرج بُريَدْة الأسلمي رضى الله عنه

في سبعين راكباً من أهل بيته من بنى سَهْم فتلقَّى نبّي الله ليلا . فقال له من أنت ؟ فقال بُرَيْدة فالتفت إلى أبي بكر وقال يا أبا بكر ; بَزد أَمْرنا وصلح ثم قال ممَّنْ ؟ قال من أسلم . قال لأبي بكر سلمنا . ثم قال ممن ؟ قال من بنى سهَمْ . قال خرج سَهْمك
برد برد أمرُنا أي سهل ; من العيش البارد وهو النَّاعم السهل وقيل ثبت من بَرَدَ لي عليه حَقّ . خرج سَهْمُك أي ظفرت . وأصله أن يُجيلُوا السهامَ على شىء فمن خرج سَهْمه حازه . من صَلىَّ الَبْردَيْن دخل الجنة . هما الغداة والعشيّ لطيب الهواء وبَرْدِه فيهما . إذا اشتد الحر فأبْردوا بالصلاة . اي صلوها إذا انكسر وهَج الشمس بعد الزَّوال وإذا كانوا في سفر فزالت الشمس وهّبت الأرواح تنادوا أَبْردَتُم بالرواح . وحقيقة الإبراد الدخول في البَرْد . كقولك أظهرنا وأفجرنا . والباء للتعدية . فالمعنى ادخُلوا الصلاة في البرد . الصَّوْمُ في الشِّتاء الغْنَيِمُة البْارَدةُ
باردة هي التي تجىء عَفْواً من غير أن يصُطْلى دونها بنار الحرب ويُباشر حرّ القتال . وقيل الثابتة الحاصلة من برد لى عليه حق . وقيل الهنية الطيبة من العيش البارد . والأصلُ في وقوع البرد عبارة عن الطيِّب والهناءة أن الهواء والماء لما كا طيبهما ببردهما خصوصاً في بلاد تهامة والحجاز قيل هواء بارد و ماء بارد على سبيل الاستطابة ثم كثر حتى قيل عَيْش بارد وغنيمة باردة وبرد أمرنا . كان يكتب إلى أمرئه إذَا أَبْردَتُمْ إلى بريدا فاْجعَلُوه حسنَ الْوَجْهِ حسن الاسْمِ

أي إذا ارسلتم إلىِّ رسولاً
بريد والبريد في الأَصْل البغْل ; وهي كلمة فارسية أصلها بُرَيْدهَ دُم أي محذوف الذَّنب ; لأن بغال البريد البريد كانت محذوفة الأذناب فعرِّبت الكلمة وخُفِّفَت ثم سُمِّى الرسول الذي يركبه برَيداً والمسافُة التي بين السكتين بريداً . والسَّكةَّ الموضعُ الذي يسكُنُه الفُيُوج المرتّبون من رِباط أو قبّةٍ أو بيتٍ أو نحو ذلك وُبْعدُ ما بين السكتين فرسخان وكان يُرَتّبُ في كُلُ سكة بغال . أَبْرِقُوا فإنَّ دم عَفْرَاء أزْكى عند الله من دم سَوْداوَيْن
برقاء أي ضَحُّوا بالبرقاء وهى الشاة التي تشقُّ صوفها الأبيض طاقاتٌ سود . والعَفْراء التي يضرُب لونها إلى بياض من عُفْرةَ الأرض . سئل أيّ الكَسْبِ أفضل ؟ فقال عمل الرجلِ بيده وكل بيع مَبْروُر . بره أي أحسن إليه فهو مبرور . ثم قيل برَّ الله عمله إذا قبله كأنَّه أحَسْنَ إلى عمله بأن قَبِلَهُ ولم يرُدَّه . ومنه حديث أيى قلابة إنه قال لخالد الحذّاء وقد قدم من مكة بُرّ العمل . والبيع المبرور هو الذي لم يخُالطه كذب ولا شىء من المآثم ; كأنّ صاحبه أحسن إليه بإخلائه عن ذلك . يَبْعَثُ الله منها سبعين ألفاً لا حساب عليهم ولا عذاب فيما بين البَرْثِ الأحمر وبين كذا . هو الأرض اللينة جمعُها براث
برث الضمير منها لحِمصْ وإنما قال ذلك لأن جماعة كثيفة من المؤمنين قتلوا هناك

أُهدْىِ مائة بدنة منها جَمَلٌ كان لأبي جهل في أَنفْه بُرَة من فِضَة
برة هي اَلحْلقْة ونقصانها واو لقولهم بُرَة مَبْروُةَّ أي معمولة . سئل عن مُضَر فقال كنانة جَوْهرها وأسد لسانها العربي وقيس فُرسان الله في الأرض وهم أصحاب الملاحم وتميم يرثمتها وجُرْثُمَتُها
برثمة قيل أراد باْلُبْرثُمة البُرثنُة واحد البراثن وهى المخالب والمراد شَوْكتّها وقوّتها ; فأبدل من النون ميما لتعاقُبهما ولتِزاوج الجرثمة كالغدايا والعشايا . والجرثمة الجرثومة ; وهي أصلُ الشىء ومجُتْمَعه . انطلق للبراز فقال لرجل ائتِ هاتين الأشياء تَيْن فقل لهما حتى تجتمعا فاجتمعَتا فقضى حاجته
براز البراز الفضاء واشتق منه تبَّرز كما قيل من الغائط تغوّط . الأشاءة النخلة الصغيرة . إن أبا طلحة قال له إن أحبَّ أموالى إلَّى بَيْرَحَى وإنها صدقة الله أرَجو برَّها وذُخرها عند الله . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم بخ ! ذلك مالٌ رابحٌ أو قال رائح
برا بَيْرَحى اسم أرض كانت له وكأنها فيَعْلَى من البراح وهي الأرض المنكشفة الظاهرة . بخَ كلمةٌ يقولها المْعجَبُ بالشىء . رابح ذو رِبحْ كقولهم همُّ ناصب رائح قريب المسافة يروح خيره ولا يعزب . قال ... سأطْلب مالا بالمدينة إننى ... أرى عازب الأموال قلَّت فَوَاضِلُه

خرج من مكة مهاجرا إلى المدينة وأبو بكر ومولى أبي بكر بن عامر بن فُهَيْرة ودليلهما الَّليْثي عبدُالله بن أُرَيْقط فمروا على خَيْمتى أمّ معبد وكانت بَرْزَة جَلدْة تَحْتبَى بفناء القّبة ثم تَسْقِى وتُطْعم . فسالوهاْ لحَماً وتْمراً يشترونه منها فلم يصيبوا عندها شيئا من ذلك . وكان القوم مُرْمِلين مُشْتين وروى مُسْنتين ; فنظر رسولُ الله صلى الله عليه و سلم إلى شاة في كِسْر الخيمة فقال ما هذه الشاة يا أم مَعْبد ؟ قالت شاةٌ خلفّها الجَهْد عن الغنم . فقال هل بها من لبن ؟ قالت / ي أَجْهد من ذلك ! قال أتأذنين لي أن أحلبها ؟ قالت بأبي أنت وأمي ! إن رأيت بها حلبا فاحلبها . وروى أنه نزل هو وأبو بكر بأم معبد وذفان مخرجة إلى المدينة . فأرسلت إليهم شاة فرأى فيها بصرة من لبن فنظر إلى ضرعها فقال إن بهذه لبنا ولكن ابغنى شاة ليس فيها لبن فبعثت إليه بعناقٍ جذعة فدعا بها رسول الله صلى الله عليه و سلم فمسح بيده ضَرْعها وسمى الله ودعا لها في شائها ; فتفاجتّ عليه ودَرَّت واجترَّت . وروى أنه قال لابن أم معبد يا غلام ; هات قروا فاتاه به فضرب ظهر الشاة فاجتَّرت وَدَّرت ودعا بإناء يُرْبِضُ الرَّهْطَ فحلب به ثجا حتى علاه البهاء وروى الثمال ثم سقاها حتى رويت وسقى اصحابه حتى رووا فشرب آخرهم ثم أرَاضُوا عللا بعد نهل ثم حلب فيه ثانيا بعد بدء حتى ملأ الإناء ثم غادره عندها ثم بايعها ثم ارتحلوُا عنها . فقلَّما لبثت حتى جاء زوجُها أبو معبد يسوق اعْنزا عجافا تشاركن هزالا . وروى تساوك . وروى ما تساوق مُخهّن قليل . فلما رأى أبو معبد اللبن عجب وقال من

أين لك هذا يا أم معبد والشاء عازب حيال ولا حلوب في البيت ؟ قالت لا والله إلا أنه مر بنا رجلٌ مبارك كمن حاله كذا وكذا فقال صفيه لي يا أم معبد . قالت رأيت رجلا ظاهر الوضاءة أبلج الوجه حسن الخلق لم تعْبه ثجْلةَ ولم تُزْر به صُقْلة وروى صعلة وروى لم يعبه نحلة ولم يزر به صقلة وسيما قسيما في عينيه دعج وفي أشفاره عطف . أو قال عطف . وروى وطف وفي صوته صحل وفي عنقه سطع وفي لحيته كثاثة أزجّ اقرن إن صمت فعليه الوقارُ وإن تكلَّم سما وعلاه البهاء أجل الناس وابهاهم من بعيد واحسنه وأجملٌه من قريب حلو المنطق فصل لا نزر ولا هذر كانما منطقه خرزات نظم يتحدرن رَبعْة لا يائس من طول ولا تقتحمه عَيْنِ من قصر غُصن بين غُصْنَيْن فهو أنضر الثلاثة مَنْظَرا واحسنهم قَدْرا له رفقاء يحَفُّونه إن قال أنصْتوا لقْوله وإن أمر تبادَرُوا إلى أمره محَفْود مَحْشود لا عابس ولا معتد . قال أبو معبد هو والله صاحبُ قرُيش الذي ذكرنا لنا من أمْرِه ما ذُكر بمكة لقد هممت أن أصحبه ولأفعلنّ إن وجدتُ إلى ذلك سبيلا فأصبح الصوتٌ ببكة عاليا يسمعون الصوت ولا يَدْرون من صاحبه ... جزى الله ربُّ الناس خير جزائه ... رفيقين قالا خَيْمَتى أمّ معبد ... هما نزلاها بالُهدى واهتدت بهم ... فقد فاز من أمسْى رفيق محمد ... فيا لقُصَىّ ما زوى الله عُنكُم ... به من فعال لا يجارى وسؤدد ... ليهن بنى كعب مقامُ فتاتهم ... ومقعدها للمؤمنين بمرصد ... سلوا أختكم عن شاتها وإنائها ... فإنكم إن تسالوا الشاة تشهد ...
... دعاها بشاة حائل فتحلّبت ... له بصريح ضَرَّةُ الشاة مُزْيِد

فغادرها رهَنْاً لديها لحالب ... يرددّها في مَصْدرٍ ثم مَوْرد ...
برزة البْرزة العفيفة الرزينه التي يتحدث إليها الرجال فتبرز لهم وهي كَهْلَة قد خلا بها سّن فخرجت عن حد المحجوبات وقد بَرزُتَ برازة . المرًمِل الذي نفد زاده فرقت حاله وسخفت من الرمل وهو نسج سخيف ومنه الأرملة لرِقَّةِ حالها بعد قَيِّمتها . المشتى الداخل في الشتاء . والمسنت الداخل في السنة وهي القحط وتؤه بدل من هاء لأن أصل أسنت أسنهت . الكسر بالكسر والفتح جانب البيت . وذَفاْنَ مْخرجه اي حدْثَان خروجه وهو من تَوَذّف إذا مر مرا سريعا . البُصْرَة أثر من اللبن يُبْصَر في الضَّرْع . التَّفاج تفاعل من الفجج وهو أشد من الفحج ومنه قوس فجَّاء . وعن ابنة الخس في وصف ناقة ضبعة عينها هَاجّ وصلاها راج وتمشى تَفَاجّ . القَرْو إناء صغير يردَّد في الحوائج من قروت الأرض إذا جلت فيها وترددت . الإرباض الإرواء إلى أن يَثْقُل الشارب فيربض . انتصاب ثَجَّا بفعل مضمر ; اي يثج ثجّا أو بحلب لأن فيه معنى ثجّ ويجوز أن يكون بمعنى قولك ثاجّاً نَصْباً على الحال . المراد بالبهاء وبيص الرّغْوةَ . والثُّمالُ جمع ثمالة وهي الرغوة

أرَضُوا من أرَاض الحوض إذا استنقع فيه الماء أي نقعوا بالرى مرة بعد أخرى . تشاركن هزالا أي عَّمُهنَّ الهزال فكأنهن قد اشتركْنَ فيه . التساوك التمايل من الضعف قال كعب ... حَرْفُ توارثها السِّفارُ فجسْمها ... عار تساوك والفؤاد خطيف ...
تساوق الغنم تتابعها في السير كانَّ بعضها يسوق بعضها . والمعنى أنها لضعفها وفَرْطُ هزالها تتخاذلُ ويتخلف بعضها عن بعض . الحلوُب التى تحلب . وهذا مما يستغربه أهل اللغة زاعمين أنه فعُول بمعنى مفعولة نظرا إلى الظاهر والحقيقة أنه بمعنى فاعلة والأصل فيه أن الفعل كما يسند إلى مباشره يسند إلى الحامل عليه والمُطَرِّق إلى إحْداثه . ومنه قوله ... إذا رَدَّ عافى القْدرِ منْ يسَتْعيِرها ...
وقولهم هزم الأِميُر العدَّو وبنى المدينة . ثم قيل على هذا النهج ناقة حلوب ; لأنها تحمل على احتلابها بكونها ذات حلب فكأنها تحلب نفسها لحملها على الحلب وكذلك ناقة ضَبُوث التي تشك في سمنها فُتْضبَث فكأنها تضْبث نفسْها لحملها على الضَّبث بكونها مشكوكا في شأنها . ومن ذلك الماء الشروب والطريق الرّكوب واشباهها . بَلجَ الَوْجه بياضُه وإشراقه . ومنه الحق أبْلج . الثُّجْلة والثَّجَل عِظَم البطن . والصُّقْلة والصُّقْل طول الصُّقْل ; وهو الخْصر وقيل ضُمْرة وقلة لحمه وقد صقل وهو من قولهم صَقَلْتُ الناقة إذا أْضَمرْتَها بالسير . والمعنى إنه لم يكن بمنتفخ الخصر ولا ضامره جدا

والنُّحْل النُّحول . والصَّعْلَة صغر الرأس يقال رجل صَعْل وأَصْعَل وامرأة صَعْلاء . القَسَام الجمال ورجل مُقّسَم الوجه كأن المعنى أخذ كلُّ موضع منه من الجمال قِسْما فهو جميل كله ليس فيه شىء يستقبح . العطف طول الأشفار وانعطافها أي تثنيها والعطف والغطف وانعطف وانغطف وانغطف أخوات . الوطف الطول . الصَّحَل صوت فيه بحة لا يبلغُ أن تكون جُشَّة وهو يُسْتَحْسن الخلوِّة عن الحِدّة المؤذية للصماخ . السطع طول العنق ورجل أسطع وامرأة سطعاء وهو من سطوع النار . سما قيل ارتفع وعلا على جلسائه . وقيل علا برأسه أو بيده . ويجوز أن يكون الفعل للبهاء ; أي سماه البهاء وعلاه على سبيل التاكيد للمبالغة في وصفه بالبهاء والرونق إذا أخذ في الكلام ; لأنه عليه السلام كان أفصح العرب . فصل مصدر موضوع موضع اسم الفاعل ; أى منطقة وسط بين النَّزر والهذر فاصل بينهما
قالوا رجل رَبْعة فأثنّوا ; والموصوف مذكر على تأويل نفس رَبْعة . ومثله غُلاَم يفعة وجمل حجأة . لا يائس من طول يروى أنه كان فُوَيقْ الربَّعة . فالمعنى أنه لم يكن في حدّ الربّعة غير متجاوز له فجعل ذلك القدر من تجاوز حد الربعة عدم يأس من بعض الطول . وفي تنكير الطول دليل على معنى البَعْضَّية وروى ربعة لا يائس من طول . يقال في المنظر المستقبح اْقتَحَمْتهُ العين ; أي ازْدَرَتْهُ كأنها وقعت من قُبْحِة في قُحْمةَ وهي الشدّة

محَفْوُد مَخْدوُم . وأصل الحفْد مُداركة الخطْو . محَشْوُد مجتمع عليه ; تعنى أن أصحابه يزفون في خدمته ويجتمعون عليه . خيمتى نصب على الظرف أجرى المحدود مجرى المبهم كبيت الكتاب ... كما عسل الطريق الثَّعلْبُ ...
اللام في يا لقصي للتعجب كالتي كالتي في قولهم يا للدَّواهى ويا للماء ! والمعنى تعالَوْا يا قصى لنعجب منكم فيما أغَفْلتموه من حظكم وأَضَعْتُمُوه عن عزّ كم بعصْيانكم رسول الله صلى عليه وآله وسلم وإلجائكم إياه إلى الخروج من بين أضهركم . وقوله ما زَوى الله عنكم تعجب أيضا معناه أي شىء زوى الله عنكم ! الضرة اصل الضّرْع الذي لا يخلوا من الَّلبن . وقيل هي الضَّرْع كلُّه ما خلا الأطباء . ابو بكر الصديق رضى الله عنه دخل عليه عبدالرحمن بن عوف في علته التي مات فيها فقال اراك بارئاً يا خليفة رسول الله فقال أما إني على ذلك لشديد الوجع ولما لقيت منكم يا معشر المهاجرين أشدُّ علىَّ من وجعى ; وَلَّيْتُ أموركم خيركم في نفسى فكلّكُم ورم أنفه أن يكون له الأمر من دونه والله لتَتَّخذُنَّ نضائد الدِّيباج وستُور الحرير ولتألُمنَّ النوم على الصُّوف الأدْربي كما يألم أحدكم النوم على حسك السَّعْدَان ; والذّي نفسي بيده لأن يقدم أحدكم فُتضَرب عنقه في غير حد خير له من ان يخوض غمرات الدنيا . يا هادى الطريق جرت ; إنما هو الفَجْرُ أو البَجْر . وروى البحر . قال له عبدالرحمن خفض عليك يا خليفة رسول الله ! فإن هذا يهيَضُك إلى ما بك . وروى أن فلانا دخل عليه فنال من عمر قال لو استخلفت فلانا ؟ فقال أبو بكر رضي الله عنه لو فعلت ذلك لجعلت أنَفْك في قفاك ولما أخَذْتَ من أهلك حقّاً

ودخل عليه بعض المهاجرين وهو يشتكي في مرضه فقال له أتستخلف علينا عمر وقد عَتَا عَلَينْا ولا سلطان له ولو ملكنا كان أُعْتَى وأَعْتَى ! فكيف تقول الله إذا لقيته ! فقال أبو بكر اجلسونى فأجلسوه فقال أبالله تُفَرِّقُنى فإنى أقول له إذا لقيته استعلمت عليهم خير أهلك
برىء برىء من المرض وبرأ فهو بارىء ومعناه مزايلة المرض والتباعد منه ومنه برىء من كذا براءة . ورم الأنف كناية عن إفراط الغيظ ; لأنه يرْدَفُ الاغتياظ الشديد أن يرم أنفُ المغتاظ وينتفخ منْخراه قال ... ولا يُهَاجُ إذا ما أنفه ورما ...
النضائد الوسائد والفُرشُ ونحوها مما يُنْضَدُ الواحدة نضيدة . الَأذرْبيّ منسوب إلى أَذْرَبيجان . وروى الأَذْرِىّ . البجر الأمر العظيم . والمعنى إن انتظرت حتى يضىء لك الفجر أبصرت الطريق . وإن خبطت الظّلماء أفضت بك إلى المكروه . وقال المبِّرد فيمن رواه البحر ضرب ذلك مثلا لغمرات الدنيا وتحييرها أهلها . خفض عليك أى أبق على نفسك وهوِّن الخطب عليها . الهيَضْ كسر العظم المجبور ثانية والمعنى أنه يَنْكُسكُ إلى مرضك . جعل الأنف في القفا عبارة عن غاية الإعراض عن الشىء ولى الرأس عنه ; لأن قّصُارَى ذلك أن يقبل بأنفه على ما وراءه فكأنه جعل أنفه في قفاه ; ومنه قولهم للمنهزم عيناه في قفاه لنظره إلى ما وراءه دائبا فرقا من الطلب ; والمراد لأَفْرَطْتَ في الإعراض عن الحق أو لجعلت ديَدْنَك الإقبال بوجهك إلى من وراءك من أقاربك مختصا لهم ببِّرك ومؤثرا إياهم على غيرهم . تُفَرّقنى تُخَوفِّنى من أهلك . كان يقال لقريش أهل الله ; تفخيما لشأنهم وكذلك

كلَ ما يضاف إلى اسم الله كبيت الله وكقولهم لله أنت وكقول امرئ القيس فلّلِه عَيْنَا من رأى منْ تَفَرُّقٍ أشَتَّ وأنأي من فراق الُمحصَّبِ . أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه قال رجل ضربني عمر ن فسقط الُبْرنُس عن رأسي فأغاثني الله بَشعَفْتين في رأسي
البرنس الُبْرنس كل ثوب رأسه منه ملتزق به دُرَّاةً كان أوجبه أو ممطراً الشَّعَفَة خُصْلة في أعلى الرأس . أمير المؤمنين على عليه السلام خير بئر في الأرض زمزم وشرع بئر في الأرض برهوت
برهوت هي بئر بحضرموت يزعمون أن بها أرواح الكفَّار وقيل وأذ باليمن . برهوت وقيل هو اسم للبلد الذي فيه هذه البئر والقياس في قائها الزيادة لكونها مزيدة في اخواتها الجائية على أمثالها مما عرف اشتقاقه كالتَّربَوُت والخَربُوت وغير ذلك . سعد رضي الله عنه قال لما قتل على راية المشركين من قبل من بني عبد الدّار اخذ اللِّواء غلام لهم اسود وكان قد انتكس فنصبه العبد وبَرْبرَيسبّ فرميته وأصيبت ثُغْرتُه فسقط صريعا فأقبل أبو سفيان فقال من رداه ؟ من رَدَاه ؟
بربرة البربرة كثرةُ الكلام ويحكى أن أفريقيس أبا بلقْيس غزا الَبْربَرة فقال ما أكثر بَرْبرتهم ! فَسُمُّعو بذلك . رداه رماه بحجر

عمار رضي الله عنه الجنة تحت البارقة
البارقة هي السيوف لبريقها وهذا كقولهم الحنة تحت ظلال السيوف . ابن مسعود رضي الله عنه اصل كل داء البردة
البردة هي التُّخمَة لأنها تٌبَرِّد حرارة الشهوة أولأنها ثقيلة على المعدة بطيئة الذهاب من برد إذا ثبت وسكن قال ... اليوم يوم ٌباردٌ سَمُومُه ... من جزع اليوم فلا نَلوُمُه ...
والمعنى ذمّ الاكثار من الطعام وعن بعضهم لو سئل أهل القبور ما سبب آجالكم ؟ لقالوا التُّخَم حذيفة رضي الله عنه قال سبيع بن خالد أتينا الكوفة فإذا أنا برجال مشرفين على رجل فقالوا هذا حذيفة بن اليمان فقال كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه و سلم من الخير وكنتُ أَسْأله عن الشرّ فَبْرشَمُوا إليه
برشم برهم أي حدّدُوا النظر وأداموه وإنكارا لقوله وتعجبا منه يقال برْشم إليه وبَرْهم وإنما كان يسأله عن الشر ليتوقاه فلا يقع فيه ولهذا كانت عامة ما يروى من أحاديث الفتن منسوبة إليه . أبو هريرة رضي الله عنه استعمله عمر على البحرين فلما قدم عليه قال له ياعدوالله وعدو رسوله سرقت من مال الله فقال لستُ بعدوِّ الله ولا عدو رسوله ولكني عدوُّ من عاداهما ولكنها سهام اجتمعت ونَتِاجُ خيل فأخذ منه عشرة ألاف درهم فألقاها في بيت المال ثم دعاه إلى العمل فأبى فقال عمر رضي الله عنه فإن يوُسف قد سأل العمل فقال إنّ يوسف منيِّ بريءُ وأنا منه براء وأخافُ ثلاثا واثنتين قال أفلا تقول خمسا ؟ قال أخاف أن أقول بغير حكمْ وأقضي بغير عِلمْ وأخاف أن يُضربْ ظهرْي وأن يُشْتمَ عرِضْي وأن يُؤْخذ مالي

البراء البريء . والمراد بالبراءة بعده عنه في المقايسة لقوة يوسف عليه السلام بريء وبراء على الاستقلال بأعباء الولاية وضعفه عنه وأراد بالثلاث والاثنتين الخلال المذكورة وإنما جعلها قسمين لكون التنتين وبَالا عليه في الآخرة والثلاث بلاء وضرارا في الدنيا . ابن عباس رضي الله عنهما لكل داخل بَرْقَةٌ . هي المرة من البرق مصدر بَرَق يَبْرقَ إذا بقي شاخص البصر حيرة وأصله أن يشيم البرق فَيضعُفَ بصرُهُ . ومنه حديث عمرو بن العاص أنه كتب إلى عمر رضي الله عنه يا أمير المؤمنين إن البحر خلق عظيم يركبه خلق ضعيف دود على عود ن بين غَرقَ وبَرَقٍ . يريد أن راكب البحر إما أن يغرق أو يكون مَدْهُوشاً من الغَرَق . علقمة رضي الله عنه قال أجو وائل قال لي زياد إذا وليت العراق فائْتني فأتيت علْقمة فسألته قال لا تقربهم فإن علي أبوابهم فتنا كمبارك الإبل لاتصيب من دنياهم شيئا إلا أصابوا من دينك مثليه . أراد مبارك الإبل الَجْربْىَ . يعني أن هذه الفتن تُعْدي من يَقْربهم إعداء هذه المبارك اٌلإبل الملس إذا أنيخت فيها . قال تُعْدي الصحاح مبارك الجرب على بن الحسين صلوات الله عليهما اللهم صل على محمد عدد البرى والثرى والورى . البرى التراب الذي على وجه الأرض وهو العفر ن من برى له إذا عرض وظهر
برى الثَّرىَ الندى الذي تحت البرى ومنه قولهم التقى الثَّرَيان أي ندى المطر وبرى وندى الثَّرى

مجاهد رحمه الله قال قوله عز و جل وأَنُتْم سامِدُون البرطمه . هذا تفسير للسمود والسَّامد الرَّافع رأسه تكبيرا والمُبْرطِم المتخاوِص في النّضظر وقيل المقطب المتغضب لكْبرة . وجاء في تفسير ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : سَامِدون متكبرون . قتادة رضي الله عنه تخرجُ نار من مشارق الأرض تسوق الناس إلى مغارِبها سوق البرق الكسير . هو الجمل تغريب " بَرَةْ " في الحديث لاتُبَردِّوا عن الظَّالم . أي تَخفِّفُوا عنه ولا تسهِّلوا عليه من عقوبة ذنبه بَشْتمه ولعنه . البَيْرم والَبَرم في أن . البَّريْح في ول . يتبرضه في خب . البردفي خي . ثلاثين بُرْدة في سر . من هذا البرح في سر . غير أبْرَام في عب . كثيرات المبارك في غث . البَرَهْرهة في هو . بكُم بَرَّة في مس . أبر عليهم في نض . من البرحاء في وغ . بَرّانيّاَ في جو . وهذه البرازق في طر . الَبْرجَمة في وس . إن البر دون الإثْم في رب . الباء مع الزاّي النبّي صلى الله عليه وآله وسلم كانت نُبُوَّةَ رَحَمْةَ ثم تكون خلافة رَحْمَة ثم تكون ملكا يملكه الله من يشاء من عباده ثم تكون بَزْبَزْياً : قطع سبيل وسفك دماء وأخذ أموال بغير حقها
البزِبزرة أي استيلاء منسوبا إلى البَزْبَزة وهني الإسراع في الظلم والخفة إلى العسف وأصلها السَّوْق الشديد وروى " بزيزي " بوزن " خليفي وهي مصدر من بزّ إذا سلب ومعناها كثرة البزّ . الضمير في " كانت " للحال وكذلك في تكون "

خطب يوم فتح مكة فقال : ألا في قتيل خطأ العَمْد ثلاث وثلاثون حقَّة وثلاث وثلاثون جذعة وأربع وثلاثون ما بين ثنية إلى بازل عامها كلها خلفة
بازل يقال : جمل بازل وناقة بازل : إذا تمت لهما ثماني سنين ودخلا في التاسعة . وإذا أتى على الجمل عام بعد البزُوُل قيل له : مخُلْفِ فأمَّا الناقة فلا تكون مُخْلفاً ن ولكن يقال : بَزُول وبازل عام . والضمير في " عامها " يرجع إلى موصوف محذوف ; لأن التقدير : إلى ناقة بازل عامها ولايجوز رجوعه إلى " بازل : نفسها لأن البازل مضافةٌ إلى العام فلو رجعت فأضفت العام إليها كنت بمنزلة من يقول ك سّيد غلامة أي سيدّ غلام السّيد وهذا محال ونظيرة في قول حاتم يخاطب امراته : ... أماويّ إني رٌبّ واحد أمه ... أجرْتُ فلا غرم عليه ولا أَسْرُ ...
والخلفة وهي المخاض وهي الحوامل على غير لفظها . في قصيدة أبي طالب يعاتب قريشا في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ... كذبتم وبيت الله يُبْزَي محَّمدٌ ... ولما نُطَاعِنْ دُوَنُه ونقاتل ...
أي لايُبْزي فحذفه لأنه لايلبس ومثله : ... فقلت : ... يمين الله أبرحُ قاعدا ...
وقوله : آليتُ حبّ العراق الدَّهر أطعمه ...
البزو والبزَوْ : القَهْر والغلبة ويحوز أن يكون من الإبزاء قال : ... وإنّي أخوك الدائم العَهْد لم أحُلْ ... إن ابْزاك خَصْمٌ أوْ نبا بك مَنْزِلُ ...
أمير المؤمنين على رضى الله عنه - قال سعد بن أبي وقاص : رأيته يوم بدر وهو يقول :

بازلُ عُاَمْين حَديثٌ سني ... سَنْحَنْحُ اللّيل كأني جنِّي ... لمثل هذا وَلَدَتْني أمي ... ما تَنْقُم الحرب العوان منيِّ ...
... سَنَحْنَحُ الليل كأني جنِّى ...
وروى : ... سمَعَمْعَ كأنني من جن ...
بازل بازل عامين : هو البعير الذي تمت له عشر سنين ودخل في الحادية عشرة فبلغ نهاتية في القوة وهو الذي يقال له : مُخْلِفُ عام ; والمعنى : أنا في استكمال القوة كهذا البعير مع حداثة السن . السَّنَحْنحَ والسَّمَعْمَع ممكا كُرّر عينه ولامه معا وهما من سنح وسمع . فالسَّنَحْنحَ : العريض الذي يسنح كثيرا وإضافتة إلى الليل على معنى أنهُ يكثُر السنوح فيه لأعدائه والتعّرض لهم لجلادته والسَّمَعْمعَ : الخفيف السريع في وصف الذئاب فاستعير والذئب موضوف بحدة السمع ولهذا قيل لولده من الضَّبُع : السِّمْع وضرُب به المثل فقيل : أَسْمعَ من سْمِع . السنّ : أنُثِّت في تسمية الجارحة بها ثم اسُتعيرت للعمر للاستدلال بها على طوله وقصره : فقيل : كبرت سني ; مبقاة على التأنيث بعد الاستعارة ونظيرها اليد والنار في إبقاء تأنيثهما بعد ما استعيرتا للنِّعْمه والسمة . وقوله : حديث سني كما يقال : طلع الشمس واضطرم النار ; لأن " حديث " معتمد على " أنا " المحذوف وليس بخيرٍ قدم . خفف ياء " جنِّي " ضرورةً ويجوز في القوافي تخفيفُ كلّ مشدد ومثله قوله : ... اصحوت اليوم أم شاقَتكْ هِرْ ...
خالف بين حرفي الروى ; لتقارب النون والميم وهذا يسمى الإكفاء في علم القوافي ومثله :

يارِيَّهَا اليَوْم على مُبينٍ ... على مبين جرد القْصَيم ...
زيد رضي الله عنه فضى في البازلة بثلاثة أَبعْرة
بازلة هي في الشِّجاج : المتلاحمة لأنها تَبْزُل اللَّحْمَ أي تشُقُّه . يزيع في خش . بأشْهب بازل في شه . البيازر في بج . بِزّة في شك . الباء مع السين النبي صلى الله عليه و سلم يخرج قوم من المدينة إلى العراق والشام يَبُسوُّن المدينة والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون
البسّ البسُّ : السَّوْق والطرد يقال : بس القوم عنك أي اطرُدْهم ومنه بس عليه عقاربه ; إذا بثَّ نمائمه ; قال أبو النجم : ... وانْبَسَّ حَيَّاتُ الكثيب الأهْيل ...
وبه فسر قوله تعالى : وَبُسَّتِ الجِبْاَلُ بَسّاً والمعنى يسوقون بهائمهم سائرين ; ولا محل له من الإعراب ; لأنه بدل من " يخرج قوم " ولايجوز أن يقال : هو من محل النصب على الحال ; لأن الحال لا ينتصب عن النكرة ويجوز أن يكون صفة لقوم ; فُيْحكم على موضعه بالرفع . يدا لله بسطان لمسيء النهار حتى يتوب بالليل ولمسيء الليل حتى يتوب بالنهار
بسط يقال : يد فلان بُسُط : إذا كان مِنفاقا منبسط الباع ومثله في الصفات : روضه

أُنُفُ ومشية سُجُح ثم يخفف فيقال : بسط كعنق وأُذْن جعل بسط اليد كناية عن الجود حتى قيل للملك الذي يطلق عطاياه بالأمر وبالإشارة : مبسوط اليد وإن كان لم يعط منها شيئا بيده لولا يبسطها به البته وكذلك المراد بقوله : يدالله بُسطْانِ وبقوله تعالى : بَلْ يَدَاَهُ مَبْسُوطَتَانِ الجواد والإنعام لاغير ن من غير تصورّ يد ولا بسطها ; لأن قولهم : مبسوط اليد وجواد عبارتان متعقبتان على معنى واحد والمعنى : إن الله جواد بالغفران للمسيء التائب . رزقنا الله التوبه ومغفرة الذنوب ؟ وفي قراءة ابن مسعود ك بل يداه بُسْطان وفي حديث عروة : مكتوب في الحكمة : ليكن وجهك بُسْطاً تكن أحب إلى الناس ممّن يعطيهم العطاء . أي منبسطا منطلقا . أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه مات أُسَيْد بن حُضَيْر فأُبْسلَ مالُه بدينْه فبلغ عمر فرده فباعه ثلاث سنين متواليه فقضى دينه
بسل أي أُسْلِم إذا كان مستغرقً بالدين ومنه أبسل فلان بجريرتة . قال الشَّنْفَري : ... هُنالك لاأرجْوُ حياةً تَسرُنُّي ... سجيس الَّليالي مُبْسلاً بالجرائر ...
وكان المال نخلًا فباعة أي باع ثمرته حتى قضى منها دينه قال في دعائه : آمين وبسلا . قيل : معناه إيجابا وتحقيقا / قال أبو نخيله ... لاخاب من نفعك من رجا كا ... تبْسلاً وعادى اللهٌ من عَاَدا كَا ...
ابن عباس رضي الله عنهما نزل آدم من الجنه ومعه الحجُر الأسود متأبطه وهو ياقوته من يواقيت الجنه نزل بالباسِنة ونَخْلة العَجْوة وروى : " ونزل بالعلاة "

باسنه الباسنة : آلات الصُّنَّاع وقيل سكةَّ الَحرَّاث العَجْوةَ : ضرب من أجود التمر . وعنه عليه وآله الصلاة والسلام : العَجْوَة من الجنة . وهي شفاء من السم . العلاة : السَّنْدانَ الاشجع العبدىّ رضي الله عنه لا تَبْسُرُوا ولا تَثْجُروا ولاتعاقروا فَتْسكروا
البسر البَسْر : خلط البُسْر بالتمر وانتباذهما والثّجْر : أن يؤُخْذ ثجير البُسْر فيُلْقَى مع التمر وهو ثُفْلُهُ . والمعُاَقَرة : الإِدْمان مأخوذ من عُقْر الحوض ; وهو مقام الشاربة أي لاتلزموه لزوم الشاربه العُقْر . الحسن رحمة الله قال له وليد التياس : إني رجل تياس . قال : لاتبَسْرُ وتحَلْبُ وروي : سألت الحسن عن كسب التياس . فقال : لابأس به مالم يبسر ولم يمَصْرُ . هو أن يحمل على الشاة غير الصارف والناقة غير الضَّبعة . الَمْصر : أن يْحلبُ بإصبعين أراد مالم يسترق اللبن قد بُسَّ منه في عي . البسُاط في عم . وبواسقها في قع . فأنجادٌ بُسْل في فر بعد تبسّق في رب . ومرة البَسَر في رغ . الباسّة في بك . أشأم من البَسُوس في زو . الباء مع الشين النبي صلى الله عليه وآله وسلم - لا يوُطِنُ من المسجد للصلاة والذكر رجل إلا تبشبش الله به من حين يخرج من بيته كما تبشبش أهل البيت بغائبهم إذا قدم عليهم

التبشبش التبَّشبشُ بالإنسان : المسرة به والإقبال عليه وهو من معنى البشاشة لامن لفظها عند أصحابنا البصريين ; وهذا مثل لارتضاء الله فعله ووقوعه الموقع الجميل عنده . يخرد : في موضع الجر بإضافة حين إليه والأوقات تضاف إلىالجمل ومن لابتداء الغاية ; والمعنى : إن التبشبش يبتديء من وقت خروجه من بيته إلى أن يدخل المسجد ; فترك ذكر الانتهاء لأنه مفهوم ونظيره : ... شمت البرق من خلل السحاب ...
ولايجوز أن يفتح " حين " كما فتحه في قوله : ... على حين عاتبت المشيب على الصّبا ...
لأنه مضاف إلى معرب وذالك إلى مبني
ابن مسعود رضي الله عنه ذلك أحبَّ القرآن فْلَيْبَشْر وروى فلْيَبْشُر
بشر : يقال ك بَشَرْتُه بمعنى بشّرته فبشر كجبرته فجبر وبشرت فبشر كثلجت صدرة فثلج والمعنى البُشِارة بالثواب العظيم الذي لايبلغ كنهة وصف ; ولهذا المعنى حذف المبشَّر به . وقيل : المراد بقوله " فليبشُر " بالضم أن يضمر نفسه لحْفظه ; فإن كْثرة الطعِّام تنسيه إياه من بشر الأديم وهو أخْذُ باطنه بشفرة . ومثله قوله : " إني لأكره أن أرى الرجل سمينا نسيّا للقرآن " . نظير البشر في وقوعه عبارة عن التضمير النَّحت والبرْيء في التعبير بهما عن الهُزال وذهاب اللحم . يقال : براه السفر قال : ... وهو من الأيَنْ حف نحيت ...
ومن البَشْر حديث ابن عمرو : أمُرنا أن نَبْشُرَ الشَّوَارِب بَشْراً . أراىد أن نحفيها حتى تظهر البشرة

ابن غزْوان رضي الله عنه خطب الناس بالبصرة فقال : لقد رأيتُني سابع سَبْعة مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مالنا طعام إلا ورق البشام حتى قرحت أشْداقُنا مامَّنا اليوم رجلٌ إلا على مصر من الآمصار . وروى ك " سابع سبعة قد سلقت أفواهنا من أكل الشجر "
البشام البَشَام : شجر يُستْاك به قال جرير : ... أتَذَكْرُ يومْ تَصْقُل عَارِضْيها ... بفَرْع بشامِةُ سقى البشام ...
سلقت من السُّلاق وهو بثر يخرج من باطن الفم . السابع على معنيين : يكون اسما للواحد من السبعة واسم فاعل من سبعت القوم ; إذا كانوا سته فأتممتهم بك سبعة . فالأول يضاف إلى العدد الذي منه اسمه فيقال : سابع سبعة إضافة محضة بمعنى أحد سبعة ومثله في القرآن ثاني اثنين وثالثه ثلاثة . والثاني يضاف إلى العدد الذي دونه فيقال : سابع ستة إضافة غيره من أسماء الفاعلين كضارب زيد والمعنى سابع سته . الحجاج دخل عليه سيابة بن عاصم السلمى فقال : من أي البلدان أنت ؟ قال : من حَوْران قال : هل كان وراءك من غيث ؟ قال : نعم أصلح الله الأمير قال : انعتْ لنا كيف كان المطر وتَبشْيره ؟ قال : أصابتني سحابةُ بَحْوران فوقع قَطْرٌ كبار وقطرٌ صغار فكأن الصغار لْحُمةٌ للكبار ووقع بسبْطاً متداركا وهو السُّحُّ الذي سمعت به ; واد سائل وواد نادح وأرض مُقْبلة وارْض مدبرة وأصابتني سحابة بالقريتين فلبدَّت الدماث وأسألت العزاز وصدعَتْ عن الكمأة أماكنها وجئتك في مثل جار الضبع

وروي : فَبلدَّت الدِّماث ودَحَّضت التِّلاع وملأت الحفر وجئتُك في ماء يجرّ الضُّبع ويستخرجها من وجارها ; فقاءت الآرض بعد الرّيّ واُمتلأت الإِخاذ وأُفْعِمت ألأَوْديةِ . ثم دخل عليه رجل من أهل اليمامة فقال : هل كان وراءك من غيث ؟ فقال نعم كانت سماء ولم أرها وسمعت الرواد تدعو في ريادتها فسمعت قائلا يقول : أظعنكم إلى محلة تُطْفَأ فيها النيران وتشتكي في النساء وتنافس فيها المعزى . فلم يفهم الحجاج ماقال فاعتلَّ عليه بأهل الشام فقال ويحك إنما تُحدِّث أهل الشام فأفهمهم . فقال : أما طَفْء النيران فإنه : أخْصَب الناس فكُثر السمن والزبد والَّلبن فلم يحتج إلى نار يخبزه بها . وأما تشكىُ النساء فإن المرأة تربق بهَمْها وتمْخض لبنها فتبيت ولها أنين وأما تنافس المعزى فإنها ترى من ورق الشجر وزهرة النبات ما يشُبْع بطونها ولا يشبع عيونها ; فتبيت ولها كِظّة من الشبع وتَشْتَرُّ فتتنزل الدَّرّة ثم دجخل رجل من بني أسد ن فقال له : هل كان وراءك منغيث ؟ قال ؟ أغبر البلاد وأكل ما اشرف من الجنة ; فتبيت ولها كظلة من الشبغ وتَشْتِّر فتتنزل الدَّرّة . ثم دخل رجل من بني أسد ن فقال له : هل كان وراءك من غيث ؟ قال أغبر البلاد وأكل ما أشرف من الجنة فاستيقنا أنه عام سنة . فقال : بئس الخبرُ أنت ثم دخل رجل من الموالي من أشد الناس في ذلك الزمان فقال له : هل كان وراءك من غيث ؟ قال : نعم أصلح الله ألامير غير أني لا أحسن أن اقول كما قال هؤلاء إلا أنه اصابتني سحابةٌ فلم أزل في ماء وطين حتى دخلت على الامير

فضحك الحجّاج ثم قال ك والله لئن كنت من اقصرهم خطبة في المطر انك لمن اطولهم خُطوةً بالسيف التبشيرة : واحد التباشير ; وهي الآوائل والمباديء . ومنه تباشير الصُّبْح وهو في الاصل مصدر بَشّر : لأن طلوع فاتحة الشيء كالبشارة به ومثله التعشيب والتنبيت . لحمة للكبار ; أراد أن القطر قد انتسج لفرط تتابعة فشبه الكبار بسدى النسيج والصغار بلُحْمته . السَّبْط : المتد المنبسط وقد سَبِط وسَبُط . النَّادح : الواسع من ندح يَنْدح إذا وسَّعه ن وهو من باب العيشة الراضيه والماء الدافق ومنه المندوحة وهي السعة مصدر من ندح كالمكذوبه والمصدوقة . الدِّماث : السهول جمع مكان دَمْث أو أرض دمثة . العزاز : الأرض الصلة . ودُحِّضَت التلاع : صيرتها مداحض : أي مزالق الإخاذ : المصانع افعْمت : مُلئت . الرِّيادة : مخرجة على زنة الخياطة والقصارة ; لانها صناعة الكظَّة : الامتلاء المفرط من طعام أو شراب : من اكتظ الوادي أذا غصّ بالماء . قلبت جيم تجتر شيناً لتقاربهما . قيل في تَشَكّى النساء وجه آخر وهو اتخاذهنّ شِكَاء اللبن جمع شَكْوة وهي القربة الصغيرة يقال : شَكَّى الراعي وتَشَكَّى قال حتىَّ رأيْتُ العنز تَشْتَرى وتَشكَّتِ ال ... أيامى وأَضْحَى الِّرئْم بالدَّوِّ طاويا ...
الجنة عامة الشجر التي تتربل في الصيف

السنة : القَحْط اراد بطول الخطوة التقدم إلى الأقران من قول ابن حطان ... إذا فصُرت اسيافنا كان وصلها ... خطانا إلى أعدائنا فنضارب ...
وأبشره في قر . فَبَشَكه في طر . والبَشامَ في ظر . بشق في غث . الباء مع الضاد النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن ابن طريف : كنت شاهدا النبي صلى الله عليه و سلم وهو محاصر أهل الطائف فكان يصلي بنا صلاة البصر حتى لو أن إنسانا رمى بَنْبَلةٍ أبصر مواقع نَبْله
البصر البَصَر بمعنى الإبصار يقال : بَصُر به بَصَرًا . وقيل لصلاة الفجر أو المغرب على خلاف فيها : صلاة البصر ; لأنها تصلى في وقت إبصار العيون للأشخاص بعد حيلولة الظلمة أو قبلها . ذكر قوما يؤُّمون البيت ورجل متعِّوذ بالبيت قد لجأ به من قريش فإذا كانوا بالبيداء خُسف بهم فقيل : يارسول الله أليس الطريق يجمع التاجر وابن السبيل والُمْسَتْبصر والْمجُبور ؟ قال : يهلكون مهلكا واحدا ويصدرون مصادر شتىَّ . المستبصر : ذو البصيرة في دينه . المجبور : المْجبَر على الخُروج يقال : جبره على الأمر وأجبره ; ومعناه أن قوما يقصدون بيت ألله ليلحدوا في الحرم فيخسف بهم الله . فقيل له : إن تلك الرفقة قد تجمع من ليس قصده قصدهم . فقال : يهلكون جمعيا ثم يذهبون مذاهب شتى في الجزاء . ابن مسعود رضي الله عنه بين كل سماءين مسيرة خمسمائة عام وبُصْرٌ كل سماء مسيرة خمسمائة عام . البُصرْ : غلظ الشيء يقال : ثوب ذو بصرة ; إذا كان غليطا وثيجا . ومنه البصرة والبصر لنوع من الحجارة

ويجوز أن يُراد بالمسيرة المسافة التي يُسارُ فيها كما قيل : المتيهة والمزلّة ويجوز أن يكون مصدرا بمعنى السَّيْر كالمعيشة والمعيش والمَعُجزة والمعجز . كعب رضي الله عنه تمُسْك النِّار يوم القيامة حتىَّ تبصَّ كأنها متن إهالة فإذا اسْتَوَتْ عليها أقدام الخلائق نادى مناد : أمسكي أصحابك ودعي أصحابي فَتْخُنُس بهم وروى : فتخسف بهم فيخرج منها المؤمنون نديه ثيابهُمُ البصيص : البريق الإهالة : الودك . خنسَ به يخنُس ويخنِس : إذا أخَّرَهُ وغيبَّه . بصير وأعْمَى في سف . ماهذه البصرة في كذ . بُصْرة في بر . وبصرها في فر . أصحّ بصر في خس . الباء مع الضاد النبي صلى الله عليه وآله وسلم - لّما تزوَّج خديجة بنت خُويلد دخل عليها عمرو بن أُسَيْد فلما رأى النبي عليه السلام قال : هذا البضُعْ لايُقْرَعُ أنفه وروي : لايقُدْع . وروى : أنه لما خطب خديجة اسْتَأذُنَتْ أباها وهو ثمل فقال : هو الفَحْل لايُقْرع أنفه ; فَنَحَرتْ بعيراً وخَلَّقتَ أباها بالعبير . وكَسْتُه بُرْداً أحَمْرَ ; فلما صحا من سُكْره قال : ماهذا الحبير ؟ وهذا العقير ؟ وهذا العبير ؟ البُضْع : مصدر بضع المرأة إذا جامعها ومثله فيما حكاه سيبويه : قرعها قُرْعاً البضع وذقطها ذُقْطاً ; وفعْل في المصادر غيرُ غريب ; منه الشُّغل والسُّكر والكُفْر وأخوات لها ؟ ويقال لعقد النكاح : بُضْع أيضاَ كما استعمل النكاح في المعنيين . وأرادها هنا صاحب البُضْع فحذف

قَرْعُ الانف : عبارة عن الردّ وأصله في الفحل الهجين إذا أراد أن يضرب في كرائم الإبل قرع أنفه بالعصا ليرتد عنها . والقَدْع قريب من القرع قالت ليلى الأخْيِلَّية : ... ولم يقْدع الخصم الألدّ ويملأ اْل ... جفان سديفاً يوم نكباء صرصر ...
أراد بالجيرة : البرُد الذي كَسَتْه وبالعبير : الذي خلَّقَتْه به . وبالعقير : البعير الَمْنحورُ . عمر رضي الله عنه كان لرجل حق على أم سلمة فأَقْسَمَ عليها أن تعطيه فضربه أدبَاً له ثلاثين سَوْطاً كلّها يَبْضَع ويَحْدرُ وروى : يُحْدِر . أي يشقّ الجِلْد ومنه المِبضْع ويُوَرمِّ ن يقال : احْدَرَه الضَّربْ وحَدرَهَ حَدْرا . وحدر الجلد بنفسه حدورا . قال عمر بن ابي ربيعة : ... لو دبَّ ذرّ فوق ضَاحْى جِلْدِها ... لأَباَنَ من آثارهّنُ حُدُورا ...
وقيل : يحدر الدم ; أي يسيله . النّخَعّي رحمه الله تعالى قال : إن الشيطان يجري في الإحليل ويبضّ في الُّدبر فإذا أحّس أحدكم من ذلك شيئا فلا ينصرف حتى يسع صوتا او يقال يجد ريحا
البضيض البضيض : سيلان قليل شبه الرَّشْح ; والمعنى أنه يدب فيه فيخّيل إليك أنه بضيض بلل . الحسن رحمه الله تعالى ما تشاء أن ترى أحدهم أبْيضَ بضاّ يمَلْخُ في الباطل مَلخْا ويَنْفضُ مِذْرَوَيةْ ويضرب أسْدَرَيْة يقول : هأنذا فاعْرفوني ! قد عرفناك فمقتك الله ومقتك الصالحون
البض البضّ : الرقيق البشرة الرَّخْص الجسد الملخ : الإسراع والمر السهل يقال : بكرة ملوخ وقال رؤبه : ... مُعْتَزمُ التَّجْلِيخ مَلاَّخُ الملق

أي سريع في الملق وهو ما استوى من الأرض المذروان : فرعا الأليتين وإنما لم يقل : مذْرَيان كقولهم : مذريان في تثنيه مذرى الطعام ; لأن الكلمة مبنية على حرف التثنية كما لم تقلب ياء النهاية وواو الشقاوة همزة لبنائهما على حرف التأنيث . الأسدران : العطفان أي يضرب بيديه عليهما . عن أبن الأعرابي : وهو مثل للفارغ ونفض المذروين للمختال . قد عرفناك : يسمى التفاتا وله فى علم البيان موقع لطيف . وتبضع طيبها في كى . ما تبض ببلال في صب . يبضّ ماءً أصفر في ند من كل بضع في سح . أن يستبضع في نظ الباء مع الطاء النبي صلى الله عليه و سلم رأيت عيسى بن مريم عليه السلام فإذا رجل أبيض مبُطَّن مثل السَّيف
بطن هو الضامر البطن . أن عمرو رضي الله تعالى عنهما يُؤْتىَ برجل يوم القيامة وتخرج له بطاقة فيها شهادة أن لاالله إلا الله وتخرج له تسعة وتسعون سجّلاً فيها خطاياه فترجح بها
بطاقة قال ابن الأعرابي : البطاقة : الورقة وروى " نطاقه " ; بالنون . وقال شمر : هي كلمة متذله بمصر وما والاها يدعون بها الرّقعُة الصغيرة المنوطة بالثوب التي فيهارقم ثمنه ; لآنها تشد بطاقة من هدبه وقيل لها : النطاقة ; لانها تنطق بماهو مرقوم عليها . أبن عبدالعزيز رحمه الله تعالى قال رجاء بن حَيْوة : كمنت معه فضعف السراج فقلت : أقوم فأصلحه فقال : إنه لَلُؤْم بالرجل أن يستخدم ضيفه فقام فأخذ البطَّة

فزاد في دهن السراج ثم رجع فقال : قمت وأنا عمر بن عبدالعزيز ورجعت وأنا عمر بن عبدالعزيز !
البطة البَّطة : الدَّبَّة ُبلغة أهل مكة وقيل : هي إناء كالقارورة وكأنها سميت بذلك لآنها على شكل الطائر المعروف . النخعي رحمه الله تعالى كان يُبَطِّنُ لحيته ويأخذ من جوانبها . أي يأخذ شعرها من تحن الذقن والحنك . أبطحوا في رف . وبطْن في ظه . والبطحاء في جد . وبطيحاء في كم . ذو البُطَيْن في جب . بطاقة في كه . ليستبطنها في غل . أبا البطحاء في قح . إن الشوط بطين في رح . بِبِطْنتِك في غض . الأباطيل في دح . البطريق في رس . ما يّطأ بهم في ثب . الباء مع الظاء علىّ عليه السلام - أتى في فريضة وعنده شريح فقال له : ماتقول أنت أيها العَبْدُ الأَبْظَر ؟
بظارة هو الذي في شفته العليا بُظارة وهي هنة ناتئة في وسطها لاتكون لكلِّ احد ويقال لحلمه ضَرْع الشاة : بُظارة أيضا وقيل : الأبظر الصخاب الطويل اللسان ; وجعله عبدا ; لانه وقع عليه سباء في الجاهلية بظيت في زر . الباء مع العين النبي صلى الله عليه وآله وسلم - ما سقى منها بَعْلا ففيه الُعشْر
البعل البَعْل : النخل النابت في أرض تقرب مادة مائها ن فهو يَجْتَزئ بذلك عن المطر والسِّقي ; وإياه أراد النابغة في قوله : ... من الواردات الماء بالقْاَع تَسْتقَى ... بأَذْنابها قبل اسْتِقَاء الحَنْاجِر ...
وإنما سمي بَعْلا لانّه باجِتزِائه كلٌ على منابته ومراسخ عروقه من قولهم أصبح فلان بَعْلاً على أهله إذا صار كلا وعيالا عليهم

ومنه تحديثه : إن رجلا أتاه فقال : يارسول الله ; أبايعك على الجهاد فقال : هل لك من بعل ؟ قال : نعم قال : انطق فجاهِدْ فيه فإن لك فيه مجاهدا حسنا . قيل معناه : هل لك من يلزمك طاعته من أب وأم ونحوهما ؟ من قولهم : هو بَعْل الدار والدابَّة أي مالكهما ومنه بَعْل المرأة . ويجوز أن يكون مخفَّفاً عن بعل وهو العاجز الذي لايهتدي لأمره من بَعِل بالأمر بعلة : بلَهْاء لاتحسن اللبس ولا إصلاح شأن النّفْس . بعَلاْ نصب على الحال والمعنى ماسقاه الله بَعْلاً . تكلم لديه رجل فقال له : كم دون لسانك من حجاب ؟ فقال : شفتاي وأسناني . قال إن الله يكره الاْنبعاق في الكلام
الانبعاق هو الإكثار والاتَّساع فيه ن من انبعق المطر ; وهو أن يسيل بكثرة وشدَّةٍ . ذكر أيام التشريق فقال : انها أيام أكل وشرب وبعال
بعال هو المباعلة وهي ملاعبة الرجل أهله قال الحطيئة : ... وكم من حصان ذات بَعْلٍ تركتها ... إذا الليل أَدْجى لم تجد من تُبًاعِلُه ...
ابن مسعود رضي الله عنه ما مصلى لامرأة أفضل من أشد مكان في بيتها ظلمة إلا أمرأة قد يَئسَتْ من البعُولة فهي في مَنْقَلَيْها
البعولة هي جمع بَعْل والتاء لتأنيث الجمع كالسهولة والحزونة ويجوز أن يكون مصدرا
البعولة يقال بَعّلتِ المرأة بُعولة أي صارت ذات بَعْل . المَنْقَل ك الخُفّ قال الكميت : ... وكان الأباطيحُ مثل إلإريِنْ ... وشبه بالحْفْوة الَمنْقلَ ...
أي هي لابسة خفيها لخروجها من البيت وتردّدها في الحوائج والمعنى كراهة الصلاة في المسجد للشواب والترخيص فيها للعجائز . لامرأة : في موضوع الرفع صفة لمصلّىً . وأفضل إمّا أن ينُصْب على لغة أهل الحجاز او يرفع على لغة بني تميم

حذيفة رضي الله عنه قال : مابقي من المنافقين إلا أربعة فقال رجل : فأين الذين يُبَعِّقوُنَ لقاحنا ويَنْقُبُونَ بيوتنا ؟ فقال : أولئك هم الفاسقون - مرتين
البعق بعق الناقة : نحرها وبعَّق للتكثير . وفي كلام الضبّي كانت قْبلنا ذئبة مُجريْة فأقبلت هي وعِرْسُها ليلا فبعقتا غنمنا . أي شقتا بطونها أو المراد اللصوص الذين يُغيرون على أهل الحيّ فيستاقونا ثم ينجرونها ويأكلونها . إن للفتنة بعثات ووفقاتٍ فمن استطاع ان يموت في وقفاتها فليفعل
بعثة جمع بَعْثَة وهي المرة من البعث ; أي إثارات وتهيجات . معاوية رضي الله عنه قيل له : أخبرنا عن نفسك في قريش ؟ فقال : أنا ابن بُعْثُطِها والله ماسوبقت إلا سبقت ولا خُضْتُ برجْلِ غَمْرةَ إلا قطعتُها عَرْضا
البعثط البُعْثط : سرة الوادي أراد أنه من صميم قريش وواسطتها . وخوض الغمر عرضا أمر شاقّ لايَقْوى عليه إلا الكامل القوة يقال : إن الأسد يفعل ذلك والذي عليه العادة أتّباعُ الجزية حتى يقع الخروج ببعد من موضع الدخول وهذا تمثيلُ لإقحامة نفسه فيما يعجز عنه غيره وخوضه في مستصعبات الآمور وتفصّية منها ظافراً بمباغية . عروة رضي الله عنه - قال : قتل في بني عمروبن عوف فتيل فجعل عقله على بني عمرو بن عوف ; فما زال وارثه وهو عمير بن فلان بَعْلياً حتى مات
بعليا هو منسوب إلى البَعْل من النَّخل وقد سبق تفسيره والمراد ما زال غنيا ذا نْخل

كثير ويجوز أن يكون بمعنى البَعْل وهو المالك من قولهم : هو بَعْل هذه الناقة والياء ملحقة للمبالغة مثلها في أحمر ودَوَّاريّ ; أي كثير الأملاك والقْنية . وقيل : يشبه أن يكون بعلياء من قول العرب في أمثالها : مازال منها بعلياء يُضْرب لمن يفعل فعله تكسبه شرفا ومجدا ومثله قولهم : مازال بعدها ينظر في خير و العَليْاء : اسم للمكان المرتفع كالنجد واليفاع وليست بتأنيث الآعلى ; الدليل عليه انقلاب الواو فيها ياء ولو كانت صفة لقيل : العلوَاء : كما قيل : العَشْواء : والقنْواء والخدواء في تأنيث أفعْالها ولآنها استعملت منكرّة وأفعل التفضيل مؤنثة ليسا كذلك . فبعها في : كر يوم بُعاث في ف ي ز تبعل أزواجكنّ في قص . ولاباعوثا في قل ؟ بعجت له في حَنّ . اغدو المبعث في غد . تعج الأرض في زف . بعل بالآمر في هط . وبعيثك في دح . من البعل في ضح . بعد مابين السماء والأرض في رف . بعلى رسولها في سح . الباء مع الغين النبي صلى الله عليه وآله وسلم كانوا معه في سفر فأصابهم بُغَيْش فنادى مناديه : من شاء أن يُصلي في رحله فْلَيَفْعل
بغش تصغير بغش وهو المطر الخفيف وقد بغشت المساء الأرض تبغشها . قال رؤبة : بغش ... سيدا كسيد الرَّدْهَة المبغوشِ ...
ابوبكر الصديق رضي الله عنه خرج في بغاء إبلٍ فدخل عند الظَّهيرة على امرأة يقال لها حَبةّ فسقته ضَيْحَةً حامضة

بغاء : اخرج بُغَاء الشيء على زنة الأَدْواءِ كالعطاس والنُّحازَ تشبيها لشغل قلب الطالب بالدَّاء وبغاء المرأة على زنة العيوب كالشراد والحران ; لأنه عيب فاحش . الضحية : من الضيح وهو اللبن المرقق كالشحمة من الشحم الشّهدة من الشّهد وهي الشيء اليسير منه . أبو هريرة رضي الله عنه إذا رأيتك يارسول الله قرت عيني وإذا لم أرك تَبَغْثَرَتْ نفَسْي . التَّغَثْرُ : خبث النفس من غثيان وسوء ظن وغير ذلك والمراد هاهنا خُبْثُها للوحشة يفقد المشاهدة . باغٍ وهادٍ في كر . بُغْيانا في ان بغَوْتها في صح . ابغني في غف . لا ينبغي له أن ينام في قس . باعوثا في قل . البَغاَيا في أب . أبغْيِها الطّعام في دى . الباء مع القاف النبي صلى لله عليه وآله وسلم تَبَقّةْ وتَوَقّهْ
بقي التبقى : بمعنى الاستبقاء كالتقصىّ بمعنى الاستقصاء وفي أمثالهم : لاينفْعك من زادٍ تُبقىّ . وقال ذو الرمة : ... وأدرك المُتَبَقّي من ثميلته

والمعنى الأمْرُ باستقباء النفس وألا يٌلق ى بها إلى التّهلُكه والتحرز من المتالف والهاءُ ملحقةٌ للسكت نهى عن التَّبَقُّر في الأهْل والمال
بقر التبقر : تفعل من بقر بطنه ; إذا شقه وفتحه فوضع موضع التفرق والتبدد . والمعنى النهي عن أن يكون في أهل الرجل وماله تفرق في بلاد شتى ; فيؤدي ذلك إلى توزع قلبه . وهذا التفسير معنى قول ابن مسعود رضي الله عنه : فكيف بمال بَرِاذَان ومال بكذا ؟ قال أبو مُويَهْبة رضي الله عنه : طرقني رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : يا أبا مويهبة ; إني قد أمرت أن أستغفر الله لأهل البقيع ; فانطلقت معه فلما تَفَوَّهَ البقيع قال : السلام عليكم . في كلام ذكره
بقع المراد بقيع الَغْرقَد : مقبرة بالمدينة . تَفَوَّه أي دخل فُوهّته وهي مدخلة يقال : تفوَّهت الزقاق والسكة . امير المؤمنين عثمان رضي الله عنه قال أبوموسى الأشعري حين أقبلت الفتنة بعد مَقْتَله : إن هذه الفتنة باقرةٌ كداء البطن لاُيدرْيَ أيْنَ يُؤْتى له !
بقر أي صادعة للألُفة شاقَّةٌ للعصا وشبهها في تعذّر تلافيها والحيلة في كشفها بداء
بقر البطن الذي اعضل وأعيت مُداواته . امير المؤمنين علي عليه السلام حمل على عَسْكَرِ المشركين فما زالوا يُبَقِّطُون
التبقط التبقيط : الإسراع في المشي والكلام . ويقال : بقط في الجبل وبرقط : أسرع في صعوده والمعنى تَعَادَوْا إلى الجبال منهزمين . معاذ رضي الله عنه بَقَيْنا رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات ليلة في صلاة العشاء

حتى ظننا أنه قد صلى ونام ثم خرج إلينا فذكر فَضْل تأخير صلاة العشاء . بقي
بقى أي انتظْرنا والاسم منه البقوى قبلت الياء فيها واوا . وكذلك كلّ " فَعْلَى " إذا كانت اسئما كالتقوى والرَّعْوى والشَّرْوى وإذا كانت صفة لم تقلب ياؤها كقولهم : امرأة صدَيْا وخزَيْا قال : ... فهُنَّ يعْلُكْن حدائداتها ... جُنْحُ النَّواصي نَحْوَ أَلوْياتِها ...
... كالطَّيْر تَبقْى متداوماتها ...
أبو هريرة رضي الله عنه يوُشك أن يُسْتعَمل عليكم بُقْعَانُ أهل الشام
بقع أراد خُبثَاؤهم فشَّبَهُهْم في خُبْثهم بالبقْع من الغربان التي هي اخْبثها وأقْذرَهُا وقيل : أراد المولدين بين العرب والروميات لجمعهم بين سَوَاد لون الآباء وبياض لون الأمهات . وفي حديث الحجاج : إن بعضهم قال له فى فى خيل ابن الأشعث : رأيت قوماً بُقْعاً . قال : ماالُبْقُع ؟ قال : رقّعوا ثيابهم من سوء الحال . ابن المسّيب رحمة الله قال : لايَصْلُح بقَطْ الجنان
بقط أي لايجوز إعطاء البساتين على الثلث والربع وإنما سمى هذا بقَطْا ; لأنه خَلْطُ الِملْك وتصييره مشاعاً من قولهم : بقط الأَقط : إذا بَكَلَهُ . ابن ميسرة رحمه الله إن حكيما من الحكماء كتب ثلاثمائة وثلاثين مُصْحَفا حكما

فبثها في الناس فأوحى الله تعالى : إنك قد ملأت الأرض بقاقا وإن الله لم يقبل من بقاقك شيئا
بقق هو كثرة الكلام يقال : بق علينا فلان يَبُقّ بقاقا كقولك : فك الرهن يفك فكاكا ; إذا اندفع بكلام كثير ومنه بقَّت المرأة : كَثُر وَلَدُها . وتكلّم أعرابي فأكثر فقال له أخوه : أَحْسنُ أَسْمائك أن تُدْعَي مبَقّا . لقا وبقا في لق . / باقعة في نس . عين بقة في حز . وبقر خواصرهما في شر . الباء مع الكاف النبي صلى لله عليه وآله وسلم اتي بشارب خمر فقال : بكِّتُوه فبَكَّتُوه
بكت التَّبكيت : استقباله بما يكره من ذمّ وتقريع وأن تقول له : يافاسق ; أما اتَّقيَتْ ! بكت أما اسْتَحْيَتْ ! ومنه قيل للمرأة المعقاب : مبكِّتب ; لأنها كلما وضعت أنثى استقبلت زوجها بمكروه . نحن معاشر الأْنبياء فينا بَكْ ء
بكأ أي قلَّة كلام ; مثل بَكْء الناقة أو الشاة / وهو قِلّة لبنها يقال : بكأت وبكُؤت بكأ بُكاء وبَكْأً وبُكوءا فهي بَكيء وَبكَيئٌة . وفي حديث عمر رضي الله عنه إنه سأل جيشا : هل يثبت لكم العدو قدر حلب شارة بكيئة ؟ فقالوا : نعم فقال : غل القوم . أي خانوا في القَوْل ومعناه يكذّبهم فيما زعموا من قلّة ثبات العدوِّ لهم . علي عليه السلام كانت ضرباته ُمْبتكراتٍ لاعٌوناً
بكر الضَّرْبة المبتكرة : هي التي ضُربت مرة واحدة ولم تُعَاوُد لشدّتها وإتيانها على نَفْس المضروب ; شبِّهت بالجارية المبتكرة وهي المفتضَّة ; لأنها التي ُبنى مرة واحدةً

والعوان : التي وقعت مُخْتلَسَةً فأَخْوَجَت إلى المُعَاودة ; شُبِّهتْ بالمرأة العوان وهي الثّيب . ومنه حرب عوان وحاجة عوان ويجوز أن يراد أنه كان يوقعها على صفَةٍ في الشدّة لم يسبقه إلى مثلها أحد من الأبطال . مجاهد رحمه الله تعالى من اسماء مكة بكة وهي أم رحم وهي أم القرى وهي كوثى وهي الباسة وروي الناسة
بكك : قيل : سميّت بكّة لبتاكّ الناس فيها ; وهو ازدحامهم . وقيل : لأنها تبك أعناق الجبابرة ومن الحد فيها بظلم ; أي تدقها . وهي الباسَّة أو النَّاسَّة ; لأنها تبُسهمَ أي تطردهم . وتنسُّهم أي تَزْجُرهم وتسوقهم . وأم رحم : أصل الرحمة يقال : رَحَمِة رَحماً ورُحْما . قال الله تعالى : وأَقْرَب رُحْماً قرئ باللغتين وقال زهير : ... ومن ضريبته التَّقْوى ويَعْصُمِه ... من شيىء منسيء العثرات والله والرّحُمُ ...
وقيل في أم القرى : لأنها أول الأرض وأصْلها ومنها دحيت . وكوُثى : بقعة بمكة وهي محلّة بني عبدالدار وقال ... لعن الله مُنْزلاً بَطْن كُوثى ... ورماه بالفقر والإمعار ... ليس كُوثى العْرِاق أعْنى ولِكْن ... كوُثة الدَّار دار عبدالدَّار ...
يريد بكوثى العراق ; قرية ولديها إبراهيم صلوات الله عليه . الحجاج كتب إلى عامل له بقارس : ابعث إلّى بعسَل أبْكار من عَسل خْلاَّر من الدَّسْتفشار الذي لم تمسه النار . اراد أبكار النحل وهي أفتاؤها ; لأن العسل إذا كان منها كان أطيب وقيل أراد أن أبْكار الجواري يلينة . والأول أصحّ لأنه قد روى : ابعث إلى بعسل من عَسلُ خٌلار من النَّحْل الأبْكارِ

خُلاّر : موضع بفارس . الدستفشار : كلمة فارسية ; أي مماعصرته الأيدي وعالجته . بكر واْبتكر في غس . أبكار أولادكم في نب إن تَبْكَعني بها في قر . فبعكتهّ في قر . وبكرة في رج . بكلّت في لب . مم بكر في اب . من بك في خص شاة بكئ في نو . الباء مع اللام النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول الله تعالى : أعْدَدْتُ لعبادي الصالحين مالا عَيْنُ رأت وَلَا اذُنٌ سمعتْ ولا خطر على قَلْب بشر بَلْه ما أطعلتُهم عليه
بله بَلْه : من أسماء الأفعال كُرَوْيد ومه وصه يقال : بله زيدا ; بمعنى دعه بله واتركه . وقد يوضع موضع المصدر فيقال : بله زيد كأنه قيل : ترك زيد ويقلب في هذا الوجه فيقال : بهل زيد ; لأن حال الإعراب مظنة التصرّف . وما أطلعتهم عليه : يصلح أن يكون منصوب المحلِّ ومجرورة على مقتضى اللغتين . وقد روى بيت كعب ابن مالك الأنصاري : تذر الجَماجِمَ ضاحيا هاماماتها ... بْلَة الآكُفَّ كأنها لم تُخْلقِ ...
على الوجهين . المعنى : رأته وسمعته فُحذف لاستطالة الموصول بالصلة ونظيرة فوله تعالى : أَهَذَا الذُي بعث الله رَسُولاً بلَّوا أرْحامكم ولو بالسَّلام
البل لما رأوا بعض الاشياء يتَّصل ويختلط بالنَّداوَة ويحصل بينهما التجافي والتفرق باليبس واستعاروا البل المعني الوصل واليبس لمعنى القطيعة فقالوا في المثل : لاتؤبس الثرى بيني وبينك . قال : فلا تؤُبِسْوا بيْني وَبَيْنكَم الثَّرىَ فإنّ الذي بيني وبينكم مثرى فإن الذي بيني وبينكم مُثْرى

وفي حديث عمر بن عبدالعزيز رحمة الله تعالى - إذا اسْتَشَنَّ ما بينك وبَيْنَ الله فبابْلَلْه لله بالإحسان إلى عباده . إن أهل الجنة أكثرهم البلة . البلة هم الذين خلوا عن الدّهاء والنكّر والخبث وغلبت عليهم سلامة الصُّدور وهم عقلاء . وعن الزبرقان بن بدر : خيُر أولادنا ألأبْله العقول قال النَّمربن تَوْلب : ... ولَقَدْ لَهوْتُ بُطَفْلةٍ ميَّالةٍ ... بَلْهاءِ تُطْلعُنى على أسرارها ...
وفي المقامات التي أنْشَأتها في عظة النفس في صفة الصالحين : " هَينْون لَينْون غير غير أن لاهوادة في الحقِّ ولا إدهان بُلْةٌ خلا أن غَوْصَهُم على الحقائق يغمرُ الألباب والأذْهان . من أحبَّ أن يرقّ قلبْه فْلُيدْ من أكل البلس
البلس : هو التّين وروي الُبلُس والُبلْسُن وهما العدس وقيل حبُّ يشبهه والنون في البُلسْن مزيدة مثلها في خلبن ورَعشْنَ من الخلابة والرِّعشة . ذكر الدِّجال فقال : رأيته بَيْلَمانيّاً اقْمرَ هجانا إحْدىَ عينية كأنها كوكب دُرّي ورقوى فيَلْمَا نيّا وفَيْلمَا
بلم : البَيْلمَانّي : الضَّخْم المنتفخ من قولك : أبْلم الرجّل إذا انتفخت شفتاه ورأيت شفتيه مُبْتلَمَتِيَن وابلمت الناقة : ورم حياؤها ويقال لطوطُ الَبْردِى : البيلم لطول انتفاخه . الفيلماني والفيلم : العظيم الجثّة يقال : رأيت امْرأً فيلَماً : أي عظيما . وقال الهذلي : ... ويحَمْى المضاف إذا ما دعا ... إذا فر ذو الِّلمَّة الفَيلمُ

والألف والنون والياء المشددة المزيدات على الفيلم مبالغات في معناه . الأقمر : الأبيض والهجان تأْكيدٌ له . عمر رضي الله تعالى عنه أرسل إلى أبي عبيدة رسولا فقال له حين رجع : كيف رأيت ابا عبيدة ؟ فقال : رأيب بلَلاُ من عيش . فقصر من رزقه ثم أرسل إليه وقال للرسول حين قدم عليه : كيف رأيته ؟ قال : رأيت حُفُوفا . فقال : رحم الله أبا عبيدة بَسطَنْا له فبسط وقبضنا له فقبض
بلل جعل البَللِ والحَفُوف وهو الُيبْس عبارة عن الرَّخاء والشدَّة ; لأن الخصب مع وجود الماء والجدب مع فقده . يقال : حفَّت أرضنا : إذا يبس بَقْلهُا . وعن أعرابي : أتو نا بعصيدة قد حفت فكأنها عقب فيها شقوق . العباس رضي الله تعالى عنه قال في زمزم : لا أحلّها لمُفْتسَلِ : وهي لشارب حل وبلُّ . قيل بلّ إتباعُ لحلّ وقيل : هو المباح بلغة حِميْر . وعن الزبير بن بكار : معناه الشفاء من بل المريض وأبل . أبن عمر رضي الله تعالى عنهما قال صلى الله عليه وآله وسلم : ستفتحون أرض العجم وستجدون فيها بيوتا يقال لها البَلاَّنات فمن دخلها ولم يستتر فليس منا
بلان واحدها بلّان وهو الحمام من بل بزيادة الألف والنون ; لأنه يبل بمائه أو : بعرقه من دخله . ولا فِعل له إنما يقال : دخلنا البلاَّنات عن أبي الأزهر . ابن عباس رضي الله تعالى عنهما سُئل عن الوضوء من الَّلبن فقال : ماأباليه بالة اسمح يُسْمَحْ لك
بلا أي مبالاة وأصلحا بالية : كعافية . أسمح وسمح وسامح : إذا ساهل في الأمر يقال : اسْمَحَتْ قَرُونَتُه وفي أمثالهم : إذا لم تجدْ عزّاً فسمّحْ

البلغين : عائشة رضي الله تعالى عنها قالت لعلى رضي الله تعالى عنه يوم الجمل : قد بَلْغتَ منا البُلغين . قيل : هي الدواهي كقولهم : البرحين والتحقيق فيهما أن يقال : كأنه قيل : خطبٌ بلغ أي بليغ وأمر برح أي مبرّح كقولهم : لَحْم زيم ومكان سوى وديناً قيما ثم جمعا جمع السلامة ; إيذانا بأن الخطوب في شدة نكايتها بمنزلة العُقَلاءِ الذين لهم قصد وتعمّد . وفي إعراب نحو هذا طريقان : احدهما أن يجرى الإعراب على النون ويقر ماقبلها ياء والثاني أن يفتح النون أبدا ويعرب ماقبلها ; فيقال : هذه البلغون ولقيت البلغين وأعوذ بالله من البلغين قالت ذلك حين جهدتها الحرب . وأبلسوا في أش . البُلُسُ والبُلْسُن في جل . من البلاغ في رف . بَّلح في عن . الأبْلَمة في قد . بالة في خش . بذى بَلىِّ وبذي بليِّان في بن . بلاقع في خش . أبْلجَ الوجه في بر . وبلتها في صح . مُبَلحِّاً في مح . البلقعة في قي . لميلة الإرعاد في زو . والبُلتَ في شن . ما نبضّ بِبِلال في صب . وما ابتلت قدماه في حن . الباء مع النون النبي صلى الله عليه وآله وسلم قالت عائشة رضى الله عنها : مارأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم َّ يتقى الأرض بشىء إلا في يوم مطير ألَقْيَنا تحته بناء
بنا معنى البناء : ضمُّ الشىء إلى الشىء ومنه قيل للنِّطع مبناة ومَبناة وبناء ; لأنه أديمان فصاعدا ضُمَّ بعضها إلى بعض ووصل به . في يوم مطير ; أي مطر فيه فاتّسُع في الظَّرف بإجرائه مجرى المفعول الصحيح كما قيل : ويوم شهدناه إلا أن الضمير اسْتَكَنَّ هنا لانْقِلابه مرفوعا . وبرزفى

شهدناه ; لأنه انقلب منصوبا والنَّصْبُ أَخُوالجر . خالد رضي الله عنه تعالى عنه خطب الناس فقال : إن عمر استعملني على الشام وهو له مهمّ ; فلما أَلقْىَ الشَّامُ بوانية وصار بَثَنَّيِةً وعسلا عزلني واسَتْعَمل غَيْري فقال رجل : هذا والله هو الفْتَنة . فقال خالد : أما وابنُ الخطاب حتىُّ فلا ولكنَّ ذاك إذا كان الناسُ بذي بلى وذي بِلّى وروي : " بذي بِليَّانِ " البواني : أضْلاعَ الزَّوْرِ لتضامهِّا الواحدة بانية ويقال : ألَقْى البعير بوانية كما يقال : ألْقَى بَرْكة وألقى كَلْكَلة : إذا استناخ فاستعاره لاطمئنان الشام وقرار أُمُوره . البَثنيةَّ : حنْطة حب منسوبةٌ إلى الَبْثَنة وهي بلاد من أرض دمشق . والبَثْنَةُ : الأرض السهلة اللينة ; أي كثر فيها الحنطة والعسل حتى كأن كله حنطة وعسل . والمراد ظهور الخصب والسَّعة فيه . يقال لمن بعد حتى لايدري أين هو : صار بذي بِلىّ وذي بِليّان من بل في الآرض إذا ذهب . والمعنى ضياع أمور الناس بعدة وتشتت كلمتهم . عائشة رضي الله تعالى عنها كنت أَلعْب مع الجواري بالبنات فإذا رأين رسول الله صلى الله عليه و سلم انْقَمَعْن فُيسَرِّبُهنَّ إلّى
بنت البنات : التماثيل التي يَلعبُ بها الصبايا . انْقَمَعنْ : دَخَلْن البيت وتغَّيْبن . يُسرِّ بُهنَّ : يرسلهن من السِّربْ وهو جماعة النساء . شريُح رحمه الله تعالى قال له أعرابي وأراد أن يَعْجَل عليه بالحكومة : تَبَنَّنْ
بنن أي تثَّبت والبنين : العاقل المثبِّت وهو من باب أبن بالمكان بنن ابيني عبد المطلب في غل . وبنسوا في نس . بنة العَزْل في با . ابن أبي كبشة في عن

الباء مع الواو النبي صلى الله عليه وآله وسلم لاَيدْخُل الجَّنة مَنْ لاَيَأْمَن جَارُة بَوَائقَه
بوق : أي غوائلة وشُرورة يقال : باقْته بائقة تَبُوقه بَوْقا . جاء وهم يبوُكون حِسْىَ تبوك بِقْدح ... فقال : مازلتم تَبوُكونها بعد ! فسيِّت تبوك
بوك : وهو أن يحركوا فيه القدح يخرج الماء ومنه حديثه : إن بعض المناقفين بَاكَ عَيْناً كان النبي صلى الله عليه و سلم وضع فيها سهما . ومنه حديث ابن عمر رضي الله عنهما إنه كانت له بندقة من مسك وكان يبلُّها ثم يَبوٌكها بين راحته فَتفُوح رَوَائحها . أي يحرِّكها بتدويره بين رَاَحَتَيْه . قال علقْمة الثقفي رضي الله عنه : كنت في الوَفْد الذين قدموا على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فضرب لنا قبُتيَّن فكان بلالُ رضي الله عنه يأتينا بفْطرنا ونحن مُسْفِرون جدا حتى والله ما نحسب إلا أن ذاك شيء يُبْتاَرُ به إسلامنا وكان يأتينا بطعامنا للسَّحور ونحن مُسْدفّون فيكشفُ القُبّة فَيسْدِفُ لنا طعامنا
بور : بارةَ يَبوُر مثل خبرة يَخْبرُه واختْبَرهَ في البناء والمعنى . الآسداف : الدخول في السُّدفة وهي الضّوْء ; وقوله : " يسدف لنا طعامنا " أي يدخل في السّدفة فُيضئ لنا . اراد انه كان يعجل الفطور ويؤخر ِّالسحور امتحانا لهم . بفطرنا : أي بطعام فطرنا فحذف . ومن الابْتِيار حديث عون قال : بلغني أن داود سأل سليمان صلوات الله عليهما

وهو بيْتِار عُلِمْه . فقال : أخبرني ; ما شر شيء ؟ قال : امرأة سوء إن اعطيتها باءت وفخرت وإن منعتها شكت ونفرت
باء الباء : الكْبِر . كان بين حَييَّنْ من العرب قتالٌ وكان لأحد الحيَّين طْولٌ على الآخر فقالوا : لانَرْضى إلا أن يُقْتلَ بالعبد مِنّا الحرّ مُنكم وبالمرأة الرجل ; فأمرهم أن يَتَباَءوْا . هو أن يتقاصُّوا في قتْلاهم على التساوي ; فيقتل الحر بالحر والعبد بالعبد . يقال : هم بواء أي ألفْاء في القصاص والمعنى ذوو بواء قالت ليلى الأخيلية :
بوأ ... فإن تَكُنِ القْتَلْى بَواءً فأنكُمْ ... فتى ماقَتْلتُمْ ألَ عوف بن عامر ...
ومنه الحديث : الجراحاتُ بواء : أي سواء وكَثُر حتى قيل : هم في هذا الأمْر بواء : أي سواء . قال صلى الله عليه وآله وسلم لعباده بن الصامت رضي الله تعالى عنه : إن عليك السَّمْعَ والطاعة في عُسْرِك ويُسْرك ولا تنازع الآمر أهله إلا أن تُؤْمر بمعصْية بَوَاحاً أو قال : براحا
بوح يقال : باح الشيء إذا ظهر - بواحا وبؤوحا فجعل البواح صفة لمصدر محذوف تقديره إلا أنْ تؤُمر أمراً بواحاً ; أي بائحا ظاهرا . براحا بمعناه من الأرْض البراح وهي البارزة . ليس للنساء من باحة الطريق شيء ولكن لهن حَجْرتَا الطّريق . باحة الطريق : وسطه وكذلك باحة الدار : وسطها وهي عَرْصَتُها . الحَجْرة : الناحية

كان جالسا في ظل حجرة قد كاد يَنْباصَ عنه الظلّ
بوص : أي ينقبض عنه ويَسبِقه من باص إذا سبق وفات . ومنه حديث عمر رضي الله عنه إنه كان أراد أن يستعمل سعيد بن عامر فباص منه ; أي فاته مستترا . عمر رضي الله تعالى عنه إن الجن ناحت عليه فقالت : ... عليك سلامُ من أمير وباركتْ ... يد الله في ذاك الأديم الممزّق ... قضيت أمورا ثم غادَر ت بعدها ... بَوائَجَ في أَكْمِامَها لم تُفَتّق ... فمْن يسْع أو يركب جَنَاحْي نَعامٍة ... ليدرك ماقدمّت بالأمس يسبق ...
... أبعْد قَتيلٍ بالمدينة أَظْلَمتْ ... له الارْضُ تهتزُّ العضاه بأسْوُقِ ...
بوج : البوائج : اْلبوائق الأكمام : الأغطية حمع كمّ ; أي كانت الفِتَنُ في أيامك مستورة فانكشفت / الأسْوقُ : حمع ساق ; أنكر على الشحر أخضرارها واهتزازها أي كان يجب ان تجفَّ وتذهب رطوبتها بموْته الأحنف رْضي الله تعالى عنه نعى إ ليه شقيق بن ثور فاسترجع وشق عليه ونُعى إلى حسكة الحبطيّ فما ألقى لذلك بالا ; فغضب من حضرة من بني تميم فقال : إن شقيقا كان رجلا حليما فكنت أقول : إن وقعت فتنة عصم الله به قومه إن حسكة كان رجلا مُشَّيعاً فكنت أخشى أن تقع فتنة فيجرّ بني تميم إلى هلكة
بال : إلقاء البال للأمر : الاكْثِراث له والاحتفال به . قيل اُلمشَيَّع هنا : العَجُول ; من شَّيعْتُ النار : إذا ألقْيَتُ عليها ما يذكيها وليس يبعد أن يراد به الشجاع ودَيْدَنُ الشّجُعْان اقتحامُ المهالك والتخفّف إلى

الحروب والفتن وقلِةّ تدبر العواقب ولايخلو من هذا دَأْبهْ أن يُوَرِّط نفسه وقومه

عمر بن عبدالعزيز رحمه الله تعالى رفع إليه رجل قال لرجل : إنك تَبُوكُهَا يعني امرأةً ذكرها فأمر بضربه فجعل الرجل يقول : أَأُضَربُ فلاطا
بوك وروى من وَجْة آخر : إنّ ابن أبي خنيس الزبيري ساب قريشا فقال له : علام تبوك يتيمتك في حجرك ؟ فكتب سليمان بن عبدالملك إلى ابن حزم : إن البوك . سفاد الحمار فاضِرْبه الحدَّ . فلما قدم ليُضْرَب قال : إنا لله ! اُضْرَبُ فلاطا ! قال ابن حزم وكان لايعرف الغريب لاتعجلوا على أن يكون في هذا حدُّ آخر . الفلاط : المفاجأة وأفلطه : فاجأه لغة هذيلية قال المنتخّل الهذلي ك ... به أحْمى الُمضاف إذا دَعَاني ... ونَفْسي ساعة الفزع الفلاط ...
وقال أيضا : ... أفلْطَها الَّليْلُ بعير فتْس ... عى ثوبُها مُجْتَنبِ اُلمْعدِلِ ...
وإنما قال ذلك لأنه لم يعلم أن الكلمة كانت قذفا . بوَغْاء في رج . بائر في هي . فأولئكم بور في شر . بواء فليتبوأ في مث . والبور في ند . بأئلة وبيلتى في فو . بوالا في شص . حتى باص في ول وبوغاء في عف . بيص في حي . الباء مع الهاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم أتى بشارب خمر فخُفق بالنِّعال وبُهزَ بالأيْدِي
بهز البهز : الدفع العنيف ومنه قيل لأوْلاد العلات : بنو بهز ; لتدافعهم وقلة ترافدهم ; وبه سمي أبن حكيم بهزا سار ليلة حتى ابهارَّ الليلُ ثم سار حتى تهور الليل
بهر ابهارَّ : انتصف من البُهْرة وهي وسط كلِّ شيء وإنّما قيل للوسطُ بْهرة ; لأنه خير موضع فكأنه يهز ماسواه . تَهَوّر مستعار من تهوَرِ البناء وهو انهدامه والغرض إدباره ومثله قولهم : تقوض الليل / قال لرجل : أمن البِهْش أنت ؟
بهش : اراد أمن أهل بلاد البهش ؟ وهي بلاد الحجاز ; لأن البهش ينبت بها وهو المُقْل مادام رطبا فإذا يبنس فهو خَشْل وهو من بهش إليه إذا أقبل باْسِتْبشَارٍ ; لأن البنات إقباله ورونقه في رُطوبته وغضاضته وإدباره وإنكاسه في يُبسْه وجفوفة ومنه حديث عمر رضي الله عنه إنّ رجلا قرأ عليه حَرْفاً أنكره فقال : من أقرأك هذا ؟ فقال : ابو موسى الآشعري . فقال : إن أبا موسى لم يكن أَهْل البَهْش . أراد أن القرآن نزل بالّلغة الحجازية وهو يَمنّي . ومنه حديث أبي ذر رضي الله عنه - إنه لما خرج إلى مكة أخذ شيئا من البَهْشِ فتزوَّدَه . يُحشْرُ الناسُ يوم القيامة عراةً حفاة غُرْلا بُهْماً قيل : وما الُبْهُم ؟ قال : ليس معهم شئ

البُهمْ : حمع الأبْهمَ وهو البهيم أي المصمت الذي لايخالط لونه لونٌ آخر . بهم : ويجوز أن يكون جمع بهيم مخفَفَاً كُسُبل جمع سبيل . والمعنى : ليس معهم شيء من أعراض الدنيا . شبه خلوّ جسد العارى عن عرض يكون معه بخلو نُقَّبَة الفرس عن شية مخالفة لها . والأبْهَم والبهيم أيضاً : الحجر الُمْصَمت الذي لاخرق قيه . قال العجاج : ... فَهَزمَتْ ظْهرَ السِّلام الأَبْهَم ...
ومن هذا جوز أن يكون وصفا لأبدانهم بالصحة والسلامة من الأَمْراض والعاهات الدُّنْيويَةَّ إلا أنه فاسد من وَجْهَين آخرين . الغُرْل : جمع أغْرَل وهو الأَقْلفَ . سمع رجل حين فتحت جزيرة العرب أو مكة يقول : أبهْوٌا الخيل فقد وضعت الحرب أوزارها . فقال : لاتزالون تقاتلون الكفَّار حتى تقاتل بقَّيتكم الدَّجال
بها إبهاء الخيل : تَعْريَةُ ظهورها عند ترك الغزو من قولهم : أبهى البيت ; إذا تركه غير مسكون . وأبهى الإناء ; إذا فرّغه . كان يُدْلعُ لسانة للحسن فإذا رأى الصبُّي حُمْرَة لسانة بهش إليه
بهش أي أقبل إليه وخف بارتياح واستبشار . قال المغيرة : ... سَبَقْتَ الرِّجال البْاهِشين إلى العلا ... فعَالاً مَجْداً والفعَالُ سبِاقُ ...
ومنه حديث : إنه أرسل أبا لُبابة إلى اليهود فبهش إليه النساء والصِّبيان يبكون في وَجْهِة . كان أو أبو لُبابة يهوديا فأسلم ; فلهذا ارتاحُوا حين أبْصروه مستغيثين إليه

ومنه حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال : ابو بَشامة قلت له : إني قتلتُ حية وأنا مُحرْم فقال : هل بهشتْ إليك ؟ قلت : لا قال : لابأس بقبل الأَفْعَوْ ولا برمْي الحْدَوْ فما نسيتُ خلاف كلامه لكلامنا . أي هل أَقَبلَتْ إليك تريدك ؟ قلب ألف أفعى واو هذه لغةُ لأهل الحجاز إذا وفقوا على الألف يقولون : هذه حُبْلَوْ ولقيت سُعْدَوْ ; ومنهم من يقلبها ياء فيقول : حُبْلى وسُعْدى وأما الحْدأ فإنه لما وقف عليه فُسكنِّتَ همزتة خففها تخفيف همزة رأس وكأس ثم عاملها معاملة الألف في أفْعى . في قصة حنين : خرجوا بدُرَيْد بن الصِّمَّة يَتَهَنْسُونَ به وروي يَتَبَيَهْسُونَ به فقال : بأيِّ وادٍ أنتم ؟ قالو : بأوطاس قال : نعم مجال الخَيْل لاَحْزنٌ ضرس ولا سَهْلٌ دهس مالي اسْمَع بكاء الصغير ورغاء البعير ونهاق الحمير ويعار الشاء ؟ قيل : ساق مالك بن عوف مع الناس الظُّعن والأموال . فقال ماهذا يامالك ؟ قال : ياأبا قرّة ; أردتُ أن أحْفِظ الناس وأن يقاتِلوا عن أهَليهم وأمْوَالهم ; فأنقض به وقال : رُوَيعي ضَأْنِ والله ماله وللحرب وهل يردّ المنهزم شئ ؟ وقال أنت محلُّ بقومك وفاضحٌ من عوْرتك . لوتركت الظّعن في بلادها والنّعم في مراتعها ثم لقيت القوم بالرجِّال على متون الَخيْل والرجالة بين أضعاف الخيل أو متقدمة دَرِيَّة أمام الخيل كان الرَّأْيُ ثم قال : هذا يوم لم أشهدْه ولم أغب عنه ثم أنشأ يقول : ... ياليتني فيها جَذْعْ ... لأخُبٌّ فيها وأضَعْ ... اقُودُ وَطْفَاء الزِّمع ... كأنها شاةُ صَدَعْ ...
بهنس
البهنس التَّبَهْنسُ والتَّبَيهْسُ : مشية البَيهْسِ وهو الأسد ومشية تبختُر والنون والياء

زائدتان بدليل تصريفيّ وقيل اشتقاق البَيِهْس من البَهْسٍ وهو الجرأة والمعنى : يمشون به على تؤدة كمش المتبختر وقيل : إنما يَتَهَبَّون به وهو من قولهم : لضعيف البصر مُتَهّبٍ لايدري أين يطأ مأخذه من الهَبْوة . وروي " يقاد به في شجار " ; وهو مركب للنساء . ضرس : خشن . دهس : ليّن . أُحفْظِ : من الحفيظة وهي الغضب : أي أذمْرهم للحرب . أنَقْض به : نقر بلسانه في فيه كما يزجي الحمار والشاة ; فعلها اسْتِجْهالاً له . محُلٌّ بقومك : مخُرْج لهم من الامن كمن يخرج من الحرم أو من الأشهر الحرُم أو من حرمة هو فيها أو مُنْزل بهم بليَّة فحذف المفعول . الدّريَّة بغير يَسْتِتر به الصائد عند رمي الوحش من رداه : إذا ختلة وهي الدَّريئة أيضا بالهمز من الدَّرْء وهو الدَّفع لأنه يَدْرأ دراء درْءًا حتى يقرب من الرمية أي يجعل الرحالة ستر دون الخيل . الوضع : سير حثيث يقال : أوضع الراكب البعير ووضع البعيُر . الوَطْفَاء من الوطف : وهو كثرة الشعر . الزَّمع : زوائد من وراء الظَّلفْ . الصدَّعَ : الخفيف . عمر رضي الله عنه رفع إليه غلام ابتهر جارية في شعره فقال : انظروا إليه فلم يُوَجْد أنْبَتَ فدرأ عنه الحدَّ
الابتهار الأبتهار : أن يقول : فجْرتُ ولم يفجر من الشيء الباهر وهو الظاهر . الابتهار والابتيار : أن يقول وقد فعل ; من البؤرة وهي الحفرة قال الكُميت : ... قَبِيحٌ بمْثِلىَ نعَتُ اْلفَتَا ... ة إمَّا ابتهارً وإمّا ابتيارا ...
ونه حديث العوَّام بن حَوْشب رضي الله عنه : الابتهار بالذَّنْب أعظم من ركوبه لأن فيه تبجّحا بالذنب ولا يتُبجّح به إلا مع استحسانه واستحسانُ ماقضى الإسلام بقُبحه يضرب إلى الكفر

عبدالرحمن رضي الله تعالى عنه رأى رجلًا يَحْلفُ عند المقَام فقال : ارى الناس قد بَهَئُوا بهذا المقام
بهأ : أي أنسُوا به حتى قَلَّت هَيْبته في صُدُورهم فلم يهابوا الحلف على الشئ الحقير عنده . ومنه حديث ميمون بن مهران رحمة الله : إنه كتب إلى يونس بن عبيد : عليك بكتاب الله ; فإن الناس قد بهئوا به واستخفُّوا واستحبّوا أعليه الأحاديث أحاديث الرجال . ابن عباس رضي الله تعالى عنهما من شاء باهَلْتهُ أن الله لم يذكر في كتابه جَدّاً وإنماّ هو أب
البهلة : المبُاهَلَة : مفاعلة من البَهُلْةَ وهي الَّلعنْة ومأخذها من الإبهال وهو الإهمال والتَّخْلية ; لأن اللعن والطّرد والإهمال من وادٍ واحد ومعنى المباهلة أن يجتمعو إذا اختلفوا فيقولو بَهُلْة : بَهُلْة الله على الظَّالم منا . عمرو رضي الله عنه إن ابن الصَّعْبة ترك مائة بُهار في كلِّ بُهار ثلاثةُ قناطير ذهب وفضة
البهار : البُهار : ثلاثمائة رطل وهو مايحمل على البعير بلغة أهل الشام قال بريق الهذلي : ... بُمرْتجزٍ كأن على ذُرَاهُ ... ركاب الشَّأمْ يحَمْلَنْ البهارا ...
ابن الصعبة : طلحة بن عبيد الله أضافه إلى أمه وهي الصَّعبة بنت الَحْضَرميّ وكانت قبل عبيدالله تحت أبي سفيان بن حرب فلما طلقها تبعتها نفسُه قفال : ... فإني وصَعبة فيما ترى ... بعيدانٍ والوُدُّ وُدُّ قريب ... فأن لايكن نسُب ثاقبٌ ... فعند الفتاة جمالٌ وطيبُ ...
وإنمأ أضافة إليها غضاً منه ; لأنها لم تكن في ثقابة نسب . الحجاج كان أبو المليح على الأُبُلةّ فأتى بُلؤْلُؤْ بَهْرجٍ فكتب فيه إلى الحجاج فكتب فيه أن يخمس وروى نَبَهْرَج

بهرج وهما الباطل الرديء وبَهْرجَ السلطان دمه : إذا أَهْدره وهي كلمة فارسية قد استعملها العرب وتصرفوا فيها قال : ... محارمُ الَّليل له بهرج ...
وفي الحديث - وتنقل الإعراب بأبْهائها إلى ذي اُلْخَلصُةَ
بهو جمع بَهْو وهو بيتٌ من بُيُوت الأعراب يكون أمام البيوت ذو الخلصة : بيت فيه صنم كان يقال له : الخلصة لدوس وخَثْعَم وبجيلة وقيل : هو الكعبة اليمانية . أبْهر القوم في عز . بهلة الله في خف . قطعت أَبْهري في أك بَهْر جتنىفي ضب . وعَلاَه البهاء في بر . تبهر في تب . أبهارّ الليل في هج . البهيم في زخ . المبهمات في ذم . فبها ونعمت في نع . أنابها في خص . هذه البهائم في أب . الباء مع الياء النبي صلى الله عليه وآله وسلم نحن الآخرون السابقون يوم القيامة بَيْدَ أنهم أو توا الكتاب من قَبْلنِا وأُوتيناه من بعدهم . قيل معناه : غير أنهم وأنشد :
بيد ... عَمْداً فَعَلْتُ ذاك بَيْد أَنِّي ... إدخالُ إن هَلَكْتُ لَمْ تَرنِّي ...
وفي حديثه : أنا أفصُح العرب بيد أني من قُريش ونشأت في بني سعد ابن بكر وروى : " مَيْدأني " . لاتقوم الساعة حتى يظهر الموت الأبيض قالوا : يارسول الله ; وما الموت الابيض ؟ قال : موت الفجاءة

البياض معنى البياض فيه خلوُّة عما يُحدثه من لاُيغافص ; من توبه واستغفار وقضاء حقُوق لازمة وغير ذلك من قولهم : بيَّضتْ الإناء إذا فرَّغته وهو من الاضداد . عليكم بالْحجَامة لايَتَبَيغُ بأحِّدكم الدَّم فَيقْتَلُه
البيغ قيل : هو قَلبْ يتبغىَّ من البَغْي . وعن ابن الأعرابي : تبَّيغ الدم وتَبوّغ : ثار وهو من البَوْغاء وهو التراب إذا ثار . لايخْطُبُ أحَدُكم على خطْبة أخيه لا يِبَعْ على بيع أخيه
البيع البيع ها هنا : الاشْتَراء قال طرفة : ... ويَأْتِيك بالأَخْبارِ من لم تَبعْ لهُ بتاتا ولم تَضْربُ لهُ وَقْتَ موْعد ...
ألا إن التبين من الله والعجلة من الشيطان ; فَتَبيَّنوُا
التبين هو التثبّت والتأني . قال لامرأة وذكرت زوجها أهو الذي في عَيْنَيْة بياض ؟ فقالت : لا . ذهب إلى البياض الذي حول الحدقة وظنته المرأة الكوكب في العين . قال لأبي ذر رضي الله عنه : كيف تصنع إذا مات الناس حتى يكون البيت بالوصيف ؟
البيت أراد بالبيت القبر وأن مواضع القبور تضيق لكثرة الموتى حتى يُبتْاَع القبر بالوصيف . كان لا يُبَيِّتُ مالاَ ولا يَقِّيلُة . يعني أن مال الصَّدقة إذا وافاه مساء أو صباحاً لم يلّبثه إلى الليل او إلى القائلة ; بل كان يعّجل قِسْمتَه

عائشة رضي الله عنها تزوَّجني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على بيت قيمته خمسون درهما وروى : " على بَتٍّ " . البيتّ : فرش البيت وهو معروف عندهم . يقولون ك تزوَّج فلان امرأة على بيْتٍ . البتّ : الكساء وقيل ك الطيلسان من خَزٍّ . بيعا في خب . بياح في مك . البَيَاض أكثر في رس . يبين في فد . بَيْسان في زو . بَيْص في حي . بِيعة في سق . والأبْيضَ في حم بَيتْك في فض . بَيْن إحدى ثلاث في خب . آخر كتاب الباء والله الحمد والمنة

حرف التاء التاء مع الهمزة النبي صلى الله عليه وآله وسلم أتاهُ رجل عليه شارة وثياب ن فأَتْأَرَه بصره . وجاءه رجل أخر فيه بذاذة تَعْلوُ عنه العينُ فقال : هذا خير من طلاع الأرض ذَهباً ; إن هذا لايُريد أن يظلم الناس شيئاً
الإْتآر الإتْآر : إْتباع النَّظَر بحدّه قال : ... أْتأرتُهُمْ بُصَرَى والآلُ يَرْفُعُهمْ ... حتى اسْمَدَرَّ بطرْف العين إتْآرِى ... تعلو عنه : أي تنبو عنه وتَقْتحَمُه . طلاعُ الأرض : ما يملؤها حتى يَطْلع ويسيل . ومنه قَوْسٌ طلاع الكف . قال يصف قوسا : كَتُومٌ طلاع اُلْكفِّ لادُون مَلْئِها ... ولا عَجْسُها عن موضع الْكفِّ افضْلا ...
هذا خير : إشارة إلى شأن الرجل حاله . ذهبا : نصب على التمييز الفرس التّئق في سو . التاء مع الباء النبي صلى الله عليه وآله وسلم إن الرجل يتكلمَّ بالكلمة يُتَبِّنُ فيها يهَوْي بها في النَّار
التبانة تبَّن : دقَّق النظر من التَّبانَة وهي الفطْنة والمراد التعمق والأغماض في الجدل وأداء ذلك إلى التكلم بما ليس بحق . ومنه حديث سالم رحمه الله : كنا نقول في الحامل المتوفى عنها زوجها : إنه ينفق

عليها من جميع المال حتى تَبَّنْتُمْ ما تَبَّنْتمُ ودقّقتم النظر حتى قْلتُم غير ذلك . إن مريم ابنة عمران سألت ربَّها أن يُطْعمها مما لادم فيه فأطْعمها الجراد . فقالت اللهم أَعِشْه بغير رضاع وتابِعْ بينه بغير شياع
تبع أي اجعله يتبع بعضه بعضا من غير أن يشايَع به مشايعة الراعي بالنعم وهي دعاؤه بها فتجتمع قال جرير : ... فَأَلقْ اسْتَكَ الهْلبَاء فوق قعُودها ... وشايعْ بها واضْمُمْ إليك التَّوَاليِا ...
قال له قيسُ بن عاصم المنقري : يارسول الله ما المالُ الذي ليس فيه تبعةٌ من طالب اولا من ضيف ؟ فقال : نعم المال الأربعون والكُثْر الستون وَوَيْلُ لأصحاب المئين إلا من أعطى الكريمة ومنح الغزيرة وذبح السمينة ; فأَكَلَ وأَطْعَمَ القانع والمعتَّر . وقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم : كيف تَصْنعَ في الطَّروُقَة ؟ قال له : يغدو الناسُ بحبالهم فلا يوُزَعُ رجل عن جمل يَخْطَمه . وقال له : كيف تصنع في الإْفقَار ؟ فقال : إني لأُفْقرُ البكر الضَّرع والنَّابَ المدبرة وقال له : كيف أنْت عند القرى ؟ قال : ألصْق والله يارسول الله بالناب الفانية والضرَّع
التبعة التَّبعة : مايتبع المال من الحقوق . الكُثْر : الكثير . منح : من المنحة وهي الناقة أو الشاة تعار للبنها ثم تستردّ . القَانع : السائل ومصدره القُنوع . المعتر : الذي يتعرض ولا يُفْصح بالسَّؤَالِ . في الطُّرُوقة ; أي في صاحب الطّروقة إذا استَطْرَقك فحلا . لا يوْزَع : لا يمنع أراد أنه يطرق الفحول كل من أراد من غير مضايقة في ذلك

الإْفَقار : إعارةُ البعير للركون أو الحمل والمعنى التمكين من فقارة . الضَّرع : الصغير الضعيف الإلصاق بالناب : عَرْقبتها والمعنى إلصْاقُ السيف بساقها قال الراعي : ... فقلت له ألصق بأيبس ساقها ... فإن يُجْبَر العُرْقُوبُ لا يَرْقَأ النسَّا ...
الذهب بالذهب تبْرها وعَيْنها والفضة بالفضة تِبْرها وعَيْنها والتِّبْر بالتِّبْر مُدْى بُمدْى
تبر التبرِّ جوهر الذهب والفضة غير مطبوع من التبَّار فإذا طُبِع وضُرب دنانير ودراهم فهو عين من عين الشئ وهو خالِصة . المدُىْ : مكْيال لأهل الشام يسع خمسة عشر مَكُّوكا والَمكُّوك : صاع ونصف . الذهب مؤنثه يقال ذهب حمراء وروى الفَّراء تذكيرها . عليّ عليه السلام استخرج رجلُ مَعدْنِا فاشتراه منه أبو الحارث الأزْدِيّ بمائة شاة مُتْبِع فأتى أمّه فأخبرها فقالت : يابني ; إن المائة ثلاثمائة ; أمَّهاتُها مائة واولأدها مائة وكفُأتها معائة . فاستقاله فأبى فأخذه فأَذَابه فاستخرج منه ثمن الف شاة فقال له البائع : لآتينّ بك عليا عليه السلام فأتى عليا عليه السلام فأخبره فقال له على عليه السلام : ماأرى الخمس إلا عليك يعني خمس المائة . المتُبْع : التي يتبعها ولدها . الكُفْأة في نتاج الإبل : أن تجعلها نصفين وتراوح بينها في الإضراب ليكون أقوى لها وأحرى أن لا تخلف . قال ذو الرُّمة : ... ترى كُفْأتَيْها تُنْقضان ولم يَجدْ ... لها ثيل سَقْب في النِّتاجَيْن لامِسُ ...
وإنما سٌمِّيت كفأة ; لآنها جعل الإبل فرقتين متكافئتين ولا كفأة للغنم

ولكنها ارادت نتاجها الذي لايخلف ولايرٌتاْب فيه أن تُفّذ : وهو أن تلد كل واحدة واحدا ; لأنهن قد يتُئْمِنْ وفي ذلك ريب فسَّمته كفأة لذلك . الأثى والأثو : السِّعاية وعِّداه على تأويل أخبر وأعلم كأنه قال : لآخبرن بشأنك عليا أو بحذف الجار وإيصال الفعل . عّمار رضي الله عنه صلى في تُبَّانٍ وقال : إني ممثون
تبن التُّبَّان : سراويل الَملاَّحين وقد تَّبنه : إذا البْسَه إياه الممثون : الذي يشتكي مثنته . زيد بن ثابت رضي الله تعالى عنه جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم رجلُ فسأله فقال : ماعندنا شيء ولكن أتبع علينا
تبع يقال : أتبعتُ فلانا على فُلان : أى أجَلْتُه . ومنه الحديث : إذا أتبع أحدُكم على ملىء فْيَتّبِعْ . إذا أحيل فلْيَحْتَلْ . أبو واقد رضي الله تعالى عنه - تابعنا الأعمال فلم نجد أبلغ في طلب الآخرة من الزُّهد في الدنيا . أي مارَسْنا وأحْكمنا معرفتها من قولهم : تابع الباري القْوس : إذا أحكم بَرْيها فأعطى كلَّ عضو منها حقه . وتابع الراَّعي الإبل : إذا أنعم تسمينها وأتَقْنَه وكل بليغ في الآتِّساق والإحكام مٌتَتَابع . ومعناه أنه أشبه بعضه بعضا وتبعه في الإحكام ; فليس فيه موضعٌ غير مُحْكم
تبن ابن عبدالعزيز رحمه الله تعالى كان يلْبَسُ رداءَ مُتَبنَّا بزَعْفَرانٍ . هو المصبوغ على لون الَّتيِنْ . وأشرب التِّبْن فى قو

التاء مع الجيم ابو ذر رضي الله عنه كنا نتحدث أن التاجر فاجر
تجر هو الخمار . قال ابنُ يَعْفرُ : ... ولقد أرَوُح إلى التِّجار مُرَجَّلاً ... مذلا بمالي لَيِّناً أجيادي ...
وقيل : هو كل تاحر ; لما في التِّجارة في الأغلب من الكذب والتَّدليس وقله التَّحاشي عن الرَبا وغير ذلك . التاء مع الحاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم لاتقوم الساعة حتى يظهر الفُحْش والبُخْل ويخون الأمين ويُؤْتمنَ الخائن وتَهْلِك الوُعُولُ وتظهر التُّحُوُتُ . قالوا : يارسول الله ; وما الوُعُول ؟ وما التُّحوت ؟ قال : الوعول : وجوه الناس وأشرافهم . والتَّحُوت : الذين كانوا تحت أقدام الناس لايُعْلم بهم
تحت شبه الأشراف بالوُعول لارتفاع مساكنها . وجعل " تحت " الذي هو ظرف نقيض " فوق " اسما ; فأدخل عليه لام التعريف ; ومثله قول العرب لمن يقول ابتداء : عندي كذا : أوَ لَكَ عِنْد ؟ ومنه حديث أبي هريرة رضي الله عنه : إنه ذكر اشراط الساعة فقال : وإن منها أن تَعْلوُ التُّحوتُ الوعول ؟ . فقيل : ما التُّحوت ؟ قال : بيوتُ القانصة يرفعون فوق صالحيهم . كأنه ضرب بيوتُ القانصة وهي قتر الصيادين مثلا للأرذال والأدنياء ; لأَنّها أرذل البيوت تحفه الكبير في حب

النبي صلى الله عليه وآله وسلم مَلعونُ منْ غيَّر تُخُومَ الأَرْض روى تخوم
تخم التُّخوم بوزن هبوط وعروض : حدُّ الأرض وهي مؤنثة . قال : ... يابنيَّ التُّخُومَ لا تظلموها ... إن ظُلْمِ التُّخُوم ذو عَقَّال ...
والتَّخوم جمع لا واجد له كالقَتُود وقيل ك واجدها تخَمْ وقيل : وهذه الأرض تتاخم أرض كذا : أي تحادّها ; والمعنى تغيير حدود الحرم التي حدهَّا إبراهيم على نبينا و
E وقيل : هو عام في كل حدّ ليس لأحدٍ أن يزوي من حدِّ غيره شيئا . وفي حديثة الآخرة : من ظلم جاره شْبِراً من الأرض طُوِّقه يوم القيامة من سبْع أَرضَيِن . التاء مع الراء النبي صلى الله عليه وآله وسلم إن منْبِري هذا على تُرْعٍة من ترع الجنّة وروى من تُرَع الحوْض
ترع قيل : هي الروّضة على مرتفع من الأرض وذلك أنق لها وأخشن ولهذا قالوا : ترع رياض الحَزْن . وفسِّرت بالباب والدرَّجة ومَفْتح الماء ; والأصل في هذا البناء التَّرع : وهو الأسراع والنَّزوْ إلى الشرّ وفلان يتتَّرع إلينا أي يتسرّع ويتنزَّى إلى شرِّنا ثم قيل كوز ترع وجَفْنَة مُتْرعه ; لن الإناء إذا امتلأ سارع إلى السَّيَلان ثم قيل لمفتح الماء إلى الحوض : تُرْعه ; لأنه منها يٌترع أى يمُلأ وشبه به الباب لأنه مفتح الدار فقيل له : تُرْعة ; وأما التُّرْعة بمعنى الروضه على المرتفع والدرجة فمن النَّزْو ; لأن فيه معنى الارتفاع ومنه قيل للأكمة المرتفعة على ما حولها : نازية . والمعنى أن من عمل بما أخطب به دخل الجنة

عليّ عليه السلام لئن وُلَّيت بني أمية لأنقضَّهُم نفض القصاب التِّراب والوَذمة
ترب التراب : جمع ترب تخفيف ترب . الوذَمة : المنقطعة الأْوذَام وهي المعاليق من قولهم : وذمت الدلّو فهي وذمة إذا انقطعت وذامها وهي سُيوُر العراقي ; والمعنى كما ينقض اللحوم أو البطون التي تعفرَّت بسقوطها على الأرْض لانقْطاعِ معاليقها . وقيل : هذا من غلط النَّقَلة وإنه مقلوب والصواب الوذَام التَّربه وفسرت الوِذام بأنها جمع وذمه وهي الحزَّة من الكرش أو الكبد والكرش نفسها ; والوجْه ماذكرت . مجاهد رحمه الله تعالى لاتقوم السِّاعةُ حتى يكثر التُّرازُ
ترز قيل : هو موت الفُجَاءة وتَرزَ يَتْرُز تَرّزاً . قال ابن دريد : الترز : اليُبسْ ثم كثرُ حتى سمّوا الميت تارزا قال الشماخ : ... كأنَّ الذي يرمْي من الْوَحْش تارزٌ ...
وقيل : أصله أن تأكل الغُنم حشيشا فيه الندى فيقطّع بطونها فتموت يقال : تَرِزَت الغنم ونفضت : أصابها التُّراَز والنُّفاصَ وفي الحديث : لو وُزِنَ رجاء المُؤْمِن وخَوْفهُ بميزان تريص مازاد أحدهما على الآخر ... . ترص هو المُحْكم العدل الذي لايحيف وقد ترص تراصة قال : فَشُدَّ يَدَيْكَ بالعَقْدِ التّريصِ ...
تارّة في لح . تربتْ يداك في وس . تركته في نف ترائك في شر

التاء مع العين أبو هريرة رضي الله عنه تَعِس عبدُالدّينارِ والدِّرْهم الذي إن أٌعطْى مدح وضَبَحَ وإن مُنع قَّبحَ وكَلحَ تعيس
تعس تعس فلا انتعش وشيِكَ فلا انْتقش . تعس تعساً فهو تاعس : إذا انحطَّ وعثر وقد روى تعس فهو تعس وليس بذاك . ضَبَحَ : من ضُباحَ الثَّعْلب وهو صياحُه . شبهَّ صوته في مخاصمته دون مُجادلته عنه بالضُّباح . وهو كقولهم : فلان كْلبُ ينبح وديك يَضْبحّ . قَبَّح أو قَبحَ له وجْهَه بمعنى قَبحَّه . وكلح : عبس . شيك من قولهم : شاكه الشَّوْك إذا دخل في رجْله والانتقاش : استخراجه . وقال تعار في صب . التاء مع الغين الزّهري رحمه الله مضت السُّنةَّ أنه لايجوزُ شهادةُ خَصْم ولاظنين ولاذِي تَغِبة في دِينه
تغب هي الفساد وقد تَغبِ تغبا فهو تغب وروي : " ذي تَغَّبة " وقيل هي العَيبْ والفساد ولاتخلو من أن تكون " تفَعْلة " من غَبَّب الذي هو مبالغة في معنى غبَّ الشيءُ : إذا فسد وتغّير أو من غَّبب في الحاجه إذا لم يُبالغ فيها وفي ذلك فسادُها أو من غبَّب الذِّئْب والغنم : إذا عاث فيها وعضَّض أغبابها . التاء مع الفاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم لاتَمْنَعوُا إماء الله مساجد الله وليخرُجَّن إذا خرجن تفلات
تفل التَّفَل : ألّا يتطَّيب فيوجد منه رائحهُ كريهة ; من تفل الشئ من فيه : إذا رمى به مُتَكِّرهاً . قال ذو الرٌّمة : ... متى يحس منه ذائقُ القوم يَتْفَل

وميله قوله صلى لله عليه وآله وسلم : إذا شهدتْ إحداكنّ العشاء فلا تَمَّسنَّ طِيباً . قال رافع بن خديج رضي الله عنه في النَّصلْ الذي في لَبسَّته : إن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم وسلخ مسحه بيده وتفل عليه فلم يَصْرِ وبقي في طمّ غير أنه منتبر في رأس اَلْحْول . أي بزق عليه . لم َيْصر ; أي لم يجمع المدة من صَرىَ الماء . الانتبار : التورم . أبن مسعود رضي الله تعالى عنه ذكر القرآن فقال : لاَيْتفَهُ ولايَتَشَانّ
تفه هو من تفه الطعام إذا سنخ وتفه الطيب : إذا ذهبت رائحتُه بمروُر الأزمنة . والتشانّ : الإخلاق من من الشنّ وهو الجْلِدْ اليابس البالي ; أي هو حُلوْ طيب لاتذهب طلاوته ويبلى رَوْنقه وطراوته بَتْرديدِ القرءاة كالشعر وغيره . ومنه قول عليّ عليه السلام : لاتخْلق بكَثْرَة الردّ . ويجوز أن يكون من تفه الثوب إذا بلى . ولايتشانّ تأْكيداً له ويجوز أن يكون من تفه الشيء : إذا قلَّ وحقر ; أي هو معظَّم في القلوب أبداً . وقيل : معنى التشان الامتزاج بالباطل من الشُّنَانَة وهي اللّبن المذيق . الرجل التّافه في رب . تُتْفِلُ الريّح في جف . التَّفث في عم . التاء مع القاف التَّقْدَة في جل . التاء مع اللام النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم إن الملك يَأتى العبد إذا وضُع في قَبْره فإن كان كافراً أَوْ منافقا قال له : ما تقولُ في هذا الرجل ؟ يعني محمدا صلى الله تعالى عليه وآله وسلم : فيقول : لاأدري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته فيقول : لادَرَيْتَ ولاتليت

تلو أي ولااتبَّعْتَ الناس بأن تقول شيئا يقولونه . ويجوز أن يكون من قولهم : تلا فلان
تلو تلْوِ غير عاقل إذا عمل عمل الجهال أي لاعلمت ولاجهلت ; يعني هلَكْت فخرجت من القبيلين . وقيل : لاقرأت وقلب الواو ياء للازدواج وقيل : الصواب أَتَليْتَ . يدعو عليه بألاَ يُتلْىَ إبله ; وإتْلاَؤها : أن يكون لها أولاد تَتلْوُها وقيل : هو ائْتلَيت ْافَتعَلتْ من لا آلوُ كذا وإذا لم تَسْتطْعه . عن عائشه رضي الله عنها كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يبدو إلى هذه التِّلاعَ وإنه أراد البداوة مرة فأرسل إلى ناقةً محرمة
تلع التَّلاَع : مسايل الماء من الأعالي إلى الأسافل . بدا بداوة وبداوة : خرج إلى الصَّحراءِ . المحرمَّة : التي لم تذّلل ولم تُرْكب . ومنه أعرابي محُرَّم : إذا لم أهل الحضر وسوط محرَّم : لم تم دباغته . بينا أنا نائم أتُيِب بمفاتِيح خزائن الأرض فُتلّت في يدي
تل أي أُلقْيت ووضعت والمعنى مافتح الله لأُمتَّه من خزائن الملوك بَعْده ومنه حدثه صلى الله عليه وآله وسلم : إنه أتى بشراب فشرب منه وعن يمَينة غُلاَم وعن يساره الأَشْياخ فقال للغلام : أَتَأذْنني أن أُعْطي هؤلاء ؟ فقال : لاوالله يارسول الله لا أُوثر بنصيبي منك أحدا ; فتله في يده . ابن مسعود رضي الله تعالى عنه أتى بسكْران فقال : تَلْتلُوه ومزمْزوه . التَّلتْله من قولهم : مرّ فلانُ يتَلْتلِ فلانا إذا عنُف بَسَوْقه . وقيل : وهي التخييس والتذَّليل . المزْمزة : التَّحْريك

وهذا كقوله : بُهزَ بالأيدي وقيل : معناه حَرّكوه حتى يوجد منه ريح ماذا شرب . قال في سورة بني إسرائيلِ والكهف ومريم وطه والأنبياء : هنّ من العتاق الأول وهُنَّ من تلادى
تلد أي من قديم ما أخَذْتُ من القرآن شَّبهُهَّن بتلاد المال . وتاؤُه بدل من واو . ومعناه ماولد عندك . ومنه حديث عائشه رضي الله عنها : إن أخاها عبدالرحمن مات فرأتهْ في منامها وإنها أعتقت عنه تلاداً من أتلاده . أبو الدَّرداء رضي الله عنه أين أنت من يوم ليس من الأرض إلا عرْضُ ذراعين في طول أربع ! أتْقنوا عليك البنيان وتركوك لمتَلَكِّ
تل أي لَمصْرعَكِ . ابن عمر
Bهما سأله رجل عن عثمان فقال : أنشُدُك الله تعالى ! هل تعلم أنه فرَّ يوم أُحُد وغاب من بَدْر وعن بَيْعة الرّضوان ؟ فذكر عُذْرة في ذلك كلّه ثم قال : اذهبْ به تلان معك
تلان أراد الآن فخففَّه بألان وأسقطْ همزته وألقى حركتها على اللام كما يقال : الرْض في الأرض وزاد في أوله تاء قال الشاعر : ... نوِّلى قَبْل نأي داري جُمَانَا ... وصلينا كما زعمت تلانا

وقد زادها على " حين " من قال : ... العاطُفون تحين مامن عَاطِف ... والُسْمبغون يدا إذا ما أنَعموُا ...
فتلَّها إليه في خل . والتَّلوْة في ثغ . تليده في ول . التاء مع الميم سليمان بن يسار رضي الله عنه الجذع التامُّ التَّممُ يُجزيءُ في الصَّدقَه
تمر أراد بالتام : الذي استوفى الوقت الذي يسمى فيه جذعا كله وبلغ أن يسمى ثنيا . تمم وبالتَّمَم : التام الخَلقْ . ومثله في الصفات خلق عَمَمٌ وبطل وحسن . يُجْزىء ; أي يَقضْى في الأضْحيه . النخعى رحمه الله لم ير بالتِّتْمير بأسا . هو تَقْدير اللَّحم . وقيل هو أن تُقَطِّعه صغاراً على قدْر التّمر فتحفّفه . والمراد الرُّخْصه تمر للمُحْرمِ في تزودّه قديد الوحش ; فأَوْقع المصدر على المفعول كما يقال : الصيد بمعنى المصيد والخلْق بمعنى المَخْلوق . تَمَتْ في أص . فتتامَّت في قح . التاء مع النون النبي صلى الله عليه وآله وسلم أتاه رجل وعليه ثوب مُعَصْفَر فقال له : لوأنَّ ثوبك هذا كان في تَنُّوِر أَهْلِك أو تحت قِدْرِ أهْلك لكان خيراً لك فذهب الرجلُ فجعله في التّنور أو تحت القدْر ثم غدا على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال : ما فَعَل الثوبُ ؟ فقال : صنعتُ ما أمرتني به . فقال : ماكذا أمرتك ! افلا ألقيته على بعض نسائك ؟
تنور قال أبو حاتم : التَّنوُّر لي بعربي صحيح ولم تِعْرف له العرب اسما غيره فلذلك
تنور جاء في التنزيل ; لأنهم خثوطبوا بما عرفوا

وقال أبو الفتح الهْمدَانيّ : كان الاصْلُ في نَوّور فاجتمع واوان وضّمة وتشديد فاستثقْل ذلك فقلبوا عَيْن الفعل إلى فائه فصار ونوّر فَأبْدلوا من الواو تاء كقولهم : تَوْلج في ووَلْج . وذات التًّنانير : عَقَبُه بحذاء زُبالة . أراد : لو صرفت ثمنه إلى دقيق تختبزه أوْ حَطبٍ تطبخُ به كان خيرا لك والمعنى : إنه كرِه الثوب المعَصْفَر للرِّجال . عمر رضي الله عنه مر قومُ من الآنصار بحيّ من العرب فسألوهم القَرى فأبواْ فسألوهم الشراء فأبوا . فَتضَبَّطُوهم فأصابوا منهم فأتوا عُمَر فذكروا ذلك له ; فهمّ بالأعراب وقال : ابنُ السَّبيل أحَقّ بالماء من التَّانِىء عليه . هو المقيم . تنأ ابن سلام رضي الله عنه آمن ومن معه من يهود وتَنَخُوا في الإسلام . تنوخ أي أقاموا وثبتوا . ومنه تَنُوخ ; لأنها قبائل تحالفت فتنخت في مواضعها . ورُوى : " ونتَخوا " . وفسرِّ برسخوا . والأصل في يهود ومجوس أن يستعملا بغير لام التعريف ; لأنهما علمان خاصان لقومين كقبيلتين . قال : ... وَفّرتْ يَهوُدُ وأسْلمَتْ جِيرانها ... صَمِّى لماَ فَعلتْ يَهُودُ صَمام ...
وقال : أحار أُريك بَرْقاُ هَبَّ وَهنْا ... كنار مَجُوس تَسْتَعر اسْتعارا ...
وإنما جوّز تعريفهما باللام لأنه أجرى يهودي ويهود ومجوسّي ومجوس مجرى شعيرة وشعير وتمَرْة وتَمرْ . وتَنوُفة في عب . تَنوُّمه في أجرى

التاء مع الواو
النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم رأى على أسماء بنت يزيد سواريَنْ من ذهب وخواتيم من ذهب فقال : أتَعْجِز إحْداكُنَّ أن تَتَخَّذ حَلْقَتَيْن أو تُومَتَينْ من فضةّ ثم تُلَطِّخُهمُا بعبير أوْ وَرْس او زَعْفران ؟ التّوُمة : حبَّه تُصاغ على شكل الدّرُة وجمعا تُومٌ وتُوم كصُور وصُور
تومة في جمع صُوَرة . العبير : أنواع من الطيب تخْلط عن الأصمعىّ . الاسْتِجْمار توٌّ والطواف توُ وإذا اسْتَخْمَر أحدكم فلْيَستَجْمر بتّو . هو الوتر ; سبع جمرات وسبعة أشواط ومنه قولهم : سافر سفرا توا إذا لم يعرِّجْ
تو في طريقه على مكان . والتّوُ : اَلْحبْلُ المفتولُ طاقاً واحدا . ابن مسعود رضي الله عنه إن التَّماَئم والرُّقي والتوِّله من الشِّرْك . التِّولة : ضَرْبُ من السحر تُؤَخّذ بها المرأة زوجها وتحبب إليه نفسها وهي من
ثولة التُّولة والدُّولة وجاء فلان بتولاته ودُولاته . ومنه الحديث : إن اباجهل لَّما رأى الدَّبْرَة قال : إن الله قد أراد بُقريش التَّوَلَة والتاء مبدله من دال كما قال سيبوية في تاء تربوت وهي النَّاقَةُ المُرْتاضه : إنها بدل من دال مدرّب واشْتقاقُ الدُّولة من تَداوُلِ الايّامِ ظَاهرُ . تاج الوقار في يم . التُّويتَات في حو . ورَضْراضه التوُّم في حو
التاء مع الهاء
النبي صلى الله عليه وآله وسلم إنّ بلالاَ أَذنّ بَليْلٍ ن فأمره أن يرجع فينادى ألا إنّ الرجل تهم وروى تهن . النون فيه بدلُ من ميم كما حكى البنام في بَنَانْ وجاء قاتن بمعنى قاتم في شعر الطِّرمَّاح :

كَطْوفِ مٌتَلىِّ حَجَّةٍ بين غَبْغَبٍ وقُرَّة مُسْودٍ من النَّسْك قاتن ...
التهّمَ والتهّمَ : شْبِه سدر يصُيب من شدة الحر ورُكود الريح ومنه تهامة . والمعنى أنه أَشْكل عليه وقت الأذان وتحيَّر فيه فكأنه تهم ويجوز أن يشبهّ فرطُ نُعَاسه بذلك ; فيكون المعنى ملكه النُّعاس فلم يتفطن لمراعاة وقته مُتْهم في وض . كليل تهامة في غث
التاء مع الياء
النبي صلى الله عليه وآله وسلم مايحَمْلُكم على أن تَتَايَعوُا في الكذب كما يَتَتَابَعُ اْلفراشُ في النَّارِ ؟ التتابع التَّتابُع : التهافت في الشرّ والتسارُع إليه وتفاعل من تاع ; إذا عجل وحذْف إحدى التائين في " تتفاعل " جائز وفي تتايع كالواجب . ومنه حديث : إنه لما نَزْلت وَالذَّيِنَ يَرْمُون المُحْصَنَاتِ الآية . قال سعد ابن عُبادة : يارسول الله ; أرأيت إن رأى رجل مع إمرأته رجلا فقَتله أَتَقْتُلوُنَه ؟ وإن أخْبر بِما رأى جلد ثمانين ؟ أفلا يضربُه بالسيف ؟ فقال رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم : كفى بالسَّيِفْ شا اراد شاهداً فأَمسك وقال : لو لا أن يتتايع فيه الَغْيرانَ والسَّكْرانَ . حذف جواب لولا والمعنى لولا تَهَافُت هذين في القَتْل وفي الاحتجاج بشهادة السيف لتمَّمْتُ على جَعْله شاهدا ولحكَمْتُ بذلك . ومنه قول الحسن رضي الله عنه : إن عليّا عليه اسلام ارأد أمرا فَتَتَايَعَتْ عليه الآمور فلم يجد مَشْرَعاً . يعني في أَمْر الجْمَل

عمر رضي الله تعالى عنه رأى جارية مهزولةُ تطيش مرَّة وتقومُ أخرى فقال : ومن يعرف تَياَّ ؟ فقال له ابنُه عبدالله : هي والله إحدى بناتك . تياّ : تصغير " تا " في الإشارة إلى المؤنث كما قيل : " ذياَّ " في تصغير " ذا "
تيا والألف في آخرهما مزيدة مجعولة علامةً للتصغير كالضَّمة في صدر فُلَيْس وليست هي التي في آخر المكَّبر بدليل قولك : الَّلذَياَّ والَّلتَياَّ في تصغير الذي والتي وكذا المبُهْمَات كلهّا ; مخالفة بها ماليس بمُبْهمَ ومحافظةً على بنائها . وعن بعض السلف أنه أخذ تْبِنَةً من الأرض ثم قال : تَّيا من التوفيق خيٌر من كذا وكذا من العمل . التَّيعَة والتِّيمَة في اب . لأتيسنهّم في يم . تمّ اخر كتاب التاء ولله الحمد والمنه

حرف الثاء
الثاء مع الهمزة
النبي صلى الله عليه وآله وسلم استعمل عُبادة بن الصَّامت على الصدقة فقال : أتَّق الله يا أبا الوليد ألّا تأْتي يوم القيامة على رقبتك شَاةٌ لها ثُؤَاج . ثؤاج هو صوت النعجة . الا تأتي : فيه وجهان : أحدهما أن تكون لامزيدة . والآخر أن يكون أصله لئلا تأتي فحذف اللام . على رقبتك : ظرف وقع حالا من الضمير في تأتى تقديره : مستعلية رقبتك شاة ونظيره : ... " فَجاءُونا لهم سُكُرٌ عَلَينْا " ...
عمر رضي الله عنه قال في عام الرَّمادة : لقد همُت أن أجعل مع كلِّ أهل بيت من المسلمين مثلهم فإن ألإْنسان لايَهْلك على نصف شبعه . فقال رجل : لو فعلت ذلك يا أمير المؤمنين ما كنت فيها بابْنَ ثَأْدَاء
ثأد وروى : إن رجلا قال له عام الرمادة : لقد أنكْشَفَتْ وما كنت فيها ابن ثَأْداء ! فقال : ذلك لو أنفقت عليهم من مال الخطّاب ! الثّأْدَاء : الأمة سُميِّت بذلك لفسادها لُؤْماً ومهانة من قولهم : ثئد المبرك على البعير : إذا ابتل وفسد حتى لم يستقر عليه . وفي كلامهم : أقمتُ فلاناً على الثّأْداَء إذا اقلقته وبعضات ذلك تسميتهم إياها ثَأطاء من الثّأْطَة

وأما الدَّأْثاء فهي من دُئث فلان بالإعياء حتى كسل وأَعْيا : أي أثقل لانها لاتْخُلو من ذلك في اكثر أوقاتها وقد روى حركة الهمزة في قوله :
وما كُنّا بَني ثَأَداءَ لما شفينا بالأَسَنَّةِ كل وَتْر ...
وقد استثقل سيبوبة هذا البناء ولم يذكر إلا قرماء و جنفاء في اسمى موضعين . والمعنى : إنك عملت على شاكلة الأحرار الكرام في تفقد المسلمين ومواساتهم والقيام بما يُصلحهم وينعشهم . وثَأْط في حم . فرأب الثَّأْى في سح فيوتَر ثأركُم في حب
الثاء مع الباء
النبُّي صلى الله عليه وآله وسلم أَخْيَارُ أُمْتي أولها وآخرها وبين ذلك ثَبَجٌ أَعْوج ليس منك ولست منه . أي وَسَطاً يقال : ضرب ثبجة بالسيف ومضى بثبج من الليل : إذا مضى قريبْ يبج من نصفه . معنى قولهم : هو منىِّ هو بَعْضى . والغرض الدلالةُ على شدة الاتصال وتمازوج الهواء واتحاد المذاهب ومنه قوله تعالى : فَمَنْ تَبِعَنِي فإنّه مُنّي . وقوله : ليس منك ولست منه نفيٌ لهذه البعضية من الجانبين . عمر
Bه إذا مر أحدُكم بحائط فليَأكُلْ منه ولايتخذ ثبانا ورى : خُبْنَة . الثِّبان : ماتَحم ل فيه الشئ بين يديك من وعاء . وقيل : هي جمع ثُبْنه وهي
ثبان الحْجْزَة تتخذها في إزِارك تجعل فيها الجنى وغيره . والخْبنة : مثلها يقال : ثبُن الثوب وخبنة وكبنة . عبادة رضي الله عنه يوُشك أن يُرى الرَّجُل منْ ثبج المسلمين قرأ القرآن

على لسانِ محمدٍ فأعاده وأبْدأه لايَحُوُر فيكم إلا كما يَحَورُ صاحبُ الحمار الميّت . ثبج من أوساطهم وخيارهم . على لسان محمد أي على لغته وكما كان يقرؤه بلا لحن ولاتحريف . لايَحُور : لايرجع ; أي لايصير حاله عندكم في كساد ما يتلُوه من كتاب الله إلا كحال من يعْرِض حمارا ميِّتا فلا يعَنّ له من يشتريه منه . أبو موسى الاشعري رضي الله عنه قال لأنس بن مالك : ما ثبر النَّاس ؟ ما بطأ بهم ؟ فقال أنس : الدّنيا وشهواتها . أي ماصدَّهم وقطعهم عن طاعة الله ؟ ومنه : ثبرة الله ثبرا وُثبُورا إذا أهلكه وقطع دابره . د ثبر وثبر البحر : جزر والأصل فيه الثبْرة وهي تراب شبيه بالنُّورَة يكون بين ظْهَرى الأرض إذلا بلغه عِرْقُ النخلة وقف ولم يسْر فيه فضعفت بَّطأ : على ضربين : يكون تعديته لمعنى بطُؤ ومبالغة فيه فيقال : بطؤ وبَطَّأ به وبَطَّأ عن الأمر والطاعة : إذا بالغ ثم يعدى بالباء فيقال : بطأت به ومنه قوله تعالى : وإنَّ مِنكم لمَنْ لَيُبطِّئَنَّ الآية معاوية رضي الله عنه قال أبو بُرْدَة : دخلت عليه حين أَصابَته قَرْحة فقال : هلمَّ يابْن أخي فانْظُر . فتحوَّلْتُ فإذا هي قد ثَبَرتْ ; فقلت : ليس عليك ياأمير المؤمنين بأْس . أي انْفَتَحتْ ونضَجِت وسالت مدتها ; لأن عاديتها تذهب وتنقطع عند ذلك وهذا من باب فعلته ففعل ; يقال : ثَبَرة ; الله مَثَبِر أي هلك وانقطع . فتحَّولْتُ : أي نهضت من مكاني إليه . حَكيم رضي الله عنه دخلت أمّه الكَعْبة وهي حامل فأَدْرَكها المخاض

فولدت حَكِيماً في الكعبة فحمل في نطع وأُخذ ماتحت مثبرها فغُسل عند حوض زَمْزَم وأُخذت ثيابها التي ولدت فيها فجعلت لقىً . المثْبِر : حيث يسقط الولد وينفصل عن أمه وحقيقته : موضع الثَّبْر وهو القطْع والفصل ومنه قيل : مَثْبِر الجَزوُر لمجزرها . الَّلقى : الُملقْى وكان من عادة أهله الجاهلية إلقاء ثيابهم إذا حجّوا يقولون : هذه ثياب قَارَفنْا فيها الآثام ن فلا نعود فيها ويسمونها الألقاء . عائشة رضي الله عنها استأذنت سودة رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ليلة المُزْدَلفة أن تدْفع قبله وقبل حَطْمةَ الناس وكانت أمرأةَ ثَبَطةَ ; الثبط فأذن لها . والثَّبِط : التَّثّبط كالفقير من الافتقار والقياس في فعلهما ثَبِط وفَقُر . أثيْبِج في رص و صه . الثبَّجة في اب . فاضربوا ثَبَجَةُ في زن
الثاء مع الجيم
ابن عباس رضي الله عنهما ذكره الحسن فقال : كان أول من عرف بالبصرة صعد المنبر فقرأ البقرة وآل عمران ففسرهما حرفا حرفا وكان مَثِجّا يسيل غَرْبا هو مِفْعَل من الثّجِّ : وهو السيل والصب الغزير . شبه فصاحته وغزارة منظقة
ثج بماء يثج ثجُّا ومثله قولهم : مَثجُّ للفرس الكثير الجرْى وهذا لبناء الآلات فاستعمل فيمن يكثر منه الفعل كأنه آلة لذلك . ومنه رجل محِرْب ومدْره ومصقع ; وفرس مكَرّ مفرّ . الغَرْب : ما سال بحدّة وأتِّصَالٍ بغير انقطاع . قال لبيد : ... غرْبُ المَصَبَّة محمودٌ مصارعهٌ ... لاهِي النَّهاَر بسير الّليْلِ محُتْقَر

ومنه : قيل للدَّمع الكائن بهذه الصفة ولعْرِق العَيْن الذي لايْرقأ : غَرْب . حلب به ثَجّا ولم تعبه ثُجْله في بر . بَثَجِيجة في قح . لاتَثْجُرُوا في بس
الثاء مع الدال
النبث صلى الله عليه وآله وسلم قال في ذى الثُّدَّية المقتول بالنَّهْروان : إنه مُثْدوُن اليد وروى مُثَّدن مَوْدُون ومُودن ومُوتَن ومُخْدَج . ثدية الثُّديَّة : تصغير الثَّندْوُة بتقدير حذف الزائد الذي هو النون لانها من تركيب الثَّدىْ وانقلاب اليها فيها واوا لضَمَّة ما قبَلْهاَ ووزنها فنعلة ولم يضرّ لظُهور الاشتقاق ارتكابُ الوزْن الشاذ كما لم يضر في إنْقَحْل وروى : ذو اليديه المثْدُون والُمَثدّن : المُخْدجَ من قولهم : امرأة ثدنة ; أي منقوصة الخلْق . المَوْدوُن والمَوُدَن : من ودن الشيء وأوْدَنه إذا نقصه وصَّغره . ومنه : ودنه بالعصا : إذا ضربه وودن الأديمَ : لينة بالبل والمعاني مُتقاربة . والمُوتَن : من أيتنت المرأةُ إذا جاءت بولدها يَتْنا وقلبت الياء واوا لضمّ ماقبلها . وروى ابن الأنبارى : الوتن بمعنى اليتن . وأوْتنتٍ : أيْتنت
الثاءمع الراء
النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم مابعث الله نبيّاً بعد لوط إلاً في ثْروةٍ من قَوْمه
ثرو أي في كثرةٍ . يقال : ثرا المال يَثْروُ وثرا القوم يَثْروُن . قال ابن مُقْبل :

وثَرْوَةٍ من رجالٍ لو رأيتُهم ... لقُلْتَ إحْدىَ حَراجِ الَجرِّ منْ أُقر ...
وذلك لقول الله تعالى حكاية عن لوط : لَوْ أنّ لى بكِمْ قوةً أوْ آوى إلى رُكْنٍ شَدِيدٍ إذا زنتْ خادمُ أحدكم فَليَجْلدْها الحدَّ ولا يُثِّربْ ورَوى : ولايُعَيّرها وروى : ولايعنِّفها . ومعنى الثلاثة واحدة . الخادم : الجارية بغير تاء تأنيث ; لإجرائها مجرى الأسماء غير المأخوذه من الآفعال ومثلها : لحية وأمرأة عاتق دعا في بعض اسفارة بالأزْواد فلم يُؤْت إلا بالسِّويق فأمر به فُثّرى فاكل ثم قام إلى المغرب فتمضمض ثم صلى ولم يتوضأ . أي ندى من الثرى . ثرى ومنه قول سهل بن سعد رضي الله عنه : كنا نطحن الشعير وننفخه فيطير ماطار وبقى ثَرينْاه فأكلناه . قام إلى المغرب أي قصدها وتوجه إليها وعزم عليها وليس المراد المثول وهكذا قوله تعالى : إذا قُمْتُم إِلَى الصَّلاةِ . نهى عن الصلاة إذا صارتِ الشمسُ كالأثارب . في جمع أثْرُب جمع ثرْب وهو الشّحْمُ الرقيق المبسوط على الكَرش والأمعاء شَبّه بها ضياء الشمس إذا رقّ عند العشيّ . ابن عمر رضي الله عنهما كان يُقْعِى وُيثِّرى في الصلاة . أي يُلْزِم يديه الثرى بين السّجْدتين لايفارقُ بهما الأرض وذلك في التطوع في وقت كبره . يثرب في اك . نَعَمَا ثرياّ في غث . الثّرثا رون في وط . ثَرَاه في حت . غير مثرد في فر

الثاء مع الطاء
يمشْي الثَّطى في ذا . الثِّطَاط في نط . ثطا في عباءةٍ في شغ
الثاء مع العين
النبي صلى الله عليه وآله وسلم إن امْرأةً أتَتْه فقالت : يارسول الله ; إن ابني هذا به جنُون يصيبه عند الغداء والمساء فمسح صدره ودعا له ; فَثّع ثّعةً فخرج جَوْفه جَرْوٌ اسود يسعى . ثع أي قاءقيئة يقال : ثَعّ يثع وتَعّ يتع . قال : اللهم اسقنا فقام أبو لُبَابة فقال : يارسول الله ; إن التمر في المرابد . فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : اللهم اسقنا حتى يقوم ابو لبابة عُرْيانا فيسُدّ ثعلب مرْبده بإزاره أو برَدائه . قال ك فمطرنا حتى قام أبو لُبَابة فنزع إزارة فجعل يسدّ به ثعلب مربده . المرْبدَ : الموضع الذي يوُضع فيه التمر حين يُصْرَم ليجفف وهو من ربدة : إذا حبسه ومنه مِرْبد الأبل وقيل مِرْبدَ البصرة لأنهم كانوا يحبسون فيه الإبل . ثعلب والثعلب : مَخْرجَ مائه . ولاثَعُول في شب . الثِّعارير في ضب . اُلمثْعَنْجر في قر . فثّعها في كر . ثعْلب بن ثعلب في صح
الثاء مع الغين
النبي صلى الله عليه وآله وسلم أُتى بأبى قٌحافة وكأن رأسه ثغامة فامرهم أن يُغَيِّروُه
ثغامة قال أبوزيد : هي شجرةُ بيضاء الورق ليس في الأرض ورقةٌ إلا خضراء غير الثغامة . وقال ابن الأعرابي : شجرة تَبْيَضُّ كأنها الثلج

أبو قحافة : أبو أبي بكر الصديق رضي الله عنهما واسمه عثمان وكان هذا يوم فتح مكة أُتى به لُيِبَايعه على الإسلام فبايعه وسار إلى المدينة ابن مسعود رضي الله عنه ماشَّبهْتُ ماغبر من الدُّنْياَ إلا بَثَغبٍ ذهب صَفْوةُ وبقي كَدَرُه . هو المستنقع في الجبل . وقد روى : ثَغْب وثُغْبان كظهْر وظُهْران . ثغب ابن عباس رضي الله عنهما قال عمرو بن حُبشْيّ : كنت عنده فجاءته امرأةٌ مُحْرمة فقالت : أشَرْتُ إلى أرانب قرماها الكرىُّ فُقال ابن عباس : يحكم به ذوا عدْلٍ منكم . ثم قال له : أَفتْنِا في دَابةٍ ترعى الشَّجر وتشْرب الماء في كرش لم تثَّغِر . فقلت : تلك عندننا الفطيمة والتِّلوْة والجذعة . لم تَثَّغرْ : لم سقط أسنانها يقال : ثُغر الصبُّي فهو مثْغور واتَّغر واثّغر مثله
ثغر ومنه حديث النَّخَعيّ : كانوا يحبون أن يعلِّموا الصبِّي الصلاة إذا ثَّغرَ وروى ثُغرِ . ويحكى أن عبدالصمد بن علي بن عبدالله بن عباس لم يثَّغر فطّ وأنه دخل قَبْره بأسنان الصبا وما نفض له سنُّ حتى فارق الدنيا مع ما بلغ من العمر . ويقال للنبات بعد السقوط : اتغارّ وأثغارّ أيضا وهما لغتان في الافتعال من الثَّغر والأصل اثتغار فإما أن تقلب الثاء تاء وهو المشهور في الاستعمال والقوى في القياس وإما أن تُقْلبَ التاء ثاء . ومثل ذلك اتار واثار و اتّرد واثَّردَ . الفطيمة : المقطومة . والتَّلْوةُ : التي تَبِعَتْ أُمّها والذَّكر : تلْو . والجذعه : التي دخلت في السنة الثانية . والمعنى أنه لما قال لها يحكم به ذوا عدل منكم نصب نفسه وابن حُبِشّي حكمين فسأله عن فِدْية بالصِّفة التي وصفها معتبرا للمماثلة من جهة الخلقة لان من جهة القيمة فذكر له هذه الثلاثة فأوْجب عليها أحدها

معاوية رضي الله تعالى عنه في فتح قَيْسَاريَّة وقد ثَغَرُوا منها ثغرة فأخذ معاوية الَّلواء ومضى حتى ركزا الَّلواء على الثّغْرةَ وقال : أنا عْنبسَة . أي ثلموا منها ثلمة . عنبسة : الأسد من العبوس والنون زائدة ومثله عَنْسل من العَسَلان . سواء الثَّغرة في نس
الثاء مع الفاء
النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم أمر اُلْمستحَاضة أن تَسْتَثفْرِ وتُلْجِم إذا غلبها سيلانُ الدَّم
ثفر الأسِتثفار : أن تفعل بالخرْقة فِعْل المسَتْثِفر بإزارة وهو أن يَرُدّ طرفه من بين رجْليه ويغرزه في حُجْزتَه من ورائه ومَأْخَذه من الثفر . ومنه حديث الزبير رضي الله عنه : إنه وصف الجنَّ الذين رآهم ليلة اسْتَتْبعهَ النبّي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال : فإن نحن برجال طوال كأنهم الرماحُ مُسْتَثْفرين ثيابهم . التلجمّ : أن يتوثق في شدِّ الخِرْقةً وهي تسمى لجمة وكل ما شددت به شيئا وأَوْثَقتْه فهو لجام ولجمة . ويجوز أنُ يراد بالاستثفار : الاحْتِشاء بالكرسف من الثَّفْر وهو الفرج كأنه طلب ما تسدّ به الثَّفْر وبالتلجّم شد الَّلجمة . ماذا في الأَمرَّيْن من الشِّفَاءِ : الصَّبِر والثُّفاء ثفاء هو الحرْف سمي بذلك لما يتبع مذاقه من لذع اللسان لحدته من قولهم :

ثفاه يَثْفوُه ويَثفْيِه : إذا اتبعه وتسميته حرفا لحرافته . ومنه : بصل حريف ; وهمزة الثُّفاء منقلبة عن واو أوياء على مقتضى اللغتين . قال في غزوة الحديبية : من كان معه ثُفْل فليصطنع . الثُّفْل : مارسب تحت الشيء من خُثُورةَ وكُدْرة كثُفْل الزيت والعصير والمرق
ثفل ثم قيل لكل مالا يشرب كالخُبز ونحوه : ثُفْل . ومنه : وجدتُ بني فلان مُثافلين : إذا فقدوا اللبن فأكلوا الثُّفْل . ورَجُل ثفل ومحض . الاصطناعُ : اتخاذ الصنيع . أبو الدَّرْداء رضي الله عنه رأى رجلا بين عينيه مثلُ ثَفنة البعُير ; فقال : لو لم يكن هذا كان خَيْرٌ . شبه السّجَّادة بين عينيه بإحدى ثَفنات البعير : وهي مابلى الأرض من أعضائه
ثفنة عند البُروك فيغلظ وكأنه إنما جعل فَقْدها خيرا له مع أن الصُّلحاء وصِفُوا مثل ذلك وسمِّي كلُّ واجد من الامام زين العابدين عليه السلام وعلي بن عبدالله بن عباس رضي الله تعالى عنهم : ذا الثفَّنات ; لأنه رأى صاحبه يرائي بها . مجاهد رحمه الله قال في قوله تعالى : وَآتُواحَقَّه يُوْم حصَادَه . وذكر الُبَّر ثم التمر إذا حضروه عند الجداد ألقى لهم الثَّفَاريق والتَّمر . الثفّروق : قمع البُسْرة والتمرة . وعن أبي زيد : هو شىء كأنه خيط مركب في بطن القمعة وطرفه في النواة والمراد هاهنا شماريخ يتعلق بأقماعها تمرات متفّرقة لا اقماع خالية من التمر . الضمير في حضروة وللمساكين . في الحديث : حمُل فلان على الكتيبة فجعل يَثْفِنُها

ثفن أي يَضْربها ويَطْردَها وأصله من قولهم : ثَفَنَتْه الناقة : ضربته بثفناتها . بثفالها في دس . بالثفال في دج . الثاء مع القاف النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم خلفّت فيكم الثَّقَلَيْن كتاب الله وعْتَرتى
ثقل الثَّقَل : المتاع المحمول على الدابة وإنما قيل للجن والآنس : الثَّقلان لأنهما قُطَّان الأرْض فكأنهما أثقلاها . وقد شبه بهما الكتاب والعِتْرة في أن الدين يستصلح بهما ويعمر كما عمرت الدنيا بالثّقلين . والعترة : العشيرة سميت بالعترة وهي الَمْرزَنْجُوشَة ; لأنها لاُتنْبت إلا شعبا متفرقة . قال ... فما كنت أخشى أن أقيم خلافهم ... بسّتة ابيات كما نبت العْتِرُ ...
أبو بكر رضي الله عنه قالت الأنصار لقريش : منا أمير ومنكم أمير . فجاء أبو بكر فقال : إنا معشر هذا الحي من قريش أكرم الناس أحسابا واثَقْبَه أنَسْابا ثم نحن بعد عْتُرة رسول الله التي خرج منها وبَيْضته التي تَفَقّأتْ عنه وإنما جيبتِ العرب عنَّا كما جيبت الرحَّى عن قُطْبِها
ثقب أثقبه : أنورةَ من نقبت النار ونجمْ ثاقب والأصل فيه نقوذُ الضوء وسُطُوعه والضمير يرجع إلى الناس وهو اسم موّحد مذكر كالبشر والأنام والورى

تَفَقَّأت : تفلّقت ومنه فقء العين . معنى وجوْب الرحاء عن القُطب : أن يقطع عنه ويزال ما يمنع نفوذه منها بأن يُثْقب الموضع الذي يكون فيه . ولما كان موضعه وسط الرحى شبه بذلك مكان قريش من العرب يعني وسطها وسرتها . معشر : منصوب بفعل مضمر مثل : اذكروا عني ويسمَّى النصب على الَمدْح والاخْتِصاص . ثقَفِ في لق . لمْثقباً في نق
الثاء مع الكاف
في الحديث يحُشْرُ الناس على ثكنهم . الثُّكنْةُ : الرّاية أي مع راياتهم وعلاماتهم فُتْعلَمُ كلُّ أمُةٍ وفرقة بعلامة تمتازُ بها عن غيرها . والثُّكْنةُ : الجماعة أيضاً ; أي يحُشْرُ كلّ أُحدٍ مع الجماعة التي هو منها . والثّكْنةُ أيضا : القبر أي يحُشْرَوُن على أحوال ثُكنهم فحذف المضاف . المعنى : على الأحوال التي كانوا عليها في قبورهم من سعادةٍ أو شقاء . على ثُكْنتَهمِ في ضر . ثكما الأمر ثَكْماً في زو . بأُثكُول في حب . ثكن في رج
الثاء مع اللام
النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال ذات غَداةٍ : إنه أتاني اليلة آتيان فأْبَتَعَثَاني فاْنَطَلَقَتُ معهما فأتيْنا على رجل مُضْطَجع وإذا رجل قائم عليه بصَخْرة وإذا هو يَهْوي بالصخرة فَتْثلَغُ رأسه فتدهدى الصخرة . ثم انطلقنا فأتينا على رجل مُسْتَلْقً وإذا رجل قائم عليه بكلّوبٍ وإذا هو يأتي أحد شقى وجهه فُيَشْرشِر شدقه إلى قفاه . ثم انطلقنا فأتينا على مثل بناء التَّنُّور فيه رجال ونساء يأتيهم

لهب من أسفل فإذا اتاهم ذلك ضَوْضَوا ; فانتهينا إلى دوْحة عظيمة فقالا لي : ارق فيها فارتقينا فإذا نحن بمدينة مبنية بلبن ذهب وفضة فسما بصرى صُعُداً فإذا قصرٌ مثل الرَّبابة البَيْضَاء . ثلغ الثَّلغْ والفَلغْ : الشَّدْخ . الكُلاّب والكلوب : خشبة في رأسها عقَّافة منها أومن حديد . ومنه قيل كلاليب البازى لمخالبه . يُشَرْشُر : يشقق ويٌقَطِّع . الضَّوْضاةٌ : الضَّجِيج والصِّياح وهو من مضاعف الرّبُاعي كالقلقلة وقولهم : ضَوْضَيتُ كأغزيت في قلب الواو باء لوقوعها رابعة . والتَّدهْدي أصله التَّدهْدةُ فقلبت الهاء ياء ; لاستثقال الضغيف كما قيل : تَقَضِّى البازى وهو التَّدَحْرج . الدَّوْحة : كلُّ شجرة عظيمة . ويقولون : انداحت هذه الشجرة إذا عَظُمَتْ ومظّلة دَوْحة : أي عظيمة واسعة . الرّبابة : السحابة المعلقّة دون السحاب . قال : ... كأن الرَّباب دُوَيْن السَّحاب ... نعامْ تَعَلَّقَ بالأرْجُل ...
لاحمى إلا في ثلاث : ثَلَّة البئْرِ وطول الفرس وحَلقْة القوم
ثلة أي إذا احتفر الرَجلُ بئرا في موضع لم يملكه أحدُ قبله ن فله أن يحمى من حواليها مايطرخ فيه ثلًّثها وهي ترابها الذي أخرجه منها وإذا ربط فرسه في العسكر فله أن يَحمْى مُسْدَار رفرسه وللقوم أن يحموا حلقة مجلسهم من أن يجلس وسطها أحد . وفي حديث حذيفة رضي الله عنه : الجالس في وسط الحلقة مَلْعُون . عمر رضي الله عنه رُئى في المنام فَسُئل عن حالة فقال : ثُلّ عَرْشي أو كاد عرشي يُثَلّ لولا أنى صادفت ربّاً رحيما

ثَلّة : هدمه ويكون أيضا بمعنى أصلحه عن قُطْربُ . وأثله : أمر بإصلاحه
ثل وقد حكى : أَثَلَّه : هدمه . والعرش : سرير الملك . وهذه كناية عن إدبار الأمر وذهاب العز ; لأن الإدالة من الملك يردفها ثلُّ عَرشْه . تُثْلغ الخبزة في فل . الثَّلبْ في نص . ثلثا وأثنتين في بر وثَلَّثهِمْ في ثو وثلاثها في ثن . ثَلثَتْ في سب . ثُلةّ في ثو
الثاء مع الميم
أبن مسعود رضي الله عنه أتاه رجلٌ بابن أخيه وهو سكران فأمر بَسْوطٍ فدُقَّتْ ثمَرَتُه ثم قال للجلاَّد أضِرْب وارجع يديك ثم قال : بئس لعمر الله ولى اليتيم هذا ! ماأدبت فأحسنت الأدب ولاسترت الخربة . قال : يا أبا عبدالرحمن ; إنه لابن أخى وإني لأََجُدِ له من الّلاعَةِ ما أجده لولدي ولكن لم آله . ثَمرةَ السوط : العقدة في طرفه وإنما أمر بدقِّها لتلين ; تخفيفا عنه وكذلك
ثمر أمره برجع اليدين وهو ألا يرْفعهما عندا لضرب ولايمدّهما ويقتصر على أن يرجعهما رَجْعاً . اللام في اليتيم لتعريف الجنس لا للعَهْد لإسناد بئس إلى المضاف إليه لأنه لايسند إلا إلى ما فيه اللام للجنس أو إلى ما أٌضيف والذي جوزَّ الفصل بين بئس وفاعله بالقسم أنه تأكيد لمضمون الجملة فليس بأجبنى عنهما . ما أدّبت : التفات إلى الرجل بالتقريع . الخربة : من قولهم : ما رأينا من فلان خربة ; أي عيباً وفساداً . ومنه : الخْاربِ لعيشه في المال بالسَّرقة ; زخراب الأرض : فسادُها لفقد العمارة اللاَّعة فعْلة من لاع يلاع : إذا وجّد في قلبه لوعة من شوق او حزن

قال الأعشى ... مُلْمعٍ لاعَه الفُؤاد إلى جَحْشٍ ... فلاهُ عنها فَبْئِس الفالي ...
ومثلها : أمرأة خافة وعين دَاءَة ; من خاف يخاف ن ودَاء يَداَء والمراد من وجد اللاّعَة وهي النفس فحذف المضاف . لم آله : أي مع فرط حرقتي ومحبّتي له لم أدّخْرِ عنه عركا وتَأْدِيباً . ابن عباس رضي الله عنهما الرَّشوة الحكم سُحْت وثمن الدم وأُجرهُ الكاهن وأَخْر القائف وهدّية الشفاعة وجعالة الغرق . ثمن ثمن الدم : كسب الحجَّّام . القيافة : أن يعرف بفطنة وصدق فراسة أن هذا ابن فلان أو أخوه وكانت في بني مُدْلج . الجَعِيلة والجُعاِلة : الجُعْل وهو ما يجُعْل لمن يغوص على متاع أو إنسان غرق في الماء . معاوية رضي الله عنه دخل عليه عمرو بن مسعود وقد أسنَّ وطال عمرة فقال له كيف أنت ؟ وكيف حالك ؟ فقال : ما تسألُ يا أمير المؤمنين عمن ذَبُلتْ بشرته وقطعت ثمرتُه وكثر منه مايجبّ أن يقل وصعب منه مايحبّ أن يذل وسحلت مريرته بالنقض وأجُم النساء وكُنِّ الشفاء وقل انحياشه وكثر ارتعاشه فنومه سبات وليله هُبَات وسمعه خُفَات وفهمه تَارَاتٌ
ثمر ثمرته : نسْله شبهه بثمرة الشجرة كما يقال : هذا فرع فلان وشُعْبته ويجوز أن يكني بها عن العُضْو ويريد انقطاع قدرته على الملامسه وانقطاع شهوته ; لقوله وأجم النساء وقد أنشد بعضهم :

إلى عُليَجْين لم تقطع ثِمارُهما قد طال ماسجدا للشمس والنار ...
يريد لم يُختنا . أراد بما يحبَّ أن يقل : السهَّوْ والنسيان والذنين والبول وغير ذلك . وبما يحب أن يذل : المفاصل الجاسية التي لاتُطاوعه في القبض والبسط سحلت مريرة أي جعل حبله المُبْرم سحيلا وهو الرخو المفتول على طاق واحد وقد سَحَله يَسْحَله . والمَرِيرة وآلمَرِير : المرُّ المفتول على طَاقَيْن فصَاعِدا وهذا تمثيل لضَعْفِه واسترخاء قُوَّته . أجم : عارف وملَّ . الانحياش : النفور من الشيء فزعا . قال ذو الرمة : ... وْبَيضْاءِ لاتنْحاشُ منّا وأمّها ... إذا مارأتنْا زيل منها زَويُلها ...
ولم يرد أنه لايفَزْع فَيَنْحاش ; لأن السيخ موصوف الفزع والخشية ومنه المثل : لقد كنتُ وما أُخَشَّى بالذئب . ولكنه أراد أنه إذا فزع لم يقدر على النفار والفرار . السبات : النوم الثقيل ومنه قيل للميت : مسبوت والأصل فيه انقطاع الحركة الُهباَت : الضعف والاسترخاء من قولهم : لفلان هَبْتَه أي ضعف وهَبت المرض ورجل مهبوت الفؤاد : نخب . الُخفَات : ضغف الاستماع من خُفُوت الصوت وإنما أخرجه على " فعال " لأنه وزن أسماء الأدواء . تارَاتَ : يكرَّرُ عليه الحديث مرات حتى يتفَّهمَه . عروة رضي الله عنه ذكر أُحَيْحة بن اُلجلاح وقول أَخْوَاله فيه : كنا أَهْلَ ثمُةِّ ورُمِّة حتى استوى على عُمُمِّه . وقيل الصواب الفتح في ثمِّة ورَقِّة . الثَّم : الجمع . والرّم : المرَمَّة وأما الثُّم والرُّم فلا يخلوان من أن يكونا مصدرين
ثمة كالحكم والشكر والكفر أو بمعنى المفعول كالذّخُرْ والعُرْف والخُبْر . والمعنى : كنَّا

أهل تَرْبيته والمتولِّين لحمع أمره وإصلاح شأْنه أو ماكان يرتفع من أمره مجموعا مصلحا فإنا كنا المحصّلين له على تلك الصفة . العمم : صفة كشلل وسحج بمعنى العميم وهو التامُّ الطويل ; ويجوز أن يكون جمع عميم كسرير وسرر ; وقولهم : نخل عُمّ تخفيف عُمُمّ والمعنى : استوى على عَظمه أو قده التام أو على عظاَمه أو أَعْضَائِه التامَّة وأما التَّشْديد فيه عند من شدْد فإنها التي تزاد في الوَقْف في قولهم : هذا عمرّا وفرجّ وإنما زادها مجُرْيا للوصل مجَرْى الوقْف كما قال :
ببازلٍ وَجْناءٍ أوْ عَيْهَل ...
ليتشا كل السجعتان . وروى بالتخفيف وروى على عممه وهو مصدر العميم وقولهم : منكب عَمَم وصف بالمصدر . وروى أن هاشما تزوج سلمى بنت زيد النَّجَّاريّة بعد أُحيحة فولدت له شَيْبة وتوفى هاشم وشبَّ شيبة فانتزعه المطلب من أمه فقالت : ... كنا ذوي ثُمةِّ ورُمِّة ... حتى إذال قام على أَتّمه ... انتزعوه يافعاً من أمه ... وغلب الأخوال حق عمه ...
علاه الثُّمال في بد . على ثَمدَ في خب . ثَمَال حاضرتهم في رج . سنة ثمَغَ في صر . قليل الثَّميلة في صد . ثمَاَماً خض . فَثَمَلتْه في ور . وأفجر له الثَّمدَ في صب

الثاء مع النون
النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم لاثنى في الصَّدقة . الثنىَّ : مصدر كالقلى والشِّرَى من ثنيت الشيء : إذا أخذته مرة ثانية وثنيت
ثنى الأرض : إذا كريتها مرتين والمعنى في أخذ الصدقة فُحذف المضاف . والصدقة : المال المتصدق به ويجوز أن يكون بمعنى التصديق من صدق المال : إذا أخذ صدقته كالزكاة والذكاة بمعنى التزكية والتذكية فلا يقدر حذف مضاف أراد لاتؤخذ في السنة مرتين ثنى بني مع لا لنفي الجنس وعلم بنائه سقوط التنوين . سئل عن الإمارة فقال : أولها ملامة وثناؤها ندامة وثلاثها عذاب يوم القيامة إلاَّ مَنْ عدل . أي ثانيها وثالثها بالكسر وأما ثنُاء وثلاث فصفتان مَعْدُولتان عن اثنين أثنين وثلاثة ثلاثة . قرأ عليه أبي رضي الله عنه فاتحة الكتاب فقال : والذي نفسي بيده ما أنزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزَّبُور ولافي القرآن مثلُها ; إنها السَّبعُ المثاني من والقرآنُ العظيم الذي أعطيت . المثاني : هي السبع . ومن : للتبيين مثلها في قوله تعالى : فَاجْتَنِبُوا الرجِّس من الآوْثان . كأنه قيل : إنها للآيات السبع التي هي المثاني وإنما سمَّيِتْ مثاني ; لأنها تثنى : أي تكرر في قومات الصلاة والواحدة مثنى ويجوز أن يكون مَثْنَاة . وقوله : والقرآن العظيم : إطلاق الآسْم القرآن على بعضه . ومثله قوله تعالى : بمِا أَوْحَيْناَ إليْكَ هذا القُرآن فيمن جعل المراد بالقصص سورة يوسف وقوله : ولا في القرآن مِثْلها تفضيلٌ لآيات الفاتحة على سائر آي القرآن . حمزة رضي الله عنه قال وَحْشي : سَدّدْتُ حربتي يوم أحد لثُنَّتهِ فما أخْطأتُها . الثُّنةَّ : مادون السُّرة إلى العانة

وحشى غلام طُعَيْمة بن عدى . رزقه يوم أحد فقتله وكان حمزة رضي الله تعالى عنه قد قتل طعيمة يوم بدر . ابن عمر رضي الله تعالى عنهما من أراط الساعة أن توضع الأخيار وترفع الأشرار وأن تُقْرأ المثْنْاةُ على رءُوس الناس لاتُغَيَّر . قيل : وما المثْنَاةُ ؟ قال : ما استكتب من غير كتاب الله . ثنا قيل : هو كتاب وضعه أحبار بني إسرائيل بعد موسى على نبِّينا وE على ماارادوا من غير كتاب الله الذي أنزل عليهم أحلُّوا فيه ماشاءوا وحرموا ماشاءوا على خلاف الكتاب وقد وقعت إلى ابن عمر كُتبُ يَوْمَ اليرموك فقال ذلك لمعرفته بما فيها . كعب رضي الله عنه إن الله عز َّوجلَّ لما مدَّ الأرض مادتْ فثنطها بالجبال فصارت كالأوْتاد لها ونثطها بالآكام فصارت كالُمثْقلاَتِ لها
ثنط قال ابن الأعرابيّ : الثَّنْط بتقديم الثاء على النون : الشَّقّ . والنَّثط : والإثقال وهما حرفان غريبان ماجاءا إلا في حديث كعب وقيل نثطها : أثبتها والنَّثْط والمثْط : غَمْزكُ الشيء بيدك على الأرْض . وفي بعض الحديث : كانت الأرض هِفّاً على الماء فنثطها الله بالجبال . الهِفّ : القلق الذي لايستقّر من قولهم : رجل هفٌّ ; أي خفيف وقال : ... هِفّ خفيف قليل المال ليس له ... إلا مذلقَّة أو وَفْضَة سبد ...
ومنه سحابة هِفّ : لاماء فيها ... وشُهْدة هفُّ لاعسل فيها . سعيد رضي الله عنه - الشهداء ثَنَّية . أي الذين استثناهم الله عن الصَّعْفُة الآولى بقوله : فصَعِق من في السَّموَاتِ ومن في اْلأَرْضِ إلاَّ مَنْ شاء الله . يُقال حلف يمينا ليست فيه اثَّنية

وعن الأصمعي : سالت ابن عمران القاضي عن رجل وقف وفْقاً واستثنى منه فقال : لايحوز الوقف إذا كانت فيه ثنَّية . يثُنيه عليه إثناء في طر . اثنْاءَه في سح . وطّلاع الثَّنايا في دين . وثَنِيّته في عص
الثاء مع الواو
النبث صلى الله تعالى عليه وآله وسلم توضئوا مما غَيَّرت النار ولو من ثَوْر أقِطٍ . هو القِطْعَة منه ; لأن الشيء إذا قطع عن الشيء ثار عنه وزال ثور والأقَِط : مخيض يُطْبخ ثم يترك حتى يمصل . والمراد بالتَّوضُّؤ غَسْل اليدين كتب صلى الله تعالى عليه وسلم لأَهْل جُرش بالحمى الذي أحمْاه لهم : لْلفرس والراحلة والمُثيرة فمن رعاهُ من الناس فمالُهُ سحت . المثُيِرة : البقرة التي تُثِير الأرض . سُحْت : هَدَر أي إن عقره عاقر أهَدْرُته والذي يلاقي بينه وبين السُّحْتِ المعروف أن الدَّم المُهْدرَ مسحوت التَّبِعه كما أنَّ الكْسبَ الحرام مَسْحُوت البركة . كتب صلى الله تعالى عليه وسلم لأهل نَجْرَان حين صالحهم : إن عليهم أَلفْىَ حلَّةٍ في كلّ صفر وفي كل رجب ألف حُلّة وما قضوا من ركاب وخيل أو دروع أخذ منهم بحساب وعلى نجْران مَثْوَى رُسُلى عشرين ليلة فمادونها ولنَجْرَان وحاشيتها ذمَّةُ الله وذمة رسوله على ديارهم وأَمْوالهم وثلتهم ومَّلتهم وبيعهم ورَهْبانَّيِتهم واساقفهم وشاهدهم وغائبهم وعلى ألاُ يغزُوا أُسْقُفّا من سقِّيِفاه ولا وافقا من وقِّيفاهُ ولاراهباً من رَهْبانِيَّتهِ وعلى الا يحُشْرَوُا ولاُيعْشَروُا . مثوى رسلى : أي ثواؤهم ضيوفا لهم . والثَّوِىًّ : الضيف قال أوس : ثوى

لعُمْركُ ماملتَّ ثواءَ ثَويّها ... حليمة إذا أَلقْىَ مَراسَي مُقْعَد ...
ويقال : تثوَّيْتُ فلانا : إذا تضَّيْفُته . ومنه حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال : شيخ من طُفاوة تَثَّويْتُه فلم أر رجلا أشدَّ تَشْميرا ولا أقْومَ على ضَيْفٍ منه . يقال لقطيع الضَّأْن : ثلَّة ولقطيع الِمعْزى : حيلة فإذا اجتمعا قيل لهما جميعا ثَلةَّ . وعلى ألا يُغْزوُا معطوف على قوله : أنّ عليهم ; لأن المعنى صالحهم على أن عليهم فحذف على ; وحروف الجر يكثر حَذْفها مع أن وأن . الرهبانية والأساقفة : جمع رُهْبان وأُسْقُفّ وقد مضى لنا في هذه التاء كلام وسمى الأُسْقُفّ لخشوعه من الأَسْقف وهو الطويل المنُحْني . الواقف : خادم البِيَعة لأنه وقف نفسه على ذلك . السِّقِّيفَي والواقِّيفَى : مصدران الخليِّفي والخِطِّيبَي . لايُحشروا : لاُيكلّفوا الخروج في البُعُوثِ . ويُعْشرَوا : لايُؤْخَذُ عُشْرُ أموالهم . إذا ثوب بالصلاة فأتوها وعليكم السكينة فما أدركتم فصلَّوا ومافاتكم فأَتّموا
ثوب الأصل في التثويب : أن الرجل كان إذا جاء مُسَتَصْرخا لوحَّ بثوبه فيكون ذلك دعاء وإنذارا ثم كثر حتى سمى الدعاء تثويبا قال طفيل : ... وقد منَّت الخذواء منَّا عليكم ... وشَيْطانُ إذا يدعوهم وُيَثوَّبُ

وقيل : هو تَردْيد الدعاء تفعيل منثاب : إذا رجع ومنه قيل لقول المؤذن : الصلاة خير من النوم : التَّثوْيب . عمر رضي الله عنه كتب إليه في رجل قيل له : متى عًهْدَك بالنسِّاء ؟ فال : البارحة . فقيل : من ؟ قال : أمّ مثْوَاى . فقيل له : قد هلكت ! قال : ماعلمت أن الله حَرَّم الزِّنا فكتب عمر أن يُسْتَحْلف ماعلم أن الله حَرَّم الزِّنا ثم يخلىَّ سبيله . المَثْوى : موضع الثَّواء ; وهو النزول ويقال لصاحب المَثْوى : أبو مَثْوىً
ثواء ولصاحَبِتَه : أمّ مَثْوىَ . لاأوتي بأحد انتقص من سبل المسلمين إلى مثاباته شيئا إلا فعلت به كذا . أي إلى منازله ; لأنه يثاب إليها ; أي يرجع به . عمرو رضي الله عنه قيل له في مرضة الذي مات فيه : كيف تجدُك ؟ قال : أجدني أذُوب ولا أثوبُ وأجدنجَوْى أ كثر من رُزْئي . يقال ثاب جسمه بعد النَّهْكة : إذا عاد إلى صحَّته . النَّجوْ : الحدث . من رُزْئي : أي مما أَرْزؤه من الطعام بمعنى أصيبه . يقال : مارَزَأتُه زُبالاً : إذا لم يُصِبْ منه شيئا . ومنه قيل للمصاب : رُزْء ورزئيهٌ

في الجديث : الثَّيَّبان يُرْجَمان والبكران وُيَجلدان وُيَغّربَان . يقال للرجل والمرأة : ثيّب وهو فيعل من ثاب يثوب كسيد من ساد يسود ; لمعاودتها التزوّج في غالب الأمر وقولهم : تثيَّبتْ مبنىّ على لفظ ثيب ويجوز أن يكون فيعَلْت كما قيل في تدَّيرُ المكان مِمْ ثَيبّ في أب . إلى ثَورْ في عى . مثاويكم في فر . فلا يَثْوىِ عنده في جو . آخر الثاء والله الحمد والمنة

حرف الجيم
الجيم مع الهمزة
النبي صلى الله عليه و سلم قال في المبعث حين رأى جبريل عليه السلام : فَجُئْثِتُ منه فرقا فأتت خديجةُ ابن عمها ورقة بن نَوْفَل وكان نَصْرانيا قد قرأ الكُتبُ فحَّدثته وقالت : إني أخافُ أن يكون قد عُرِضَ له فقال : لئن كان ماتَقُولين حقا إنه لَيأتيِه الناموسُ الذي كان يأتي موسى . جئث الرجل : قِلعِ من مكانه فَزعا والثاء بدل من فاء جُئِف الشيء بمعنى جُعِف :
جئث إذا قُلعِ من أصله قال زيد الفوارس : ... ولوَّا تكُبُّتهُم الرماح كأنهم أَثْلٌ جأفت أُصوله أو أْثأبُ ...
ومثله قولُهم في فُروغ الدلو ثُرُوع . وفي أثاثٍ أثاف . وعكسُه فمّ في ثُمَّ وجدفٌ في جدث . وروى فُجثثْتُ وهو أيضا من جث واجْتُثَّ : إذا قٌلع . فرقا : منتصب على أنه مفعول له . عُرض له : من قولهم عَرضَتْ له الغُول وعرضت بالكسر عن أبي زيد ; أي أخاف أن يكون قد أصابه مسٌّ من الجن . الناموس : جبرائيل عليه السلام شبه بناموس الملك وهو خاصته الذي يُطْلعه على مايَطْوِيه من سرائره من غيره . وقيل هو صاحب سر الخير خاصة . الجاجيء في رج

الحيم مع الباء
النبي صلى الله عليه و سلم ليس في الجَبْهِة ولا في النُّخَّةِ ولا في الكسْعة صدقة
جبه الجبهة : الخيل سميت بذلك ; لانها خيار البهائم كما يقال : وجه السلعة لخيارها ووجه القوم وجبهتهم لسيدهم . وقال بعضهم : هي خيار الخيل . النَّخَّة والنُّخَّة : الرقيق وقيل : البقر العوامل وقيل : الإبل العوامل من النَّخِّ وهو السَّوْقُ الشديد . الكُسْعة : الحمير من الكَسْع وهو ضَرْب الأَدْبار . ومنه : اتبع آثارهم يكسعهم بالسيف . أخرجوا صدقاتكم فإن الله تعالى قد أراحكم من اَلْجْبهَةِ والسَّجَّةِ والبَجَّةِ الَجْبَهة : المذَلَّة من جبهة : إذا استقبله بالأذى . والسَّجَّة : الَمْذَقة من السجَّاج وهو الَّلبن المذيق . والَبَّجة الدم الفصيد من البجَّ وهو البط والطَّعن غْيُر النافذ والمعنى : قد أنعم الله عليكم بالتخليص من مذلة الجاهلية وضيقتها وأعزّكم بلإسلام ووسَّع لكم الرزق وأفاء عليكم الأموال فلا تُفرطِّوا في أداء الزَّكاة فإن عللكم مزاحة . وقيل : هي أصنام كانوا يعبدونها . والمعنى : تصدقوا شكرا على مارزقكم الله من الإسلام وخَلعْ الأنْداد . حضرته اْمرأةٌ فأمرها بأمر فتأبَّتْ عليه فقال : دعوها فإنها جّبارَةُ . هي العَاتَيةُ المتُكِّبرةُ . ومنه قيل للملك : جَبّار وجبِّير لكبريائه

وفي حديثه : أنه ذكر الكافرَ في النار فقال : صِرْسه مثل أُحُد وكثافة جِلْدِه أربعون ذراعا بذراع الجبار . وهو من قول الناس : ذَرِاع الملك وكان هذا ملكا من ملوك الأعاجم تامّ الذِّراع . قال عمر بن عبدالعزيز زعمت المرأةُ الصالحةُ خَوْلةُ بنُت حكيم امرأة عثمان بن مظعون أن رسول الله صلى الله عليه و سلم خرد ذات يوم وهو مخُتْضَن أحد ابْنَيْ اْبنتهَ وقد يقول : والله إنكم لتُجِّبنوُنَ وتُبَخِّلوُنَ وتُجهَلِّوُن وإنكم لمَنْ رَيحْانِ الله وإن آخر وطأة وطئها الله بوج . معناه : إن الولد يُوقُع أباهُ في اُلْجبن ; خوفاً من أن يُقْبلَ فيضيع ولدهُ بعَده
حبن وفي البخل إبقاءً على ماله له وفي الجهل شُغْلاً به عن طلب العلم . الواو وإنكم للحال كأنه قال : مع أنكم من ريحان الله : أي من رزق الله . يقال : سبحان الله وريحانة : أي أسبّحه وأسترزقه . وقال النمر :
سلامُ الإله وَرَيْحانُه ... وَرَحْمَتُه وسَمَاءٌ درَرْ ...
وبعده ... غُمَامٌ يُنزِّلُ رزْق العباد ... فأحْيَا البلاد وطاب الشَّحَر ...
وهو مخفْف عن ريحِّان فَيعْلان من الروُّح لأن انتعاشه بالزرق . ويجوز أن يراد بالريحان : المشموم لأن الشَّمَّامات تسمى تحايا ويقال : حيَّاة الله بطاقة نرجس وبطاقة رَيْحَان ; فيكون المعنى : وإنكم مما كرمّ الله به الأناسئ وحَيَّاهم به أو لأنهم يشُمّون ويقبلون فكأنهم من جملة الريَّاحين التي أنبتها الله . ومنه حديث علي عليه السلام : أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم قال له : أبا الرَّيحْانتين ; أوصيك بريحانتَّي خَيْرًا في الدنيا قبل أن يَنْهدَّ ركْنَاكَ . فلما مات رسولُ الله صلى الله تعالى عليه وسلم قال علي : هذا أحد الرّكنْيَنْ فلما ماتت فاطمة قال : هذا الركن الآخر

الوطأة : مجاز عن الطَّحْن والإبادة . قال :
وَوَطْئتنا وَطْأةَ على حنقٍ وطأ المقُيَّد نابت الْهرَمْ ...
وَجّ : وادي الطائف . قال ... ياسقْىَ وَجّ وجُنُوب وجّ ... واحتّله غيْثٌ دراكُ الثَّجِّ ...
والمرْاد غَزاة حُنين وحنين : وادٍ قبل وَجّ لأنها آخر غزاة أوقع بها رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم على المشركين . وأما غزوتا الطائف وتبوك فلم يكن فيهما قتال ووْجُه عطف هذا الكلام على ماسبقه التأسّفُ على مفارقة أوْلادِه لقُرْبِ وفاته ; لأن غَزْوَة حُنَيْن كانت في شوال سنة ثمان ووفاته في شهر ربيع الآول من سنة احدى عشرة . كأنه قال : وإنكم لمن ريِحْان الله وأنا مُفارِقُكُم عن قريب . قال له رجل : إني مَرَرْت بجَبوُب بَدْرٍ فإذا أنا برجل ابيض رَضْرَاض وإذا رجلُ أسود بيديه مِرْزَنَةٌ من حديد يضربه بها الضَّرْبة بعد الضَّرْبة فيغيب في الأرْض ثم يبدو رتْوَةً فيتبعه فَيضْربِه فيغيب ثم يبدو رتوة . فقال ذاك أبو جهل يُفْعل به ذلك إلى يوم القيامة . جبب : الجْبُوب : ما غَلُظَ من وجه الأرض وقيل للمدرة : جبوبة ; لأنها قطعة من الجبوب . ومنها حديثه : إنه قال لرجل يقبر ميتا : ضع تلك الجبوبة موضع كذا الرَّضْراضَ الذي يترضرض لنعمته وكثرة لحمه يقال : بدن رَضْرَاض وكفل رَضْرَاض . المرِزْبه والْإرزَبةَّ : الِميتدَّة من رزب على الأرض ورزم : إذا لزم فلم يَبْرحَ قال : ... ضْرَبْك بالِمرْزبَة الْعُود النَّخْرِ

الرَّتْوة : قرب المسافة من قول الماشي : رَتوتُ رَتْوةَ إذا مشى مشياً قليلا ومنه رَتَوْت الدَّلْوا : إذا مَدَدْتُها برفْقٍ ورتا برأسه وهو شبه الإيماء . قال سلمة بن الأكوع : قَدمنْا مع رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم بئر الحُدَيبية فقعد على جباها فسقَيْنَا واستقَيْنَا ثم إن المشركين راسّونُا الصُّلْح حتى مشى بعضُنا إلى بعض فاصطلحنا . الَجِبا : بالفتح ما حول البئر وبالكسر : ما جُمع في الحوض من الماء . جبى راسُّونا : فاتحونا من قولهم : بلغني رَسُّ من خبر ورَسُّ الحمى ورَسيسُها : أول ما تمس . عبدالرحمن رضي الله عنه لمَّا بدا له أن يُهاجر أودع مُطْعِم بن عديّ جُبْجُبَة فيا نَوىً من ذهب . هي زَنْبيل من جلود . ومنها حديثُ عروة : كانت تموت له البقرة فيأمرُ أن تَتَّخذَ من جلْدهِا جَبَاجِب . النوى : جمع نواة وهي قطْعةُ وزنها خمسة دراهم سمِّيَتْ بنواة التمر ة أبن مسعود رضي الله عنه قال وذكر النفخ في الصور فيقومون فيُجبّونِ تجَبَية رَجُلٍ واجد قياما لرب العالمين . قيل لكل واحد من الراكع والساجد : مجُبّ لأنه يجمع بانحنائه بين أسفل بطنة وأعالي فخذيه . أسامة رضي الله عنه ذكر سَريّة خرج فيها قال : فصَّبحْنا حيّاً من جهُينة فلما رأوْنا جَبَئوُا من أخْبيتِهم وانفرد لي ولصاحب السرية رجل فاشرع عليه الأنصاري
جبأ ورُمْحهَ وسجد فالتفت وقال : لآ إلله إلا الله فرفع عنه الأنصاري وأدركته فقتلته

فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : أقتلت رجلا يقول : لا إله إلا الله ؟ قال أسامة : فلا أقاتل رجلا يقول : لاإله إلا الله حتى ألقاه . فقال سعد : وأنا لا أُقاتلهم حتى يُقاتلهم ذو البُطَيْن . وكان لأسامة بطن مُنْدَحّ . وروى أنه كان في سريّة أميرها غالب بن عبدالله وأنهم قد أحاطوا ليلا بحاضر فعم وقد عَطَّنُوا مواشَيهُم فخرج إليهم الرِّجال فقاتلوا ساعة ثم ولوْا قال أسامة : فخرجتُ في أثر رجل منهم فجعل يتهكّمُ بي حتى إذا دنوت منه وَلحْمتُه بالسيف قال : لا إله إلا الله فم أغمد عنه سيفي حتى أوردته شعوب . جَبئُوا : خرجوا يقال : جبأ عليه الأسود من جُحْره وجبأَتْ عليه الضُّبُع من وجارها : وهو الخروج من مَكْمنَ . فرفع عنه : أي رُمحْه أو يده فحذف لأنه مفهوم . الضمير في ألقاه يرجع إلى الله في قوله : لا إله إلا الله . أراد بذي البُطَيْن : أسامة لاندِتحاجٍ بطْنه وهو اتِّساعه واستفاضَتُه . ومنه : اندحَّ الكلأ . الحاضر : الحيُّ إذا حضر والدَّار التي بها مجتمعهم . قال : ... في حاضر لجب ابالليل سامره ... فيه الضَّوَاهِلُ والرَّاياتُ والعَكَرُ ...
وهو أيضاً خلافُ البادي في قوله : لهم حاضرٌ فَعْمٌ وبادٍ كأنه ... قطيُن الإله عزَّة وتَكَرُّما ...
وقد يُقال أيضا للمكان المحضور : حاضر فيقولون : زلنا حاضر بني فلان . الفَعْم : الضَّخْمُ الجمُّ . عَطَّنوا : من العطن . التهكّم : الاستهزاء والاستخفاف . لحَمْتُه : ضَرَبتْهُ . ومعناه أصبت لحمة

شُعوب : علم للمنيّة كذ كاء للشمس ; وقد يدخل عليها لام التعريف فيقال : أدركته الشَّعوب ; وهي جينئذ صفة غالبة إذا لم تدخل عليها اللام انصرفت فقيل : أدركته شعوب . كقولك : منّيةُ ومُصيبة وهي من الشَّعب بمعنى التّضفريق . ابن عباس رضي الله عنهما نها الجب . قيل : وماالجْبُ ؟ فقالت امرأة عنده : هو المزادة يخُيَطَّ بعضُها إلى بعض وكانوا ينتبذون فيها حتى ضربت . هي من الجَبّ وهو القطع ; لأنها التي فريت لها عدّة آدِمَة . وعن الأصمعي في المزادة هي التي تُفْأم بجلدٍ ثالث بين الجلدين لتتّسع وتسمَّى المْجبوُبة أيضاً . ويقال : اسْتَجَبَّ السقاء : إذا غلظُ وضرى ومعناه صار جُبّاً كاَسْتحَجر الطين . جابر كان اليهود يقولون : إذال نكح الرجل امرأة مجُبَيِّة جاء ولده أحول ; فنزلت : نساؤُكم حَرْثٌ لكُمْ غير أن ذلك في صمام واحد وروى في سمام أي مُكَّبِةً على الوجه . الصمام : ما يُسدّ الفرْجه فسمِّى به الفَرْج ويجوز أن يكون معناه في موَضْع صمام والسِّمام : السمُّ يقال : سُمّ الإبرة وسمامها ويجوز أن يكون الصاد بدلا من السين شاذّا عن القياس ; أعني أنه ليس بعدها أحدُ الحروف الأربعة التي هي الغين والخاء والقاف والطاء كما شذ صلهب في معنى سلهب . عكْرمة كان يسألُه خالد الحذَّاء فسكت خالد فقال له : مالك أَجْبلَتْ ؟ أي انقطعت وأصله أن يبلغ مِعْولُ الحافر الجبل ولاَيعْملَ . جبل مسروق رضي الله عنه المُمْسِك بطاعة الله إذا جَبَّتَ الناس عنها كالكارَّ بعد الفارِّ

التجبيب : الفرار البليغ بغاية الإسراع . المجَبْورُ في بص . وجَهروَّة في عف . جُبَار في عج . ولاتجُبَوُّا في عش . من أجبي في أب . مُجّبأة في قص . وجَبَّار القلوب في دح . في جبوْته في حب . من الجبت في طى جُبّ طلْعة فى جف
الجيم مع الثاء
النبي صلى الله عليه و سلم مَنْ دَعَا دُعَاءَ الجاهليَّة فهو من جُثَى جهنّم
جثى أي من جماعاتها . واُلْجثوة : ما جُمَع من تراب وغيره فاسْتعيرت . وروى جُثىّ وهو جمع جاث ; من قوله تعالى : حَوْل جهَّنم جثيّا نهى عن اُلَمجثَّمة
جثم هي البهيمة تُجَثَّمُ ثم تُرْمَي حتى تقتل . فجثثْتُ في جا . تجثمّها في جف
الجيم مع الحاء
النبي صلى الله عليه و سلم مَرّ بأمَرأةٍ مُجِحّ فسأل عنها فقالوا : هذه أمة لفلان . فقال : أيلُمُّ بها ؟ فقالوا : نعم فقال : لقد هَمَمْتُ أن ألَعْنه لَعْناً يَدْخُل معه في قبره ; كيف يستخدمه وهو لايحل له ؟ أم كيف يُوَرِّثه وهو لايحلُّ له ؟
جح اُلْجحّ : جرْو الحْنظَل والبطِّيخ فشبه به الجنين فقيل للحامل مجُحّ . الضمير في يَسْتَخِدمُه ويُوَرِّثه راجعٌ إلى الولد وهو في الموضعين يرجع إلى الاستخدام والتَّوْريث . والمعنى : أن أمرة مُشْكل إن كان ولده لم يحل له استعبادة وإن كان ولد غيره لم يحل له توريثه . خُذُوا العطاء ما كان عطاء فإذا تجاحفت قريشٌ على الُملْكِ وكان عن دين أحدكم فدعوه

أي تقاتلت من الأجحاف ويقال : الَجحْفُ : الضَّرْبُ بالسيف . والمجاحفة المُزاَحفة
جحف عن دين أحدكم : أي مجاوزاً لدين أَحدكمُ مُباَعداً له . عائشة إذا حاضت المرأةُ حرَمُ اُلجْحْراَنِ . المعنى : أن أحدهما حرام قبل المحيض فإذا حاضت حُرِّما معا وقيل الجُحْرَانُ والحجر
حجْر كُعْقبِ الشهر وعُقْبَانه . ميَمْونه كان لها كلبٌ فأَخَذَهُ داء يقال له اُلجْحَام ; فقالت وَارْحَمتَا لمِسْمارَ ! هو داءٌ يأخذ في رءُوس الكلاب فُتكْوَى بين أعينها وفي عيون الأناسيّ فتِرم
جحام مْسمار اسمُ كلبها . الحسن استؤْذن في قتال أهل الشام حين خرج ابن الأشْعَث فقال في كلامٍ له : والله إنها لعُقوبة فما أدرى أمُسَتأْصَلةٌ أم مُجَحْجَحة ؟ فلا تستقبلوا عقوبة الله بالسيف ولكن بالاْستكانة والتضرُّع . أراد أم متوّقفة كاّفةٌ عن الاستئصال يقال : جَحْجَحَ عن الأمر وجَحْجَحَ عليه :
مجحجح إذالم يقدم عليه . جُحَيْمر في عش . جُحّظ في سح . ولاجَحْراء في طم . فاجْتَحَفَها في صب . الجحيم في قع . فَجْحَجْحَ في جخ
الجيم مع الخاء
النبث صلى الله تعالى عليه وسلم كان إذا سجد جَخىَّ . أي تقَّوس ظهرة متجافِياً عن الأرض من قولهم : جخَّى الشيخ : إذا انحنىُ
جحى من الكبر قال ... لاَخَيْرَ في الشيخ إذا ماجَخَّى

وروى : جَخّ : أي فتح عَضُديه وروي : كان إذا صلى جَخَّ وفٌسرّ بالتحوّل من مكان إلى مكان . ابن عمر نام وهو جالس حتى سمع جَخِيفُة ثم قام فصلى ولم يتوضأ . جخف جَخَفِ النائم : إذا نفخ وزاد على الغَطِيط . في الحديث : إن أرَدْت العِزّ فجَخْجخ في جُشَم . أي صِحْ فيه ونَادِهم . وقيل : احْلُل في مُعْظهم وسَوَادهم ; كأنه ليلٌ قد تَجَخْجَخ : أي تراكمت ظلمته قال الأغلب : ... إنْ سرِّك العزُّ فجَخْجِخْ في جشمْ ... أهل اْلعديد والبناء والكرم ...
وروى بالحاء ; أي توقّف فيهم . ومن روى ... فجحجح بجشم فهو من قولهم : جَحْجَحْتُ بفلان ; أي اتيت به جَحْجَاحا : سيدا . مَجِخّياً في عر . جخراء في طم
الجيم مع الدال
النبث صلى الله تعالى عليه وسلم كتب معاوية إلى المغيرة بن شعبة : أن اكتب إلى بشيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم . فكتب إليه : إني سمعته ويقول إذا انصرف من الصلاة : لاإله إلا الله وحده لاشريك له له الملك واله الحمد وهو على كلِّ شيء قدير . اللهم لامانع لما أعْطَيْتَ ولا مُعْطِي لما منْعت ولانفع ذا الجد منك الجد وروى : لما أنطيت لاُمنْطي . الجَدّ : الحظّ والإقبال في الدنا . واُلْجدّ بالضم : الصفة ومثله الحلو والمر وناقة غُبْر أسفْار . ومنه قوله صلى الله تعالى عليه وسلم : قمت على باب الجنة قإذا عامة من يدخلها

الفقراء وإذ أصحاب الجَدِّ مَحبْوسون . منك : من قولهم : هذا من ذاك ; أي بدل ذاك ومن قوله : فليت لنا من ماء زمزم شَرْبهً ...
أي بدل ماء زمزم . ومنه قوله تعالى : ولوْ نَشَاءٌ لجَعَلنْامنكم ملائكة في الأرْض يَخْلقُونُ . والمعنى : أن المحظوظ لاينفعه حظُّه بذلك أي بدل طاعتك وعبادتَك ويجوز أن تكون من على أصل معناها ; أعُني الابتداء وتتعلق إما مابينفع وإما بالجَدّ . والمعنى : المجدود لاينفعه منك الجد الذي مَنَحْتَه وإنما ينفعه أن تمنحه اللطف والتوفيق في الطاعة أولاَينْفع من جده منك جَدُّه وإما ينفعه التوفيقُ منك الآنطاء : الإعطاء بُلغَة بني سَعْد . إني عندالله مكتوبٌ خاتم النبيين وإن آدم لمنجدلٌ في طينته . انجدل : مطاوع جدله إذا ألقاه على الأرْض وأصلُه الإلقاء على الجَدالة وهي الأرض الصُّلبه وهذا على سبيل
جدل فعل مناب فعل وقد سبق نظيره . الطينة : الخلقة من قولهم : طانه الله طينتك والجار الذي هو " في " ليس بمتعِّلقٍ بمنجدل وإنما هو خيُر ثان لأن والواو مع مابعدها في محل النصب على الحال من المكتوب . والمعنى كتْبِتُ خاتم الأنبياء في الحال التي آدم مطروحُ على الأرض حاصلٌ في أثناء الخلقة لمّا يُفْرَغْ من تصويره وإجراء الروُّح فيه . نهى صلى الله عليه و سلم عن جَدِادِ الَّليْل . وعن حصاد الليل هو بالفتح والكسر : صرام النخل وكانوا يَجُدوّن بالليل ويحصدون خشية حضور المساكين وفراراً من التصدّق عليهم ; فنهوا عن ذلك بقوله تعالى : وآتوٌا حَقَّه يوم حَصَادِه
جداد

أوصى من خَيْبر بجادِّ مائة وسْقٍ اللأَشْعَريّين وبجادَّ مائة وَسْقٍ للشَّنائيَّين
جاد أي بنخلُ يُجَدُّ منه مائة وسق من التمر وهو من باب قولهم : ليل : نائم . ومنه حديثه : اربطوا الفرس فمن ربط فرسا فله جادُّ مائة وخمسين وسْقاً . قيل : كان هذا في بَدءِ الإسلام وفي الخيل إذا ذاك غِزّة وقله الشنئ : منسوب إلى شَنوُءة بحذْفِ الواو وفتح العين وهكذا النسبه إلى كل ماثالثه واو أوياء ساكنه وفي آخره تاء تأنيث كقولهم : عَضَبِيّ وحنَفَىّ نسبهم إلى بني عضوبة وبني حنيفة . وروى للشَّنِويّين وهذا فيمن خفف شنؤءة بقلب همزتها واوا . أبو بكر الصديق رضي الله عنه إن قوم خُفافَ بن نَدْبَه السلمي ارتدوا وأبي أن يرتد
جداء وحسن ثباته على الإسلام ; فقال فيه شعرا قوافيه ممدودة مقيدة : ... ليس لشئ غير تقوى جداء ... وكل خلق عُمْروه للفناء ... إن أبا بكر هو الغيث إذا ... لم تُزْرغ الأمطارُ بقلا بماء ... المعطي اٌلجْرْد بأرسانها ... والناعجات المٌسْرعات النخاء ... والله لايدركُ أيامه ... ذو طُرّةٍ ناش ولاذُو رداءْ ... من يَسْع كي يدرك أيامه ... يجتهد الشدَّ بأرضٍ فضاء ...
الجداء : من أجدى عليه كالغناء من أغنى عنه . الإزراغ : البلَّ البليغ ومنه الرَّزَغه وهي الرَّدْغَة المعطى : نصب على المدح . الناعجات : الإبل السرِّاع وقد نعجت وقيل الكرام الحسان الألوان من النّعَجَ

يجتهد الشدّ : أي يجتهده ويبلغ أقصى ما يمكن منه من قولهم : اجتهد رأيه . عمر رضي الله عنه جدب السَّمر بعد العتَمَة . الجدْبُ : العَيْبُ والتنقُصُ قال :
جدب
ومن وجه تعلل جادبه
ومنه الجَدْب . خرج إلى الاسْتَسْقاء فصعد المنبر فلم يَزِدْ على الْاستغفار حتى نزل فقيل له : إنك لم تَسْتَسْقِ . فقال : لقد استسقيت بمجاديح السماء . هو جمع مْجِدَح : وهو ثلاثة كواكب كأنها أُنفْيِةَّ فشُبَّه بالمْجِدح وهو خشبة لها ثلاثة اعيار الجدح يجُدْح بها الدواء : أي يُضْرب والقياس مجادح فزيدت الياء لإشباع الكسرة كقولهم : الصياريف والدَّراهيم . وهو على قياس قوله سيبويه جمْعُ على غير واحد . والمْجِدح عند العرب من الأنواء التي لاتكاد تخطئ وإنما جمعه لأنه اراده وماشاكله من سائر الآنواء الصَّادقة . والمعنى : أن الستغفار عندى بمنزلة الأستسقاء بالآنواء الصادقة عندكم ; لقوله تعالى : فُقْلتٌ استغِفرُوا ربكم إنَّهُ كان غفَّارا يرسل السماء عليكْمُ مدْراراً . سأل المفقود الذي ْاشُتْهَوته الجن : ماكان طعامهم ؟ قال : الفول ومالم يذْكَر اسم الله عليه . قال : فماكان شراُبهمُ ؟ قال اَلجْدفَ

جاء في الحديث : إنه مالايغُطَّى من الشراب كأنه الذي جدف عنه الغطاء : أي نُحىِّ و جذفُ من قولهم : رجل مَجْدُوف الكُمَّيْن إذا كان قصير الكٌمَّين محذوفهما وجذفت السماء بالثلج وجدفت : رَمَتْ به وقيل : هو كل ما رُميِ به عن الشراب من زبد او قذى . وقيل : هو نبات إذا رعتْه لإبٌل لم تحتج إلى الماء كأنه بجدف العطش . جدف والتقدير : أي شيء كان طعامهم أو شرابهم . وإنْ نُصبا كان في محلِّ الرفع وفي الفعل ضميُر ه . والتقديرُ : أي شىء كان هو طعامهم أو شرابهم والجدف جائز فيه الرفع والنصب . علي عليه السلام وقف على طَلحْة يوم الجمل وهو صريع فقال : أَعْزِزْ علىَّ أبا محمد أن أراك مُجَلاّ تحت نُجوم السماء في بطون الأودية شَفَيْتُ نفْسي وقتلت معَشْرى ! إلى الله أشكو عجرِى ونجري ! المجدل : المطروح جدل العجر : العُقد في العصب ومنه عُجَر الَعَصا . والبُجَر : العروق المتعقَّدة في البطن خاصة وقيل : العُجر النفخ في الظهُّور والبْجر في البطون فوُضِعَتْ موْضع الهموم والأشْجان على سبيل الاستعارة . سعْد رميتُ يوم بَدْرٍ سُهيل بن عمرو فقطعتُ نساه فانبعثتْ جدية الدم . جدى هي أول دَفْعةٍ منه . ابن عمر كان لايُبالي أن يصلى في المكان الجدد والبَطْحاءِ والتراب . الجدد : المستوى الصُّلبْ

والبَطْحَاء : المسيل الذي فيه حصى صِغار . انس كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جد فينا . أي عظُم فيما بيننا . ومنه جَدُّالله وهو عظمته . جدد معاوية رضي الله عنه قال لصَعْصَعة بن صُوحان : أنت رجلُ تتكلم بلسانك فما مرَّ عليك جَدَّلتْهُ ولم تنظر في أَرْزِ الكلام ولا استقامته . فقال له صَعْصَعة : والله إني لأتْركُ الكلام حتى يَخْتمَر في صَدْرى فما أُزْهف به ولأاُلهْبُ فيه ن حتى أقوم أوده وأنظر في اعْوجاجه فآخذ صَفْوه وأع كدره . أراد انه يتكلم بكل مايعنّ له من غير رويَّة ; فشبهه بالصائد الذي يرِمْي جدل فُيَجِّدل كلما أكْثبه من الوحش المارة عليه . جدل الأرز ك من قولك : أَرز الشيءُ : ثبت في مكانه فاجتمع . ومنه : الآرزة والمراد التئام الكلام . الإزهاف : الاستقدام يقال : أزهْفَتْ قدما ; يعني مااقدِّمه قبل النظر فيه ويجوز أن يكون من أَزْهفَ فلان في الحديث إذا زاد فيه وقال ماليس بحق وقد صحَّف من رواه بالراء . والإلهاب : الإسراع . عاشئة رضي الله تعالى عنها قالت في العقيقة : تذبح يوْم السابع وتُقَطَّع جُدُولاً ولايكْسَرلها عظم . أي أعضاء تامة . قال المبرد : الَجْدل : العظم يفصل بما عليه من اللحم

يوم السابع : أي يوم الليل السابع . كعب رضي الله عنه شر الحديث التَّجْديف . جدف هو كُفْران النعمة واستْقلالها وحقيقته نسبة النِّعْمة إلى التقاصر ; من قولهم : فميص مَجدُوف الكُمَّينْ ومنه الحديث لاتجَّدفُوا بنعم الله . ومنه الحديث الأوزاعي : سُئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أي العمل شرُّ ؟ قال : التَّجْديِف . قيل وما التجديف ؟ قال : أن يقول الرجل : ليس لي وليس عندي ; لأن جُحُود النْعَمْة من كُفْرانها . مجاهد قال في تفسير قول الله تعالى : قُلْ كَلٌ يَعْمَلُ على شاكلته : على جديلته . جديلة هي الطريقة والناحية . وقال شمر : مارأيت تصحيفا أشْبه بالصواب مما قرأ مالك بن سليما ن عن مجاهد في تفسير قوله تعالى : قلْ كلُّ يَعْملُ على شَاكَلِته . أي على جديلته ; فإنه صحَّف قوله ك على جديلته فقال : على حد يليه . ابن سيرين رتحنه الله كان يختار الصلاة على الجد إن قدر عليه فإن لم يقدر عليه فقائما فإن لم يقْدِرْ فقاعدا . جد الجُدّ بمعنى الجُدَّة : وهي الشاطئ يعني أن راكب السفينة يٌصلىِّ على الشاطئ فإن لم يقدر صلى في السفينة فائما وإلا فقاعدا . عطاء قال في الُجدْ جدُيموت في الوضوء : لابَأْسَ به . هو صَّرارُ الليل وفيه شبه من الجراد قال ذو الرمة :

كأناّ تُغَنىِّ بيننا كل ليْلة ... جدا جدُ صيْفٍ من صرير الأواخر ...
في الحديث : فوردنا على جُدْجُدٍ مْتَدمَنْ . قيل : هو البئر الكثيرة الماء . أوْ جَدْعاء شر . وجداً في - حي . وجَداية في ضغ . الجدر في شر يُجَادُونه في مص . جَادِسَهُ في خم . الجديد في صل
الجيم مع الذال
النبي صلى الله تعالى عليه وسلم من تعلَّم القرآن ثم نسيه لقى الله تعالى وهو أجذْم . أي مقْطُوع اليد . جذم ومنه قول علي عليه السلام : مَنْ نَكَثَ بيعته لقى الله وهو أجذْم ليست له يد . وقيل : الجذم الأَجذْوم والمجذَّم : المصاب بالُجذَام وقيل : هو المنقطع الحجَّه . في حديث المبعث إن ورقة بن نوفل قال : ياليتني فيها جذَعْ . أراد ليتني في نُبُوّته شابُّ أقوى على نصرته أو ليتني ادركتها في عصْر الشَّبيبة جذع حتى كنت على الإسلام لاعلى النصرانية . علي عليه السلام أسلم والله ابو بكر وانا جَذْعَمَة أقول فلا يسمع قولي فكيف أكون أحقَّ بمقام أبَي بكر ؟

هي الجدعة والميم زائدة للتوكيد كالتي في زُرْقُم وسُتْهُم . وفي التاء وجهان : أحدهما المبالغة والثاني التأنيث على تأويل النفّس أو الُجثّة . جذعم أمر نوْفا البكالّي أن يأْخُذ من مِزْوردِه جذيذا . جذذ هو السَّويق لأنه يجذّ أي يكَسَّرٌ ويجش والشربةُ منه : جذَيذة . ومنها حديث أنس رضي الله عنه ك قال محمد بن سيرين : أصْبحنَا ذات يوم بالبَصْرة ونَدْرْي على ما نحن عليه من صومنا فخرجت حتى أتيت أنس بن مالك فوجدته قد أخذ جذيذة كان يأخذها قبل أن تغْذو في حاجته ثم غدا . يجوز أن تكون ما أستفهامية قد دخل عليه الجار وأبقيت كما هي غير محذوفة الألف وإن كان الحذف هو الأكثر استعمالا وعليه زائدة للتوكيد . ويجوز أن تكون موصوله ويجرى ندرى مجرى نطلع ونقف ; فيعدى تعديته . حذيفة رضي الله عنه حدثنا رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم حديثين قد رأيت أحدهما وأنا أَنْتَظرُ الآخر : حدَّثنَا أن الأمانة نزلت في جَذْرِ قلوب الرجال ثم نزل القرآن فعلّموا من القرآن وعلموا من السنة . ثم حدثنا عن رَفْع الأمانة فقال ينام الرجل النومة فَتُقْبضَ الأمانة من قلبه فيظلّ اثرها كأثر الوَكْت ثم ينام النومة فتُقْبض الآمانة من قله فيظلّ أثرها كأثر المَجْل كَجْمر دحرجْته على رجلك تراه مُنْتبِرا وليس فيه شيء ولقد اتى على زمانٌ وما أبالي أيكم بايعْتُ لئن كان مسلما ليردنه على إسلامته ولئن كان يهودّيا أو نصرانيا ليردنّه على ساعية فأما اليوم فما كنتُ لأبايع إلا فلانا وفلانا . جذر الِجذْر بالفتح والكسر : الأصل . قال زهير : ... وسامعَتيْن تعرف العتق فيهما ... إلى جذْر مَدْلوِك الكُعُوب مُحَدَّد ... الفرق بين الوكت والمْجل : أن الوَكْت : النُّقَطَ في الشيء من غير لَوْنه يقال :

بعَيْنه وَكْته ووكت الُبْسرُ : إذا بدت فيه نقطُ الإرْطاب . والمْجل : غلظُ الجْلد من العمل لاغير ويدلُّ عليه قوله : تراه مُنْتبراً : أي متتفخاً وليس فيه شئ . بايعت : من البيع . الساعي : واجد السُّعاة : وهم الولاة على القوم ; يعني أن المسلمين كانوامتحققين بالإسلام فيتحفظون بالصِّدْق والأمانة والملوكُ ذوي عدل فما كنت أبالي من أعامل ; إن كان مسلما رجعه إلى بالخروج عن الحق عملُه بمقتضى الإسلام وإن كان غير مسلم أنْصفَنَي منه الوالي . الحُباب قال يوم سقيفة بني ساعدة حين اختلف الأنصار في البيعة : أنا جُذْيلُها المحكَّك وعْذَيْقُهَا المرجَّب منا أمير ومنْكم أمير . الجذْل : عودُ يُنْصبَ للإبل الجَرْبى تحتكُّ به فتستشفى . والمحكَّك : الذي كَثرُ به الاحتكاك حتى صار مًُملَسّا . جذل والعذق ك بالفتح ك المخلة . والمرجب : المدْعُوم بالرُّجْبه وهي خشبة ذات شُعْبتين ; وذلك إذا طال وكَثُر حمله . والمعنى : إني ذُو رأي يَسْتَشفْى بالاستضاءة به كثيرًا في مثل هذه الحادثة وأنا في كثرة التجارب والعِلْم بموارد الأحوال فيها وفي أمثالها ومصادرها كالنخله الكثيرة الحمل ثم رمى بالرأي الصائب عنده فقال : منا أمير ومنكم أمير . قتادة قال في قوله تعالى : والرَّكبُ أسْفل منكم . أبو سفيان انْجذم بالعير فانطلق في ركب نحو البحر . حذم والُمجذْية في خو . يتجاَذْون في رب . يجذْلِ في شى . والَجذْم في مص . واَلْجذَعة في ثغ . حِسْمَى جُذَام في كف

الجيم مع الراء النبي صلى الله تعالى عليه وسلم : من شرب من آنية الذهب والفضة فكأنما يُجَرْجِرُ في جَوْفه نارُّ جهنم
جرجر أي يرّددها فيه من جَرْجَر الفحلُ : إذا ردذد الصوت في حنجرته . ما من عبد نام بالليل إلا على رأسه جرير معقود فإن هو تَعَارَّ وذكر الله حلَّت عُقْدَةٌ فإن هو قام وتوضأ وصلى حُلتَّ عقدة . وروى : يَعْقُد الشيطان على قافية رأس أحدكم ثلاث عُقد فإذا قام من الليل فتوضّأ وصلّى انحلّت عقدة
جرر هو حبلُ من أدم . تعارّ : سهر بَصْوتٍ ومنه عرار الظَّليم وهو صياُحه . وفي معناه : حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهما : من أَصْبحَ على غيْر وتْرِ أصبح وعلى رأسه جريرٌ سبعون ذَراعاً . ومن الجرير قوله صلى الله تعالى عليه وسلم لبنى عبدالمطلب وهم ينزعون على زَمْزَم : انزعوا على سقايتكم فلولا أن يغلبكم الناس عليها لنَزَعْتُ معكم حتى يُؤَثّرَ الَجْرِيُر بظهْرى . ومنه الحديث : إن رجلا كان يِجُرّ الجرير فأصاب صَاَعيْنِ من تَمْر فتصدَّق بأحدهما فلمزه المنافقون . معناه : أنه كان يستقى الماء . القافية : القَفَا . قالت عائشة رضي الله تعالى عنها : نصبتُ على باب حُجْرَتي عباءة وعلى مَجِّر بيتى سترا مَقْدمه من غزوة خَيْبر أو تبوك فدخل البيت فهتك العَرْصَ حتى وقع إلى الأرض . المجرّ والعَرْص واحد وهما الجائز الذي تُوضع عليه أطراف العوارض

وروى بالضّاد وقيل : لأنه يوضع على البيت عَرْضا ويقال : عرضت السقف تَعْريضاً . مَقْدمة : نصب على الظرف أي وقت مَقْدمَه . ليس لابْنِ آدم حقٌّ فيما سوى هذه الخصال : بيْتُ يُكنُّه وثَوْبٌ يواري عوْرته وجرفُ الخُبْزْ والماء ويروى : جلف
جرف وهما جمع جرْفة وجلْفة ; وهي الكِسْرة من جرفته السَّنة وجَلَفَتْه . الخصال : الخلال وليست الأشياء المذكورة بخلال ولكن َّالمراد إكْنان بيت ومُوَاراة ثوْب وأكل جرف وشرب ماء ; فحذف ذلك كقوله تعالى واْسأل اْلقَرْية . وروى : كلُّ شىء سوى جلِفْ الطعام وظلّ بيتٍ وثوب يستْر فَضْلٌ بسكون لام جلف . وقيل : هو الخُبزْ اليابيس غير المأْدوُم . وأنشد : ... الفقْر خْيرٌ من مبيتٍ بُتُه ... بجُنِوُب زَّخَة عْند آلِ معارك ... جاءُوا بجْلف من شعير يابس ... بينْى وبيْن غُلاَمِهمِ ذي الحَْارك ...
لا تٌجار أخاك ولا تُشاره
جرى أي لا تُطَاوْلهُ ولا تغالبه فْعلَ اُلمَجارِى في السباق . والمشارَاة : الملاجّة ومنها : اْستشْراء الفرس في عَدْوه . ورُويا مشددَّين قيل : المجارَّة من الجرير وهو أن يجنى كل واحد منهما على صاحبه وقيل : الممُاطلة وان يلوى بحقه ويجره من وقت إلى وقت . والمشارَّة من الشر . دخلت امرأةُ النار من جرَّا هرةٍ لم تُطْعمها حتى ماتَتْ هزلا . أي من أجلها . قال أبو النجم : ... فَاضَتْ دُمُوعُ العْيَنْ من جرَّاها

قال عمرو بن خارجة الأشعري : شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حِجّة وكنت بين جران ناقته وهي تَقْصَع بجرَّتها ولغُامُها يَسيِلُ بين كَتفيّ
جرن وهو العنق : ما بين المذبح إلى المنحر . القَصْع : المضَغْ بعد السدع ; وهو الدَّسْع ; وهو نَزْع الجرَّة من الكرش إلى الفمَ يقال : دسعْت بجرتِّها ثم قصعت بها . اللُّغام : الزبد ولغم البعيُر : رمى به . أبو بكر رضي الله عنه : مرَّ الناس في مُعَسكرهم باُلجْرَف فجعل ينسب القبائل حتى مرَّ ببنى فزارة فقام له رجلٌ منهم فقال ابو بكر : مرْحبا بكم : قالوا : نحن يا خليفة رسول الله أحْلاسُ الخيل وقد قُدْناها معنا . فقال أبو بكر : بارك الله فيكم
جرف الجُرْف : موْضع وأصله ما تَجَّرفَتْه السيول من الأودية . يَنْسُب القبائل : من قولهم : نسبتُ فلانا إذا قُلْتَ : ما نَسَبُك ؟ قال أبو وجزة : ... ما لْنَ يَنْسُبْنَ وَهْناً كلَّ صادِقةٍ ...
اي يُشخصن القطا فيقول : قطا قطا ; فجعل ذلك نسباً له . حلَسْ الدابة : كالمرشحة يكون تحت اللِّبْد فيَشّبُه به الرجل اللازم لظَهْر الفرس . عمر رضي الله عنه : تجرَّدُوا بالحجِّ وإن لم تُحرْموا
جرد أي جيئوا بالحج مُفْرداً وإن لم تقْرنوا الإحرام بالعمرة ; يقال : جَّردَ فلانُ الحجَّ وتجرَّد به : إذا أفْرَدَه ولم يَقْرُنه بالعُمْرَة

أتى مسجد قباء فرأى فيه شيئا من غبار وعنكبوت ; فقال لرجل : أئتني بَجريدٍة واَّتق العَوَاهين . قال : فجْئِتُه بها فربط كُمَّية بوذمة ثم أخذ الجريدة فجعل يتتبَّع بها الغُبَار . الجريدة : السَّعفة التى جرُدِّ عنها الخوص ; أي قُشر . العَواهن : ما يلي القَلبِة من السَّعف وإنما نهى عنها لئلا يضرّ قطُعها القلبة . الوذمة : السير . كان يأخذ بيده اليمنى أذنه اليسرى ثم يجمع جَرَاميزه ويَثِبُ فكأنماُ خلق على ظهرْ فرسه
جرمز أي أطرافه . ومنه تحرْفر الرجلُ من واجْرَنمز : إذا اجتمع وتقَّبض وهو لم يُسْمع واحده كالعباديد والحذافير وقيل : الجُرْمُوز : الرُّكبة فإن صحّ كان المعنى أنه جمع ركبتيه وما يتصل بهما . ومنه حديث المُغيرة : إنه لما بُعث إلى ذى الحاجبَيْن قال : قالت لي نفسي : لو جمعت جراميزك فوثبت وقعدت مع العِلْج . عبدالرحمن : قال الحارث بن الصِّمِّة : رأيتُه يوم أُحُد في جَرِّ اَلْجبَل فَعطَفْت إليه
جرر هو أسفله . قال : ... وقد قَطَعْتُ وادياً وجرا ...
وكأنه ما نْجَزَّ على الأرض من سفْحه . وقولهم : ذَيْل الَجبَل . يَحْتَجُّ له . ابن مسعود رضي الله عنه : جرِّدُوا القُرْآن ليْربُو فيه صَغُيركمْ وى يَنْأَى عَنْهُ كبيركم ; فإن الشيطان يخرج من البيت تقرأ فيه سورة البقرة
جرد قيل : أراد تجريده عن النُّقَط واْلفَوَاتح والعُشور لئلاَّ ينشأ نشْىءُ فُيَرى أنها من القرآن . وقيل : هو حثٌ على ألا يتعلم معه غيره من كتب الله لأنها تؤخذ عن النصارى واليهود وهم غير مأمونين

وقيل : إن رجلا قرأ عنده فقال : أستعيذ بالله من الشيطان الرجيم فقال : ذلك . وفيه وجهٌ أسلوبٌ الكلام ونظمه عليه أدلّ : وهو أن يجعل اللام من صلة جَرِّدوا ويكون المعنى : اجعلوا القرآن لهذا وخُصُّوه به واقصروه عليه دون النسيان والإعراض عنه من قولهم : جرد فلان لأمر كذا وتجرد له . وتخلصه : خصُّوا القرآن بأن ينَشْأ على تعلّمه صغاركم وبألاّ يتباعد عن تلاَوَته وتَدبُّره كباركم ; فإن الشيطان لا يقر في مكان يقْرأُ فيه . أبو هريرة رضي الله عنه : لو رأيت الوعول تَجْرِش ما بين لاَبَيَتهْا ما هِجْتُها ولاَ مِسْتُها ; لأن رسول الله صلى الله عليه و سلم حرَّم شجرها أن تُعْضَد أو تُخْبطَ
جرش أي ترُعْى وتقَضْم والأصل فيه جرش الملح وغيره ; وهو الا ينُعْمَ دَقّهُ فهو جريش ثم استُعير لموضع القَضْم . وأما اْلجْرس فهو أن ينقر الطير الحبّ فيُسْمَع له جَرْسُ أي صوت ومنه : نحل جوارس . اللاّبَتَان : حَرّتاَ المدينة . مْسُتها : أي مستها . وفيه وجهان : أحدُهما أن تحذْف السين وتُلقْى حركتها على الميم . والثاني : أن تحذفها حذفا من غير أن تُلقيها عليها فتقول : مستها بالفتح ومثله ظِلْتُ وظِلْتُ في ظللت . ابن عمر رضي الله عنهما شهد فتح مكة وهو ابن عشرين سنة ومعه فرسُ حروُن وجمل جَروُر وُبَرَدَةٌ فلوت ورُمْح ثقيل ; فرآه رسول الله صلى عليه وآله وسلم وهو يخْتلى لفرسه فقال صلى الله عليه وآله وسلم : إن عبدالله وإن عبدالله
جرر اَلْجروُر : لا ينقاد كأنه يجُرَّ قائده أو يَجرَّ بالشَّطن جَرَاً . الفَلوُت : التي لا تنضمّ عليه لصغرها كأنها تنفلت عنه

يخَتْلى : يَجْتزَّ الخلى ; وهو الرَّطْب ولامُه ياء لقولهم : خَلَيْت الخلى . قال ابن مقْبل : ... تمَطَّيْتُ أُخْلِيه الِّلجام وبذَّنى ... وشخَصْى يُسامى شَخْصه ويُطاوِلُه ...
أي أجْعل اللجام في فيه مكان الخلى . إن عبدالله إن عبدالله : ويجوز أن يكونا جملتين محذوفتى الخبر ويجوز أن تكون الثانية خبرا كقولهم : عبدالله عبدالله . عائشة رضي الله عنها رأت امرأة شلاَّء : فقالت : رأيت أمىِّ في المنام وفي يدها شَحْمَةُ وعلى فرجْها جُرَيْدةً وهي تَشْكُو العطش فلأردتُ أن أسقيها فسمعت منادياً ينادى : ألا من سقاها شلتّ يمينُها فأصبحتُ كما ترين
جرد تصغير جَرْدة : وهي الخْرْقة الَخلَقَ ; من قولهم : ثوب جرد . وهب رحمه الله : قال طالوتُ لِدَاود : أنت رجلُ جرىءُ وفي جبالنا هذه جَرَاجَمٌة يحتربون الناس
جرجم هم اللصوص من جرجمة : إذا صرعه ; وقياس الواحد جرجمى . يَحْتربَون : يستلبون ; من حربته : إذا أخذت ماله . الشعبي رحمه الله : قال سُوَيد : قلت له : رجل قال إن تزوجت فلانة فهى طالق . قال : هو كما قال . قلت : إن عِكْرمة يزعم أن الطَّلاقَ بعد النكاح . قال : جرَمْز مولى ابن عباس
جرمز اي حاد عن الصواب ونكص . الحسن رحمه الله تعالى : قال عيسى بن عمر : أقبلت مُجْرَنْمزِاُ حتى اقعنبيت بين يديه فقلت : يا أبا سعيد ; ما قول الله : والنخل باسقات لها طَلْعُ نضيد ؟ قال : هو الطِّبيعِّ في كُفَّراه . أي مُتَقَبَّضاً

قَعْنبَيت : استوفزت حاعلا يدى على الأرض . الطِّبيعِّ : لبّ الطلَّع سُمىّ لامتلائه من قولك : هذا طبع الإناء ; أي ملؤه وَطَّبع القربة . والكفُرىّ : قشْر الطلع . عبدالملك قال في خطبته : وقد عَظْتكُم فلم تزدادوا على الموعظة إلاّ اسْتِجَراحاً
جرح هو استفعال من الجَرْح ; وهوالطعن على الرجل وردّ شهادته ; أي لم تزدادوا إلا فساداً تستحقُّون به أن يُطْعنَ عليكم كما يفعل بالشاهد . ومنه قول ابن عَوْن رحمه الله : اسْتَجْرَحَتْ هذه الأحاديث . أي كثُرت حتى دَعَتْ أهل العلم إلى جَرْح بعَضْها . ولا يستَجْرينكم في جف . بيده جريده في زو . جردية في ري . مُجَرَّسة في سر . جُرْداً في سق . في موضع الجرير في غف . من الجريمة في عذ . المتجردّ في شذ . وه في بر . جراثيم العرب في رك . حارّ جارّ في شب . جُرَنَمُها في صر . اجرد في قع . وأجر في قن . ولا يَجُرّ عليه في هض . جَرَّسَتكْ الدهور في حن . ولم تُجرَد في سر . ثم جَرْجَم في لو . ثم يُجَرجْرُ في كو . جرزا في دو . وعلى جرته في حن بجريعة الذقن في كف . بجريرة حلفائك في عض . جراثيم في رف . الجيم مع الزاى النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال لأبي برُدة بن نيار في الجْذعة التى أمره أن يُضَحِّى بها : ولا تَجْزى عن أحد بعدك
جزأ أي لا تُؤدِّى عنه الواجب ولا تَقْضيه من قوله تعالى : لا تَجْزِى نفْسٌ عن نفس شَيْئا . وإنما وضع الجزاء موضع الأداء ; لأن مُكافأة الصنيع كقضاء الحقّ

أمر باخراج اليهود والنصارى من جزيرة العرب
جزر قال الأصمعى : هي من أقصى عَدَنِ أبين إلى ريف العراق في الطول . وأما الَعْرضُ فمن جُدَّة وما والاها من ساحل البحر إلى أطراف الشام . وقيل : ما بين حفر أبي موسى إلى اقصى اليمن في الطول . وأما العَرْض فما بين رَمْل بيرين إلى منْقَطَع السَّماوة . وقيل : سُميِّت جزيرة ; لأن البحرين : بحر فارس وبحر الحبش والرَّافَديْنِ قد أحاطت بها . قال علي رضي الله عنه في وصف دخوله صلى الله عليه وآله وسلم : كان دخوله لنفسه مَأذْوُنٌ له في ذلك فكان إذا أوى إلى منزله جَّزأَ دخوله ثلاثة أجزاء : جزءا لله وجزءُ لأهله وجّزءاً لنفسه . ثم جزأ جُزْأهُ بينه وبين الناس فيردُّ ذلك بالخاصَّة على العامّة ولا يدَّخر عنهم شيئاً
جزأ يريد أن العامة كانت لا تصل إليه في منزله ولكنه كان يوُصِّل إليها حظَّها من ذلك الجزاء بالخاصَّة التى تصل إليه فتوُصله إلى العامَّة . لنفسه : من صلة الدخول . ومأذون : خبر مبتدأ محذوف والجملة في موضع خبر كان ; ويجوز أن تَسْتِتر في كان ضمير الشَّأنْ ويرتفع الدخول بالابتداء ومأذون خبره ويجوز أن يكون لنفسه خبر كان ومأذون خبر مبتدأ محذوف والجملة لا محل لها ; لأنها بدل عن قوله كان دخوله لنفسه . وقف على وادى محُسَرِّ فَقَرع راحلته فَخَبِّتْ حتى جزعه
جزع أي قطعه عرضا ومنه جِزْع الوادى

ذكر خروج الدَّجال وانه يدعو رجلا ممتلئاً شابا فيضربه بالسيف فَيقْطَعه جِزْلتَيِنَ رَمْيةَ الغرَضَ ثم يدعوه فُيْقبِلُ يتهلّلُ وجهه يَضْحَك
جزل أي قطعتين يقال : ضرب الصيد فجزله جزْلَتيَن : إذا قطعه باْثنَتَينء . رَمْية بالغَرضَ : يريد أن بُعْد ما بين القطعتين رمْية غرَض وتقدير الكلام كانه قال : فيفصل بين نصفيه فَصْلاً مثل رمية الغرض ; لأنه معنى قوله : فيقطعه جِزْلتين أو فيفصل بين نصفيه واحد . واحد . قال : لا يحلُّ لأحدٍ منكم من مال أخيه شىء إلا بطيب نفسه . فقال له عمرو بن يثربى : يا رسول الله ; أرأيت إن لقيت غنم ابن عَمِّي أَجْتَزرُ منها شاة ؟ فقال : إن لقيتها نعجة تحمل شفرة وزنادا بَخْبتِ اَلْجِميِش فلا تهجها
جرز اجّتزارُ الشاة : اتخاذها جَزَرَة وهي من الغنم كالجَزُور من الإبل . خَبْت : علم لصحراء بين مكة والحجاز . قال جُنْدبُ : ... زَعَم العواذلُ أن ناقة جُنْدبٌ ... بجُبَوُبِ خَبْت عُرِّيت وأجمت ...
وامتناع صَرْفها للتأنيث والعلمية ويجوز أن تُصْرفَ لسكون الوسط . والجميش : صفة لها فعيل بمعنى مفعولة من الجمش وهو الحلق كأنها حلق نباتها . ويجوز أن تضاف خَبْتِ إلى الجميش . والجميشَ : النبات . والمعنى : إنك إن ظفرت بشاة ابن عمك وهي حاملةٌ ما تحتاج إليه في ذبحها واتخاذها من سكينّ ومِقْدحة وأنت مُقْوٍ في أرْضٍ قفر فلا تعتَّرض لها . عمر رضى الله عنه أتاه رجل بالمصلى عام الرمادة من مزينة فشكا إليه سوء الحال وإشراف عياله على الهلاك ; فأعطاه ثلاث أنياب جزائر وجعل عليهن غرائر فيهن رِزَمٌ من دقيق ثم قال له : سر فإذا قدمت فانْحر ناقة فأَطْعِمَهم

بوَدَكها ودقيقها ونوز . فلبث حيناً ثم إذا هو بالشَّيخ الُمزَنّى فسأله فقال : فعلت ما أمرتني به واتى الله بُالحَياَ فبعْتُ ناقتين واشتريتُ للغْيال صُبَّة من الغنم فهى تروح عليهم . الجزائر : جمع جَزُور وهى الناقة قبل أن تُنْحَر فإذا نحرت فهى جزُور بالضم . الرِّزْمة من الدقيق : نحو ثلث الغرارة ورُبعها وهي من رزم الشىء : إذا جمعه كالقْطَعة والصِّرْمة من قطع وصرم يقال أيضا للثياب المجموعة وبقية التمر في الجُلْةّ : رزْمة . نَوِّزْ : قلِّل عن شمر . الحيا : الخصب ولامُه ياءٌ وهو من الحياة . الصبة : ما بين العشر إلى الأربعين . تسمية الناقة المسّنة بالناب لطول نابها كما يُسمَّى الطليعة عينا ; والناب مذكرَّ مذطر فلوحظ الأصل حيث قيل : ثلاثة أنياب على التذكير كما قالوا في تصغيرها : نُييَبْ لذلك . ابن مسعود رضى الله عنه اشترى من دهُقْانَ أرضا على أنْ يَكْفَيِه جزْيتَهَا
جزى الْجِزْية : الخراج الذي ضُرب على الكفّار جزاؤه ; أي أداؤه فاستعيرت الخراج الأرْض المحتوم أداؤه . والمعنى أنه شرط عليه أن يؤدى عنه الخراج في السنة التى وقع فيها البيع . أبو هريرة رضي الله عنه كان يُسَبِّحُ بالنَّوى المجزَّع وروى بالكسر
جزع قيل : هو الذي حُكّ بعضه حتى ابيضَّ وترك الباقى على لونه فصار على لون الجَزْع وكل ما اجتمع فيه سواد وبياض فهو مجزَّع . ومنه جَزِّع الُبسر إذا أرطب إلى نَصْفه

والمعنى أنه اتخذ سُبْحَة من النَّوى يسِّبح بها . خوات رضى الله عنه : خرجت زمن الخَنْدق عيْنا إلى بنى قريظة فلما دنوتُ من القوم كَمَنْتُ ورُمَقْت الحصون ساعة ثم ذهب بي النوم فلم أشعر إلا برجل قد احْتَملنى فلما رقى بي إلى حُصُونهم قال لصاحب له : أبشر بَجَرزَةٍ سمينة فتناومَتْ فلما شُغل عنى انتزعتُ مِغْولا كان في وسطه فَوجَأْت به كبده فوقع ميّتا
جزر هي الشاة المعدّة للجَزْر ; أي الذبح . المِغْول : شبه الخَنْجر يشده الفاتك على وسطه للاغتيال . قتادة رحمه الله قال في اليتيم : تكون له الماشيةُ يقوم ولُّيه على صلاحها وعلاجها ويصيب من جززها ورسْلها وعوارضها
جز جمع جزَّة وهي ما جُزّ من صوف الشاة . يقال : اعطنى جَّزِةً أو جزتين أي صُوف شاةٍ أو شاتين ; وفلان عاض على جَّزِةٍ : إذا كان عظيم الَّلحيْة . الرسل : اللبن . العوارض : جمع عارض وهو ما عرض له داءٌ فُذكىِّ . يقال : بنو فلان يأكلون العوارض . النَّخعَى رحمه الله التكبير جَزْمٌ والقراءة جَزْمٌ والتَّسليم جَزْم
جزم اَلْجزْمُ : القطع ومنه قيل لضرب من الكتابة : جزم ; لأنه جُزم عن الٌمسْند وهو خطُّ حمِيْر أي قطع عنه وأخذ منه . والمعنى الإمساك عن إشباع الحركات والتعّمق فيها وقطعها أصلا في مواضع الوقف والإضراب عن الهمز المفرط والمدِّ الفاحش وان يخَتْلس الحركة ويعمل على طلب الاسترسال والتسهّلُ في الجملة وعلى وَتيرةٍ قول الأصمعى : إن العرب تَزُوفُ على اللإْعَراب ولا تعَمَقَّ فيه

الحجاج قال لأنس بن مالك : والله لأقلعنَّك قَلعْ الصَّمْغة ولأَجْزُرنَّكَ جَزْرَ الضَّرَب ولأَعْصبنَّك عَصْب السلمة . فقال أنس : من يعنى الأمير ؟ قال : إياك ! أصم الله صداك . فكتب أنس بذلك إلى عبدالملك . فكتب إلى الحجاج : يابن اُلْمسْتْفرَمة بحب الزبيب ; لقد هممت أن أرْكُلك رَكْلةً تهوى منها إلى نار جهنم قاتلك الله أخيفش العينين أصك الرجلين أسود الجَاعِرتين
حزر جزْرْ العسل : انتزاعُه من الخلية وقطعه عنها ومنه جَزَرَ النَّخْل : إذا أفسده بقطع ليفه وشحمه . والضرب : العسل الأبيض الغليظ وقد اسْتَضْرَب وهو يَسْهُل على العاسل استقصاء شُوْرِه بخلاف الرقيق فإنه يْنمَاعُ ويسيل ولو روى الصرَّب بالصاد وهو الصَّمْغُ الأحمر لجادتْ روايته . عصْب السلمة : ضمُّ أغْصانها بحبل ثم ضَرْبُها حتى يسْقط ورقها . أصم الله صداك : أي أهلكك حتى لا يكون لك صوت يسمعه الصدى فيجيبه . اُلمْستَفْرمَة : من الفْرم والفْرمة وهو شىء كانت البغايا يتَّخِذْنه من عجم الزبَّيب ومن الأشياء العَفِصة للتضييق وهو التَّفرْيم والتَّفْريبُ ومنه قول امرىء القيس يصف خيلا : ... مُسْتَفْرمَات بالحصى جَوافِلا ...
الرّكلة : الرَّفْسة بالرجل . ومنها : مَرْكلا الفرس لموقعى رجلى الفارسٍ من جنبيه . الجاعرتان : حيث يَضْرِب الفرس أو الحمار بذنبه من فخذيه

ابن عمير رضي الله عنهما : إن رجلا كا يداينُ الناس وكان له كلتب ومُتَجازٍ فكان يقول : إذا رأيت الرجل مُعْسِر فأنَظره فغفر الله له
جزا أهل المدينة يسمون المتقاضى المتُجَازى ويقولون : أمرت فلانا يتَجَازَى دينى على فلان . أَجْزرنا في عز . فتجزُّعُوها في مل . فجزَّلها في كن . فليجْز في عر . من جُزْئه في حى . بقناح جَزْءٍ في قن . الجيم مع السين النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم إياكم والظنَّ فإن الظنَّ أكذب الحديث ولا تجَّسسُوا ولا تحسَّسُوا
جسس هو بالجيم : تعُّرف الخبر بتلطفّ ونيقة ومنه الجاسوس وجس الطبيب اليد وبالحاء : تطلب الشىء بحاَّسة كالتسُّمع على القوم . الشعبي رحمه الله : ... اْجسُر جَسَّارُ سُمَّيتْكُ الفْسَفْاشَ إن لم تقطع ...
جسرِ جسَّار : فعاّل من الجسارة يعنى سيفه جعله علما له . والفَشْفاش : المنتفج الكذاب وفشفش : أفْرَط في الكذب واصله فَشْفَشَة الوَطَب وهي فشّه . نوف رحمه الله تعالى : ذكر عوجا وقتل موسى له قال : فوقع على نيل مصر فجسرهم سنة . أي أعترض على النّيل فعقد لهم من شَخْصه جِسْرا من جسر الجسر : إذا عقده والأصل فجسر لهم فحذف الجار وأوصل الفعل كقوله :

ولقد جنُيتك أكْمُؤاَ وعَسَاقِلا ...
ومنه قول ذي الرمة : ... فلا وصل إلا أن تقارب بيننا ... قلائص يجسرون الفلاة بنا جسرا ... الجَسّاسة في زو . جساما في قح . لجاسد في شن . الجيم مع الشين النبي صلى الله تعالى وآله وسلم أَوْلَم على بعض نِسائِه بَجِشيَشةٍ
جشش هي الْحِنطَةُ اُلمجشُوشَة تُطْبَخُ بلَحْم أوْ تْمرٍ . عمر رضي الله عنه قال حفص بن أبي العاص : كنا نأْكل عند عمر وكان يجَيئُنا بطعام جشب غليظ فكان يأكل ويقول : كلوا فكنا نُعَذّر
جشب الَجشِب : الغليظ الخَشن وقد جشب جَشَابَة . ومنه : ... تُوليِك كَشْحاً لطَيفاً ليسْ مِجْشاَبا ...
التّعذير : التقصير مع طلب إقامة العُذْر . عثمان رضي الله تعالى عنه : بلغنى أنًّ أناساً منكم يخرجون إلى سوادهم إماّ في تجارة وإما في جباية وإما في جشر فيَقْصُرون الصلاة فلا تفعلوا ; فإنما يقْصُر الصلاة من كان شاخصا أو بَحْضرة عَدُوّ
جشر الَجشَر : فَعَلٌ بمعنى مفعول وهو المال الذي يجُشْرَ ; أي يُخْرج إلى المرعى فيبات فيه ولا يراح إلى البيوت ويقال للذين يجَشْرُونه : جشر أيضا كأنه جمع جاشر . ويقال : جَشَرَ المالُ عن أهله فهو جاشر وجشر . ومنه قوله : لا يغرَّنِّكم جَشُركُمْ من صَلاتكم . وذلك أنهم كانوا يطيلون الغيبة عن البيوت فَيَروْنها سَفراً فيقْصُرون الصُّلاة

شاخصاً : أي مسافراً . بحَضْرةِ عُدوّ : يعنى أنه كان يَقْصُر وإن كان مقيما إذا كان في قتال عدوّ . ومن اَلجشَر حديث صلة بن أشْيمَ قال : خرجت إلى جشر لنا والنخلُ سُلبُ وكنت سريع الاستجاعة فسمعت وَجْبةً فإذا سب فيه دوخلة رطب فاكلت منها فلو أكلت خبرزا ولحما ما كان أشبع لي منه . سُلبُ : لا حَمْل عليها الواحد سليب . الأستجاعة : قوة الجوع واستجَاع من جَاع كاستعلى من علا واسْتَبْشَر من بشر . الوَجْبة : صوت السقوط . السِّبّ : الثوب الرقيق . وقيل : الشُّقَّة البيضاء . الدوْخَلّة : سفَيِفةٌ من خوُص . معاذ رضي الله عنه لما خرج إلى اليمن شَّيعهَ رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم فبكى معاذ جَشَعاً لفراق رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم
جشع أي جَزَعَا مع شدة حِرْصِ على الإقامة معه . تُجَشِّمُنى فإني جاشمُة في لب . الجيم مع الظاء كل جَظّ في ضع . الجيم مع العين . النبي صلى الله تعالى عليه وسلم نهى عن لونين من التمر : لون اُلجْعْروُرِ ولون اُلحَبْيق
جعر الجعرور : ضرب من الدَّقَل يحملُ أشياء صِغارا لا خير فيها . ومنه قيل لصغار الناس : جعارير . الحُبَيقْ : ضرب ردىُّ أيضاً . والمراد النهى عن أن يُؤْخذا في الصَّدقة

ومنه حديث الزُّهْري : لا يأخذ المصدِّق اُلْجعْروُر ولاٌمْصَران الفْارَة ولا عِذْق حُبَيقْ . قال الأصمعى : عَذْقُ حُبيق وعَذْقُ ابن حُبَيق : ضرْبٌ من الدَّقل . مر مصعب بن عمير وهو مُنْجَعِفٌ فقال : رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه
جعف جَعْفتُ الرجل : صرعتُه فانجعف . بُعثِ عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه رسولا إلى أهل مكة فنزل على ابي سفيان ابن حرب وبلَّغه رسالته فقال أهل مكة لأبي سفيان : ما أتاك به ابن عمك ؟ قال : أتانى بشر ; سألنى أن أُخَلِّيَ مكة لجعَاسِيس مُضَر
جعسس قال الأصمعى : اُلجْعُسوس بالسين والشين : وصفٌ بالقَمَاءةَ والصَّغَر وقيل بالسين : اللئيم وبالشين : الدقيق الطويل . وقال الراعى : ... ضعافُ القُوىَ ليسوا كَمَنْ يبتنى الُعلا ... جعاسيسُ قَصَّاروُن دون الَمكَارم ...
كان العباس رضي الله تعالى عنه يسم إبله في وجوههم فقال له رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم : يا عم ; إن لكل شىء حرمة وإن حُرْمة البَدَن الوجه . قال : لا جرم يا رسول الله ! لأباعدنَّ ذلك عنه . فكان يسمها على جواعرها
جعر قال المبرد : للورك حروف ستة ; فحرفاها المشرفان على الخاصرتين : الحَجَبَتَان وحرفاها الٌمشْرِفان على الفخذين : الغُرَابان وحرفاها اللذان يبتدّان الذنب : الجاعِرتان . ابن عمر رضي الله تعالى عنهما ذُكر عنده الَجْعائل فقال : لا أَغْزوُ على أجْرٍ ولا أبيع أَجْرِى من الجْهَاد

جعل جمع جعَالَة بالفتح والكسر أو جعيلة ; وهي جعل يدفعه المضروب عليه الَبْعثُ إلى من يَغْزُو عنه قال الأسدى : ... فأعْطَيْتُ الجُعالةُ مُسْتمَيتاً ...
ومنه حديث مسروق رحمه الله : إنه كان يكره اَلجْعَائل . ابن زياد كتب إلى عمر بن سعد بن ابي وقاص : أن جَعْجِعْ باُلَحسْيِن
جعجع أي أنزله بجَعْجَاع وهو المكان الخشن الغليظ وهذا تمثيلٌ لإلجائه إلى خَطْب شاقّ وإرهاقه . وقيل : المراد إزعاجه ; لأن الجعجاع مَنَاخُ سُوْءِ لا يقرّ فيه صاحبه ومنه : جعجع الرجل : إذا قعد على غير طمأنينة . جَعظ في ضع . جعظريّ في غل . الجْعِثن في صب . الِجعَاد في نط . جَعْد في فر . جَعِيلة في ثم . كاُلجْعدُبة في عص . انجعافها في خو . الجيم مع الفاء . النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم في صفة الدّجال : جُفَالُ الشَّعِر
جفل هو الكثيُر الشُعَر المجتمِعُه . ومنه الُجفَالُة : الجماعة من الناس . وتقول العرب على لسان الضائنة : أُوْلَّدُ رُخالا وأُجَزُّ جفالا وأُحْلبَ كُثَباً عجالا ولم تر مثلى مالا . وفي حديث آخر : إنه صلى الله تعالى عليه وسلم رأى رجلا جافل الشعر ; فقال : أما وجد هذا شيئا يسَكِّن به شَعْره ! هو المستطار الشعر المتَفِّرقُة . ومنه حديث السحاب اَلجْفل : الخفيف الذي تطير به

الريح وكل خفيف جافل وجَفلْ وجفيل . صوموا ووَفِّروُا أشْعارَكم فإنها مْجفَرَةٌ
جفر أي مَقْطَعَةٌ للنكاح يقال : جفر الفحلُ عن الضِّرابُ جفورا : إذا انقطع عنه . وكنت آتيكم فأجفْرتكم : أي قطعتكم . ومنه حديثه صلى الله تعال عليه وآله وسلم : إن عثُماْن بن مظعون قال له : إني رجل يَشُقُّ على العُزْبة في المغازى ; أَفتْأذَنُ لي في الخصاء ؟ قال : لا ولكن عليك بالصوم فإنه مُجْفرٌ . أي قاطع للشَّهوة . ومنه حديث على عليه السلام : ' نه راى رجلاً في الشمس فقال : قم عنها فإنها مبَخْرة مَجْفَرَةٌ تُتفْلِ الريح وتبلى الثوب وتُظْهر الداء الدَّفين . وعن عمر رضي الله عنه إياكم ونوْمة الغداة فإنها مَبْخَرة مَجْفرة وروى مَجْعرة . أي مُيبسِّة للطبيعة
جفف حين سحر جعل سحْرهُ في جُفّ طلعه وُدِفن تحت راعُوئة البئر . وروى : في جُبّ طلعة . جُفّها : وعاؤها إذا جفّ وجبّها : جَوْفُها ومنه جبّ البئر وهو جرابها . الرَّاعُوفة : صخرة تترك ناتئة في اسفل البئر فإذا نقّوها جلس عليها الُمَنقِّى . وقيل تكون في بعض البئر لا يمكنُ قطعها فُتتْرك وهي من رعف : إذا تقدم . في لحوم الُحمر الأهليه نهى عنها ونادى مُناديه بذلك فأجفَئوُا القدور . وروى : فجَفُئوا . وروى : فأمر بالقدور فكُفئت . وروى فأُكفئت
جفأ جفأ القْدِر وكَفأها وأَجفأها وأكَفْأها : قَلَبها . قال عبدالله بن الشِّخِّير رضي الله عنه : قدمتُ عليه في رَهْط من بنى عامر فسلَّمنا

عليه فقالوا : أنت والدنا وانت سِّيدُنا وأنت أطول طولا وأنت الْجَفْنُة الغراء . فقال : قولوا بقولكم ولا يَسْتجرِيّنكم الشيطان . وروى : ولا يستهويّنكم
جفن شبهّوه بالجَفْنة الغراء وهي البيضاء من الدسم ; نعتا له بأنه مضياف مطعام أو أرادوا : أنت ذو الجَفْنَة ومنه قوله : ... يا جفنةً بإذاء الحْوض قد كفئوا ... ومَنْطقاً مثل وَشْى اليُمْنِة الحبره ...
وقول امرىء القيس : ... رُبَّ طَعْنةِ مُثْعَنْجرةً ... وجَفْنةٍ مُسْحَنْفَرْه ... تُدْفَن غداً بأنْقْره ...
بقولكم : أي بما هو عادَتكُم من القول المسترسل فيه على السجَّية دون المتكلَّف المتَّعمل للتزيد في الثناء . وقيل : بقول أهل الإسلام ومخاطبتهم بالنبي والرسول ; لأن ما خاطبوه به من تحية أهل الجاهلية لملوكهم . اْستجْرَيْت جَرِيّا وتجريته : أي اتخذته وكيلا وهو من الجرى لأنه يجرى مجرى موكله . والمعنى : لايتخذنكم كالأجرياء في طاعتكم له واتباعكم خطواته . خلق الله الأرض السُّفْلى من الزَّبدَ الجُفاء والماء الكباء
جفا الجفاء : ما جفأه السيلُ ; أي رمى به ويجوز أن يراد به الجافى وهو الغليظ من قولهم : ثوب جاف ورجل جاف . والكُبَاء : الكابى وهو المرتفع العظيم ; من قولهم : فلان كابى الرَّماد . وكبا الغُبَار : ارتفع وكبت العُلْبة : امتلأت حتى تفيض

من اتَّخذَ قَوْسا عربية وجفيرها نفى الله عنه الفْقر
جفر الَجفير : الواسعة من الكنائن ومنه : الفرس اُلمْجفَر وتقدير قوله : وجفيرها : وجفير سهامها فحذف وخصّ العربية ; كراهة زىِّ العَجَم . وروى أنه رآى رجلا معه قوسُ فارسية فقال : أَلقْها . قالت حليمة رضي الله عنها التى ارضعته صلى الله عليه وآله وسلم : كان يَشبُّ في اليوم شباب الصبي في الشهر فبلغ ستا وهو جفر . هو الذي قوى على الأكل واتَّسع جوفه وقد استَجْفر . وهو من أولاد المعز : ما بلغ أربعة أشهر وفُصِل . ومنه حديث عمر : إنه قضى في الضُّبُع كبْشاً وفي الظَّبْى شاةً وفي اليْربُوع جَفْرا أو جَفْرة . أي أوجب ذبحها على المُجْرِم إذا قتل شيئاً من ذلك . عمر رضى الله عنه كيف يَصْلحُ بلد جُّل أهله هذان الجُفَّان : كذبُ بكر أو بُخْل تميم . هذا لقب لبكر وتميم . قيل . لأنه لم يكن في العرب قبيلتان أكثر عددا منهما
جفف والُجفُّ : الجمع الكثير . وعن المبرد : حيَّان فيهما جفاءٌ من الجُفّ وهو الجافى . حمل يهودىٌّ امرأة مسلمة على حمار فلما خرج بها من المدينة جفلها عن رحلْها ثم تَجَثمَّها لينكحها فأتى به عُمرَ ; فقال : ما على هذا عاهَدْناكم ; فقتله

جفل جفلها : طرحها من قولهم : طعَنُه فجفله إذا قلعه من الأرض والريح تَجِفْل الَجهَام ; أي تذهبُ به . ومنه حديث ابن عباس رضي الله عنهما : إن رجلا قال له : آتى البحر فأجده قد جفل سمكا كثيرا فقال : كل ما لم تر شيئا طافيا . أي رمى به إلى الساحل . تجثَّمها : من تجثَّم الطائر أُثْنَاه إذا علاها للسّفاد . انكَسَرَتْ قَلُوصٌ من إبل الصدقة فجفنها
جفن أ أطعمها في الجفان وأنشد ابن الأعرابي : ... يا رب شيخ فيهم عِّنين ... عن الطِّعان وعن التَّجْفيِن ... . عثمان رضي الله عنه لما حُوصر أشار عليه طلحة أن يَلْحَقَ بجنده من أهل الشام فيمنعوه . فقال : ما كنتُ لأَدعَ المسلمين بين جُفَّين يضرب بعضُهم رقاب بعض
جف الُجفّ والُجفّ ة : الجماعة الكثيرة ويجوز أن يريد بين مثل جُفَّين وهما بكر وتميم في كَثْرة العدد . أبو قتادة رضي الله عنه كنت مع النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم في سفرة فنعس على ظهر بعيره حتى كاد يَنْجَفلُ فَدَعَمْتُه
جفل هو مطاوع جفله إذا طرحه وألقْاه . ابن عازب رضي الله عنه سئل عن يوم حنين فقال : انطق جُفَاءٌ من الناس وحُسَّر إلى هذا الحيّ من هوزان وهم قومُ رُماةٌ فرمَوْهم بَرشْقٍ من نَبْل كانها رِجْلُ جرّادَ ; فانكشفوا

جفأ أراد سرعان الخيل تشبيها بجُفَاءِ السَّيل . والُحسّر : جمع حاسر وهو الذي لا جُنّة له ; يعنى أنهم قليلون وحاسرُون . رْجل الجراد : الجماعة منه . لم تُجْفَئَوْا في حف . الجَفْرة في عك . جُفّ طلعة في طب . مْجِفرة في زو . من بدا جفا في بد . في جَفَاء الحقِو في حق . أَجْفَلِه في زف . جّفة في نف . جفنة عبدالله في جك . جفُوفا في بل . الجيم مع اللام النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم نهى عن لحوم الجَّلالَةِ
جلل كُنِى عن العَذرة بالَجلَّة وهي البعرة ; فقيل لآكلتها : جَلاَّلة وجَالَّة وقد جل الَجلَّة واجتلَّها : التقطها ماء مَجْلوُل : وقعت فيه الجلّة . ومنه حديثه صلى الله عليه وآله وسلم : إن رجلا سأله عن لحُوُم الحمر فقال : أُطْعِمْ أهلك من سمين مالك فإني كرهت لك جَوَالَّ القرية . ومنه حديث ابن عمر رضي الله عنهما : إن رجلا قال له : إنى أريد أن أصحبك . فقال : لا تصحبنى على جلاَّل . كره ركوبه ; لأن الجَلَّة في عرقه
جلهم استأذن عليه أبو سفيان فحجبه ثم أذن له فقال : ما كدْتَ تأذن لي حتى تأذُن لحجارة اْلجْلُهَمَتْين ! فقال : يا أبا سُفْيانَ أنت كما قال القائل : كلُّ الصيدِ في جوف الفرا . الجُلْهْمُة بالضم : القارة الضخمة . وعن أبي عبيد : أنه أراد الْجهَلْة وهي جانب الوادى فزاد ميما والرواية عنه بالفتح

والمعنى أنك تؤخرنى ولا تأذُن لي حتى تأذن قَبلْى لناس كثير هٌمْ في كثرة حجارتها . أو لا تأذن لي أصلا كما لا تَأْذنَ للحجارة . الفرأ : حمار الوحش يعنى أن كلَّ صَيْد دونه وإنما قَصدَ تأُلفه بهذا الكلام وكان من المؤلَّفة قلوبُهم . لا جلب ولا جنب ولا شغار في الإسلام
جلب الجْلَبَ : بمعنى الجَلَبَة وهي التَّصويت . واْلجَنبَ : مصدر جنب الفرس ; إذا اتخَّذه جَنيبةً . والمعنى فيهما في السباق أن يُتبْع فرسه رجَلا يُجلْبِ عليه ويَزْجُرٌه وأن يجَنْبُ إلى فرسه فرسا عُرْياً فإذا شارف الغاية انتقل إليه ; لأنه أَوْدَعُ فسبق عليه . وقيل : الجلب في الصدقة : أي يَجلُبوا إلى الُمصَدِّق أنعامهم في موضع ينزله فنهى عنه إيجاباً لتصديقها في أفَنْيتَهم . وقد مر الشغار في أب . أعطى بلاب بن الحارث معادن القَبَيلّة جَلْسيّها وغَوْريّها
جلس النسبة إلى الجلس وهو نجد سمى بذلك لارتفاعه من قولهم للغْلِظِ من الأرض والجبل المشرف والناقة المرتفعة : جَلسْ . وجلس : إذا أنجد وقال الشّماخ : ... فمرّتْ على ماء العُذَيَبْ وعَيْنٌها ... كَوَقْب الصّفا جَلْسُّيها قد تَغَوَّرا ...
في حديث الإسراء : أحذنى جبرائيل وميكائيل فصِعدا بي فإذا بنهرين جِلْوَاخَيْنِ قلتُ : يا جبرائيل ; ما هذان النهران ؟ قال : سُقْيا أهل الدنيا

جلخ الجلْوَاخ : الواسع قال بعض بنى غطفان : ... ألأليت شعْرِي هل أَبيَتّن ليلةً ... بأبْطَحَ جلْوَاخ بأَسْفَله نَخْلُ ...
قال له صلى الله عليه وآله وسلم أصحابه لما نزلت : إنَّا فَتَحْنَا لكَ فتَحاً مُبِينا : هذا يا رسولَ الله أَنْتَ قد غُفرَ لك وبقينا نحن في جَلَج لاٍ نَدْرِى ما يُصْنَع بنا
جلج الجلج : بمعنى الحرج وهو القلق أي بقينا في غير استقرار ويقين من أمرنا . وقيل : هو جمع جَلجَلة وهي الرأس : اي في عدد رءوس كثيرة من المسلمين . ومنه حديث عمر رضي الله عنه : إنه كتب إلى عامله على مصر خُذْ من كل جَلَجَلة من القِبْط كذا وكذا . أخذ أسعد بن زرارة رضي الله عنه بيده صلى الله عليه وىله وسلم قال : يأيها الناس أتدرون على ماذا تُبايعون محمداً صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ؟ إنَّكم تُبايعونه على أن تُحارِبوا العرب والعجم والجنَّ والإنْس مُجِلْيةً ! قالوا : نحن حَرْبٌ لمن حارب وسلم لمن سالم
جلا أي حرباُ مجْلِيةً عن الأوطان تقول العرب : اختاروا فإما سلم مُخزْيِة وإما حربٌ مجُليْة . وقيل : لو رويت مُجْلبة فهي من أجلب القوم وأَجْلبُوا : إذا اجتمعوا . قدم سويد بن الصامت مكةّ فتصدَّى له رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم فدعاه فقال له سويد : لعل الذي معك مثل الذي معى ! قال صلى الله عليه وآله وسلم : وما الذي معك ؟ قال : مَجَلَّة لُقُمْان
جلل كل كتاب حكمة عند العرب مَجَلَّة . قال النابغة :

مجَلُتُهْم ذاتُ الإْلهِ ودينهم ... قويم فما يرَجُون غيْر اْلعَواَقبِ ...
وكأنها مفعلة من جَلَّ ; لجلال الحكمة وعظم خطرها ثم إما أن يكون مصدرا كالمَذَلَّة فسُمِّى بها كما سمى بالكتاب الذي هو مصدر كتب وإما أن يكون بمعنى مكان الْجلالِ . لا يدخل شىء من الكبر الجنة . قال قائل : يا رسول الله ; إنى أُحِبُّ أن أَتَجَمَّل بجلاَزِ سَوْطى وشِعْ نَعلىْ . فقال صلى الله تعالى عليه وآله وسلم : إن ذلك ليس من الكبر إن الله جميل يحب الجمال وإن الكْبِرَ من سفه الحق وغَمصَ الناس
جلز الجْلاِزَ : ما يُجْلَزُ به السّوط أو القوْس وغيرهما من عقب وغيره وهو أن يُدَارِ عليه ويُلْوَى . ومنه قيل للمستدير في أسفل السنان كالحلقة : جَلْز وللعَقْد المعقود مستديراً جَلزْ جُلاَز . كنى بقوله : لا يدخل شىء من الكبر الجنة عن أنه لا يدخلها أحد المتكبرين ; لأنه إذا نفى أن يدخلها شىء منه فقد نصب دليلا على أن صاحبه غير داخلها لا محالة . جميل : أي جميل الأفعال حسنُها والعرب كما تصف الشىء بفعله فإنها تصفه بفعل ما هو من سببه . من سفه الحق : أي فعل من سفهه ومعناه جهله . وغمص الناس : أي استحقرهم . لما خرج أصحابه إلى المدينة وتخلف هو وأبو بكر ينتظر إذن ربه في الخروج اجتمع المشركون في دار النَّدوْة يتشاورون في أمره فاعترضهم إبليس في صورة شيخ جليل عليه بت . فقال أبو جهل : إني مُشِيٌر عليكم برأى . قال : وما هو ؟ قال :

نأخذ من كل قبيلة غلاماً شاباّ نَهْداً ثم يُعطْى سيفاً صَارِماً فيضربونه ضربْة رجل واحد حتى يقتلوه ثم وَدَيْناهَ وقطعنا عنا شأفْتَة واسترحنا منه . فقال الشيخ : هذا والله الرأى !
جلل جَلّ الرجل فهو جليل : إذا أسنّ وكبر ومنه قولهم : جلَّ عَمْرٌو عن الطَّوْق بدليل قولهم : كبر عمرو . قال كثير : ... وجنّ اللواتي قُلْنَ عزة جلَّتِ ...
البت : كِساء غليظ مربع . النهد : العظيم الخَلْق المرتفع . قال : ... من بعد ما كنت صُمُلاَ نَهْدا ...
الشَّأْفة : قرْحة تخرج بالقدم فُتكْوَى فتذهب وقد شَئِفَتْ رِجْلُه . والمعنى : قطعنا أصله كما تُقطعُ الشأفة . قال البراء رضي الله عنه : لما صلح رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم المشركين بالحُدَيْبيةَ صالحهم على أن يدخل هو وأصحابُه مكَّة من قابل ثلاثة ايام ولا يدخلونها إلاّ بُجلُبَّان السِّلاحِ . قال : فسألته ما جُلُبَّانُ السِّلاح . قال : القِراب بما فيه
جلب الجُلبَّان واُلْجرُبَّان والقراب : شبه جراب يضع فيه الرَّاكب سيفه مَغْموداً وسَوْطَه وأداته وينوُطه وَرَاء رَحْله

وقيل : هو مخفف بوزن الُجلْباْن الذي هو الملك ; ولعله سمى جُلْبان لجمعه السلاح ومَدّار هذا التركيب على معْنىَ الجمع . وجُرُبّان من لفظ الجراب وإنما اشترطو عليه ذلك ليكون علما للسِّلْمِ . قد ابي بن خلف في فداء إبْنه وكا أسر يوم بدر فقال : يا محمد ; إن عندى فرسا أجلها كل يوم فرقا من ذُرة أقتْلكُ عليها . فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : بل أنا اقْتلْك عليها إن شاء الله تعالى
جلل أجِلهُّا : أعْلفها علفا جليلا من قولهم : اتيته فما أجلنَّي ولا أحشانى : أي ما أعطاني من جلَّة ماله ولا حاشيته . وقوله : فرقا بيان لذلك الجليل وهو مِكْيال يسع ستة عشر رطلا . عليها : في الأول حال عن الفاعل وفي الثاني عن المفعول . ابو بكر رضي الله عنه في قصة المهاجرة : إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لي : ألم يأْن للرَّحيل ؟ فقلت : بلى ! فارتحلنْا حتى إذا كَّنا بأرض جَلْدةٍ
جلد هي الصّلبة . ومنها حديث على عليه السلام : إنه كا ينزع الدَّلو بتَمْرة ويَشْتِرط انها جَلدْة . وذلك أن الرَّطبة إذا صلبت طابت جدا . ومنه المثل : أطيب مضغة صيحانية مصلبة . عمر رضي الله تعالى عنه . كتب إلى معاوية رضي الله تعالى عنه يسأله أن يأْذَن له في غَزْو البحر فكتب إليه : إني لا أحمل المسلمين على أعْوادٍ نجرها النَّجَّار وجلْفظها الْجلفَاط يحملهم عدوهم إلى عدوهم

جلفط هو الذي يَسُدُّ دُرُوزَ السفن ويصلحها بالطاء غير المعجمة وأراد بالعدو البحر أو النواتى لأنهم كانوا علوجا يعادون المسلمين . قالت أم صبية الجهنية رضي الله عنها : كنا نكون على عهد رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم وعهد أبي بكر وضَدْراً من خلافة عمر رضي الله تعالى عنهما في المسجد نْسَوةً قد تجالْلنَ وربما غَزَلنْا فيه فقال عمر رضي الله تعالى عنه : لأردَّنكنَّ حرائر . فأخْرجَنا منه
جلل تجالَلنْ : اسْننَّ . حرائر : اي كما يجب أن تكون الحرائُر من ضرب الحُجُب عليهن وألاَّ يَبْرُزْنَ برُوُز الإماء . علي عليه السلام من أحبنا أهل البيت فليُعدَّ للفَقْر جلبْابَا أو قال : تجْفَافا
جليب الجِلبْاب : الرداء وقيل : الملاءة التي يُشتمل بها . والمعنى : فْليُعدّ وقاء مما يورد عليه الفقر والتقلّل ورَفضُ الدنيا ; من الحَمْلِ على الجزَع وقَّلة الصبر على شظف العيش وخشونة الحال . ومنه حديث ابن مسعود رضي الله تعالى عنه : إن امرأة سأَلتْه أن يَكْسُوها فقال : إني أخَشى أن تَدعَى جلْبَاب الله الذي جَلْببَكِ به . قالت : وما هو ؟ قال : بيتُك . قلت : أجَنَّك من أصحاب محمد تقولُ هذا ؟ أجنَّك : أصله من أجل أنكّ أو لأَجْل أنك فحذف الجار ; كقوله : ... أجْل أنَّ الله قد فَضَّلكُم ... فوق من أَحْكأ صلْباً بإزِار ...
وخُفِّفت أن ضربين من التخفيف : أحدهما حذْفُ الهمزة والثاني حذف إحدى النونين فوليت النون الباقية اللام وهما متقاربتا المخرجين فقلبت اللام نونا وأُدغَمت في النون ; وحق المدغم أن يسكن فالتقى ساكنان هي والجيم فحركت الجيم بالكسر ; فصار أجنَّك

ذكر المهدىُّ من ولد الحسن رضي الله عنهما فقال رجل : أَجْلى الجبين أقْنىَ الأَنف ضَخْم البطن أَزْيَلُ الفخَذَين أفْلج الثنايا بفخذه اليمنى شامة
جلا الْجلا : ذهاب شعر الرأس إلى نصفه والجلح : دونه والَجلَهُ : فوقه . القنا : احديداب في قصبة الأنف . الزُّبير رضي الله عنه كان أجْلع فرجا
جلع هما بمعنى واحد وهو الذي لا يزال يَبْدوُ فَرْجُه . والأجلع أيضا : الذي تنضُّم شفتاه . لما الْتقَينا يوم بدر سلط الله علينا النُّعاس فوالله إن كنت لأتشدَّد فُيْجلَدُ بي ثم أتشدّد فُيجْلَدُ بي
جلد أي يَصْرَعنى النوم . يقال : جَلَدْتُ به الأَرضَ : إذا صَرَعْته كما يقال : ضربتُ به الأرض . إن : مخففة من الثقيلة واللامُ في لأتشدد هي الفارقة بين إن المخففة والنَّافية . أبو أيوب رضي الله عنه من بات على سطح أَجْلحَ فلا ذمّة له
جلح هو الذي لم يُحَجَّر بجدار ولا غيره . ابن معاذ رضي الله كان رجلا ضَخْماً جْلعَاباً . وروى : جِلْحَاباُ
جلعب هما الطويل : وقيل : الضًّخْم الجسم . أم سلمة رضي الله تعالى عنها كانت تكره للمُحِدّ أن تكَتحِل باَلْجلاء
جلاء هو الإثمد ; لأنه يَجْلوُ البصر ; وأما الحلاء بالحاء والضم فُحكَاكة حجر على حَجَرٍ قال أبو المثلم الهذلى : ... وأكْحُلْكَ بالصَّاب أو بالحُلاء ... فَفَقٍّح لذَلك أو غَمِّض

وهو الحَلوُء أيضا يقال : حَلأت له حَلُوءأ : إذا حَكَكْت حجَراً على حجر ثم جعلت الحُكَاكة على كَفِّكَ وصَدَّأْتَ به المرآة ثم كَحَلْتَه به وقد غُلطّ راوى بيت الهذلي بالجيم ; لأنه متَوعِّد فلا يَكْحْل بما يَجْلو البصر . عطاء رحمه الله قال ابن جريج : سألته عن صدقة الَحبِّ فقال : فيه كلِّه الصدقُة وذكر الذُّرة والدّخْنَ والجُلْجُلانَ والبُلْسُن والإحْرِيض والتَّقْدةَ
جلجل اُلْجلْجُلاَن : السَّمْسِم . واُلبْلْسُنُ : العدس وهو البُلُس بضمتين عن ابن الأعرابي . والإحريض : العُصْفر وثوب مُحَرَّض . والتَّقْدةَ بالتاء : الكُزْبَرة وبالنون الكَروْيا . في الحديث : إن الله ليؤدى الحقوق إلى أهلها حتى يقص للشَّاة اَلْجلْحاء من الشاة القَرْناء نَطَحَتْها
جلحاء الْجلحاء : الجمَّاء . لا أَجلْنظي في بج . أجلى في زه . مَجلِّلا في حي . أجلو الله في حل . ولا جَلْحَاء في عق . من جلبابها في عس . فجلد بالرجل في رت . جَلْعَدا في قص . على أجالدهم في قس . وجليل في صب . جَلاّل في لق . ذا الَجْلبَ في لب . جلحاء في قذ . جليل المشاش في مغ . الجيم مع الميم . النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال في الشُّهدَاء : ومنهم أن تموت المرأة بُجمْع
جمع يقال : ماتت بجُمْع وجمْع : أي حاملة أو غير مَطْمُوثة . ومنه حديثه : أيما امرأة ماتت بُجمْع لم تُطْمث دخلت الجنة

وحقيقة الجمع والجمع أنهما بمعنى المفعول كالذُّخر والذِّبح . ومنه قولهم : ضربه بُجمعْ كفه أي بمجموعها وأخذ فلان بجُمْع ثياب فلان . فالمعنى : ماتت مع شىء مجموع فيها غير منفصل عنها : حَمْلٍ أو بكارة وأما قول ذي الرُّمة : ... ورَدْناه في مَجرْى سُهَيْل يمَاِنياً ... بصُعْر البٌرَى من بين جُمْعٍ وخادج ...
فلا بد فيه من تقدير مضاف محذوف أي ذات جمع . وضّاة المغيرة فذهب يخرج ذراعيه فصاق عليه كما جُمَّازته فأخرج يده من تحتها
جمز الجَّمازَةُ : مدْرعة قصيرة من صُوف . قال عمر رضي الله تعالى عنه : إن سمرة بن جُنْدَب باع خَمْراً قاتل الله سمرة ! ألم يعلم أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : لعن الله اليهود حرمت عليهم الشحوم فجملوها فباعوها
جمل جمل الشحم يجمله : أذابه . والمعنى أنه خلّل الخمر ثم باعها فكان ذلك مضاهيا لفعل يهود في إذابتهم الشَّحم حتى يصير ودكا ثم بيعهم له متوهمين أنه خرج عن حكم الأصل بالإذابة . قال أبو ذرّ رضى الله تعالى عنه : قلت : يا رسول الله ; كم الأنبياء ؟ قال : مائة الف وعشرون ألفا . قلت : كم الرُّسُلُ من ذلك ؟ قال : ثلاثمائة وثلاثة عشر جمَاَّءً غفيراً ! قلت : من أولهم ؟ قال : آدم . قلت : أنبُّي مرْسل ؟ قال : نعم خلقه الله بيده ونفخ فيه من روحه ثم سوَّاه قَبِلا . وروى قُبَلا وقبلا

جمم ذكر سيبويه : الجماءَ الغفير في باب : ما يجعل من الأسماء مصدرا كُطّراً وقاطبة وكأنه قال صلى الله تعالى عليه وآله وسلم : هم كذا وكذا جَمْعاً لهم وحَصْراً واستغراقاً . والكلمتان من الُجموم وهو الاجتماع والكَثْرة ومن الغَفْر وهو التَّغطية فجعلتا في موضع الشُّمول والإحاطة . وعن المازني : لم تقل العرب الجماء إلا موصوفا ويقال : جاءوا جمّاً غفيراً والجماء الغفير والجمَّ الغفير . وعن بعضهم : جَمَّ الغفير وجماءَ الغفير وجَمّاء الغِفِيرة وجماء الغَفِيرى . قَبِلا وقُبَلا : مقابلة ومشاهدة وقبلا : استقبالا واستئنافا يقال : لا آتيك إلى عشر من ذى قبل : من قبل اي من زمان نشاهده ومن ذي قبل اي من زمان يستقبلنا . عمر رضي الله تعالى عنه : إن أهل الكوفة لما وَفَّدُوا إليه العلْبِاء بن الْهيثمَ السَّدوُسى فرأى عمر هيئةً رثَّة وما يَصنْع في الحوائج . قال : لكلِّ أناس في جُميْلهم خبرٌ وروى فى بعيرهم
جمل وهو مثلُ يضُرب في معرفة القومبصاحبهم ; يريد أن قومه لم يُسوِّدوه إلا لمعرفتهم بشأنه وكان العِلباءُ دميما أعور باذَّ الهيئة وكان الرجل إذا حزب أمر . سأل الحطيئة عن عبس ومقاومتها قبائل قيس فقال : يا أمير المؤمنين ; كنا ألف فارس كاننا ذَهَبَةً حمراء لا نَسْتجَمْر ولا نحُالِفُ
جمر أي لا نسأل غيرنا أن يتجَّمعوا إلينا لاسْتِغْنائنا بأنفسنا من الجمار بفتح الجيم : وهو الجماعة وتجمّرت القبائل : اجتمعت . لا تُجَمَّرُوا الجيش فتفتنوهم . وهو أن يحسبوا في الثغر ولا يُؤْذن لهم في القفول

الخدري رضى الله عنه بع الجمع بالدراهم ثم ابتع بالدراهم جنيبا
جمع الجمع : صنوف من التمر تجمع . والجنيب : نوع منه جيد وكانوا يبيعون صاعين من الجمع بصاع من الجنيب فقال ذلك تنزيها لهم عن الربا . ابن عباس رضي الله عنهما أمرنا أن نبنى المساجد جُمَّاً والمدائن شرفا
جم الجُمّ : التي لا شرف لها من الشاة الجماء وهي خلاف القرْنَاء . والشُرَف : التى لها شُرَف . أنس رضي الله تعالى عنه : توفي رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم والوحى أَجُّم ما كان لم يَفُتر عنه . أي أكثر ما كان ; من جمَّ الشىء جموما . معاوية رضي الله تعاله عنه : قال له ابن الزبير : إنا لا ندع مروان يرمى جماهير قريش بمشاقصه ويضرب صفاتها بِمعْوله ولولا مكانك لكان اخفَّ على رقابنا من فراشةٍ وأقلَّ في أنفسنا من خشاشة وأيم الله لئن ملك أعَّنة خَيْل تنقاد له ليركَبَّن منك طبقا تخافه . فقال معاوية : يا معشرَ قٌريَش ; ما أراكم مُنْتهين حتى يبعث الله عليكم من لا تعطفه قرابة ولا يذكر رحما يسومكم خَسْفاَ ويوُرِدكم تَلَفَا . قال ابن الزبير : إذن والله نُطْلق عقال الحرب بكتائب تَموٌر كرجل الجراد على جافَتِهْا الأسل لها دوى كدوى الريح تتبع غِطْريفا من قريش لم تكن أمُّه براعِيَة ثلة . فقال معاوية : أنا ابن هند اطلقت عقال الحرب فاكلت ذروة السَّنام وشربت عُنْفوان الَمكْرَع إذ ليس للآكل إلا الفلذة وللشارب إلا الرّْنقُ والطَّرْق

جمهر جُمْهُور الناس : مُعْظمهم وجمعه جماهير وقد يقال له : جُرْهُوم وجراهيم . المشْقَص : من النصال : ما طال وعَرُض . وعن الأصمعى أنه الطويل غير العريض . الصَّفَاة والصَّفْوَانة : الحجر الأملس . الفراشة : التى تتهافت في النار . الخشاشة : واحدة الخشَاش وهى الهوامّ . الطَّبق : جمع طَبَقةٍ وهى منزْلة فوق منزلة . قال الله تعالى : لَتْركُبّن طَبَقَاً عَنْ طبق . ومنه طَبَقُ الظَّهرْ وهو فقاره . والمعنى : لَيرْكبَّن منك أحوالا ومنازل في العَدَاوَة مخُوفةً . سامه خَسْفاً : إذا ألزمه إياه قَسْراً وإجبارا من سَوْم العالّة وهو أن تُكْرَهَ ويداوم عليها حتى تشرب يقال : سام ناقته سوما . والخَسْف : حَبْس الدابة على غير علف فوضع موضع الإذلال . نُطلق : منصوب يإذن لكونها مبيدا غير معتمدة وكون الفعل مستقبلا غير حاضر . رجل الجراد : القطعة منه التى قوى بعضُها ببعض عن المبّرد . الغطْريف : السيد . الثَّلَّة : الجماعة من الضأن . الُعْنفُوَان : الأول وزنه فُعْلُوَان من اعتنف الشىء إذا ابتدأه ولو جعل العين بدلا من الهمزة لم يَبْعُدْ لقولهم : أنْفُوَان وائتنف الشىء . الفْلِذة : القطعة من الكبد . الرَّنْق : الرَّنق وهو الكَدِرُ . الطرَّق : الماء الذي طرقته الدواب ; اي خاضته وبالت فيه وبعرت ; فتغير واصفَّر سُمىْ بالمصدر . ضرب ذلك مثلا لعِّزة ومذَلَّتهم وتقدمه وتَخَلُّفهم

عائشة رضي الله تعالى عنها بلغها أن الأحنف قال شعراً يلومها فيه فقالت : لقد اسْتَفْرغَ حِلْمَ الأحْنف هَجِاؤُه إياى أبى كان يستجمُّ مَثَاَبَة سَفَهه ؟ إلى الله أشكو عُقُوق أبنائى !
جمم استجمَّ البئر : تركها أياما لا يَسْتَسْقى منها حتى يجتمع ماؤها كأنه طلَب جمُومها . والمثابة : الموْضع الذي يثوب منه الماء . أرادت انه يحُلم عن النَّاس ولا يتسافه عليهم فكأنه كان يجمْع سفهه . أبى : اي بسببى ومن اجلى . عاصم رحمه الله لقد ادركت أقواما يتَّخذون هذا الليل جَمَلا يشربون النبيذ ويلبسون المُعَصْفَر منهم زِرّ بن حُبَيشْ وأبو وائل
حمل هي عبارة عن قيام الليل والتهجد . في الحديث إن آدم عليه السلام رمى إبليس بمنىً فأَجْمر بين يديه ; فسِّميت الجمار به الجمار
جمر أي أسرع . قال لبيد : ... فإذا حَرّكْتُ غرْزى أجمرت ...
كان في جبل تهَامةُ جماع قد غَصَبُوا المارَّة منمنكنانة وُمَزيْنة وحكم والقارة
جمع الجمَّاع : الأَُشَابَةُ من قبائل شتىَّ . قال ابن الأَسْلت : ... من بين جمْعٍ غير جُمَّاع

إذا وُضعت الَجوامَد فلا شُفْعة
جمد هي الحدود جمع جامد . من جمع في غل . جَمزَ في ذل . جَمْلاَء في سن . بَخْبتِ الَجمِيش في جز . جماليا في صه . جمعاء في فط . وإذا استجمرت في نث . مجمعا في نس . ولا تجمّروهم في كف . جُمّاع في شع . جامساً في مى . جمس فى سن . أَجْمر ما كانوا في خم . الجيم مع النون
جنح النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم : أمر بالتَّجَنُّح في الصلاة فشكا ناس إليه الضَّعْفَ فأمرهم أن يستعينوا بالرْكب . التجُّنح والاجتناح في السجود . أن يعتمد على راحتيه مُجافيا لذراعيه غير مُفْترشهما ; من قول ابن الرقاع يصف ثور الوحش : ... يبيت يحفْر وَجْه الأرض مجُتنْحَا ... إذا اطمأنَّ قليلا قام فانْتقَلا ...
وفي حديثه صلى الله تعالى عليه وآله وسلم : إنهم شكَوْا إليه الاْعتماد في السُّجُودِ ; فرخَّص لهم أن يستعينوا بمرافقهم على ركبهم . ذكر الشهداء فقال : والمْجُنوبُ في سبيل الله شهيد
جنب هو الذي به ذات الَجْنبِ . دخل مكة فبعث الزبير على إحدى المُجَنبِّتيَن وبعث خالد بن الوليد على اليْسرَى وبعث ابا عُبيدَة على الحبُس أو الحُسرَّ

المُجَنبَّتاَنَ : جناحا العسكر . الحُبسُ : الرَّجالة وسُمُّوا بذلك لحبسهم الخياَّلة ببطء مسيرهم كأنه جمع حبُوس او لأنهم يتخلفّون عنهم وتحبسهم الرُّجْلة عن بلوغهم كأنه جمع حبيس . والحسَّر : جمع حاسر وهو الذي لا بَيِضْة عليه . لا يضر المرأة الحائض واُلْجُنبَ إلا تَنقْضُ شعرها إذا أصاب الماء سور الرأس . روى شوى رأسها . اُلْجُنب : يستوى فيه المذكر والمؤنث والواحد والاثنان والجمع . وقد يقال : جُنُبُون وجُنُبات واًجْناَب . سور الرأس : أعلاه . والشَّوَى : جمع شَواة وهي فَرْوَته . عن على بن الحسين عليهما السلام : جنأ رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم بيده في يوم حارّ وقال : من أحبَّ أن يُظلَّهِ الله من فور جهنم يوم القيامة فلينظر غريما أو ليِدَعَ مُعْسرا
جنأ يريد حناها والأَجْناَ : الذي في كاهله انحناء على صدْره وليس بالأَحْدَبِ . وتيس أَجْنأ : الذي انحنى قَرْناه على جَنْبَيْه وصليف عُنقه . عن عمر رضي الله تعالى عنه إن رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم رجم يهوديّاً ويهودية فقد رأيته يُجانىء عليها يقيها الحجارة بنفسه . وروى : فعلق الرجل يجُنْىِء عليها . يقال : جَنَأ عليه إذا عطف جُنُوءاً وأجنأه عليه ومنه الُمجْنأ وهو التُّرس

والقبر اُلمْجنَأُ : المسنُّم . وجانأه : بمعنى أجنأه كباعده وأبعده وعالاه وأعلاه والمعنى : يعِطف عليها نْفسَه . عمر رضي الله عنه افطر في شهر رمضان وهو يرى أن الشمس قد غربت ثم نظر فإذا الشمس طالعةٌ . فقال : : لا نَقْضيه ما تجانَفْنَا فيه لإثم
جنف التجانف : الَميْل والجَنَف والإجناف كذلك . ومنه حديث عروة : يُرِّد من صدقة الجانف في مرضه ما يُرَدّ من وصَّيه المُحنِفْ عند موْته . ابن عباس رضي الله عنه : الجانُّ مَسيخُ الجِنّ كما مُسخت القِردة من بنى اسرائيل
جنن هو العظيم من الحيات . ومنه حديث ابن واثلة رحمه الله : أَقْبل جان فطاف بالبيت سَبْعاً ثم انقلب حتى إذا كان ببعض دور بنى سهم عرض له شاب من بنى سهم أحمر اكشف أزْرق أَحْول أعسر فقتله فثارت بمكة غبرة حتى لم تُبْصرَ لها الجبال . الأكشف : الذي له في قُصَاص الناصية شعرات ثائرة وقد يتشاءم به . ومنه حديث القاسم رحمه الله : إنه سئل عن قتل الجان ; فقال : أمر بقتل الأَيْم منهن . الأيْمُ والأيْنُ : ما لطُف منها . ويجمع على جنَّان ونظيره غائط وغيطان وحائط وحيطان . زمنه الحديث في كسح زمزم أن العباس قال : يا رسول الله ; إن فيها جِنَّانا كثيرة . ومنه حديث آخر : إنه نهى عن قتل الِجنَّان التي تكون في البيت . علي بن الحسين عليهما السلام . مدحه الفرزدق فقال : ... في كَفِّه جُهَنىُّ رْيُحُه عبقٌ ... من كفِّ أروع في عْرنينه شممُ ...
جنه قال القُتَيبْى : الُجهِنى : الخْيزُران . ومعرفتى بهذه الكلمة عجيبة وذلك أن رجلا

من أصحاب الغريب سألنى عنه فلم أعرفه فلما أخذت من الليل مَضْجعي أتاني آت في المنام فقال لي : ألا أخبرته عن الجهنى ؟ قلت : لم أعرفه . قال : هو الخيزران ! فسألته شاهدا فقال : هدية طرفنه . في طبق مجنة . فهببت وأنا أكثر التعجب فلم ألبث إلا يسيرا حتى سمعت من ينشد : ... في كفِّه جُهَنىُّ . . . . . . ... . وكنت أعرفه : في كفه خيزران ...
مجاهد رحمه الله قال في قوله تعالى : متاعُا لَكُمْ وللسيَّارة ; أَجْناَب الناسِ كلهم
حنب هم الغُرباء الواحد جُنُب . قالت الخنساء : ... ابكي أخاك لأيتام وأرملة ... وابكى أخاك إذا جاورْت أَجْنابَا ...
جنق الحجاج : نصَب على البيت مَنْجنَيقين ووكل بهما جِانقْين فقال أحد الجانُقْيِن عن رَمْيه : ... خَطَّارةٌ كالجمل الفنيق ... أَعْدَدتُها للمَسْجِد العتيق ...
الجانِق : الرامى بالمنجنيق وقد جَنقَ يْجنِق . وقال الشيخ أبو على الفارسى : الميم في مَنْجَنِيق أصل والنون التى تلى الميم زائدة فأما جنق ففيه بعض حروف المنجنيق وليس منه ; كقولهم : لأل وليس من اللؤلؤ والمنجنيق مؤنثة ولهذا قال خطارة شبهها بالفحل ووصفها بما يوصف به من الخطران وهو تحريكه ذنبه للصيال أو للنزاء . والفنيق : الفحل ويجمع على فنق وافْنَاق . في الحديث الجانب الُمسْتَغْزرُ يُثاب من هبته . الجانب : الغريب . والمستَغزر من استغزر الرجل : إذا طلب أكثر ماى أعْطى . والمراد أن الرجل الغريب إذا أهدى إليك شيئا لتكافئه وتزيده فأِثْبه من هديَّته وزِدْه

لا جَنَبَ في جل . جَنَاب الْهضب في نص . بالجنبة في كس . أخِفْوا اُلَجنن في زن . ظهْر الِمجنّ في كل . جانبيه في قح . الجيم مع الواو النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم : قال حمل بن مالك بن النابغة : إني كنت بين جارتَيَنْ لي فضربت إحداهما الأخرى بِمسْطح فألَقَتْ جَنِيناً ميتَّاً وماتَتْ ; فقضى بدية المقتولة على عاقلة القاتلة وجعل في الجنين غرة عبدا أو أمة
جور كَّنوُا عن الضَّرَة بالجارة تطيرا من الضرر . وحكى أنهم كان يكرهون أن يقولوا : ضَرّة ويقولون : إنها لا تذهب من رزقها بشىء . ومنه حديث ابن عباس رضي الله عنهما : إنه كان ينام بين جَارَتيْه . الِمسْطح : عمود الخباء ; لأنه يُسْطح به أي يمد . العاقلة : القرابة التى تعقْل عن القاتل ; أي تُعْطى الدية من قبله . غُرَّة : أي رقيقاً أو مملوكا ثم أبدل منه عبدا أو أمة . قال ابن الأحمر : ... إن نحن إلا أناس أهل سائمة ... ما إن لنا دونها حرْث ولا غرر ...
أى أرقاء . وقال آخر : ... كل قتيل في كُليَبْ غُرّة ...
أي هم كالمماليك في جَنْبه وإنما قيل للرقيق غُرّة ; لأنه غرة ما يملك : أي خَيْرُه وأفضله . وقيل : أطلق اسم الغَرَّة وهى الوجه على الجملة كما قيل : رقبة ورأس فكأنه قيل : جعل فيه نسمة عبدا أو أمة . وقيل : أراد الخيار دون الرُّذال . وعن أبي عمرو بن العلاء : لولا أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم أراد بالغُرّة

معنى لقال : في الجنين عبدا أو أمة ولكنه عنى البياض ولا يُقْبَلُ في الدية إلا غلام أبيض أو جارية بيضاء . قالت عائشة رضى الله عنها : كان إذا دخل علينا لبس مجولا
جول هو ثوبَ يُثْنى ويخاط أحد شِقْيه ويجعل له جيب يُلْبَسُ ويُجاَلُ به في البيت . إن رجلا قال له : يا رسول الله ; إنا قوم نتساءل أموالنا . فقال : يسأل الرجل في الجائحة والفتق فإذا استَغْنَى أو كرب استعفَّ . الجْائحة : اسم فاعلة من حَاجَتْهُ تجوحه : إذا اْسَتأْصَلَتْه وهي المصيبة العظيمة في المال التى تُهْلكِه . ومنه حديثه : إنه أمر بوضع الَجْوائح . قيل : هي كل ما أذهب الثمرة أو بعضها من أمر سماوي بغير جناية آدمى . وتقديره بوَضْع ذوات الجوائح أي بوضع صدقات ذات الجوائح فحذف الأسمان ونظيره قوله : ... وناقتي الناجي إليك بريدها ...
قال أبو على : أي ذو سير ريدها . الفتق : أن تقع الحربُ بين فريقين فتقع بينهم الدماء والجراحات ; فيتحملها رجلٌ لُيصْلحَ بينهم فيسأل فيها حتى يؤديها . وقيل : هو الجْدب والشدّة . كرب : قرب من ذلك . قال صلى الله تعالى عليه وآله وسلم : استحيوا من الله . ثم قال : الأستحياء من الله ألا تَنْسَوُا المقابر والبِلىَ وألاَّ تَنسْوُا الجوْف وما وَعَى والاَّ تَنْسَوُا الرأس وما احتوى

جوف ما وعاه الجوف وهو داخل البطن : المأكولُ والمشروب . وما احتواه الرأس : السَّمع والبصر واللسان . والمعنى : الحثّ على الحلال من الرِّزق واستعمال هذه الجوارح فيما رضى الله استعمالها فيه . دخل صلى الله تعالى عليه وآله وسلم على عائشة رضي الله تعالى عنها وعندها رجل ; فقالت : إنه أخى من الرضاعة . فقال : اْنظُرْن ما إخْواُنكنَّ فإنما الرَّضاعة من اَلمَجاعَةِ
جوع هي الجوع وفي وزنها ومعناها الَمخْمصَة . والمعنى أن الرضاع إنما يعتبر إذا لم يُشْبع الرضيعَ من جوعه إلا الَّلبُن وذلك في الحَوْلين فأما رضاع من يشُبعه الطعام فلا . جاءه قوم حُفَاةٌ عُراةٌ مُجتْابَى النّمَار أزْراً بينهم عامّتهُم من مُضَر ; فتغيَّر وجه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما رأى بهم من الفاقة ثم حثّ على الصدقة
جوب أي مقتطعى النِّمار ; وهي أكْيسَةٌ من صُوفٍ واحدتها نَمرِة . أُزْراً بينهم : انتصابه على الحال من الضمير في عراة وجعله حالا من قوم غير ضعيف لأنه موصوف . أتته امرأة فقالت : إني رأيت في المنام كأن جَائِز بَيتْى قد انكسر . فقال : خيرٌ ! يرد الله غائبك . فرجع زوجُها ثم غاب ورأت مثل ذلك فلم تجد النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم فوجدت أبا بكر فأخبرتْه فقال : يموتُ زوجك . فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : هل قصصتها على أحد ؟ قالت : نعم . قال : هو كما قيل لك

جوز الجائز الذي توضع عليه أطراف العوارض وجمعه أجْوزَة وجُوزَان . الضيافة ثلاثة أيام فما زاد فهو صَدَقة وجائزتُه يوْمه وليلته ولا يَثوْى عنده حتى يحُرْجِه . يثَوْى من الثواء : وهو الإقامة . الإحراج : التضييق . والمعنى أنه يحتفل له في اليوم الأول ويقدِّم إليه ما حضره في الثاني والثالث وهو فيما وراء ذلك متبّرع إن فعل فحَسنٌ وإلا فلا بأس به كالمتصدّق وعلى الضيف ألاَّ يُطيل الإقامة عنده حتى يُضّيق عليه . في الرهط العُرَنّيين : قدموا المدينة فاجَتوَوْها فقال : لو خرجتم إلى إبلنا فأصبتُم من ابوالها وألبْانها ففعلوا فصحُّوا فمالوا على الرِّعاء فقتلوهم واستاقوا الإبل وارتّدوا عن الإسلام فبعث في طلبهم قافة فأتى بهم فأمر فقطعت أيديهم وأرجلهم وسمل أعينهم . وروى وسمر أعينهم . قال أنس : فلقد رأيت أحدهم يَكْدِمُ الأرض بفيه حتى ماتُوا عطشا
جوى اْجِتَواء المكان : خلافُ تنعّمه وهو ألاَّ تَسْتمَرىء طعامه وشرابه ولا يُوافقك . القافة : جمع قائف وهو الذي يَقُوف الآثار ; أي يَقْفُوها . سَمّل أعينهم : أي فقأها بحديدة مُحْماَة أو غيرها . وسمرها : أحمى لها مسامير فكحلهم بها

الكَدْم : العضّ . قيل : وقع الترخيص في إصابة بول الإبل للتداوى لهؤلاء خاصة ذلك في صَدْرِ الإسلام ثم نسخ . وقيل : للمتداوى أن يصيبه كأكْل الميتة لكَسْر عادية الجوع . واما اُلمثْلة بهم فلأنهم كانوا مثلوا بيسار مولى رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم فقطعوا يده ورجله وغرزوا الشوك في لسانه وعينيه فأدخل المدينة ميتا فجازاهم لقوله تعالى : فعَاقِبوا بمثل ما عُوقبتم به . نزل في قَتْلى أُحُدٍ ومُثْلَهِ المشركين بهم وقول المسلمين عند ذلك : لئن أَظْهَرنا الله عليهم لنِّمثلن بهم أعظم مما مثًّلوا . قال له رجل : يا رسول الله : أي الليل أجوب دعوة ؟ قال : جَوْفُ الليل اْلغَابر
جوب أَجْوبَ : كأنه في التقدير من جابت الدَّعُوةُ بوزن فَعُلتَ كطالَتْ أي صارت مُسْتَجابة كقولهم في فقير وشديد : كأنهما من فَقُر وشَدُد ; وليس ذلك بمستعمل . ويجوز ان يكون من جُبْتُ الأرْضَ : إذَا قَطَعْتَها بالسَّيْر على مَعْنَى أَمْضَى دَعْوَةً وأنفْذ إلى مَظَانِّ التّقبلّ والإجابة . عمر رضي الله عنه لما قدم الشًّأْم أقبْل على جمل عليه جلْدُ كَبْشٍ جونىّ وزِمَامُه من خُلْبِ النخل
جون الجَوْن : الأسود وقد يقال للأحمر : جَوْن كما يقال له : أسود . قال في صفة الشقشقة : ... في جَوْنَهٍ كَقَفَدَانِ العطَّار ...
والياء للمبالغة كقولهم : أحمرى وأسودىّ

الخُلْب : الِّليف . على عليه السلام لأن أطلى بَجواءِ قدر أحَبُّ إلّى من أطلَّى بزْعفَران
جوا جِوَاء القدر : سَوَادها . وهو من قولهم : كتيبة جَأْواء . العين همزة واللام واو . وأصله جئاء إلا أنه استثقلت همزتان بينهما ألف فقلبت الأولى واوا كما في ذوائب . سأله رجل عن الوتر فلم يردّ عليه شيئا وقام من جَوْزِ الليل ليصلى وقد طَرَّتِ النجوم فقال : والَّليل إذا عَسْعَسَ والصًّبْحِ إذا َتنَفسَّ . أين السائل عن الوتر ؟ نِعْمَ ساعة الوِتْر هذه !
جوز جَوْز الليل : وسطه . طرَّتِ النجوم : طلعت . وروى طُرَّت : أي أضاءت من طَرَرْت السيف : إذا صَقَلتْه . ابن مسعود رضي الله عنه أقرض رجلا دراهم فأتاه بها فقال حين قضاه : إني قد تجوَّدْتها لك من عطائى . فقال عبدالله : اذهب بها فاخْلطْها ثم ائْتنا بها من عُرْضها . التجوُّد : تخيّر الأَجود . العُرْض : الجانب ; أي خُذْها من جانب من جوانبها من غير تخيّر . حذيفة رضي الله تعالى عنه لقد تركنا رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ونحن متوافرون وما منا أحد لو فُتشّ إلا فُتِّشَ عن جائفةٍ أو مُنَقِّلةٍ إلا عمر وابن عمر
جوف ضرب الجائفة . وهي الطعنة الواصلُة إلى الجوف واُلمنَقِّلة : وهي التي يُنْقَلُ منها العظام مثلا للمعايب

وفي معناه قول جابر : ما منا أحد إلا وقد مالت به الدنيا إلا عمر وابن عمر . سلمان رضي الله تعالى عنه إن لكل امرىءٍ جّوانّياً وبرانيا فمن يُصلْح جَوَّانّيه يصلح الله برَّانيه ومن يفُسْد جَوّانّيه يفسد الله بَرّانّيه
جوى الجوّانى : نسبة إلى الجوّ وهو الباطن من قولهم : جَوّ البيت لداخله . والبَّراني : إلى البر وهو الظاهر من قولهم للصحراء البارزة : بَرُّوبَرّيَّة وللباب الخارج : بَراَّني . وزيادة الألف والنون للتأكيد . والمعنى أن لكل امرىء سرّاً وشأْناً باطنا وعلناً وشأناً ظاهرا . ابن عباس رضي الله تعالى عنهما ستة لا يدخلون الجنة فذكر الجَوَّاظ والَجعْثل والقتات . فقيل له : ما الجَعْثَل ؟ فقال : الفظ الغليظ
جوظ جاظَ الرجل جَوْظاً وجَوَظَانا : إذا اخْتال من سمنٍ وثقل في يدَنه . ومنه الجوَّاظ . وقيل : هو الجموع المَنُوع . الجَعْثَل : مقلوب العَثْجَل وهو العظيم البَطْنِ . القَّتات : النَّمام شريح رحمه الله خاصم إليه محمد بن الحنفية رحمه الله غلاما لزياد في بْرذوْيةٍ باعها وكفل له الغلام فقال محمد : حيل بينى وبين غَريمي واقتُضى مالى مسمَّى واقُتسمَ مالُ غريمي دونُى . فقال شُريَح : إن كان مجيزاً كفل لك غرم وإن كان اقتضى لك مالك مُسَمّى فأنت أحق وإن كان الغرماء أخذوا ماله دونك فهو بينكم بالحصص
جوز أراد بالمجيز : المأذوُن له في التجارة ; لأنه يجيزُ الشىء أي يُمضيه وينفّذه بسبب الإذن له ويقال للولّى والوصى : مُجِيز أيضا

ومنه حديثه الآخر : إذا باع المُجِيزان فالبيع للأوّل وإذا أنكح المُجِيزان فالِّنكاحُ للأوَّل . إقْتَضَى مالك مسمى : أي إن تَقَاضاه وقَبَضه على اسمك وعلى أنه لك فأنت احق به وإن كان الغرماء أخذو المال دونك فأنت غريمٌ كبعضهم ولك فيه حصَّةٌ على قدر مالك . عطاء رحمه الله : سئل عن المُجاورِ إذا ذهب للخلاء أَيّمر تحت سَقْفٍ ؟ قال : لا . قيل : أفيمرّ تحت قَبْو مقْبُوّ من لبن أو حجارة ليس فيه عتب ولا خشب ؟ قال : نعم
جور الُمجاوَر : المعَتكِف . القَبوْ : الطَّاقُ . مَقْبوّ : مَعْقود . ومنه : كان يقال لضَمّ الحرف قَبوْ وحرْفُ مَقْبُوُّ . العتب : الدَّرَج . الحجاج أتى بدرْع حديد فعرضت عليه في الشمس وكانت الدرِّع صافيةَ فجعل لا يرى صفاءها فقال له الرجل وكان فصيحا : الشمسُ جَوْنة . وروى عرضها عليه في الشمس فقال له الحجاج : الشمس جَوْنة
جون أي نّحها عن الشمس فقد قهرت لَوْنَ الدرع . والجَوْنه هنا : البيضاء الشَّديدة البياض واَلْجون من الأضداد . أاجيفُوا في خم . لم تجُزْ عليه في رح . المجيد في ضم . جيدوا في عذ . ذى المجاز في عن . أَجُون في قع . إِلاّ جوْراً في نط . جَوْلة في وج . جوَحْ الدهر في عش . فَجَوْب في فر . فسرت إليه جوادا في ذر

قطعة الجائز في رض . جُوّفوه في قر . ليس لك جول في حد . أجواز الإبل في ضح . وتَسْتِجيل في صب . الجيم مع الهاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان بالحديبية فأصابهم عطش قال : فَجَهَشْنَا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
جهش يقال : جَهشَ إليه وأجهش : إذا فَزِع إليه كأنه يريد البكاء فَزعَ الصبِّي إلى أبويه . بينا هو في مسير له نزل بأرض جهاد . وروى : بينا هو يسير على أرض حُرُز مجُدْبِة مثل الأَيْم فقال الناس : احبْطِوا فتفر ق الناس فَجَاءِ بعود وجاء بَبْعَرة حتى رَكموُا ; فكان سوادا فقال : هذا مثل ما تحقرون من أعمالكم
جهد الجهاد والجرزُ بمعنى وهي التى لا نبات بها ولا ماء . الأَيمْ : الحية شَبِّه به الأرض في ملامستها . السَّواد : السخص . عمر رضي الله تعالى عنه إذا رأيناكمُ جَهَرنْاكم
جهر أي وجدناكم عظاماً في الأعين معجبة أجسامكم يقال : جهرنى فلان : راعنى بِجسْمِه وهيئته ; وجَهَرْته : رأيته كذلك . محمد بن مسلْمة رضي الله عنه : قصد يومَ أُحد رجلا قال : فَجَاهَضَنى عنه أبو سُفْيان
جهض أي ما نَعنَى وعاجلنى بذلك . من قولهم : أجهضْتُه عن كذا إذا نَّحيته عنه بعَجَلة . في الحديث : من اسْتَجْهَل مؤُمنا فعليه إثمه . أي حَملَه على اَلجْهْل والسِّفه بشىء أغضبه فأخْرَجه من خُلُقِه

فَجَهَجأه في حش . أجهضوهم في حو . لا تُجهْده في دع . واجتهر في سح . أجهشت في سا . الجيم مع الياء النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم عن ابن عمر : بعث رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم سَريَّة فلقُوا العدو فجاض المسلمون جَيْضَةً فأتَيتُ المدينة فقلنا : يا رسول الله ; نحن الَفَّرارُون فقال : بل أنتم الَعكارَّون وأنافِئتكم . وروى : فحاص الناس حَيْصةً
جيض ومعنى الكلمتين واحد هو اَلْحْيدوُدة حَذَراً . الَعكَّار : الكّرَّار . ذهب في قوله : أنافئتكم إلى قوله تعالى : أو مُتَحِّيزاً إلى فئة . يُمهَدّ بذلك عُذرْهم في الفرار . البراء بن مالك رضي الله عنه : شهدت المدينة فكَفُّونا أول أو النهار فرجعت من العَشىّ فوجدتهم في حائط فكأن نفسى جاشت ; فقلت : لا وَأَلْتُ أفرارا من أوَّل النهار وجُبنْا آخره ! فانْقحمتُ عليهم
جيش جاشت : ارتفعت من الارتْياع وغَلَتْ . وَألتُ : نَجْوتُ . فجاش في خب . جَيْشَات في دح . الجّيِة في مخ . فَتَجَّيشت في حى . آخر الجيم ولله الحمد والمنة

حرف الحاء الحاء مع الباء النبي صلى الله عليه وآله وسلم نهى عن بيع حبلَّ الحَبَلة
جبل الحَبَل : مصدر سمىِّ به المحمول كما سمى بالحَمْل ; وإنما أدخلت عليه التاء للإِشعار بمعنى الأنوثة فيه ; لأن معناه أن يبيع ما سوف يحمله الجنين في بطن الناقة على تقدير أن يكون أنثى وإنما نهى عنه لأنه عررَ . يخرج من النار رجل قد ذهب حَبِرْه وسَبِرْه
حبر الحَبِرْ : أثر الحُسْن والبهاء من حَبَرْتٌ الشىءَ وحَبَّرته . والسَّبر ما عرف من هيئته وشارته من السَّبْر ; وهو تعرف الشىء . عن أبى عَمْرو بن العلاء : أتيتُ حيا من أحياء العرب فلما تكلّمتُ قال بعض من حضر : أما اللسان فبدوى وأما السبَّر فحضرى . وقد روى فيهما الفتح . قال في السِّقْط : يظل مُحْبَنْطِياً على باب الجَّنة
احبنطى احْبَنطْتَ : من حَب ط إذا انتفخ بَطْنه كاسْلَنْقَيتِ من سلقه : إذا ألقاه على ظهره والنون والياء زائدتان . والمعنى أنه يَظَل ُّمنتفخا من الغضب والضّجَر . وقد روى مهموزا . في صفة الدجَّال : رأسه حبك
حبك الحُبك : هي الطَّرائق واحدها حباك أو حبيك أو هو جمع حبيكة . ومنه حديث قتادة رحمه الله : الدُّجالُ قصد من الرِّجال أجلى الجِبَين بَراَّق الثنايا مُحَبكَّ الشَّعَر . وروى : مَحَبلَّ

أي كل قرن من قرونه حَبْلٍ لأنه جعله تقاصيب . إن الأنصار لما ارادوا أن يُبَايعُوهً قال أبو الهيثم بن التيهان : يا رسول الله ; إن بيننا وبين القوم حبالا ونحن قاطعوها ; فنخشى إن الله أعزَّك وأظْهَرَك أن ترجع إلى قَومَك . فتبسمَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم قال : بل الدَّمُ الدَّمُ والَهدْمُ الَهدْمُ . وروى : بل اللدَّمَ اللدَّمَ واْلهَدمَ اْلهَدمَ أنا منكم وأنتم منِّى أحارب من حاربتم وأسالم من سالمتم
حبل الحبال : العهود . والهَدْم بالسكون : أن يُهْدَم دمُ القتيل أي يُهدْرَ يقال : دماؤهم هَدْم بينهم . والمعنى دَمُكم دمى وهَدْمُكم هدمى يريد إن طُلب دمكم فقد طلب دمى وإن أُهْدِرَ فق أُهْدِرَ دمَى لاستحكام الألفة . وأما الَّلدَم : فهى الُحرم جمع لاَدِم لأنهنْ يلتد من على صاحبهن إذا هلك . واْلهَدمَ : المنزل وهو فعل بمعى مفعول لأنه يُهْدمَ ; أي حُرمَى حُرَمكم ومنزلى منزلكم . وقيل : المراد بالهدم : القَبْر أي وأُقْبَر حيث تُقْبرون ; كقوله صلى الله عليه وآله وسلم لهم : المحَيْا محَيْاكم والممات مَمَاتُكم . إن رجلا أحبن أصاب امرأة فسئل فاعترف فأمر به فجلد بأُثكُول النَّخْل . وروى : بإثْكال النَّخْل
حبن الأحبن : الذي به حبن وهو السِّقْى

وعن الأصمعى : إن رجلا تجَّشَأ في مجلس فقال له رجل : أدعوت على هذا الطعام أحداً ؟ قال : لا . قال : فجعله الله حَبَناً وقدادا . الأثْكُول والإْثكال : الشِّمْراخ . الخيل ثلاثة : أجْر وسَتْر ووزر ; فأما الذى له الأجر فرجلٌ حبس خيلاً في سبيل الله فما سَّنتْ له شَرَفاً إلا كان له أجر . ورجل استعف بها وركبها ولم ينس حق الله فيها فذلك الذي له ستر . ورجل حبس خيلا فخرا ويواءً على أهل الإسلام فذلك الذي عليه الوزر
حبس حَبسَ فرسا في سبيل الله وأَحْبسَ : إذا وقفه فهو حَبِيس ومُحْبسَ . سَنَّت : من سنَّ الفرس إذا لج في عدوه . والشَّرَف : الطَّلق يقال : عَدَا شرفا . النَّواَء : المناوأة وهي المناهضة في المباهاة . قال : ... بلَّتْ يداه في النِّواء بفارس ... لا طائش رَعِشِ ولا وَقَّاف ...
إن رجلا كان اسمه الحُباَب : فسمَّاه عبدالله . وقال : إن الحُباَب اسمُ شَيْطان
حبب اشترك الشيطان والحيَّة في الحُبابَ كما اشتركا في الشيطان والجانّ وأبي قْتِرة . في قصة بدر : إن رجلا من غفار قال : اَقْبلَتُ وابن عّمٍ لي حتى صعدنا على حبل ونحن مُشْرِكان على إحدى عُجْمَتَى بَدْرٍ . العُجْمِة الشامية . ننتظْر الوَقْعة
جبل الحَبْل : الممتد من الرّمْل . والعُجْمةَ : المتراكم منه المشرف على ما حَوْله . قال لعمر رضي الله عنه في نَخْلٍ له أراد أن يتقرب به صدقة إلى الله : حَبِّس الأصْل وسَبِّل الثَّمرَة

حبس أي اجعله حَبيساً وقفاً مؤبدا لا يباع ولا يوَهَبُ ولا يُورَثُ واجعل ثمرته في سُبُل الخَيْر . عمر رضي الله تعالى عنه قال لرجل من أهل الطائف : الحبلة أفضل أم النَّخْلة ؟ وجاء أبو عمرة عبدالرحمن بن محْصِنَ الأنصارى . قال : الزبيب إن آكله أضْرسَ وإن أتركه أغرث وليس كالصقر في رءوس الرقل الراسخات في الوحل المطعمات في المحَلْ خُرْفُة الصائم وتحُفْةُ الكبير وُصْمَتُة الصغير وخُرْسة مريم وتحترش به الضّبَاب من الصَّلْعاَء
حبلة الَحبَلة : الكَرْمة . ومنه الحديث : لما خرج نوح عليه السلام من السفينة غرس الحَبَلة . ومنه حديث أنس رضي الله عنه : إنه كانت له حبلة تحمل كَرّاً وكان يُسَمِّيها أم العيال . أضرس . من ضرس لأسنان . أغْرَث : أي أَجُوع ; يريد أنه إذا أكل الزبيب ثم تركه تركه وهو جائع لأنه لا يعصم كما يَعْصم التمر . الصَّقْر : عسب الرطب . الرَّقْل : النخيل الطوال . الوَحْل : لغة في الوَحَل وهو الطين . خُرْفَة الصائم : مُخْترَفة أي مُجْتنَاهَ وقد استُحِبّ الإفطار بالتمر . وعن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم : إذا أَفْطَر أحدُكم فْلَيَفَطَر على تمر فإن لم يجد تمرا فإن الماء طهور . الصُّمْتَةُ : ما يُصْمت به . اُلخْرسَة : ما تُطَعْمه النُّفَساء ; أراد قوله تعالى : تساقط عليك لُطباً جنيا

الصَّلْعاءَ : الصحراء التى لا نبات فيها من الصَّلعَ . واحْتراشِ الضب : اصطياده . يقال إنه يُعْجَب بالتمر جدا
حبر عثمان رضى الله تعالى عنه : كل شىء يحبُّ ولده حتى الحُبَارى . خصها لأنها مَوْصوفة بالموق . وقد شرحت ذلك في كتاب " المسَتقْصَى من أمثال العرب " . عبدالرحمن رضي الله عنه : قال يوم الشّورى : يا هؤلاء ; إن عندى رأيا وإن لكم نظرا إن حابيا خير من زاهق وإن جُرْعَةَ شَرُوبٍ أنفعُ من عذْبٍ موب وإن الحِيَلة بالْمنطَق أبْلغ من السُّيوُف في الكلم ; فلا تُطيعوا الأعداء وإن قَرْبُوا ولا تَفَلوُا المُدَى بالاختلاف بينكم ; ولا تُغْمِدُوا السيوف عن أعْدائكم ; فيَوُتروا ثأركم وتؤْليُوا أعمالكم . وروى : ولا تُؤَبِّروُا آثاركم فتؤلتُوا دينكم . لكل أجل كتاب ولكل بيت إمام بأمره يقومون وبنَهْيِه يرعون ; قلدوا أمركم رحب الذراع فيما نزل مأمون الغيب على ما استكنّ يُقْتَرع منكم وكُلّكم منتهىً ويُرْتضى منكم كلُّكم رضا
حبا ضرب الحابى وهو السَّهم الذي يزْلج على الأرض ثم يُصيب الَهدف والزَّاهق وهو الذي يجُاَوزه من زهق الفرس : إذا تقدَّم أمام الخيل . مثلاً لوالٍ ضعيفٍ ينال الحق أو بعضه ولاخر يجاوز الحق ويتخطاه . والشَّروُب : وهو الماء الملح الذي لا يُشْرب إلا عند الضرورة . والعَذْب الموبىء : وهو الذي يوُرِث وبَاَءً . مخففة مثلاً لرجلين : أحدهما أَدْوَن وأنفع والثاني أرفع وأضرّ

اليسُّوب : مصدر ساب في الكلام إذا هضب فيه وخاض بهذرٍ ; يريد أن التلطف في الكلام والتقلّل منه أبلغ من الإكثار . وَتَرْته : أَصَبتْه برتر وأوْتَرته : أوجدته ذلك . والثأر : العدو ; أي لا توجدوا عدوكم الوتر في أنفسكم . وتُؤلتِوا : تُنْقِصُوا يقال : آلته بمعنى ألته . التَّوبْير : تَعْفَية الآثار من تَوْبير الأرنب وهو مشُيها على وبر قوائمها لئلا يُقْتَصُ أثرها . يرعُون : يكُفّون . يقال : ورَّعْتُه فورع يرع كوثق يثق ورعاً ورعةً . على ما استكن : أي تأمنون غَيْبَة على ما استتر مِنْ أمركم عليكم فلا يخَوُنكم . يقترع : يختار . ومنه القريع . سعد رضي الله تعالى عنه : لقد رأيتنا مع رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم وما لنا طعامٌ إلا اُلحْبْلَة وورق السَّمُر ثم أصَبَحتْ بنو أسد تُعَزِّرُنى على الإسلام لقد ضللت إذن وخاب عملى !
الحُبلة : ثمر السمر مثل اللوبياء . عن ابن الأعرابى . تعزرنى ; من عزره علىالأمر وعزره : إذا أجبره عليه ووقفه بالنَّهْى عن مُعَاودة خلافه ; قال هذا حين شكاه أهل الكوفة إلى عمر قالوا : لا يحسن الصلاة فسأله عمر عن ذلك فقال : إني لأطيل بهم في الأُولَيَيْن وأَحْذِف في الأُخْرَيين وما آلو عن صلاة رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم . فقال عمر : كذلك عهدْنا الصلاة . وروى : كذلك الظنٌّ بك يا أَبا إسحاق . سأل عنه عمرو عَمْرو بن معد يكرب فقال : خبْرُ أمير نبطُّى في حُبْوتَه . وروى : جبوته عربى في نمرته أسدٌ في تَامُوَرتِه . وروى : ناموسته يَعْدِل في القضّية ويقسم بالسوّية وينقل إلينا حقّنا كما تنقل الذرة

حبا الحْبوةَ من الاحِتْباء وهي للعرب خاصة كما يقال : حبى العرب حيطانها وعمائمها تيجانها . والجْبوَة : الجباية يقال : جْبوَة وجْبية وجِبَاوَة . يريد أنه كالنبطىّ في عِلْمه بالعمارة وهو في حِبْوة العرب . وإذا روى بالجيم فمعناه هو كالنبطي في علمه بأَمْر الخراج . النَّمرة : بُرْدَة تلبْسها الأعراب والإماء . التَّامُورة : عريسة الأسد . وقيل : التأمورة : علقة القلب . والمعنى أسد في جرأته وشدَّة قلبه . النَّامُوسَة : مَكْمَن الصائد شبَّه بها العريِّسة . ابن الزُّبير رضي الله تعالى عنهما بلغه قَتْل مصعب فقال في خطبته : إنا والله ما نموت حبجا ولا نموت إلا قتْلا وقَعْصاً بالرماح تحت ظلال السيوف ليس كما تموت بنو مروان
حبج الحبج : أن تنتفخ بطونُ الإبل لأكلها العَرْفَج ; يُعَرضِّ ببنى مروان أنهم يموتون تُخَمةً . القعص : أن تصيبه فتقتله مكانه . عائشة رضي الله تعالى عنها كانت تَحتْبك تحت الدِّرع في الصَّلاة
حبك الاحْتباك : الائتزار بإحكام . ومنه اُلْحبكة وهي الحُجْزة . شريح رحمه الله : جاء محمد صلى الله تعالى عليه وآله وسلم بإطلاق الحُبسُ
حبس هو جَمْع حبيس : وهو ما كان أهل الجاهلية يحبسونه من السَّوائب والبحائر والحوامى وغيرها ; فالمعنى أن الشريعة أطلقت ما حبَسَّوا وحلَّلت ما حَرَّموا . وهب رحمه الله قال : ما أحْدثَتُ لرمضان شيئا قط يعنى من صلاة أو صيام وكان إذا دخل يَثْقُل على كأنه الجبل الحابى

حبا وهو العظيم اُلمشْرِف . ابن المسِّيب رحمه الله : قال عبدالله بن يزيد السِّعْدى : سألته عن أكل الضّبعُ . فقال : أو يأْكلها أحد ؟ فقلت : إن ناسا من قومى يتَحَّبلونها فيأكلونها
حبل التحّبل والاحتبال : الاصطياد بالحِبالة بالحبلة . الواو في أو يأكلها هي العاطفة دخلت عليها همزة الاستفهام والمعطوف عليه في مثل هذا الكلام محذوف مقدر . على الحبُس في جن . تنبت الحبةّ في ضب . على حبل عاتقه في حت . ما يقتل حَبطَاً في زه . لحبّرتُها في زم . وثوب حبرة في صح . لو الحُبَيق في جع . ولو حَبْواً في غر . ألبس الحبير في خب . وحُبْلتها في صح . عقد الحُبىَ في صع . أم حبين في أم . حب الغمام في شذ . وأن يحتبى في صم . هذا الحَبِير في بض . عذق حُبيق في جع . لا يحبس في صب . الحاء مع التاء النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم : قال لسعْد يوم أُحُد : أحُتّهم يا سعد فداك أبي وأمى !
حت أراد ارْدُدهم وادْفُعهم وحَثُّ الشىء وحطُّه نظيران . ومنه حديث عمر : إنّ أَسْلم كان يأْتيه بالصَّاع من التمر فيقول : يا أَسْلمَ ; حتَّ عنه قْشّره . قال : فأَحْسفُه فيأكله . الحَسْف مثل الحتّ . ومنه حُسافة التَّمر . ذاكر الله في الغافلين مثل الشجرة الخضراء وسط الشجر الذي قد تحاتّ من الضَّريب . أي تساقط ورقه من الجليد وهو تفاعل من الحت . وروى من الصَّريد ; وتفسيره في الحديث : البَرْد وقال فيمن خرج مجاهدا في سبيل الله : فإن رَفَسَتْه دابة أو أصابته كذا

فهو شهيد ومن مات حَتْفَ أنفه فقد وقع أجره على الله ومن قتل قَعْصا فقد استوجب المآب
حتف انتصب حَتْفَ أنفْه على المصدر ولا فعل لها كَبْهرا وويحا كأنه قيل : موت أنفه . ومعناه الموت على الفراش قيل : لأنه إذا مات كذلك زهقت نفسه من أنفه وفيه ويقال : مات حَتْفَ فيه وحتف أَنْفيَه يراد الأنف والفم فيغّلب أحدهما . في حديث العرباض رضي الله عنه : كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يخرج في الصُّفَّة وعلينا الحَوْتكَّية
حتك هي عمة يتعمَّمُها الاعراب . على عليه السلام بعث رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم أبا رافع يتلقَّى جعفر ابن أبي طالب رضى الله تعالى عنه فأعطاه على عليه السلام حتيا وعُكَّة سمْن وقال له : إني أعلم بجعفر إنه إن علم ثَرّاه مَرْة واحدة ثم أطعمه فادفع هذا إلى أسماء بنت عُمَيْس تدْهُن به بنى اخى من صمر البَحْر وتُطعمهم من الحتىّ
حتا الحتى : سويق المُقْل : قال الهذلي : ... لا دَرَّ دَرِّى إن أطْعَمْتُ نازلكُم ... قَرْف الِحتىَّ وعْندى الُبُّر مَكْنوُزُ ...
ثراه : بله ; من الثَّرى يريد أن جعفر مطعام فإن ظفر به نداَّه بالسمن وأطعمه الناس وحرمه أولاده . الصَّمر : النتْن والغمق ومنه الصُّمارى وهي الاسْت . وسميت الصَّمْيَرة وهي بلدة لغَمْقِها . زينب رضي الله تعالى عنها يبْعتَ الله من بقيع الغَرْقَد سبعين الفا هم خيار من يَنْحَتُّ عن خَطمْة المدر تضىء وجوههم غُمْدَان اليمن

حت انحتّ : مطاوع حَتّه . والخَطْم : مستعار من السبع والطائر وهو مُقَدَّم الأنف والفم والمنقار . والمعنُّى تنشق عن وجه الأرض . في الحديث : من أكل وتَحتَّم دخل الجنة . هو من الحُتَامة وهي دقاق الخُبْز وغيره الساقط على الخِوان . أَحتَم في سح . حتفْها ضائن تَحْمل في فر . الحاء مع الثاء النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم : لا تقوم الساعة إلا على حُثَالةٍ من الناس
حثل هي الردىء من كل شىء . ومنه قيل الثُفْل الدُّهْن وغيره : حُثالة . ومنه حديثه الآخر : إنه لعبد الله بن عمر : كيف أنت إذا بقيت في حُثَالةٍ من الناس قد مرجتْ عهودُهم وأماناتهم . أي اختلطت وفسدت
حثا عمر رضي الله عنه قال ابن عباس : دعاني عمر فإذا حصير بين يديه عليه الذَّهب منثوراً نَثْرَ الحَثَا فأمرنى بقَسْمه . هو دُقَاق التِّبن لأنَّ الريح تَحْثُوهُ حَثْواً . قال : ... أغبر مَسْحُول التراب ترى به ... حَثاً طردته الريحُ من كلِّ مَطْرِد ...
ويجوز أن يُكْتَبَ بالياء لقولهم : حثى يحثى . منثوراً : حال من الظرف الذي هو عليه . أنس رضي الله عنه أعوذُ بك أن أبقى في حثل من النَّاس
حثل اي حُثَالة بسكون الثاء . المحُثْلَة في ضح . أن يحثوا عنه في نه . حثحث في دج

الحاء مع الجيم النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال : لأهل القتيل أن ينَحْجَزوا الأدنى فالأدنى وإن كانت امرأةً
حجز انحجز : مطاوع حجزه إذا منعه . والمعنى : أن لورثة القتيل أن يَعْفُوا عن دمه رجالهم ونسائهم
حجل قال لزيد : أنت ملانا فحجل . أي رفع رجلا وقفز على الأخرى من الفرح . وهو زيد بن حارثه ملكته خديجة عليها السلام فاستوهبه منها رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم فوهبته له ; فأعتقه وزوجه أم أيمن . كان له حصير يَبسْطُه بالنهار ويَحْتَجِرهُ بالليل يُصَلىّ عليه
حجر أى يَحْظُرهُ لنفسه دون غيره . ومنه احْتَجَرْتُ الأرض إذا ضربت عليها منارا أم أعلمت علما في حدودها للحيازة . توضع الرَّحم يوْم القيامة لها حُجْنَةٌ كُحْجَنة المِغْزل تكلَّمُ بلسان طلق ذلق . وروى : ألسنة طُلُق ذُلُق
حجن الُحْجنة من الأحجن كالحمرة من الأحمر سُمّيت بها الحديدة العَقْفاء في رأس المْغَزلِ . يقال : لسان طَلِق ذَلِق وطَلقُ ذَلقُ وطُلُيقٌ ذُلُقٌ وألسنة طُلقٌ ذٌلقٌ . والمراد الانطلاق والحِدّة . ومنه الحديث : إذا كان يوم القيامة جاءت الرحم فتكلمت بلسان طِلق ذَلِق تقول : اللهم صل من وصلنى واقطع من قطعنى . ذكرت عائشة رضي الله تعالى عنها نساء الأنصار فأثنت عليهنّ خيراً وقالت لهن معروفا . وقالت : لما نزلت سورة النور عَمَدْن إلى حُجُوز مناطقهن فشققنها فجعلن

منهماخمُراً وأنه دخلت منهن امرأة على النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم فسألته عن الاغتسال من المحيض فقال لها : خذى فرصة ممُسَكَّة فتطهرَّى بها
حجز واحد الحجوز حِجْز بكسر الحاء وهو اُلحجْزة ويجوز ان يكون واحدها حُجْزة على تقدير إسقاط التاء كبُرج وبروج الفْرصَة . قطعة قطن أو صوف من فَرصَ : إذا قطع . اُلممَسَّكةالخلق التى أُمسكت كثيراً كانه أراد ألا يُستعمل الجديد للارتفاق به في الغْزل وغيره ; لأن اَلخْلقَ أصلح لذلك وأَوْفق . وقيل : هي المطّيبة من المْسك . رأى رجلا مُحْتجَزاً بحبلْ ابْرق وهو مُحْرِم فقال : ويحك ألقه ! هو الذي يشد ثوبه في وسطه ماخوذ من الحجزة . الأبرق : الذي فيه سواد وبياض ومنه قيل للعين : برقاء . عمر رضي الله تعالى عنه : قال لبلال بن الحارث : ما أقطعك رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم العقيق لتَحْتِجَنِه فأقْطْعْه الناس
حجن احْتِجان الشىء : اجتذابه إلى نفسك من المْحَجن . والمعنى هاهنا الامتلاك والحيازة لنفسه أراد أن الاقطاع ليس بتمليك إنما هو إرفاق إلى مدة . علي عليه السلام سئل عن بنى أمية فقال : هم أشدنا حجزا وأطلبنا للأمر لا ينال فينالونه
حجز شدة الحُجْزَةَ عبارة عن الصبر على الشدّة والجهدْ . ابن مسعود رضي الله عنه إنكم معشر همدان من أحْجَى حَيٍ بالكوفة يموتُ

أحدكم فلا يترك عُصْبة فإذا كان كذلك فْلُيوصِ بما له كلِّه
حجا يقال : هو حَجِ بكذا وحَجُّى به : أي حَرِىّ وخليق ; وهو أَحْجَى به . قال الأعشى : ... أم الصَّبُر أحْجَى فإنّ امْرأ ... سَيْنفَعُه عِلْمُه إن علم ...
أبو الدَّرداء رضي الله عنه ترك الغَزْو عاما فبعث مع رجل صرَّة فقال : فإذا رأيت رجلا يسير من القوم حَجْرَة في هيئته بَذَاَذَةٌ فادْفَعهْا إليه
حجر الحجرة : الناحية . معاوية رضي الله عنه قال رجللإ : خاصمت إليه ابن أخى فجعلت أحُجّ خصَمْى ; فقال : أنت كما قال أبو دواد : ... أنىّ أتُيٍح لها حِرْباءُ تُنْضُبةٍ ... لا يرْسِلُ السَّاق إلاَّ مُمسْكًا ساقا ...
حجج أحَجّه : غلبه في المحاجة شبهه في تعلقه بحُجَّة بعد انقضاء أخْرى بفعل الحرِبْ اء في إمساكه ساق الشجرة عن إرسال غيرها . في الحديث : تزوّجوا في اُلْحجزِ الصالح فإن العِرقْ دَسَّاس
حجز هو الأصل والمنبت . وقيل : هو فصل ما بين فخذ الرجل والفخذ الأخرى من عشيرته ; سمى بذلك لأنه يُحْتَجز بهم أي يمتنع وإن روى بالكسر فهو بمعنى الحُجْزةَ كناية عن الَعّفِة وطِيب الإزار . رأيت عِلْجا يوم القادسية قد تكنّى وتحَجَّى فقتلته
حجا أي زمزم والحجاء ممدود : الزَّمْزَمَة

حَجْرتَا الطريق في بو . حَجْراء في طم . من وراء الحَجَزة في فر . كالجمل المْحجُوم في صع . كالحَجفَة في ذر . فيسْتَحْجى في غد . واحْتجَانه في نو . الحواجب في شذ . بمحجته في فز . تحجَى في كن . الحاء مع الدال النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم : ألم تروْا إلى مّيتكم حين يَحْدِج ببصره فإنما ينظر إلى الْمعِراج من حُسْنه
حدج أي يرمى ببصره ويُحدّ نظره . ومنه حديث ابن مسعود رضي الله عنه : حَدِّث القوم ما حدجوك بأبصارهم . أي ماداموا نشيطين لسماع حَديثك مُقْبلين عليك . في قصة حنين : إن مالك بن عَوْف النَّصرى قال لغلام له حادِّ البصر : ما ترى ؟ فقال : أرى كَتيبةَ حرَشْفَ كأنهم قد تشذَّروا للحَمْلَة ثم قال له : وتلك ! صف لى قال : قد جاء جيش لا يُكَتًّ ولا يُنْكَف
حدد يقال : رجل حديد البصر وحادُّه كقولهم : كاليل البصر وكالُّه . اَلحْرْشَف : الرَّجالة . تَشَذَّروا : تهيئوا . لاُ يكَتُّ : لا يحُصىْ . لاُ يْنكفَ : لا يُقْطع ولا يبلغ آخره يقولون : رأينا غيثا مانكفه أحد سار يوما ولا يومين . قال في السُّنة : في الرأس والجسد قصُّ الشارب والسِّواك والاْستِنْشاق والمضمضة وتقليم الأظفار ونَتْف الإبط والختان والاستنجاء بالأحجار والاسْتحداد وانْتقَاص الماء
حدد استحدَّ الرجلٌ : إذا استعان وهو استفعل من الحديد كأنه استعمل الحديد على طريق الكناية والتَّورْية

ومنه حديثه : إنه حين قدم من سفر أراد الناس أن يَطْرقوا النساء ليلا فقال : أَمْهَلوا حتى تمَتشْط الشِعَثة وتستَحِدّ الُمغِيبة . قيل في انتقاص الماء : هو أن يَغْسل مذاكيره ليرتد البول ; لأنه إذا لم يفعل نزل منه الشىء بعد الشىء ; فيعسر اسْتِبراؤه فلا يخلو الماء من أن يراد به البول فيكون المصدر مضافا إلى المفعول وان يراد به الماء الذي يغسل به فيكون مضافا إلى الفاعل على معنى وانتقاص الماء البول وانْتقَص يكون متعدّيا وغير متعد . قال عدىّ بن الرّعلاء : ... لم ينتقص مِنىّ الَمشيبُ قُلاَمة ... الآ ن حين بدا ألبُّ وأكْيس ...
وقيل : هو تصحيف والصوابُ انتفاصُ الماء بالفاء والمراد نَضْحه على الذَّكر من قولهم : لنضْح الدم القليل : نُفصَ الواحد نُفْصَة قال حُمَيد : ... طافت ليلى وانضَّمت ثميلتها ... وعاد لحمٌ عليها بادن نخصا ... فجاءها قانص يسعى بضارية ... ترى الدِّماء على أكتافها نفصا ...
إن في كل أمة مُحَدَّثين ومروعين فإن يكن في هذه الأمة أحدٌ فإن عمر منهم
حدث المحدَّث : المصيب فيما يحدُس كانه حدث بالأمر . قال أوْس : ... نقَاب يُحَدِّثُ بالغائب ...
والمروَّع : الذي يُلقْى الشىء في روعه صدق فراسته . خيار أمتى احدّاؤُها
حدد هو جمع حديد كأشداء في جمع شديد والمراد الذي فيهم حدّة وصلابة في الدين . قال : إن أبي بن خلف كان على بعير له وهو يقول : يا حَدْراها يا حَدْراَها !
حدر قال أبو عبيدة : يريد هل أحد رأى مثل هذه ! ويجوز أن يريد ياَحْدَراء الإبل

فَقصَرها وهو تأنيث الأَحْدر وهو الممتلىء الفخذ والعجز الدَّقيق الأعلى وأراد بالبعير الناقة . وفي كلامهم حَلبْتُ بعيرى وصَرَعَتنىْ بعيٌر لى . عمر رضي الله عنه حَّجِةً ها هنا ثم احْدِجْ ههنا حتى تَفْنىَ
حدج أي أحدج إلى الغَزْو . والحَدْج : شدُّ الأَحْمال وتوسيقها . تفنى : تهرم من قولهم للكبير : فان . قال لبيد : ... حبائلُه مَبْثُوثَةٌ بسبيله ... ويَفْنَى إذا ما أخطْأتْه الحبِائُل ...
أو أراد حتى تموت . والمعنى : حجّ حجة واحدة ثم اقبل على الجهاد ما دامت فيك مسكة أو ما عِشْت . علي عليه السلام عن أم عطية : وُلدِ لنا غلام أحْدر شىء وأسمنه فحلف أبوه لا يقرب أمه حتى تفطمه فارتفعوا إلى على فقال : أمن غضب غضبت عليها ؟ قال : لا ولكنى أردت أن يصلح ولدى فقال : ليس في الإصلاح إيلاء
حدر حَدُر حْدار فهو حادِر : إذا غَلظُ جِسْمُه . ليس في الإصلاح إيلاء أي أن الإيلاء إنما يكون في الضّرار والغضب لا في الرضا . قال يوم خيبر : ... أنا الذي سمَّتْن أمِّى حَيْدَرة ... كليْثٍ غاباتٍ كرَيه الَمنْظرة ... أَوْفيهم بالصاع كَيْل السَّنْدرَه ...
قيل : سْمتُه أمه فاطمة بنت أسد باسم ابيها وكان أبو طالب غائبا فلما قدم كرهه وسماه عليا وإنما لم يقل : سمتنى أسدا ; ذهابا إلى المعنى . والحَيْدَرة : من أسماء الأسد . السَّنْدَرة : مكيال كبير كالَقْنقَل . وقيل : امرأة كانت تبيع الَقْمح وتوفى الكيل

والمعنى اقتلكم قتلا واسعا . وقيل : السَّنْدرَة العَجَلة والمراد تَوعُّدهم بالقتل الذريع . ووَجْه الكلام : أنا الذي سَّمتْه ليرجع الضمير من الصلة إلى الموصول ولكنه ذهب إلى المعنى ; لأنَّ خبر المبتدأ هو أعنى أن الذي هو أنا في المعنى فرد إليه الضمير على لفظ مردود إلى أنا كأنه قال : أنا سمتنى . جمَع الغابة ليجعلَ الَّليْثَ الذى شبه به نفسه حاميا لغياض شّتى ; لفرط قوَّته ومَنَعة جانِبه . صفية بنت ابي عبيد رضي الله عنهما : اشتكت عيناها وهي حادُّ على ابن عمر زوجها فلم تَكْتَحل حتى كادت عيناها تَرْمَصان
حدد حَدَّ تحُدُّ حدّاً والمعنى أحدت : أذا تركت الزينة بعد وفاة زوجها وهي حادّ أي ذات حداد أو شىء حادّ عالى المذهبين . الرَّمص معروف : وإن روى : تَرْمضَان فالرَّمض الحمىّ
حدق الأحنف رحمه الله تعالى قدم على عمر في وفد أهل البصرة وقضى حوائجهم فقال : يا أمير المؤمنين ; إن أهل هذه الأمصار نزلوا مثْل حدقة البعير من العيون العذاب تأتيهم فواكههم لم تُخْضَد وروى : لم تُخَضدّ . وروى : إن إخواننا من أهل الكوفة نزلوا في مثل حُوَلاَء الناقة من ثمار مُتَهَدِّلة . وأنهار متفجِّرة وإنا نزلنا بسبخةٍ نشَّاشة طرفٌ لها بالفلاة وطرف بالبحر الأجاج يأتينا ما يأتينا في مثل مرىء النعامة فإن لم ترفع خسيستنا بعطاء تُفَضِّلنا به على سائر الأمصار نهلك فحبسه عنده سنة . قال : خشيتُ أن تكون مُفَوَّها ليس لك جول . شبه بلادهم في خصبها وكثرة مائها بحدقة البعير وحولاء الناقة ; لأن الحدقة توصف بكثرة الماء . وقيل : أراد أن خصبها دائم لا يَنْقطَع لأن المُخّ ليس يبقى في شىء بقاءه في العين . واُلحوَلاء : جلدة رقيقة تخرج مع الحُوار كأنها مرآة مملوءة ماء أصفر يسمى السُّخْد . قال الكميت : ... وكالُحولاء مراعي المسيم عنك والرئة المنهل

خَضَذ الشىء : ثناه وتخضَّد تثنى يعنى أن فواكههم قريبة منهم ; فهي تأتيهم غضَّة لم تتثنَّ ولم تتكسّر ذبولا . التهدّل : الاسترخاء والتدلّى . النشاشة : من النشيش والغليان . مرىء النعامة : مَجْرَى طعامها وهو ضيق ; يعنى نزارة قوتهم . الخسيسة : صفة للحال . المفوه : البليغ المنطيق كانه المنسوب إلى الفوه ; وهو سعة الفم . الجول : العقل والتماسك وأصله جانب البئر ومثله قولهم : ماله زَبْرٌ ; من زبرت البئر . مجاهد رحمه الله تعالى كنت أتحدَّى القَّراء فأقرأ
حدا أي تعمدهم والتحدى والتحّرى بمعنى . الحسن رحمه الله تعالى حادثوا هذه القلوب بذكر الله فإنها سريعة الدُّثٌور واقْدَعُوا هذه الأنفس فإنها طلعة
حدث محادثة السيف : تعّهده بالصقل وتطريته . قال زيد الخيل : ... أُحَادثُه بصقل كلَّ يومٍ ... واَعْجُمه بهامات الرِّجال ...
فشبّه ما يركبُ القلوب من الرين بالصدأ وجلاءها بذكر الله بالمحادثة . والدُّثور : الدروس . القَدْع : الكفّ . الطُّلعة : التي تَطَلَّع إلى هواها وشهواتها

حدب ابن الأشعث كتب إلى الحجاج : سأَحْمِلك على صَعْب حدْباء حدْبار ينجُّ ظَهْرُها
حدبر الحِدْبار : التىبدا عَظْم ظهرها ونَشَزَت حراقيفها هزالا . قال الكميت : ... ردّهنّ الهزال حدْبا حُدَابدَ ... روطىّ الإكامِ بعد الإكام ...
نجيج القُرْحة : سَيَلانها قَيْحاً قال : ... فإن تَكُ قُرْحةٌ خُبَثتْ ونَجَّتْ ... فإن الله يشفى من يشاء ...
ضرب ذلك مثلا للأمر الصَّعْب والخُطَّة الشّديدة . في الحديث : القضاة ثلاثة : رجل علم فعدل فذلك الذي يُحْرُزُ أموال الناس ويَحْرُزُ نفسه فى الجنة . ورجل علم فحدل فذلك الذى يهلك الناس ويهلك نفسه في النار وذكر الثالث
حدل حدل : ضدّ عدل من قولهم : إنه لحَدْل غير عَدْل . ويحدر في بض . حَدجَة حنظل في أل . نحدرها في ظا . فَحِدأ في بج . الحدو في به . أو عصا حديدة في رف . الحاء مع الذال النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم : تراصُّوا في الصلاة لا تَتَخَلّلنكم الشياطين كأَنها بنات حَذَف . وروى : أقيموا صفوفكم لا يتخلّلكم كأوْلاد الحذف . قيل : يا رسول الله ; وما أولاد الحذف ؟ قال : ضأنٌ سود جُرْد صغار تكون باليمن
حذف كأنها سميت حذفا ; لأنها محذوفة عن مقدار الكبار ونظيره قولهم للقصير :

حُطَائط قيل : لأنه حُطّ عن مقدار الطويل . كأولاد : الكاف فيه في محل الرفع على الفاعلية ومثله الكاف في قول الأعشى : ... هل تَنْتَهون ولن ينهى ذوى شطط ... كالطَّعْن يَذْهب فيه الزيت والُفُتُل ...
في ليلة الإسراء : انطلق بي إلى خَلْق من خَلْقِ الله كثير موكَّل بهم رجال يعَمْدوُن إلى عُرْض جنْب أحدهم فَيحْذُون منه اُلْحذَوة من اللحم مثل النعل ثم يضفزونه في أحدهم ويقال له : كُلْ كما أكلت . أى يقطعون منه القطعة من حَذْوِ النعل
حذا ومنه الحديث : في مس الذكر : إنما هو حِذْية منك . يضَفْزُونه : يدقعونه فيه من ضَفَزْت البعير : إذا جمعت ضغثا فلقّمته إياه وضَفَزْت القرس لجامه . من دخل حائطاً فلْيأكُلْ منه غير آخذ في حٌذْله شيئا . وروى في حُذْنِه . وهما التبان
حذل ومنه قولهم : هو في حُذْل أمه ; أي في حجرها وأنشد : ... أنا من ضئضىء صْدقٍ ... بخْ وفى أكرم حُذْل ...
ابن عباس رضي الله عنهما قال في ذات عْرق : هي حَذْوَقَرنٍ . وروى وزان قَرنَ . ومعناهما واحد ; أراد أنها مُحاذيِة قرن فيما بين كلِّ واحد منهما وبين مكة فمن أحْرَم من هذا كمن أَحْرمَ من ذاك

ابن غَزْوان رضي الله عنه خطب الناس فقال : إن الدنيا آذَنَتْ بصَرْم وولَّتْ حذَّاء فلم يبقى منها إلا صُباَبة كصُبَابة الأناء
حذاء الحذاء : الخفيفة السريعة . ومنه قولهم للسارق : أحذ اليد وللقصيدة السيارة : حذاء
حُذاقىّ في صع . إن لم يُحْذِك في دو . فاحْذِمْ في رس . ان يحذفها في لب حذاؤها في عف . الحاء مع الراء النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم . قال حريث : رأيته دخل مكة يوم الفتح وعليه عمامة سواء حَرَقانَّية وقد ارخى طرفها على كتفيه
حرق هى التي على لَوْن ما أحرقته النار كأنها منسوبة بزيادة الألف والنون إلى الحَرَق ; يقال : الحَرْق بالنار والحَرَق معا والحَرق من الدّق الذي يعرض للثوب عند دقّه محّرك لا غير . ومنه حديث عمر بن عبدالعزيز رحمهما الله : إنه اراد أن يستبدل بعماله لما رأى من إبطائهم في تنفيذ أمره فقال : أما عدى بن أرْطَاة فإنما غَّرنى بعمامته الحرقانية وأما أبو بكر بن حَزْم فلو كتبت إليه أذبْح لأهل المدبنة شاة لراجعنى فيها : أقرناء أم جمَّاء ؟ لا قطع في حريسة الجبل
حرس هي الشاة مما يحُرْسَ بالجبل من الغنم وهي الحَرائَس . ومنه حديثه الآخر : إنه سئل عن حريَسة الجبل فقال : فيها غُرْم مثلها وَجَلَداتٌ نكالاً فاذا آواها المراح ففيها القطع . واحترس فلان : إذا استرق الحريسة

ومنه الحديث : إن غلمة لحاطب ابن أبي بَلْتعَة احترسوا ناقةً لرجل فانتحروها . إن رجلا أتاه بضباب قد احْترَشَها . فقال : إن أمة مُسِخت فلا أدْرى لعل هذه منها
حرش الاحتراش : أن يمسح يده على اُلحْجْر ويحركها حتى يظن الضبُّ أنها حّية فُيخْرجِ ذنبه ليضربها فيقبض عليه وهو من الحَرْش بمعنى الأثر لأن ذلك المسح له أثر
حراوة تغدّى أعرابى مع قوم فاعتمد على الَخْردَل فقالوا : ما يُعْجبكُ منه ؟ قال : حَرَاوته وحَمزْه . الحرَاوة والحمْز : اللذْع والقرْص باللسان . سمُّوا أولادكم أسماء الأنبياء وأحسن الأسماء عبدالله وعبدالرحمن وأصدقها الحارث وهمام وأقبحها حَرْب ومُرَّة . قيل : لأنه ما من أحد إلا وهو يحَرْث أي يكسب . ويهيم بالشىء أي يعزم عليه ويريده . وكره حرباً ومرة ذهابا إلى معنى المحاربة والمرارة . كان قبل أن يوحى إليه صلى الله تعالى عليه وآله وسلم يأتى حَراءَ فيتحنث فيه الليالى
حرأ حَراء : من جبال مكة معروف ومنهم من يؤنثه فلا يصرفه وللناس فيه ثلاث لحنات : يفتحون حاءه وهي مكسورة ويقصرون ألفه وهي مَمْدُودة ويميلونها ولا يسوغ فيها الإمالة ; لأن الراء سبقت الألف مفتوحة وهي حرف مكرر فقامت مقام الحرف المستعلى ومثل رافع وراشد لا يُمال . التحنث : التعبد ومعناه إلقاؤه الحْنث عن نفسه كالتحرّج والتحوبّ . ومنه حديث حكيم بن حزام القرشىّ رضي الله عنه : يا رسول الله ; أرأيت أمورا كنت أتحنث بها في الجاهلية من صدقة وصلة رحم ; هل لى فيها أجر ؟ فقال النبي صلى الله

تعالى عليه وآله وسلم : أَسْلمَت على ما سلف من خير . نهى عن حَرْق النَّواة وأن تقُصْع بها القَمْلة
حرق قيل : هو إحراقها بالنار ويجوز أن يكون من حرق الشىء إذا برده بالمبرد . والقَصْع : الفَضْخ ; وإنما نهى عن ذلك إكراما للنخلة قيل : لأنها مخلوقة من فَضْلة طينة آدم عليه السلام . وفي الحديث : أكْرموا النخلة فإنها عمتكم . وفي حديث آخر : نعمت العّمة لكم النَّخلة . وقيل : لأن النوى قوتٌ للدواجن . بُعث عروة بن مسعود رضي الله عنه إلى قومه بالطائف فأتاهم فدخل مْحرابا له فَأشَرف عليهم عند الفَجْرِ ثم أذنّ للصلاة ثم قال : أسلْموا تسْلموا ; فقتلوه . الْمحرِاب : المكان الرفيع والمجلس الشَّريف ; لأنه يدافع عنه ويحارب دونه . منه قيل : محراب الأسد لمأْواه وسمى القصْر والغرفة المنيفة محرابا . قال : ... رَبّةُ محراب إذا جئتها ... لم أَلقْهَا أو أرْتَقى سلما ...
ما من مؤمن مَرض مرضاً حتى يحُرِضَه إلا حط الله عنه خطاياه
حرض أي يُشْرِف به على الهلاك . في قصة بدر : عن معاذ بن عمرو بن الجمُوح رضي الله تعالى عنه قال : نظرت إلى أبي جَهْل في مثل الحرجة فصمدت له حتى إذا أمكنَتيْنى منه غرة حملت عليه فضربته ضربة طرجت رجله من الساق فشبهتها النواة تَنَزْوُ من المراضِخ
حرج الحرجة : الغيضة التى تضايقت لالتفافها من الحَرجَ وهو الضيق . الصَّمْد : القَصْد . المرضخة : حجر يُرْضخَ به النوى

إن المشركين لما بلغهم خروج اصحاب رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم إلى بدر يَرصْدُون العير . قالوا : اخْرُجُوا إلى معايشكم وحرائبكم . وروى بالثاء
حرب الحرائب : جمع حريبة وهى المال الذى به قوام الرجال
حرث والحرائث : المكاسب من الاحتراث وهو اكْتِساب المال الواحدة حريثة . وقيل : هي أنَضْاء الإبل من أَحْرثَنا الخيل وحرثناها : إذا أهزلناها . تزوَّج رجل من المهاجرين امرأةً من الأنصار فأراد أن يأتيها فأبت إلاَّ أن تٌؤتى على حرف حتى شرى أمرهما فبلغ رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ; فأنزل الله تعالى : نِساؤُكم حَرْثُ لكم فأْتُوا حَرْثَكم أنىَّ شْئِتُم
حرف الحَرْفْ : الطرف والناحية . والمعنى إينانها على جَنْب . ومنه حديث ابن عباس رضى الله عنهما : كان أهل الكتاب لا يأتون نسائهم إلاّ على حَرْف وكان الأنصارُ قد أخذوا بذلك من صنيعهم وكان هذا الحيّ من قريش يشْرحَون النساء شَرْحا مُنْكراً . قيل : شرح المرأة : إذا سلقها على قفاها ثم غَشِيها . وقيل : معنى على حرفْ ألا يتمكن منها تمكن المتوسط المتبحبح في الأمر . والشَّرح : أن يتمكن منها من شرح الأمر وهو فتح ما انْغَلق منه . شرى : أي عظم وارتفع من شرى البرقُ وهو أن يتتابع في لمعانه . أبو بكر رضى الله تعالى عنه كان يُوتر من أوّل الّليل ويقول : ... واحَرَزَا وأَبْتغَى النَّوافَلا ...
وروى : ... أحرزتُ نَهْبى وأبتغى النَّوافَلا ...
حرز الحَرزَ : ما أحرزته

والنوافل : الزّوائد والف واحرزا منقلبة عن ياء الإضافة كقولهم : يا غلاما أقبل . وهذا مثلٌ يضربه الطالب للزيادة على الشىء بعد ظفره به فتمَّثل به لأداء صلاة الوتر وفراغ قَلْبِه منها وتنّفله بعد ذلك . لما مات رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم أصابه حزُنْ شديد فمازال يحَرْى بدنه حتى لحق بالله
حرى أي يَذُوب وينقص . قال : ... حتى كأنى خاتل قَنصَا ... والمرءُ بعد تمامه يَحرْى ...
ومنه الحارية من الأفاعى وهي التى قيل فيها : حاريةٌ قد صَغُرَت من الكبر . عمر رضي الله تعالى عنه ذكر فتيان قريُش وسرفهم في الإنفاق ; فقال : لحِرفْة أحدهم أشد على من عيلته
حرف الحِرفْة : بالكسر الطُّعمْة وهي الصناعة التى منه يَرْتزق لأنه مُنْحرِف إليها . والحُرفة والُحرف بالضم : من الُمحَارفَ وهو المحدود . ومنها قولهم : حْرفُة الأدب والمراج لعدم حرفة أحدهم والإغتمامُ لذلك أشدُّ على من فقره . ومنه ما يروى عنه : إني لأرى الرجل فيعُجبنى فأقول : هل له حرفة ؟ فإن قالوا : لا سقط من عينى . والصحيح أن يريد بالحرفة سرفهم في الإنفاق . وكل ما اشتغل به الإنسان وضرى به من أي أمر كان ; فإن العرب تسميه صنعة وحِرْفة ; يقولون : صنعة فلان أن يفعل كذا . وحِرْفة فلان أن يفعل كذا يريدون دَأْبَه ودَيدْنَه . علىّ عليه السلام عليكم من النِّساء بالحارقة . هي الضّيقة الملاقى كأنها تضم الفعل ضمّ العاضّ الذي يِحْرقُ أسنانه ويقال لها : العَضوض والَمصُوص

وعنه عليه السلام : إنه سئل عن امرأته فقال : وجدتها حارقة طارقة فائقة
طرق أراد بالطَّارقة : التى طَرقَتْ بخير وقيل : الحارقة : النِّكاح على الجنب أخذت من حارقة الورك وهى عصبة فيها والمعنى : عليكم من مباشرة النساء بهذا النَّوع . وعنه عليه السلام : كذَبَتْكم الحارقة ما قام لي بها إلا أسماء بنت عُمَيس . قال علي عليه السلام لفاطمة سيدة نساء العالمين عليها السلام : لو أتيت النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم فسألته خادما تقيك حار ما أنت فيه من العمل !
حرر أي شاقّة وشديدة . وجعلوا الحرارة عبارة عن الشدة والبرد عن خلافها وقد سبق نحو من ذلك . ابن مسعود رضي الله عنه دخل على مريض فرأى جبينه يعرق فقال : موت المؤمن عرق الجبين تبقى عليه البقية من الذنوب فيحارف بها عند الموت . وروى فيكافأ بها
حرف المحارفة : المُقايسة ومنه المْحراَف وهو المِيُل الذي يقابس به الجراحة فوضعت موضع المكافأة . والمعنى أن لشدة التى تُرْهقه حتى يعَرقَ لها جبينه تقع كفاء لما بقى عليه من الذنوب وجزاء ; فتكون كفَّارة له . احرثوا هذا القرآن
حرث أي فتَّشوه وتدَبَّروه . عوف رضى الله عنه قال صلى الله تعالى عليه وآله وسلم : رايت مُحَلّم بن جثاّمة في المنام فقلت : كيف أنت يا محلم ؟ فقال : بخير وجْدنا ربا رحيما غفر لنا . قلتُ : أكُلّكم ؟ قال : كلنا غير الأَحْرَاض . قلت ومن الأَحْراض ؟ قال : الذين يشار إليهم بالأصابع

حرض أراد الفاسدين المشتهرين بالشر الذين لا يخفى على أحد فسادهم ; شبههم بالسَّقْمى المشرفين على الهَلاك فسماهم أحراضا . الحسن رحمه الله قال : في الرجل يُحْرِم في الغضب كذا
حرم أي يحلف في حال الغضب ; إنما سمى الحلف مُحرما لأنه يتحرم بيمينه كالمُحْرِم الذي يدْخُل في حُرمْة الحج والحرم . ومنه إحرام المصلى بالتكبير . الحجاج : باع مُعْتَقا في حَرَاره
حرر يقُال : حرَّ العبد حراراً قال : ... وما رُدَّ بَعْدِ الحَرارِ عَتيًق ...
في الحديث : الذي تدركهم الساعة تُسَّلطُ عليهم الِحرْمَة ويُسْلَبون الحياء . هي الغلْمة من حرمت الشاة واستحرمت : إذا اشتهت الفَحْل . الحرَقُ والغَرقَ والشَّرقَ شُهادة
حرق هو الاحْتراق بالنَّار . حرق النار في هم . يحرّف القلوب فى ذف . على حَرَاجيج في عب . يَحْتَربِون في جر . وحَرْقفَتيَهْ في ند . أحُرُّ لكِ في أر . قد حرب في كل . حَرَثْناهَا في ظه . سبعة أحْرُف في أض . حرْشف في حد . حَرْمد في حر . حريبة في زو . محْرِدَهَا في عى . حْرِباء تَنْضُبَة في حج . الحاء مع الزاي . النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم بعث مُصدَّقا فقال : لا تأخذ من حَزَرات أَنْفُسِ الناس شيئا . خذ الشَّارف والبَكْر وذا العيْب

حزر الحَزَرات : جمع حَزرْة وهي خيار مال الرَّجلُ يَحْزرُه في نفسه كانها سميّت بالمرة من الحَزْر لهذا المعنى أضيفت إلى الأنفس يقال : هي الَحرْزَة أيضاً بتقديم الراء من الإحراز . الشارف : الناقة المسنة وهي بينة الشروف ; سميت لعلوّ سّنها . ومنها قيل : السهم الشَّارف للذي طال عهدُه فْانَتكَث عَقَبة وريشه . كان ذلك في بدء الإسلام ; لأن السنة ألا تؤخذ إلا بنت مخاض أو بنت لبَونَ أو حِقّة أو جذعة . كا يرقصّ الحسن أو الحسين عليهم الصلاة السلام فيقول : حُزُقة حزقة . ترق عين بقة . فترقى الغلام حتى وضع قدمه على صدره . روى : حُزُقَّة حُزُقَّة برفْع الأول وتنوينه والوقف في الثاني وبالوقف فيهما . فوجه الرواية الأولى أن يكون خبر مبتدأ محذوف تقديره أنت حزّقُة والثاني كذلك أو خبر مكرر . ووجه الرواية الثانية ان تكون منادى حذف منه حرف النداء وهو في الشذوذ كقولهم : أطرق كرا . وافتد مخنوق والثاني كذلك او تكرير للمنادى
حزق واُلحُزقّة : الضعيف القصير المقارب خطوه . قال امرؤ القيس : ... وأَعْجَبنى مَشْى اُلُحزقَّة خالدٍ ... كَمشْى أتانٍ حُلَّئَتْ بالمنَاهِل ...
وعَيْن بَقّة : منادى ; ذهب إلى صغر عَيْنه تشبيها لها بَعْيِن البَعُوضَة . قال لأبي بكر رضي الله عنه : متى تُوتر ؟ فقال : من أوَّل الليل . وقال لعمر ؟ متى توتر ؟ فقال : من آخر الليل . فقال لأبي بكر : أخذت بالحَزْم . وقال لعمر : اخذت بالعَزْم
حزم الحزم : ضَبْط الأمر والحذَر من فَواَته . والعَزْم : عقد القَلْبِ على الأمر وقوة الصريمة . ومنه حديثه الآخر : إن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما تذَاكَرا الوتْر عند رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم فقال أبو بكر : أمَّا أنا فإنى أنام على وتر فإن استيقظتُ صلّيت شفعا إلى الصَّباح . وقال عمر : لكنى أنامُ على شَفْع ثم أُوتر من السَّحر . فقال صلى الله تعالى عليه وآله وسلم لأبى بكر : حذر هذا . وقال لِعُمر : قَوِى هذا

على عليه السلام خطب أصحابه في أمر المارقين وحضّهم على قتالهم فلما قتلوهم جاءوا فقالوا : أَبشْر يا أمير المؤمنين ; فقد اَستأْصَلنْاهم . فقال : حَزْق عيْر حَزْقُ عَيْر قدْ بَقَيِت منهم بقيةّ . الحزْق : الشُّد البليغ والضَّغطْ والتضييق يقال : حزقه بالحَبْل . وحزق القوس بالوتر . وإبريق محْزُوق العنق : ضّيقها . ومنه : حزق إذا حبق لما في الضِّرْط من الضّغْط ; وفسر على وجهين : أحدهما : أن ما فعلتم بهم في قلة الاكتراث به حُصاص حِمار . والثاني : أن أمرهم يعد في إحكامه كأن وقر حمار بولغ في شده . والمعنى حزُق حْمل عَيْرٍ فحذف . ابن مسعودرضى الله عنه الإثْم حزَّاز القلوب
حزز هي الأمور الى تحزّ في القلوب أي تحكّ وتُؤثّر وتخالج فيها أن تكون معاصى لفقد الطمأنينة إليها . ورواه بعضهم : حواز القلوب أي يحوزُ القلوب ويغلب عليها ويجعلها في ملكته . زيد رضي الله عنه لما دعاني أبو بكر إلى جَمعْ القرآن دخلتُ عليه وعمر مُحْزئَلّ في المجلس
حزل أي مْسَتوْفز من قولهم : احزأَلّت الآكام : إذا زهاها السراب واحَزألّت الأبل في السير : إذا ارتفعت فيه . قال الطِّرمَّاح : ... ولو خرج الدَّجَّال ينشد دِيَنه ... لزَافَت تميملإ حوله واحزألتّ ...
وكان عمر ينكر ذلك ويقول : كيف نصنع شيئا لم يصنعه رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ؟ ثم وافقه بعد . ابن عمر رضي الله عنهما : ذكر الَغْزَوْ ومن يَغْزوُ ولا نَّية له فقال : إن الشيطان يُحّزِّنُه

حزن أي جعله بوسوسته حزينا نادما على مفارقة أهله حتى يفسد عليه نَّيته . يقال : أحزنه الأمر وحزنه . أبو سلمة رحمه الله لم يكن أصحاب رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم متحيزّقين ولا متماوتين كانوا يتناشدون الأشعار ويذكرون أمر جاهلّيتهم فإذا أريد أحدُهم على شىء من أمر دينه دارت حماليق عينيه كأنه مجنون
حزق المتحزِّق : المتقبضّ . واُلمتَماوت : من صفة المرائى بنُسْكه الذي يتكلفّ التّزَمّت وتسكين الأطراف كانه ميت . وعن عمر رضي الله تعالى عنه : لما رأى رجلا متماوتا فخفقه بالدِّرّةَ قال : لا تُمِت علينا ديننا أماتك الله ! الشعبي رحمه الله أتى به الحجاج فقال : أخرجت على يا شعبي ؟ فقال : أصلح الله الأمير أَجْدب بنا الجَنَاب وأحزن بنا المنزل واْسَتْحَلسْنَا الَخْوف واكْتَحَلنْا السَّهَر ; فأصابتنا خْزية لم نكن فيها برَرةٌ أتقياء ولا فَجَرة أقوياء . قال : لله أبوك ! ثم أرسله
حزن أحزن المنزل : صار ذا حزونة كأخصب وأَجْدب ويجوز أن يكون من قولهم : أَحْزَن الرجل وأسهل : إذا ركب الحَزْن والسَّهْل والباء للتَّعدية يعنى : وركب بنا المنزل الْحزن ; لأنهم إذا نزلوه وهو حَزْن فكأنه قد أوطأهم الحَزْن . استحلسنا الخوف : صَّيْرناه كالْحِلْس الذي يُفْترش . خزْية : أي خصلة خزينا فيها أي ذللنا . قال : ... فإنى بحمد الله لا ثوب عاجز ... لبست ولا من خَزْيَة أَتقّنعُ ...
في الحديث : كنا مع رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم غلمانا حَزَاورة فتعلّمنا الإيمان قبل أن نتعلم القرآن

حزور هو جمع حَزْورَ وحَزوَّر وهو اُلَمراهق والتاء لتأنيث الجمع . وفلان آخذ بحُزَّته أي بحُجْزتَه وقيل بُعنقُه . حزَّلة حُزَّةَ في سع . حِزْبى من القرآن في طر . حَزَبه أمر في هي . محَزْون في زو . حازق في حق . الحزّقة في أر . حزقان في غى . الحاء مع السين النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم الحَسب المال الكَرَم التَّقوى
حسب هو ما يعده من مآثره ومآثر آبائه . ومنه قولهم : من فاته حسب نفسه لم ينتفع بحسب أبيه . وقال ذو الرُّمة : ... له قَدَمٌ لا ينْكُر الناس أنها ... مع الحسب العادى طمَّتْ على البحر ...
وقال المتلمس : ... ومن كان ذا بيت كريم ولم يكن ... له حسب كان الَّلئِيمَ المُذَقَّماَ ...
وفي حديث عمر رضي الله عنه : من حسب الرجل نقاء ثوبيه . والمعنى : إن ذا الحسب الفقير لا يُوَقّر ولاُ يْتَفَلُ به ومن لا حسب له إذا رُزِق الثروة وقُر وجل في العيون . وفي حديث آخر : حَسَبُ الرَّجل خلقه وكرمه دينه . وعنه صلى الله تعالى عليه وآله وسلم : إن وَفْد هوزان لما قدموا عليه يكِّلمونه في سبَيهْم قال لهم : اختاروا إحدى الطائفتين : إما المال وإما السَّبي . فقالوا : أما إذا خْيَرْتنا بين المال واَلحَسَب فإنا نختار الحسَب فاختاروا أبناءهم ونساءهم . قيل المراد بالحسب هنا عَدَدُ ذَوى القرابات ويجوز أن يُرَاد أن فكاك الأسارى وإيثاره على استرداد المال حسب وفعال حسنة فهو بالاخْتَيارِ أَجْدر

عمر رضي الله عنه مرَّ بامْرأةِ قد ولدت فدعا لها بشربة من سَوِيقٍ وقال :
حسس اشْربَي ; هذا يَقْطَعُ الحْسَّ . هو وَجَعُ النُّفسَاء غبَّ الولادة . يا أيها الناس احْتَسُبوا أعمالكم فإنَّ من احْتَسب عمله كُتبَ له أَجْرُ عمله وأَجْرَ حْسبته
حسب الاحْتِساب من الْحسْب كالاعتداد من العَدِّ . وإنما قيل : احتسب العمل لمن ينوى به وجه الله ; لأن له حينئذ أن يعتدَّ عمله فجعل حال مباشرة الفعل كأنه معتدّ ; واْلحْسِبة : أسم من الاحتساب كالِعَّدة من الاعتداد . وقولهم : ماتت والدتى فاحتسبتها ومعناه : اعَتددْتُ مصيبتها في جملة بلايا الله التى أثاب على التَّصّبر عليها . أتى بجرادٍ مْحسُوس فأكله
حسس هو الذي مسّته النار حتى قَتَلَتْه من الَحسّ وهو اَلقْتلُ . طلحة رضي الله عنه اشترى غلاما بخمسمائة درهم و وأعتقه فكتب : هذا مما اشترى طلحة بن عبيد الله من فلان ابن فلان العبشميَّ اشترى منه فتاه دينارا بخمسمائة درهم بالحسب والطِّيب ودفع إليه الثمن وأعْتقه لوجه الله ; فليس لأحدٍ عليه سبيل الولاء
حسب قيل : هو من حسبته إذا أكرمته أي بالكَرَامة من البائع والمشترى والرغبة وطيب النفوس منهما . العُطَارِدىّ رحمه الله قال له أبو عمرو بن العلاء : ما تذكر ؟ قال : أذكر مَقْتَل بِسْطام بن قيس على الحسن . هو حبل من رمل . قال :

لأَمِّ الأرض وَيْلٌ ما أَجَنَّتْ ... غداة أَضَرَّ بالحسن السَّبيلُ ...
عُمرِّ مائة وثمانيا وعشرين سنة وكانت ولادته قبل الهجرة بإحدى عشرة سنة . سماك رحمه الله : قال شُعْبة : سمعتُه يقول : ما حَسَّبُوا ضيفهم
حسب أي ما أكرموه وأَصْلُه من اُلحْسْبانَة وهي الوسادة الصغيرة يقال لها المْحسبَة أيضاً ; لأن من أكرم أجلس عليها . في الحديث : إن المسلمين كانوا يحتسَّبُون الصلاة فيجيئون بلا داعٍ . أي يتعرفون وقتها ويتوخونه يأتون المسجد قبل أن يسمعوا الأذان . يخرج أخر الزمان رجل يسمى أمير المعصب أصحابه محُسَّروُن محقرون مُقْصَوْن عن أبواب السلطان يأتونه من كل أَوْب كانهم قَزَعُ الخريف يوَرِّثهم الله مشارق الأرض ومغاربها
حسر محسَّرُون : مُؤذْون محمولون على اَلحْسرة أو مُدَفّعون مُبْعَدُون ; من حسر القناع : إذا كشفه . أو مَطْرودون مُتْعبَون من حسر الدابة إذا أتعبها . من كل أوب قال ابن السراج : معناه أنهم جاءُوا من كل مآب يرجعون إليه ومن كل مستقرّ . القَزَع : السحاب المتفرق . ادعوا الله ولا تَسْتحَسْرُوا . هو أبلغ من الحُسُور ; أي لا تَنْقطَعُوا ولا تُّملوا . عليكم بالصَّوْم فإنه مَحْسمَةٌ
حسم أي مقطعة للباءة . ثم حَسَمَهُ في شق . لا يُحسْرُ صابحُها في دك . حّس في هض

عليها حسيكة في يس . فأحسفه في حت . فحسك أمراس في فر . تحسّف جلد الحية في ظل . حسر في جف . حسكه في عر . ولا تحسُّوا في رث . هل أحسستما في سم . حسمى في رك . حسرته في مد . على الحس في حن . ولا تحسسوا في جس . الحاء مع الشين
حشش النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم إنّ رجلاً من اسلم كان في غُنَيْمةٍ له يُحشُّ عليها في بيداء ذى اُلْحلَيفْةَ إذ عوى عليه ذئب فانتزع شاة من غنمه فَجْهَجَأه الرجل بالحجارة حتى استنقذ منه شاته فقال الذئب : أما تقيت الله أن تنزع منى شاة رزقتها ؟ فقال الرجل : تالله ما سمعت كاليوم قط ! فقال الذئب : أعجب من ذلك هذا الرسول بين الحرتين يحدث الناس بما خلا ويحدثهم بما هو آت . فلما سمع الرجل قول الذئب ساق غنمه يحوزها حتى جاء المدينة . يحش : بمعنى يهش ; اي يخبط الورق ومثله مدح ومده ! جَهْجَأه : زجَرَه والهمزة بدل من هاء . قال عمرو بن الإطنابة : ... والضار بين الَكْبشَ يبرق بيضه ... ضرب المُجْهٍجه عن حياض الآبل ...
يحوزها : يجمعها في السوق . ما سمعت كاليوم : أي ما سمعت أعجوبة كأعجوبة اليوم ; فحذف الموصوف واقام الصفة مقامه والمضاف وأقام المضاف إليه مقامه . قال لأبي بصير رضي الله عنه : ويَلُمّه مَحِشَّ حرْب لو كان معه رجال ! هو الذى يحش نار الحرب كثيرا كقولهم : مِسْعَر حرب . وى : كلمة تعجب والأصل وى لأمه فحذفت الهمزة للتخفيف وألقيت حركتها على اللام وربما كسرت إتباعا للميم أو لأنها حركتها الأصلية

وانتصاب محَشّ على التمييز . عمر رضي الله تعالى عنه أتى امرأُة مات زوجها واعتدّت بأربعة أشهر وعشر ثم تزوجت رجلا فمكثت عنده أربعة أشهر ونصفا ثم ولدت ولداً ; فدعا عمر نساء من نساء الجاهلية فسألهن عن ذلك . فقلن : هذه امرأة كانت حاملا من زوجها فلما مات حَشَّ وَلَدهُا في بطنها فلما مسَّها الزوج الآخر تحرّك ولدهُا ; فأَلحْقَ الولد بالأول . حشَّ الولد في بطن المرأة : إذا يبس فيه وهو حُشّ وأحشّت المرأة . عثمان رضي الله تعالى عنه قال له أبان بن سعيد حين بعثه رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم إلى اسارى المسلمين . يا عم مالى أراك متحِّشفاً ؟ أسبل فقال : هكذا إزْرهُ صاحبنا . حشف أي مَتقِّبضاً متقلّص الثوب من الحشف وهو التمر اليابس الردىء قيل : ... هو لابس اَلحْشِيف وهو الخلقُ . قال الهُذلى :
يُدْنى الحشيفَ عليها كي يواريها ... ونفسه وهو للأطمار لباس ... الإسبال : إرخاء الإزار وكان قد شمّره وقلصَّه . الإزْرة : ضربٌ من الائتزار ; أراد بصاحبنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم يعنى أنه إذا ائتزر شمر ولم يسُبل . ابن مسعود رضي الله تعالى عنه محاش النساء عليكم حرام
حشش الَمحَشةَّ : بالشين والسين : الدّبر . وقد روى بهما . وروى : مَحَاشى . والَمْحَشاة : أسفل مواضع الطعام الذي يؤدى إلى المذهب وهي المَبْعَر من الدواب

ابن عمر رضي الله عنهما . خلق الله البيت قبل أن يْخلقُ الأرض بأَلفْ عام وكان البيت زُبْدة بيضاء حين كان العرش على الماء وكانت الأرض تحته كأنها حشفة فدحيت الأرض من تحتْه
حشف هي صخرة تنبت في البحر . قال ابن هرمة يصف ناقة : ... كأنها قادِسٌ يصِّرفها النُّو ... تى تحت الأْمَواج عن حَشَفه ...
وروى : كانت الكعبة خُشْعَة على الماء فدُحيت من تحتها الأَرْض . وهي أَكَمةٌ متواضعة . أم سلمة رضي الله عنها : خرج رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم من بيتها ليلاً ومضى إلى البقَيع فَتِبعَتْه وظَّنت أنه دخل بعض حجر نسائه فلما أحس بسوادها قصد قصده فعدت وعدا على أثرها فلم يدركها إلا وهى في جوف حجرتها ; فدنا منها وقد وقع عليها البُهْر والرَّبو فقال : مالى أراك حَشْياَ رابية
حشى وهي التى أصابها الحشى وهو الربو وقد حشيت والرجل حَشْيان وحَشٍ . في الحديث : كان صلى الله عليه وآله وسلم يٌصلَّى في حاشية المقام . أي في جانبه . محشود في بر . تحشحشنا في حط . حيٌّ حشَّد في عب . لا يحشرْن في عش . أوحشّاً في حو . في اُلْحشّ في نش . ولا حَشّت في نم . المحاشد في رس . ألا يحشروا في ثو

الحاء مع الصاد النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال لمعاذ بن جبل : اكْفُفْ عليك لسانك ! فقال : يا رسول الله ; أو إنا لمأخوذون بما نتكلَّم ؟ فقال : ثَكْلتك أُمك يا معاذ ! وهل يكُبُّ الناس على مَناخرِهم إلا حصائد أَلْسنِتهم
حصد جمع حصيدة وهي ما يحصد من الزَّرْع شبهّ اللسان وما يقتطُع به من القول بحدِّ المنجل وما يُقْطَع به من النبات . اْسِتَقيُموا ولن تُحْصوا واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة ولن يحافظ على الوضوء إلا مُؤْمن
حصى أي لن تطيقوا الاستقامة في كل شىء حتى لا تميلوا ; من قوله تعالى : عَلمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوِه . ومعنى التركيب الضبط فالعاد يضبط ما يعده ويحصره وكذلك الُمطيق للشىء ضابطٌ له . ومنه اَلحصْو وهو المنع . يقال : حَصَوْتنى حقى . بلغه صلى الله تعالى عليه وآله وسلم أن قبطيا يتحدث إلى مارية فأمر عليّاً عليه السلام بقَتْله قال على عليه السلام : فاخذت السيف وذهبت إليه ; فلما رآنى رقى على شجرة فرفَعَت الريح ثوبه ; فإذا هو حصور فأتيتُ رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم فأخبرته فقال : إنما شفاء العىّ السؤال
حصر قيل : الحصُور هاهنا المْجبوٌب ; لأنه حِصُر عن الجماع . والعى : الجهل من عى بالأمر يَعْيا عيّا : إذا لم يهتد له . نهى صلى الله عليه و سلم عن بَيْعِ الحَصَاة . هو أن يقول : إذا نَبَذْتُ إليك الحصاة فقد وجب البْيع ; وهو من بُيوُع الجاهلية

عمر رضي الله عنه لما حَصَّبَ المسجد قال له فلان : لم فعلت هذا ؟ قال : هو أغفر للنُّخَامة وألين فى لَموْطِىء
حصب هو تغطية سَطْحه بالحصْباء وهى الحصى الصِّغار . أغفر : أستر وهى رخصة في البزاق في المسجد إذا ادَّفن . يالخُزَيمَةَ حَصِّبوا . التَّحصْيب : إذا نفر الرجل من منى إلى مكة للتوديع أن يقيم بالأبطح حتى يَهْجَع به ساعة من الليل ثم يدخل مكة وروى : اصبحوا أراد أن يقيموا بالأبطح إلى أن يُصْبحُوا . وعن عائشة رضي الله عنها : ليس التَّحصْيب بشىء ; إنما كان منزلا نزله رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ; لأنه كان أسمح للخروج . عثمان رضي الله تعالى عنه في حديث مقتله : تحاصَبُوا في المسجد حتى ما أبصْر أديم السماء . هو التَّرامى بالحصباء . علي عليه اللسلام لأنْ أُحَصْحَص في يدىَّ جمْرتين أحبُّ إلى من أن أُحَصْحِص كَعَبتَيْن
حصحص الحصحصة : تحريك الشىء أو تحرّكه حتى يستقرَّ ويتمكّن . ومنه حديث سمرة رضي الله عنه : إنه أتى برجل عنين فكتب فيه إلى معاوية فكتب إليه : أن اشتر له جارية من بيت المال وأدخلها معه ليلة ثم سلها عنه ففعل فلما أصبح قال : ما صنعت ؟ قال : فعلت حتى حَصْحَصَ فيه ; فسأل الجارية فقالت : لم يصنع شيئا . فقال : خل سبيلها يا مُحَصْحِص ! ابن مسعود رضي الله عنه لِدُغ رجل وهو محُرْم بالعمرة فأُحْصَر فقال عبدالله :

ابعُثوا بالْهدى واجعلوا بينكم وبينه يَوْم أمار فإذا ذبح الهدى بمكة حلّ هذا
حصر أي منع بسبب الّلدغ ; من قوله تعالى : فإن أُحْصَرْتُمْ . الأمار والأمارة : العلامة . يقال : أمار ما بينى وبينك كذا . والمعنى : اجعلوا بينكم وبينه يوما تعرفونه . أبو هريرة رضي الله تعالى عنه : إن الشيطان إذا سمع الأذان خَرج وله حُصَاص
حصص هو حّدةُ العَدْو وقيل : هو أن يمصع بذنبه ويصُرّ بأُذنُيه ويَعْدوُ . وقال : ... عجَّردٌ كالذَِئب ذى الحُصَاص ... يوضع تحت القمر الوباص ...
وقيل هو الضُّراط . ابن عمر رضي الله عنهما : أَتَتْهُ امرأة فقالت : إن ابنتى عُرَيِّس وقد تمعط شعرها وأَمَرُونى أن أُرَجِّلها بالخمر . فقال : إن فعلْت ذاك فألقى الله تعالى فر رأسها الحاصَّة . هي العّلة التى تحُصُّ الشَّعْر أي تنثره وتَذْهب به . ويقال : بينهم رحم حَاصّة إذا قطعوها بمعنى محصوصة والتحقيق ذات حَصّ . عريس : تصغير عروس ولم تدخله تاء التأنيث لقيام الحرف الرابع مقامها ومثله قُليَصّ وعُقَيْرب وقد شذ قَديَدمَة ووُرَيةَّ . معاوية رضي الله عنه أُفلت وانحصَّ الذَّنبُ . هو مثلٌ فيمن أشفى ثم نجا وحديثه في : كتاب المسَتْقَصى . حصيف العقدة في كل . ليس مثل الحصر في رج . ذنوب حصان في فق . وحِصْلبها في سل . في مؤخر الحصار في خذ . قد حصبوا في فر

الحاء مع الضاد
النبى صلى الله عليه وآله وسلم أهدى له هدية لم يجد شيئا يضعها عليه فقال : ضَعْه بالحضيض فأنما أنا عبد آكل كما يأكل العبد
حضض هو قرار الأرض بعد منقطع الجبل قال امرؤ القييس : ... فلما أجنّ الشمس منى غؤورها ... نزلت إليه قائما بالحضيض ...
قال صلى الله عليه و سلم لعامر بن الطفّيل : أسْلمْ تسلم فقال : على أن تجعل لي نصف ثمار المدينة وتجعلنى والى الأمر من بعدك . فقال له أُسَيد بن حُضَير : اْخرُجْ بذَّمتك لا أُنفْذْ حضْنَيْك بالرمح فوالله لو سَألتْنا سيابة ما أعطيناكها
حضن هما الجنبان وأحْضَان كل شىء : جوانبه . السَّيابة : البَلحَة . إن بعَلتْه صلى الله عليه وآله وسلم لما تناول الحصى ليْرمى به يَوْم حُنيَن فهمت ما أراد فانَحضَجَتْ
حضج أي انْبسَطت ويقال : انحضج بَطْنُه : إذا اتَّسع وتفتقَّ سمنا . قال : ... وقَلَّصَ بُدْنَه بعد انِحضَاجِ ... وانحضج من الغيظ : انقد وانشق . ومنه حديث ابي الدرداء رضي الله عنه : إنه قال في الركعتين بعد العصر : أما أنا فلا أدعهما فمن شاء أن يَنْحضَج فلْينَحضْجَ . وقيل معناه : من شاء أن يسترخى في أدائهما ويقصِّر فشأنْه . عمر رضي الله تعالى عنه قال يوم اتى سقيفة بنى ساعدة لَلبْيعة : فاذا إخواننا من الأنصار يريدون أن يختزلوا الأمر دوننا ويَحْصُنُونَا عنه

حضن أي يحجبونا ويجعلونا في حضن أي في ناحية . ومنه حديث ابن مسعود رضى الله عنه : إنه أوصى إلى الزبير وإلى ابنه عبدالله بن الزُّبير قال في وصيته : إنه لا تزوج امرأة من بناته إلا بإذنها ولا تُحْضنَ زينب امرأة عبدالله عن ذلك . عثمان رضي الله عنه قال كَعْبَ بن عُجْرَة : ذكر رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم فتنة فقرَّبها وعظّمها ثم مر رجل متقنع في ملحفة فقال : هذا يومئذ على الحق . فانطلقْت محُضْرا فأخذت بَضُبعة فقلت : أهذا هو يا رسول الله ؟ قال : هذا فإذا هو عثمان بن عفان :
حضر أىْ مسرعا . عمر رضي الله تعالى عنه أقسم لأن أكُونَ عْبداً حَبشَيّاً في أعنز حضنيَّات أرْعاهَّن حتى يُدْرِكنى أجلى أحب إلى من أن أرمى في أحد الصَّفين بسَهمْ أصبت أو أخطأتُ
حضن نسبها إلى حضن وهو جبل في أول حدود نجد . ومنه قولهم : ... أنَجد من رأى حَضناً ...
يعنى أن ذلك احبّ إلّى من أن أشهد حربا في فتنة . الحضرمى في ظل وفي ذي . أحاطوا ليلا بحاضر في جب . الحاء مع الطاء النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال على عليه السلام : لما خَطْبتُ فاطمة عليه السلام قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أعندك شىء ؟ قلت : لا . قال : فأين دِرْعُك الحطَميّة التى أعطُيتك ؟ قلت : هاهى ذه . قال : أعطها . ودخل علينا وعلينا قطيفة فلما رأيناه تَحشْحَشْنا فقال : مكانكما . وفيه : قلت يا رسول الله ; هي أحب إليك منى . قال : هي أحب منك وأنت أعزُّ علىّ

حطم هى منسوبة إلى حطمة بن محارب بَطْن من عبد القيس يعملون الدُّروع . التَّحَشْحش : التحرك للنهوض . شر الرَّعاء الحُطَمة . هو الذي يعِّنفُ بالإبل في السَّوْق والإيراد والإصدار فيحطهما ; ضربه مثلا لوالى السُّوء . جلس صلى الله تعالى عليه وآله وسلم إلى غُصْن شجرة يابسة فقال بيده فحطّ ورقها
حط الحطّ والحتّ بمعنى واحد . قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما : أخذ بقفاى فَحْطأنى حطاة فقال : اذهب فادْعُ إلى معاوية وكان كاتبه . وروى : فحطانى حَطْوةُ غير مهموز
حطأ الحطء : الضربُ بالكفّ المبسوطة كالَّلطْح . وقيل : هو الدفع يقال : حطأت القْدر بزبدها : دَفْعتُه ورمتْ به وحطأ بسَلحْه وضرطه وكان الحُطَيئة يلعب مع الصبيان فضرط فضحكوا فقال : ما لكم ؟ إنما كانت حُطَيئْة فَلزَمته نبزا . ومنه حديث معاوية رضي الله تعالى عنه : إن المغيرة قال له حين ولى عَمْراً : ما لَّبثَك السِّهمىُّ أن حَطَأَ بك إِذْ تشاورتُما . أي دفعك عن رأيك . وعن ابن الأعرابي : الحَطْوُ : تحريك الشىء مزعزعا . حطاما في خض . الحاء مع الظاء النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم سأله ابيض بن حمَاّل عن حمى الأراك . فقال : لا حِمَى في الأَرَاكِ . فقال : أَرَاكةٌ في حظارى . قال : لا حمىَ في الأَرَاك
حظر أراد اَرْضاً قد حظرها وحوَّط عليها . وفيه لغتان : الفتح والكسر ; وحين أحياها كانمت تلْك الأَرَاكَةُ فيها

عمر رضى الله عنه من حظّ الرجل نفاق أيمّه وموضع حقه
حظظ الحظُّ : الجَدّ وفلان حظيظ ومحظوظ . والأَيم : التى لا زَوْج لها بكرا كانت أو ثَيبا ; أى من جده إلاَّ تبور عليه بناتُه وأخواته وأن يكون حقه في ذمّة مَأْمونٍ جحودُه وتهضّمه . لا يحظر في ند . الحاء مع الفاء النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم أتى بتمْر وهو مُحْتَفزٌ . فجعل يَقْسٍمه
حفز هو المسْتَوفْزُ المريدُ للقيام من حفزه : إذا أزعجه . ومنه : الليل يسوق النهار ويِحْفُزه . ومنه حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما : إنه ذكر القدر عنده فاحْتفَزَ وقال : لو رأيتُ أحدهم لعضَضْتُ بأنفْهِ . أي قلق وشخص به ضجراً . عن أبي بن كعب رضي الله تعالى عنه سألت النبيَّ صلى الله عليه و سلم عن التوبة النَّصُوح فقال : هو النَّدم على الذنب حين يفْرطُ مْنك وتستغفر الله بندامتك عند الحافر ثم لا تعود إليه أبدا
حفر كانو لكرامة الفرس عندهم ونفاستهم بها لا يبيعونها بالنساء فقالوا : النَّقْدُ عن الحافر وسيّروه مثلا أي عند بيع الحافر في أول وهلة العقد من غير تأخير والمراد إذا بالحافر ذات الحافر وهى الفرس . ومن قال : عند الحافرة فله وجهان : أحدهما : أنه لما جعل الحافر في معنى الدابة نفسها وكثر استعماله على ذلك من غير ذكر الذات فقيل : اقتنى فلان الخفَّ والحافر ; أي ذواتهما ألحقت به علامة التأنيث إشعارا بتسمية الذات بها . والثاني أن يكون فاعلة من الحَفْر ; لأن الفرس بشدَّة دوَسْها تَحِفْر الأرض كما سُمِّيت فرسا لأنها تَفْرسها : أي تدقّها ; هذا أصل الكلمة ثم كثُرت حتى استُعْملت في كل أوَّلية ; فقيل : رجع إلى حافره وحافرته وفعل كذا عند الحافر

والحافرة . والمعنى تَنْجيز النّدامة والاستغفار عند مواقعة الذنب من غير تأخير ; لأن التأخير من الإصرار . الباء في بندامتك بمعنى مع أو بمعنى الاستعانة ; أي بطلب مغفرة الله بأن تندم . الواو وتستغفر للحال أى هو ا لندم منك مُسْتَغْفرِا ويحتمل أن يعطف على الندم على أن أصله وأن تستغفر فحذف . كقوله : ... ألا أيّهذا اللائمى أَحْضُرَ الوَغَى ...
النصّوح : هي التى يناصحُ فيها الإنسان نفسه مبالغا فجعل الفعل لها كأنها هي التى تبالغ في النصحية . سئل : متى تحلّ المْيَتةُ ؟ فقال : ما لم تَصْطَبِحُوا أو تَغْتِبقَوا أو تحْتفَئُوا بها بَقْلا فشأْنَكُمْ بها
حفأ الاحتفاء : اقتلاع الحفأ وهو البَرْدىّ وقيل : أصله فاستعير لاقتلاع البقل . وروى : تَحتفُوا من احتفى القوم المَرْعى : إذا رَعَوْه وقلعوه . وروى : تحتّفوا من احتفاف النبت وهو جزّه . وحفّت المرأة وجهها واحتّفت . وروى : تجْتفَئوا بالجيم من اجتفاء الشىء : إذا قلعته ورميت به . ومنه اُلجَفاء . وروى : تخَتْفَوُا بالخاء من اخْتفَيتَ الشىء : إذا أخرجته . والمختفى : النباَّش . ما : مصدرية مقد قبلها الزَّمان والمعنى : وقت فقد صبوحكم . أمر أن تُحفْى الشَّوارب وتُعفْى الِّلحَى . الإحفاء والحَفْو : أن يُلْزِق الجزّ . والإعفاء : التوفير من عفا الشىء : إذا كثر وعَفْوته وأعفيته . إنا لم نشبع من طعام إلا على حفف

وروى : ضَفف . وروى : شَظَف
خفف الثلاثة في معنى ضيق المعيشة وقلّتها وغْلظتها يقال : أصابه حَفف وحفوف وحَفَّت الأرض : إذَا يَبس نباتها . وعن الأصمعي رحمه الله : أصابهم من العيش ضفف ; أي شدَّة وفي رأى فلان ضفف أي ضعف وما رئى على بنى فلان حفف ولا ضفَف أي أثر عوز والمعنى : أنه لم يشبع إلا والحال خلاف الرخاء والخصب عنده وقيل : معناهما اجتماع الأيدي وكَثْرَةُ الأكله ; أي لم يأكل وحده ولكن مع الناس . عطس عنده رجل فوق ثلاث فقال له : حَفَوْت
حفو الَحْفو : المنع يقال : حفاه من الخير ; أي منعتنا أن نُشَمِّتكَ بَعْد الثلاث . ومنه : إن رجلا سلَّم على بعض السلف فقال : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته الزاكيات فقال له : أراك قد حَفَوْتَنا ثوابها . أخذته كله وَحَرمْتَنا . وروى : حَقْوت بالقاف ; اي شددت من الحقو وهو الإزار الذي يشد على الخصر والمعنى واحد ; لأن الشد من باب المنع . استعمل رجلا فأهدى إليه فقال : هذا لي فقال : ألا جلس في حفش أمه فلينظر أكان يُهْدى إليه شىء ؟
خفش هو البيت الصَّغير من الحفش وهو الجمع لاجتماع جوانبه . قيل للسَّفطَ والسَّنامَ خِفْش . ومنه حديث زينب رضي الله عنها كانت المرأة إذا توفىّ عنها زوجُها دخلت حِفْشا ولبسَتْ شرَّ ثيابها ولم تمسَّ طيباً ولا شيئا حتى تمٌرَّ سنة ثم تُؤْتى بدابةٍ حمار أو شاة أو طير فتفْتضّ به فقلّ ما تفتضّ بشىء إلاّ مات . أي تكْسُر به ما كانت فيه من العِدَّة وتخرج منه به . قيل : كانت تمسح به قبلها فلا يكاد يعيش . وروى : فَتقْبِص ; من القْبصْ وهو الأخذ بأطراف الأصابع

يذهب الصالحون الأُوَل فالأُوَل حتى يبقى حُفَالة كحُفالة التَّمْر
حفل هي الُخشارة . صلى فجاء رجلٌ قد حفزه النَّفسَ فقال : الله أكبر حمداً كثيرا طِّيباً مباركا فيه . فلما قضى صلاته قال : أيكم المتكلم بالكلمات ؟ فأرَمّ القوم . وروى فأَزَمَ الَقْومُ
حفز حَفَزةَ : أقلقه وجهد ه . الإرمام : السكوت . قال : ... يسرون والليُل مُرِمٌّ طائره ...
والأْزم : الإمساك . حَمداً . نصب بفعل مضمر أراد أحمْدُه حمداً . إن الله تعالى يقول لآدم عليه السلام : أخرج نصيب جهنَّم من ذُرَّيتَّك فيقول : يا رب كم ؟ فيقول : من كل مائة تسعة تسعين . فقالوا : يا رسول الله ; احْتفُيِنا إذن فماذا يبقى منا ؟ قال : إن أُمَّتى في الأمم كالشَّعْرِةَ البيضاء في الثور الأسود
حفى أي اْسُتؤْصِلْناَ . نهى عن بيع الُمحفَّلة قال : إنها خلاَّبة
حفل هي التى حُفِّل اللبن في ضَرْعِها أياماً ليغترَّ بها الُمشْتَرى ; فيزيد في الثمن . الضمير في إنها للفعلة ويجوز أن يرجع إلى المحفَّلة ويكون سبيل الكلام سبيل قولها : ... فإنما إقْباَل وإْدبَارُ

أبو بكر رضي الله تعالى عنه إنما نحن حَفْنةَ من حَفَنَات ربِّنا
حفن هى ما يملأ الكفين من دقيق أو غيره . ويقال : حفن له حَفْنة : إذا أعطاه قليلا كأنه لم يزده على مِلءْ الكَّفيْن . والمعنى : إنا على كثرتنا يوم القيامة قليلٌ عند الله عزَّ وجل . عمر رضي الله عنه كان أَصْلع له حفاف
حفف حفافا الشىء : جانباه . قولهم : بقى شعره حفاف : هو أن يَصْلَع وتبقى طُرَّة من الشعر حول رأسه . أنزل أُوَيْسا القرنى فاحْتَفَاه
حفا أي بالغ في إلطافه واستقصى . على عليه السلام سلم عليه الأشعْث فرد عليه بغير تحفٍ . الحفاوة والتحفّى : الإكرام بالمسألة والإلطاف . معاوية رضي الله تعالى عنه بلغه أن عبدالله بن جعفر حَفَّفَ وجُهد من بَذْله وإعطائه ; فكتب إليه يأمره بالقصد وينهاه عن السَّرف . وكتب إليه بيتين من شعر : ... لَمالُ المرْءُ يُصْلحُه فيُغْنى ... مَفَاقَره أعفُّ من القُنُوع ... يُسدُّ به نوائب تعْتريه ... من الأيام كالُّنهُل الشُّروُع ...
حفف حفَّف : مبالغة في حفّ ; أي جهد وقلَّ ماله من حفّت الأرض . المفاقر : جمع فَقْر على غير قياس كالملامح والمشابه ويجوز أن يكون جمع مَفْقَر ; مصدر من أفَقَرهُ الله أو مُفْتقَر بمعنى الافتقار أو مفُقْر وهو الشىء الذي يورث الفقر

اُلقٌنوع : السؤال . يقال : قنع إلى فلان يَقْنعَ . النُّهُل : الإبل العِطَاش . جمع ناهل . الشُّروُع : الشَّاربة في الماء . والبيتان للشماخ . محفودٌ في بر . أن أحُف ظ الناس في به . كدت أُحِفْى فمى في در . الحَوْفَزان في نس . فلتَحْتِفرَ في خو . أخشى حَفْدَهُ في كل . حَفَلتْ له في زف . حَفُوفا في بل . الحاء مع القاف . النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم أَعْطَى النساء الَّلوَاتى غسَّلنْ ابَنَتُه حَقْوهَ فقال : أشْعِرنْها إياه
حقا الَحْقو : الإزار الذي يُشَدّ على الحَقْو وهو الِخصْر . ومنه حديث عمر رضي الله عنه : لا تزهدنَّ في جفاء الحَقْو فإن يكن ما تحته جافيا فإنه أستر له وإن يكن ما تحته لطيفا فإنه أخفى له . أَشْعرنْها إياه : أي اجْعَلْنَ لها الَحْقو شعارا وهو الثَّوْب الذي يلي الجسد . جَفَاءُ الحَقْو : أي تجعله جافيا ; أي غليظًا بأن تضاعف عليه الثياب لتستر مُؤخرها . نهى عن الُمحاقَلة والمُزاَبنة ورَخَّص في العَرايا . الحْقل : القَراحَ من الأرض وهي الطِّيبة الُّتْربة الخالصة من شائب السَّبخَ الصالحة للزَّرع . ومنه حقل يحقلُ إذا زرع والمحاقلة : مفاعلة من ذلك وهي المزارعة بالثُّلثُ والربع وغيرهما . وقيل هى اْكِتَراء الأرض بالبر . وقيل : هي بَيْع الطعام في سُنْبلُه بالبّر . وقيل : بيع الزرع قبل إدراكه . المزابنة : بيع التمر في رءُوس النخل بالتَّمْر ; لأنها تؤدَّى إلى النِّزاع والمُدافعة من الزَّبنْ وهو الدفَّعْ . العَريَّة : النخلة التى يُعْريها الرجل محتاجاً أي يجعلُ له ثمرتها فرخّص للُمعْرىَ

أن يبتاع ثمرتها الُمعْرِى بَتَمْر لموضع حاجته ; سميت عَرِيَّة ; لأنه إذا وهب ثمرتها فكأنه جرَّدها من الثَّمرة وعَرَّاها منها ثم اشتق منها الإْعَراء . مرَّ هو وأصحابه وهم محُرْمُون بَظبْى حاقف في ظل شجرة فقال : يا فلان ; قف ها هنا حتى يمر الناس لا يريبه أحد بشىء
حقف هو اُلمْحَقْوقِف ; وهو المنعطف الُمنثنى في نَوْمه وقيل : هو الكائن في أصل حِقْفٍ من الرَّملْ . لا يريبه : لا يوُهمه الأذى ولا يتعرَّض له به . قال للنساء : ليس لكن أن تَحْقُقْنَ الطَّريق عليكن بحافات الطريق
حقق هو أن يَرْكَبَن حُقَّها وهو وسطها . يقال : سقط على حَاقِّ القفا وحُقِّه . عليك جعل اسما للفعل الذي هو خذ فقيل : عليك زيدا وبزيد كما قيل : خُذْه وخذبه . الحافة : الناحية وعينها واو بدليل قولهم في تصغيرها حُوَيْفَة وتحوفه بمعنى نطرفه . قال : ... تحَوَّفَ غَدْرهم مالى وأهدى ... سلاسل في الحُلوق له صليلُ ... وأمّا تحّيفه فمن الحيف . عن عبادة بن أحمر المازنى : كنت في إبلى أرعاها فأغارت علينا خيل رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم أو خيل أصحابه فجمعت إبلى وركبت الفحل فحقب فتفاجّ يَبَولُ فنزلت عنه وركبت ناقة منها فنَجْوت عليها وطردوا الإبل

حقب الَحَقب : ان يتعسر البول على البعير . ومنه : حقب عامنا : إذا احْتَبس مَطَرُه وقيل : هو أن يقع الحقب على ثيله فيورثه ذلك . التفاجّ : تفاعل من الفَجَج وهو أبلغ من الفَجَح . والمعنى : ففرج بين رجليه يريد أن يبول . أبو بكر رضي الله تعالى عنه خرج إلى المسجد فقيل : مما أخرجك هذه الساعة ؟ قال : ما أخرجنى إلا ما أجد من حَاقِّ الجُوْع
حقق أي من صادقة ويقولون : فلان والله حاق الرجل وحاق الشجاع وحاقة الرجل وحاقّة الشجاع . والمعنى : صادق جنسه في الرُّجولية والشّجاعة . وروى : من حَاقِ الجوع وهو من حَاقَ به البلاءُ يحيق حَيْقاً وحاقا : أي من اشتمال الجوع ويجوز ان يكون بمعنى حائق كالشاك والنال . عمر رضي الله تعالى عنه لما طُعن أُوقِظ للصلاة فقيل : الصلاة يا أمير المؤمنين . فقال : الصلاة والله إذن ولا حقَّ . اي الصلاة مقضية إذن ولا حق مَقْضىّ غيرها ; كأنه أراد أن في عنقه حقوقاً جمة مُفْترَضَا عليه الخروج عن عُهْدتَها وهو غير مقَتدر عليه : فهبْ أنه قضى حقَّ الصلاة فما بال الآخر ؟ وقيل معناه : ولا حظ في الإسلام لمن تركها . ويُحْتمَل : ولا حظ لي فيها ; لأنه وجد نفسه على حال سقطت عنه الصلاة فيها ; وهذا أوقع . ابن عباس رضى الله عنهما قال في قُرَّاء القرآن : متى ما تَغْلوُا تَحْتقُّوا . التحاقُّ الأحتقاق : التخاصم وأن يقول كلّ واحد : الحقُّ معى . في الحديث : لا أرى لحاقِنٍ ولا حاقِبٍ ولا حازِقٍ
حزق الحاقب : المحصور

حزق والحازق : الذي ضاق خُفّه فحزق قدمه أي ضغطها وهو فاعل بمعنى مفعول ويجوز أن يكون بمعنى ذى الحزق كما قيل في : ماء دافق وعيشة راضية . لا يُصَلِّيَّن أَحدُكُمْ وهو حَقنٌ حتى يتَخَّففَ
حقن هو الحاقن . ما تصنعون بمَحَاقِلكم
حقل هي المزَارع والواحدة محَقْلة . حَقَبة في ضج . الحقل في رب . حقاق العُرْفُط في قل . الِحَقاق في نص . نُفجُ الحقيبة في خض . على أَحْقابها في خط . حاقنتى في سح . كحقّ الكهول في عص . اُلَمحقْبِ في أم . كل حُقّ في حق . حقوت في حف . الحقحقة في سو . الحاء مع الكاف النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال : قال لي أبو جهل بن هشام : والله إنى أعلم أن ما يقولُ محمد صلى الله عليه وآله وسلم حق ولكن قالت بنى قُصَىّ : فينا الحجابة ! فقلنا : نعم ثم قالوا فينا اللِّواء ! قلنا : نعم ثم قالوا : فينا النَّدوْة ! قلنا : نعم . ثم قالوا : فينا السقاية ! قلنا : نعم ثم أَطْعَمُوا وأَطْعَمْنَا حتى إذا تحاكَّت الركب قالوا : من نبى ; والله لا أفعل !
حكك أي تماست واصطكّت والمراد تساويهم في الشَّرَف وتشاكلهم في المنَزْلة . وقيل : تجاثيهم على الرُّكب للتَّفَاخُر . وأراد بالإطعام : الرِّفادة . كانوا يترافدون فيشترون الجزُر والكعك والسويق وَيُطْعُمِون الحاجّ ويقولون : نحن أهلُ الله وجيران بيته والحاجُّ وَفْد الله وضيفانه ; فنحن أَوْلى بقراهم . وعنى بالنَّدْوَة تناديهم في دار عبد المطلب للتَّشاور إذا حزبهم أمر

سأله صلى الله عليه وآله وسلم النَّواس بن سَمعَان عن البّرِ والإثم فقال : البر حُسْنُ الخُلق الإثمُ ما حك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس . أي أثر في قلبه وأهمه أنه ذنب وخطيئة . ومنه حديثه صلى الله عليه وآله وسلم : الإثم ما حَكَّ في صَدْرك وإن أَفْتَاكَ الناس عنه وأَقْنَوْك . أي أرْضَوْك . ومنه الحديث : إياكم والحكاَّكات فإنها المآثم . أي الأمور التى تحكّ في الصدور . وروى : ما حَاكَ ومن قولهم : حاك فيه السيف وأحَاك . عمر رضي الله عنه : إن العبد إذا تواضع رفع الله حكمته وقال : انتعش نعشك الله وإذا تكَّبَر وعَداَ طَوْرَه وهَصَه الله الى الأرض
حكمة الَحكَمة من الإنسان : أسفل وَجْهه ورَفع الحكَمة كنايةٌ عن الإعزاز ; لأن من صفة الذليل أن ينكس ويضرب بذقنه صَدْرَه . وقيل : الحَكَمة الَقْدُر والمنزلة من قولهم : لا يقدر على هذا من هو أعظم حَكَمة منك . وهصه : كسرهَ ودَقَّه . ابو هريرة رضي الله تعالى عنه قال في الكلاب : إذا وَرَدْن الحَكَر الصَّغير لا تطْعَمهْ
حكر هو الماء المستنقع في وقبة من الأرض لأنه يُحْكَر أي يُجمْع ويُحْبسَ من احتكار الطعام . لا تَطْعَمُه : لأي لا تشربه . ومنه قوله تعالى : ومن لهم يَطْعَمْهُ فإَّنه منِّى

ابن عباس رضي الله عنهما قرأتُ المحُكْم على عهد رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم وأنا ابن اثنتى عشرة سنة
حكم يعنى اُلمفَصَّل سمّى مْحكما لأنه لم ينسخ منه شىء وقيل : يعنى ما لم يكن متشابها ; لأنه أحكم بيانه بنفسه ولم يفتقر إلى غيره . كان الرجل يرث امرأة ذات قرابته فيعضُلُهَا حتى تموت أو ترُدّ إليه صداقها فأَحْكم الله تعالى عن ذلك ونهى عنه . أي منع يقال : حكمْتُ الفرس وحكَّمته وأحكمته : إذا قَدَعتْهُ . قال : ... أبَنىَ حنيفة أحْكمُوا سُفَهَاءكم ... إنىّ أخافُ عليْكُمُ أن أَغْضَبا ...
كعب رحمه الله ذكر دارًا في الجنة ووصفها ثم قال : لا يَنْزلها إلا نبى أو صديق أو شهيد أو مُحَكَّمٌ في نفسه أو إمامُ عادل . هو الذي يخير بين الشرك والقتل فيختار القتل . ومنه الحديث : إن الجنة لْلمُحكَّمين . وروى بالكسر وفسر بأنه المنُصِفْ من نفسه . النخعى رحمه الله : حَكِّم اليتيم كما تُحكِّم ولدك . أي امنعه من الفساد . الحَكَمَ في عص . حُكْرَة في عى . المحكَكَ في حذ . الحكم في الأنصار في دع . إذا حككت قرحة في قف

الحاء مع اللام النبي صلى الله عليه وآله وسلم نهى عن حُلْوَانِ الكاهن
حلوان هو أُجرته يقال حَلَوْتُه كذا إذا حَبَوْته به فحلى به ; إذا ظفر به واشتقاقُه من الحَلاَوة . أمر معأذا رضي الله تعالى عنه أن يأخذ من كلّ حالم دينارا
حلم قيل : المراد كل من بلغَ وقْت الحُلْمُ حلم أو لم يَحْلَم . ومنه الحديث : الغسلُ يوم الجمعة واجبُ على كل حالم . إن امرأة تُوفّى عنها زوجُها فاشتكت عينها فأرادوا أن يُداوُوها فسُئل صلى الله عليه و سلم عن ذلك فقال : فكانت إحداكن تمكثُ في شر أَحْلاسها في بيتها إلى الحَوْل فإذا كان الحوْل فمرَّ كلب رَمَتْه ببَعْرة ثم خرجتْ أفلا أربعة أشهر وعشر اً
حلس الِحلسْ : كساءٌ يكونُ على ظَهْر البعير تحت الَبْرذَعة ويُبْسَط في البيت تحت حُرِّ الثياب وجمعه أَحْلاَس . قال : ... ولا تَغُرَّنْكَ أَضْغَانٌ مَزْملَّة ... قد يضرب الدبّر الداَّمى بأَحْلاسِ ...
والمعنى أنها كانت في الجاهلية إذا أحّدت على زوجها اشتملت بهذا الكساء سنة جرداء فغذا مضت السنُة رَمت الكلْب ببَعْرة ترى أن ذلك اهون عليها من بعرة يُرْمَى بها كلبٌ فكيف لا تصبُر في الإسلام هذه المدة . واربعة أشهر منصوب بتمكث مُضْمرا . وفي حديثه : إنه صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ذكر الفتن حتى ذكر فْتَنَة الأَحْلاَس فقال قائل : يا رسول الله ; وما فْتَنُة الإحَلاس ؟ قال : هي هرب وحرب . فتنة السرَّاء دخنُها من تحت قدمى رجل من أهل بيتى يزعم أنه منىِّ وليس منى ;

إنما أوليائي المتقون ; ثم يصطلح الناس على رجل كَورِكٍ على ضلع ثم فتنة الدُّهْيماء لا تدعُ من هذه الأمة أحداً إلا لَطَمْتُه
حلس كأن لها أحلاساً تُغَشّيها الناس لُظْلمَتها والْتباسها وهي ذات دواه وشُرُور كدة لا تقلع بل تلزم لزوُم الأحْلاس . السراء : البطحاء . الدخن : من دخنت النار دخناً إذا ارتفع دخُانها وقيل : الدّخَن : الدَّخان . من تحت قدمى رجل : أي هو سبب إثارتها . كَورِكٍ على ضلع : مثل أي لا يستقُّل بالملك ولا يلائمه كما أن الورك لا يُلاَئم الضِّلع . الدُّهَيْمَاء : الدَّاهِية . ومنه حديثه صلى الله عليه و سلم : مررت على جبرئيل ليلة أُسْرِى بي كالحلْسْ من خَشْية الله . ويشبه به الذي لا يبٌرح منزله فيقال : هو حِلْسُ بيته . ومنه حديث أبي بكر رضي الله عنه : كن حِلْسَ بيتك حتى تأتيك يدٌ خاطئة أو منيّة قاضية . وكذلك الذي يلزم ظهر فرسه فيقال : هو من أحْلاس الخيل . ومنه حديث معاوية رضى الله عنه دخل عليه الضّحاك بن قيس فقال معاوية : ... تطاولت للضّحاك حتى ردَدْته ... إلى حَسَبٍ في قومه مُتَقَاصِر ...
فقال الضّحاك : قد علم قومنا أنا أَحْلاس الخيل فقال : صدقت أنتم اَحْلاسها ونحن فُرْسانها ! أراد أنتم راضتها وساستها فتلزمون ظهورها أبدا ; ونحن أهل الفروسية . ويحتمل أن يذهب بالأحلاس إلى الأكسية ويريد أنكم بمنزلتها في الضّعَة والذِّلة

كما يقال للمستضعف : بَرْدعَة ووَليِةّ . لا يموت لمؤمن ثلاثة أولاد فتمسُّه النار إلا تَحلَّةَ القَسمَ
حل مثلٌ في القليل الُمفْرط القلَّة وهو أن يباشر من الفعل الذي يقسم عليه المقدار الذي يُبُّر به قَسَمَه وُيَحلِّله مثل أن يحلف على النزول بمكان فلو وَقَع به وَقْعَةً خفيفة فتلك تَحلّةُ قُسَمَه . قال ذو الرمة : ... طَوىَ طَّية فَوْق الكرى جفْن عَيْنه ... على رَهباتٍ منْ حَنَان المحُاذرِ ...
... قليلاَ كَتَحْليل الُألى ثم قلَّصت ... به شيمةٌ رَوْعاء تَقْليصَ طائر ...
والمعنى : لا تمسه النار إلا مَسّةً يسيرة مثل تحليل قسم الحلف ويحتمل أن يُراد بالقسم قوله تعالى : وإنْ منكم إلاّ وَاردُها كان على رَبِّكَ حتَمْاً مَقْضُّيا لأنَّ ما حَّمَته الربُّ على نفسه جار في التأكيد مَجْرى اُلقْسَم عليه ويعنى بتحَّلتِه الوُروُد والاْجِتيَاز . لَعَنَ من النساء الحالقَة والسالِقة والخارِقة واُلمْمنِتَهشة واُلممْتَهِشة . الحَالِقة : التى تَحْلقُ شَعْرَها . السالقة : التى تصرخ عند المصيبة والسَّلقْ والصَّلْق : الصوت الشديد . الخارقة : التى تخرق ثوبها . اُلْمنتَهشَة : التى تخَمْشِ وَجْهَها وتأخذ لحمه بأَظْفِارها من قولهم : اْنتَهشَه الذئب والكلب والحية وهى عضَّة سريعة لها مشقة . اٌلْممْتَهشَة جاء في الحديث : أنها التى تَحْلق وجهها بالموسى للزينة ; قيل : كأن هاءها مبدلة من حاء من المَحشْ وهو السَّحج والقَشْر يقال : مرَّ بي فمَحشَنى

حالف صلى الله تعالى عليه وآله وسلم بين قريش والأنصار في دار أنس التى بالمدينة
حلف أي آخى بينهم وعاهد . كان صلى الله عليه و سلم إذا اغتسل دَعَا بشىءٍ نحو الحِلاَب
حلب هو المْحِلبَ قال : ... صَاحِ هل رَيْتَ أو سمعْت براعٍ ... رَدَّ في الضَّرْع ما قرا في الْحِلاَبِ ...
ومنه حديث عائشة رضي الله تعالى عنها : كان صلى الله عليه و سلم إذا اغتسل من الجنابة دعا بشىء مثل الحلاب فأخذ بكفِّه فبدأ بشقِّ رأسه الأيمن ثم الأيْسرَ . وروى : مثل اُلجْلاَّبِ بالجيم والضمّ وفٌسِّر بماء الورد وأنه فارسي معرب . لما رأى سعد بن معاذ كثرة استشارة النبي صلى الله تعالى عليه وسلم اصحابه يوم بدر قال : إنه إنما يستنطق الأنصار شفقاً ألا يستحلبوا معه على ما يريد من أمره . استحلاب القوم مثل إحلابهم وهو إجتماعهم للنصرة وإعانتهم إلا أن في الإستحلاب معنى طلب الفعل وحرص عليه وأصل الإحلاب : الإعانة على الحلب ثم كَثُرَ حتى استعمل في كل موضع والمعنى ما يستشيُرهم إلا خَوْفاً من أن يَتْرُكوا إعانته . وشفقاً : مفعول له وحرفُ الجر محذوف قبل أن . وأن مع ما في حيزها منصوبة المحل بالمصدر المفُضْى إليها بعد حذف الجار . أحِلُّوا الله يغفر لكم
حلل اي أسلموا لله ومعناه الخروج من حظر الشرك وضيقه إلى حلِّ الإسلام وسعته من أَحَلّ المُحْرِم . وروى : أَجِلّوا بالجيم أي قولوا له : ياذا اَلجْلاَل وآمنوا بعَظَمته وَجَلاله

لا أُوتَى بَحالّ ولا مُحَلَّلٍ له إلا رَجَمْتُهُما . يقال : حللت لفلان امرأته فأنا حالُّ وهو محلول له : إذا نكحها لتَحَّل للزوج الأول وهو من حلِّ العقدة . ويقال : أحْلَلْتُها له وحَلَّلْتُها . وعنه صلى الله تعالى عليه وآله وسلم : إنه لعن المُحَلِّلَ والُمحَلَّل له . وروى : لعَن المُحِلَّ والمُحَلَّ له . سئل صلى الله عليه و سلم أي الأعمال أفضل ؟ فقال : الحال الُمرْتِحل . قيل : وما ذاك ؟ قال : الخاتم المفتتح . أراد الرجل المواصل لتلآوة القرآن الذي يختمه ثم يفتتحه شبَّهه بالمسْفار الذي لا يُقْدم على أهله فَيُحلّ إلا أنشأ سَفَرا آخر فارْتحل . وقيل : أراد الغازى الذي لا يَقْفٌل عن غَزْوٍ فيختمه إلا عقبه بآخر يفتتحه . والتقدير عمل الحالُ المُرْتحِل فحذف لأنه معلوم . أبو بكر رضي الله عنه مر بالنّهدية إحدى مواليه وهي تطْحنَ لمَوْلاتها وهي تقول : والله لا أُعتْقكِ حتى يُعْتقَك صُباتك فقال أبو بكر رضي الله عنه حلا أمَ فلان ! واشتراها فأعتْقها . حلاًّ : بمعنى تَحُّللاً من تحلل في يمينه إذا اسْتَثْنَى وهو في حذف الزوائد منه ورده إلى ثلاثة أحرف للتخفيف نظير عمرك الله بمعنى تعميرك الله وانتصابه بفعل مضمر تقديره تحلَّلى حلاًّ . قال عبيد : ... حلاّ اًبيتَ الَّلعْن حِلاًّ ... إن فيما قلت آمه ...
يقال هذا لمن يحلف على ما ليس بمرضى ليكون له سبيلٌ بالاستثناء إلى إتيان المرضىّ مع إبرار اليمين وأرادت بالصُّباة المسلمين أي حتى يشتِريك بعضهم فُيعتقك

- الموالى : جمع مَوْلًى ومولاة لأن مَفْعَلا ومَفْعَلَة يجُمْعَانَ على مَفَاعِل . عمر رضي الله عنه : قضى في الأرنْب بقتلها المحرم بُحّلاتم . وروى بالنون
حلم الحُلاَّن : الجدى أو الحمل يقتلها ويسمى بذلك حين تضعُه أمه فيحُل بالأرض ويلزمه ما دام صغيراً . قال ابن أحمر : ... يُهْدىَ إليه ذراعُ اُلْجدْى تكْرِمَةً ... إمَّا ذبيحاً وإما كان حُلاّناً ... اراد إما كبيرا قد استحق أن يذبح وإما صغيرا قريب العهد بالوضَعْ . وأما اُلْحلاَّم فميمه بدلٌ من النون وقيل : هو الصغير الذي حلَّمه الرَّضاع أي سَّمنه ; من تَحلم الصّبّي إذا سمن واكْتَنزَ
حلن وفي حديث عثمان رضي الله عنه : إنه قضى في أم حُبَيْن بحُلاّن . من كان حليفاً أو عريراً في قوْم قد عقلوا عنه ونصروه فميراثُه لهم إذا لم يكن له وارثٌ معلوم
حلف الحليف : المحالف وهو المُعَاهَد . والعرير : النزيل فيهم ليس من أنفسهم ; من عَرّه واعْتَّره إذا غشيه . عقلوا عنه أي وجبت عليه دية فأدوها عنه . إن علياً عليه السلام أرْسل أم كلثوم إليه وهي صغيرة فقالت : إن أبي يقول لك : هل رضيت اُلْحلَّة ؟ فقال : نعم قد رضيتها
حلل كان قد خطب إلى علي عليه السلام ابنته فاعتذر إليه بصغرها وارسلها إليه ليراها إعذاراً وجعل الحٌلَّة كنايةً عنها وقد يكنىَّ عن النساء باللباس . ابو ذر رضي الله عنه قال لحبيب بن مسلمة : هل يٌوَافُقكٌم عَدُوُّكم حَلَبَ شاةٍ نَثُور ؟ وروى : فتوح . قال : إى والله وأربع عزُزُ فقال : غَللتَم والله

الحلب الحلب بالتحريك : مصْدر حلب والمعنى وقْتَ حلب شاةٍ فحذف ; ومثله قولهم : آتيك خُفُوقَ النجم . النَّثُور والفَتُوح : الواسعة الإِحْلِيل كأنها تَنْثُر الدّر نثْراً وتفتح سبيله فتحاً . إى بمعنى نعم ; إلا أنها تختص بالإتيان مع القسم ; إيجاباً لما سبقه من الاستعلام ونعم تأتى مع القسم وغيره . العُزُز : جوع عَزُوز وهي الضَيقَة الإحليل كأنها تعزّ حالبها على الدرّ أي تغلبه عليه وتمنعه إياَّه . غَللتم أى خُنْتُم في القول ولم تصدقوا . أبو هريرة رضي الله عنه لما نَزَل تحْريِمُ الخمر كنَّا نعْمد إلى اُلحْلقَانِة وهي التَّذْنُوبة فنقطع ما ذّنَّب منها حتى نخلص إلى البُسْر ثم نَفْتضَخِه
حلقن إذا بلغ الإرْطابُ ثلثُى البُسْر فهو حُلقْان ووزنها فعلان ; لأن نونها يقضى على إصالتها قولهم : حَلقْن البسر فهو مُحَلقْنِ . ونظيره دهقان وشيطان نصَّ سيبويه على أن نونيهما أصليتان مُسْتَدلاَ بَتَدهْقنَ وتشيطن وإذا رَطَّب من قبل ذنابه فهو التَّذنْوبُ وقد ذَنّبِ . افتضاخُه : أن يُفْضخَ باليد وهو شدْخه فيتخذ منه شراب يُسَمُّونه الفضيخ . كان يتوَّضُأ إلى نصف السَّاقِ ويقول : إن الحْليِة تبلغ مواضع الوضوء
حلى اراد بالحيلة التّحجْيل يوم القيامة من أثر الوضُوءِ . من قوله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم : إن أُمتَّى يوم القيامة غُرّ من السجود محجلون من أثر الوضوء
حلل ابن عباس رضي الله عنهما إن حَلْ ليوُطى ويٌؤْذىِ ويَشْغَل عن ذكر الله . هو زَجْرٌ للناقة والمعنى : إن حَّثك النَّاقة والتصويت بها في الإفاضة من عرفات يُؤَدىّ إلى ذلك فسر على هينتك

لقيه عبدالله بن صفوان بن أمية بن خلف في خلافة عمر فقال : كيف ترون ولاية هذا الأَحْلافى ؟ قال : وجدنا ولاية صاحبه المُطَيَّبىِّ خيرًا من ولايته
حلف كانت الريِّاسُة في بنى عبد مناف والْحِجَابة في بنى عبدالدار فأَراد بنو عبدمناف أن يأْخُذُوا ما لعبد الدار فحالف عبدالدار بنى سَهْم ليمنعوهم فعمدت أمُّ حكيم بنت عبدالمطلب إلى جَفْنةْ فملأتها خلوقاً ووضعتها في الْحِجْر وقالت : من تطَّيبَ بهذا فهو منا ; فتطَّيبت به عند عبدمناف وأَسَد وزُهْرةَ وبنو تيَمْ فُسمُّوا الُمطَيِبَّين فالمطيبي أبو بكر ; لأنه من تيم . ونحر بنو سَهْم جَزُوراً ; وقالوا : من أدخل يده في دمها فهو منا ; فأدخلت أيديها بنو سهم وبنو عبدالدار وجمح وعَدّى ومخَزْوُم وتحالفوا ; فسّموا أحلافاً ; فالأَحْلافىّ عمر ; لأنه من عَدِىٍ . ويروى : إنه لما صاحت الصَّائحة على عمر قالت : واسيد الأحلاف ! قال ابن عباس رضى الله تعالى عنهما : والُمحْتلَفَ عليهم ; يعنى المُطيَبَّين . النسبة إلى الأحلاف كالنسبة إلى الأبناء في قولهم أبنائى . ومه حديث المغيرة : إنه خرج مع ستة نفر من بنى مالك إلى مِصْرٍ فعدا عليهم فقتلهم جميعاً واسْتاق العير ولحق برسول الله فاجتمعت الأحلاف إلى عروة بن مسعود فقالوا : ما ظنَّك بأبي عمير سيد بنى مالك ؟ قال : ظَنِّى والله أنكم لا تتفَّرقون حتى تَرَوْهٌ يُخَلْجُ أم يَحْلجُ في قومه كأنه أمة مُخَرَّبة ولا ينتهى حتى يبلغّ ما يريد ويرضى من رجاله فما تفرَّقوا حتى نظروا إليه وقد تَكَتبَّ يُزَفُّ في قومه . يخَلجْ : يمشى مسرعا في حثِّ قومه فيحرك في مَشْيه يديه وأعضاءه فعل الخالج وهو الجاذب
حلج يَحْلجِ : يُسْرع من قول العجاج : ... تُواضخُ التقريب قلوا مْحلجاً ... اُلمخَرّبة : المَثْقُوبة الآذان من الخُرْبةَ ; شبَّهه بأمَة سْنِديَّة لشدَّة أَدَمة لوْنه

تكتب : تجزَّم وجَمع عليه ثيابه . يٌزَفّ : من الزَّفيف وهو الاسراع . أنس : كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصلِّي العصر والشمس بيضاء محُلقِّة فأرجع إلى أهلى فأقول : صَلُّوا
حلق أي مُرْتفعة من حلَّق الطائر : إذا ارتفع في طيرانه ومنه الحالق وهو المكان الُمشرف يقال : هَوىَ من حالق . عائشة رضي الله عنها قالت لامرأةٍ مَّرتْ بها : ما أَطْوَل ذَيْلها ! فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : اغْتَبْتِها قومى إليها فَتحَّلِليها
حلل التحلَّل والاْستِحْلاَل : طَلَبكُ إلى الرَّجل أن يَجعلك في حِلّ . وفي الحديث : من كانت عنده مَظْلمَة من أخيه فلْيسَتْحَلّه . عدىّ رضي الله عنه لا يَتَحلَّجَنَّ في صدْرك طعامٌ ضَارَعْت فيه النَّصْرَانية
حلج يقال : دع ما تَحلَّجَ في صَدْرك وما تَخلَّجَ أي اضطرب فيه رَيْبٌ منه والمعنى : أنه نظيف فلا تَرْ تابن فيه . النخعى رحمه الله : قال في الُمْحرِم َيْعدٌو عليه السَّبُع أو الِّلص : أحلّ بمنْ أحلّ بك
حلل أي من ترك الإحرام وأَحَلَّ بك وفقا تلك فأحْلِل به أنت أيضا وقاتله . وفي حديث آخر : من حَلَّ بك فاحْلِلْ به . يقال : حَلّ المحرم صار حلالا وأحلَّ : دخل في الحِلّ . الزهرى رحمه الله تعالى : ذكر شأن الفيل وان قريشا أجلتْ عن الحَرمَ ولزمه عبدُالمطلب قال : والله لا أخرج من حرم الله أبتغى العزَّ في غيره قال : ... لاُهَّم إن الَمرْء يَمَنَعُ رحَلْهَ فاْمَنْع حِلاَلَك

لا يَغْلبَّن صَلِيُبهم ... ومحالهم غدْواً محالَك ...
انه رأى في المنام فقيل له : احفر تُكْتمَ بين الفرث والدم . قال : فحفرها في القرار ثم بحرها حتى لا تنزف . قوم حِلّة وحِلاَل : أي كانوا مقيمين متجاورين يريد سكان الحرم . المحال : الكَيْد والأصل في المحل الشدة . تُكْتمَ : من أسماء زمزم ; لأنها كانت مكتومة وقد اندفعت بعد أيام جُرْهم حتى أظهرها عبدالمطلب . مَجرها : شقها وأوسعها . الميمان في لا هّم عوضٌ عن حرف النداء عند أصحابنا البصريين . الغدْو : أصل الغد وتامه ولم يرد اليوم الذى بعد يومه وإنما أراد ما قرب من الأوقات المستقبلة وقد يجرى مثل هذا التجوّز في اليوم والأمس . في الحديث : دَبَّ إليكم داءُ الأُمم من قبلكم البَغْضَاء والحالقة
حلق هي قطيعة الرَّحِم والتَّظالٌم لأنها تجتاح الناس وتهلكهم كما يحلق الشعر يقال : وقَعتْ فيهم حالقة لا تَدعُ شيئا إلا أهلكَته . من تحلَم ما لم يَحلمُ
حلم أي من تكلفَّ حُلمُا لم يره فقد أَساء وفَعلَ مُنْكرا . حيُن حلّها في وق . لَحِلاَوة القَفَا في هو . بفصيل مَحْلول في خل . الحلقة في صف . وفي ند . وحَلَبها على الماء في طر . حَلبْانة في غف . حَلبَ امرأة في نض . أحْلاَس الخيل في جر . على حلقة في هت . ولا حَلُوبِ في بر . اسْتحْلَسْنا الخوف في حر . مُحْلَسٌ أخفافها في نج . حَلائتهم في بد . حِلاَّ في قو . حلْقة القوم في ثل . حَلقْى في عق . الحلأ في جل . اهل الحلقة في قد . مُحِلُّ بقومك في به

الحاء مع الميم النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم الحمد رَأْسُ الشُّكرْ ما شكر الله عَبدٌ إلا بحمده
حمد الشكرُ لا يكونٌ إلا على نعْمة وهو مقابلتها قولا وعملا ونَّية وذلك أن يُثِنْى على المنعم بلسانه ويدُئْبِ نفسه في الطاعة له ويعتقد أنه وليّ النعمة وقد جمعها الشاعر في قوله : ... أفادتكم النعماءُ منِّى ثلاثة ... يدي ولساني والضمير المحجَّبا ...
وهو من قولهم : شكرت الإبل : إذا أصابت مرعى فغزرت عليه وفرس شكور إذا علف فسمن . وأما الحمد فهو المدح والوصف بالجميل وهو شعبة واحدة من شعب الشكر وإنما كان رأسه ; لأن فيه إظهار النعم والنداء عليها والإشارة بها . في كتابه صلى الله عليه وآله وسلم : أما بعد فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو . أى أنهى إليك أن الله محمود . ومنه حديث ابن عباس رضي الله عنهما : إنى أحمد إليكم غَسْلَ الإِحْليِل . ومعناه : أرضاه لكم وأفُضْى إليكم بأنه فعل محمود مرضى . لقى صلى الله عليه و سلم العدو في بعض مغازيه فقال حم لا يُنْصرون . وفي حديث آخر : إن بُيِّتمُّ الليلة فقولوا حم لا ينُصَرون
حم قيل : إن حم من أسماء الله تعالى والمعنى الّلهُم لا ينصرون وفي هذا نظر ; لأن حم ليس بمَذْكور في اسماء الله المعدودة ولأن أسماءه تقدّست ما منها شىء إلا وهو صَفةُ مُفصحة عن ثناء و تمجيد وحم ليس إلا اسمى حرفين من حروف المُعْجم فلا معنى تْحَته يَصْلح لأن يكون به تلك المثابة ولأنه لو كان إسماً كسائر الأسماء لوجب أن يكون في آخره إعرابٌ ; لأنه عارٍ من علل البناء ; ألا ترى أن قاتل محمد بن طلحة بن عبيدالله بما جعله اسما للسورة كيف أعربه فقال :

يٌذَكرِّنى حاميم والرُّمْحَ شاجرٌ ... فهلاَّ تلا حاميم قبل التَّقدُّم ...
منعه الصرف لأنه علم ومُؤَنث والذي يؤدى إليه النظر أن السور السبع التى في اوائلها حم سور لها شأن . ومنه حديث ابن مسعود رضي الله تعالى عنه : إذا وقعت في آل حم فكأنى وقعت في رَوْضات دَمِثات . فنبهَّ صلى الله تعالى عليه وآله وسلم أن ذِكْرها لشرف منزلتها وفخامة شأنها عند الله عز و جل مما يُسْتظَهر به على استنزال رحمة الله في نٌصْرة المسلمين وفلّ شوكة الكفار وفصّ خدمتهم . وقوله : لا ينصرون كلام مستأنف . كأنه حين قال قالوا : حم قال له قائل : ماذا يكون إذا قيلت هذه الكلمة ؟ فقال : لا ينصرون . وفيه وجهٌ آخر ; وهو أن يكون المعنى وربّ . أو منزل حم لا ينصرون . قال أنس بن مالك رضي الله عنه : كنانى رسول الله صلى الله عليه و سلم ببَقْلة كنت أجتنيها وكان يكنى أبا حمزة
حمز سميت لحرافتها بالحمزة وهي الَّلذْعَة . ويحكى أن أعرابيا تَغَدَّى مع قوم فاعتمد على الَخرْدَل فقالوا : ما يعجبك منه ؟ فقال : حراوته وحَمْزُه . قال جبير بن مُطْعم رضي الله عنه : أَضْلَلت بعيرا لي يوم عرفة فخرجت أطلبه حتى أتيت عرفة ; فإذا رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم واقفاً بعرفة مع الناس فقلت : هذا من الحُمْس ; فماله خرج من الحرم ؟

حمس اُلحْمس : قريش ومن دان بدينهم في الجاهلية واحدهم أَحْمس ; سموا لتحمسهم أي تشددهم في دينهم . والحمسة : اُلحْرمة مشتقة من اسم الحُم س لحرمتهم بنزولهم الحرم وكانوا لا يخرجون من الحرم ويقولون : نحن أهل الله لسنا كسائر الناس ; فلا نخرج من حرم الله وكان الناس يقفون بعرفة وهي خارج الحرم وهم كانوا يقفون فيه حتى نزل : ثمُ أَفيِضُوا من حيثُ أفاض النَّاسُ . فوقفوا بعَرفة فلمّا رأى جُبير رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم بعرفة ولم يعلم نزول الآية أنكر هذه وقوفه خارج الحرم . رسول الله : مبتدأ وخبر فإذا كقولك : في الدار زيد . وواقفا : حال عمل فيها ما في إذا من مَعْنىَ الفعل . الحَمِيل غَارِم
حمل هو الكفيل يقال حمل به يحمل حمالة . إن قوما من أصحابه صلى الله عليه وآله وسلم أخذوا فَرْخى حُمَّرة فجاءت الحُمَّرة فجعلت تَفَرّش
حمرة هى طائر بعظم العُصْفور وتكون دَهْساء وكَدْراء ورَقْشاء . التفّرشُ : أن تقرب من الأرض فترفرف بجناحيها . قال أبو دواد : ... فَأتَانَا يَسعْى تَفَرّشُ أمّ البيَضْ شَدّاً وقَدْ تعالى النَّهارُ ...
إن وفد ثقيف لما انصرف كلُّ رجل منهم إلى حامَّته قالوا : أتينا رجلا فظَّا غليظا قد أظهر السيف وأداخ العرب ودان له الناس وكان لهم بيت يسمونه الرَّبَّة كانوا يضاهون به بيت الله الحرام وكان يُسْتر ويُهْدى إليه فلما أسلموا جاء المغيرة بن شعبة فأخذ الكرْزين فهدَمها فبهت ثقيف وقالت عجوز منهم : أسلمها الرُّضَّاع وتركوا الُمصَاع

الحامَّة : الخاصة . أداخ : أَذلَّ . دان : أطاع كرها . الكْرزين : الفأس . الرُّضَّاع : اللئام وجمع راضع والفعل منه رّضَعَ . المصاع : المماصعة وهي الُمجَالَدة . بٌعْثِتُ إلى الأحمر والأسود . أي إلى العجم والعرب ; لأن الغالب على ألوان العجم الحُمْرة والبياض وعلى ألوان العرب الأدمة والسُّمرة . وعنه صلى الله عليه وآله وسلم : أُعطيت الكنزين الأحمر والأبيض
حمر هما الذهب والفضة . وأما حديث ابن شجرة : أن عمر رضى الله عنه كان يَبعْثَه على الجيوش فخطب الناس فقال : اذكروا نعمة الله عليكم ما أحسن أثر نعمته عليكم إن كنتم ترون ! ما أرى مما بين أحمر وأصفر وأخضر وأبيض وفي الرّحال ما فيها إلا انه إذا التقى الصفَّان في سبيل الله فُتحت أبوابُ السماء وأبواب الجنة وأبوابُ النار وتَزَّين الحور العين فإذا اقبل الرجل بوجهه إلى القتال قلن : اللهم ثبته اللهم انصره وإذا أدبر احَتَجْبنَ منه وقلن : اللهم اغِفْر له فانْهكُوا وُجُوهَ القوم فدِىً لكم أبي وأمى ! ولا تُخْرُوا الحور العين . فإنه يريد بالألوان التى ذكرها زَهْرةَ الدنيا وحسْن هيئة القوم في الباسهم . النَّهكْ : الُجهْد والإضناء . الفدى : بفتح الفاء مقصور بمعنى الفداء . لا تخزوا : من الخزانة وهى الحياء . أبو بكر رضي الله عنه إن أبا الأعْور السَّلمّى دخل عليه فقال : إنا قد جئناك في غير مُحِمَّة ولا عُدْم

حمم المُحمّية : الحاجة الحاضرة المهمّة يقال : أحم الأمر إذا دنا قال : ... حَيِّيا ذا كما الغَزَال الأَجّما ... إن يكن ذاكما الفراق أَحمَاَ ...
عمر رضي الله عنه لا يدخلنَّ رجل على امرأة وإن قيل حموها ألا حموها الموت !
حم والأحماء : أقرباء الزوج كالأب والأخ والعم وغيرهم والواحد حم في غير الإضافة وإذا أضيف قيل : هذا حموها ورأيت حماها ومررت بحميها وهو أحد الأسماء الستة التى إعرابها بالحروف مضافة ويقال أيضا : هذا حما كقفا وهو حماها . وقوله : الا حموها الموت معناه أن حماها الغاية في الشر والفساد فشبهه بالموت ; لأنه قصارى كل بلاء وشدة وذلك أنه شرٌّ من الغريب من حيث أنه آمن مُدِل والأجنبى متخوف مترقب ويحتمل أن يكون دعاء عليها أي كأنَّ الموت منها بمنزلة الَحمِ الداخل عليها إن رضيت بذلك . قال لرجل : مالى أراك مُحمَجِّاً
حَمِّجَ التحميج : إدامة للنظر مع فتح العين وإدارة الحدقة . قال : ... حَمِّجَ للجَبَانِ الموْ ... تُ حتى قلبه يجب ...
والتجميح مثله . وعن عمر بن عبدالعزيز رحمه الله : أنه اختصم إليه ناس من قريش وجاءه شهود يشهدون فطفق المشهُودُ عليه يجمح إلى الشاهد النَّظَر . أمير المؤمنين على عليه السلام كنا إذا احمرَّ البأس اتَّقَيْنَا برسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم فلم يكن أحد أقرب إلى العدو منه
حمر أي اشتدت الحرب . ومنه : موت احمر وهو مَأْخُوذ من لوْن السَّبع كأنَّه سبع إذا أهوى إلى الإنسان

- اتَّقينَا به : أي اسْتَقْبلَنْاَ به العدوّ . أتاهُ الأشعث بن قيس وهو على المنبر فقال : غَلَّبَتْنَا عليك هذه اَلحْمَراء فقال على : من يَعذْرُنى من هؤلاء الضَّياطَرة يتخلَّفُ أحدهم يتقّلبُ على حشاياه وهؤلاء يُهَجٍّرُون إلى أن طردتهم إني إذاً لمن الظالمين والله لقد سمعته يقول : ليَضْرِبُنكًّم على الدين عوداً كما ضربتموهم عليه بَدْءاً . الحمراء : العَجَم . الضَّياطِرة : جمع ضَيْطَر وهو الضَّخْم الذي لا غناء عنده . التَّهجْير : الخروج في الهاجرة . الضمير في سمعته للنبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم وفي ليضربّنكم للعجم . وعنه : إنه قد عارضه رجل من الموالى فقال : اسكت يا ابن حمراء العجان . أراد يا ابن الامة . قال جرير : ... إذا ما قلت قافيةً شرودا ... تَنَحَّلهَا ابن حمراء العَجِانِ ...
ابن مسعود رضي الله عنه كان حمش السَّاقين
حمش أي دقيقهما . ومنه حديث ابن الحنْفيّة : إنه ذكر رَجُلا تلى الأمر بعد السُّفيْانَىّ فقال : حمشْ الذَّرَاعين والساقين مصُفْحَ الرأس غائر العينين يكون بين شَثّ وطُبَّاقٍ . الٌمصفْحَ : العريض . الشَّث والطُّبَّاق : شجران يَنْبتُان ببلاد تهامة والحجاز أي يخرجُ بالمواضع التى هى منابت هذين . ابن عباس رضي الله عنهما سئل أىُّ الأعمال أفْضَل ؟ فقال : أَحْمزهُا
حمز أي أَمْتَنُها وأقوْاها من قولهم : رجل حميز الفؤاد وحَامِزُه

كان يقول : إذا أَفَاضَ من عنْده في الحديث بعد القرآن والتَّفسْير : أَحْمضُوا
حمض يقال : أَحمْضَتَ الإبل وحمضت : إذا رَعَت اَلحْمْضَ عند سآمتها من الخلة فضرب ذلك مثلا لخوضهم في الأحاديث وأخبار العرب إذا ملّوا تفسير القرآن . ومنه حديث الزهري رحمه الله : الأذن مجَّاجَةٌ وللنَّفس حَمْضَة . حاج عمرو بن العاص عند معاوية رضى الله عنهم في آية فقال عمرو : تغْرب في عيْنٍ حَامِيةٍ وقال ابن عباس : حمئة فلما خرج إذا رجلٌ من الأزد قال له : بلغنى ما بينكما ولو كنت عندك أفدتك بأبيات قالها تبع : ... فرأى مغار الشمس عند غروبها ... في عين خُلبُ وثَأْطٍ حَرْمَدِ ...
فقال : اكتبها يا غلام . حامية : حارّة
حمأ حمئة : ذات حَمْأة . الُخلُب : الطين الَّلزِج وماء مُخْلبِ . الثّأط : الحمأة . والحَرْمَد : الأسْود . ابن عمر رضي الله عنهما : كا يتوضَّأ ويغتسل بالحميم
حمم هو الماء الحار . قال سعيد بن يسار : قلت له : كيف تقول في التحَّمِيضْ ؟ قال : وما التَّحميض ؟

حمض قلت : أن تُؤْتى المرأةُ في دُبرها . قال : هل يفعل ذلك أحدٌ من المسلمين ! كنى عن ذلك بتَحْمِيض الإبل إذا سئمت الخُلَّة . المسْورَ رضي الله عنه ذكر حليمة بنت عبدالله بن الحارث وأنَها خرجت في سنة حْمراء قد برت المال وخرجت بابنها عبدالله تُرضْعه ومعها أتان قَمْراء تُدعْى سدْرة وشارف دَلقْاءَ يقال لها سمراء لَقُوح قد مات سقْبُها بالرأس
حمر الحمراء : الُمقْحِطة . برت المال : أي هزلت الإبل والمال عند العرب الإبل ; لأنها مُعْظَم مالها . قال النابغة : ... ونمنح المال في الأمَحْالَ والغنما ...
الَقْمرَاء : البَيْضَاء ويقال : حمار أقمر . الشارف : المسّنة . الدَّلقْاء : التى ذهبت أسنانها ويقال لها الدَّلُوق أيضا . أنس رضي الله عنه كان يقيم بمكة فإذا حَّممَ رأسه خرج فاعْتمرَ
حمم هو أن ينبت بعد الَحلْق فيسود من حممَّ الفرخ : إذا اسود جلدهُ من الريش وحَممّ وجْه الغلام . كعب رحمه الله : أسماء النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الكتب السالفة : محمد وأحمد والمتوكَّل والمختار وحمياطا وفار قلَيِطا . معنى حمَيْاطا : حامى الحُرمَ . وفار قليِطَا : يفرق بين الحق والباطل . شريح رحمه الله : كان يردّ اَلْحمَّارةَ من الخَيْل

حمر الحمَّارَة والَّحمارُ : الخيل التى تَعْدوُ عَدْو الحمير . وقيل : الحَّمارة : أصحاب الحمير كالبَغَّالة والجَمَّالة . والخيل : اصحاب الخيل : من قوله صلى الله عليه وآله وسلم : يا خَيْل الله اركبي . والمعنى : إنه ردَّهم فلم يلُحقهم بالفُرْسان في السِّهام . مسلمة كان يقول في خطبته : إن أقلَّ الناس في الدنيا هماَّ أقَلهم حَماّ
حما هو المُتعْة من تحَمْيم المطلقّة وهو أن تمتعَّ بثوب أو نحوه . قال :
أنت الذي وَهَبْتَ زيداً بعدما ... هَمَمْتُ بالعجُوز أن تحَممَّا ...
في الحديث : في حديث ذي الثُّديَّة المقتول بالنَّهرَوَانِ : إنه كان له ثُدَيَّة مثل ثدْى المرأة إذا مدَّتْ امْتدتَّ وإذا تُركَتْ تحَمَّصَتْ
حمص أي تَقَبضَّتْ . ومنه : حمص الْورَمَ : إذا سكن وحمصه الدَّواء . إنما مثل العالم كالحَّمة تكون في الأرض يأتيها البُعَداء ويتركُها القُرَباء
حمة فبيناهم كذلك إذ أغارَ ماؤُها فانتفع بها قومٌ وبقى قوم يتفكَّنُون . هي عين حارَّةُ الماء يستشفى بها . يتفكُنون : يتندمون ويتعجّبون من شأن أنفسهم وما فرطوا فيه من طلب حظهم مع إمكانه وسهولة مأْخذه . والفكَّن والفنك : العجب وقيل : تفكن وتفكَّر بمعنى . ذا الحُمَمة في بج . حُمةَ زغر في زو . حُمَة كُلِّ دابة في غر . الحُمَم الأسود في هض . حميت في خذ . حُمّة النّهضات في هم . حُمَاديات في سد . حَممّها في خذ . أَحْماس في فر . يحُمْش في زن . حَمْنانة في قر . الحميدات في حو . وتحامل في فق . الُمحْماةَ في غم . واُلحّمة في هم . سنة حمراء في صب . استحمق في مه . حَمْش السّاقين في صه

الحاء مع النون
النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم كان يُحَنكِّ أَوْلاد الأنصار
حنك وهو أن يمضْغُ التمر ويَدْلُكه بَحنَكِه . يقال : حَنَك الصبي وحَنَّكَه . كانوا معه صلى الله عليه و سلم فأشْرفوا على حَّرة واقم فإذا قبور بَمحْنِية
حنى هي مفعلة من حنى وهى مُنْعَطف الوادى ومُنْحَناه . لا تزالُ الأُمَّة على شريعة ما لم يظهر فيهم ثلاث : ما لم يُقْبض منهم العِلْم ويكُثْر فيهم أولاد الِحنثْ ويظهْر فيهم السّقارون . قالوا : ما السّقارون يا رسول الله ؟ قال : نشءٌ يكونون في آخر الزمان تحيتهُم إذا التَقَوا التَّلاعن
حنث الذَّنْب العظيم سمى بالْحنِث وهو العدل الكبير الثقيل . وقيل للزنا : حنث لأنه من العظائم . السَّقار والصَّقّار : الَّلعان لمن لا يستحق اللعن سمى بذلك ; لأنه يضرب للناس بلسانه من الصَّقْر وهو ضربك الصَّخْرة بمعْول وهو الصَّاقور ومنه الصّقر لأنه يصْقُر الصيد ; اي يضربه بُقَّوة . النشء : القرْن الذي ينشأ بعد قرن مضى وهو مصدر كالضيف . عمر رضي الله عنه لما قال ابن أبي مُعَيطْ : أأقْتلَ من بين قريش ؟ قال عمر : حنَّ قْدحٌ ليس منها
حن ضربه مثلا لادخاله نفسه في قريش وليس منهم وأَصْله أن يستعار قدْح فيُضْربَ مع القداح فيصِّوت صوتا يخالف أصواتها . لا يصلح هذا الأمر إلا لمن لا يحنق على جرته
حنق يقال : مل يكظم فلانٌ على جِرّة وما يحنق على جرة : إذا لم يَنْطو على حِقْد

ودخل واصل ذلك في البعير أن يفيض بجرَّته وهو أن يقذف بها ولا يضمر عليها والإْحناقُ : لحُوقُ البطن والتصاقه . قال أوس :
وجَلَّى بها حتى إذا هي أحْنَقَتْ ... وأَشْرف فوق الحا لبِين الشراسف ... وإنما وضع موْضع الكظم من حيث أن الاِجْترار ينفخ البطن والكَظْم بخلافه . طلحة قال لعمر رضي الله عنهما حين استشارهم في جموع الأعاجم : قد حَّنكَتْك الأمور وجَرَّستك الدهور وعَجَمَتْك البلايا فأنت ولى ما وليّت لا ننْبوُ في يديك ولا نخول عليك
حنك حَنكَّته الأُمور وأحْنكتْه وحَّنكته : إذا أدَّبتِْه ورَاضَتْه وهو حنيك ومحنكّ ومُحنْكَ واحتنك فهو مُحْتَنك واصله من قولهم : حنك الفرس يَحْنكُه : إذا جعل في حَنَكِه الأسفل حبْلا يقوده به . جرسَّته : أَحكمته وهو من جرَّست بالقوم : إذا سَّمعت بهم كأنه ارتكب أموراً لم يهتد للإصابة فيها فَعُنفِّ وصيح به وأنحى عليه باللوائم حتى تعلم واستحكم . عَجَمَتْك : من عَجم العود ; وهو عضه ليعرف صلابته من رخاوته ومن فصيح كلامهم ما حكاه أبو زيد من قولهم : إنى لتَعْجُمك عَيْنى ; يريدون يخيل إلى أنى قد رأيتك . لا نخول : لا نتكبر . قال : ... فإن كنت سيدنا سُدْتَنَا ... وإن كنت للِخْالَ فاذْهَبْ فَخُلْ ...
وهو مع الُخيلاَء والخيل شاذّ . لا نَنْبوُ في يديك : أي نحن لك كالسيوف البَاتِرة . ابو ذَرّ رضي الله عنه لو صّلْيتم حتى تكونوا كالحنَايا ما نَفَعكم ذلك حتى

تحبُّوا آل رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم . وعنه : لو صلَّيتم حتى تكونوا كالأوْتَار وصُمْتم حتى تكونوا كالحنايا ما نفعكم ذلك إلا بِنَّية صادقة وورعٍ صادق
حنى الَحنيَّة : القوس بلا وتر وقيل : العَقْد المضْروب وقيل كل مُنْحن . والمعنى حتى تحَدْبوا وتَنْحَنُوا مما تجهدون أنفسكم فتصيروا كالقسى أو العقود في انحنائها وانعطافها أو كالأوتار في الدقة من الهزال . ابن عباس رضي الله عنهما الكلاب من الحِنّ وهي ضعفة الجِنّ فإذا غشيتكم عند طعامكم فأَلْقواُ لهَّن أنفسا
حنن الِحنّ : من حَنَّ عليه إذا رق وأَشْفَق قال : ... ولا بد من قَتْلى فَعَلَّك مْنُهُم ... وإلاْ فجْرحٌ لا يحنُّ على العْظَمْ ...
والرقة والضعف من واد واحد ألا ترى إلى قولهم : رقاق القلوب وضعاف القلوب كما يقولون : غلاظ القلوب وأقوياء القلوب ويحتمل أن يكون من أحن إحنانا إذا أخطأ ; لأن الأبصار تخُطْئها ولا تدركها كما أن الجن من الاجتنان عن العيون . الأنفس : جمع نفس وهى العين . عمرو رضي الله عنه إن ابن حنَتْمَة بعجت له الدنيا معاها وألقت إليه أَفْلاَذَ كبدها ونَقَتْ له مُخَّتَها وأطْعَمته شحمتها وأمطرت له جْوداً سال منه شعابها ودفقت في مَحَافلها فمصَّ منها مَصّاً وقمص منها قمصا وجانب غمرتها ومشى

ضَحْضَاحَها وما ابتلَّت قدماه ألا كذلك أيها الناس ؟ قالوا : نعم رحمه الله !
حنتم حَنْتَمة بنت هاشم بن المغيرة المخزومى أم عمر بن الخطاب . البعَجْ : الشقّ يعنى أَظْهرَت له ما كان مَخْبوءاً من غيره . الأفْلاَذ : جمع فِلْذ وهو القطعة من الكبد ; أي ملكته كُنُوزَها وأفاءت عليه أموالها . المحافِل : حيث يِحْتفَلِ الماء جمع محَفْلِ أو مُحفَلَ . مص منها : أي نال اليسير . قمص : نفر وأعرض . الضَّحْضَاح : مارقّ من الماء على وجه الأرض . ما ابتلت قدماه : اي لم يتعلق منها بشىء . نصب ضحْضاحها على احد وجهي : إما على حذف الجار وإيصال الفعل أو تأول مشى بخاض وسلك وما أشبه ذلك . بلال رضي الله تعالى عنه مر عليه ورقة بن نوفل وهو يعذَّب فقال : والله لئن قَتَلْتمُوه لأَتَّخذِنَّه حَنَاناً
حنن اراد لأْجَعلنَّ قبره موضع حنان أي مَظَّنةً من رحمة الله فأتمسَّح به مُتَبَرِّكا كما كان يُتَمسَّح بقُبور الصالحين الذين قُتِلوا في سبيل الله في الأمم الماضية فيرجع ذلك عاراً عليكم وسُبَّةً عند الناس . وورقة هو ابن عم خديجة رضي الله تعالى عنها وهو أحدُ من كان على دين عيسى عليه السلام قُبَيل مبعَث النبي صلى الله عليه وآله وسلم . ابن المسِّيب رحمه الله من قتل قُراداً أو حُنْظُباناً وهو محرْم تصدق بَتْمرَةٍ أو بْتَمْرتَيْنِ . وقال له ابن حمزة : قتلت قراداً أو حُنْظُبا فقال : تصدَّقْ بتَمْرة

حنظب هما ذكر الخنافس وقد يفتح ظاء حنظب وهذا عند سيبويه دليل على زيادة النون وان الوزن فُنْعلَ لأن فُعْللاَ ليس يثبت عنده ويجب على قياس مذهبه أن يُشْتَقّ من حظب إذا سمن . عطاء رحمه الله قال ابن جريج قلت لعطاء : أيُّ الحناط أحبُّ إليك ؟ قال : الكافور قلت : فأيْن يجعل منه ؟ قال : في مرافقه قلت : وفي بطنه ؟ قال : نعم ! قلت : وفي رُفْغَىْ رجليه ومآبضه ! قال : نعم ! قلت : وفي عينيه وانفه وأذنيه ؟ قال : نعم . قلت : أيابسا يجعل الكافور أو يبل بماء ؟ قال : لا بل يابسا . قلت : أتكره المِسْك حناطا ؟ قال : نعم
حنط الحنُوط والحناط : كل ما يطيب به الميت . المآبض : بَواطَن الرُّكبتين . الرفغ : أصل الفخذ . حناطا نصب على التمييز . في الحديث لا تزوجن حَّنانَة ولا مَنَّانةً
حنن أي امرأة كان لها زوجٌ قبلَك فهى تذْكره بالتحزّن والحنين إليه . ولا أنسب منك فهى تمنُّ عليك بصُحْبتها . إن ثمودا لما اسَتْيقُنوا بالعذاب تكفُنوا بالأنَطْاع وتحنَّطوا بالصَّبرِ
حنط أي جعلوا حنوطهم الصبر . الحنتم في دب . والحنوة في فش . في حنْدسه في نح . فيتحّنث في حر . الحانية في سف . أحنف الرجل في صع . الخش في غر . حنانيك في لب

الحاء مع الواو
النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم خير الخيل الحو
حوى الحوّة : كمته يعلوها سواد وقد حوى وهو أحْوى والجمع حُوّ . قال طفيل : ... وراداً وحُوّاً مُشْرفا احجباتها ... بنات حصان قد تُعُولم منُجْب ...
قال له صلى الله عليه وآله وسلم رجل : يا رسول الله ; هل علىَّي مالى شىء إذا أدّيت زكاته ؟ فقال : فأين ما تحَاوَتْ عليك الفُضُول
حوى التَّحاوى : تفَاعَل من الحَواية وهي الجمع . وما موصولة وما يجب من الضمير الرَّاجع إليها في الصلة محذوف والتقدير تَحاوَتْه . والُفضُول : جمع فضل وهو ما فضل من المال عن حوَاَئجه . والمعنى : فأين الحقوق التى تحاوتْها عليك فُضُول المال من الصَّدَقات والمكارم . ومن يرويه : تحاوأت فوجههُ إن صحت روايته أن يكون في الشذوذ كقولهم : حَلأّتْ السويق ولبَّأتْ في الحجّ . كان صلى الله عليه و سلم إذا قدم من سفر قال : آيبون تائبون لربِّنا حامدون حَوْباً حوْباً
حوب حَوْب : زَجْرٌ للجمل يقولون : حوب لا مشيت وفي كلام بعضهم : حَوْبُ حوْبُ إنه يَوْم دَعْقٍ وشَوْبٌ لاَ لعاً لبنى الصوب . وقد سمى به الجمل فقيل له : الحوب . قال يصف كنانته : ... هي ابْنةُ حوْبٍ أم تِسْعين آزَرَتْ ... أخا ثِقَةٍ تمرْى جباها ذَوَائِبُه

ويجوز فيه ما يجوز في اف من الحركات الثلاث والتنوين إذا نكر فقوله : حَوْباً حَوْباً بمنزلة قولك : سيراً سيراً كأنه فرغ من دعائه ثم زجر جمله . كان صلى الله تعالى عليه وسلم إذا دخل إلى أهله قال : تَوْباً تَوْباً لا يُغَادِرُ علَيْنا حَوْبا . الَحوْب والُحوب والحُوْبه : الإثم ومنه : إن أبا أيوب رضى الله عنه أراد أن يُطَلقِّ أم أيوب فقال له صلى الله عليه وآله وسلم : إن طلاق أمّ أيّوب لَحَوْب . وإنما أثَّمه بطلاقها لأنها كانت مُصْلِحةً له في دِينه . وفي دعائه صلى الله تعالى عليه وآله وسلم : اللهم اقْبل توْبتى واغسل حَوْبَتِى . وروى : وارْحَمْ حَوْبتى . وفسرت بالحاجة والمسكنة وإنما سموا الحاجة حَوْبة لكونها مذمومة غير مرضية وكل ما لا يرتضونه هو عندهم غىّ وخطية وسيئة وإذا ارتضوا شيئا سموه خيرا ورشدا وصوابا . قال القطامى : ... والناس من يلْق خَيْراً قائِلُون لُه ... ما يَشْتَهىِ وَلأُمّ المُخْطىء الَهبَل ...
أراد من استغنى وأصاب ثروة مدحوه وأحْسَنوا فيه القول . ويقولون للفقير : هبلته أمّه . وعنه صلى الله عليه وآله وسلم : إن رجلا اتاه فقال : إنى أتيتك لأجُاهِد معك . فقال : ألك حَوْبة ؟ قال : نعم قال : ففيها فَجَاهِدْ . هي اُلحْرمة التى يأثم في تضْييعها ; من أمّ أو أخت أو بنت والتقدير ذات حَوْبة . قال الفرزدق :

لحَوْبة أمّ ما يَسُوغ شَرَابُها ...
ومنه الحديث : اتقو الله في الحَوْبات . الربا سبعون حَوْباُ أيْسرُها مِثْل وُقُوع الرجل على أمه وأرْبَى الرِّبا عْرِضُ المُسِلْم . هو الفنّ والضَّرْب . قال ذو الرُّمة : ... تَسْمَع في تيْهائه الأغفال ... حَوْبَيْن من هماهم الأَغْوالِ ...
وهذا أيضاً من الباب ; لأنه فن مما يُرْتضى . قال صلى الله عليه وآله وسلم للذي باع له القدح والحِلْس فيمن يزيد : انطلق إلى هذا الوادي فلا تَدَعْ حاجاً ولا حطبا ولا تَأْتِنى خمسة عشر يوما
حوج الَحاج : ضرب من الشَّوك . قال :
من حَسَكِ التّلعْة أو من حاجها ...
الزبير ابن عمتى وحَوَارِبِّى من أمتى
حور حَوَاريّو الأنبياء : صفْوتهم والُمخْلصِون لهم من الحور وهو أن يَصْفُو بياضُ العين ويشتّد خُلوصه فيصفو سوادها ومن الدقيق اُلحوَّارى وهو خُلاَصته ولُبَابه ومن ذلك قيل لنساء الأَمصار : اَلَحوارِيات ; لخلوص ألوانهن وذهابهن في النظافة عن نساءِ الأعراب . قال المبرد : ... إذا ما الَحوِاريّات علقن طَنّبت ... بِميثاءَلا يألُوك رافضُها صَخْرا

صفية رضي الله عنها : بنت عبدالمطلب عّمة رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم وهى أم الزبير . أتى عبدالله بن رواحة رضي الله عنه يعَوُده فما تحوَّزَ له عن فراشه
حوز التحوّز : من الحَوْزة ; وهي الجانب كالتَّنحِّى من الناحية يقال : تحَّوز عنه وتحيزَّ وتحييز تفعيل . السنَّة أنّ الرجل أحق بصدر دابته وصدر فراشه . أتى صلى الله عليه و سلم حائش نخل أو حَشُا فقضى حاجته
حوش الحائش : النَّخل الملتفّ كأنه لالتفافه يحوش بعضه إلى بعض . قال الأخطل : ... وكأن ظُعْنَ الحىِّ حائش فربةٍ ... دانى الجناة وَطِّيبُ الأثمَارِ ...
والحش والحش : البستان وقيلً : هو النخل الناقص القصير الذي ليس بمَسْقى ولا مَعْمور من حَشّ الولدُ في بطنها . حديثه صلى الله عليه وآله وسلم : إنه دخل يوما حائش نخل فرأى فيه بعيراً ; فلما رآه البعيُر خن أو حن وذرفت عيناه فمسح سراته وذفْراه فسمن فقال لصاحبه : أَحْسِن إليه ; فإنه شكا إلى أنك تجعيه وتٌدئبه . الخنين : البكاء في الأنف . السراة : أعلى الظهر . الذفرى : أصل الأذن وهي مؤنثة سواء جعلت ألفها للتأنيث أو للإلحاق . يقول : هذه ذفرىً أسيلة وذفرى أسيلة

في ذكر الكوثر حَاله الْمسٍك ورَضْرَاضُه التُّوم
حول الحال : الحماة من حال يحُول : إذا تغَّير . ومنه الحديث . إن جبرئيل عليه السلام أخذ من حال البحر فأدخَله فا فرِعْون . الرضراض : الحصى الصغار . التوم : جمع تُومَة وهى حبة الدُّر . قال الأسود بن يعفر : ... يَسْعى بها ذُو تُومَتَيْن منطّفُ ... قَنَأَتْ أنامله من الفْرِصاد ...
ونظيره دُرّة ودرر وصُورَة وصُورَ . كوى أسعد بن زرارة رضي الله عنه على عاتقه حوْراء . وروى : إنه وجد وجَعاً في رقبته فحوَّره رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بحديدة
حور اَلْحورَاء : كَيَّة مُدَوَّرة من حار يحور : إذا رجع وحَوَّرة : إذا كواه هذه الكَيةَّ وحَوَّر عين دابته وحَجَّرها : إذا وسم حَوْلها بميسم مُسْتدير . وعنه صلى الله تعالى عليه وآله وسلم : إنه لما أُخْبِر بقتل أبي جهل قال : إن عَهْدىِ به في ركبته حَوْراَء فانظروا ذلك ; فنظروا فرأوه . إنهم حاسُوا العدوّ يوم أحد ضرْباُ حتى أَجْهَضُوهم عن أثقْالَهم وإن رجلاً من المشركين جميعَ الَّلأْمة كان يحُوز المسلمين ويقول : اْسَتْوسقُوا كما تَسَتْوسُق جُرْب الغنم فضربه ابو دُجانة على حَبْل عاتقه ضربةً بلغت وركه
حوس الحَوْس : المخالطة بضرر ونكاية يقال : تركت فلانا يحَوُسهم ويَجوُسهم ويَدُوسهم . ومنه حديث عمر رضي الله عنه . إنه رأى فلانا وهو يخطب امرأة تحوس الرجال . قال العجاج :

خيالُ تُكْنى وخيال تكتما ... باتا يحُوسان أناسا نُوَّما ...
وعنه : إنه ذكر فلان شيئا فقال له عمر : بل تحوُسك فتنة . ضرباً : تمييز ويجوز أن يكون حالا أي حاسوه ضاربين . الإجهاض : التنحية والطّرد . جَميعَ اللأمة : أي مُجتْمعَ السلاح . الحَوْز : السوق . استوسقوا : اجتمعوا ; يقال : وسقه فاتسق واستوسق . حبلْ العاتق : رباطه ما بينه وبين المنكب . نهى صلى الله عليه وآله وسلم أن يُسْتنَجْى بعظمٍ حائل
حول هو المتغير المستحيل بلًى من حال : أى تغيًّر . علم الإيمان الصلاة فمن فرَّغ لها قَلْبه وحاذ عليها بحدودها فهو مؤمن
حوذ أي حافظ عليها بجدّ وانكماش من الأَحْوَذِىّ وهو الجادّ الحسن السباق للأمور . أقبل صلى الله عليه وآله وسلم من خيبر وأقبل بصفّية بنت حيىّ قد حازها فكان يحوِّى وراءه بعباءة أو بكساء ثم يُرْدفها وراءه
حوى التَّحوْية : أن يدير كساء حول السّنام وهو الحويَّة وجمعها حوايا . وفي قصة بدر : إن أبا جهل بعث عمير بن وهب الجُمَحى لَيْحُزر بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأطاف عمير برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلما رجع إلى أصحابه قال : رأيت الحوايا عليها المنايا ونواضح يثرب تحمل الموت الناقع . النَّواضح : جمع ناضح وهو السَّانية . الناقع : الثابت المجتمع من نقع الماء في بطْن الوادي واستنقع . ومنه السم المُنْقَع والنقيع وهو الذي جمع وربى

اللهم بك أُحاول وبك أصاول
حول المحاولة : طلب الشىء بحيلة ونظيرها الُمراَوغة . والمصاولة : المواثبة . وروى : إنه كان يقول إذا لقى العدو : الَّلهم بك أحول وبك أصول . وهو من حال يحَوُل حيلة بمعنى احْتالَ والمراد كيد العدو وقيل : هو من حال بمعنى تحرَّك . صبحَّ خيبر يوم الخميس بكرة فَجْأة وقد فَتَحُوا الحصن وخرجُوا معهم المساحى فلما رأوه حالُوا إلى الحصن وقالوا : محمد والخميس . أي تحوَّلوا إليه يقال : حال حولا كعاد عودا . محمدٌ خبر مبتدا محذوف أى هذا محمد وهذا الخميس أو محمد والخميس جاءا على حذف الخبر . من أحال دخل الَّجنة . أي أسلم لأنه قلب لحاله عما عُهد عليه من حال الشىء وأحاله : غَيَّره . عمر رضي الله عنه ما وليها أحدُ إلا حام على قرابته وقرى في عَيْبته ولن يلىَ الناس كَقُرشى عضَّ على ناجذه
حوم هو أن يحكى في عطَفْه ورَفْرَفته عليهم فعل الحائم على الوِرْد . والقرابة : الأقارب سَّموا بالمصدر كالصحابة . القرى في العيبة وهو الجمع فيها تمثيل للاحْتِجان والاختزال . عض على ناجذه : صبر وتصلب والنواجذ : أربعة أضراس في أقصى المنابت تنبت بعد أن يشبّ الإنسان تسمى أضراس العقل والحلم . أحْرَقَ بيْت رُوَيْشد الثَقفى وكان حانوتا
حانوت هو حانة الخمَّار . قال طرفة : ... وإن تَقْتنَصْنِى في الحوانيت تَصْطَد

وهو كالطاَّغوت في تقديم لامه إلى موضع العين وأصله حَنُووت فعلوت من حنا يحنوا حنوا لإحرازِه ما يرفع فيه وحفظه إياه ثم قلب فصار حَونَوت ثم حانوت . والحانة : أيضا من تركيبه لأن أصلها حانية فاعلة من الحنو بدليل قولهم في جمعها : حوان وفي النسبة إليها حانوى وفي معناها الحانياء ; إلا أنه حذف لامها كما قالوا : ما باليت به بالةً والأصل بالية كعافية . علي عليه السلام اشترى قميصا فقطع ما فضل عن اصابعه ثم قال لرجل : حُصْه
حوص أي خط كفافه . ابن عباس رضي الله تعالى عنهما لما بايع الناس عبدالله بن الزبير قلت : أين المذهب عن ابن الزبير ؟ أبُوه حوارىّ الرسول وجدته عمة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صفّية بنت عبد المطلب وعمته خديجة بنت خُوَيلد زوج النبى صلى الله عليه وآله وسلم وجدّه صدّيق رسول الله أبو بكر وأمه ذات النِّطاقين فشددت على عَضُده ثم آثر على اُلْحَمْيَدات واٌلتوَيْتات والأُسَامات فبأوت بنفسي ولم أرضَ بالهوان ; ان ابن أبي العاص مشى الَيْقدُميّة وروى القُدَمِيّة وإن ابن الزبير مشى القهقرى . وروى لوى ذنبه ثم قال لعلىّ ابنه : الحق بابن عمك فغّثك خيٌر من سمين غيرك ومِنك أنفْك وإن كان أجدع فلحق بعبد الملك ; فكاتن آثر الناس عنده
حور حوارى الرسول : صفوته وقد مر . خديجة عّمة الزّبير لأن خُوَيلد بن أسد بن عبدالعزى أبو العوام وخديجة فجعلها عمة لعبد الله كما يجعل الجد أبا

خالته عائشة لأن أمه اسماء بنت أبي بكر وسميت ذات النطاقين لمظُاهَرتها بينهما تسترا وقيل : كانت تحمل في أحدهما الزاد إلى الغار . والنِّطاق : ثوب تلبسه وتشدُّ وسطها بحبل ثم ترسل الأعلى على الأسفل . شدَدْت على عضده أي عضدته وأَعَنتْه . الُحميدات وغيرها : بنو حميد . وتُوَيت وأُسامة : قبائل من أسد بن عبدالُعزَّى . بأوت بنفسى : رفعتها ورَبَأت بها . مشى الَيقْدمُيّة أي المشية الَيقْدُمِيَّة وهى التى يَقْدُمُ بها الناس أى يتقدَّمهم وروى عن بعضهم بالتاء وغلط . قال : ...
الضّاربيِن اليقدُمّية بالُمهّنَّدة الصَّفائَحْ ...
القَهْقرى : الرجوع إلى خلف وفي ذلك يقول عبدالله بن الزبير الأسدى : ... مشى ابن الزبُّير القهقرى وتقدمت ... أمية حتى أحَرْزُوا القصبات ...
تلوية الذنب : مثلٌ لَتْرك المكارم والروغان عن المعروف . ابن عمر رضي الله عنهما دخل أرضا له فرأى كلبا فقال : أحيشوه على وأخذ المِسْحاة فاسَتقْفَاه فضربه بها حتى قتله واقبل على قَيمّة في أرضه فقال : أتدخل أرضى كلبا !
حوش حُشْيتُ عليه الصيد حوْشا وأحسْتُه عليه : إذا نَفَّرْته نحوه وسُقْته . استقفاه وتقَفَاهّ : إذا اتاه من قبل قفاه . عمر رضي الله عنه قال في قصة إسلامه : اقبلت متوجها إلى المدينة على جمل لى فبينا أنا اُسيرُ ببعض الطريق إذا ببياض أنْحاشُ منه مرة وبَنْحَاشُ منى اخرى فإذا أنا بأبي هريرة الدُّوْسِى فقلت : أين تريد ؟ قال : المدينة فاصطحبنا حتى قدمنا المدينة فأربت بأبي هريرة ولم تضرنى إرْبةُ أَرْبتُها قطّ قَبْل يومئذ ; قلت : أقدم

أبا هريرة فيدخل فيجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مشغولا ; فجئنا والصلاة قائمة فدخل أبو هريرة والناس ينظرون إليه في الصلاة ; فتشايره الناس وشهر وتأخرت أنا حتى صلَّى . الانْحِياش : مطاوع الحَوْش وهو النفِّار . قال ذو الرمة : ... وبيَضَاء لا تنْحاش منَّا أُمُّها ... إذا ما رأتْنا زِيلَ مِنْها زَوِيُلها ...
أربت به : اْحتَلتْ به . الإْربة : الحيلة . قطّ : فيما مضى كعْوض وأبدا فيما يستقبل ويقول : ما فعلت ذلك قط ولن أفعله عوض ; وبناؤه من حيث انه وجبت إذا إضافته إلى صاحب الوقت أضيف إليه قبل وبعد فلما انقطع من الإضافة بنى على الضم كما بنيا . تشايروه : تراءوا شارته أي هيئته وهذا يُؤْذن بأنّ ألف الشارة عن ياء . وقد روى أبو عبيدة : إنه لحسن الشّوْرة بمعنى الشارة فهما لغتان . والصحيح أن إسلام عمرو وتقدّم إسلام ابي هريرة أسْلم عمرو مع خالد بن الوليد سنة خمس وأبو هريرة سنة سبع . معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنهما لما احتضر قال لبنت قرظة : اند بيتى . فقالت : ... ألا أبكيه ألا أبكيه ... ألا كل الفتى فيه ...
فقال : لا بنتيه : قلِّبانى وقال : إنكما لُتَقلَّبانَ حُوَّلاً قَلبَّا وإن وُقىّ كُبّة النَّار . وروى حوليا قٌلَّبِياً إن نجا من عذاب الله غدا ثم تمثل : ... لا يبعدنّ ربيعة بن مُكَدَّم ... وسقى الغْوَادى قْبره بذَنُوب

حول الحوّل : ذو التصّرف والاحتيال . والقلب : المقلب للأمور ظهرا لبطن ولحوق ياء النسبة للمبالغة . كُبَّة النار : معظمها والبيت لحسّان . عائشة رضي الله عنها : تزوَّجنى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلى حَوْف فما هو إلا ان تَزَوَّجَنى فألَقْى على الحياء
حوف هو بِقيرة يلبسها الصبّي ; قال : ... جارية ذات حر كالنَّوف ... مُلَمْلمٍ تَسْتُره بحوْف ...
ابن عبدالعزيز رحمهما الله قدم عليه وفد فجعل فتى منهم يَتَحُّوسُ في كلامه فقال : كبِّروا كبَّروا ! فقال الفتى : يا أمير المؤمنين ; لو كان بالكَبِر لكان بالمسلمين من هو أسنّ منك
حوس هو تفعل من الأَحْوس وهو الشجاع اي يتشجع في كلامه ولا يبالى وقيل : يتردد ويتحّيل ; من قولهم : ما زال يتحّوس حتى تركته . قال : ... سر قد أنى لك أيها المتحوس ...
كبروا : أى اْجعَلوا متكِّلمَكم رجلا كبيرا مُسنّاً . قتادة رحمه الله أن تَسْجَد بالآخرة منهما أحرى ألاّ يكون في نفسك حَوْجَاء
حوج هي الريبة التى يحتاج إلى إزالتها . يقال : ما في صدرى حَوجْاء ولا لَوجْاء . قال قيس بن رفاعة : ... من كان في نفسه حَوْجَاء يطلبُها ... عِنْدى فإنى له رَهْنٌ بإصْحَار ... أُقيُم نخَوْته إن كان ذا عوجٍ ... كما يقِّوم قَدِحَ النَّبْعِة الْبارَى ...
يريد من كان له ريبة في أمرى يطلب عندى إزالتها فأنا مزيلها

والمعنى : إن موضع السجود من حمّ السجدة مختلف فيه فعند بعضهم هو في الآية الأولى عند قوله تعالى : وَاسْجُدُوا لله الذى خَلَقَهُنّ . وعند آخرين في الآية الأخرى عند قوله تعالى : وهُمْ لا يسْأمون . فاختار السجود عن الأخرى ; لأنه إن كانت السجدُة عند الأولى لم يضره ان يسجدها عند الأخرى وإن كانت عند الأخرى فسجدها عند الأولى قدم السجود قبل الآية . أن تسجد : في موضع المبتدأ وأحرى خبره . اَلحَورْ في وع . يتخّولهم في خو . الحائمة في ضح . يحَوُزُها في حش . الحوأب في دب . نَسْتحَيِل الجَهامَ في صب . انْحازَ في هت . بالحومْانة في عب . إلى حواء في فر . الحورى في نص . حوشىّ الكلام في عظ . بحَوْر في صه . لا يحورُ فيكم في ثب . يحَوُف في ذف . بمِحْول في قص . بخفّة الحاذ في اب . حُوَلاَء في حد . أحْوىَ في سف . فلم يجُره في رج . احالوا عليه في رح . تحَوَّلت في زو . الُمسْتحَيلة في ور . الحاء مع الياء النبي صلى الله عليه وآله وسلم إن قوما أسلموا على عهده فقدموا بلحْم إلى المدينة فَتَحَّيشَت أنفَس أَصْحابه وقالوا : لعلهم لم يسموا فسألوه فقال : سموا أنتم وكُلوُا . وروى : فتجَّيشَت
حيش هما تفّعل من حاش يحيش : إذا فَزِع ونفر ومن جاشت نفسه : إذا دارت للغَثيَان . عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه : كنا إذا صّلينْا خَلْفَ رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قلنا : السلام على الله السلام على فلان السلام على فلان فقال لنا : قولوا التحيات لله والصلوات والطيبات . . . . . . . . إلى آخر التشهد فإنكم إذا قٌلتم ذلك فقد سلَّمتم على كل عبد صالح في السموات والأرض
حيى التحية : تَفْعِلة من الحياة بمعنى الإحياء والتبَّقْيِة

والصلاة من الله : الرحمة . والطيبات : الكلمات الدالة على الخير كسقاه الله ورعاه وأعزّه وأكرمه وما أشبه ذلك . والمعنى : إنه صلى الله تعالى عليه وآله وسلم أنكر عليهم التسليم على الله وعلَّمهم أن ما تقولون عَكْسُ ما يجب أن يقال ; لأن كل إحياء وتعمير وسلامة في مَلْكَة الله وله ومنه فكيف يُسْتجَاز أن يقال : السلام على الله وكذلك كل رحمة وكل ما يدل عليه كلمات أدعية الخير فهو مالكهُا ومُعْطِيها . إن مما أدْرك الناس من كلام النُّبوة الأولى : إذا لم تَسْتَحْى فاصْنعَ ما شئت . فيه إشعارٌ بأن الذي يكُفُّ الإنسان ويَرْدعه عن مواقعة السوء الحياء فغذا رفضه وخَلعَ ربْقتَه فهو كالمأمور بارتكاب كلّ ضلالة وتعاطى كل سِّيئة . جاء في دعائه صلى الله عليه و سلم الَّلهُمَّ ذا الحَيْل الشديد
حيل هو الحَوْلِ أُبدل واوه ياء . وروى الكسائي : لا حَيْل ولا قوة إلا بالله . والمعنى ذا الكيد والمكر الشديد وهو من قوله تعالى : وأَكيُد كيْداً . وقوله تعالى : ومَكَرَ الله . وقيل : ذا القوة ; لأن أصل الحول الحركة والاستطاعة . تحَّينوُا نُوقكم
حين أي احتلبوها في حينها المعلوم . الحياء من الإيمان . جُعل كالبعض منه لمُناسبته له في أنه يمنْع من المعاصى كما يَمْنَعُ الإيمان . وعن الحسن رحمه الله : إن رجلا قال له : يأتينى الرجل وانا أَمُقته لا أعطيه إلا حياء فهل لي في ذلك من أجر ؟ قال : إن ذلك من المعروف وإن في المعروف لأجْراً

أتانى جبرئيل ليلة أسرى بي بالُبراق فقال : أركب يا محمد فَدنَوْتُ منه لأَركب فأنكرنى فَتحَّيا منى
حياء أي اْنقبض وانزوى ولا يخلو من أن يكون مأخوذاً من الحياء على طريق التمثيل لأن من شأن الحى أن يتَقَّبضَ أو يكون أَصْلهُ تحوَّى أي تجمَّع فقلبت واوه ياء أو يكون تفعْيل من الحَىّ وهو الجمع كتحَّيز من الحَوْز . خرج صلى الله عليه وآله وسلم للاستسقاء فتقدم فصلى بهم ركعتين يجهر فيهما بالقراءة وكان يقرأ في العيدين والاستسقاء في الركعة الاولى بفاتحة الكتاب وسبِّح اسْمَ رَبَكِّ الأعْلى وفي الركعة الثانية بفاتحة الكتاب وهَلْ أَتَاك حديثُ اْلغَاشَيِة فلما قضَى صلاته استقبل القوم بوَجْهه وقلبَ رداءه ثم جثا على ركبتيه ورفع يديه وكبرَّ تكبيرة قبل أن يسَتْسَقْى ثم قال : اللهم اسقنا وأَغْثَنا اللهم اسقنا غيثا مُغِيثا وحياً ربيعا وجداً طبقا غَدقاً مُغْدَقَا مونقا عاما هنيئا مريئا مُرْيعا مُربْعا مُرْتعا وابلاِسَا بِلا مُسْبِلا مُجَلِّلا دِيماً درَراً نافعا غير ضار عاجلا غير رائث غيثا اللهم تحُيْى به البلاد وتُغِيث به العباد وتجعله بلاغا للحاضر منّا والبَاد . اللهم أنزل علينا في أرْضنا زينتها وأنزل علينا في أرضنا سكنها . اللهم أنزل علينا من السماء ماء طهوراً فأْحِى به بلدة ميتا . واْسِقه مما خلقت لنا أنعاما واناسى كثيرا . قيل لابن كهيعة : لم قلب رداءه ؟ فقال : لَيِنقْلبِ القَحْط إلى الخصب . فقيل له : كيف قلبه ؟ قال : جعله ظهرا لبطن . قيل : كيف ؟ قال : حوَّل الأيسر على الأيمن والأيمن على الأيسر . اَلحيَا : الَمطَر لإحيائه الأرض . الَجَدا : المطر العام . الطَّبقَ : مثله . الغَدَق واُلمغْدِق : الكثير القَطْر . الُمونِق : الُمْعجب

المَريع : ذو الَمرَاعة وهى الخِصْب المرْبع : الذي يُرْبعهم عن الارتياد من ربعت بالمكان وأربعنى . اُلمرْتعَ : المُنبْتِ ما يرْتَع فيه . السَّابل من قولهم : سبل سابل أي مطر ماطر . اُلَمجلَّل : الذي يجلّل الأرض بمائة أو بنباته . الدررَ : الدّارّ كقولهم : لَحْم زِيم ودِين قِيم . الرّائث : البطىء . السكن : القوت ; لأن السكنى به . كما قيل : النزل لأن النزول يكون به . عمر رضى الله عنه قال لأخيه زيد حين ندب لقتال أهل الردة فتثاقل : ما هذا اَلحيْشُ والقِلّ !
حيش اي الفزع والرعدة يقال للمرأة الَمذْعُورة من الريبة : حَيْشانة . واخذه قل : إذا أرعد كأنه يقل من مَوْضعه . ابن مسعود رضي الله عنه إذا ذكر الصالحون فحّيهلا بعمر
حيهل أي ابْداً به واعْجَل بذكره وفيه لغات : حَيَّهلَ بفتح اللام وحَيَّهَلاَ بألف مزيدة . قال : ... بَحيَّهلاَ يزُجْوُن كل مطَّية ... أمام المَطَاَيَا سْيرها الُمتقاذف ... وحَيَّهلاً بالتنوين للتنكير وحيهلا بتخفيف الياء . وروى حَيَّهْل بالتشديد وإسكان الهاء وعُلِّل باستثقال توالى المتحركات واستدراك ذلك وقيل : الصواب حَيَهْل بتخفيف الياء وسكون الهاء وأن هذا التعليل إنما يصح فيه لا في المشدد ويلحقه كاف الخطاب فيقال : حَيَّهلَكَ الثريد

وسمع أبو مَهْديَّة الأعرابي رجلا يقول لصاحبه : زوذ فسأل عنه فترجم : تعجل . فقال : أفلا يقول : حَيَّهلَكَ . ويقال : فحىّ بعمر
حيأ سلمان رضي الله عنه أحْيُوا ما بين العشاءين فإنه يحطَّ عن أحدكم من جُزْئه وإياكم ومَلغْاةَ أول الليل فإن مَلغْاَة أول الليل مَهْدَنة لآخره . وروى : مَهْذرة في مَوْضع مَلغْاة . إحياء الليل بمنزلة تسهيده وتأريقه ; لأن النوم موت واليقظة حياةُ ومرجع الصفة إلى صاحب الليل فهو إذن من باب قوله : ... إذا ما نام ليل الَهوْجَلِ ... اراد بالعشاءين المغرب والعشاء فغلب وبالجزء : ما وَظَّف على نفسه من التهجد . الَملغْاةَ والَمهْذَرة والَمهْدنَة : مَفْعَلة من الَّلغْو والَهذَر والهُدُون بمعنى السكون والمعنى : إن من قطع صَدْرَ الليل بالسَّمَر ذهب به النوم في آخره فمنعه من القيام للصلاة . ابن عمر رضى الله عنهما كان في غزاة بعثهم فيها النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال : فحاص المسلمون حَيْصَةً . وروى فجاض . كلاهما بمعنى انْهَزَم وانَحرف
حيص ومنه حديث أبي موسى رضي الله عنه : إن هذه لحَيْصَةٌ من حَيصَات الفتن . أي رَوْغَةٌ منها عدَلَتْ إلينا . ابن عمير رضي الله تعالى عنه إن الرجل ليسأل عن كل شىء حتى عن حَيَّةِ اهله

حى أي عن كل نفس حَيَّةٍ في بيته ; من هِرَّة وفرس وحمارٍ وغير ذلك . مطرَّف رحمه الله خرج من الطاعون فقيل له في ذلك فقال : هو الموت نحايصه ولا بد منه
حيص المُحايَصة : مفاعلة من حاص عنه وليس المعنى أن كل واحد من الموت والرجل يحيص عن صاحبه وإنما المعنى أن الرجل في فرط حرصه على الحياص عن الموت كأنه يُبارَيه ويُغَالبه ; لأن من شأن المغالب المبُارى أن يحَرْصِ على فعله ويحتشد فيه فيئول معنى نحايصه إلى قولك : يحرص على الفرار منه . وإخراجه على هذه الزنة لهذا الغرض ; لكونها موضوعة لإفادة المباراة والمغالبة في الفعل . ومنه قوله تعالى : يخُادعُونَ الله وَهَوَ خَادعُهُم . سعيد رحمه الله تعالى سئل عن مُكاتبٍ اشتراط عليه أَهلُه ألاَّ يخَرْج من المِصْرِ فقال : أَثقْلتم ظهْره وجعلتم عليه الأرض حَيْصَ بَيْص . أي ضَّيقةً لا يقدر على التردد فيها ; من قولهم : وقع فلان في حَيْص بَيْص : إذا وقع في خطة مُلْتَبِسة لا يجد موضعَ تفَصّ عنها تقَّدم أو تأَخر من حاص عن الشىء إذا حاد عنه وباص : إذا تقَّدم والذي قلبت له واو بوص ياء طلبُ المزاوجة كالعين الحير ونُبيا بناء خمسة عشر لأن الأصل حَيْصٌ وبَيْصٌ . وروى الفتُح والكسر في الحاء والصاد والتنوين للَّتنكير . عطاء رحمه الله قال ابن جُريج : كيف يمشى بجنازة الرجل ؟ قال : يسرع به . قال : فالمرأة ؟ قال : يسرع بها ايضا ; ولكن أَدْوَن من الإسراع بالرجل . قال : فما حَيِاكتهم أو حِياَكُتكم ؟ قال : زَهْو

حيك هي مِشْية فيها تبختر . قال : ... حَيَّاكة وَسْطَ القَطيع الأَعْرمَ ...
تحيَّضى في كر . حيَّهلا في قح . حِيْرىّ دَهْرٍ في طر . من حاقِّ الجُوْع في حق . الحياء في مر . تحايوا في رو . انحياشه في ثم . بالحيا في جز . حُبْلَة في كر . آخر الحاء

حرف الخاء الخاء مع الباء النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم أهل من ذى الحُلَيفْة وبعث من بين يديه عَيْناً من خزاعة يتَخَّبر له خبر كُفَّار قريش فلقيه فأخبره أنه ترك قريشا تجْمَع لقتاله قال : فراحُوا إلى عُسْفان فقال رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم : خَيْلُ قريش بالغَمِيم عليها خالد بن الوليد فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يَتَيامنُوا عن الغميم . ويروى أنه قال لما لقيه خالد بن الوليد : هَلُمَّ ها هنا فأخذ بهم بين سَرْوَعَتَيْنَ ومال عن سنن القوم . ويُروى أنه قال : يامنُوا في هذا العصل فلم يشعر خالد واصحابه إلا وقد خلفتهم قترة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه فركض خالد إلى مكة فأنذر كفار قريش فخرجوا بأجمعهم حتى نزلوا أَعْدادِ مياه الحُدَيبية وأقبل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يسير نحو القوم فبركت به ناقتُه فزجرها المسلمون . فأَلحّتَ وقالوا : خَلأت القضَواء فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : والله ما خَلأتْ وما هو لها بخُلقُ ولكنْ حَبسَها حابس الفيل ثم زَجَرها فقامت وانصرف عن القوم فنزل على ثمَدٍ بوادى الحديبية ظنون الماء يَتَبَّرضُه الناس تبُّرضاً فشكا الناس إليه قلة مائه فانتزع سهما من كنانته فأمر به فغُرِز في النَّمد فجاش لهم الماءُ بالرِّى ثم قدم بُدَيْل بن ورْقاء اُلخَزاعى فى رَهْطٍ من خُزَاعَة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكانت خُزاعة عَيْبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من أهل تهامة فقال : تركت قومك كعب بن لؤَىّ وعامر بن لؤى وقد خرجُوا بأجمعهم معهم العُوذ المطافيل وقد أقسمو بالله لا يخُلَّون بينك وبين الطَّواف ما بقي منهم أحَد فقال

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : إنّا لم نَأتْ لقتال أحد ولكن جئنا نطوف بالبيت فمن صَّدنا عنه قاتلناه وإن قريشا قد أَضَّرت بهم الحرب ونَهَكتْهم فإن شاءوا ما دَدْناهم مُدَّة يَستجّمِون فيها وأنا والله مجاهدٌ على أمرى حتى تنفرد سالفتى أو يُنْفذَ الله أمره . وفي الحديث : إن عُرْوة بن مسعود رضي الله عنه قال له : إنى أرى معك أوشاباً من الناس لا أعرف وجٌوهَهم ولا أنسابهم
خبر تخيرَّ الخبر : تعرَّفه . التَّيامُن عن الموضع : الذهابُ عنه ذات اليمين يقال : يا من بهم وشاءَم فتيامنوا وتشاءَمُوا . الغَميم : موضع ما بين عُسْفان وضَجْنان . السَّرْوَعة والزَّرْوحَة : رابية من رَمْل . العَصَل : رمْل مُعَوَّج سمىّ بالعصل وهو الالتواء . القترة : الغبرة . الأغداد : المياه ذوات المادّة كماء العيون والآبار . ألَّحتْ : لزمت مكانها لا تبرح . الَخلاءُ للناقة : كالحران للفرس . الثَّمَد : الماء القليل . الظَّنُون : كل ما تَتوَهَّمه ولست منه على يقين . قال الشماخ : ... كلاَ يَوْمِى طوُالة وصل أروى ... ظُنونٌ آن مُطَّرَحُ الظَّنُون ...
التَّبُّرض : الأخذ قليلا قليلا من الَبْرض وهو الوَشلُ . جاش : ارتفع . عنى بالَعْيبَة : أنهم موضع سِره ومَظنّة اسْتِنْصاَحه . العُوذُ : الحديثات النتاج جمع عائِذ

السَّالفتان : ناحيتا مُقَدّم العُنًق . الأوْشاب : الأَخْلاَط . كا إذا أراد الخلاء قال : أعوذ بالله من اُلْخبِث واَلخَبائث . وروى : الخُبثُ بضم الباء
حبث اُلْخبث : خلاف طيب الفعل من فجورٍ وغيره . ومنه الحديث : إذا كثر اُلخْبث يكون كذا . وفي الحديث : وُجِد فلان مع أَمهٍ يخَبْثُ بها . ويجوز أن يكون تخفيف اُلخُبث وهو جمع خبيث . والخَبائث : جمع خَبِيثة فالمراد شياطين الجنِّ والإنس ذْكرانُهم وإناثهم . اللهم إنى أعوذ بك من الرَّجْس النَّجس الخَبِيث المُخِبث . هو الذي أصحابه وأعوانه خُبَثاء كقولهم للذي فرسه قوَىّ : مُقْو . وقيل : هو الذي ينسب الناس إلى الخُبثْ وقيل : الذي يعّلمهم الخبث ويُوقِعهم فيه . اشترى رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم من أعرابّي حمِل خَبطَ فلما وجبَ البيعُ قال له : اخَتْر . فقال له الأعرابي : عَمْرَك الله بَيعَّاً
خبط هو الورق المَخْبُوط . عَمْرك الله : ذكر أبو على الفارسى في الشِّيرازيات أن انتصابه بفعل مضمر وذلك الفعل عَمَّرتُكَ الله أي سأَلْتُ الله تعميَرك . والمعنى عَمَّرتكَ الله تعميرا مثل تَعْمِيرك إياه وفي هذا إْلطاَف من المخاطب وتقُّرب إلى من يخاطبه فكان القياس في عَمْرك الله تَعْميِرك الله إلا أنَّ المصدر اسُتْعمل بحَذْفِ الزيادة ونظيره تحقير التْرخيم . البَيّع : فيْعل من باع بمعنى اشترى كَليِّن من لان وانتْصِابُه على التمييز

نهى صلى الله عليه وآله وسلم عن المُخَابرة
خبر هي المزارعة على الخبرة وهي النصيب . وعن جابر رضي الله عنه : كنا نُخابر على عهد رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم فنُصَيب من القْصِرىّ ومن كذا وكذا فقال : من كانت له أرَضٌ فلْيَزْرَعْها أو ليمنحها أخاه . القْصرىّ : القُصَارة وهي الحب الباقي في السُّنْبل بعد الديِّاسة . والمِنحْة : العارية . وعن ابن عمر رضي الله عنهما إنه كان يخُابَر بأرْضِه ويشترط ألاّ يعَرُهّا . من العُرَّة : وهى السزَّجين . إن الحمَّى تنفى الذَّنوب كما ينَفْى الكِير الخَبثَ
خبث هو نُفَاية الجوهر الُمذاب ورَدِيّه . من أٌصيب بدَمْ او خبل فهو بين إحدى ثلاث : بين أن يعفو أو يقتصّ أو يَأْخذ الدِّية فإن فعَلَ شيئا من ذلك ثم عدا بعد فإن له النار خالداً فيها مخّلدا
خبل يقال : خَبل الُحبّ قلبه إذا أفسده يخَبْلِه ويخِبْلُه خَبْلا . ومنه خُبلتَ يدُ فلان أي قطعت . قال أوس : ... أبنى لُبَينْى لستم بيدٍِ ... إلاَّ يداً مَخْبُولَة العْضُدِ ...
وبنو فلان يطالبون بدماء وخبل ; أي بقطع أيد وأَرْجل . والمعنى : من أُصيب بقتل نفس أو قطع عُضْو . بين : يقتضى شيئين فصاعدا . وقوله : بين إحدى ثلاث إنما جاز لأنه محمول على المعنى . ومنه قول سيبويه : وقولهم : بينى وبينه مال معناه بيننا مال إلا أنَّ المعطوف

حذف هاهنا لكنه مفهوما مدلولا عليه بالثَّلاث وتقديُره بين إحدى ثلاث وبين أختيها أو قرينتيها أو الباقيتين منها وكذلك قوله : بين أن يَعْفو . وفي حديثه صلى الله عليه وآله وسلم : بَيْنَ يدَيَ السَّاعةِ الَخبْل . هو الفساد بالفتن . اْبتَغُوا الرّزْق في خَبَايا الأرْضِ
خبأ هي جمع خَبِيئة وهو المَخْبوء وقياس جمعها خَبأئى بهمزتين المنقلبة عن ياء فعيلة ولام الفعل إلا أنهما اْستُثقل اجتماعُهما فقلبت الأخيرة ياء لانكسار ما قبلها ثم قيل خَبَاءَى كَعذَارى ومَدَارى فحصلت الهمزةُ بين ألفين فقُلبت ياء . ونَظِيُرها خطايا في جمع خطيئة والمراد ما يخبؤُه الزّراع من البَذْر فيكون حثّاً على الزراعة أو ما خبأه الله تعالى في معادن الأرض . كتب صلى الله عليه و سلم للعَدّاء بن خالد بن هَوْذَة كتابا : هذا ما اشْترى العَدَّاء ابن خالد من محمد رسول الله اشترى منه عبداً أو أمةً لا داءَ ولا خْبِثة ولا غائلة بَيْع المسلم للمسلم
خبث عبَّروْا عن الحرمة بالُخْبث كما عبَّروا عن الحل بالطَّيب والخْبِثة نوع من انواعه . قيل : هو أن يكون مَسْبيا من قوم أعطوا عَهْداً أو أمانا أو لهم حرَّية في الأصل . الغائلة : الخصلة التى تغُول المال أي تُهْلكه من إباق وغيره . إن امرأتين من هذيل كانت إحداهما حُبْلى فضربتهْا ضرّتها بمخْبطَ فأَسْقطَتْ فحكم النبي صلى الله عليه وآله وسلم بغرة
خبط هو عصا يخُبْطَ بها الورق . إن أبا عامر الذي يُلَقَّب الرَّاهب كان مقيما على الحنفية قبل مبَعْثَ رسول الله

صلى الله عليه وآله وسلم وكان حسودا فساعة بلغه أن الأنصار بايعوه صلى الله عليه وآله وسلم تغيَّر وخَبُتَ وعاب الحنيفية
خبت هو بمعنى خَبُث . قال السموءل بن عاديا : ... إننى كنتَ ميتَّاً فحييت ... وحياتي رَهْنٌ بأنْ سأموتُ ... فأتاني اليقيُن أنى إذا ما مت ... أورَمّ أعظُمى مبْعُوت ... ينَفْعُ الطَّيِّبُ القليل من الكسب ... ولا ينفع الكثير الخَبِيتُ ... قال عمر بن شبة : هذه لغته أراد مبْعوث والخبيث
خبى عثمان رضى الله عنه قد اختبأت عند الله خصالا : غنى لرابع الإسلام وزوجنى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ابنته ثم ابنته وبايعته بيدى هذه اليمنى فما مسَسَتْ بها ذكرى وما تغّنيت ولا تمنيت ولا شربت خمرا في جاهلية ولا إسْلام . أي ادّخْرتها وجعلتها خبيئة لنفسي . زوجه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رُقَيّة فماتت ثم زوجه أم كلثوم . التمنى : التكذّب تفعُّل من منى إذا قدر ; لأن المتفعِّل يقدّر الحديث في نفسه ويزوّره ومصداقه التخرص من الخَرْص والحَزْر والتَّقدير . وعنه رضي الله عنه : ما تمنيت منذ أسلمت

أبو عبيدة رضي الله عنه خرج في سرية إلى ارض جُهينة فأصابهم جوعٌ فأكلوا الخبط وهو يومئذ ذو مَشْرةٍ حتى إن شدق أحدهم بمنزلة مشفر البعير العضه وحتى قال قائلهم : لو لقينا العدو ما كان منا حركة إليه فقال قيس بن سعد لرجل من جهينة : بِعْنى جُزُراً وأوفيك شقة من تمر المدينة فابتاع منه خمس جزائر يشرط عليه الأعرابي تمر ذخيرة مصلبة من تمر آل دليم . قال الجهنى : أشهد لى فكان فيمن استشهد عمر فقال : لا اشهد هذا يدين ولا مال له إنما المال مال أبيه فقال الجهنى : والله ما كان سعد ليخُنْى بابْنه في شِقًة من تَمرْ
خبط الخبط : فعل بمعنى مفَعْول كالنّفَضَ . المَشَرةَ والمَشْرة من أمشرت العضاة وتمشَّرت : إذا أَصابها مَطُر الخريف فتفطرت بورق ومعنى وصف الخبط بذى مشرة أن العضاة قد أمَشْرت به . حتى إن شدق أحدهم : هي حتى التى يُبْتَدأ الكلام بعدها ولهذا وجب كسر إن بعدها . العَضةٍ : الذي يرعى العضاة يعنى أن اشداقهم قد انتفخت وقُلصّت . الشقّةً : كل قطعة مما يُشَقّ ومنه قولهم : غضب فطارت منه شقة . فاستعارها في الطائفة من التمر . الجَزْائر واُلجزْرُ : جمع جَزُور وهى مُؤنَّثة ولهذا قال : خَمْس . المصُلِّبة بالكسر من صلَّبَت الرُّطبة : إذا بلغت اليبُسْ يقال : أطيْبُ مضُغةْ اكلها الناس صَيْحانَيِة مُصَلِّبة . أدان يدين : إذا أخذ الدِّيْن فهو دائن ودِنْته : أعطُيته الدَّين فهو مدين . الإخْناء على الشىء : إفْساده ومنه الخنا وهو الفحُشْ والكلام الفاسد . ودخلت الباء في قوله : ليخُنىْ بابْنِه للتعدية . والمعنى ما كان ليجعله مخنيا على ضمانة خائسا به واللام لتأكيد معنى النَّفى

كأنه قال : سعد أجل من أن يضُايق ابنه في هذا حتى يعجز عن الوفاء بما ضمن . أبو هريرة رضى الله عنه إن كنت لأَسْتَقْرِىء الرجل السورة لأنا أقرأ لها منه ; رجاء أن يذهب بى إلى بيته فيطُعمْنى وذلك حين لا آكل الخَبِير ولا ألبس اَلحْبيِر
خبر الخبير : الإدام الطَّيِّب لأنه يُصْلح الطعام ويُدَمَّثه للأكل من اَلخْبَراء وهي الأرض السهلة الدَّمثة وهي اُلخْبَرة أيضا ; يقال : أتانا بخٌبْزةَ ولم يَأْت ِبخبرة . وروى الخمير . الحَبْيِر : المَوْشىّ من البُروُد وإن هي المخففة من الثَّقيلة واللام هي الفارقة بينها وبين النافية والتى دخلت على أنا للابتداء . الاْسِتقْرَاء : طلب القراءة والإقراء أيضا كالاستنشاد . ابن عامر رحمه الله دخل عليه اصحاب النبي صلى الله عليه و سلم في مرضه الذي مات فيه فقال : ما تَروْنَ في حالى ؟ قالوا : ما نشكَّ لك في النجاة ; قد كنت تقْرِى الضَّيْفَ وتُعْطِى المخُتْبطَ
خبط هو الذي يَسْأَل من غير سابق مَعْرفة ولا وسيلة شُبَّه بخابط الورق . الحسن رحمه الله خباث ; كل عيدانك مضَضْنا فوجدنا عاقبته مرا
خبث خُباَثِ : هي الخبيثة في النداء خاصة كَغَدار وفساق وحَرْفُ النداء محذوف وهو جائزٌ في كلّ معرفة ولا يصّح أن يُنْعت به أيّ والخطابُ للدُّنيا . مضَّ يَمُضّ مضيضا : إذا مَصّ يقال : لا تَمُضَّ مضَيِض العَنزْ . مكحول رحمه الله مَرّ برجل نائم بعد العَصْرِ فدفعه برجْلِه قال : لقد عوُفِيت ولقد دُفِع عنك إنها ساعة مَخْرجهِم أي الشياطين وفيها يَنْتشَروُن وفيها تكون الَخْبتة

- كانت فيه لُكْنةَ فجعل الطاء تاء وإنما أراد الخْبطَة من تَخَبّطه الشيطان إذا مسه بخَبْل أو جُنُون
خبل في الحديث : من أكل الربِّا أطعمه الله تعالى من طينة الخَباَلِ يوم القيامة . قيل : هو ما ذاب من حُرَاقة أجْسة أهل النار . بخبت الجميش في جز . هل تخُبِّون في وط . خُبْنة في صب . والمَخْبرَ في سح واُخَتْبَط في ضج . اخْبُر تَقْلِه في قل خَبَّاط عشوات في ذم . كخبج الحمار في ضل . الخاء مع التاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أشراط الساعة أن تُعَطَّل السيوف من الِجهاد وان تُخْتل الدُّنيا بالدين وروى : وأن تُتَّخذ السيوف مناجل
ختل خَتَل الذئب الصيد : إذا تخفى له وخَتْل الصائد : مَشْيهُ للصيد قليلا قليلا في خُفْية لئلا يسمع حِسّاً فشبه فَعْل من يرى دينا وورعا يتذرع بذلك إلى طلب الدنيا بختل الذئب والصائد . المناجل : المجاز أي يؤثرون الحرث على الحرب . إذا التَقَى الختانان وجب الغُسْل
ختن هما موضع الإعذار والخفْض . سعيد رحمه الله سئل : أينظر الرجل إلى شعر خَتَنتَه فقرأ : ولا يُبْديَنِ زِينَتَهُن إلا لبِعُولتهِنَّ الآية . فقال : لا أراه فيهم ولا أراها فيهنّ . الختنَ : أبو امرأة الرجل والخَتَنة : أُمها . قال الأصمعى : الأخْتانَ من قبل المرأة والأحْماءَ من قبل الرجَّل والصِّهر يجمعهما وخاتن الرجل الرجل : إذا تزوج إليه . وعن النضر بن شميل سميت المصاهرة مخاتنة لالتقاء الختانين

الخاء مع الجيم أبو هريرة رضى الله تعالى عنه قال : إن رجلا ذهبت له أينْقُ فطلبها فأتى على واد خَجنِ مُغِنّ معُشْب فوجد أينْقُه فيه
خجل الخَجِل : الكثير العشب المتكاثفة . ومنه : قميص خَجِل : فَضفءاض واسع وجَلَّلَ الفرس جلاّ خِجلا : اي واسعا يضطرب عليه ويَدْنوُ من الأرض . أعَنّ الوادى فهمو مغنّ : إذا صوَّتت ذبّانُه وفي صوتها غُنّة كقولك : أقَطْف الرجل : إذا قطفت دابته . ويقال أيضا : وَادٍ أغَن جعُل الوصف له وهو للذّباب كقولهم : طريق سائر . الأينق : جمع ناقة كالآكم في جمع أكمة قال ذلك سيبويه وفيه وجهان : أحدهما : أن يكون أصله أنوق فقلبت وأبدل واوه ياء . والثاني : أن تَحذَف العين وتزاد الياء عوضا . ابن عٌمير رضى الله عنه اسم الذي بنى الكعبة لقريش باقوم وكان روميا كان في سفينةٍ أصابتها ريح فَخجتَّها فخرجت إليها قريش بُجدّة فأخذوا السفينة وخشبها وقالوا : ابنه لنا بنيان الشام
خجج الريح الخَجُوج : الشديدة المرِّ في غير استواء وخجت السفينة : لَوَنْها عن وجهها بعَصْف . الضمير في ابنه للبيت . خَجِلتنَّ في دق . ريح خَجُوج في ذر

الخاء مع الدال . النبي صلى الله عليه وآله وسلم كل صلاة ليست فيها قراءة فهى خداج
خدج فسر في الباء مع الهمزة . من سأل وهو غنىُّ جاءت مسألته يوم القيامة خُدُوشا أو خُموُشا أو كُدُوحاً في وجهه قيل : وما غناه ؟ قال : خمسون درهما أو عدَلهْا من الذهب
خدش خَدْش الجلد : قشره بِعُودٍ ونحوه . ومنه قيل لأطراف السَّفاَ : الخادشة . والخَمْش بالأظفار . والكَدْح : العَضّ . وهذه مصادر ; والذي جوَّز فيها ان تجُمْع أنها جعلتْ أسماء للآثار . عَدْل الشىء : مثله من غير جنسه . إن سعد بن عبادة رضي الله عنه أتاه برجل في الحىّ مخُدْجٍ سقيم وجد على أمة من إمائهم يَخْبثُ بها فقال صلى الله عليه وآله وسلم : خذوا له عْثِكالاً فيه مائة شْمِراخ فاضْربوه به ضَرْبة
خدج هو الناقص الخلق . العثْكِال واُلعثْكول : الكباسة . عمر رضي الله عنه رفع إليه رجل ما أهَمَّه من قحوط المطر ; فقال : خدعت الضَّباَبُ وجاعت الأعراب . اي أمعنت في جحرتها . ومنه خدعت العين : إذا غارت والمُخْدع : البيت الداخل وَخْدُع الرجل : أن تظهر له خلاف ما تخفى . عبدالرحمن رضى الله عنه طلَّق امرأته فَمتَّعتها بخادم سوداء حممَّها إياها

خدم الخادم : واحد الخدم غلامِا كان أو جارية . قال : ... ما أنا بالجلد ولا بالحازم ... إن لم أجَأْ هنُّكِ بالعُجِارم ...
... وجْأ يٌنَسّيك طلاب الخادم ...
يريد الجارية . حَممَّها أياها : أي أعطاها الجارية على وجه التَّحميم وهو إعطاء متعة الطلاق خاصة وكأنهم كانوا يجعلونها من حامَّةِ مالهم ; أي من خياره يقال : لفلان إبل حامة : إذا كانت خيارا . سلمان رضى الله عنه كان في سرية وهو أميرها على حمارٍ وعليه سرَاوِيل وخدمَتاه تَذَبْذبَاَنِ
خدم الَخدَمة : سَيْرٌ محُكْم كالحلقة يُشَدّ في رُسْغ البعير ثم يُشَدّ إلى سريحة النعل وجمعها خدم . قال جرير : ... يَدْمَى على خدم السَّريح أظلَّها ... والمر من وهَجَ الهواجر حامى ...
وبها سمِّى الخلخال خدمة واشتَّق منها الفرس المُخَدّم وهو الذي تحَجْيله مستدير فوق أشاَعِره ; فيجوز ان يشبه قناتى سراويله بالخَدَمتين . ويجوز أن يُريِد ساقيه ; لأنهما موضعا الخدمتين . التَّذبذب : الاضطراب . مسروق رحمه الله انْهارُ الجنَّة تجرْى في غير أُخْدود وشجرُها نَضِيد من أصلها إلى فرعها
خدد أي في غير شقّ في الأرض . نضَيِد : منضود بالورق أو بالثمر من اعلاها إلى أسفلها ليس لها سوق بارزة . خَدْبا في قص . خدامهن في دل خَدَلّج في صه . خدم نسائكم في صف

خدل في عف . خداعة في غد . خدب في كس . مخدج اليد في ثد . فهى خداج في با . الخاء مع الذال أبو بكر رضى الله تعالى عنه قال سعد : رأيته بالخَذَوَاتِ وقد حَلَّ سُفْرَةً معُلَقَّة في مُؤخِرِ الحصار فإذا قُريَصٌ من ملة فيه أثر الرضيف ولإذا حميت من سمن فدعانى فأَصَبْتُ من طعامه
خذو هي موضع . الحَصَار : حَقِيبةُ يرْفَع مؤخرها فيُجْعل كآخرة الرَّحْل ويُحْشىَ مقدمها فيكون كقادمة الرَّحل يركب بها البعير ويقال : قد اْحَتْصرتُ البعير بالحصّار . من مَلّضة : أي مما يُنْضَجَ في ملة ; وهى الرمَّادَ الحارّ . الرَّضيف : الَّلحم المشوىّ على الرَّضْف ورَضَفَه يَرْضفه . واثره : ما علق بالقُرْص من دسمه . الحميت : زق السمن . قال ابن السكيت : وهو النِّحْى المرْبُوب ; وإنما سمى حميتا ; لأنهم يحَمْتونه بالرّب واَلحْميت المتين . قال رؤبة : ... حتى يَبوُخ الغضب الحَميتُ ...
ويقال للتمرة إذا كانت أشدّ حلاوة من صاحبتها : هذه أحْمتٍ حلاوةً منها . معاوية رضى الله عنه قيل له : أتذكر الفيل ؟ قال : أذكر خَذْقَه
خذق هو رَوْثًه

النخعى رحمه الله إذا كان الشَّقّ أو الخَذَا أو الخرْقُ في أذن الأُضْحِية فلا بأْسَ ما لم يكن جَدْعاً
خذا وهو استرخاء الأذن وانكسارها ولامه واو لقولهم : خَذْوَاء ومنه خَذِى الرجل واْسِتْخذى : إذا انكسر . أبو الزناد رحمه الله أتى عبدالحميد وهو أمير على العراق بثلاثة نفر قد قطعوا الطريق وخذموا بالسيف . فأشير عليه بقتلهم ; فاستشارنى فنهيته ثم قتل أحدهم فجاءه كتاب عمر بن عبدالعزيز يُغْلظِ له ويقَبِّح له ما صنع
خذم الخذم : سرعة القطع والمراد أنهم جرحوا الناس . في الحديث : كأنكم بالُّترِك وقد جاءتكم على براذين مخُذَمَّة الآذان . أي مُقَطّعتها . المخْذَم في فق . يتخذَّمانها في عم . ومخذفة في قف . خذمة في سن . الخاء مع الراء . النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم عائد المريض على مخارف الجنة حتى يرجع
خرف هو جمع مَخْرَف أو مخرفة فالمَخْرف من قولهم : اشترى فلان مَخْرفَا صالحا أي نخلات يخُترْفَن . ومنه حديث أبي طلحة رضى الله عنه : حين نزلت : من ذا الذى يُقْرضُ الله قرْضاً حسناً . قال : إن لي مَخْرَفا وإنى قد جعلته صدقة . فقال النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم : اجعله في فقراء قومك . وعن أبي قتادة رضي الله عنه : لما أعطاه رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم سلب القتيل . قال : فْبِعُته وابتعتُ به مخرفا فهو أول مال تأَّثلْتُه في الإسلام . والمعنى أن العائد فيما يحوزه من الثواب كأنه نَخْل الجنة يخَتْرف ثمارها

والمَخْرفَ والَمخْرفَة أيضاً : الطريق الواضح . قال أبو كبير الهذلي : ... فأجزتْه بأفل تحسب أثْره ... نَهْجاً أبان بذى فريغٍ مخَرْفَ ...
وفي حديث عمر رضي الله عنه : تَرَكْتُكُمْ على مثل مَخْرفِة النّعم . اي على منهاج لا حب كالجادَّة التى كدتّها النَّعم بأخفافها حتى وضحت واستبانت وهي في الأصل : السكة بين صفى النخل فيكون المعنى أنه على الطريق المؤدِّية إلى الجنة . وروى : خرافة الجنة وهى مصدر خرف الثمار : إذا جناها وروى : على خُرْفة الجنة ; أي على مواضع خُرْفتها وهي اسم المخروف فيئول إلى معنى قوله : على مخارف الجنة حض صلى الله عليه وآله وسلم على الصَّدقَة فجعلت المرأة تلُقْى خرصها وسخابها . هو حَلقْة القرط
خرص ومنه حديث عائشة رضي الله عنها : إنها ذكرت جراحة سعد بن معاذ فقالت : وقد كان رقأ كله وبرأ فلم يبق إلا مثل الخُرْص . ومنه حديث ابن عباس رضي الله عنهما : إنه قال في قوله تعالى وجْئِنَا ببِضَاعةً مزُجْاةٍ . والْخرص أيضا : الحلقة التى في أسفل السنان ثم سمى به السنان ثم كثر حتى سمى به الرمح

كان عليه الصلاة و السلام يأكل العِنَب خرْطا
خرط يقال : خرط العنقود واخْتَرطه : إذا وضعه في فيه وأخرج عُمْشُومه عاريا . نهى صلى الله تعالى وآله وسلم أن يُضَحَّى بالُمخَرَّمة الأذن
خرم هى مقطوعتها . قال له صلى الله عليه وآله وسلم حكيم بن حزام : أبايعك على ألا أَخرَّ إلا قائما . فقال : أما من قبلنا فلن تخرّ إلا قائما
خرر أى لا أموت إلا ثابتا على الإسلام قائما بالحق . ومعنى جوابه صلى الله تعالى عليه وآله وسلم إنك لن تَعْدم من جهتنا الاجتهاد في إرشادك وفي ألاَّ تموت إلا بهذه الصفة . إنه صلى الله عليه وآله وسلم وأبا بكر رضي الله عنه حين خرجا مهاجريَنْ اسْتأَجَرَا رجلا من بنى الدَّيل هاديا خرِّيتُا فأخذ بهم يُدَبَحر ْ
خرت هو الماهر بالدّلالة الذى يهتدى لأَخْراتِ المفازة وهى مَضَايقُها وطرقها الخفّية . يَدَبَحرْ : أى طريق بحْر يريد الساحل ; لأن الطريق كان عليه . من اقتراب الساعة إخرْاَب العامر وعمارة الخراب وان يكون الفَىءُ رِفءدا وأن يتمرِّس الرجل بدينه تَمرُّس البعير بالشجرة
خرب وقال ابو عمرو : الإخْرَاب : أن يترك المَوْضع خربا والتخريب : الهدم وقرأ وحده : يخُرَّبون بيوتهم مشددة والباقون يخربون ; والمراد ما يخّربه الملوك من العمران وتعمره من الخراب شهوة لا صلاحا . الفىء : الخراج ; أي يصلون به من أرادوا ولا يصرفونه إلى مصارفه . يتمرس بدينه : أي يتلعب به ويعبث كما يتحكَّكُ البعير بالشجرة مُتَعَبثّا

زوج صلى الله عليه وآله وسلم فاطمة من علي عليهما السلام فلما أصبح دعاها فجاءت خرقة من الحياء فقال لها : اسكنى فقد أنكحُتكِ أحب أهل بيتى ودعا لهما . وروى : إنها أتته تَعْثُر في مِرْطها من الخجل
خرق الخرق : التحير . سأله صلى الله عليه وآله وسلم رجل عن إتيان النساء في أَدْبارَهنّ فقال : حلال . فلما ولَّى دعاه فقال : كيف قلت ؟ في أي الخُرْزَتين أو الخُصْفتَين أمن دُبرُها في قبلها فنعم أم من دبُرًها في دُبُرها فلا
خرب ثلاثتها بمعنى واحد وهو الثقب المستدير . قال ذو الرُّمة : ... أوْ من معاشر في آذانها الخُرَبُ ...
والخُرْزة من الخرْز والخصْفَة : من الْخصف . مر صلى الله عليه وآله وسلم بأوس بن عبدالله الأسلمى ومعه أبو بكر رضي الله عنه وهما متوجَّهان إلى المدينة فحملهما على جمل وبعث معهما دليلا وقال : اسلُك بهما حيث تعلم من مخَارِم الطرق وكان أوس مُغْفلا فأمره رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يَسمِ إبله في أعناقها قَيْد الفرس
خرم المَخْرِم : مُنقْطِع أنف الجبل . المغّفل : الذى إبله أغفال . قيدالفرس : سمةٌ . أنشد أبو عبيد : ... كومٌ على أعناقها قيد الفرس ... تَنْجُوِ إذا الليل تَداَنَى واْلَتبَسْ ...
قال صخر من أسباط أَوْس : وهي سمُتنا اليوم وصورتها أن تحلقِّ حلْقتين وتمدّ بينهما مَدَّة . من تَحلَّى ذهبا أو حلّى ولده مثل خر بصيصة أو عين جرادة كان كذا يوم القيامة

خربص هى هَنَةٌ تتراءى في الرمل لها بصيص كأنها عين جرادة . وعنه صلى الله عليه وآله وسلم : إن نعيم الدنيا أقل وأصغر عند الله من خربصيصة . عمر رضي الله عنه رأى في ثوبه جنابة فقال : خُرط علينا الاْحِتلام
خرط أى أرسل من قولهم : خرط الفحل في الشَّول وخَرَط البازى في سيره وخَرَط دَلْوَهُ في البئر
خرص كان رضي الله عنه يقول للخارص : إذا رأيت قوما قد خَرَفُوا في حائطهم فانظر قدْر ما ترى أنهم يأكلون فلا يخُرْص عليهم
خرف أي أقاموا فيه وقت اخْتراف الثمار وهو الخريف يقال : خَرفَ القوم بمكان كذا وصافوا وشَتوْا وأمَّا أخرفوا وأصافوا وأشتوا فمعناها الدّخول في هذه الأْوقاتِ . على عليه السلام أتاه قومٌ برجل فقالوا : إن هذا يَؤُمُّنا ونحن له كارهون فقال له علىٌّ : إنك لخَرُوط . أتَؤُمّ قوما وهم لك كارهون !
خرط شبهه في تهوره وتهافته في الأمر بجَهْلة بالفرس الخْرُوط ; وهو الذي يجتذب رسنه من يد ممسكه ويمضى هائما . البرْق ُمَخارِيق الملائكة
خرق جمع مِخراق ; وهو ثوب يُفْتَل يُتضَارَب به ثم يقال للسيوف الخفاف : مخاريق تشبيها . قال : ... مخاريقٌ بأيدى لاَعِبينا ...
قال سويد بن غفلة رحمه الله تعالى : دخلت على على عليه السلام يوم الخروج فإذا بين يديه فَاُثورٌ عليه خبز السمراء وصحفة فيها خطيفة وملبنة فقلت : يا أمير المؤمنين ; يوم عيد وخطيفة فقال : إنما هذا عيد من غفر له

خرج يقال ليوم العيد : يوم الخروج ويوم الزينة ويوم الصف ويوم المشرق . الفاثور : الخوان من رخام ونحوه ويقال لّلجَام أو الطَّست من ذهب أو فضة : فاثور ومنه قيل لقرص الشمس فاثورها . السمراء : الخُشْكارَ لسُمْرته كما قيل للبَّاب : الحُوَّارَى لبياضه والسمراء ايضا من أسماء البر . الصَّحفْة : القصعة الُمسْلَنْطِحة . الخطيفة : الكبولاء . وقيل : لبن يوضع على النار ثم يُذرّ عليه دقيق ويطبخ ويخُتْطف بالملاعق . الملْبنة : ملْعقة يلعق بها الخطيفة ونحوها وهى من الّلبَنِ . يوم عيد : خبر مستدؤه محذوف ولا يجوز أن يكون استفهاما لأن حرف الاستفهام لا يجوز حَذْفُه إلا في مثل قولك : زيد في الدَّار أم على السطح ; لأن أم العديلة للهمزة تدلُّ عليها ولو قلت : زيدٌ في الدار وأنت تريدٌ الاستفهام كنت مخطئاً عند البَصْرِيين . سعد رضي الله عنه : ما خرمت من صلاة رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم شيئا
خرم أي ما تركت وأصْلُه القطْع . زيد رضي الله عنه قال في الخرمات الثلاث في كل واحدة منها ثلث الدية . حمع خرمة وهى من الأخْرَم كالشَّترة من الأشْتر . والمعنى : أنه إذا خرم الوترة والناشرتين كانت عليه الديِّة وإذا خرم واحدة منها فعليه الثلث

الخدري رضي الله عنه لو سمع أَحُدكم ضَغْطَة القبر لخرع
خرع أي انكسر وضعف ومنه الخِرْوَع ; وهو كل نبات لين . وفي حديث يحيى بن أبي كثير : لا يُؤْخذ في الصدقة الَخرِعُ . أراد الصغير ; لأنه ضعيف . وعن أبي طالب : لولا أن قريشا تقول أدركه الخرع أي الخَور لأَقررتُ بها عَيْنكَ . الأشعري رضى الله عنه مثل الذي يقرأ القرآن ويعمل به كمثل الأتْرُجَّةِ طيب ريحها طيِّبُ خَرَاجُها . ومثل الذي يعمل به ولا يقرؤه كمثل النخلة ; طيب خراجها ولا ريح لها
خرج كل ما خرج من شىء من نفعه فهو خَرَاجه ; فخَراج الشجر ثمَره وخَراجَ الحيوان نسله ودَرُّه . أبو هريرة رضى الله عنه كره السَّرَاويل المُخَرْفَجَة
خرفج هي الواسعة التى تقع على ظهور القدمين ومنها عَيشْ مخُرَفَجَ . السراويل : مُعرّبة وهى اسم مفرد واقع في كلامهم على مثال الجمع الذي لا ينَصْرف كقناديل ; فيمنعونه الصَّرْف قال يصف ثَوْرا : ... يمُشِّى بها ذبُّ الرَّياد كأنه ... فتى فارسىٌّ في سَراَويِل رامِح ...
ويقال في معناها : سْرِوالة . قال : ... عليه من الَّلؤْم سرْوالةُ ...
وعن الأخفش : إن من العرب من يراها جَمْيعاً وأن كل جزء من أجزائها سْروَاله

ابن عباس رضي الله عنهما يَتَخَارَجُ الشريكان وأَهْل الميراث
خرج أى إذا كان بينهم شىء غير مقسوم جاز لكل واحد منهم بيع نصيبه من الآخر . ولا يجوز له بيعه من اجنبى إلا بعد القبض والحيازة وهو تفاعُل من الُخروج كأنه يَخْرجُ كل واحد عن ملكه إلى صاحبه بالبيع . ابن عمر رضى الله عنهما قال في الذي يُقلِّد بدنته فيضَنّ بالنعل : يقُلدِّها خُرَابة
خرب هي بالتشديد الراء و تخفيفها : عروة المزادة ويقال لثقب الورك أيضا خرابة باللغتين ولفم الدْبَرةالتى تفُتْحَ وتُشْكر : خُرّابة بالتشديد . في الحديث : كان فلان إذا دعى إلى طعام قال : أفى خُرْس أو عُرْس أم إعذار ؟ فإن كان في واحد من ذلك أجاب وإلا لم يجب
خرس الُخرْس : طعام الولادة والخُرْسَة ما تطعمه النّفُسَاءُ نفسها . وفي أمثالهم : تَخَرَّسى لا مخُرِّسَة لك . وكأنه سُمِّى خُرْسا ; لأنه يصُنْع عند وضَعْها وانقطاع صَرْختها . إن قوم صالح عليه السلام سألوه أن يُخْرج لهم من الصخرة ناقة َمخُتْرجَةَ جَوْفاءَ وَبراء
خرج قيل : على خلقة الجمل وقيل : مشاكلة لْلبُخْتِ وهى من قولهم : اخْتَرجه بمعنى استخرجه ; فإما أن تكون التى استخرجت من شكل الذكور أو من شكل البخْت . الجوفاء : الواسعة الجوف . كان كتاب فلان مَخرْبشاً
خربش الخَرْبَشَة والخَرْمشَة والَخرْفشَة معناها التشويش والإفساد . الخارقة في حل . تخترق في فض . أو خرقاء في شر . خارف في نص

الَّلبن الخَريف في هن . يخرش في قز . خُرْفة الصائم وخُرْسة مريم في حب . الخَرَبة في ثم . مُخَربّة في حل . الُمخْردَل في وب . فَخرُق في اج . مخرفا في عذ . خارك في را . مُخْرَ نْطَمة في سو . الخاء مع الزاى النبي صلى الله عليه وآله وسلم إن كعب بن الأشرف عاهده ألا يعين عليه ولا يقاتله ولحق بمكة ثم قدم المدينة مُعْلنا مقعاداة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فخزع منه هجاؤه له فأمر بقَتْلهِ
خزع الخَزْعُ : القطع ومنه خُزَاعة لأنهم تخزَّعوُا عن أصحابهم وأقاموا بمكة وخزع منه كقولهم : نال منه وشَعَّثَ منه ووضع منه . والضمير في منه لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . وقيل : معناه قطع الهجاء عهده وذِمَّته والضميُر على هذا لكَعبْ . حذيفة رضى الله عنه إن الله تعالى يصنع صانع الخزم ويصنع كل صنعة
حزم الخَزَم : شجر يُتخَّذ من لحائه الحبال والواحدة خزمة وبالمدينة سوق الخزَّامين والمراد بصانع الخزم : صانع ما يتّخذ من الخَزَم . أبو الدَّرْداء رضي الله عنه قال له رجل : إن أخوانك من أهل الكوفة يقرئونك السلام ويأمرونك ان تعظهم . قال : اقْرَأْ عليهم السلام ومُرْهم أن يعطوا القرآن بخزائمهم . جمع خَزِامة وهي شىء من الشعر كالخشاش من العود في أَنْفِ البعير والمراد اتبِّاعهم القرآن مُنقْادَيِنَ لأْحكامِه . أعطىِ : منقول بالهمزة من عطا الشىء إذا تناوله ; فهو متعد إلى مفعولين ووجه دخول الباء هاهنا على المفعول الثاني وفي قولهم أعطى بيده إذا انقاد ووكلَ

أمره إلى من عنى له بيان ما تضمن من زيادة المعنى على معنى الإعطاء المجرَّد . معاوية رضي الله عنه حبسه عِتْبان بن مالك على خزيرةٍ تُصْنَع له
خزر هي حساء من دقيق ودسم وقيل : الحريرة من الدقيق والخريزة من النُّخَالة . في الحديث : إن الشَّيطاْن لما دخل سفينة نوح قال له نوح عليه السلام : اخرج يا عدو الله من جَوْفها فصعد على خْيزُران السفينة . هو سُكَّانُها . قال المبردِّ ويقال للمردى : خْيزُرانة إذا كان يتثنى إدا اعتمد عليه . والخَيْزُران : كلُّ غُصْنٍ مُتثَنّ . خَزَقْتهم في بد . لا خِزَام في زم . ولا تخُزْوا في حم . خزِية في حز . فخزل في قص . الخاء مع السين . عمر رضى الله عنه إن العباس بن عبدالمطلب رضي الله عنه سأله عن الشُّعراء فقال : امرؤ القيس سابقهم خسف لهم عين الشعر فافتقر عن معان عور أصح بَصَر
خسف أي أنْبطَها وأغزرها من قولهم : خسف البئر : إذا حفرها في حجارةٍ فنبعت بماء كثير فهى خسيف . يريد أنه أول من فتق صناعة الشعر وفنّنَ معانيها وكثرها وقصدها ; فاحتذى الشعراء على مثاله . افتقر : افتعل من الفقير وهم فَمُ القناة بمعنى شقّ وفتح وجعل للشعر بصراً صحيحا وجعل ذلك البصر مفتوحا باصراً وهو في المعنى لمتأمله والناظر فيه كقوله تعالى : وآتيَنا ثُمودَ النَاقة مُبْصرِةً . وكذلك وصْفُه المعانى بالعور في الحقيقة لمتأملها يعنى أنها لغموضها وخفائها عليه كأنه أعمى عنها . والمراد أن أمرأ القيس قد أوضح معانى الشِّعْر ولخصها وكشف عنها الحجب وجانب التعويص والتعقيد

ومحلّ عن وما دخل عليه النصبُ على الحال كأنه قال : فتح للشعر أصحَّ بصرٍ مجاوزا للمعانى العُورِ متخطياً لها . أخسفت في شج . يسومكم خَسْفاً في جم . خسيستنا في حد . الخاء مع الشين النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال في مكة : لا تَزُولُ حتى يْزُول أَخْشَباها . هما أبو قُبيَسْ والأحمر وهو جبلٌ مشرف وجَهْهُ على قُعَيقْعِان
خشب والأخْشَب : كل جبل خشن غليظ وأخاشب : جبال بالصَّمان . وفي حديثه الآخر أن جبرئيل قال له : يا محمد ; إن شئت جمعت عليهم الأْخَشَبيْن فعلا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أفْكَلٌ وقال : دعنى أنذر قومى . الأفْكَل : الرّعْدَة . أنذر : مجزوم بحرف شرط مضمر تقديره فإن تدعنى أنذر ولو رفع لكان متَّجها على انه يكون حالاً أو كلاما مستأنفا كقولهم : ... وقال قائلهم أرسوُا نُزَاولها ...
قال صلى الله تعالى عليه وآله وسلم لبلال : ما عملك فإنى لا أرانى أدخل الجنة فأسمع الخَشْفَة فأنظر إلاّ رأيتك
خشف الخَشْفَة : الحِسْ والحركة ; ومنها : الخِشْف وهو الغزال إذا تحرّك . أرانى : من الرؤية بمعنى العلم بدليل تعدّيه إلى ضمير فاعله . وأدخُلُ في موضع المفعول الثاني . ورأيتك في موضع الحال بإضمار قد كأنه قيل : لا أرانى ناظرا إلا رائيا لك
وروى : ما دخلت الجنة إلا سمعت خَشْخشةً فقلت : من هذا ؟ فقالوا : بلال ثم مررت بقصر مشيد بَزيِع فقلت : لمن هذا القصر ؟ فقالوا : لعمر بن الخطاب
خشخش الخَشْخَشة : حركة فيها صوت . قال الحجاج : ... خَشْخَشَة الريح الحصاد الُيبَّسا

البزيع : الحدث الظَّريف وقد بزع بَزاَعةً فشبه به القصر في حسنه . دخلت امرأة النار في هرّة رَبطْتها فلم تطعمها ولم تَسْقِها ولم ترسلها فتأكل من خَشَاشِ الأرض
خشش أي هوامِّها . والواحدة خشاشة سميت بذلك لاْندِسَاسها في التُّراب من خشَّ في الشىء إذا دخل فيه يِخشّ وخشه غيره يخشّه . ومنه الخِشاش ; لأنه يُخَشّ في أَنْفِ البعير . في هرة : أى في معناها وبسببها . في ذكر المنافقين : مستكْبِرون لا يألفون ولا يُؤِلفون خشب بالَّليْل وصُخُبٌ بالنهار . وروى سخب بالسين
خشب شَّبهَهُم في تْمددهم نِياما بالخشب المُطَرَّحة ويقال للقتيل : خرَّ كأنه خشبة وكأنه جِذْع . قال جميل بن معمر : ... قعدت له والقوم صَرْعَى كأنهم ... لدى العيس والأكْوَار خشبٌ مُطَّرحُ ...
السَّخَب والصَّخَب : اختلاط الأصوات والأصل السين ومنه السِّخاب وهو القلادة من قَرنَفْلُ وقيل : ومن خرز ; لأجراسه والصاد بدل والذى ابدلت له وقوع الخاء بعدها ; كقولهم : صَخّر في سَخّر ; والغَيْن والقاف والطاء أخوات الخاء في ذلك يقال : أصْبغ ويُصاقون ومُصَيْطر ! والمراد رفع أصْواتهم وضجيجهم في المجادلات والُخصومات وغير ذلك . عمر رضى الله عنه أتاه قبيصة بن جابر فقال : إنى رميت ظبيا وأنا مُحرْم فأصبتُ خُشَشَاءَه فركب رَدْعَه فأسن فمات . فأقبل على عبدالرحمن بن عوف فشاوره ثم قال : اذْبَحْ شاة . فقال قبيصة لصاحبه : والله ما علم أمير المؤمنين حتى سأل غيره واحسبنى أنى سأنحر ناقتى ! فسمعه عمر فأقبل عليه بالدرة وقال : أَتغَمِصْ

الُفْتيَا وتَقْتُلُ الصيد وأنت محرم ؟ قال الله تبارك وتعالى : يَحْكُمُ به ذَوَا عدْلٍ منكم . فأنا عمر وهذا عبدالرحمن !
خشش الخُشَشَاء : العظم النَّاتِىء خلْف الأُذُن وهمزُتها منقلبة عن ألف التأنيث واما همزة الخُشَّاء ووزنها فُعْلاء كقُوباء وهذا الوزن قليل فيما قال سيبويه فمنقلبةٌ عن ياء للإلحْاق ونظير هذه الهمزة في كونها تارة للتأنيث واخرى للإلحاق ألف علقى وهى من خَشّ لأنها عظمُ مركوز في اليافوخ مركّب فيه . الرّدْع : التضميخ بالزّعفران وثوب مَرْدُوع : مُزَعفْر وكثر حتى قيل للزعفران نفسه : رَدْع وهو في قولهم : ركب رَدْعه اسمٌ للدم على سبيل التشبيه ومثله الجسد هو الزعفران والدم ومعنى ركوبه دمه أنه جُرح فسال دَمُه فوقه مُتَشَحِّطا فيه وعن المبرد أنه من ارْتَدَع السهم إذا رجع النَّصل في السِّنْخِ متجاوزاً وأن معناه سقط فدخلت عنقه في جوفه . وفيه وجهان : أحدهما أن يكون الرَّدع بمعنى الارْتِداع على تقدير حذف الزوائد . والثانى أن يكون من رَدَع الرامى السَّهْم : إذا فعل به ذلك ومنه ردع السهم : إذا ضرب نصله بالأرض ليثبت في الرُّعْظ والتقدير ركب ذات دَرْعه ; أي عنقه فحذف المضاف أو سمى العنق رَدْعاً على الاتساع . أسن : ديربه من أسن المائح . الغَمْصِ : التسخّط والاستحقار . إن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال له : أكثرت من الدعاء بالمَوْت حتى خُشيت أن يكون ذلك أسهل لك عند أوان نُزُوله فإذا مَلْلتَ من أُمَتك ; أما تُعين صالحاً او تُقومّ فاسداً ؟ فقال يا بن عباس ; غنى قائل قولاً وهو إليك . قال : قلت لن يَعْدُوَنى . قال : كيف لا أحب فراقهم وفيهم ناس كلهم فاتح فاه للهوة من الدنيا إماَّ بحقّ لا ينوء به أو بباطل لا يناله ولولا أن أسأل عنكم لهربت منكم فأصبحت الأرض منى بلاقع فمضيت لشأنى وما قلت ما فعل الغالبون

- خشى خشيت : رجوْت . وهو إليك : أي مُسَرُّ إليك . الَّلهْوة : ما ألقى من الحب في فم الرَّحى فاستعيرت للعطية والمنالة . ناء بالحمل : إذا نهض . البَلاقَعِ : جمع بَلقْع وهو الخالى . وصف بالجمعُ مبَالغَة كقوله : ... كأن قتود رحلى حين ضَمَّتْ ... حَوَالبَ غُرَّزاً ومعاً جياعاً ...
سلمان رضي الله عنه ذكره أبو عثمان فقال : كان لا يكاد يفُقْهَ كلامه من شدة عجُمْته وكان يسمى الخشب خُشْبانَ . قد انكر هذا الحديث ; لأن كلامه يضارع كلام الفصحاء . والُخْشَبان في جمع الخشب صحيح مروىّ ونظيره سلق وسُلقْان وحمل حُمْلان . قال : ... كأنهم بجنوب اْلقَاع خُشْبان ...
ولا مزيد على ما يتعاون على ثبوته القياس . والرِّوَاية معاوية رضى الله عنه كان سَهْمُ بن غالب من رءوس الخوارج خرج بالبَصْرة عند الجسر فآمنه عبد الله بن عامر فكتب إلى معاوية : قد جعلت لهم ذمَّتِك . فكتب إليه معاوية : لو كنت قتلته كانت ذمة خَاشْفْتَ فيها . فلما قدم زيادٌ صلبه على باب داره
خشف أي سارعت إلى إخفارها . يقال : خاشف فلان فى الشر وخاشف الإبل لَيْلَتهَ : إذا سايرها ; يريد لم يكن في قتلك له إلا أن يقال : قد أخْفر ذمتَّه يعنى أن قَتْله كان الرَّأى . في الحديث : إذا ذهب الخيار وبقيت خُشَارة كخُشَارة الشعير لا يبالى بهم الله باله

هي من كل شىء رَديّه ونفايته وقيل : هو من الشعير ما لُبَّ له
خشر البُالة : أصلها بالية كعافية بمعنى اُلمبَالاَة . لتركُبنَّ سنن من كان قبلكم ذراعا بذراع حتى لو سلكُوا خشْرم دبر لسلكُتموه
خشرم قيل : هو بيت النحل ذو التخاريب ويقال لجماعة النحل : خَشْرَم . والدَّبْر : النَّجْل ويمكن ان يجعل اشتقاقه من التَّدبير ; لما في عمله من النِّيقةَ . أخاشب في عب . المَخْشُوش في مد . خشمة في سل . واخَشْو شنُوا في فر . من أَخْشَن في نش . خشنا في نب . خشاش المرأة في سح . خاشى بهم في دف . خُشْعَة في حش . خَشّ في فق . من خشاشة في جم . الخاء مع الصاد النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم كان يصلى فأقبل رجل في بصره سُوءٌ فمر ببئر عليها خصفة ; فوقع فيها ; فضحك بعض من كان خلف النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأمرهم بإعادة الوضوء والصلاة
خصف الخصفة : واحدة الخَصفَ وهى جلال نَجْرَانية يُكْنَزُ فيها التمر وكأنه فعل بمعنى مَفْعول من الخْصَفْ ; وهو ضمُّ الشىء إلى الشىء لأنه شىء مرمْول من خٌوص ومنه خصف النعل وشبه به ضرب من الثياب الغلاظ جدا فقيل له : خصف . ومنه الحديث : إنَّ تُبَّعاً كسا البيت المسوح فانتفض البيت منه وَمَّزقه عن نفسه ثم كساه الخصف فلم يَقْبَلْه ثم كساه الأَنْطاعَ فقبلها . جاء صلى الله عليه وآله وسلم إلى البقيع ومعه مْخصِرة له فجلس ونكت بها في الأرض ثم رفع رأسه وقال : ما من مَنْفُوسَةٍ إلا وقد كتب مكانها في الجنة والنار

خصر المخْصرة : قضيبٌ يشير به الخطيب والملك إذا خاطب . قال : ... يكادُ يزُيل الأرض وقْعُ خطابهْم ... إذا وصلوا أيمانهمْ بالمخاصر ...
ويقال : اْخَتَصَرتها وتَخَصرَّت بها : إذا أَمْسَكتها بيدك . قال أبو الفتح الهمدانى النحوى : هى من الخنصر لأنها إما أن تكون بعلاقة فعتلقها صاحبها بخْنِصَره وإما ألا تكون بعلاقة فيجعلها بين خِنْصره وبِنْصَره . ووزن خِنْصر فنعل من الاختصار لصغرها . النكت في الأرض : ان يضربها ويخطّ فيها وهذه من صفة المفكّر المهموم كما قال ذو الرمة : ... عَشَّية مالى حيلةُ غير أنّنى ... بلَقْط الحَصَى والخطَّ في الدَّار مُولَعُ ...
المنَفْوُسة : المولودة نُفَست المرأة نفاسا : إذا ولدت فهى نافس والولد منفوس . قال : ... كما سقط اُلمْنفُوس بين القَوَابِل ...
نهى صلى الله عليه وآله وسلم أن يصلى الرجل مُختْصراً . وروى : مُختصَّراص
خصر هما بمعنى الواضع يده على خاصرته . وعنه صلى الله تعالى عليه وآله وسلم : الاختصار في الصلاة راحة أهل النار . قيل معناه أن هذا فْعلُ اليهود في صلاتهم وهم أهل النار لا أن لأهل جهنم راحةً لقوله تعالى : لا يفُتَّرو عَنْهُمْ وهُمْ فيه مُبْلِسْونَ . وقيل : هو أن يأْخذ بيده مِخْصرة يَّتكىء عليها . وقيل الاختصار : ان يقرأ آية

أو آيتين من آخر السورة ولا يقرأها بكمالها في فَرْضِه . ومنه : إنه صلى الله عليه وآله وسلم نهى عن اخْتِصار السجدة . وهو أن يقرأ آية السجّدة فإذا انتهى إلى موضعها تخطّاه . وأما الحديث المختُصْرَوُن يوم القيامة على وجوههم النور . فهم الذين يتَهَّجدون فإذا تعبوا وضَعُوا أيديهم على خواصِرهم وقيل : هم المتِكُئون على اعمالهم يوم القيامة . قالت أمُّ سلمة رضي الل تعالىه عنها : يا رسول الله ; أراك كَساهِم الوَجْه ; أمن عِلَّة ؟ قال : ولكنه السبعة الدنانير التى أُتينا بها أمس نسيِتُها في خُصْم الفراش فبتّ ولم أقسمها
خصم هو الجانب وجمعه خُصُوم وأَخْصَام . ومنه قول سهل بن حُنَيفْ رحمه الله يوم صفّين لما حكِّم الحَكَمان : إن هذا الأمر لا يسد منه والله خصم إلا انفتح علينا خُصْمٌ آخر . والمخاصمة : من الخُصْم كما أن المشاقَّة من الشقِّ لأن المتجاذبين كلاهما منُحْاز إلى جانب . وروى : الدنانير السَّبْعة وهي الرواية الصحيحة لن إضافة ما فيه لام التعريف في غير أسماء الفاعلين والمفعولين والصفات المشبهة لا وجه لها . بادِرًوا بالأعمال ستّا : طلوع الشمس من مغربها والدّجال والدّخان ودأَبةَّ الأرض وخُوَيْصّةَ أحدكم وأمر العامة
خصص الخوَيْصّة : تصغير الخاصّة بسكون الياء لأن ياء التصغير لا تكون إلا ساكنة ومثله أُصَيْمّ ومذيق في تصغير أصم ومُذقّ والذي جوز فيها وفي نظائرها التقاء الساكنين أن الأول حرف لين والثاني مُدّغم والمراد حادثة الموت التى تَخُصّ المرء وُصغِّرت

لاستصغارها في جَنْب سائر الحوادث العظام من البَعْثِ والحساب وغير ذلك . العامَّة : القيامة لأنها تعُمّ الخلائق . ومعنى مُبادرة الست بالأعمال الانكماش في الأعمال الصالحة قبل وقوعها وتأنيث الست لأنَّها خُطط ودَوَاهٍ . ابن عمر رضي الله عنهما كان يَرْمِى فإذا أصاب خَصْلة قال : أنا بها أنا بها
خصل الخَصْلَة : المرةَّ من الخَصْل وهو الغلبة في النضال يقال : خَصَلْتُهم خَصْلا وخصالا كأنه على خَاصَلْتُهم فَخَصَلْتهم كناضلتهم فنضلتهم . والتخاصل : التراهن في النضال وأصل الخَصْل : القطع . ومنه سيفُ مخْصَلِ لأن المتُراهنين يتقاطعون أمرهم على شىء معلوم . أنا بها : أى أنا جئت بها وخصْلتُها فحذف . ومثله قول عمر رضي الله عنه وقد أتى بامرأة قد فجرت : من بك ؟ أي من فعل بك ؟ يخصف الورق في فض . مختَصّرا في قر . إذا تخصّروا في زخ . خصبة في زو . مُخَصَّرة في عق . الَخصيلة في صد . الُخصفتين في خر . ولا يخصف في نش . الخاء مع الضاد النبي صلى الله عليه وآله وسلم خطب الناس يوم النَّحْر وهو على ناقة مخُضَرمُة
خضرم الخَضْرَمَة : أن يجعل الشىء بَيْنَ بَيْنَ فالناقة المخُضَرْمَة : هى التى قطع شىء يسير من طرف أذُنها ; لأنها حينئذ بين الوافرة الأُذُن والنَّاقصتها وقولهم لَلخفَضْ : خَضْرمَة تشبيه بذلك ; لأن ما يحذف يسير وقيل : هى المَنْتُوجة بين النجائب والعُكاظَّيات يقال لَّلحْم الذي لا ُيدرى أمن ذكر هو أم أنثى مُخْضرَم ومنه لخُضَرْمَ من الشعراء : الذي أَدْرَك الجاهلية والإسلام

نهى صلى الله تعالى عليه وسلم عن المُخَاضرة
خضر وهي بَيْعُ الثمِّار خُضْرا لّما يبْد صلاحها . قال أبو سفيان رضي الله عنه يوم فتح مكة : يا رسول الله ; قد أُبِيحتَ خَضْراء قريش ولا قُرَْش بعد اليوم . هي جماعتهم وكثْرتهم ; سميت بذلك من الخُضْرةَ التى بمعنى السَّواد كما قيل لها سواد ودهماء ومثلها تسميتُهم الَّلبَن المخلوط بالماء خَضَاراً كما سموه سَمَاراً ; شَّبهُوها في تكاثفها وتَرادُفِها بالليل المظلم وقد صرَّحوا بذلك فقالوا : أَقْبلَوا كالليل المظلم . وقال : ... زنحنُ كالَّليل جاشَ في قتمه ...
ومنه حديثه صلى الله عليه وآله وسلم في فتح مكة : إنه أمر العباس أن يحَبْسِ أبا سفيان بَمضِيقِ الوَادِى حيث تمر به الكتائب فحبسه حتى مرّ المسلمون ومر رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم في كتيبته الخَضْرَاء . هى التى غلبها سواد الحديد كما قيل الجَأْوَاء . ومنه حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه : إن الحارث بن حكيم تزوَّج امرأةً أعَرْابية فدخل عليها فإذا هي خَضْراَء ; فكرهها ولم يَكشفها فطلقَّها فأرسل مروانُ في ذلك إلى زيد فجعل لها صَدَاقاً كامِلا . الصِّداقَ بالكسر أفصح عن أصحابنا البَصْريين . قال صلى الله عليه وآله وسلم في مرضه الذي مات فيه : أجلسونى في المخِضْبَ فاغْسِلونى
خضب هو المرْكن سمى بذلك ; لنه يجعل فيه ما يُخْضَبُ به . إياكم وخَضْرَاء الدِّمن . قيل : وما ذاك يا رسول الله ؟ قال : المرأة الحسناء في مَنْبت السُّوء
ضربَ ضربَ الشَّجَرةَ التى تنبتُ في مَلقْى الزْيِّل فتجىء مخُضْرَّة ناضرة ولكنَّ منبتها خبيث قذر مثلا للمرأة الجميلة الوجه اللئَّيمة المَنْصِب

قال صلى الله عليه وآله وسلم لأمّ سليم : خَضِّلى قَنَازعَك
خضل الَخضل : النَّدىّ وخَضِلَ واخْضَلَّ : إذا ندى والتخضيل : التّندية . القنازع : شعر متفرقُ في الرأس في مواضع شتى بعد الَحلقْ أو النتف الواحدةُ قُنْزعُة يقال : لم يبق من شعره إلا قُنْزعة ونونها زائدة من الرأس الُمقّزع . أمرها بإزالة الشّعث وتطاير الشَّعر والتندية بالماء أو الدُّهن . عمر رضى الله عنه مر رجل برجل وامرأة قد خضعا بينهما حديثا فضرب الرجل حتى شَجَّهٌ فرفع إلى عمر رضى الله عنه فأهْدره
خضع خضع يكون متعديا لازما قال جرير : ... أعدَّ الله للشعراء منِّى ... صَوَاعِق يخَضْعونلإ لها الرِّقابا ...
والمرادُ خفضْ الحديث وتَلْيينه . كان يقول : اْغُزوا والغَزْو حُلْو خضر قبل أن يكون ثُمامَا ثم رمُاما ثم يكون حُطَاما . وكان يقول : إذا انتاطت المغازى واشتدت العزائم ومنعت الغنائم فخيرُ غَزْوِكم الرّباط
خضر الخضر : الأخضر والمراد الطرى . والثُّمام : شجرٌ ضعيف . والرًّمام : الهشيم من النَّبت . وقيل : هو حين تنبت رءُوسه فُتَرمّ أي تؤكل . وحُطَام كل شىء : كُسَارته . والمعنى : عليكم بالغَزْو وهو لعدل ولاة الأمر في قسمة الفىء ولما ينزل الله من النصر ويُيَسّر من الفتح ببركة الصالحين كالثمرة في وَقْتِ طراوتها وحلاوتها وخُلُوِّها من الآفات قبل أن يتدرَّج في الوهن إلى أن يشبه حُطَام اليبيس ودُقاقه . انتاطت : بعَدُت ; افتعلت من نياط المفازة ; وهو بٌعْدٌها ; كأنها نيطت بأخرى

اَلمغَازِى : مواضع الغزو ومتوجهات الغُزَاة . العزائم : عزمات الأمراء على الناس في الغَزْو إلى الأَقطْار البعيدة واخذهم به . الربِّاط : المُرَابطة وهى الإقامة في الثَّغْر . الزُّبير رضى الله عنه عن عروة ابنه : كان الزبير طويلا أَزْرَق أَخْضع أشعر ربما أَخَذْتُ وأنا غلامٌ بشَعْر كتفيه حتى أقوم . يخط رجلاه إذا ركب الدابة نُفٌجَ الحقيبة
خضع الأَخْضَع : الذى فيه جنأ . الأَشْعر : الكثير الشعر . النُّفٌج : صفة كالسُّرُح والسجح بمعنى المتتفج وهو الرابى المرتفع . والحقيبة : كل ما يجعله الراكب وراء رَحْلِه فاستُعيرتَ للعَجُز . والمعنى : أنه لم يكن بأزّلّ . أبو ذر رضى الله عنه عن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم : ما أظلت الخضراء ولا أَقلَّت الغَبْراء أَصْدق لهَجْةً من أبى ذَرّ
خضر هى السماء وتسمى الجَرْبَاء والرَّقِيع والرَّقْع . وروى في الَّلهجة سكون الهاء وفتحها وأن الفتح أفصح . قال أبو حاتم عن الأصمعى : الّلهْجة الهاء ساكنة ولم يعرف الّلهَجة وقيل : لهجة اللسان ما يَنْطُقِ به من الكلام وإنها من لَهج بالشىء ونظيرها قول بعضهم في اللغة : إنها من لغَىَ بالشىء إذا أُغْرِى به أبو هريرة رضي الله عنه مر بمروان وهو يبَنْىِ بُنْياناً له فقال : اْبنُوا شديدا وأمِّلوا بعَيِدا واخْضَمُوا فسنقضم

خضم الخَضْم : المضْغُ بأقصى الأضْراس وهو من الكَثْرة ومنه الرجل الَخضّم الكثير العطية . والقَضْم : بأدْنَى الأَسْنان ومنه القضيم وما ذقت قضاما . والمعنى : استكثروا من الدنيا فإنا سنًقْنعَ منها بالدُّون . ابن عباس رضي الله عنهما سئل عن الَخضْخَضَة فقال : هو خيرٌ من الزِّنا ونكاحُ الأَمِة خيرٌ منه
خضض هي الاستمناء وهو استنزال المنى في غير الفَرْج وأصل الخَضْخَضَة : التحريك يقال : خضخض الماء في الإناء والسكين في بطنه . معاوية رضي الله عنه رأى رجلا يجيد الأكل فقال : إنه لَمخْضدَ
خضد هو الشديد الأكل يقال : الفرس يِخْضِد خَضْدا . قال امرؤ القيس : ... ويَخْضدُ في الآرىّ حتى كأنما ... به عُرّة أو طائِفٌ غير مُعْقبِ ...
وهو من الخَضْد وهو قَطْع الشىء الرطب . وقيل لأعرابي كان مُعْجباً بالقِثّاء : ما يُعجْبِك منه ؟ فقال : خُضْدُه . ومنه حديث مسلمة بن محمد : إنه قال لعمرو بن العاص : إن ابن عمك هذا لَمْخِضَد . الحجاج جاءته امرأةٌ برجل فقالت : تزوّجنى على أن يعطينى خَضْلاِ نبيلا
خضل هو الدرّ الصّافى ّو الماء الواحد خضلة وهي من الخَضَل بمعنى النَّدى . مجاهد رحمه الله ليس في الَخضْراواتِ صدقة
خضر قيل هي من الفواكه مثل التفاح والكمثرى وغيرهما وقيل : البُقُول وإنما جاز جمع فعلاء هذه بالألف والتاء ولا يقال نساء حمراوات لاخْتِلاطِها

بالأسماء . وفي الحديث : تّجنبوا من خَضْرَائكم ذَوَاتِ الروايح . أراد الثّوم والبصل والكراث . في الحديث : من خُضَّرَ له في شىء فْليَلزمه . اي من بُورِك في صناعة أو حِرْفة أو تجارةٍ فَلْيُقْبِل عليها ; وتحقيقه : جعلت له الحال فيها خضراء . مخضبة خِضرة وآكلةً الخضر في زه . أخضلوا في لع . أخضر الشَّمطَ في مغ يخَضْلّ في طي . خضمة في زو . لم تخْضَد في حد . فيه خضروات في بد . خضرمنا النعم في دج . خضرتها في قر . خضراؤهم في قو . وخضده في رب . الخاء مع الطاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعدَ رجلاً أن يخْرُج إليه فأَبْطأ عليه فلما خرج قال له : شغلنى عنك خَطْمٌ
خطم قال ابن الأعرابي : هو الخَطْبُ الجليل فميٌمه على هذا بدلٌ من الباء ونظيره قولهم : بنات مَخْرِ في بنات بخَرْ ورأيته من كَثَمٍ وكَثَبٍ وما زلت راتما على هذا ورَاتِباً ; ويحتمل أن يراد بالخَطْم أمرُ خَطَمه ; أي منعه من الخروج . نهى صلى الله عليه و سلم عن الَخطْفَة
خطف هي المرّة من الَخطْفِ سمّى بها العُضْو الذي يِخْطِفُه السبع أو يقطعه الانسان

من أُعضاء البهيمة الّحية وهو مْيتة لا تحل وأصل هذا أنه حين قَدِم المدينة رأى الناس يجَبُوّن أسْنمة الإبل وأَلْيات الغَنَم فيأْكُلونها . سأله صلى الله عليه وآله وسلم معاوية بن الحكم عن الخّطِّ . فقال : كان نبىُّ من الأنبياء يخُطُّ فمن صادف مثل خطه علم مثل علمه
خطط قال ابن الأعرابي : كان يأتى صاحب الحاجة إلى الحازى فيعطيه حُلَوْانا فيقول له : اقعد حتى أخط لك وبين يديه غلام معه ميل ثم يأتى إلى أرض رِخْوة فيخط خطوطا كثيرة بالعَجَلة لئلا يَلحْقَها العدد ثم يرجع فيمحُوا على مهله خَطَّين خطّين فإن بقى منها خطان فهما علامة النجاح فيقول الحازى : ابنى عيان . أسْرِعَا البَيَان . وإن بقى خط واحد فهو علامة الخْيَبة والعرب تسميه الأسْحم . تخرج الدَّابَّة ومعها عصَا موسى وخاتم سليمان عليهما السلام فُتَحلىّ وَجْه المؤمن بالعصا وتخَطْمِ أنْفَ الكافر بالخاتم حتى إن أهل الإخْوَان ليجتمعون فيقول هذا : يا مؤمن ويقول هذا : يا كافر
خطم أي تؤُثر على انفه من خطمت البعير : إذا وسمته بالكىّ بخّطٍ من الأَنْفِ إلى أحد خَدَّيه وتسمى تلك السِّمَة : الخطام . الإْخَوان : الِخوان ومثاله الإسوار والسّوار . وقال : ... ومَنْحَر مئْنَاثٍ تَجُرّ حُوارهَا ... ومَوْضِع إخْوانٍ إلى جَنْبِ إخْوَانِ ...
ابو ذر رضي الله عننه نَرْعَى الخطائط ونردُ المطائط وتأكلون خَضْما ونأكل قَضْما والموعد الله
خطط الخطيطة : الأرض التى لم تمطر بين ممطُورتين . المطيطة : الماء المختلط بالطين الذى يتمطَّط أى يتمدّد بخُثُورَته . الخضم والقضم : قد مضى تفسيرهما آنفا

ابن عباس رضى الله عنهما سئل عن رجل جعل أمر امرأته بيدها فقالت : فأنت طالق ثلاثا . فقال ابن عباس : خَطَّأ الله نَوْءهَا ! ألاَ طلقت نفسها ثلاثا . أي جعله مخُطْئاً لها يصُيبها مطَرٌه ويقال للرجل إذا طلب حاجته فلم ينَجْح : أخطأ نوؤك وروى : خطى ; وهو يحتمل ان يكون من الخطيطة وهى الأرض غير المُمْطَرة وأصله خطَّط فقلبت الطاء الثالثة حرف لين كقولهم : تقضى البازى والتظنى ولا أملاه . وروى بهذا المعنى خط بغير ألف وما أظنه صحيحا وان يكون من خطى الله عنك السوء ; اي جعله يتخطاَّها ولا يمطُرها . أنس رضى الله عنه كان عند أم سليم شعير فجشَّته فجعلت للنبي صلى الله عليه وآله وسلم خطيفة وأَرْسَلَتنْى أَدْعوه
خطف هي لبن يُطبخ بدقيق ويخُتْطف بالملاعق . ابن مُقِّرن رضى الله عنه قام خطيبا في غزوة نَهاوَنْد فقال : أيها الناس إن هذه الأعاجم قد أخَطْروا لكم وأخطرتُم لهم إخطارا ; أخطروا رثّة ًوأخطرتُم الإسلام ; فنافحوا عن دينكم ; الا وإنكم باب بين المسلمين والمشركين إن كسر ذلك الباب دخل عليهم منه . ألا وإِنى هَازٌّ لكم الرَّايَة فإذا هززتْها فليْثبَت الرجال إلى أَكَّمِةٍ خيولها فُيقرِّطوها أعنَّتِها ; ألا وإنى هازُّ لكم الراية الثانية فلتثب الرجال فنشدهما بينها على أحقائها ثم ذُكِر ان النعمان طعن برايته رجلا ثم رفع رايته مختصَبة دَماً كأنها جناح عُقَاب كاسر ; وجُمِعت الرَّثاث كأنها الإكام بعد قتل النعمان إلى السائب
خطر يقال : أخْطرِ لى فُلانٌ وأخطرت له إذا تراهنا . والخطر : ما وضعناه على يدي عدل فمن فاز أخذه وهو من الخطر بمعنى الغَررَ ; لأن ذلك المال على شَفَا أن يُفَازَ به ويُؤْخذ

الرِّثَّة واحدة الرِّثاث : الأمتعة الرّدية أراد الغنائم ; فصغر شأنها كما قالت أخت عمرو بن معد يكرب : ... ولا تأخذوا منهم إفالا وأبكرا ... وأُتْرك في بيت بصَعْدةَ مُظْلِم ...
أراد أنهم لم يعُرِّضوا للاستهلاك إلا متاعاً يَهُونُ قَدْرُه ; وأنتم عَرّضْتمُ له ما هو أفخم الأشياء شأنا وأعظمها قدرا وهو دين الإسلام ; فضرب لذلك فعل المتخاطرين مثلا . الُمنافَخة : المدافعة من نفحه بالسيف وقوس نَفُوح : بعيدة الدَّفع للسهم ونَفْح الرائحة : انتشارها واندفاعها . الأكَمَّة : جمع كمام وهو المِخلاة التى تعلق بأعلى رأس الدابة وكمام البعير : هو ما يُكَمّ به فُوه لئلا يعضّ . التقريط : ان يجعلوا الأعّنة وراء آذانها عند طرح اللحّم في رءوسها أخذ من تقريط المرأة . والمعنى : الأمر بنزع المخالى وإلجام الخيل . الثانية : صفة للمصدر المحذوف وتقديره الَّهزة الثانية . الهِيْماَن : الذي يجعل فيه الدَّرَاهم ويشدّ على الحَقْو فَعْلان من همى لأنه إذا أفُرِغ همى بما فيه وسميت به المنطقة ; لأنها تُشَدّ مشدّه والَمراد ها هنا الَمناطق . الكاسر : التى تَكْسرُ حَنَاحَيْها إذا انحطَّت . عائشة رضى الله عنها وصَّى أبو بكر رضى الله عنه أن يُكَّفن في ثوبين كانا عليْه وان يُجعل معهما ثوبُ آخر : فأرادت عائشة أن تبتاع له أثوابا جُدُداً فقال عمر : لا يكفَّن إلا فيما أَوْصَى به . فقالت عائشة : يا عمر ; والله ما وُضعت الخُطًم على آنفُنِا . فبكى عمر وقال : كفنى اباك فيما شئت . كَنِى عن الولاية والملك بوضع الخُطم ; لأن البعير إذا مُلكَ وضَع عليه الخطام . والمعنى : ما مَلْكتَ علينا أمورَنا فتنهانا أن نصنع ما نريد فيها

وما يخطر في سن . خطيطه في ضف . فَتْحِطمه في هض . وخطيفة في خر . كالخطائط في سل . المخاطب في رس . خطر في أر . عن خطمه في حت . خَطّارة في جن . واسوق خَطْوِى في ذق . الخاء مع الفاء . النبي صلى الله عليه وآله وسلم أيُّما سرَيَّةٍ غَزَتْ فأَخْفَقَت كان لها أجْرهُا مرَّتين
خفق أي لم تغنم وحقيقته صادفت الغنيمة خافَقةً غير ثابتة مستقرة ; فهو من باب أَجْنَبته وأَنحلته وأَقحْمته . قال صلى الله عليه وآله وسلم : يا أم عطية ; إذا خَفَضْت فأَشّمِى ولا تَنْهَكى ; فإنه أَسْرى للوجه وأَحْظى عند الزوج
خفض الَخْفض : خَتْن المرأة خِاصّة شَبَّه القطع اليسير بإشمام الرَّائحة . والنَّهْك : المبالغة فيه . أسرْى من سروْتُ عنه الثوب : إذا كشفته أي أَجْلى للوَجْه وأصفى للونه ; والضمير في فإنه للإشمْامَ . أبو بكر رضي الله عنه ذكر المسلمين فقال : فمن ظلم منهم أحداً فقد أَخْفَر الله ومن ولى من أَمْرِ الناس شيئا فلم يعُطْهِم كتاب الله فعليه بُهْلَة الله ومن صلّى الصبح فهو في خُفْرَة الله
خفر خفرتُ الرجل أجَرْتُه وحفِظْت عهْده وأخفرته : نَقَضْتُ عهده الهمزة فيه مثلها في أشكَيْتُه كأن المعنى : أزلت خُفْرته . كتاب الله أي مَرَاسِمه في العدل والإنصاف . البُهَلْة بالفتح والضم : اللَّعنة . أبو ذر رضى الله عنه قَدِم مكة عند إسلامه فذكر أنه كان يمشى نهاره فإذا كان الليل سقطت كأنى خِفَاء

خفا هو الكساء الذي يلبس وَطْبِ اللبن من خَفَىِ قال ذو الرمة : ... عليه زَادٌ وأهْدَام وأَخْفِية ...
كان هي التّامة اُلمسْتَغْنية عن الخبر . أبو هريرة رضي الله عنه مثل المؤمن الضعيف كمثل خَافِت الزَّرع يميل مرة ويعتدل أخرى . وروى : خافته الزرع وخَافِة الزرع
خفت الخافت والخافتة : مالاَنَ وضعف ولحوت التاء على تأويل السّنبلة واما الخافة فهى فُعَلَة من باب خَوْف وهي وعاءُ الحبّ ; سُميِّت بذلم لأنها وقايٌة له . ويقال للعَيْبة والخريطة التى يُشْار فيها العسل : خَافَة من هذا والخوف هو الاتقّاء . والمعنى إنه مَمْنُوُّ بأحداث الزمان مُرَزّأٌ لا يستقيم في أمر دنياه استقامة غيره . ابن أسيد رضى الله عنه ذكر الدجال فقال : يخرج في قلَّةٍ من الناس وخَفْقة من الدين وإدبار من العلم
خفق هى من خفق إذا اضطرب أو خفق الليل : إذا ذهب أكثره أو خفق النجم إذا انحط في المغرب أو من خفق خفقة إذا نعس نعَسْة والمعنى فَتْرَةُ أمره . عبيدة السَّلمانىّ رحمه الله تعالى سئل عن موجب اَلجَنابِة فقال : الَخفق والخِلاطَ . وروى الدّفْق
خفق هى الإيلاج وأصله الضَّرب يقال : خفقه بالدِّرةَ . والخلاط : مخالطة الرجل والمرأة . مجاهد رحمه الله سأله حبيب بن أبي ثابت فقال : إنى أخاف أن يُؤَثِّر السجود في جَبْهتَى . فقال : إذا سجدت فتخافَّ
خفف أي ضَعْ جبهتكَ على الأرض وضعا خَفِيفاً من غير اعتمادٍ

ومنه حديث عطاء : خفّوا على الأرض . وروى : فَتجافَّ . تخَتْفَوُا في حف . أَخَفْواً في قع . خَفَر في بج . خافجة في لب . الخاء مع القاف . عبدالملك كتب إلى الحجاج : أما بعد فلا تدع خَقِّاً من الأرض ولا لَقّاً إلا زَرَعته
خقق الخقُّ : الخَدّ في الأرض يقال : خقّ فيها وخدَّ . واللَّق : الصّدع . وروى عن يوسف بن عمر أنه قال : إن عاملا من عمّالى كتب إلى يذكر أنه زرع كل حُقّ ولقّ بالحاء والضم وفسر الحُقّ بالأرض المطمئنة والًّلقُّ بالمرتفعة . أخاقيق في وق . الخاء مع اللام النبي صلى الله عليه وآله وسلم إن الله تعالى جعل حسنات ابن آدم بعَشْرِ أمثالها إلى سبعمائة ضعف وقال جل ثناؤه : إلا الصوم ; فإن الصوم لى وأنا أجِزْى به ولَخلُوفُ فم الصائم أَطْيبُ عند الله من ريح المسك
خلف خَلفَ فوه خُلوُفه وخلوفاً وأخلف إخلافا : إذا تغير . قال ابن أحمر : ... بان الشباب وأَخْلفَ العَمْرُ ... وتِنكّر الإخوان والدَّهْر ...
أراد بالعمر : اللحم الذي بين الأسنان قال المبِّرد في فَسْره : خلَف : حدثَتْ له رائحة بعد ما عُهِدَتْ منه ولا يقال : خلوف لمن لم يزَلْ ذلك منه ومنه اللحم الخَالِف وهو الذي تجِد منه رُوَيحةً . ومنه حديث على عليه السلام حين سئل عن القُبْلَة للصائم فقال : وما رَأبُك إلى خُلوُفٍ فيها ؟ ليردنّ على الحوضَ أقواٌم ثم ليَخُتْلَجُنْ دُونى

أي ليَجتذَبّن ويقتطُعّن عَنِّى . صلى صلى الله عليه وآله وسلم بأصحابه صلاةً جهر فيها بالقراءة وقرأ قارىءُ خلفه فجهر فلما سلم قال : لقد ظننت أن بعضكم خَالَجَينها . أي جاذبنى القراءة ونازعنيها . وفي حديث آخر : مالى أنَازع القرآن ! بعث صلى الله عليه وآله وسلم رجلا على الصَّدقَة فجاء بفَصِيل مَخلوْل أو محلول فقال : هذا من صدقة فلان فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : لا بارك الله له فيه إبله ; فبلغ الرجل دعاؤه فجاء بناقةٍ كَوْماء فتلّها إليه فدعا له في إبله بالبركة
خلل المَخْلوُل : الذي خُلّ لسانه لئلا يَرْضع عند الفطام فُهزِل . والمحلول : الذي كأنما حُلَّ عن أوصاله اللحمُ وخُلعِ لفَرْط هُزالَه
تلّها : أناخها من تَلْلتُ الرجل : إذا صرعته . الكَوْمَاء : المرتفعة السنام من كوّمت الشىء : إذا ركمته . قال ابو رفاعة رضي الله عنه أتيته صلى الله عليه وآله وسلم وهو يخطب فقلت : إنى رجل جاهل غريب لا يعلم دينه فترك الناس ونزل فقعد على كرسىّ خُلْبٍ قَوَائُمِه من حديد
خلب هو ليف النّخل . قال : ... ومُطَّردا كرشَاءِ الَجرُو ... ر من خُلبُ النَّخْل لْم ينأَدِ ...
وهو من الخَلْب بمعنى الانتزاع يقال : خلب السبعُ الفريسة ومنه الخُلْب لأنه يُنتزع من النخل وسمى ليفا لأنه يُلاف منه أي يؤخذ منه من لاف المال الكلأ يلوفه . ومنه حديثه صلى الله عليه وآله وسلم : إنه كان له وسادة حَشْوهُا خُلبْ . وروى : سلب . وهو قشور الشجر وروى : فأُتى بكُرْسي من خُلْبٍ قوائمه حديد فقعد عليه

قال حميد بن هلال : أراه خشبا أسود حسب أنه حَديد لا تقومُ الساعة حتى تضطرب أليَاَتُ نساء دَوْسِ على ذي الَخْلَصَة
خلص هو بيت أصنام كان لدَوْس وخَثْعم وبجَيِلة ومن كان ببلادهم من العرب بتبالة ; أو صنم لهم . وقيل : كان عمر بن لحُىّ بن قَمْعة نصبه بأسفل مكة حين نصب الأصنام في مواضع شتى فكانوا يلبسونه القلائد ويُعَلقِّون عليه بَيضْ النعام ويذبحون عنده وكأنَّ مَعْناهم في تسميته بذلك أن عُبَّاده والطائفين به خلصة . وقيل : هو الكعبة اليمانَّية . وفي قول من زعم أنه بيت كان فيه صنم يسمى الخلصة نظر ; لأن ذو لا يضاف إلا إلى الأسماء الأجنَاس . والمعنى أنهم يرتدُّون ويعودون إلى جاهليتهم في عبادة الأوثان فترمُل نساء بنى دوْس طائفاتٍ حول ذى الخلصة فترتُّج أكفالهُنّ . ومنه قوله صلى الله عليه وآله وسلم لجرير بن عبدالله : تهَّيأ حتى تسير إلى بيت قومك خَثْعم وذي الَخلصَة فتدعوهم إلى الإسلام وتكسر صَنمَهم . فقال : يا رسول الله إنى رَجُلٌ قِلعْ فقال : اللهم ثَبتِّه واجعله هادِياً مهديّاً . القِلعْ : الذي لا يَثْبتُ في السَّرْج . ومنه الحديث : تكون رِدّةٌ قبل يوم القيامة حتى يرجعَ ناسٌ من العرب كفّارا يعبدون الأصنام بذى الخلصة . وفيه دليل على أنه بيت أصنام . عن معاوية بن حَيْدة القُشَيْرى رضى الله عنه : قلت : يا رسول الله ; ماآيات الإسلام ؟ قال : أن تقول أسلمتُ وجهى إلى الله وتخلَّيتُ وتقيم الصلاة وتُؤْتى الزكاة كل مسلم عن مسلم محُرْمِ أخوان نصيران

فقلت : يا نبي الله ; هذا ديننا ؟ قال : هذا دينكم وأينما تحسِنْ يكفيك
خلى التخلّى : التفرّغ . يقال : تخلى من الدنيا وتخلَّى للعبادة وهو تَفَعلُّ من الُخلُوّ والمراد التبرؤ من الشرك وعَقْدُ القلب على شرائع الإسلام . كل من دخل في حرمة لا يسوغُ هَتْكها فهو مُحْرِم ; يعنى أن حقَّ كل مسلم أن يكون آمنا أَذىَ مسلم مِثْلِه متباعداً عن استطالته عليه ونكايِته فيه لكونه داخلا في حُرمة الإسلام ومَأْمَنِه . أخوان : خبر مبتدأ محذوف معناه : هما أخَوَان ; أى المسلمان حَتْمٌ عليهما التناصر والتعاون ; لا ينبغى لهما أن يتخاذلا . ما في أينما زائدة ; ليست مثلها في حيثما وإذا ما ألا ترى أن أين جازمة للفعلين بدونهما ولكنها أفادت تأكيدا وضربا من الشّياعَ الزائد . والمعنى : هذا دينكم وأنتم كما قلت في المحافظة على هذه الحدود وإقامة هذه الفرائض وعلى أن الأمر كذلك ; ففى أي مقامة من مقامات الخير أوقعت إحسانا وبرا على سبيل التبرع أجدى عليك ونفَعَك عن الله فلا تعجز أن تفعل . ثلاث آيات يَقْرؤهن أحدكم في صلاته خٌير له من ثلاث خِلفاتٍ سمان عِظام
خلف الخلفة : الناقة الحامل . كانت له صلى الله عليه وآله وسلم خشبة يقوم عندها إذا خطب فقالوا : لو جعلنا لك شيئا تقوم عليه حتى تُسْمعَ الناس ؟ فحنّضت الخشبة حَنِيَن الناقة الَخلُوج فأتاها فضّمها إليه
خلج هي التى اخْتُلجِ عنها ولدها أى اُنتزِع . لو : بمعنى ليت وقد سبق مثلها مع الشرح . قال صلى الله عليه وآله وسلم في مكة : لا يُخْتلىَ خَلاَها ولا تَحِلُّ لقُطَتَها إلا لمُنْشدٍ
خلى الَخلىَ : الرَّطب من الخلى كما أن الفَصِيل من الفَصْل وهما القَطْع ; يقال : خلى

اَلخَلى يخِلْيه واخْتَلاه : إذا جُزَّه وحقه أن يكتب بالياء ويثّنى خَليَان . اللقّطَة يفتح القاف والعامّةُ تسكنها : ما يلُتْقَط الْمنِشد : المعَرِّف ابو بكر رضى الله عنه جاءه أعرابي فقال : أنت خليفة رسول الله ؟ قال : لا قال : فما أنت ؟ قال : أنا الخالفة بعده
خلف الخالف والخالفِة : الذي لا غناء عنده ولا خير فيه وهو بين الخلافة بالفتح . يقال : هو خالفة أهل بيته . وهو خالفِة من الخوالف وما أدرى أى خالفِة هو ؟ أارد تصغير شِأْن نفسه وتوضيعها . لما كان سؤاله عن الصفة دون الذات . قال : فما أنتَ ؟ ولم يقل : فمن أنت ؟ عمر رضي الله عنه لو أُطِيقُ الأَذانَ مع الخلَّيفى لأذنَّتُ . هذا النوع من المصادر يدل على معنى الكثرة . قال سيبويه : يقول : كان بينهم رِّمياَّ ; فليس يريد قوله رمَى رَمْياً ولكنه يريد ما كان بينهم من التراَمِى وكثرة الرَّمْى وأما الدَّليلَى فإنما يريد كثرة علمه بالدلالة ورسوخه فيها ; فكأنه أراد بالخَليِّفى كثرة جَهْده في ضبط أمور الخلافة وتصريف أعنتها . رف إليه رضى الله عنه رجل قالت له امرأته : شَبهِّنى فقال : كأنَّك ظبية كأنَّك حمامة . فقالت : لا أرضى حتى تقول : خَلَّيةُ طالق فقال ذلك فقال عمر رضى الله عنه : خُذْ بيدها فهى امرأتك
خلى الخلية : الناقة التى تُخَلىَ عن عِقَالها وطَلقَتْ من العِقالَ تَطْلقُ طلْقاً فهى طالق

وقيل الَخليّة : الغزيرة يؤخذ ولدها فيعُطْفَ عليه غيرها وتُخَلىّ هي لِلْحّى يشربون لبنها . قال خالد بن جعفر الكلابى يصف فرسا : ... وأوصى الَحالبْين ليُؤْثَراها ... لها لَبَنُ الخلّية والصُّعُود ...
والطالق : الناقة التى لا خطَام عليها أرادت مخادَعتَه عن التطليق بإرادتها له على أن يقول : كانك خّليةُ طالق فتطلق وإنما ذهب هو إلى الناقة فلم يقع الطَّلاق . قال عمر رضى الله عنه : ليس الفقير الذى لا مال له وإنما الفقير الأَخْلَقُ الكَسْبِ
خلق هو الأمْلس المصُمْتَ الذي لا يُؤَثّر فيه شىء ; من قولهم : حَجَرٌ أخْلق وصخرة خَلقْاء . ومعنى وَصْف الكسب بذلك أنه وافر منتظم لا يقع فيه وَكْسِ ولا يتحَّيفه نُقْصان . أراد أن عادة الله في المؤمن أن تلمَّ به المرازىء فيما يملكه فيثاب على صبره فيها ; فإذا لم يَزْل مُعَافىّ منها موفورا كان فقيرا من الثواب وهو الفقر الأعظم . إن عاملا له رضى الله عنه على الطائف كتب إليه : إن رجالا من فَهْم كَلمَّونى في خلايا لم أسْلمَوا عليها وسالونى أن أحميها لهم . فكتب إليه عمر : إنما هو ذباب غَيثْ فإن أدَّوْا زكاته فاحْمه عليهم
خلى الخلايا عَسَّالات النحل وهي أشباه الرواقيد الواحدة خِليّة كأنها المواضع التى تُخْلِى فيها أجوافها . ومنه الحديث في خلايا النحل أن فيها العشر . هو : ضمير العَسَل . يعنى أنه يعيش بالغيث ويرعى ما ينبته فشبّهه بالنعم السائم الذي فيه الزكاة
خلع عثمان رضى الله عنه كان إذا أُتَىِ بالرجل قد تَخلَعَّ في الشراب المُسْكرٍ جَلدَه ثمانين

أى انهمك في مُعَاقرته وخلع رَسَنَه فيها وبلغ به الثَّملَ إلى أن استرخت مفاصله استرخاء يشبه التَّخلَعُّ والتفكك كما قال الأخطل : ... صَريُع مُدام يَرْفَعُ الشَّرْبُ رأسَه ... ليحيا وقد مَاتَتْ عظاَمُ ومَفْصِل ... إذا رفعوا عَظْماً تحامل صَدْرُه ... وآخرُ مما نال منها مخُبَّلُ ...
ابن عمرو بن نفٌيل لما خالف دين قومه قال له الخطاب بن نفيل : إنى لأحسبك خالِفَة بنى عدىّ ; هل ترى أحدا يصنع من قومك ما تصنع ؟
خلف الخَالْفة : الكثير الخلاف قال : ... يأيها الَخاْلفِة لَّلجُوج ...
ويجوز أن يريد الذي لا خير عنده وقد مرَّ آنفا . ابن مسعود رضى الله عنه عليكم بالعلم فإن أحدكم لا يَدْرِي متى يُخْتَلُّ إليه
خلل أي يحتاج من الخَلَّة وهى الحاجة . اُلخْدريّ رضى الله عنه : خرجنا في سَرِيَّة زيد بن حارثة التى أصاب فيها بنى فزارة فأتينا القوم خلوفا فقاتل النَّحَّام العَدَوىّ يومئذ وقد أقام على صلبه نَصيلاً
خلف قال : إنى أْقَويتْ منذ ثلاث فخفت أن يحِطْمنى الجوع . فسر الخلوف في الهمزة والطاء . النصّيل : حَجَر فيه طول نحو الذراع وأكثر . الإقواء : نفاد الزاد . شُريَح رحمه الله إن نسوةً شهدن عنده على صبىّ وقَعَ حيا يَتَخَلجَّ فقال : إن الحىَّ يرِثُ الميت أَتَشْهدَن باستهلال ؟ فأبْطَل شهادتيّن
خلج التَّخَلجُّ : الاضطراب والتحرك . أهل الصبي واْستَّهَلَّ : صاح عند الولادة وأُهِلَّ الهلال فاسْتّهلّ : صِيح بالتكبير

عند رؤيته وانهلَّت السماء بالقَطْر واستهلّت : ابتدأت به فَسُمِع صوت وَقْعِه . قضى في قَوْسِ كسرها رجلٌ لرجل بالخَلاص
خلص قيل : هو مِثْل الشىء المْتوىَ . وخَلصَّ : إذا أعطى الَخلاص ومنَّاة ما يتخلَّصُ به من الخصومة . أبو مجلز رحمه الله إذا كان الرجل مُخُتلَجَا فسرَّك ألاّ تكذب فانُسبْه إللا أمْه
خلج يقال : تخالجوا الشىء واختلجوه إذا تنازعوه . والمعنى : إذا كان مُخْتلَفاً في نسب ابيه يتداعاه قوم وقوم فانْسُبه إلى طرف الأم . ابن عبدالعزيز رحمه الله كتُبِ إليه في امرأة خَلقْاء تزوَّجها رجل ; فكتب إليه : إن كانوا علموا بذلك فأغْرمْهم صَداقَها لزوجها يعنى الذين زّوجوها . وإن كانوا لم يعلموا فليس عليهم إلا أن يحلفوا ما علموا بذلك . هي الرَّتقْاء من الصخرة الخَلقْاء : المصُمْتة
خلق معتمر رحمه الله سئل مالك عن عَجِين يُعْجَن بدُرْدِىّ فقال : إن كان يُسْكرِ فَلا فحدثَّ الأصمعى به معتمرا فقال : أو كان كما يقال : ... رأى في كفّ صاحبه خَلاةً ... فَتعُجْبه ويُفْزِعه الجَرِيُر ...
خلى الخلاة : الطائفة من الخَلَى وهو الرَّطْب ونظيرها الشُّهدْة من الشَّهْد واُلْجَبنةُ من اُلْجبن . أعجبته فتوى مالك وخاف التحريَم لاختلاف الناس في المسكر فتوقف وتمثل بالبيت . ومعناه أن الرجل يِندُّ بعيرهُ فيأخذ بإحدى يَدَيْه عُشْباً وفي الأخرى حبَلاْ فينظر البعير إليهما فلا يُدْري ما يَصْنَع

حلوفا في أط . لا خِلاَط في اب . خَلأَت في خب . إذا أخلف في دك . ما خَلفَه في دخ . بخِلافَتِك في شل . اخلق في عو . خالع في هل . خُلبِ النخل في جو . الخلى في لف . خِلاَص في عذ . اختللناها في سل . يخْتلَى في جر . يخْلِجُ في حل . خلوقكم في ول . واخلولق في رب . الخِلاَط في ين . نستخلب في صب . مخلاف في نص . الخاء مع الميم النبي صلى الله عليه وآله وسلم خمَرِّوُا آنيتَكم وأوْكُوا أسقْيِتكم وأجِيفوا الأبواب وأَطْفُئِوا المصابيح واكْتِفُوا صبيانكم ; فإن للشياطين انتشارا وخَطْفة . يعنى بالليل
خمر التخمير : التغطية . ومنه حديثه صلى الله عليه وآله وسلم : إنه أُتى بإناء من لبن فقال : لولا خمرته ولو بعود تَعْرضُه عليه . لولا هذه تَحِضْيضَّية . ومنه الحديث : لا تجد المؤمن إلا في إحدى ثلاث : في مسجد يَعْمُره أو بيت يُخمِّرُه أو معيشة يُدَبِّرهُا . أي يستره ويُصْلحِ شأنه . الآنية : جمع قلّة كآدمة جمع أديم . الإبكاء : الشَّدُّ بالوكاء وهو خيط يشد به السِّقاء . إجافة الباب : ردّه . اكتفوهم : ضُمّوهم إليكم واحبسوهم في البيوت . كان صلى الله عليه وآله وسلم يسجد على الخُمْرة . هي السجادة الصغيرة من الحصير لأنها مرملة مّخمرُة خيوطها بَسعَفها . سئل صلى الله عليه وآله وسلم أيُّ الناس أفضل ؟ فقال : الصادق اللسان والمَخْمُوم القلب

قالوا : هذا الصادق اللسان قد عرفناه فَما المخموم القَلبْ ؟ قال : هو التَّقىُّ الذي لا غِلّ فيه ولا حسد
خمم هو من خمَمَتُ البيت إذا كنسته . علي عليه السلام قال حَبَّة بن جُوَيْنَ العُرَنّى : شَهْدنَا معه يوم الجمل فَقَسَم ما في المعسكر بيننا فأصاب كل رجل منا خَمسْمائٍة خًمْسمائةٍ ; فقال بعضهم يوم صِفِّين في كلام له : ... قلت لنفس السوء ولا تَقَرّْبن ... لا خَمْسَ إلا جَنْدَل الإَحِّريْن ... واَلخْمسُ قد تجُشْمُك الأَمِّرين ...
خمس أراد لا خمسمائة فحذف لأنه كان معلوما . الإحُّرون : جمع حَرَّة وزيادة الهمزة فيه بِمنزلة الحركة في أرضَوَن وكتغير الصدر في ثِبون وقُلِون كراهة أن تكون بمنزلة ما الواو والنون له في الأصل كمسلمون . ويقال حَرُّون كما قيل قلون بغير تغيير ; تنزيلا للواو والنون منزلة الألف والتاء . ونظيره قول بعضهم في الواحدة : إحرّة . والمعنى : مالَك اليوم مما فرض لك يوم الجمل إلا الحجارة ! الأمرون : الدواهى جمع الأمر والمعنى الخطب أو الحادث

الأَمرّ : الأفظع . والقول فيه القول في حَرّوُن . معاذ رضى الله عنه كان يقول باليمن : أئتونى بخَميس أوْ لَبيِس آخذه منكم في الصدقة ; فإنه أيسُر عليكم وأنفع للمهاجرين بالمدينة . الخميس : ثوب طوله خمسُ أذرع وهو المخموس أيضا يعنى الصغير من الثياب . والَّلبيس : الذي لُبِس فأَخْلقَ . وعن أبي عمرو : الخميس نوع من الثياب عمله الخْمِسُ ملك باليمن قال الأعشى : ... توماً تراها كِشبْه أرْدية الخِمْس ويوماً أديمهَا نَغِلا ...
أيسر : أسهل . من اسْتخَمْرَ قوماً أوَّلهُم أحرار وجيرانٌ مستضعَفون فإن له ما قصر في بيته حتى دخل الإسلام وما كان مهملا يعطى الخراج فإنه عتيق وإن كل نَشْرِ أرض يسلم عليها صاحبها فإنه يخرج منها ما أعُطْى نَشْرهُا رُبْع المَسْقَوىّ وعشر المَظْمِىء ومن كانت له أرض جادِسة قد عُرِفت له في الجاهلية حتى أسلم فهى لربّها . اسْتَخْمرَ : استعبد وتَمَلكَّ وأَخْمِرْنِى كذا : مَلِكَنيه كلمة يمانية
خمر يعنى إذا استعبد الرجل في الجاهلية قوماً بنى أحرار وقوماً استجاروا به فاستضعفهم واستعبدهم فإن من قصره أى من احتبسه واختاره منهم في بيته واسْتَجْرَاه في خدمته إلى أن جاء الإسلام فهو عبدٌ له ومن لم تَحْتَبْسه وكان مهملا قد ضرب عليه الخراج وهو الضريبة فهو حرُّ بمجىء الأسلام . النَّشْر : النَّبَات . ما : في أعطى مصدرية مُقَّدر معها الزمان . وربع : مفعول يخرج . المَسْقَوِى : الذي يُسْقى سَيْحاً . والمَظْمىء : الذي تَسْقِيه السماء وهما منسوبان إلى المسَقى والمظْمأَ مصدرى سقى وظِمىء

الجادسة : التى لم تُحْرَث ولم ُتعْمَر . قال ابن الأعرابي : الجوادس : البقاع التى لم تزرع قط . قال عائذ الله بن عمرو : دخلت المسجد يوما مع اصحاب رسول الله صلى الله ليه وآله وسلم أخمر ما كانوا . . . . . . ثم ذكر حديثا حدثهم به معاذ . أي أكثر ما كانوا وأوْفر وحقيقته أسْتَر ما كانوا من خمَرَ شهادتَه يخمرها ويخَمْرُها ؟ أي سَتَرُوا بَدْهَمائِهم أرْض المسجد . وروى بالجيم من أجمر القوم إذا اجتمعوا . سهل بن حنيف الأنصاري رحمه الله . قال عامر بن ربيعة : انطلقت أنا وسهل نلتمس الخمر فوجدنا خمرا وغدير ماء ودخل الماء فأعجبنى خَلْقُه فأَصْبتُه بعين فأخَذَتْه قَفْقَفَة . هو ما واراكَ من شجر . القَفْقَفَة : الرعدة . في الحديث : اذكروا الله ذِكْراً خاملا
خمل أي خفيضا خفيا كقوله تعالى : ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وخُفْيةً . الخَميس في حو . خمَرْا في ست . خمَيصةً في سد . وفى فض . خُمصان الأَخْمصَين في شذ . خمُاشات في نو . خمُوُشاً في خد . لا تخمرّوُا واوَجْهه في وق . خَمْرُ العالم في غب . الخاء مع النون النبي صلى الله عليه وآله وسلم إن رجلا أتاه فقال : يا رسول الله ; تخَرَقْت عنا الخُنُف وأحرق بطوننا التَّمْر
خنف الخِنَيف : ضرب من أردا الكَتَّانَ أر ادأ ما يكون منه كأنه سُمِّىَ بذلك لمباينته سائر أجناس الكَتَّان وانقطاعه وميله عنها رداءة من خنف الأُتْرَجَّة بالسكين إذا

قطعها وخنف الفرسُ : أمال حافَره إلى وَحْشِيّة . نهى صلى الله عليه وآله وسلم عن اخْتِنَاث الأسْقية
خنث هو ثْنى أفواهها إلىخارج فإن ثُنِيتْ إلى داخل فهو قَبعْ . قيل : إنما نهى عنه لأنه يُنْتِنُها أو كراهة أن تكون فيه دابّة . ومنه حديث ابن عمر رضى الله عنهما : إنه كان يشرب من الإدَاوة ولاَ يْختَنثُها ويسّميها نفَعْة . سماها بالمرة من النَّفْع ومَنعَها من الصرف للعلمية والتأنيث . لولا بنو اسرائيل ما خنز الطعام ولا أَنْتنَ اللحم كانوا يرفعون طعام يومهم لغدهم
خنز هو قَلْب خزَن إذا أرْوح وتَغَيَّر وهو من الخَزْن بمعنى الادّخار ; لأنه سبب تغيره ألا ترى إلى قول طرفة : ... ثُمّ لا يْخَزنُ فينا لحُمها ... إنما يخَزَن لحمُ المدَّخِرْ ...
ويحتمل أن يكون أصلين ومنه اُلْخنزُوانة وهى الكِبْر لأنها تغّيرُ عن السَّمْت الصالح ووزنها فُعْلُوَانه ويحتمل أن يكون فنُعْلاُنة من الَخزْو وهو القَهْر والإذلال . الزّبُير رضي الله عنه سمع رجلا يقول : يالخَنِدفِ ! فخرج وبيده السيف وهو يقول : أخَنْدِف إليك ايها المُخَنْدِف ! والله لئن كنت مظلوما لأَنصرنّك
خندف الخَنْدَفة : الهرولة ولو قيل : إن نونها مزيدة واشتٌقّت من خندفت السماء بالثلج إذا رمت به لأن المهُروْلِ يقذف بنفسه في السير كَانَ وجهاً . وخندف : لقب ليلى بنت عمران بن الحافى ابن قُضاعة وَلَدتْ للياس بن مُضَر عَمْراً وعامرا وعميرا فندَّت لهم إبل فذهبوا في طلبها فأدركها عامر فلقّب بمدْركه واقتنص عَمْروُ أرنبا فطبخها فسمى طابخة وانقْمعَ عمير في البيت فُسمى قَمعَة وخرجت

ليلى في إثْرهم وقالت : أُخَنْدف في إثركم فَلُقَّبَتْ خنْدِف . أراد بالمخُنْدِف المنادى بيالَخْنِدف ولم يرد المهُرَوْل ونظيره المهَلَّل والّملبي . اللامُ في يا لخندف لامُ الاستغاثة كان هذا كان قبل نهي النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن التعزي بعزاء الجاهلية . عائشة رضي الله عنها ذكرت وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقالت : فاْنخَنثَ في حِجْري فما شعرت حتى قُبضِ . خنث أي انثنى يقال : خنثه فانخنث قالت لها بنوتميم : هل لك في الأحنف ؟ قالت : لا ولكن كونوا على مخُنّتِه خنن أي على طريقته قال بعضُ بني ضَبَّة : ... يامَن لعاذَلةٍ لوْمي مخَنَثَّهُا ... ولو أرادَتْ سداداً لاتَّقَتْ عَذْلي ...
ويقال : البطَّيخ لي مَخَنَّة أي أكله لي إلفٌ وعادة ن أي آكله الساعة بعد الساعة لا اصبرعنه . في الحديث يخرْجُ عنُق من النار فتْخِنس بالجبّارين النار : خنس أي تغيب بهم فيها من خنس النجمُ . الخَنيف في هن . فَخنُّوا في شى . الخُنْس في ضح
الخاء مع الواو
النبي صلى الله عليه و سلم مثل المؤمن مثل الخامة من الزرع تُفَيِّئُها الرياح مرة هنا ومرة ها هنا ومثل الكافر مثل الأرْزَة المْجذِيِة على الأرض حتى يكون
خوم انجعافها مرة . هي الغضة ؟ قال الشماخ : ... إنما نْحن مثلُ خادمة زَرْع ... فمتى يَأْن يأتِ مْخَتضُده ...
تُفَيئُّها : تُميلها

الأرَزَة بفتح الراء . شجرة الأَرْزَن وبوي بكونها وهي شجرة الصَّنَوْبَر الصنوبر ثمرها وروى : الآرزة وهي الثابته في الأرض وقد أَرَزَت تَأْرِز . والمْجذيِة مثلها يقال : جذا يجُذْو وأَجْذَىَ يُجذْيِ . الانجعاف : مطاوع جَعَفَة إذا قَلمَه . كان صلى الله عليه وآله وسلم بَتَخَوّلهم بالموعظه مخافة السَّامَة عليهم . أي يتعهدهم من قولهم : فلان خائل مال وهو الذي يصلحه ويقوم به وقدخال خول يخول خَوْلا وهي الخولىّ عند أهل الشام . وروى : بَتَخَوَّنُهم على هذا المعنى . قال ذو الرُّمة ... لايَنْعَشُ الطَّرْفَ إلاَّ ماتَخوَّنه داع ينُاديِه باسم الماء مَبْغوم ...
وقيل : يَتَحَّولُهم أي يتأَّمل حالاتهم التي ينشطون فيها للموعظة . لاتبقى خَوْخَة في المسجد إلا سُدَّت غير خَوْخَة أبي بكر . خوخ هي مُخْترق بين بيتين يُنْصَبُ عليها باب . عن التَّلِب بن ثَعْلبة العَنْبَريّ أصاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خَوْبَةٌ فرقي إليه أن عندي طعاما فاْسَتْقرَضْه منَّي . خوب هي الحاجة وقد خاب يخَوُبُ خوْباً : إذا افتقر رقي إليه : رفع إليه وبلغ . ومنه الحديث : نعوذ بالله من الخَوْبَة . نهى صلى الله عليه وآله وسلم أن يَطْرقُ الرجُل أَهْلُه أنْ يَتَخَوَّنَهم ويلتمسَ عَوْرِاتهم . التَّخَوُّن : تطلُّب الخيانة والريبة والأصل لأَنْ يتخونهم فحذف اللام ; وحروف الجر
خون تسقط مع أن كثيرا ومنعناه مُتَخِّوناً وقد مرت له نظائر . عمر رضي الله تعالى عنه لن تَخُورَ قُوىً ماكان صاحبها يَنْزعُ ويَنْزُو

خور خار يخور خَوَراً او خُؤُوراً أو خُئُورَةً إذا ضعف وهو خَوَّار . أراد : ينزع العَوْسَ وَينْزُو على الفرس . عليّ عليه السلام إذا صلّى الرجل فَلْيُخوِّ وغذا صلت المرأة فَلْتَحْتَفزْ . خوى التَّخْوِية : أن يجافى عضُديءه عن جَنْبَيْه حتى يْخوي ما بين ذلك . الاحتفاز : التَّضامّ كتضاِّم المحتفز ; وهو المستوفز . في الحديث مثل المرأة الصالحة مثل التاج المُخَوَّص بالذّهب ومثل المرأة السوء كالحِمْل الثقيل على الشَّيْخ الكبير
خوص هو الذى جعُلتْ عليه صفائح من ذَهَب كخُوص النَّخْل خوة في ده . نستخيل في صب . وخوى في عج . خاصَ في عذ . لانخول في حن . لاالخْالَ في لب . خَوَلا في دخ . خَواتَا في رض . أهل الإخْوَان في خط . خَوْضَات الفتن في دح . خوص
الخاء مع الياء
النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن عائشة رضي الله عنهما : كان نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم خير إذا راى ريحا سأل الله خيرها وخير ما فيها وإذا رأى في السماء اختيالا تغَّير لونُه ودخل وخرج وأقبل وأدبر وروى : كان إذا رأى مخيلة أقْبلَ وأدْبَر وتغير . قالت عائشة : فذكرت ذلك له فقال : ومُايْدرِينا ؟ لعله كقوم ذكرهم الله فما رأوه عارضا مُسَتْقَبل أوْديِتهم . الآية . خيل الاختيال : أن يخُالَ فيها المطر والمخيلة : موضع الخَيْل وهو الظن كالَمظَّنِة وهي السحابة الخليقة بالمطر ويجوز أن تكون مسماةً بالَمخيلة التي هي مصدر كالَمحبِة كقولهم : الكتاب والصَّيد

قال أُساَمةُ بن زيد رضي الله عنهما : قلت له : يارسول الله أين تنزل غدا ؟ في حِجَّته فقال : هل ترك لنا عقيل منزلا ! ثم قال : نحن نازلون بَخِيفْ بني كنانة حيث قاسَمتْ قريس على الكفر يعني الُمحَصَّب . الَخيْفُ : مانحدر من الجبل وارتفع عن المسيل . خيف قاسمت : من القسم وذلك أنهم قالوا : لاُننَاكح بني هاشم ولا نُبَايِعهم ; معاداةً لهم في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . وعقيل هو أبن أبي طالب رضي الله عنه باع دُورَ عبدالمطلب لأنه ورِثَها أباه دون علي عليه السلام ; لأن علياً عليه السلام تقدّم إسلامه موت أبيه ولم يكن لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيها ٍ إرْث ; لأن أباه عبدالله رضي الله عنه هلك وأبوه عبدالمطلب حي وهلك أكثر أولاده ولم يعقبوا فحاز رباعة أبوطالب رضي الله عنه وبعده عقيل رضي الله عنه . بعث صلى الله عليه وآله وسلم مُصَدِّقا فأنتهى إلى رجل من العرب له إبل فجعل يطلب في إبله فقال له : مانظر ؟ فقال : بنت مخَاض أو بنت لبون . فال : إني لأَكره أن أُعِطْي الله من مالي مالا ظَهرُ فُيرْكَب ولا لبن فيُجْلب فاخْتَرْها ناقة الاختيار : أخْذُ ما هو يَتَعَدَّى إلى أحد مفعولية بوساطة من ثم بحذف خير ويوصل الفعل كقوله تعالى : واخْتَارَ مُوسَى قوْمُه . أراد فاختر منها ناقةً أي من الإبل ; ويجوز أن يرجع الضمير إلى المطلوبه وتنصب ناقة على الحال ويكون المختار منه محذوفا وذلك سائغُ في غير باب حسب . تخيروا لُنِطِفكُمْ . أي تكَّلفُوا طلب ماهو خَيْرُ المناكح وأزْكاها وأبعْدها من الخُبْث والفُجُور . ومنه حديثه صلى الله عليه وآله وسلم : إنه كره أن يٌسْتَرضَع بلبن الفاجرة

وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه إن اللبن ليُشَّبه عليه . لاأعرفَّن أحدهم يجئ يوم القيامة ومعه شاة قد غَلَّها لها ثغاء ثم قال : أدُّوا الخياط والمخْيِطَ . خيط الخَيِاط : الَخْيط يقال : هبْ لي خياطا ونصاحا والمخْيطَ : الإبْرة لاأعرْفنّ صورته : نَهْىُ نفسه عن العرفان . ومعناه نهى الناس عن الغُلول ; لأنهم إذا لم يَغُلوّا لم يعرفهم غَالِّين ونظيره قول العرب لاأرّيَّنك ها هنا . في مسيرة صلى الله عليه و سلم وآله وسلم إلى بدر : إنه مضى حتى قطع الخُيُوف وجعلها يسارا ثم جزع الصَّفْيراء ثم صَبَّ في دَقْرَان ; حتى أفْتقُ من الصَّدْمَتَيْن . خيف جمع خَيفْ . الصُّفُيْراء : شعب بناحية بدَرْ ويقال لها الأصافر . تقْران : واد ثَّمة . وصَبَّ فيه : إذا انحدر فيه . أَفْتقَ : خرد إلى الفَتْق وهو ما أنفرح واتسع ومثله أصْحَر وأفْضَى . الصَّدْمَتانَ : جانبا الوادي ; لانهما لضيق الملك الذي يسقهما كأنهما يتصادمان . وقال أبورافع رضي الله عنه : بعثني قريش إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلما رأيته أُلقْىَ في قبلي الإسلام وقلت : والله لاأرجع إليهم ز فقال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم : إني لاأخيس بالعْهد ولا أحبس البُرد ولكن ارجع فإن كان في نفسك التي في نفسك الآن فأرْجع . خيس خاس بالعهد : إذا أفسده من خاس الطعامُ إذا فسد ومنه الخيِسُ لما يخيس فيه من لحوم الفرائس

الُبردْ : بريَد وهو الرسول مخفف عن بُرُد كُرسْل في رسل . التي في نفسك : اراد النية والغزيمة فأنَّث فارْجِع أي إلى المدينة . علي عليه السلام بني سجِنْا من قصب فسمّاه مانعا فنقبه اللصوص ثم بنى سجنا من مدر فسماه مُخَيسَّا . ثم قال : ... أما تراني كَيِّساً مُكَيّسا ... بنيتُ بعد نافعٍ مخُيَسَّا ... بابا حصينا وأمينا كَيسَّا ...
المخَّيس : موضع التَّخْيِيس وهو التَّذلْيِل . قال المتلمس : شدّوا الرحال علىإبل مُخَيسَّةٍ
وروى بكَسْر الياء ; لأنه يذلِّل من وقع فيه . الكَيْس : حسن التأتى في الأمور . والمُكَيسِّ : المنسوبُ إلى الكَيس المعروفُ به . وأمينا : أراد : ونصبتُ أمينا يعني السجان كقوله ... متقلدا سَيْفاً ورُمْحا ...
وخَيَّسَه في نو الأخيْبِ في مي . آخر الخاء

حرف الدال
الدال مع الهمزة
في الحديث : إن الجنَّة محَظُورٌ عليها بالدَّاليل . هي جمع دُؤلُول ; وهو الشِّدّةً والداهية دال يقال : وقع الناسُ في دُؤْلول وهو فُعْلول على تكرير اللام من دأل إذا عدا ; لأن الناس يتعادَوْن في النوازل ويترددون فيها . ومعناه معنى قوله صلى الله عليه وآله وسلم : حُفَّت الجنة بالَمكَارةً
الدال مع الباء النبيَ صلى الله عليه وآله وسلم ثلاثة لاتُقْبلَ له صلاة : رجل أَتَى الصلاة دِبارَا ورجل اعْتبَد محُرِّراً ورجل أمّ قوماً وهم له كارهون . يقال : لايَدْري فلان ما قَبالُ الأمر من دَبِارةَ وماقَبيِله من دَبيِره أي ما أوله من آخره والمراد انه يأتي في آخر وقت الصلاة حين أدبر وكاد يفوت . وانتصابُه على الظرف وعن ابن الأعرابي رحمه الله : هو جمعُ دبُر كالأدبار في قوله تعالى : وأْدَبارالسّجُود . الاعتباد : الاستعباد . نهى صلى الله عليه وآله وسلم عن الدُّبَّاء والخَتْم والنَّقير والمزفت ويروى : نهى عن الشُّرب في النَّقير والزُفَّت والخَتْمَ ; وأباح أن يشرب في السِّقاء الموكى

الدَّباَّء : القرْع والواحدة دُبَّاءة ووزنه فعال ولامه همزة كالقُثَّاء دباء على اعتبار ظاهر اللفظ ; لأنه لم يعرف انقلاب لامه عن واو أو ياء ; كما قال سيبويه في ألآءة ويجوز أن يقال : هومن باب الدَّبا وهو الجراد مادامت مُلساً قُرْعا ; وذلك قبل نبات أجنحتها وإنه سمي بذلك لمَلاَسته ويُصَدِّقه تسميتهم إياه بَالقَرْع ولام الدبّاء واو لقولهم : ارض مَدْبُوَّة وأما مَدْبية فكقولهم : أرض مسَنْيِة ّ في مَسْنُوةّ . الحَنْتَم : جرار خضر . النقّير : أصل خشبة يُنْقر . اُلمزَفَّت : الوعاء المطلي بالزِّفِت وهي أوعيه تسرع بالشدة في الشراب . وتحدث في التغير ولايشعر به صاحبه فهو على خطر من شرب المحرم . وأما الموُكىَ فهو السقاء الرقيق الذي كان يُنْتبَذَ فيه ويوُكى رأسه ; فإنه لايَشْتَدُّ في الشراب إلا انشّق فلا يخفى تغيره . وفي حديث ابن مغفل رضي الله عنه قال غَزْوان : قلت له : أخبْرني ماحرم علينا من الشراب ؟ فذكر النَّهْي عن الدِّبَاء والَخْتَم والنقير واُلَمزَّفت فقلت : شرعي فإنطلقت إلى السوق فاشتريت أفَيِقَةً فما زالت مُعَلَّقة في بيتي . شَرْعي : حسبي . قال : ... شَرْعُكَ من شَتْم أخيك شَرْعُكْ ... إن أخاك في الأشاوي صَرْعُك ... الأفيقة : من الأفيق كالجلدة من الجْلِدْ وهو الذي لم يتمّ دِباغه فهو رفيق غير خصيف وأراد سقاء مُتَّخذا من الأفيقة . نهى صلى الله عليه وآله وسلم أن يُدَبحِّ الرجل في صلاته كما يُدَبحِّ الحمار

هو أن يُطَأْطِيْ الرّاكعُ رأسه حتى يكون أخفض من ظهره . دبح وفي حديث : إنه صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا ركع لو صُبَّ على ظهره ماء لاْسَتقَرّ . وعنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان إذا ركع لم يشخص رأسه ولم يُصَوَّبه . قال صلى الله عليه وآله وسلم لنِسائة : ليت شعْري أيَّتكَّن صاحبه الجمل الأَدْبَب تسير أو تَخْرُج حتى تنبحها كلابُ الَحْوأب ؟ الأدَبّ كالأزبّ وهو الكثير وبر الوجه فأُظءهر التضعيف ليزاوج اَلحْوْأب الحوأب : منَهْل وأصله الوادي الواسع . لايَدْخُلُ الحنَّة دَيَبْوبُ ولاقَلاّع . دبب هو الذي يدِبّ بين الرجال والنساء ويعسى حتى يجمعَ بينهم . وقيل النَّمام لأنه يَدِبّ بعَقَارِبه . والقَلاَّع : الذي يَقْلع الرجل المتمكن عند الأمير بوشاياته . عمر رضي الله عنه كان زنِبْاع بن رَوْح في الجاهلية نزل مشارف الشام وكان يَعْشُر من مَرَّ به فخرج عمر في تجارةٍ له إلى الشام ومعه ذَهَبهُ قد جعلها في دبيل وألَقْمها شارفا له فنظر إليها زنْبَاع تَذْرِفُ عيناها فقال : إن لها لشأنا فنحرها ووحد الذهبية فعشرها ; فقال عمر :
متى ألقَ زنْباع َبن رَوْح بَبِلْدْهٍ ... لي النصف منها يَقْرعُ السِّنَّ من نَدَمْ ...
دبل الدَّبيل : من دَبَل الَّلقْمة دبلار ودَّبلها : إذا جمعها وعظَّمها . قال كُثيِّر ... ودَّبلْتُ أَمْثال الأثَافِي كأنها ... رءُوس نقاد قُطِّعَتْ يوم تُجمْعَ ...
النَّصْفُ : النَّصفةً . لما بويع لأبي بكر رضي الله عنه قام فقال : أما بعد فإني قلت لكم مَقَالةً لم

تكن كما قلت ولكِّني كنت أرجو أن يعيش رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتي يَدْبُرنَا . أي يخَلْفُنُا بعد موتنا يقال : هو يَدُبره ويخَلفُه ويَذْنبُه . دبر وكانت مقالته أنه لما نعى إليه رسول الله صلى لله عليه وآله وسلم أنكر موته وتوعَّد النَّاعي وزعم أنه لايموت حتى يموتُ أصحابه حتى تَلاَ عليه أبو بكر رضي الله عنه قوله تعالى : أفإن مات أو قُتل انَقَلبتُم على أَعقْابِكُمْ . أبو الدَّرْدَاء رضي الله عنه لأنا أعَلمُ بشراركم من البيَطْار بالخيل هو الذين لايأتون الصلاة إلا دبرا ولايستمعون القول إلا هُجَرْا ; ويُعَتقُ محُرَرِّهم . أي آخرا حين كاد الإمام يَفْرُغ . الهُجْر : الفُحْش من أَهْجَرَ في منَطْقة وروى : لايسمعون القرآن إلا هَجْرا أي تركا وإعراضا ; يعني أنهم وضعوا الَهجْر موضع السَّماع فسماعُهم له تركه ويحوز أن يكون بمعنى الهذيان من قولك : هَجَر في منطقة ; أي هذى يعني لايستصتون له ولايعظمونه ; كأنهم يستمعون هجْرا من الكلام . مُحَّررهُم : مُعْتقُهُم والمعنى أنهم يستخدمونه ولايُخَلّونه وشأنه ; وإن أراد مفارقَتهم ادعَّوا رقه فهو مُحَرَّر في معنى مُسْتَرقّ . وقيل : إن العرب كانوا إذا أَعْتقَوا عَبْداً باعٌوا ولاءهَ ووهبوه وتناقلوه تَنَاقُلَ الِملْك . وقال الشاعر ... فباعوه عَبْداً ثم باعوه مُعْتَقاً ... فليس له حتى المماتِ خَلاصُ ...
ابن عباس رضي الله تعالى عنهما اتبعوا دُبّوَ قُريش فلا تُفَارِقوا الجماعة . هي طَريقهم يقال : ركب فلان دُبَّةَ فلان وأخذ بدُبَتِه وهي من الدَّبيب . دبب

النَّجَاشي رضي الله عنه ما احب أن لي دَبْراً ذهبا وأنى آذيت رجلا من المسلمين . دبر فسر في الحديث بالجبل وانتصاب وذهبا على التمييز ومثله قولهم : عِنْديِ رَاقُودٌ خَلاَّ وِرْطلُ سمنا . والوا و في " وأنى " بمعنى مع ; أي ما أحب احتماع هذين . سكينة رضي الله عنها جاءت إعلى أمَّها الرباب وهي صغيرة تبكي فقالت : مابك ؟ قالت : مَرَّت بي دُبَيْرةَ فلَسَعَتنْي بأُبَيْرة . هي تصغير دبْرة وهي النَّحْلة سميت بذلك لتدبيرها ونيقتها في عمل العسل . النَّخعَيّ رحمه الله كان له صَليْلَسان مدبج . دبج هو الذي زُيِّن تطاريفُه بالدَّيبَاج . في الحديث لايأتي الصلاة إلاّ دَبَريّا وروى دَبْريّاً بالسكون دبر هو منسوب إلى الدَّبْر وهو الآخر والتَّحريكْ من تَغَيُّرات النسب . كقولهم حمصى ورَمْليّ . وانتصابه على الحال من فاعل يأتي . أما سمعته من معاذ يُدَبِّره عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . حقيقه قولهم : دّبَّرتُ الحديث أنه جعل له دبرا أي آخرا ومُسْنَدا كقولك : روى فلان عن فلان عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعن ثلعب إنما هو يُذَبِّره بالذال المعجمه وفسره بُيْتقُنِه . وعن الزجاج الذَّبْر : القراءة . وعن بعضهم : ذَبَر إذا نَظَر . مدابرة في شر . الدُّباَّء في فغ . الدّبْر في قع . ولاَتَدابَرُا في نج . دُبول في نط . الدَّوابل في أص . دبُرا في شع . لمن الدَّبْرة في ذم . دبْرا في حش

الدال مع الثاء
النبي صلى الله عليه وآله وسلم قيل له : يارسول الله ; ذهب أهل الدُّثُور بالأجور . جمع دَثْر وهو المال الكثير . دثر ابو الدرداء رضي الله عنه إن القَلبْ يَدْثُر كما يَدْثُر السيف فجلاؤه ذكر الله . شبه ما يَغْشَى القلب من الرّيْن والقَسْوة بما يركب السيف من الصدأ فيغطى وجهه وهو من دُثُور المنزل وهو أن تَهُبَّ عليه الرياح فَتُغَشىِّ رسُومه بالرمل وتغطيها بالتراب وأصله من الدّثار . الجِلاَء مصدر كالصِّقالَ ويحتمل أن يُراد ما يُجلْى به . سريعة الدّثُور في حد
الدال مع الجيم
النبى صلى الله عليه وآله وسلم لعن الله من مثل بدواجنه . هي الشَّاءُ التي تَعلفُها الناس في منازلهم ; شاة داجن ودجَنَتْ تَدْجُن دُجُونا . والُمثْله بها : أن يخصيها ويَجْدَعَها . دجن بعث صلى الله عليه وآله وسلم عُيَيْنَة بن بَدْر رضي الله عنه حين أسلم الناس ودجا الإسلام فهجم على بني عَديّ بن حُنْدُب بذات الشُّقُوق فأغاروا عليهم وأخذوا أموالهم حتى أحضروها المدينة ; فقالت وقود بني الَعْنَبر : أُخِذنْا يارسول الله مسِلمين غير مشركين ; حين حَضْرمَنْا النعم فرد النبي صلى الله عليه وآله وسلم عليهم ذَرَارِيَهم وعَقَار بيوتهم

دجا الإسلام شاع : وطبق من دَجِا من دَجَا اليل إذا ألبْسَ كل شيء . قال الأصمعي دجا وليس من الظُّلمة . وقيل لأعرابي : بم تعرف حمل شاتك ؟ قال : إذا اسْتفَاضَتْ خاصرتاها ودجَت شعرتها ; أي وَفَرَت . وفي بعض الأحاديث : منذ دَجَتِ الإسلام فأنّث على معنى المِلّة الحِنيفَّيِة / أراد حَضْرَمة الإسلام ; وذلك أن اهل الجاهلية كانوا يخُضَرِمُون نَعَمهم فلما جاء الإسلام أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأن يخْضُرْمُوا في غير الموضوع الذي خَضْرَم فيه أهل الجاهلين . وقد فسرت اَلخْضرَمة في الخاء مع الضاد . عقار البيت : الَمصُون من متاعه الذي لاُيبْتذَلَ ورجل معقر : كثير العقار مَحْضَة قال أن الأعرابْي : أنشدني أبو قصيدة فقال في أبيات منها : هذه لأبيات عقار هذه القصيد ة ن أي خيارها وقال الشاعر : ... تُضيء عَقارَ البيت في ليلة الدُّجى ... وإن كان مقصوراً عليها سُتُورها ...
إن أبا بكر رضي الله تعالى عنه خطب إليه فاطمة عليها السلام فقال صلى الله عليه وآله وسلم : إني قد وعدتُها بعليّ ولست بدجال . دجل أي خَدَّاع وأصل الدَّجل الَخلطْ وبه سمي مسيح الضَّلالة لخَطْة الحقَّ بالباطل . ابن عمر رضي الله عنهما رأى قوما في الحجّ لهم هيئة أنكرها ; فقال : هؤلاءِ الدَّاجُّ وليسوا بالحاجّ . دجج دَجّ دَجِيجا إذا دبَّ وسعى ومنه الدَّاجُّ و هم الذين يسَعْون مع الحاج في تجاراتهم وقيل : هن الأعوان والمكارُون وعن بعضهم : الداجّ المقيم وأنشد : ... عصابة إن حَجَّ عيسى حَجُّوا ... وإن أقام بالعراق دَجُّوا ...
ونظير الحاجّ والداجّ في ان اللفظ مُوَحَّد والمعنى جمع قوله تعالى : سَامِراً تَهجُروُن

وقوله الشاعر : ... أو تُصْبحي في الظَّاعِن المُوَلِّى ...
أكل الدَّجْرَ ثم غسل يده بالثَّفَال . الدِّجْر : اللوبياء . دجر والثِّفَال : الإْبرِيق . والدَّواحن في نص . دَاجِنتهم في نو . ولادَاجّة في دو
الدال مع الحال
النبي صلى الله عليه وآله وسلم سئل : هل يتناكح أهل الجنة ؟ قال نعم دَحْماًدَحْماً . الدَّحْم والدَّخْم والدَّحْب والدَّعْب : نكاح المرأة بدَفْعٍ وإزعاج دحم ومنه حديث أبي الدَّرداء رضي الله عنه : إنه ذكر الجنة فقال : ليس فيه منيّ ولامَنِيّة ; إنما تَدْحَموُنٌهنّ دَحْماً . وانتصاب دَحمْا بفعل مُضْمرَ أي يُدْحَموُن دحما ويجوز أن ينَتصْب على الحال أي داحمين . والتكرير للتأكيد أو بمنزلة قولك : دَحْما بعد دَحْم ; كقولك : لقيتهم رجلا رجلا . كان صلى الله عليه وأله وسلم يصلى الهجير التي يسُّمونها الأولى حين تَدحْضَ الشمس . أي تزول ; لأنها تنزل حينئذ عن كبد السماء وتزول عنها . دحض أراد صلاة الهجير فحذف المضاف وأنَّث الصفة وهي الاسم الموصول لكون الصلاة مَرادةً ومن ذلك قول حسان ... بَردَىُ يُصَفَّق بالرَّحِيقِ السَّلسْلِ ...
أراد ماء بَردَى فذكر يصّضفق لذلك

كان صلى الله عليه وآله وسلم يبايع الناس وفيهم رجل دحُسْمُان وكان كلّما أتى عليه أخَّره حتى لم يَبْقَ غيره فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : هل أشتكيت قطُ ؟ قال : لا قال : فهل رُزِئت بشىء ؟ قال : لا فقال : إن الله يُبغْضِ العْفَريَةَ النِّفْرية الذى لم يُرْزأ في جسمه ولا ماله
دحسم دحمس الدُّحمْسُان والدُّحمْسُان : الأسود في سمن وحدارة ويلحق بهما ياء النسبة كأحْمرَىّ . ولو قيل : إن الميم زائدة لما في تركيب دَحَس من معنى الخفاء فالدَّحْس : طلب الشىء في خفاء . ومنه داحِس والدَّحِّاس : دوَّيبة . تغيب في التراب لكان قولا . العِفْر والعِفْرية والعفْريت والعُفَارية : القَوىّ المُتَشَيِطْن الذي يُعَفِّرُ قْرِنه . والياء في عِفءرية وعُفَارية للإلحاق بِشرْ ذمة وعُذافرة . وحرف التأنيت فيهما للمبالغة . والتاء في عفريت للإلحاق بقنديل والنِّفرية والنِّفْريت والنُّفَارِية إتْباَعَات . مر بغلام يَسْلخُ شاة فقال له : تنحّ حتى أريكَ فدحس بيده حتى توارَتْ إلى الإبِطْ ثم مضى فصلى ولم يتوضا
دحس اي دَسَّها بين الجلد والَّلحْم . ومنه حديث عطاء رحمه الله : حَقٌّ على الناس ان يَدْحَسُوا الصُّفوف حتى لا تكون بينهم فُرَج
دخس اراد ان يرصُّوها ويَدُسُّوأ أنفْسَهم بين فُروجها وروى : أن يَدْخسوا بالخاء من الدَّخِيس وهو اللحَّم الُمكَتِنز وكل شىء ملأته فقد دَخَسْتَه . ومنه : إن العلاء بن الحضرمى أَنشد رسول الله صلى الله عليه و سلم ... . وإن دحسوا بالشّر فاعْفُ تَكَرُّما ... وإن خَنَسوا عنك الحديث فلا تَسَلْ ...
الدحس : دسه من حيث لا يُعلم به . ما مِنْ يوم إبليسٌ فيه أدْحَر ولا أدْحَقُ من يوم عَرفَة إلا ما رأى يوم بَدْر . قيل : وما رَأىَ يوم بدر ؟ قال : اما إنه رأى جبرئيل يَزَعُ الملائكة

دحر الدَّحْر : الدفع بعنف على سبيل الإهانة والإذلال . والدَّحْق : الطَّرْد والإبعاد يقال : فلان دحَيِق سَحِيق / وأَدْحقه الله وأَسْحقه . ومنه : دَحقَتَ الرَّحمُ ; إذا رمت الماء فلم تَقْبله . وأفعل التفضيل من دُحر ودحُقِ كقولهم : أشْهر وأَجَنّ من شُهِر وجُنَّ . يَزَع الملائكة : يعنى بَتَقَدَّمُهم فكيِفّ ريعْانهم من قوله تعالى : فَهُمْ يُوزَعُونَ . نزل وصف الشيطان بأنه أَدْحر وأَدْحق منزلة وصف اليوم به لوقوع ذلك في اليوم واشتماله عليه ; فلذلك قيل : من يوم عرفة كأنّ اليوم نفسه هو الأدَحْر والأدْحَق . وقوله إلا ما رأى يوم بدر : استثناءٌ من معنى الدُّحور كأنه قال : إلا الدُّحور الذي أصيب به يومئذ عند وزع جبرئيل الملائكة . كان صلى الله عليه و سلم يَعْرض نَفْسهَ على أحْياءِ العرب في المواسم فأتى عامر بن َصْعصَعة فردوّا عليه جميلا وقلبوه ثم أتاهم رجلُ من بنى قُشير فقال لهم : بئس ما صنعتم ! عَمَدتم إلى دحَيِق قوم فَأَجَرْتُموه لَتَرْمَيِنكَّم العرب عن قوْس واحدة . قالوا : يا محمد ; أعْمد لطَّيِتك وأصْلح قومَك فلا حاجة لنا فيك
دحق الدَّحِيق : الطَّريد . الطِّيَّة : الوِجْهة وهى فعْلة من طَوىَ الأَرْضَ . على عليه السلام عن سلامة الكِنْدىّ : كان علىٌّ عليه السلام يُعَلمّنا الصلاة على النبي : الُلهَّم داحِىَ المَدْحُوَّات وباريْ المَسْموُكات وجَبَّار القلوب التىفِطَرتها : شقِّيها وسعيدها ; اجعل شرائف صلواتك ونوامى بركاتك ورأفة تَحَننُّك على محمد عبدك ورسولك الفاتح لما أغلْق والخاتم لما سبق والمعلن الحقَّ باَلْحقِّ والدامغ لَجِيشْاتَ الأباطيل كما حُملَّ فاضْطَلعَ بأمرك لطِاعَتك مستَوْفزاً في مَرْضاتك بغير نكلٍ في قَدمَ ولا وَهْىٍ في عَزْم وَاعِياً لوْحِيك حافِظاً لعْهدِك ماضياً على نفاذ أمْرِك ; حتى أَورْىَ قبساً لقابس آلاء الله تصل بأْهله

أسبابه . به هديت القلوبُ بَعْدَ خوضات الفَتِن والإثم مُوضِحَاتِ الأعلام ونائرات الأحكام ومُنيرات الإسلام فهو أمُنيك المأمون وخازن علمْك المَخْزُون وشهيدك يوم الدين وبعيثُك نعمة ورسُولُك بالحق رحمة الَّلهُمّ افسح له مُفْتَسَحاً في عَدْلِك أو عَدنْك واجْزِه مضاعفات الخْيِر من فضلك له مٌهَّنآتٍ غير مكدرات من فَوْزِ ثوابك المحْلول وجزل عطائك المعْلول . الَّلهُمّ أَعْلِ على بناء البانين بناءه وأكْرِمْ مَثْواهُ لدَيْكَ ونُزُلَه وأتمْمْ له نوره واجزه من ابتعاثك له مقبول الشهادة مرضىَّ المقالة ذا منطق عَدْل وخُطّة فصلْ وبرهان عظيم
دحو الدحَّوْ : البَسْط والمدحّوات : الأرَضُون وكان خلقها رَبْوة ثم بَسطَها . المسموكات : السموات وكل شىء رفعته فقد سَمَكتَه . الجبارَّ : من الجبر الذي هو ضد الكسر أى اثْبتَها وأقامها على ما فطرها عليه من معرفته ; ويجوز أن يكون من جَبَره على الأمر بمعنى أَجْبَرهَ عليه أىْ أَلْزَمها وحتّم عليها الفطْرةَ على وَحْدَانيته والاعتراف بُربُوبيتَّه . والفِطَراَت : جمع تكسير فِطْرة ; على بناء أدْنى الجمع كالقِربات والسِّدرَات بكسر العين . قال سيبويه : ومن العرب من يفتح العين وروى عنهم الإسكان أيضا كما يقولون في الغُرْفة : غُرْفات . شقيها وسعيدها : بدل من القلوب . الرأفة : أرقّ الرحمة فأضافها إلى التَّحننَّ وهو التَرحّم . الَجْيشَات : جمع جَيْشة من جاش إذا ارْتفع . الأَباطيل : جمع باطل على غير قياس . والمراد انه قامعٌ ما نجم منها ومُزْهِقُه . اضْطَلَع به : قوى بحِمْلْه افْتَعَل من الضَّلاَعة وهى القوة وإجْفَار الجنبين يقال فرس ضَليِع وقد ضَلعُ والأصل الضَّلعَ . نَكَل قَدَمَ الرجل نكَلَا : لغة في نَكل نكُولا

والقَدَم : التقدم ; ويجوز أن يراد قَدَم الرِّحْل ويقع نُكولها عبارة عن التلكّؤ والتأخر . أراد بالقَبَس نور الحق . الضمير ان في بأهله وأسبابه راجعان إلى القبس ; يعني من أنعم عليه الله وتكاملت عنده آلاؤه وصل اسبابَ ذلك القبس به وجعله من أهله والمستضيئين بشعاعه . المصدر في خَوْضات الفتن مضاف إلى المفعول أي بعد ماخاضت القلوبُ الفتَن أطوارا وكرات . موُضحات : متعلقُ بهديت والأصل هُديت إلى موُضِحات فُحذف الجارّ وأوُصِل الفعل . النَّائِر بمعنى المنير : نار الشيء وأنار . شهيدُك : أي الشاهد على أمته يوم القيامة . البعيث : المبَعْوث . اُلمفْتسَحَ : موضع الاْفِتساحَ وهو الاِّتساع أو مصدر . العَدْن : الجنة وأصله الإقامة . المحْلول : الميسر اُلمهَّيأ . المعْلول : المضاعف المكرر من عَلَل الشرب . نُزُله : رزقه . ابو ذر رضي الله تعالى عنه إن خليلي صلى الله عليه وآله وسلم قال : إن مادونِ جسر حهنم طريقا ذا دَحْض ومَزَلّة . هما الزَّلقَ . ابن عباس رضي الله عنهما قال في حديث إسماعيل عليه السلام : فالما ظمئ إسماعيل عليه السلام جعل يَدْحَضُ الأرضَ بعَقْبِيه وذهبت هاجر حتى قلت الصَّفا إلى الوادي والوادي يومئذ ذلاحٌّ

الدَّحْض : الفَحْص . يقال : دحض المذبوحُ برجليه . لاحّ : ضّيق بكثرة الشجر والحجارة ومنه لحَحَتْ عينه : اْلتَصَقْت وروُى : لاخّ أي مُلْتَفّ مختلط من قولهم : سَكْرَانُ مُلْتَخّ وروى : لخَخَتْ عينُه مثل لحَحتْ وروى : لاَخُ بالتخفيف من قولهم : اْلتَاخَ النَّبْت إذا التْبس وكذلك الأمر ولخُته لَوْخا يقال : واد لاخُ وأودية لاَخَةُ وتقديره فعل كما قيل في كبش صاف وروى : لاخٍ كقاضٍ بمعنى مُعْوَجّ من الألخَىْ وهو المعوجُّ الفم . أبو رافع رضي الله عنه كنت ألاعِبُ الحسن والحسين عليهما السلام بالمداحي . دحو هي أحجار أمثال القِرصَةَ يحِفروَن حفيرة فَيَدْحُون بها إليها وتسمى المَسَادِي والمرَاصِيع . والدَّحْو : رَمْيُ الملاعب بالجوز أو غيره وكذلك الزَّدْو والسَّدوْ والرَّصْع : ضربة باليد . ومنه حديث ابن المسيب رحمه الله : إنه سئل عن الدحو بالحجارة فقال : لابأس به . سعيد بن جُبَيْر رحمه الله خلق الله آدم من دحناء ومسح ظَهْره بنَعْمان السَّحاب . دحن دحناء : اسم أرض . نَعْمان : جبلُ بقُرب عرفة وأضافه إلى السحاب ; لأن السحاب يَرْكُد فوقه لعُلوهِّ . أبووائل رحمه الله ورد علينا كتاب عمر رضي الله تعالى عنه ونحن بِخانِقِيِن ; إذا قال الرجل للرجل : لاتَدْحَل فقد آمنه . دَحَل من دحل عني إذا فَرَّ واستتر هو من الدَّحْل . قال :

ورَجُل يَدْحَل عني دَحْلا ... كدحلان البَكْر لاَقيِ الفَحْلاَ ...
عطاء رحمه الله بلغني أن الأرض دُحَّتَ دَحّاً من تحت الكعبة . أي بسُطت وَوُسِّعَتْ من بيته : إذا وسعه وانْدَحَّ بطنه . دحح أبن زياد لعنه الله دخل عليه زيد بن أرْقم وبين يديه رأس الحسين عليه وعلى أبيه وجدّه وأمِّه وجَدَّته من الصلوات أزكاها ومن التحيات أنماها وهو يَنْكُته بقضيب معه فغشي عليه فلما أفاق قال له : مالك ياشيخ ؟ قال : رأيتك تَضْربِ شفتين طالما رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقِّبلهما . فقال ابن زياد لعنه الله : أَخْرِجُوه فلما قام ليخرج قال : إن محمديكم هذا الدحداح . هو القصر . دحدح في الحديث : يدخل البيت المعمور كل يوم سبعون ألف دِحْية مع كل دحية سبعون ألف ملك . قيل : هو رئيس الجند وبه سمى دِحْيه الكلبي ; وكأَنّه من دَحاه يَدْحوه ; دحى إذا بسطه ومَهَّده ; لأن الرئيس له التمهيد والبْسط وقلبت الواوُ ياءً فيه نظير قَلْبها في قْنِية وصِبْية . وروى أبو حاتم عن الأصمعي دحية الكلبي ولا ويقال بالكسر ولعل هذا من تغيرات الأعلام كشٌمْس ومَوْهب والحجاج على الإمالة . دُحضّ في عب . مندح في حب . مَدْحَضة في سو . وادْحَلْ في صر . ودحضت في بش . دَحْمسَة في نف

الدال مع الخاء
النبي صلى الله عليه وآله وسلم - إذا أراد أحدٌكم أن يضطجعَ على فراشه فَلْيَنزْعْ دَاخَلهَ إزاره . وروى : صَنَفَة إزَارِه ثم لْينَفْضُ فراشه فإنه لايدري ما خلفه عليه . دخل هي حاشية الإزار التي تلي جسدهَ . وهي الصَّنِفَة ومشدّةَ هنالك فإذا نزعها فقد حلَّ الإزار . خَلفَه عليه : أي صار بعده فيه من هامةٍ أو غيرها مما يؤذي المضْطَجِع . " ما " في محل الرفع على الابتداء ويَدْري معلَّقٌ عنه لتضّمنه معنى الاستفهام . قال صلى الله عليه وآله وسلم لابن صياد : إني خبأت لك خبيئا فما هو ؟ قال : الدَّخ فقال أخْسَأْ فلن تعدو قدرك
دخ هو الدخان . قال : ... عند رِوَاق البيت يغَشْى الدُّخا ...
أبو هريرة رضي الله عنه إذا بلغ بنو العاص ثلاثين كان دين الله دَخَلا ومال الله نُحلاْ وعباد الله خَوَلا . دخل هو الغشّ والفساد وحقيقتة أن يدخل في الأمر ماليس منه أي يُدْخلون في الدين أموراً لم تَجْربها السُّنة . النُّحْل من العطاء : ما كان ابتداء من غير عوض والمراد أنهم يُعْطَوْن بغير استحقاق . والخَوَل : الخدم جمع خائل . دَخَن في هد . دَخَنُها في حل . يدخَسُوا في دح
الدال مع الدال
النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما أنا من دَدٍ ولا الدَّدُمني . دد هذه الكلمة محذوفة اللام وقد استُعلمت متممة على ضربين دَدَيَ كَنَديً

ودَدَن كبَدنَ ; فهي من أخوات سنة وعضة في اختلاف موضع اللام ; فلا يخلوا المحذوف من أن يكون ياء فيكون كقولهم يد في يدي أو نوناً فيكون كقولهم : لَدُفي لَدُن . ومعناه الَّلهو واللعب . معنى تنكير الدَّدِ في الجملة الأولى الشِّياع وألا يبقى طرف منه إلا وهو منَزّه عنه كأنه قال : ما أنا من نوع من أنواع الدَّد وما أنا في شئ منه . وتعريفه في الثانية لأنه صار معهودا بالذكر كأنه قال : ولاذلك النوع مني وليس بَحسَنٍ أن يكون لتعريف الجنس ; لأن الكلام يتفكك ويخرج عن التئامه . ونظيره جاءنى رجلٌ وكان من فعل الرجل كذا . وإنما لم يقل : ولا هو مني ; لأن الصريح آكدُ وأبلغ والكلام جمُلْتان وفي الموضعين مضاف محذوف تقديره : وما أنا من أهل دَدٍ ولا الدَّد من أَشْغالي
الدال مع الراء
النبيىصلى الله عليه وآله وسلم مر على أصحاب الدِّرَ كْل ' فقال : خذُوا يا بني أرْفَد ' حتى يعلم اليهودُ والنصارى أن في ديننا فسحة . قال : فبينا هم كذلك إذ جاءه عمر فلما رأوه اْبذَعَرّوا . الدَّرَكْلَة والدِّرَقْلة بوزن الرِّبحْلَة : ضربُ من لعب الصبيان وقد دَرْقلُوا دَرْقلة . دركل ومنه الحديث : إنه قدم عليه صلى الله عليه وآله وسلم فتية من الحبشة يُدَرْقُلون . درقل وفسر بَيْرقُصون وقال شمر : قرئ على أبي عبيد وأنا شاهد : الدِّرْكِلَة بوزن الشِّرْذمِة . أرفدة : أبو الحبش . أبْذَعَرًّوا : تفَّرقوا . كان في يده صلى الله عليه و سلم مِدْرَى يَحُكّ به رأسه فنظر إليه رجل من شَقِّ بابه فقال له : لو علمت أنَّك تنظر لطَعَنتُ به في عينك . المِدْرَي والِمدْراةُ : حديدة يُسَرَّح بها الشعر وقد دَرَتْ شعرها . درى الشقَّ : واحد الشُّقوق ; سمى بالمصدر

إنه صلى الله عليه وآله وسلم سأل ابنَ صَيَّاد عن تُرْبة الحنة فقال : دَرْمَكَة بيضاء يخُالطها مسك خالص فقال صلى الله عليه وآله وسلم : صَدقَ درمك هي بالكاف والقاف الحُوَّارَي . وذكر خالد بن صفوان الدِّرْهَم فقال : يطعم الدَّرْمق ويكسو النَّرْمَق . لزمت السواك حتى خِفْت أن يُدْردِني وروى حتى كدتُ أُحفْي فمي . درد من الدَّرَد وهو : سقوط الأسنان أراد بالفم الأسنان . ومنه قوله صلى الله عليه وآله وسلم : لايفَضْضُ الله فاك . ومثل العرب : متى عهدك بأسفل فيك ؟ وإحفاؤها : إسقاطها من أصولها من إحْفَاء الشعر ; وهو أن يُلْزقَ جَزهَّ . ابو بكر رضي الله عنه لاَتَزالُون تَهْزمُونَ الرُّومَ فإذا صاروا إلى التَّدرْيِب وقَفَت اَلْحربُ . درب قال أبن الأعرابي : التدريب : الصَّبْر في الحرب وقت الفرار وقد درب الرجل إذا صبر وأصله من الدُّرْبة ويجوز أن يكون التدريب من الدُّروب كالتُّبوْيب من الأَبْواَب . عمر رضي الله عنه صَلَّى المغرب فلما انْصَرَفَ دَرَأَ جُمْعَةً من حصى المسجد وألقى عليه رداءه واْسَتَلْقَى . درأ أي سوَّاها بيده وبسطها من درألة الوسادة . واُلجْمعة : المجموعة ويقال : أعطني جُمْعة من تمرِ كالقبضة . ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال عطاء : صلينا معه على دُرْنُوك قد طبق البيت كله

الدُّرْنوك والدُّ رْمُوك : ضرب الِّطنْفِسة . درنك ومنه حديث عائشة رضي الله تعالى عنها : قدم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من سَفَرٍ وقد ستْرتُ على بابي دُرْنُوكا فيه الخيلُ أولاتُ الأجنحة فهتكه . كعب رحمه الله قال له عمر : لأيِّ ابْنَيْ آدم كان الَّنسلُ فقال ليس لواحد منهما نَسْل ; أما المقتولُ فَدَرَجَ وأما القاتل فهلَكَ نَسْلُه في الطّوفُان والناس من بني نوح ونوح من بني شيث بن آدم عليهم السلام . دَرَج : مات وذهب . درّية في به . دررا في حي . أَدراجَك في لب . تَدَرْدر في دع . درينا في دك . ولا الدَّرِنة في طع . ذو تُدْرءٍ في عد . الُمدِرّ في عص . لايدري مالله في بح . أَدِرّوا في لق . ولا يداري في شر . تدركوني في بد
الدال مع السين
النبي صلى الله عليه و سلم خطب الناس ذات يومٍ وعلى رأسه عمامة دَسْماء . هي السَّوْداَء . ذكر صلى الله عليه وآله وسلم مايوجب الوُضُوء فقال : أودَ سْعةٌ تملا الفم . دسم هي القَيْئَة ; يقال : دسع الرجل ودسع البعيُر بجرَّته دَسْعَا ودُسوعا : انتَزَعها دسع من كرشه وألقاها إلى فيه . عمر رضي الله عنه خطب فقال : إن أخْوفَ ما أخاف عليكم أن يؤخذ الرجل المسلمُ البريءُ فيَدُسْرَ كما تُدْسَرُ الجَزوًر ويُشَاطَ لحمه كما يشاط لحم الجَزور ; دسر يقال عاص وليس عاص . فقال على عليه السلام : وكيف ذاك ولما تشتد البلية وتظهر الحميّة وتُسْبَ الذريِّة وتدقَّهم الفتن دقَّ الرَّحى بثِفَالها ؟

الدُّسْر : الدَّفْع . والمعنى يُدْفُع ويُكَبُّ للقتل كما يفعل بالجزور عند النَّحْر . أشاط الجَّزارُ الجَزْورَ : إذا قطعها وقسم لحومها . لّما : مركَّبة من لم وما وهي نقيضة قد تنفى ما تثبته من الخبر المنتظر . أراد بالمحَّة حمَّية الجاهلية . الثِّفَال جلدة تُبْسطَ تحت رحى اليد يقع عليها الدقيق . قال : ... فَتَعْر ككُم عَرْك الرَّحَى بِثفَالها ...
والمعنى : ما تدق الرحى في حال طحنها ; لأن الثفا إنما يكون معها حينئذ . ومن الدسر حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما : ليس في اَلعْنَبر زكاة إنما هو شئ دَسَره البَحْرُ . ومنه حديث الحجّاج : إنه قال لسنان بن يزيد النَّخُعى لعنه الله : كيف قتلت الحسين عليه السلام ؟ قال : دَسَرْتُه بالرمح دَسْرا وهَبَرْتُه بالسيف هضبْرا ووكلته إلى امرئ غير وكل . قال الحجاج : أما واللهِ لاتجْتمِعَان في الجنة أبد وأمر له بخمسة آلاف درهم ; فلما ولّى قال : لاتعطوه إياها . الهَبْر : القَطْع الواغل في اللحم . والوَكِل : الجبان الذي يكل أمره إلى غيره . عثمان رضي الله عنه رأى صبيان تأخذه العين جمالا فقال : دَسَّموُا نُونَتَه . دسم أي سوِّدُوا النّقُرة التي في ذقنه ليردَّ العين . الحسن رحمه الله كان يقول في الُمْستحاضة : تَغْتَسل من الأولى إلى الأولى وَتْدسِمُ ما تحتها وتوَّضأ إذا أحدثت . أي تسد فَرْجَها ; من الدِّسَام وهو مايُسَدُّ به رأس القارورة

في الحديث : لايذكرون الله إلاَّ دَسْماً . أي قليلا ; من قولهم : دَسَم المطرُ الأرض إذا لم يبلغ أن يَبُلّ الثرى والدَّسيم : القليل الذِّكْر . دَسيعة ظلم وتدسع في رقب . ودِسَاماً في نش
الدال مع الشين
الني صلى الله عليه وآله وسلم دعا قوما من أصحاب الصُّفة إلى بيت عائشة فقال : ياعائشة أطعمينا . قال الرواي : فجاءت بدشيشة فأكلنا ثم جاءت بحَيْسة مثل القَطَا فأكلنا ثم جاءت بِعُس عظيم فشربنا ثم انطلقنا إلى المسجد . الدَّشِيشة كالجشيشة وهي حَسْو يتخذ من بُرّمرضوض . دشش العُسّ : القدح الضخم العظيم
الدال مع العين
النبي صلى الله عليه وآله وسملم كانت فيه دُعَابة . الدُّعَابة كالفكاهة والمُزَاحة مصدر دَعَبِ إذا مزح والمُدَاعبة مفاعلةُ منه ومنه قوله صلى الله عليه وآله وسلم الجابر بن عبدالله : أبكْراً تزوَّجْتَ أم ثَّيبا قال : دعب بل ثيِّباَ . قال صلى الله عليه وآله وسلم : فهلاّ بِكراَ تُدْاعُبها وتُدَاعبك ! نصب بِكْراً بفعل مضمر معناه : فهلا تزّوجت بِكْراً . لاتقتلوا أولادكم سرا أنه ليُدْرِك الفارس فَيُدَعْثِرُه . وهو من قولهم : دَعْثَرَ الحْوضَ ; إذا هّدمه . قال ذوا الرمة :
آريُّها والمنتأى اُلمدَعْثَرُ
والدُّعْثوُر : الحوض اُلمتَثلْمَ والمراد النهي عن الغيل وأن من سوء أثره في

بدن المغُيل وإرخاء قواه وإفساد مزاجه أن ذلك لايزال ماثلا فيه إلى أن يْكَتْل ويبلغ مبلغ الرجل فإذا اراد مقاواة قِرْنٍ في الحرب وَهَن عنه وانكسر . وسببُ وَهْنِة انكساره الغَيْل . ومعنى الإدارك ها هنا كمعنى التدارك في قوله : ... جَرَى طَلَقَاً حتى إذا قيل سابقُ ... تُداركه أعْرَاقُ سوء فَبَلَّداً ...
أمر ضرار بن الأزْوَر أن يحلب ناقة . وقال له : دَاعَي اللبن لاتَجْهَدْه . دعع أي أَبْقِ في الضَّرْع باقيا يدعو مافوقه من الَّلبن فُينزله ولا تَسْتوعبه ; فإنه إذا اسَتْنفَض ابطأ الدَّر . والَجهْد : الاستقصاء . قال الشَّماَّخ : ... من ناصع الَّلون حُلْوٍ غير مجهود ...
ذكر الخوارج فقال : آيَتُهم رجلُ ادْعَجُ إحْدَى يديه مثل ثدْي المرأة تدَرْدرَ . هو الأسود . قال : ... حتى ترى أعناق ليل أَدعْجا
التدردر : الاضطراب والمجئ والذهاب ومنه تَدَرْدرَ في مِشيته : إذا حرَّك نفسه . الخلافة في قريش والحُكْم في الأنصار والدَّعْوة في الحبشة . يعني الأذان ; جعله في الحبشة تفضيلا لبلال ورفعا منه وجعل الحكْمَ في دعاء

الآنصار ; لأن أكثَر فقهاء الصَّحابة فيهم ; منهم معاذ بن جبل وأُبَّي بن كعب وزيد بن ثابت وغيرهم رضي الله عنهم . سمع رجلا في المسجد يقول : من دعا إلى الجمل الأحمر فال : لا وجدت لاوَجَدْت أراد من أَنْشدَه فدعا إليه صاحبه وإنما دعا كراهية النّشْدَان في المسجد . إنما كان أكثر دعائي ودُعاءُ الأنبياء قَبْلى بعرفات لا إله إلا الله وحده لاشريك له له الُملْكُ وله الحمد وهو على كل شيء قدير . إنما سمى التهليل والتمجيد دعاء ; لأنه بمنزلته في استيجاب صُنْع الله وإنعامة . ومنه الحديث : يقول الله : إذا شغل عَبدْي ثناؤُه علىّ عن مسألته أعطيتُه أفْضَلَ ما أعطى السائلين . دعاء الأنبياء يحوز فيه الرفع على تقدير حذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه . عمر رضي الله عنه وصفه عمر بن عبدالعزيز فقال : دعامة للضَّعيف مُزْمِهرُّ على الكافر . شبَّهه في تقويته الضغيف بالدِّعامة التي يُدْعَم بها . المُزْمَهرّ : الغَضُوب الذي تًزْمَهّر عيناه أي تحمْرَّان من شدة الغضب من قولهم : دعم ازْمَهرَّت الكواكب إذا لمعت وزهرت والميم مزيدة . كان يقدم الناس على سابقتهم في أعْطِياتهم فإذا انتهت الدَّعوة إليه كبر . هي المناداةُ والتسمية وأن يقال : دونك يا أمير المؤمنين يقال : دعوت زيدا دعاء إذا ناديته ودَعَوْتُه زيداً إذا سميته به . دَعَج في بر . أديعْجِ في مع . المُدَاعَسه في رض . الدَّعْوة في سح . دعابة في كل
الدال مع الغين
النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال للنساء : لا تُعَذَّبْن أولاد كنَّ بالدَّغْر

هو أن يأخذ الصُّبي العُذْرة وهي وجع في الحَلقْ فتدْغَر المرأة ذلك الموضع دغر أي تدفعه بإْصَبعها . ضحى صلى الله عليه وآله وسلم بكبش أدْغَم . دغم هو ما أسوّدت أرْنَبتُه وما تحت حَنَكه وفي أمثالهم : الذئب أَدْغَم وهو من الإدغام لأنه لون في لون آخر . دغر علي عليه السلام لاقَطْع في الدَّغْرةَ . هي الخَلْسة ; لأن المختلسَ يدفع نَفْسه على الشيء . تدغرن في عل . تدغفقها دغفقة في نط
الدال مع الفاء
النبي صلى الله عليه وآله وسلم أتى بأسيرٍ يُوعك فقال لقوم : أذهبوا به فأَدْفُوه فذهبوا به فقتلوه فَوداه رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم . دفأ اراد الإدْفاءَ من الدِّفء فحسبوه الإدْفَاء بمعنى القَتْل في لغة أهْلِ اليمن ; يقال : أدْفَأتُ الجريح ودَافَأْتُه ودَافْقته ودفَوْته ودَافَيْته : أجْهزَت عليه والأصل أدْفِئُوه فخففه بحذف الهمزة وهو تخفيف شاذّ ونظيره : لاهناك المرتع وتخفيفه القياسي أن تجعل الهمزة بَيْن بُيْن . فَصْلُ ما بين الحلال والحرام الصَّوْت والدُّف في النِّكاح دفف هو الذي تضرب به النساء بالضم والفتح . والمراد بالصوت الإعلان . أبصر صلى الله عليه وآله وسلم في بعض أسفاره شجرة دَفْواء تسمى ذات أَنْواط ; كان يناط بها السّلاح وتعبد من دون الله . دفو الأدْفَى : الطويل الجَنَاح من الطير والطويل القَرْنين من الوعول ; ويقال : عنز

دَفْواء إذا انصَّب قرْناها على طرفيْ عِلَباوَيْها ومن ذلك شجرة دَفْواء ; وهي العظيمة الطويله الفروع والأغصان الجَثْلة الظَّلِيلة . سمى المنوط به بالنَّوْط ; وهو مصدر ثم جمع ; ومنه قولهم : لِمزْوَد الراكب الذي ينَوُطه : نَوْط . قال له صلى الله عليه وآله وسلم أعرابيّ : يارسول الله ; هل في الحنة إبل ؟ فقال : صلى الله عليه وآله وسلم : نعم تَدِفّ بركبانها . أصل الدَّفيف من دفَّ الطائر ; إذا ضرب بجاحيه دَفّية في طيرانه على دفف الآرض ; ثم قيل دفّت الإبل إذا سارت سَيْراً لينا . ومنه حديث عمر رضي الله عنه : إنه قال لمالك بن أوْس : يامالِ ; إنه قَدْ دفَتَّ علينا من قومك دافَّة وقد أمرنا لهم برضْخ فاقْسمه بينهم . هم القوم يَسِيُرون جماعة . وعدى دَفَّت بعلى على تأويل قدَمِ وورَد . ومنه حديث سالم رضي الله عنه : إنه كان يلي صدقة عمر فإذا دَفَّتْ دَافَّةُ الأعراب وجهَّها أو عامتها فيهم وهي مسَّبلة . دفع من عرفات العنق فإذا وجد فَجْوة نَصَّ . أي ابتدأ السَّيَر من عرفات وحقيقته دفع نفسه منها ونَحَّاهَا . وانتصابُ دفع العنق كانتصاب الَخيْزَلَي والقَهْقري في قولهم : مشى الْخيَزلَي ورجع القَهْقَري في أحد الوجهين والعنق : السير الفسيح . الفَجْوة : المتّسع من الأرض يقال : بين دور آل فلان فَجْوة . النَّصُّ : من نص البعير في السير إذا رفعه ولايقال منه فعل البعير

خالد رضي الله عنه لما أخذ الراية يوم مُؤْته دافع بالناس وخاشى بهم . وروى : رافع . دفع دافع من الدَّفْع بمعنى التَّنْحية . ورافع . من قولهم : رفع الشيء إذا أخذوه وأحرزه . وخاشى : من الخشْية ; والمعنى أنه نحىَّ المسلمين عن القتال وصدَّهم عنه وحاذَرَ عليهم منه ; وكأنّ مجيء هذه الأفعال على " فاعل " فائدتُه أنه ظاهرَ غيره على ذلك مبالغةً في الإبقاء عليهم . أسر رضي الله عنه من بني جذيمة يوم فَتْح مكة قوماً فلما كان الليل نادى مناديه : من كان معه أسير فَلْيدُافِّه . دفف وروى بالتخفيف وبالذال المعجمة مع التثقيل ; ومعنى الثلاثة : فليُجْهزِ عليه . ومنه حديث أبن مسعود رضي الله عنه : إنه دَافَّ أبا جهل يوم بَدْر . وروى : أقْعصَ ابنا عَفْراء أبا جهل وَذَّففَ عليه ابن مسعود . المراد : أحرضاه وأجهز هو عليه وأصلُ الإقعاص : إعجُال القَتْل . شُريْح رحمه الله كان لاَيُردًّ العبد من الادفان ويردُّه من الإباق البات . قفال ابوزيد : هو أن يروغ من مواليه اليوم أو اليومين ولايغيب من المصر . وهو افْتِعالَ من الدَّفْن ; لأنه يدفن نفسه أي يَكْتُمها وعبدُ دَفُون وفعله الدَّفَان . دفن وأما الإباق فهو أن يغَيب من المصر ويَهْربُ . الباتّ : الذي لاشُبْهة فيه وهو من اليمين الباته وهي المنطقعة عن علائق الشروط وقَدْ بتَّت بتُوُتاً . عكرمة رحمه الله قال في قوله تعالى يَوْمَ يُدَعُّونَ إلى نار جَهَّنمَ دَعّاً يُدْفَرونَ دَفْراً

هو الدَّفْع العنيف يقال : أدْفَر في قفاه دَفْراً وعن بعضهم إنه اشتق قولهم دفر للدنيا : أم دفر من هذا لأنها تَدْفَرُ أهلها . دفر في الحديث يُؤْكَلُ ما دفَّ ولايؤْكَلُ ما صفَّ . أي ماحَّرك جَنَاحيه من الطير كالحمام ونحوهِ دون ما صفهما كالنسور دفف والصُّقور ونحوها . فيه دفاً في مس . فاستدفّ في عل . يادَفَارِ في فر . يدَفُّون في قح . من دفئهم في نص . الأَدْفَر في قش . وادَفَرا في صد . دفن في سح
الدال مع القاف
النبيي صلى الله عليه وآله وسلم قال للنساء : إنكن إذا جُعْتُنَّ دَقعْتن وإذا شبعتن خَجِلْتُنَّ . الدَّقْع : الُّلصوق بالدَّقعْاء ; وهو التراب ذُلاَّ . والَخجَل : الأشر من خجل الوادي إذا كثر صوتُ ذبابة . دقع لاتحَلُّ المسألة إلا لذى فقْرِ مدقع أو غرْمٍ مُفْظِع أو دم موجع . هو اُلملصْقُ بالتُّراب لشدته ومنه قولهم : تَرِب إذا اْفَتَقر ; وأما أترب فمعناه : صار له من المال مثل التراب في كثرته ومثلٌه أَثْرىَ . المفظع : الشَّديد اُلمثْقلِ . الجدم المُوجع : أن يُتَحَمّل ديةً فيسعى فيها حتى يؤديها إلى أولياء المَقْتول وإن لم يؤدِّها قُتل المتحَّملُ عنه وهو أخوه أو حميمه فيوجُعه قَتْلُه . عمر رضي الله عنه استعمل قُدامه بن مظْعون على البَحْرين فشهدواعليه بشرب الخمر فَأتَوا به فقال : أئْتُوُني بسوط فأتاهُ أسلم مولاه بِسَوْطٍ دقيق فقال

عمر لأسْلمَ : قد أخذْتك دقْرارة أهِلك ; ائتني بغير هذا فأتاه بسوْطٍ تام فجَلدَه . دقر الدَّقرارةُ : واحدة الدقارير وهي الأباطيل وعادات السوء قال الكُمْيت : وإن ابيت من الأسرار هَيِنَمَةً ... على دقاريَر أحْكِيهاوأفْتعَلُ ...
والمعنى أن عادة السوء التي هي عادة منصبك وقومك في العُدولِ عن الحقِّ والعمل بالباطل قد نَزَعَتْكَ ; ووكان أسْلمُ عبداً بَجاوّياً . الدَّقَل في هد . وفي ذا
الدال مع الكاف
النبي صلى الله عليه وآله وسلم سأل جرير بن عبداللله البَجَلي عن منزلهِ بِبيشَة فقال : سهلُ ودَكَدَاك وسَلمَ وأراك وحْمِضُ وعلاك وبين مخله نخله ماؤنا ينْبوع وجنابنا مرِيع وشتاؤنا ربيع . فقال له : ياجرير ; إيّاك وسجع الكهان . ويروى أنه قال : شتاؤنا ربيع : وماؤنا يَمِيع أو يَرِيع لايقام ماتحها ويِحْسر صابحِهُا ولايَعْزبُ سارحُها ; فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : إن خير الماء الشَّجم وخير المال الغنم وخير المرْعَى الأراك والسَّلم ; إذا أَخْلفَ كان لجينا وإذا سَقَط كان درينا وإذا أكَلِ كان لَبِيناً . دكدك الدَّكَداك : الرَّمْل المتلبدَّ بالأرض غير الشديد الارتفاع . والعَلاَك والعَلكَ : شجر بالحجاز . يميع : يسيل يريع : يَثوبُ . الماتح : نازع الدلو أراد أن ماءهم سائح فلا يحااجون إلى إقامة ماتح . حَسَر يِحسِر : إذا أعيا . الصَّابح : الذي يَصْبحَ الإبلَ ; أي يسقيها صباحاً ; يعني أنه يوُردها الشريعة فلا يعيا في سقيها

السارح : النعم ; أي نبتها قريب من المنازل فَنَعُمهم لاتَعْزُب . الشَّبم : البارد وقيل : أنما هو السَّنمِ ; أي العالي على وجه الأرض أْخلفَ : أخرج الخلفة ; وهي الورق بعد الورق الأول . الَّلجِين : الورق يُدقُّ حتى يتلجّن ; أي يتلزَّح ثم تُوجَرُه الإبل . الدرين : حُطَامُ المرعى إذا قدم . اللبين : بمعنى الَّلابن ; من لَبْنَتُ القوم إذا سقيتُهم الَّلبَن كأنه يَلْبِن القوم : لأنه يُدرُّه ويُكْثُره . الآشعري رضي الله عنه كتب إلى عمر رضي الله عنه : إنا وجدنا بالعراق خيلا عِراضا دُكّاَ فما يرى أمير المؤمنين في أسْهامها ؟ فكتب إليه عمر : تلك البَراذَين ; فما قَارف العِتَاق منها فاجعل له سهما واحد وألْغِ ما سوى ذلك . الأدَكّ : العريض الظهر القصير ; من دَكَكْت الشئ إذا ألصقته بالأرض وناقة دكاء : لاسنام لها . دكك قارف : أي قاربها في السُّرْعة . بالدَّكَادك في مخ
الدال مع اللام
النبّي صلى الله عليه وآله وسلم قالت أم المنذر العدوّية : دخل علَّى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومعه علي بن أبي طالب عليه السلام وهو ناقةُ ولنا دوال معلقة فقام فأكل وقام على يأكل فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : مهلاً فإنّك ناقُة ; فجلس علي عليه السلام وآكل منها رسول الله صلى الله وعليه وآله وسلم ثم جعلت لهم سِلْقاً وشعيرا فقال له : من هذا أصب فإنه أوفق لك . دلأ الدّوالي : بُسْرُ يُعَلقَّ فإذا أرطب أكل وهي من التَّدلْيِة

يُؤتَى بالرجل يوم القيامة فُيلْقى في النار فَتَدْلَقِ أْقتَابُ بطنه فيدور بها كما يدور الحمار بالرحى فيقال : مالك ؟ فيقول : إني كنت آمر بالمعروف ولا آتيه وأنْهَى عن المنكر وآتيه . دلق الاندلاق : خروج الشئ من مكانه . الأقْتابَ : الأمعاء جمع قَتَب . إن أزواجَه صلى الله عليه وآله وسلم كن يَدْلَحن بالقرب على ظُهورهنَّ يَسْقِيَن أصحابه باديه خِدامُهَّن في غزوة أحد . / دلح الدَّلْح : أن يمشي بالِحْمل وقد أثقله منه سحائب دُلَّح . الِخداَم : الَخلاخيل جمع خدمة إ امرأةَ رأت كلبا في يوم حارٍ يطيف ببئر قد أدْلع لسانه من العطش فنزعت له بموقها فسقته فَغُفَر لها . دَلَع دلع لسانَه وأدلَعه : أخرجه ودَلَع بنفسه . ومنه حديثه صلى الله عليه وآله وسلم : يُبْعث شاهد الزُّور يوم القيامة مُدْلِعاً لسانه في النار . الموق : ضرب من الخفاف فارسيةُ معربة ويجمع أمواقا . عمر رضي الله عنه كتب إلى خالد بن الوليد : بلغني أنك دخلت الحمام بالشام وأن من بها من الأعاجم أعدوا لك دَلوكاً عجن بخمر وإني أظنكم آل المغيرة ذَرْء النار وروى : ذَرْوَ النَّار . دلك الدَّلُوك : ما تَدْلِك به جسدك من طيبٍ وغيره . الذَّرْء : أصله من ذَرَأ الأرض ; إذا بَذَرِها وذرأ فيها وزرع فيا الحبَّ : ألقاه فيها وزرع ذرئ ; ومنه قوله : ... شَقَقْتَ القلب ثم ذَرَأتْ فيه ... هواك فليم فالتأَم الفُطُور

فاستعير للخَلْق . ومنه قول ابي طالب : الحمد لله الذي جعلنا من ذُريّة إبراهيم وزرْع إسماعيل وناصبه فعل مضمر ; تقديره ذَرِتْم ذُرءاً للنار فحذف الفعل وأضيف المصدر إلى النار ومعنى إضافته إليها أنهم ذرءُوالها من قوله تعالى : ولقد ذَرَأْنا لجَنِهّمَ ; ويجوز أن يراد بالمصدر المفعول كالَخلقْ ويعمل النصُب فيه الظن على أنه مفْعول ثان . وأما الذَّرْو فقد قيل : ذَروَتْ بمعنى ذرأت أي بذرت فسبيلُه سبيلُ الذَّرْء ; وقيل : هو من ذرت الرّيحٌ التراب ومعناه تُذْروْن في النار ذَرْواً . إن رجلا أتاه فقال : إن امرأة أتتني أبايعها فأَدْخلْتُها الدَّوْلَج فضربت بيدي إليها . هو المخْدعَ وكذلك كل ماولجت فيه من كَهْف أو سرب فهو تَوْلج ودولج والأصل وَوْلج ; دلج " فوْعل " من الوُلوج فالتاء بَدَلٌ من الواو والدال من التاء . سلمان رضي الله عنه اترى هو وأبو الدَّرْدَاء لحماً فَتَداَلَحَاه بينهما على عود . التَّدالح : تفاعل من دَلَح بحمله والمعنى : وضعاه على عُودٍ واحتملاه آخذْين بِطَرفَيْه . دلح أبو هرُيَرة رضي الله عنه صل العشاء إذا غاب الشفق وادْلاَّم الليل من هنا ما بينك وبين ثلث الليل وما عجَّلْتَ بعد ذهاب البياض فهو أفْضل . هو افعالّ من الدُّلمْة ; كاحمارَّ من اُلحمْرة ; يقال ليل أدْلم : أسود مظلم دلم من هنا : أي من قبل المغرب وهذا الحديث حجَّةُ لأبي حنيفة رحمه الله في اعتباره الشّفق الأبيض . ابن الزبير رضي الله عنهما وقع حبشيُّ في بئر زمزم فأمر أن يُدْلُوا ماءها الدَّلُو : نشط الدّلْو وألإدلاء إرسالُها وأما قول العجاج : دلو ... يكشفُ عن جَمَّانة دَلْوُ الدّالْ ... عَبَاءَةً غَبْراءَ من أَجْنٍ طالْ ...
فقال المبِّرد : يريد الُمدْلِي ; ولكنه أخرجه على الأصل للقافية إذْ كانت الهمزة زائدة وهذا ردىء في الضرورة لأن الهمزة إنما زيدت لمعنى فمتى حذفت زال ذلك المعنى

ودخل في باب آخر وأنشد أبو عبيدة في مثل ذلك : ... يخَرْجُنَ من أجْوِاز ليل غاض ...
وإنما حقّهُ مغُضٍ . وقال أبو علي الفارسي : أراد الُمدْلِي فحذف الزيادة أو أراد دَلَوَ ذي الدَّلو كلا بِنَ تامرِ . وقال بعضهم : الدَّالي واُلمْدلي جميعاً صفتان للمستقى ; وكأنه قال : دلو المستقى ولو قيل : إنما قصد بقوله دلو الذال تزح النازح لأنَّ حقيقة نَزْح الماء واستقائه في الدَّلو لا في الإدلاء وعمله في كشف العرمض ابلغ من عمله ولأن النزع لايكون إلا بعد الإرسال ويكون عكس ذلك لكان فولاً وجًيها . دلك شفيق رحمه الله قال في قوله تعالى : أَقِم الصَّلوة لدُلُوكِ الشَّمِسْ . دلُوكُها : غروبها . قال : وهو في كلام العرب دَلَكَتْ بِراحِ . دلكت الشمس : إذا زالت وإذّا غابت قيل : لأن الناظر إليها يدلك عينه ونظيره : أفغر النجم ; إذا استوى على رءوسهم لأن الناظر إليه يفغر فاه . وقوله : براح فيه قولان : أحدُهما أنَّه جَمعْ راحة يعني أنهم يضعون راحاتهم على عيونهم ينظرون هل غربت ؟ قال : ... هذا مٌقامُ قَدَمَىْ رَبَاحْ ... ذَبَّب حتى دَلَكَتْ بِرَاح ...
الثاني أن بَراح بوزن قطام اسم للشمس وهي معدولة عن بارحة ; سُمِّيتْ بذلك لظهورها وانكشافها من البَراح : البراز وبارحة : كاشفة وعلة بنائها شِبْهُها بفَعَال في الأَمْر . ابن المسِّيب رحمه الله عمر رضي الله عنه لو لم يَنْه عن اُلمتْعة لاتخذها الناس دَوْلَسيّاً

الدَّوْلسىّ : الأمر الذي فيه تَدْليس وأصُله أن يستر البائع على المشتري عيب دلس السِّلعْة ; من الدَّلَس وهو الظلمة . والمراد : مُتْعة النكاح ; كان الرجل يشارِط المرأة بأجَلٍ معلوم على شىء يمتعها به يستحلّ به فَرْجها ثم يفارقها من غير تزوج ولا طلاق وإنما أٌحِلَّ ذلك للمسلمين بمكة ثلاثة ايام حين حجُّوا مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثم حَرُم ; فالمعنى : لو لم ينه عنها لكان أصحاب الريْب يتّخذونها سبباً وسلما إلى الزِّنا مدلِّسين به على الناس . مجاهد رحمه الله إن الأهل النار جناَباً يستريحون إليه فإذا أتوه لَسَعَتهْم عقاربُ كأمثال البغال الدُّلْم . الدُّلْمة : سواد مع طول ; رجل أدْلم وليل أدْلم ودَلمِ الشيءُ : اشتّد سوادُه دلم الحسن رحمه الله سئل أيُدَالِك الرجل امرأته ؟ قال : نعم إذا كان مُلْفَجاً . المدالَكة والمداَعكة والمماعَكة : المماطلة والمعنى مُطْله إياها بالمهر . دلك اُلمْلفَج بالفتح : المعِدم من قولهم : ألفْجَتَنْي إليك الحاجة ُ ; أي اضطَّرتْنِي ويقال : ألفْجَ إذا أفْلس فهو مُلْفج بالكسر . وليُدْلفُ ودَلَه عقلى في قح . ودَلّه في سم . الدُّلاَة في رع . دَلَوْنا في قف . دَلقْاءَ في حم
الدال مع الميم
النبيى صلى الله عليه وآله وسلم من اطلع في بيت قوم بغير إذنهم فقد دمر وروى : من سبق طرفه استئذانه فقد دَمَر . دَمَر على القوم هجم عليهم بمكروه ومنه الدّمار : الهلاك . وهجوم الشّر ; وقيل دمر للدخول بغير إذن دُمُور ; لأُّنُه هجوم بما يكره . والمعنى : إن إساءة المطلع مثل إساءة الدَّامِر

بينما هو يمشي في طريق إذا مال إلى دَمْثِ فيال فيه وقال : إذا بال أحدُكم فْلَيْرتَدْ لبوله . دمث دَمِثَ المكان دَمثاً : إذا لان وسهل فهو دَمث ودْمث ومنه دَماثه الخلق . الارتياد : افتعال من الرَّوْد كالابتغاء من البَغْي ومنه الرائد طالب المرْعى ; يقال : راد الكلأ وارتادَهٌ والمعنى : فليطلب مكاناً مثل هذا ; فحذف المفعوال لدلالة الحال عليه . من كذب على معتمدا فإنما يُدَمِّثُ مجلسه من النار أي يسهله ويوطِّئه بمعنى يهّيُئه للجلوس فيه . قال صلى الله عليه وآله وسلم لسعد رضي الله عنه يوم أُحد : ارم فدَاك أبي وأمي ; قال سعد : فرمَيْت رَجُلا بسهْم فقتلتُه ثم رُمِيتُ بذلك السَّهم أعرفُه ; حتى فعلتُ ذلك وفعله مرات فقلت : هذا سهم مبارك مُدَمُّي فجعلته في كنانتي ; فكان عنده حتى مات . دمو قيل لهذا السهم سهم مُدَمَّي وسهم أسود ; لأنه رُمِىَ به غير مةرة فُلطِّخ بالدم حتى ضربت حمُرْته إلى السواد ; والرماة يُتبركون بالسهام الكائنة بهذه الصفة . ومنه قوله : ... هلا رميت ببعض الأسهم السُّودِ ...
وعن بعضهم : هو مأخوذ من الدَّامِياء وهي البركة . في ذكر المسيحَ عليه السلام سبَطْ الشَّعْر كثير خِيلان الوجه كأنه خرج من ديماس . هو بالفتح والكسر السَّربَ لظلمته من الَّليل الدَّامس ; ويقال دَمسَتْه إذا أقبرته ; دمس وكان للحجاج سجن يعرف بالدِّيماس ; يعنى أنه في نُضْرة لونه وكثرة ماء وجهه كأنه خرج من كِنّ

من شق عصا المسلمين وفي إسلام دامج فقد خَلعَ ربقْة الإسلام من عُنقُه دمج وروى : في إسلام داجٍ . يقال : ليلة دامجة بمعنى داًجية ; وهي التي دَمَج ظلامها في كل شئ ; أي دَخَل : كما يقال وَقَب والمعنى شُموُل الأسلام وشياعة . والداجي : قريب من هذا وقد تقدّم ; وقيل : الدامج المجتمع المنتظم ودَمَج الأمر : إذا استقام ومنه الصلح الدُّمَاج . إن الناس كانوا يَتَبَايُعون الثِّمار قبل أن يْبُدوَ صلاحُها فإذا جدَّ الناس وحضر تقاضيهم قال المبتاع : قد أصاب الثمر الدَّمَان وأصابه قُشَام فلما كثرت خصومتهم عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال صلى الله عليه وآله وسلم : لاتبتاعوا الثَّمرة حتى يبدو صلاحها ; كالمشورة يٌشير بها لكثرة خصومتهم واختلافهم . الدَّمَان والدّمَال بالفتح : فساده وَعَفُنه قبل إداركه حتى يسوادّ من الدَّمْن دمن والدَّمال وهما السِّرْقين . القُشَام : انتفاضه قبل أن يصير بلَحاً وقيل هو أُكَالُ يقع فيه من القَشْم وهو الأكْل ومن قول العرب : ما أصابت الإبل مَقْشما ; إذا لم ِتصُبْ ما ترعاه . سعد رضي الله تعالى عنه كان يَدْمُل أرضَه بالُعَّرة وكان يقول : مِكْتل عُرَّة بمكتل بُرَّة . دَمل َالأرضِ : تسميدُها ; لأنه يُصْلحها من دَمَل بين القوم إذا أصلح دمل واندمل اُلْجرْح . المكتل : به الزِّنبيْلِ من كَتلَه إذا جمعه ورجل مُكتَّل الْخلق ; لأنه آلة لجمع ما يجمع فيه . العُرَّة : العَذرَة

خالد كتب إلى عمر رضى الله عنهما : إنّ الناس قد دَمقُوا في الخمر وتزاهدوُا في الحدّ
دمق هو من دَمَق على القوم ودَمَر إذا هجم ; والمعنى : إنهم تهافتوا في مُعاقرتِها تَهافُتاً . وهب رحمه الله في قصة إبراهيم أنه وإبنه إسماعيل عليهما السلام كانا يبنيان البيت فَيْرفعان كلَّ يوم مْدمَاكاً
دمك الصفّ من اللبن والحجارة سافُ عند أهل العراق وعند أهل الحجاز مِدْماك وهو من الدَّمْك وهو التَّوثيق . ورجل مَدْمُوك الخَلقْ : معصوبه . ومنه الحديث : كان بناء الكعبة في الجاهلية مِدْمَاك حجارة ومِدْمَاك عيدانٍ من سفينة انكسرت . النَخعّى رحمه الله تعالى كان لا يرى بأسا بالصلاة في دِمَّة الغَنم
دمم قلب نون الدِّمنة لوقوعها بعد الميم ميما أدغمت الأولى في الثانية وذلك لتقاربهما واتفاقهما في الغُنّة والهواء . قال سيبويه : وتدغم النون مع الميم نحو : عمطر لأن صوتهما واحد ثم قال : حتى إنك تسمعُ الميم كالنون والنون كالميم حتى تبيِّن الموضع ; ولهذا جمعوا بينهما في القوافي في كثير من الشعر . وقيل الدِّمّة : مربض الغنم ; لأنه دم بالبول والبعر من دمَمْتُ الثوب إذا طليته بالصبغ وِقْدُرِ دَمِيم مطلية بالطّحالَ ودَّم البيت : طَيَّنه . دًمْية ودَمِثاً في شذ . دَمِثات في اه . وفي حم . دَمّيتها في قت . الدّمَاث في بش . الدال مع النون النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم سأل رجلا : ما تدعو في صلاتك ؟ فقال : أدعو هكذا وكذا وأسأل ربى الَجنَّة وأتعَّوذُ به من النار فأمّا دَنْدَنَتكُ وَدْندنّةُ معاذ فلا نُحْسُنِها . فقال له صلى الله عليه وآله وسلم : حولهما ندندن . وروى : عنهما نُدَنْدِن
دندن هي كلامٌ أرْفَعّ من الهْينَمة تُردَّده في صَدْرِك تسمع نَغَمته ولا يفُهْم

ومنه : دَنْدَنَ الرجل : إذا اختلف في مكان واحد مجيئاً وذهاباً . ويجوز أن يكون في المعنى من الدنن وهو التَّطامَن يقال : نبْتُ أدنّ وفرس أدَنّ ; لأنه يخفِض صوته وُيَطأْمِنُه . ووحَّد الضمير في قوله : فلا نحُسِنُها ; لأنه يضُمَر للأول كقوله : ... رمانى بأمْر كنتُ منه ووالدى بريّاَ ...
الضمير في حولَهما للجنة والنار . والمعنى : ما تُدَنْدنُ إلا حول طلب الجنة والتعّوذ من النار ومن أجْلهما ولا مباينة في الحقيقة بين ما نَدْعوُ به نحن وبين دعُائك . وأما عَنْهما نُدَنْدِن . فالمعنى أن دَنْدَنَتَنَا صادرةٌ عنهما وكائنه بسببهما . الأوْزاعىّ رحمه الله سئل عن المسلم يُؤْسَر فَيريُدون قتله فيقال له : مد عنقك ; أيمدّ عُنُقهَ وهو يخاف أن يفعل أن يمثل به ؟ فقال : ما أرى بأسا إذا خاف إن لم يفَعْل يُمَثلَّ به أن يُدَنِّق في الموت
دنق أي يدنو منه ويدخل فيه ; من دنقت الشمس إذا دنتْ من الغروب ودنقت عينه : غارت ; وتقديرهما : ما أرى به بأسا في ان يُدَنَّق ; فحذف الجار مع أن . في الحديث سَمُّوا ودَنُّوا وسَمِّتُوا
دنو هذا في الطعام أى سَمُّوا الله وكلوا مِمَّادنا منكم وادعوا للُمطْعِم بالبركة . الدال مع الواو النبي صلى الله عليه وآله وسلم نهى أن يُبال في الماء الدائم ثم يُتوَضَأَّ منه
دوم هو السَّاكن ; دام الماء يدَوُم واَدمْتُه أنا . ومنه تَدْويُم الطائر ; وهو أن يتركَ الخَفَقَان بجناحيه في الهواء . ودوام الشىء : مُكْثُه وسُكْونُه . إن الزمان قد اسْتَدارِ كهيئته يوم خلق الله السمواتِ والأرضَ السنة اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم ثلاث متواليات : ذو القَعْدة وذو الحِجَّة والمحَّرم ; ورَجَب مُضّر الذي بين جُمادَى وشَعْبان

دور استدار بمعنى دار . قال : ... كما يَسْتديِر الحمار النَّعر ...
والمعنى : أن أهل الجاهلية كانوا يقاتلون في المحرم ويَنْسئون تحريمه إلى صفر فإذا دخل صَفَر نسئوه أيضا واهكذا ; إلى أن تْمَضْى السنة فلما جاء الإسلام رجَع الأمر إلى نصابه ودارت السنة بالهيئة الأولى . قال : ثلاث ذهابا إلى المدُد كقوله : ثلاث شخوص لأنه ذهب إلى الأنفس . اضاف رجَباً إلى مضر لأنهم كانوا يعظمونه . في قصة خيبر : لأٌعطيَّن الراية رجلا يفتح الله على يَدَيْه ; فبات الناس يَدُوكون فلما أصبحَ دعا عليا فاعطاه الراية فخرج بها يؤُجّ حتى ركَزها في رَضْمِ من حجارة تحت الحِصْن
دوك أي يخوُضون فيمن يَدْفَعهُا إليه ومنه : وقعوا في دَوْكة ودُوكة . يَؤُجُّ : يُسْرع ويُهَرْول . قال : ... يَؤجُّ كما أجَّ الظَّليُم اُلمنَفَّر ...
الرَّضْم : صخور كالجُزور متراكمة يقال : بَنَى دَارَه فَرضَمَ فيها الحجارة . قال له صلى الله عليه وآله وسلم رجل : يا رسول الله ; ما تركت من حاجَّة ولا داجَّة إلا أتيتُ قال : أليس تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ؟ قال : بلى . قال : فإن هذا بذاك . وروى : إن أبا الطويل شطباً الممدود أتاه فقال : يا رسول الله أرأيت رجلا عمل الذنوب كلها وهو في ذلك لا يترك حاجة ولا داجة إلا اقتطعها بيمينه هل له من توبة ؟ قال : هل أسلمت ؟ قال : أما أنا فأشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله قال : نعم قد عمل الخيرات بترك الشهوات يجعلهن الله لك خيرات كلها

دوج الدَّاجَّة : إتباع وعَيْنُها مجهولة الشأن فحملْت على الأغلب لأن بنات الواو من المعتل العين أكثر من بنات الياء . والمعنى : أنه لم يبق شيئا من حاجات النفس أو شهواتها أو معاصيها إلا قضاه . وأما الداجة فقد مضى تفسيرها ; والمراد الجماعة الحاجّة والداجّة . في أليَسْ ضمير الأمر والشأن . مَثَلُ الجليس الصالح كمثل الدَّارِىّ إن لم يُحذْكِ من عطْره عِلَقكَ من ريحه وَمثَلُ الجليس السَّوْء كمثل الكير إن لم يحُرْقْك من شرار ناره عَلِقَك من نَتنْه
دور الدَّارىّ : العطار نسب إلى دَارين بلد يُنْسبَ العطْر إليها قال : ... إذا التاجر الدَّارِىُّ جاء بفْأْرةٍ ... من الِمسْكِ راحَتْ في مفارقه تجرى ...
الإحْذاء : الإعطاء والحَذَّية والحُذْيا : العطية . كِير الحديد : المبنى من الطين ويكون زِقّه أيضا وقيل : الكير الزقِّ والكُور من الطين ويوُشك أن تكون الياء فيه عن الواو ويكون بابهما واحدا وفُرِّق بين البناءين بضّم الفاء وكسرها واشتقاقهما من الكَوْر الذي هو ضد الحَوْر ; لأن الريح تزيد فيهما عند كل نفخة وتُنقص ; وكَلاِ تفسيري الكِير له وجه ها هنا أما المبنى فظاهر أمره ; واما الزِّق فلأنّه سببُ حياة النار فجازت إضافتها وما يتعلق بها إليه . السْوء : الرَّداءة والفساد فوصف به كما يوصف بالمصادر . وقال أبو زيد : سمعت بعض قيس يقول : هو رجل سوء ورجلان سوءان ورجال أسوْاء واكثر الاستعمال على الإضافة تقول : رجل سوْءٍ وعمل سوء . ومنه قوله تعالى ظَّن السَّوْءِ . ألا أنْبٌئكم بخير دور الأنصار ؟ دُورُ بنى النَّجار ثم دُورُ بنى الأْشَهل ثم دورُ بنى الحارث ثم دُورُ بنى ساعدة وفي كل دور الأنصار خير . دُور القوم وديارُهم : منازل إقامتهم ومنه قولهم : ديار ربيعة وديار مُضر للبلاد التى أَقاموا بها وأما قولهم : دُورَ بنى فلان يريدون القبائل ومَرّت بنا داُر بنى فلان ; أىْ جماعٌتهم وكذلك قولهم : بيوت العرب بيوتاتُها والمراد أحياؤها

وهى في الأصل الأخبية فعلَى أن أصَله أَهلُ الدُّور وأهلُ البيوت فحذف المضاف واستمر على حَذْفه كقولهم : قريش وُمضَر . ومنه الحديث : ما بقيت دارٌ إلا بنى فيها مسجد ; أى قبيلة . قال صلى الله تعالى عليه وآله وسلم : من سِّيدُكم يا بنى سلمة ؟ قالوا : الجَدّ بن قَيْس على انا نُبَخِّلُه . فقال : وأىُّ داءِ أدْوَأ من البُخْل ؟ بل سِّيدكم الجَعْد القطط عمرو بن الجَمُوح فقال بعض الأنصار : ... وُسِّود عَمْرو بن الَجمُوح لجُوده ... وحَقَّ لعمرو ذى الندى أن يُسَّودا ... إذا جاءهُ السُّؤْالُ أنهْب ماله ... وقال خذوه إنه عائد غداَ ... وليس بخاطٍ خَطْوةَ لدنيةٍ ... ولا باسطٍ يوما إلى سوءةٍ يدا ... فلو كنتَ يا جدّ بن قيس على التى ... على مثلها عمروٌ لكنت المسوَّدا ...
دوأ داء الرجل يدَاءَ داء فهو داءً والمرأة داءةٌ وتقديرهما فعل وفعلة . وفي كلام بعض الأعراب : كحلنى بما تُكحل به العيون الدّاءة ; فهو نظير شَاء في أن عينه حرف عّلِة ولامُه همزة أصلية غير منقلبة واما دَوِىَ يدوْى دوىَ فهو دوِ فتركيبُ برأسه . وليس لقائل أن يقول : إن دَاءٌ من دوى قلبت واوُه ألفا وياؤه همزة وجمع بين إعْلالِيْن . الَجْعد : الكريم الجواد وإذا ذُكِرَتِ اليد فقيل : جَعءد اليدين وجَعْد البَنِان وجَعْد الأصابع فهز اللئيم البخيل ويقال في ضدّه : سَبْط البنان ويده سَبْطة . وقد جاء القَطط تاكيدا له في المعنيين جميعاً ; فقالوا : للكريم : جَعْد قَطَط والّلئيم جَعْد اليدْين قطط قال : ... سمَحْ اليدين بما في رَحْل صاحبه ... جَعْد اليدين بما في رحله قَطَطٌ ...
والقول في ذلك أن اليد إذا وصفت بالجعودة فقد وصفت بالانقباض الذي هو ضد الانبساط وهذا ظاهر أما وصف الرجل بذلك فلأنّ الغالب على العرب جُعٌودة الشعر وعلى العجم سُبوطته . قال : ... هل يُرْويِنْ ذَوْدَكَ نزْعٌ معد ... وساقيان سَبِطٌ وجَعْدُ

قالوا : يعنى بالبَّسْط العجمىّ والجَعْد العربى لأنهما لا يتفاهمان كلامهما فلا يشتغلان بالكلام عن السقى فهذه في الأصل كناية عن خُلُوّة من الهجنة وخُلوصه عربيا ومتى أثبت له أنه عربي تناوله المدح وردفه أن يكون كريما جواداً . التَّى : أراد الصفة التى أو العادة التَّى . حذيفة رضى الله عنه ذكر الفتن فقال : إنها لآتَيُتكُمْ ديماَ ديَماً
دوم الدِّيمُة : المطر يدُوم أياما لا يُقْلعِ ; فهى فْعِلة من الدَّوام وانقلاب واوها ياء لسكونها وانكسار ما قبلها . وقولهم في جمعها ديم وإن زال السكون لحمل الجمع على الواحد وإتْباعه إياه ; شبهَّها بهذه الأمطار وكرر أراد أنَّها تترادف وتمكث مع ترادفها . ومنه حديث عائشة رضى الله تعالى عنها : إنها سئلت : هل كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يفضل بعض الأيام على بعض ؟ فقالت : كان عمله دِيَمةً . ابن عمر رضى الله عنهما قَطَعَ رجل دَوْحَةً من الحرم فأمره أن يعتق رقَبَةً
دوح هى الشجرة العظيمة من أىّ شجر كانت . قال : ... يَكُبُّ على الأذْقَانِ دوْحَ الكَنَهْبُل ...
وانْدَحَتٍ الشجرة . ومَظَّلةُ دوحة ; أى عظيمة . عائشة رضى الله تعالى عنها كانت تأمُر من الدُّوَام بسبع تمرات عَجْوة في سبع غَدَوات على الرِّيق
دوم الدَّوَام : الدوار ودِيم به مثل دِير به ; ومنه الدُّوَّامة لدورانها . العجوة : ضرب من أجود التمر

الحجاَّج يوشك أن تُدَالَ الأرض مّنا فَلَنْسكُننّ بطنها كما علَوْنا ظهرها ولتأكلَنَّ من لحومنا كما أكلنا من ثمارها ولتشربَنّ من دمائنا كما شربنا من مائها ثم لتُوجَدَنَّ جُرُزاً ثم ما هو إلا قولُ الله : ونفُخَ في الصُّور فإذا هُمْ من الأجْداثِ إلى ربِّهْم يَنْسلُون
دول أي تجُعْلَ للأرض الكَّرة علينا ; تقول : أدال الله زيداً من عمرو مجازا : نزع الله الدَّوْلة من عمرو فآتاها زيدا . وفي أمثالهم : يُدَال من البِقاع كما يدَال من الرجال . أى تُؤخذ منها الدُّوَل . قال المبِّرد : أرض جُرزُ وأرضُون أجْراز : إذا كانت لا تُنْبِت شيئا وتقدير ذلك انها كأنها تَأْكل نبتَها فلا تبقى منه شيئا من اَلجْرز وهو الاْسِتْئصال . هو : ضمير الشأن أى ما الشأن إلا قول الله تعالى
دوح في الحديث كم من عَذْقٍ دوَّاح في الجنة لأبى الدَّحْدَاح . قيل هو العِظيم فَعَّال من الدَّوْحة . ودائس في غث . دَوْماء الجندل في ند . دَيْموُمة ودَوِيةً ودَوْهصها ودَوْفصها في عب . من الدَّواىّ في ين . ديما في حى . الدَّأم في سأ . الدال مع الهاء النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم لا تَسُبوُّا الدَّهَر فإن الدّهَرهو الله . وروى : فإن الله هو الدهر
الدهر الدهر : الزَّمان الطويل وكانوا يعتقدون فيه انه الطارق بالنوائب ولذلك اشتقوا من اسمه دهر فلاناً خطبٌ ; إذا دهاه وما زالوا يَشْكُونه ويَذُمّونه . قال حُرَيْث : ... الدَّهْرُ أَيَّتما حالٍ دَهارِيُر

أى دواهٍ وخطوب مختلفة وهو بمنزلة عَباديِد في أنه لم يستعمل واحده قال رجل من كَلْب : ... لحَا الله دهراً شرُّة قبل خيره ... تقَاضى لم يُحْسِنْ إلَّى التَّقاضيا ...
وقال الشَّنْفرى : ... بَزنَّى الدهر وكان غشوما ...
وقال يحيى بن زياد : ... عذِيرىَ من دهر كأنى وترتُه ... رهينٌ بحبل الوُدِّ أن يتقطَّعا ...
فنهاهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن ذمِّه وبيَّن لهم أن الطوارقَ التى تنزل بهم مُنْزِلُها الله عزّ وسلطانه دون غيرِه أنّهم متى اعتقدوا في الدهر أنه هو المْنزِل ثم ذمّوه كان مرجِعُ المذَّمة إلى العزيز الحكيم تعالى عن ذلك عُلُوْاً كبيرا . والذي يحقق هذا الموضع ويفصل بين الروايتين وهو أن قوله : فإن الدهر هو الله حقيقته : فإن جالب الدهر هو الله لا غُيره فوضع الدّهْرِ عندهم بْجلب الحوادث . ومعنى الرواية الثانية : فإن الله هو الدهر فإن الله هو الجالبُ للحوادث لا غير الجالب ردّا لاعتقادهم أن الله ليس من جَلْبها في شىء وان جالبها الدهر ; كما لو قلت : إن أبا يوسف أبو حنيفة كأن المعنى أنه النهاية في الفِقْه لا المتقاصر . هو : فصل أو مبتدأ خبره أسم الله أو الدهر في الروايتين . عن عبدالله بن مسعود رضى الله عنه إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أقبل من اُلَحْديَبيةِ فنزل دهَاساً من الأرض فقال : من يَكْلؤُنا الليلة ؟ فقال بلال : أنا ثم ذكر أنهم ناموا حتى طلعت الشمس فاسْتيقظَ ناس فقلنا : أهْضُبوا
دهس الدَّهْس والدًّهَاس : ما سهٌل ولان من الأرض ولم يبلغْ أن يكونَ رمْلاً . قال : ... وفي الدَّهَاس مِضْبُر مُواثُمِ

هضبوا في الحديث : أفاضوا فيه بشدة من هَضَبَتِ السماء إذا وقع مطُرها وقْعاً شديدا ; كرهوا أن يُوقظُوه فأرادوا ان يستيقظ بكلامهم . من أراد المدينة بدَهِمْ أذابَه الله كما يذوبُ اُلمِلحْ في الماء
دهم قال المبِّرد : يقال للعامة الدَّهْماء يراد أنهم قد غطّوا الأرض كما يقال عليك بالسواد الأعظم وعلى ذلك يقال في كثرة جاءهم الدَّهمْ قال : ... جئنا بِدَهْمٍ يِدْهَمُ الدُّهُوما ... مَجْرِ كأنَّ فوقه النُّجوما ...
ومنه الحديث : إن ابا جهل يَشْعُر بعسكر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم بدر حتى تَصَايَح الفريقان ففزع أبو الحَكَم فقال : ما الخبر ؟ فقيل : محمد في الدَّهْم بهذا القَوْز فأخذتْه خوَّة فلا ينطْق . القوز : الكثيب المستدير . الخوة : أصلها الفترة التى تصيب من الخَوَى وهو الجوع فاستعيرت وفيها دليل على ان لام خوى واو وأنه مثل قوى من القوَّة . ومن الدَّهْم حديث بشير بن سعد رضى الله عنه : إنه خرج في سرَيَّة إلى فدَك فأدركه الدَّهْم عند الليل فأصيب أصحابه وولَّى منهم من وَلَّى وقاتل قتالا شديدا حتى ضرب كُعبه وقيل : قد مات . يُضَربَ كعب الصَّريع في المعركة فإن لم يتحرك أوقن بموته . عمر رضى الله تعالى عنه لو شِئتُ أن يُدَهْمَقَ لىِ لفَعْلتٌ ذلك ; ولكنَّ الله عاب قوماً فقال : أذْهَبْتُمْ طَيبَّاِتكُمْ في حياتكُم الدُّنْيا واْسَتْمْتعُتمْ بَها
دهمق الدَّهْمقَة في الطعام : التجويد واْلتِليين يقال : وتَرٌ مُدهَمْقَ إذ جاء به فاتِلُه مُسْتوَياً وقِدْح مدهمق : مستوى المتْن نقىّ من العيوب وسُمِّى مٌدْرِك الفَقْعسى مُدَهْمِقاً لتجويده شعره . العباس رضى الله تعالى عنه قال عببدالله : إنه ربماَ سمعت العباس يقول : اسقُونى دِهاقاً
دهق أي كأسا مُتْرعَةً وكأنها التى تَدْهَقُ ما فيها أي تُفْرِغُ ; لشدة امتلائها يقال : دَهَق الماء دَهْقَا إذا أفْرغه=

2. الفائق في غريب الحديث
المؤلف : محمود بن عمر الزمخشري

وإنما ذكر هذا ابن عباس استشهاداً لقوله تعالى : وكَأساً دهَاقاً . حُذَيفْة رضى الله تعالى عنه ذَكَرَ الفْتِنَة فقال : أَتْتكم الدُّهَمْياء ترمى بالنشَّف ثم التى تليها ترمى بالرَّضف والذي نفْسي بيده ما أعْرف لى ولكم إلا أن نَخْرجُ منها كما دخلْنا فيها !
دهم هي تصغير الدَّهْماء ; وهى الفتنة الُمظْلمة وهو التصغير الذي يقصد به التعظيم . النَّشفُ : جمع نَشْفَة ; وهى الفْهِر السَّوْداء كأنها مُحْرَقَة . الرَّضَفُ : الحِجَارة المحمَاة والواحدة رضفة . ذكر تتابع الفتن وفظاعة شأنها وضرب رميها بالحجارة مثلا لما يصيب الناس من شرها ثم قال : ليس الراى إلا أن تنجلى عنا ونحن في عدم التباسنا بالدنيا كما دخلنا فيها . دهس فى به . الدُّهقان في قر . المُدْهن في صب . يدّهن بالبعير في دى . دَهَارير في رج . فتدَهْدَى في ثل
الدال مع الياء
النبي صلى الله عليه وآله وسلم خرج الأعشى واسمه عبد الله ابن لبيد الأعور الحِرْمازِى في رجب يَمير اهله من هَجَر فهربت امرأته بعده ناشزاً عليه فعاذت برجل منهم يقال له : مُطرَّف بن بهضل فجعلها خلفْ ظهره فلما قدم أتى النبَّي صلى الله عليه وآله وسلم فعاذ به وأَنْشأ يقول : ... يا سيَّد النَّاس وديَّان العرب ... إليك أشْكو ذْربةَ من الذِّرَبْ ... كالذَّئْبَة الغَبْساء في ظل السَّربْ ... خرجتُ أُبْغيها الطعام في رجَبْ ... فَخَلفَتْنى بنزاع وحَرَبْ ... أخْلفَتَ الوعْد ولطَّت بالذَّنبْ ... وقذفْتِنى بين عِيصٍ مؤْتشِبْ ... وهُنَّ شر غالبٍ لم غلبْ

فجعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يتمثلها ويقول : ... وهن شَرٌّ غالبٍ لمن غَلَبْ ...
يكرَّر ذلك عليه . وكتب إلى مطِّرف : انظر امرأة هذا معاذةَ فادفعها إليه
دين الدَّيَّان : فَعَّال من دان الناس إذا قهرهم على الطاعة . يقال : دْنُتُهمْ فَدَنُوا أى قهرتهم فأطاعوا . ومنه حديثه صلى الله عليه وآله وسلم : الكَيسّ من دانَ نفسه وعمل لما بعد الموت والأحمق من أتْبعَ نفسه هواها ثم تمنىّ على الله . الذِّرْبة : فَعِلة منقولة من قعلة ; كما تقول في كلمة : كلمة وفي مِعَدة مِعْدة . يقال : ذَرِب الرجل ذَرِباً وذَرَابةً : إذا صار حاد اللسان فهو ذَرِب وهى ذَريِة وذَرِب لسانه ; وصفها بالسَّلاطة . وقيل : ذَرَبُ اللسانِ : سرعته وفساد منطقه ; من ذربت مَعِدتُه إذا فسدت . وعن أبي عبيدة : هو سرعة اللسان حتى لا يثبت الكلام فيه كذرب المعدة وهو فساد المعدة حتى لا يثبت الطعام فيها . وقيل : الذَّرْبَة الفاسدة لمكرها وخيانتها . الغُبْسةَ : الغُبْرة إلى السواد . بغاه الشىء : طلبه له يقال : أبغنِى كذا وابغاه عليه : اعانه على بُغَائِه . فخلفَتنى : أىْ بقيت بعدى . بنزاع وحرب أى مع خصومة وغضب يقال : حرب حرباً إذا غضب وحَربة غُيره ; يريد نشُوزَها عليه بعد حيلة وعياذها بمطرِّف ; ولو روى فَخَلفَّتنى كان المعنى : فتركتْنى خلفهْا بنزاع إليها وشدة حال من الصَّبْوة إليها كأنه يدعو بالويل والحرب وراءها وهو من حُرِبِ الرجل ماله فهو حرب . لطَّت الناقة بذنَبها ; إذا أَلزْقته بحيَاها ومنه قيل للعِقْد للصُوقة بالنَّحر وهى تفعل ذلك إذا أبَتْ على الفحل ; فهذه كناية عن النشُّوز وقيل : لما أقامت على أمرها ولزمت أخلافها وقعدت عنه كانت كالضارب بذنبه الُمْقِعى على أسته لا يبرح . العيصُ : الشجر الملتفّ الكثير . والمؤتشب : الملتف الملتبس ضربه مثلاً لالتباس أمره عليه . اللام في قوله لمن غلب متعلّق بشرّ كقولك : أنت شرُّ لهذا منك لهذا

وأراد لمن غلبه فحذف الضمير الراجع من الصلة إلى الموصول . فإن قيل : هّلا قال : وهن شر غالبات لمن غَلَبْنَه على ما هو حق الكلام ؟ فالجواب انه أراد أن يُبالغ فقصد إلى شىء من صفة ذلك الشىء أنه شر غالب لمن غلبه ثم جعلهن ذلك الشىء فأخبره به عنهن كما يقال : زيد نَخْلة إذا بولغ في صفته بالطول . يقال تمثلت حاتما وتمثلت به . انظر امرأته أى اطلبها يقال : انظر لى فلانا نظرا حسنا وانظر الثوب أين هو . فادّانَ في سف . دُيِّث في سو . دينها في وض . الدّيّوث في شر . ودَيَّخَها في زف . من دين في رب . يُدين في خب . وأداخ ودان في حم . ديتهم في رح . آخر الدال

حرف الذال
الذال مع الهمزه النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قيل له لما نهى عن ضرب النساء : ذَئِرَ النساء على أَزْوَاِجِهنَّ
ذال أي نَشَزْنَ عليهم وأجترأن وإمرأة ذَئِرِ : ناشز ; ومنه المَذائِرَ من النوق وهي التي لا تَرْأم ولَدَها ولا تَدِرّ عليه . مرّ بجارية سَوْدَاء وهي تُرَقِّصُ صبياً لها وتقول : ... ذُؤَالُ يا بْنَ القوم يا ذُؤَالَهْ ... يَمْشِي الثَّطَا ويجلس الْهَبْنَقَعَهْ ...
ذأل فقال : لا تَقُولي ذٌؤَال فإنّ ذؤال شُّر السباع . ذُؤالة : عَلمٌ للذئبِ كأسامة للأسد ولذلك رَخَّمَتهْ وإمتناعهُ من الصرف لهذا وللتأنيث . وفي أمثالهم : خَشِّ ذُؤالَة بالحِبالَة وهو من ذَأَلَ ذَألَاناً إذا أسرع ألاَ ترى الى قولهم : أَعْدَى من الذِّئب وجمعه الذًّؤًلان كالذًّؤْبان . القوم : الرجال خاصّة وقولهم : فلان من القوم في موضع المدح معناه أنه من الرجال الذين حقّوا أن يطلق عليهم هذا الأمر لإستكمالهم شرائطَ الرُّجولية وكذلك يا بن القوم ويابنة القوم . الثَّطى والثَّطَاة : إفراط الحمق ورجل ثَطٍ والمعنى تمشى مَشْىَ ذي الثّطَا فحذفت المضافَ والمضافَ إليه جميعاً أو جعلت المشى نفسه ثطاً مبالغة . الْهَبَنْقَعَةَ : أن يُقْعِيَ ويضمَّ فَخِذَيهْ ويفتحَ رجليه . عن الزِّبْرِقان بن بدْر رضي الله عنه : أبغَضُ كَنَائِنى الىّ الطّلُعةَ الخُبأَةَ التي تمِشْى الدَّفِقَّى وتجلس اْلَهَبْنَقَعة

جعلته ذئباً متفّئلة فيه المضَاء وُالْجْرأة ثم وصفت حالَ قُعوده ومشيِه في إبّاَن الطّفَولة والغَرارة ولم تقصد الذَّمّ . حُذيفَة رضى الله عنه قال لُجندُب بن عبد الله البَجَلّى : كيف تصنع إذا أتاك مثل الوتَدِ أو مثل الذؤّنْوُن قد أتُى القرآن من قبل أن يؤتى الإيمان يَنْثُرُه َنثْرَ الدقل فيقول إتّبَعْنِيِ ولا أتبِعّك
ذأن الذّؤْنُونُ : نبت ضعيف طويل له رأس مُدَوَّر وربما أكلَه الأعراب ; يقال : خرجوا َيَتذءَنوُن قال الفرزدق ... . عشية وَلِيم كأنَّ سُيوُفَكُمْ ... ذَآنينُ في أَعْنَاقِكُمْ لم تُسَلَّلِ ... وهو فُعْلُول من ذَأَنَه إذا حَقَّرهَ وُضَعَّف شأنهَ . الدَّقلَ : تمرْ رَدِىء لا َيَتلاَصقُ فإذا نُثرَ تَفَرَقَّ وإنفردتْ كلّ تمُرة عن أختها ; يريد أنه يَهُذُّ القرآن هذَّا والمعنى : ما تصنع إذا أتاك رجل ضالّ وهو في نحافة جسمه كالوِتَد أو الذّؤُنوُن لكدّه نفسه بالعبادة يخدعك بذلك ويَسْتضتْبعِكُ . الذال مع الباء النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم نهى عن ذبائح الجنّ
ذبح كانوا إذا اشتْروًا داراً واستخرجوا عُيْناً ذبحوا ذبيحةً مخافة أن تُصِيَبهم الجنّ ; فأضُيفت الذَّبائح الى الجنّ لذلك أهل الجنَّة خمسة أصناف ; منهم الذي لا ذَبْرَ له
ذبر الذَّبْر : القراءة والزَّبْر : الكتابة في لغة هُذَيل ولم يفّرق سائُر العرب بينهما ويقال : ذَبَرْتُ الكِتاب إذا قرأته قراءة سهلة خفيفة وكتاب ذَبْر : سهل القراءة . قال ذو الُّرمَّة : ... أقوُل لنفسى واقفاً عند مُشْرِفٍ ... على عَرْضَاتٍ كالذَّباِرَ النواطق

- فالمراد : لا نُطْقَ له من ضَعْفه وقيل : لا لسانَ له يتكلم من ضعفه فتقديره على هذا : لاذا ذَبْرَ له أى لا لسان له ذا مَنَطْقِ فحذف المضاف الذي هو ذو . ويجوز أن يراد لا فُهْم له من ذَبَرْتُ الكتابَ إذا فهمته وأتقنته . قال إبن الأعرابيّ : الذابر : الُمتِقْن . عاد البراَء بن مَعْرور وأخذته الذّبُحْة فأمر من لَعَطه بالنار . الّذُبْحة والذّبُحَه والذّبُاحَ : أنْ يتورَّم الحلق حتى ينطبق ولا يسوغَ فيه شىء
ذبح ويمنع من التنُّفس فيقتُل . وروى أبو حاتم عن أبي زيد أنه لم يعرفها بإسكان الباء . اللعط : الكىّ بالنار في عَرْض العنق من الشاة الّلعطاء ; وهي التي بعْرض عنقها سواد ومنه لَعطَه بأبيات إذا وسمه بهجاء وقيل : لعطه مقلوب من علطه وإذا استوى التصّرف سقط القول بالقلب . في حديث أحد : لما قصّ رؤياه التي رآها قبل الحرب على أصحابه قال : رأيت كأن ذُبَابَ سَيفْي كُسرِ فأَّولْت ذلك أنه يصابُ رجلٌ من أهْلى . فُقِتل حَمزْة عليه السلام في ذلك اليوم . ذُبَاب السَّيفْ : طَرفَه الذي يضرب به من الّذب وهو الَّدفْع وُذَباباً أذنى
ذبذب الفرس : هما ما حدّ من أطْرافهِما . صلبَ رجلا على ذُبِاَب . هو جبل بالمدينة . قال وائل بن حجر : أتيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولي شَعْر طويل فلما رآه قال : ذُباَب ذُباب . قال : فرجعت فجزرته ثم أتيته من الغد فقال : أني لم أعْنِك وهذا أحسن . هو الشؤم والشّر ; يقال : أصابك ذُبابٌ من هذا الأمر ورجل ذُبَابّى :

- مَشْئُوم فكأنه مثل الشََّذاة في أنه إستعاره قال أوس : ... وليس بطارقِ الجاراتِ مّنِي ... ذُبابٌ لا يُنِيمُ ولا ينامُ ...
أى أذى وشر . جابر رضي الله عنه سرتُ مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في غَزاة فقام يصلَيّ وكانت علىَّ بُرْده فذهبيت أخالف بين طَرَفْيها فلم تَبْلغُ وكانت لها ذَباَذب فنكستهُا وخالفت بين طَرفَيها ثم توَاقصتُ عليها لئلا تسقط فنهاني عن ذلك وقال : إن كان الثوبُ واسعاً فخالف بين طَرفَيه وإنْ كان ضَيّقاً فاْشدُدْهُ على حَقْوِك . أراد بالذّباذب الأهداب لأنها تَنوُس وتتذبذب ومنه قيل لأسافل الثوب : ذَلاَذل وذباذب وقيل في واحدها ذِبذْبِ بالكسر . التوّاَقصُ : الَّتشَبّهُ بالأوقْصُ وهو القصير الُعنقُ يريد أنه أمسك عليها بعنُقه لئلا تسقط . ذهب يفعل بمنزلة طفِق يَفْعل وليس ثَمّ ذهَابَ . مَرْوان أُتى برجل إرتّد عن الإسلام فقال كعب : أُدْخِلُوه المذابحَ وضعوا التوَّراةْ وحَلّفوهُ بالله
ذبح قال شِمر : المذابح : المقاصِير ويقال : هي المحاريب وَذَّبحَ : إذا طاطأ رأسه للركوع مثل ذُبَّح . يُذَبّره فى دب : ذُباب فى زو . أذُبّ فى ذق . تَذبَذْباَن فى خد ذُباب غَيْثٍ فى خل

- الذال مع الراء النبي صلى الله عليه وآله وسلم في ألَبانِ الإبل وأْبوالِهاشفاءُ للذّرَبِ . هو فَساد اَلمعِدةَ
ذرب قال حُنظْلَة الكاتب : كنا في غُزَاةٍ مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فرأى إمرأة مَقْتوُلة فقال هاه ! ما كانت هذه تقاتل إَلحْقْ خالداً فقل له : لا تقتَلنَّ ذُرَّيةً ولا عَسِيفاً . الذّرَّية من الذّرَ بمعنى التَّفريْق ; لأن الله تعالى ذُرَّهم في الأرض ومن الذَّرْءِ
ذرأ بمعنى اَلخلْق فهي من الأول فُعْليَّة أو فُعْلوُلةَ ذُرَّورَة ; فقلبت الراء الثالثة ياء كما في تَقَضَّيتْ ومن الثاني فعلولة أو فُعّليةَ ; وهي نَسْلُ الرجل وقد أوقعت على النساء كقولهم للمطر : سماء . ومنه حديث عمر رضى الله عنه حجّوا بالّذريّة لا تأكلوا أرزاقها وتَذرَوُا أرْباقَها فى أعناقها . قيل : أراد النساء لا الصبيان ضَرَبَ الأربْاقَ مثلاً لما قُلدَّت أَعنَاقُها من وجوب الحج ّ . العسيِف : الأجِير . أمّا أول الثلاثة يدخلون النار فأميرٌ مُسَلطَّ جائر وذو ذَرْوَة من المال لا يعُطى حَقَّ الله من ماله وفقير فخور . وأما أوَّل الُثلاثة يدخلون الجنةَّ فالشهيد وعَبْد مملوك أحسنَ عبادة رِبهَّ ونصح لسيّده وعفَيِفٌ مُتَعّفَف ذُوُ عِيالٍ . قال أبو تراب : يقال : هو ذُو ذَرْوَة من المال ; أى ذو ثَرْوَة ; فإمَّا أن يكون من
ذرو باب الأعْتِقاب ; وإما أن يكون من الذّرْوة لما في الثَّروْة من معنى العلوّ والزيادة . عليّ عليه السلام غاب عنه سُليمان بن صُردَ فبلغه عنه قولٌ فقال : بلغَني عن أمير المؤمنين ذَرْوٌ من قول تَشَذَّرَ لى به من شتمٍ وإبعَاد فَسِرْت إليه جواداً

- الذّرْوةُ من الحديث : ما أرتفع إليك وترامى من حواشيه وأطرافه من قولهم : ذرا إلُّي فلان ; أي ارتفع وقصد وذرا الشيءُ وذروُته أنا : إذا طّيرته . قال صخر بن حَبْنَاء : ... أتاني عن مُغيرةَ ذَرْوُ قَوْلٍ ... وعن عيسى فَقُلْتُ له كَذَاكَا ...
التَّشَذُّر : التوَّعَدُّ والَتَغضّبُ ; قال لَبيد : ... غُلْبٌ تَشَذّرُ بالدّخُوُلِ كأنَّها ...
وحقيقتة التُّميز من الغيظ من قولهم : تَشَذّرُوَا ; إذا تفرقوا شَذَرَ مَذَرَ . وفي كلام بعضهم : غضب فطارت منه شِقّة في السماء وشِقَّة في الأرض . جواداً أي سريعاً كالفرس الجواد ويجوز أن يريد سيراً جواداً كما يقال : سرناُ عْقَبةٌ جواداً وعُقْبَتَيْن جوادين
ذرف قال رضى الله عنه : ذَرَفْت على الخمسين . يقال : ذُرّفَ على الخمسين وذَرَفَ عليها : إذا زاد . إن الله تعالى أوحى إلى إبراهيم عليه السلام أن اْبنِ لي بيتاً فضاق إبراهيمُ بذلك ذْرعاً ; فأرسل الله إليه السّكَينة وهي ريح خَجُوج فَتَطّوت موضع البيت كالحَجَفَة
ذرع الّذراع : إسم الجارحة من الَمرْفِق الى الأنامل والذّرْع : مِدّهُا ; ومعنى ضيق الذّرع في قولهم ضاق به ذرعاً قِصَرهُا كما أن معنى سَعَتها وبسطتها طولها ; ألا ترى إلا قولهم : هو قصير الذّرع والباع واليد ومديثدها وطويلُها في موضع قولهم : ضَيّقها وواسعها . ووجه التمثيل بذلك أن القَصِير الذّراع إذا مدّهَا ليتناولَ الشىءَ الذي يتناوله مَنْ طالت ذِراعه تقاصر عنه وعَجَزَ عن تعاطيه فُضرِب مثلاً للذي سقطت طاقُته دون بلوغ الأمر والإقتدار عليه . الخَجُوج : السريعة المرّ

- تَطَوَّتْ : تَفَعلَّتَ من الطيّ الَحَجَفة : الدَّرَقة وهي التَّرْس المعمول من جلود مُطَاَرقة . إنتصب " موضع " على الظرفية ; لأنه مبهم . الزّبُير سأل عائشة رضى الله عنهما الخروجَ الى الَبصْرةَ فأبت عليه فما زالَ يِفْتلُ في الذّرْوَة والغَارِب حتى أجابته
ذرو هي أعلى السَّنام من ذَرَا : إذا إرتفع . والغارب : ما تحت الكتفين مما يلي السَّنام . والفتْل فيهما : يفعله خاطُم الصَّعبْ من الإبل يختِله بذِلك فجعله مثلاً للمخادعة والإزالة عن الرأي . وحَذيفة رضى الله عنه قال : يا رسول الله ; إني رجل ذَرِب اللسان وعامةّ ذلك على أهلي قال : فاستغفر الله . هو حِدّة اُللسان وبَذَاءَتهُ
ذرب الحسن رحمة الله تعالى سئل عن الُقْيء يَذرْعَ الصائمَ ؟ فقال : هل راع منه شىء فقال له السائل : ما أردي ما تقول فقال : هل عاد منه شىء ؟ ذَرَعه القىءُ : إذ غلبه وسبقه
ذرع راع يريع ريعاَ : إذا رجع قال : ... تريَعِ إليه هوادَىِ الكلامِ ...
ومنه : تَريَّع السَّراَب إذا جاء وذهب ; والمعنى : هل عاد منه شىء الى الجوف ؟ أبو الزنّاد رحمه الله كان يقول لعبد الرحمن إبنه : كيف حديث كذا ؟ يريد أن يُذَرّىَ منه . التّذرية من الرجل : الرّفع منه والتنويه به . قال رؤبة :
ذرى ... عَمْداً أُذَرّى حَسَبِى أَنْ يُشْتَما

أى مخافَة ذلك ذربْة فى ذى . ذْرِيع الِمشْية فى شذ . الأذربّى والأذرِىّ فى بر . ذرَءْ النار فى دل . يَذْرو فى ذم . مِذْرَوَيْة فى بض . بِمذِارع فى فت . الذال مع العين النبي صلى الله عليه وآله وسلم صلىّ صلاةً فقال : إن الشيطانَ عَرضَ لِي يَقْطَعُ الصلاةَ عَلىَّ فأَمكَنَني الله مِنْه فذعته
ذعت الذَّعْت والذّأت والذّعط والذّأط : الخنق ; وقيل : الدَّعْت والذّعَت بالدال
ذعط والذال : الدّفع العنيف وقيل ذَعتَه : مَعَكه في التّرُابَ وذّعَطه : ذبحه . يقطع : في محل النصب على الحال . على عليه السلام أتاه غالبٌ فقال له : من أنت ؟ فقال : غالب فقال : صاحب الإبل الكثيرة ؟ فقال : نعم ثم قال : ماَ فَعْلتَ بإِبلِك ؟ فقال : ذَعْذَعِتْهَا النوائب وفَرّقتها الحقوقُ . فقال ذلك خير ُسبْلها
ذعذع الذّعْذَعة : التفريق يقال : ذَعْذَعَ مالَه وذَعْذَعَهمُ الدهر . ومنه حديث إبن الزُّبير رضى الله عنهما : إن نابغة بنى جَعْدة مدحه مَدْحة فقال فيها : ... لتِجْبُر مَنهُ جانباً ذَعْذَعَتْ بِه ... صروفُ الليالِي والزمانُ الُمَصّمُم ...
زاد الباء للتأكيد . لا تَذْعَرُوا فى لف . الذال مع الفاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم سُلطَّ عليهم أخرَ الزمان موتُ طاعونٍ ذفيف يُحَرّف القلوبَ وروى : يحوّف
ذفف الذَّفيف : الوحّى الُمجْهِز . التَّحرِيف والتَّحوْيف من الحزف والحافّة وهما الجانب . المعنى : يغيرّها عن التوكل وينكّبهُا إياه ويدعوها الى الإنتقال والهرَب

- عليّ عليه السلام أمرَ يوم الجمل فنودى : لا يُتْبَع مدبرِ ولا يُذَفَّفُ على جريح ولاُ يقْتلَ أسِيرٌ ولا يُغنْمَ لهم مال ولاُ تسْبَى لهم ذرية . التّذفْيِف : الإجهاز . لا يُتبْع : يحتمل أن يكون من تَبعِه وأتْبعَه . أنس رضى الله عنه قال سهل بن أبى أُمامه : دخلت عليه فإذا هو يصليَّ الصلاة خفيفه ذَفيفةً كأنها صلاة مسافر . هي السريعة . قال الأعشى : ... يطوف بها ساقٍ علينا مُنَطّفٌ ... خفيفٌ ذفيفٌ لا يزال مقَّدماً ...
وِذِفْرَاهُ فى حو . وذَففّ عليه فى دف . الذال مع القاف عمر رضى الله عنه إن عمران بن سَوادة أخا بنى لَيْثٍ قال له : أربعُ خصالٍ عاَتَبْتكَ عليها رَعِيتَّكُ . فوضع عُود الدَّرة ثم ذَقّن عليها وقال : هاتِ قال : ذكَروا أنك حَرّمَتَ اَلعُمْرَة في أشهر الحجّ . قال عمر : أجلْ ; إنكمُ إن إْعَتْمَرتُم فى أشهر حَجّكم رأيتموها مُجِزْئَةً عن حجّكم . فقَرِع حَجّكم فكانت قَائبةً من قُوبٍ عامها والحجُّ بهاءٌ من بهاء الله . قال : وشكوْا منك عُنْفَ السيّاقِ وِنَهرْ الرَّعية . قال : فنزع الدّرَّة ثم مَسحَها حتى أتىَ على سُيورها وقال : أنا زَميل محمد في غزوة قَرْقَرةَ الكُدْر ثم إنّىَ والله لأرْتَع فأُشِبْع وأُسْقِى فأُرْوِي وأضربُ العَروضَ وأَزجْرُ العَجُول وأذُبُّ قَدرْي وأسوقُ خَطْوِى وأُرّدُ اللّفُوُت وأضُمُّ الَعنوُد وأكُثرِ الزَّجْر وِأُقلّ الضرب وأشْهُر بالعصا وأدْفَعُ باليد ولا ذلك لأغْدرْتُ
ذقن يقال : ذَقَّن على يده وعلى عصاه بالتّشديد والتخفيف : إذا وضع ذَقَنه عليها . أجل : تقع في جواب الخبر محقَّقة له يقال : لك : قد كان أو يكون كذا فتقول : أجل ولا يصلُح في جواب الإستفهام وأمّا نعم فمحقّقة لكلّ كلامٍ

- قَرع حَجّكم أى خَلا من اُلقّواَم به من قولهم : أعوذ بالله من قَرَع الفِناَء ; وهو ألاّ يكون عليه غاشية وزُوُار وأصُله خُلُوّ الرأس من الشّعر . القَائبة : الَبيْضَة المفرِخة ; فاعلة بمعنى مَفْعولة ; من قُبْتُها : إذا فَلقتهُا قَوْباً . والقُوب : الفَرْخ ومنه المثل : تَبّرأتَ قْائبه من قُوب يعنى أنْ مكة تخلوُ من الَحجِيج خُلوّ القائبة . إنتصاب عامَها إمّا بكانت وإمّا بما يفُهم من خبرها ; لأن المعنى : كانت خاليةً عامَها . مِنْ فى قوله : " مِنْ بهاء الله " للتبعيض أو للتبيين . العُنْف : ضد الرّفق ; يقال : عَنُفَ به وعليه عُنْفاً وعَناَفةً وهو في هذه الإضافة لا يخلو إما أن يكون قد أضاف العُنْف الى السّياق إِضافة المصدر الى فاعله كقولهم سَوْق عنيفٌ . وإما أنْ يريد عُنفْه َفي السّياق فيضيف على سبيل الإتساع كقوله عز وعلى بَلْ مَكْرُ الّليلِ وُالنّهارِ . بمعنى بل مكركم فيهما . الّنهْر : الزّجْر . الزَّميِل : الرّدِيف . رَتَعت الإبلِ وأرتْعَهَا صاحبُها : أراد أنه في حُسْنِ سياسة الناس بهذه الغزاة كالراعي الحاذق بالرّعية الذي يرسل الإبلَ في مرعاها ويتركها حتى يَشبع وإذا أورْدَها تركها حتى تُروْىَ . ويضرب العَروُض منها : وهو الذي يأخذ يميناً وشمالا حتى يردّه الى الطريق . وَيذُبهّا عما لا ينبغى أن يُتسرع إليه قَدرِ وُسْعِه ويسوقُها مبلغَ خَطْوِة أو يُسْرِع خَطْوة ; كأنه يَسُوقه إنكماشاً منه في شأنها . ويردّ اللّفوت : وهي التي تتلّفت وتَروُغ وروى : " وأنْهزَ اللّفوت " ; وقيل : من النوق : الضّجوُر التي تَلْتفَتِ الى حالبها لتعضّه فينهزهُا أى يدفُعها . ويضمّ العَنُود : المائل عن السّنَن ويزجُر ما دام الزَّجْر كافياً وإنما يَضْرب إذا اضطرّ الى الضرب . ويَشْهِر بالعصا أى يرفعها مُرهْباً بها . أحتج عليهم بأنه كان يفعل هذا على عَهْد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مع طاعة الناس وإذْعانهم له فكيف لا يفعله بعده !

- لأغدرت : أى لغادرتَّ الحق والصواب وقَصَّرت في الإيالة وروى : لَغَّدْرتُ أى لألقيت الناس في الغَدرَ وهو سَهْل فيه حجارة . وقال أبو زيد : غِدَرتَ أرْضنا : كَثرت حِجارتها . والغدَرَ : الِحجاَرة والشجر ومنه قولهم : فلان ثَبْتُ الغدر . ويجوز أن يكون أَغْدرْتُ بمعنى غَدَرتْ . وذاقتنى فى سح . الذال مع الكاف محمد بن عليّ عليهما السلام ذكاة الأرض يُبسْها
ذكا أى إذا يبست من رطوبة النجاسة فذاك تطهيرها كما أن الذكاة تحِلّ الذبيحة وتطيبها . وقيل : الذكاة الحياة من قولهم : ذكت النار إذا حييت واشتعلت ; فكأن الأرضَ إذا نِجست ماتت وإذا طهرت حييت . في الحديث : القرآن ذكرٌ فَذَكّروُه
ذكر فى الذَّكرَ معنى الذّكْر والنباهة فوقع نعتَ صدْقٍ وتقريظاً في مواضعَ من كلامهم قالوا : رجل ذَكرَ للشهم الماضي في الأمور . ومنه قول طارق مولى آل عثمان لأبن الزبير رضى الله عنهما حين صُرِع والله ماَ ولدت النساء أْذكَرَ منك . وقالوا : ذَكَرُ ومُذَكَّر للنَّصلْ المطبوع من خلاصة الحديد فالمعنى : أنَّ القرآن نبيه خطير فاعرفوا له ذلك وصِفُوا به . ذكاءها فى وب . أذكرت به فى عر . الذال مع اللام النبّي صلى الله عليه وآله وسلم في رجْم ماعزٍ : لما أذْلَقَتهْ الحجارة جَمزَ وروى : فرمينَاه بجلاميد الحرّةَ حتى سكت
ذلق أذْلقَه فذلق : إذا أجْهدَه حتى يَقْلقَ . ومنه : أذلَقْتُ الضَّبَّ إذا صببت الماء فى جُحْرهِ ليخُرجَ . والسَّنان المُذلَّق : الذي حُدَّد حتى يصيَر ماضياً نافذاً

- جَمزَ : أسرع يُهرًوْل . وعن بعض السَّلفَ : أتَّق الله قبل أن يُجْمزَ بك ; أراد الَهْروَلَةِ ' ِ في مشى حملة الجناِزة . سكت : يعنى سكوت الموت . قال المتلمّس يذكر موت عدىّ بن زيد : ... ولقد شفَى نفسى وأْبِرأ داءها ... أخُذ الرجال بْحلِقه حتى سَكَتْ ...
ومن الإذْلاق حديث عائشة رضى الله عنها : إنها كانت تصُوم في السفر حتى أذْلَقَها الصوم . ومنه الحديث : إن أيوب عليه السلام قال في مناجاته : أذْلقَنَى البلاء فتكَّلَمْت . علىّ عليه السلام سئُل : ما كان ذو القرنين ركبِ في مسيره يو م سار ؟ فقال : خُيرَّ بين ذُلُلِ السَّحاب وصعابة فاختار ذُلله
ذلل هي جمع ذَلول وتفسيره في الحديث أنها التي لا برْق فيها ولا رعْد . ابن مسعود رضى الله عنه ما مِنْ شىء منِ كتابِ الله إلا وقد جاء على أذْلاَله . أىْ على طُرقُه ووجوهه . الواحد ذِلّ . قال أبو عمرو : ويقال : ركبوا ذِلَّ الطريق ; وهو ما وُطىءَ منه وذُلّل زمنه قول زياد : إذا رأَيتموني أنِفْذ فيكم الأمر فَأنِقْذوه على أَذْلاَله . فاطمة عليها السلام ما هو إلا أنَ سمعت قائلاً يقول : مات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فاْذَلْوَليتْ حتى رأيت وجهه
ذلى أى مضيت لوجْهِى بسرعة . ومنه : اَذلْولَتِ الريحُ : مَرّت مّراً سهلاً ; وهو ثلاثىُّ كرُرت عينه وزيدت واو بينهما ; وأصْله من ذَلىَ الطعام يَذْلِيه إذا ازْدَرَدَه لسرعة ذلك ; ونظيره اْثنَوْنىَ من ثنى يَثْنِى فالياء في " اذلوليت " أصلّية غير منقلبة وفى احْلَوْلَيْتُ منقلبة عن الواو

- أبو هريرة رصى الله تعالى عنه لا تقومُ الساعة حتى تقاتِلوا قوماً صغارَ الأَعيِن ذُلْفَ الآنُف
ذلف الذلف في الأنف : الشخوص في طرفه مع صغر الأرنبة ; قال الزجاج : هو صغر الأنف وضع جمع القلة موضع جمع الكثرة ويحتمل أن يقلّلها لصغرها . ذلق فى حج . فانذلق فى مد . مذلّل فى وق . مذّللة فى قن . الذال مع الميم النبّي صلى الله عليه وآله وسلم قال البَراء بن عازب : أتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على بِئْرٍ ذَمَّةٍ فَنَزَلنْاَ فيها سّتةً ماحَةٍ
ذمم الذَّمَّة والذَّمِيم : القليلة الماء ; لأنها مذمومة . ومنه حديث زَمْزم : لاُ تْنَزَفَ ولا تُذَمّ . الماحة : جمع مائح ; وهو الذي يملأ الدَّلوْ في أسفل البئر . سأله الحجاج بن الحجَّاج الأسْلمَى : ما يُذْهِب عُنى مَذَمَّة الرضاع ؟ فقال : غُرَّةٌ عَبْدُ أو أمَةٌ . الذّمام والَمَذِمَّة : بالكسر والفتح : الحقُّ والُحرْمةِ التُي يُذَمّ مُضَيّعها يقال : رعيت ذِمام فلان ومَذَِمَّته . وعن أبى زيد : الَمذِمَّة بالكسر : الذَّمام وبالفتح الذم . والمراد بِمذمَّة الرضاع الحق اللاَّزم بسب الرضاع أو حق ذات الرَّضاع فحذف المضاف . قال النَّخَعىّ رحمه الله تعالى : كانوا يستحبوّن أن يَرْضَخُوا عند فصَال الصبىّ للظئر شيئاً سوى الأجْر . علىّ عليه السلام ذّمتى رهينة وأنا به زعيم لمن صَرَّحَت له الِعَبر ألا يهيجَ على الّتَقْوىَ زَرْعُ قوم ولا يظمأ على الَّتقوْى سِنْخُ أصْلٍ ; أَلاَ وإّنَ أَبغْضَ خَلْقِ الله إلى الله رجلَُ قَمَشَ عِلْماً غارّاً بأَغْبَاش الفِتْنَة ; عمياً بما فى غَيْبِ الُهدْنة سَمّاه أشْباهُه مِنَ

- الناس عالماً ولم يَغْنَ فى العلم يوماً سالماً بَكّرَ فاستكثر مما قلَّ منه فهو خَْيرٌ مما كَثُرَ حتى إذا ما ارْتَوىَ من آجِنٍ واكْتَنَزَ مِنْ غير طائل قَعَدَ بين الناس قاضياً لتلخيص ما اْلَتَبَس على غيِره ; إنْ نزلتْ به إِحْدَى اُلْمبهَمَات هَيّأ حَشْواً رَثاَّ رأياً من رأيه . فهو من قِطَعِ الُّشُبهَات في مثل غَزْلِ العنكبوت لا يعلمُ إذا أخْطأَ ; لأنه لا يعلم أخطأ أم أصاب ; خَبَّاطُ عَشَوَات رَكَّابُ جهالات لا يعتذرُ مما لا يعلمُ فيسلمَ ولا يَعَضّ فى العلم بِضْرِسٍ قاطع فيغنم ; يَذْوُر الرّوَايةَ ذَرْوَ الريح الهشيم تبكى منه الدّماء وتَصْرخُ منه المواريث ; ويُسْتَحَلُّ بقضائه الفرجُ الحرام . لا مَلىءٌ والله بإصدار ما وَرَدَ عليه ولا أهلُ لمُا قّرظ به . الذّمَّة : العهد والضَّمان ويقال : هذا في ذِمتَّى وذمى ; أى في ضمانى . والرَّهينة بمعنى الرَّهْن كالشَّتِيمة والعضيهة بمعنى الشّمْ والعضه ; وليست بتأنيث رهين بمعنى مَرْهُون ; لأنّ " فعيلا " هذا يستوى فيه المذكرّ والمؤنث ; فلو أراد هذا لقال : ذِمَّتى رهين كما يقال : كفّ خَضيِب ولحيةٌ دَهِين إلاّ أَن المصدر الذي هو الرهن وما فى معناه أعنى الرهينة يُقامان مقام الشىء المرهون ولهذا قيل : الرُّهُن والرَّهان والرَّهائن . وقولهم : هو رهينة في أيديهم وقوله : ... أبَعْدَ الذي بالنعْفِ نعف كُوَبْكبٍ ... رَهِينة رَمْسٍ ذى تُرَاب وجَنْدَلِ ...
دليل على ما قلنا . الزَّعيم : الكَفِيل يقال زَعَم به زَعْماً وزعامةً . صَرَّحَت : ظهرت وتبينت أو بَيَنَّت له الحق وصحة الأمر يقال : صَرَّح الشىء وصرّح بنفسه . ألاّ يهَيج متعلق برهينة وأنْ هذه هى المخففة من الثقيلة وقبلها جارِ محذوف التقدير : ذِمتَّى رهينة بأنه لاَ يهيج ; أى لا يجفّ . السّنخْ من الأصل : ما توغَّل منه ومنه سِنْخ السن الداخل في اللّحم . وسِنْخُ السّيْف : سيلانه والمعنى : ضَمَنْتُ لمن إستبصر واْعَتَبر أنَّ من اتقى الله لم يَزَلْ أمرهُ

- ناضراً وعمله نامياً زاكياً وأنا بذلك كفيل ; فالضَّمير فى " به " راجع الى المضمون الذي هو في قوله : ألاّ يهيج وهو فى التقدير مقدّم عليه لتعلّقه بالرَّهينة . القَمْش : الجمع من ها هنا وها هنا ومنه قُماش البيت لردىء متاعه . الغارّ : الغافل المغتر وقد غَرّ يِغُّر بالكسر ; يقال : أتَتهمُ الخِيلُ وهم غارّوُن . الأغباَش : جمع غبشَ وهو الظلمة في آخر الليل قالوا : الغَبشَ ثم الغَبَس ثم الغَلَس . الُهدْنة : السُّكون هَدَن يهدِن هدُوناً وهُدْنة ; كأنه أراد أنه مُغَترٌ بما أصاب من تسليم الجَهَلة له وتَمَشّىَ أمره بين أظهرهم وذهب عليه أنْ يتفطن لما هو مُدّخَر له إذا زالت هذه الحال وقَرَّتَ الأمور قرارَها ودَفَع الى قوم أولى بصيرة في الدين من الإفْتِضاح الشَّائن وبُدُوَّ العَوار فسَّمى الحالة المسخوطة فْتِنةً والمرضية هُدْنةٌ . لم يغَنْ َفي العلم يوماً يالماً أى لم يَلْبثَ في أخذ العلم يوماً تامّاً سالماً من النقصان . الآجن : الماء المتغير شبَّه علمَه به . الُمْبهَمَات : المسائل المشكلة . الَعْشوَة : الظلمة : شبهَّه في تَحَيَّره وتعسُّفه بواطىء العشَوة . الضّرْس : واحد الأْضَراس ; وهي عشرون ضرساً تلى الأنياب من كلّ جانب من الفم خمسة من أسفل وخمسة من فوق وهو مذكرّ وربمّا أُنتَّ وهذاَ مَثلٌ لعدم إتقانه . الذَّرْو : الَّتطْيير والنَّسْف . الَهِشيم : النَّبتْ اليابس ; أى يسرد الراوية بسرعةٍ كَذَرْوِ الريح . فلان مَلِىءٌ بهذا الأمر : إذا كان كاملاً في مزاولته مضطلعاً به ; يعنى عجزه عن جواب ما يُسأل عنه . تفريظ الرجل : مدحُه حّياً وتأبيته مدحُه ميّتاً . ابن مسعود رضى الله تعالى عنه قال : انتهيتْ الى أبى جهل يوم بَدْر وهو صريع فقلت له : قد أخْزَاك الله يا عدوّ اَلله فوضعت رجلى على مُذَمّرِه ; فقال : يا رُوَيْعَي الغنم
ذمر لقد ارتقيتَ مُرْتَقىً صعباً ; لمن الدّبْرة ؟ فقلت : لله ورسوله ثم احتززتُ رأسهَ وجئت به إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وروى أنه قال : أعمَدُ مِنْ سيّدٍ قتله قومُه

- المذمُّر : الكاهل الدبرة بالسكون : الهزيمة من الإدبار يقال : لمن الدَّبْرة ؟ أى من الهازم ؟ وعلى من الدَّبْرة ؟ أى مِنَ المهزوم ؟ أعْمَدُ : من عمدنى كذا ; إذا أوْجَعنى فعمِدت أى وجعت واشتكيت أعْمدَ : أى أتوَجّع من أن يقتلَ القومُ سيدهَم وأشتِكى وقيل : عمد عليه إذا غضب فمعناه أغَضَبُ من ذلك قال ابن مياّدة : ... وأعْمَدُ من قومٍ كفاهمْ أَخوُهمُ ... صِدامَ الأعادى حيث فُلتَّ نيُوبُها ...
سَلمْان رضى الله عنه قيل له : ما يِحلّ لنا من ذِمَّتنِا ؟ فقال : مِنْ عَماك إلى هُداك ومِنْ فَقْرِك إلى غِناك
ذمم أراد مِنْ أهلِ ذِمَّتنا . العمى : ضلال الطريق ; أى إذا ضللت طريقاً أخَذت أحدهم بأنْ يقفَك على الطريق وإذا مَررَتْ بحائطه أوَ ماله وافتقرت إلى ما يقيمك لا غنىً بك عنه فخذ منه َقدْرَ كفايتك ; هذا إذا صُولِحوا على ذلك وشُرط عليهم وإلا فلا يِحلّ منهم إلا الجِزْيةَ . في الحديث : روُىَ فى حديث يونس عليه السلام : إن الحوت قاءه رَذيِاً ذَمّاً . هو المفرط ُالهُزال الهالك وهو من الذمّ لأنهَّ تحتِقرهُ الأنفْس وتَقْتِحَمه الأعْينُ . فتذامروا فى ضج . ذامرا فى صب . برئت منه الذمة فى اج . اذمت فى عوْ . بذمتهم فى كف . الذال مع النون أنس رضى الله عنه كان لا يقطع التَّذْنُوبَ من البُسْرِ إذا أراد أن يَفْتِضَخَه
ذنب هو الذي بَدا فيه الإرطاب من قبَل الذَّنَبِ . ومنه حديث ابن المسيب : كان لا يَرىَ بالتَّذْنوُب أن يُفْتَضَخ بأساً . الفتضاخ : أن يُشدخ ويُنتبذ وإسم ذلك الشراب الفضيخ . يذيب عينه فى كس . ذنب تلعة فى مض . التّذنوبة وما ذنب منها فى حل فرس ذَنوب فى فق . بذنبه فى عس

- الذال مع الواو النبي صلى الله عليه وآله وسلم إن الله لا يحبُّ الذَّوَّاقين ولا الذَّوَّاقات
ذوق هو استطراف النكاح وقتاً بعد وقت . عمر رضى الله تعالى عنه كان يَسْتاَكُ وهو صائم ولكنه يَسْتَاك بعودٍ قد ذَوىَ
ذوى أى يبس . ابن الحَنفَيَّة رضى الله عنهما كان يُذَوّب لِمَّتهَ . أى يَمْشطُها ويضْفِرُ ذوائبِها ; والقياس يُذئبَّ لأن عين " ذؤابة " همزة . ومنه قولهم : غلام مُذَأَّب : له ذُؤَابة وأما ذوائب فوارد على خلاف القياس والقياس
ذوب ذآئب وكأن يذؤب مبنى على هذا . في الحديث في صفة المهدى : قرشىٌ يمانٍ ليس من ذى ولا ذو
ذو أى ليس من نسب الأذواء ; وهم ملوكِ حْمير المسَّموْن بذى فائش وذى رُعَيْن وذى يزن . وهذه الكلمة عينُها واو ; ويشهد بذلك الأذْوَاء والذوُون وقياس لامها أَن تكون ياء ; لأن باب طَوَى أكثر من باب قَوِىَ ووزنها فَعَل ; لقولهم : ذواتا . قُرشىّ يمانٍ أى قرشىّ النسَّب يمانّي المنشأ . ذواق في رو . ذَواقا في شذ . أذْوَط في عق . وذود فر . ذادَة في نج . ذُو عَهْد في كف . الذال مع الهاء عِكْرِمة رحمه الله سئُل عن أذِاهبَ من بُرّ وأذاهِب مَن شعير فقال : يُضَمُّ بعضها إلى بعض ثم تُزَكىَّ

الذَّهَبُ : مكيال لأهل اليمن جمع اذهاباً ثم أذاهب . فذهبتْ فى بر الذال مع الياء ابن عُمير رضى الله عنه قال ابن عامر بن ربيعة : كان مُصْعَب بن عُمَير مُتْرَفاً يَدِهَّن بالعبَير ويُذَيّلُ يُمْنَة اليمَن ويمشى فى الحَضْرِمىّ فلمّا هاجر أصابه ظَلفَ شديد فكاد يَهْمُد من الجوع
ذيل التَّذِييْل : تطويل الذَّيْل . اليُمْنَة : ضَرْبٌ من بُرود اليُمن . الَحضْرِمىّ : السّبْت المنسوب إلى حَضرموت . الظّلَفُ : الشدَّة . يَهْمُد : يَهْلِك من هَمَد الثوبُ إذا بَلىِ يَهُمد لغة فى هَمدَ يُهْمدَ . يدَّهن بالعبير : أى يمزِج الدُّهن بالعبيرِ فيمترّخُ به . الذام فى سا . ذيخا فى ضب . المذاييع فى نو

- حرفُ الرّاء
الراء مع الهمزة
النبىّ صلى الله عليه وآله وسلم إن قوماً من أهل مَكّةَ أسلموا فكانوا مقيمين بها قبل الَفْتح فقال : أنا برىء من كلَّ مسلم مع مشرك قيل : لم يا رسول الله ؟ قال : لا ترَاءى ناراهما . إنه يجب عليهما أن يتباعد منزلاهما بحيث إذا أوقدتْ فيهما ناران لَمْ تلُحْ إحداهما للأخرى . وإستناد التّرائى إلى النارين مجاز كقولهم : دور بنى فلان تتناظر
رأى والترائى : تَفَاعُل من الرُّؤية وهو على وجوه : يقال تراءى القومُ إذا رأى بعضهمُ بعضاً ومثال ما نحن فيه قوله تعالى : فَلَمّا تَراَءى اَلجْمْعَانِ . وتراءى لى الشىءُ ; أى ظهر لى حتى رأيتُه . وتراءى القومُ الهلالَ ; إذا رأوهْ بأَجمْعهم . ومن هذا قوله صلى الله عليه وآله وسلم . " إن أهْل الجنة ليتراءون أهلَ علّيين كما تَرَوْن الكوكب الدُّرَّى فى أفق السماء وإن الحسنين منهم وأَنْعَمَا " . كلمة نعم : استعملت في حَمْد كل شىء واستجادَتِه وتَفضْيِله على جِنْسهِ ثم قيل : إذا عَمِلْتَ عملاً فأنْعِمْه أى فأَجِدهْ وجِئْنىِ به على وجه يُثْنى عليه بِنِعْمَ العملُ هذا . ومنه : دَقّ الدواء دَقّاً نعما ودقّة فأَنْعمَ دَقّة ومنه قول ورقة بن نوفل فى زيد بن عمرو بن نفيل : ... رشدت وأنعَمت ابن عَمرو وإنما ... تجنَّبت تَنوُّراً من الناّر حاميا ...
أى أجدت وزدت على الرّشد . ومنه قوله صلى الله عليه وآله وسلم : وأنْعَما أى فضلَا وزادا على كوِنهما من جملة أهل عِلّيّين . وعن الفَرّاَء : ودخلا فى النعَّيم

كان صلى الله عليه وآله وسلم يُصيب من الرَّأْس وهو صائم
رأس هذه كناية عن التقبيل . عمر رضى الله عنه عن أذينة العَبْدىّ : حَججْتُ من رأس هّرٍ وخَارك أو بعض هذه المزالف فقلت لعمر : مِنْ أين أَعتْمر فقال : إيت عليّاً فسله فسألته فقال : مِنْ حيث ابتدأت . رأس هِرّ وخارك : موضعان من ساحل فارس يرابط فيهما . المزالف : بين البرّ وبلاد الريف الواحدة مَزْلَفة . الُخدْرِىّ رضى الله عنه بنى ابنُ أخٍ لى أياَم أُحُد فاستأذّنا له النبى صلى الله عليه وآله وسلم فأذن له فجاء فإذا هو بامرأته بين باب الدار والبيت . فسدَّد الرمحَ نحوها . فقالت : لا تعجل وانظر ما على فِراشك فإذا رَئىُّ مثلُ النّحْىِ فانَتظَمَه بِسنَانهِ فماتا جميعاً
رأى هو الحيّة العظيمة سُمّى بالرئى الذي هو الجِنّى من قولهم : معه رَئىّ وتابعه ; لأن في زعماتهم أنه من مَسْخِ الجن ولهذا سَمّوْه شَيْطاناً وحُباَباً وجاناً وهو فَعِيل أو فَعول من رَأى ; لأنهم يزعمون أن له رأياً وطباً ويقال فلان رَئىّ قومه أى صاحب الرأى منهم وَوَجْهُهُمْ وقد تكسر راؤه لإتباعها ما بعدها فيقال : معه رِئِىّ كقولهم : صِلِىّ ومِنْخِر . فرأب الثّأى في سح . رئتىْ فى بج . أرأيتمونى فى رع . ترأمه فى زف . رأْى عين فى عف . واجعلوا الرأس رأسين فى فر . يرمى فى اك . ورأفة في دح . لا أراني . وإلا رأيتُك فى خش . أرأيتُك في عد أراك فى لق

الراء مع الياء النبىّ صلى الله عليه وآله وسلم مَرّ بقوم يَرْبعُون حجراً ويروى : يَرْتَبعون فقالوا : هذا حجر الأشداء فقال : ألا أُخِبركم بأَشدّكم ؟ مَنْ مَلَكَ نفسه عند الغضب . وروى : مر بناس يتَجَاَذَوْن مِهْراساً فقال : أتَحْسِبوُن الشّدَّة في حَمْل الحجارة ؟ إنما الشدة أن يمتلىء أحدُكم غيظاً ثم يغلبهَ
ربع رَبْعُ الحجر وارْتِبَاعُه وإِجْذَاؤُه : رفعهُ لإظهار القوة وسمى الحجر المربوع الرَّبيعة وَالُمجذّى . وفي أمثالهم أثقل من مُجْذَى ابن رُكاَنة وهما من ربَعَ بالمكان وجَذَا فيه ; إذا وقف وثَبت لأنه عند إشالتَه الحجر لا بُدَّ له من ثبات واستمكان فى موقفه ذلك . والتّجاَذِى : تفاعُل من الإجْذَاء أىْ يجُذى المهراسَ بعضهم مع بعض هذا ثم هذا ومنه حديث ابنِ عَباَّس رضى الله عنهما : إنّهَ مَرَّ بقومٍ يتجاَذْون حَجَراً وروى : يُجذوُن فقال : عمّال الله أقوى من هؤلاء . والمِهْراس : حجر مستطيل منقور يُتوَضّأ منه شبيه بالهاوون الذي يُهْرسِ فيه واَلْهرسُ : الدّقَ الشَّديد . في صلح أهْلِ نَجْران : ليس عليهم رُبّيَّة ولا دم
ربا سبيلها أن تكون فعُوُّلة من الربّا كما جعل بعضهم السّريّة من السَّرْو وقال : لأنها أَسْرى جَوَارِى الرجل . وعن الفرَّاء : هى رُبْيَة وشبهُها بحُبْيةَ حيث جاءت بالياء وأصلها واو . أسقط عنهم كلَّ رِباَ ودم كان عليهم في الجاهلية . إنَّ مسجَدُه صلى الله عليه وآله وسلم كان مِرْبَدَاً ليتيمين في حِجْر مُعاذ بن عَفْرَاء فاشتراه منهما مُعَوّذ بن عَفْراء فجعله للمسلمين فبناه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مسُجْدِاً
ربد المرِبْد : المكان الذى تُرْيَدُ به الإبل أى تحبَس ومنه مِرْبدَ المدينة والبَصْرَة

- أتاه صلى الله عليه وآله وسلم عَدِىّ بن حاتم فعرض صلى الله عليه وآله وسلم عليه الإسلام فقال له عدىّ : إنى منِ دين فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : إنّك تأكل المرِبْاع وهو لا يحلّ لك . إنك من أهل دِين يقال لهم : الرَّكُوِسَّية
ربع الِمربْاع : الرُّبعْ ومثله المِعْشَار وكان يأخذه الرئيس مع المَغْنَم في الجاهلية . الرّكُوسِيَّة : قوم بَيَن النصارى والصَّائبين . من دين أى من أهل دين . مَثَلُ المنافق مَثَلُ الشاة بين الرَّبَضَيْن إذا أتت هذه نَطَحْتها . وروى : مثلُ المنافق مثلُ الشاة العَائِرة بين الغَنَمَيْن تعَير إلى هذه مرة وإلى هذه مرة لا تدرى أيهّما تَتْبَع وروى : الياعرة . وروى : مثلُ المنافق مثلُ شاة بين رَبيِضَيْن تَعْمُو إلى هذه مرة وإلى هذه مرة
ربض الرَّبَضُ : مأوى الغنم وحيث تَرِبْض فسمّى به الغنَم لكونها فيه أوْ على حذف المضاف أو على أنه جمع رابض كخادم وخَدَم . والرّبَيض : إسم الغنم برُعاتها مجتمعة في مَرْبضها . تثنية اَلغَنَم على معنى غنم ها هنا وغَنمَ ها هنا قال : ... هما سّيدانا يَزْعُمان وإنّماَ ... يسودانِناَ إن يَسرت غَنَماهُما ...
ومثله قوله : ... لنا إِبَلان فيهما ما علمتم ...
العائِرة : المترددة : والياعرة : من اليُعار وهو صوتُها . عمَا يَعْمُو مثل عناَ يْعنُو إذا خَضَع وذَلّ ; ضمّنه معنى ينضوى ويلتجىء فعداّه بإلى . من أشراط الساعة أن يُرىَ رعاء الغنم رُءوسَ الناس وأنْ يُرىَ العراةُ الجُوّعَ يتباروْن في الُبنْياَن وأن تَلدَ المرأةُ رَبَّهَا أو رَبَّتَها
ربب قيل : يعنى الإماء اللاتى يلْدِنَ لمواليهنّ وهم ذَوُو أحساب فيكون وَلَدُها كأبيه في النسَّبَ وهو ابنُ أمةُ ويحتمل أن المرأة الوضيعة ينالُ الشرف ولدُها فتكون منزلتُها

منه منزلةَ الأمَة من المولى لضعتها وشرفه . كتب بين قريش والأنصار كتاباً . وفى الكتاب : إنّهم أمة واحدة دون الناس ; المهاجرون من قريش على رِباعتِهْم يَتَعَاقُلون بينهم مَعَاقلهُمُ الأولى ويَفُكّونُ عَاِنيهَم
ربع بالمعروف والقِسْط بين المؤمنين وإنّ المؤمنين لا يتركون مُفْرحَاً منهم أن يُعينوه بالمعروف من فِداَءِ أو عَقْل وإنّ المؤمنين المتقين أيديهم على مَنْ بَغَى عليهم أو اْبتغَىَ دَسِيعُة ظُلْمٍ وإنّ سِلْم المؤمنين واحد لا يسالم مؤمن دون مؤمن فى قتالٍ في سبيل الله إلا على سواء وَعْدل بينهم ; وإنَّ كلَّ غازِية غَزتَ يَعْقُبٌ بعضهم بعضاً وإنّه لا يجيرُ مشركٌ مالاً لقريش ولا يعينها على مؤمن وإنَّه من اْعَتَبطَ مُؤْمِناً قَتْلَا فإنّهَ قوَدٌ إلاَّ أنْ يَرْضىَ ولّىُ المقتول بالعَقْل وإن اليَهُود يتفَّقون مع المؤمنين ما داموا محاربين وإن يهود بنى عوف أنفسهم وأموالهم أمنَة من المؤمنين ; لليهود دينُهم وللمؤمنين دينُهم إلا مَنْ ظَلَم أو أثِم فإنه لا يُوتغ إلا نفسهُ وأهل بيتِه وإن يهودَ الأوس ومواليهم وأنفسهم مع الَبّر المُحْسِن من أهل هذه الصحيفة وإن البِرّ دون الإثمْ فلا يكسِبُ كاسب إلا على نفسِه وإنّ على أصدق ما في هذه الصحيفة وأبرّه لا يحول الكتابُ دون ظلم ظالم ولا إثمِ آثم وإنه من خرج آمنٌ ومن قعد آمنٌ إلا من ظَلَم وأثم وإنّ أولاهمْ بهذه الصحيفة الَبرُّ المُحْسِن . ربَاعةُ الرجل : شأنه وحاله الذي هو رابعٌ عليها ; أى ثابت مقيم . منه حديثه صلى الله عليه وآله وسلم حين سأله عمر عن الساعة : ذاك عند حَيْفِ الأئِمة وتصدِيقِ أمَّتىِ بالنجّوم وتكذيب بِالقَدَر وحين تُتّخَذُ الأمانة مَغْنَماً والصَّدَقَةُ مغرما والفاحشة رِباعةً فعند ذلك هلك قومُك يا عمر . قال يعقوب : ولا يكون في غير حسن الحال ; يقال : ما فى بنى فلان من يَضْبِط رباعته غيرُ فلان وقال الأخطل : ... ما فى مَعَد فتًى تُغْنِى رِبَاعتُه ... إذا يَهُمّ بأمْرٍ صالح فَعَلا

- التعَّاقل : تفَاعُل من العقْل وهو إعطاءُ الديّة والمعاِقل : الديّات جمع مَعْقلُة أى يكونون على ما كانوا عليه من أخْذ الديات وإعطائها . العانى : الأسير وقد عنا يعنُو وَعَنَىِ يَعْنىَ ; أى يُطلِقونه غير مُشْتَطّين فى ذلك . الُمفْرحَ : المُثقْلَ بالغُرْم . أن يُعينِوه بدل منه أى لا يتركون إعانته . الدّسِيعة : من الدَّسع وهو الدَّفع يقال : فلان ضَخْم الدَّسيعة ; أى عظيم الدَّفْع للعطاء وأراد دَفعْاً على سبيل الظلم فأضاَفه ُإليه وهذه لإضافة بمعنى من ويجوز أن يُراَد بالدَّسِيعة العَطّية ; أى ابتغى منهم أن يدَفْعوا إليه عطّية على وجه ظُلْمِهم أى كونهم مظلومين أو أضافها إلى ظلْمِه ; لأنه سبب دفهم لها . السّلمْ : الصُّلحْ ; أى لا يسوغُ لواحدٍ منهم دون السائر وإنما يسالمون عدوَّهم بالتّباطَؤ . جعل الغازيةَ صفةً للخيل فأنّثَ وهو يريد أصحابها وقد ذهب إلى المعنى فى قوله : يَعْقُب بعضهم والمعنى : إنّ على الُغَزاة أن يتنَاَوَبُوا ولا يُكلّفُ مِنْ يَقْفُل الخروج إلى أن تجىء نَوْبَتُه . الاعْتِبَاط : النَّحرْ بغير عِلّة فاستعاره للقُتْل بغير جناية . يهود بنى عوَف بسبب الصلح الواقع بينهم وبين المؤمنين كأمّة منهم في أنّ كلمتهم واحدةٌ على عدّوهم فأما الدين فكلّ فرقة منهم على حيالها . إلا من ظلَم بنقض العهد . فإنه لا يوتغُ : أى لا يُهْلِكُ إلا نَفْسِه . الِبّر دونَ الإثم أى الوفاء بالعهد الذى معه السكون والطُّمأنينة أهونُ من النَّكْثِ المؤدىّ إلى الحروب والمتاعب الجمة . فلا يكِسب كاسب ; أى لا يجرُّ هذه المتاعبَ مَنْ نَكث إلاّ إلى نَفْسِه . لا يحولُ الكَتابُ دون ظُلم ظالم ; معناه : لو اعْتدى مُعتدٍ بمخالفة ما فيه وزَعَم أنه داخل في جملة أهْلِه لم يمنعه دخولُه في جملتهم أن يُؤْخَذ بجناية . فى ذكر أشراط الساعة وأن ينطق الرُّوَيبْضَة قيل : يا رسول الله ; ما الُرُّوَيْبِضَة ؟ فقال : الرّجل التافه يَنْطِقُ في أمر العامة

- ربض كأنّه تصغير الرَّابضة وهو العاجز الذى رَبَض عن معالى الأمور وجثم عن طلبها وزيادةُ التاءِ للمبالغة . والتاّفه : الخسيس الحقير يقال : تَفِه فهو نَفِهٌ وتافه . قال للضَّحاك بن سُفيان حين بعثه إلى قومه : إذا أَتيْتهمَ فاربْضِ فى دارهم ظَبْياً . الظبى : موصوف بالحذر وأنه إذا رابه رَيْبٌ فى موضع شَرَد عنه ثم لم يعُدوْ ومنه المثل : تَرَكَهُ تَرْك ظبْىٍ ظله : فالمعنى : كن في إقامتك بين أظهرهم كالظَّبْى في حَذَرِه لأَنّهمُ كَفَرة ; حتى إن ارتبت منهم بشىء أسْرَعْت الرحيل ; وقيل معناه : أقم في أرضهم أمناً كالظّبْىِ في كناسه . الّلهمّ إنى أعُوذُ بِكَ مِنْ غِنىٍ مُبطر وفَقْرِ مُرِبٍ أوْ مُلبٍّ
ربب أى لازم غير زائل ; من قولهم : أرَبَّ بالمكان وأَلَبَّ إِذا أقام ولزم . يقول الله تعالى يوم القيامة : يا بنَ آدم ; أَاْ َأحْمِلكَ على الخيل والإبل وزَوَّجْتُك النّساءَ وجعلُتك تَرَْبَعُ وتدسعُ ؟ قال : بلى قال فأين شُكْر ذلك ! المعنىُّ بهذا الرئيس ; لأنه هو الذى يَربْع ويَدْسَع عند قسمة الغنائم أى يأخُذُ الِمرْباَع ويدفع العطاء الجزل ; من الدَّسيِعة . نهى صلَى الله عليه وآله وسلم عن كِراء الأَرضِ وكانوا يُكْرُونها بما يِنْبُتُ على الأَرْبِعاَءِ وشىء من التبن ويسمون ذلك الَحقْل . هي الأنهار الصغار ; الواحد ربيع
ربع الَحقْل من اَلحْقل وهو الَقَراح كانوا يُكْرُونَها بشىء غير معلوم ويشترطون على المُكْترَِى هذه الأشياء فنهى عن ذلك فأما إكراؤُها بدارهمَ أو إطعاِم مُسمَىّ فلا بأس به . جاءته صلى الله عليه وآله وسلم سُبيعةُ الأسلمية رضى الله عنها وقد تُوفّىَ عنها زوجُها

- فوضعت بأدنْى من أْربَعِة أشْهرٍ من يوم مات فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : يا سُبيعة ; أرْبعَىِ بِنَفْسِك وروى : على نفسك . هذا يحتمل وجهين : أحدهما أن يكون من رَبع بَمعنى وقف وانتظر قال الأحوص : ... ما ضرَّ جيرانَنَا إذ انْتَجَعُوا ... لو أَنَّهم قَبل يومهم رَبعَُوا ...
فيوافق قوله تعالى : يَتَرَبّصْنَ بأَنِفِسُهِّن وهذا يقتضى أنه أمرها بالكفَّ عن التزوّج وإنتظار تمام مدة الّتِربُّص ; وهو مذهب علىٍّ عليه السلام قال : عدتَّها أبْعَدُ الأَجَلَيْن . ويحتمل أن يكونَ من قولهم : رَبَع الرجلُ إذا أَخْصَب من الرَّبيع ومنه : رجل مُربوغ ; أىْ منعوش منفَسٌ عنه فيكون المعنى : نَفِّسى عَنْ نفسك وارِمى بها إلى الخِصْب والسعة وأَخْرِجيها عن بؤس المعتدّة وسُوءِ حالها وضَنْك أمرِها . ويعضده ما يروى : أن سُبيَعْة وضعتْ بعد وفاة زوجها بشهر أو نحوه فمر ّبها أبو السنابل فقال : لقد تَصَنّعْتِ للأزواج ! لا حتى تَأْتِى عليك أربعةُ أشْهرُ وعشر فأتَتْ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فذكرت ذلك له فقال : كذب فانكحى فقد حَلَلْتِ . وعن عمر رضى الله تعالى عنه : إذا ولدت وزوجها على سريره جاز أن تتزوج . عمر رضى الله تعالى عنه إن رجلاً جاءه فى ناقة نُحرَت فقال له عمر : هل لك فى نَاَقَتْيِن عَشْراوَيْن مُرْبَغَتَيْنِ سمينتين بناقتك فإنا لا نَقْطَع في عام السّنَة !
ربغ أربغتُ الإبل : إذا أرسلتهُا على الماء تَرِدُه متى شاءت فربَغَتْ هى ومنه ربيع رابغ أى مخصب وعيش رابغ رافغ . أراد ناقتين أربغتا حتى أخْصَبَتْ أبْدَانُهما وِسَمَنَتا

- السّنةَ : القحْط أراد ليست عادتنا كعادة الجاهلية في قطعهم الطريق إذا أقْحَطُوا على عّليه السلام قال لكُمَيْل بن زياد رحمه الله تعالى : الناسُ ثلاثة : عاِلمٌ رَباّنىّ ومَتَعلّمُ على سَبِيل نَجَاة وهَمَجٌ رَعَاعٌ أَتْباَع كلَّ ناعق
ربب الرّباَّنيّ : منسوب إلى الرَّبّ بزيادة الألف والنون للمبالغة وهو العالم الراِسخُ في العِلْم والدّين الذى أمر به الله والذي يَطْلُبُ بعلمه وَجْهَ الله . قال بعضهم : الشارع الربّانىّ العالم العامل المعلم . الهمج : جمع هَمَجة وهي ذباب صغير يقع على وجوه الغنم والحمير وقيل : هو ضَرْبٌ من البعوض وشبه به الرُّذَالُ من الناس فقيل لهم : همج . الرّعاع : السّفْلة . نعق الراعى الغنم : إذا صاح بها فهو ناعق شَبّهَهُمْ بالغنم في أتباّعهم كلّ من يَدْعُوهم كما تتبع الغنم الراعى إذا نَعقَ بها . قال رضى الله عنه على منبر الكوفة : إذا كانَ يوم الجمعة غَدَتِ الشياطين براَياتها فيأخُذُونَ النَّاسَ بالرَّبَائِث فَيُذكَرّونهم الحاجات
ربث أى بالعوارض التي يرَّبثُهم عن الجمعة أى تَحبُسهم وُتثَبّطُهم . يقال : إنما فعلتُ بك ذاك ربَيثِةً منىَّ لك أى حَبسْاً وخَدِيعةً . إنَّ رجلاً خاصم إليه أبا اْمَرأَتِه وقال : زَوَّجَنِى ابنَتْهَ وهى مَجْنُونة فقال : ما بَدَا لَكَ مِنْ جُنونهِا ؟ فقال : إذا جامعتُها غُشِىَ عليها فقال : تلك الرَّبُوخ ; لستَ لها بأهْل
ربخ هى التي يغُشْىَ عليها إذا جُومِعَتْ ولا بدّ لها من اسْتِرْخاء عند ذلك ; من قولهم : مشى حتى تَرَبَّخ ; أى استرخى ومنه قيل لرملةٍ من رمال زَرُود : مُرِبْخ أراد أن

ذلك يُحْمدَ منها قال : ... أْطَيبُ لَذَّاتِ الفَتَى ... نَيْكُ رَبوخٍ غَلِمهْ ...
شبقة . وأربخ الرجل : إذا اشترى جارية رَبوخا . دعا بموسى بن طَلحْة رحمهما الله من السجن فقال له : استغفرْ ربَّك وتُبْ إلى الله ثلاثَ مرات ; انطِلْق إلَى اَلعْسكَرِ فما وَجَدْتَ من سلاحٍ أو ثوب ارتُبِقَ فاقْبِضْه واتّق الله واجْلِسْ في بيتك
ربق يقال : رَبَقْتُ الشىءَ وارْتَبَقْتهُ لنفسى كربطْتهُ وارْتَبَطْتهُ من الرِّبقْة وكان مِنْ حكمه في أهْلِ البَغْىِ ألاّ يغْنموا ولا يُسبْوَا وإن وُجِد من مالهم شىء في يد أحدٍ اسُترجِع
ربك ابن مسعود رضى الله عنه صلى خلْفه أعرابى فَتَتَعْتَعَ في قِراءته فقال الأعرابىّ : ارْتَبكَ الشيخ فلما قضى ابنُ مسَعْودٍ صلاته قال : يا أعرابيّ إنّهُ والله ما هو من نَسْجِك ولا مِنْ نسج أبِيكَ ولكنه عزيز مِنْ عند عزَيزٍ نَزَل . ارتبك في كلامه : تتعتع فيه . وارْتبَك في الأمر : نَشَب فيه والصيدُ يرَتْبِك في الحُبالة وأصله من رَبْك الطعام ولبْكه خَلْطه . أبو لُبابةَ رضى الله عنه كان ارْتَبطَ بسلسلة رَبُوض إلى أنْ تاب الله عليه
ربض هى الضَّخْمة الثقيلة التي لا يكاد يُقِلُّها صاحبها فوضعتْ لذلك بالرّبُوض ويقال قِرْبةُ وجَرّة رَبُوض . عُروْة بن مسعود رضى الله عنه لما اسْلمَ وانْصَرف إلى قومِه قَدِم عَشاءً فدخَلَ منَزِله فأَنكر قومُه دخولَه منزلة قبل أن يأتِىَ الرَّبة ثم قالوا : السَّفر وخَضَدُه فجاءوُا منزلة فحَّيوه تَّحية الشرك فقال : عليكم بتحية أهلِ الجَّنة : السلام
ربب الربّة : هى الَّلات وكانت صَخْرةً يَعْبدُهُا ثقَيِف قوم عُروْة بالطائف

- الخَضْدُ : كَسْرُ الشىءِ الَّلّين من غير إبانة فاسْتعُيِر لما ينالُ المسافرَ من التعب والإنكِسار أريدَ السَّفَرُ وخَضْدُه مانعاه أو مُثَبطّاهُ فحذف . السَّلام : بدل من التحية . وعبدالله بن بِشْر رضى الله عنه قال : جاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى دارى فوضعْنا له قطيفةً رَبِيَزةً
ربز أى ضَخْمة من قولهم : كَبْش رَبِيز وصُرّةَ ربَيِزةَ . قال امرؤ القيس : ... ولقد نَقُودُ إلى القتال ... بسرجه النّشَزَ المجُاَمِزْ ...
... القاِرحُ الَعَتدُ الذَّيِ ... أثمانه الصُّرَرُ الربائزْ ...
ومنه قيل للعاقد الثخين : ربيز وقد رَبزَ رَبَاَزةً ومنهم من بقول : رميز وقد رمز رمازةً قاله أبو زيد . ابنُ الزُّبير رضى الله عنهما خطب فى اليوم الذي قُتِل فيه فحِمد الله وأثَنَى عليه ثم قال : أيهُّا الناس إنَّ الموت قد تَغَشّاكُمْ سحابُه وأحْدَقَ بكم رَبَابُه . واخْلَوْلَقَ بعد تَفَرُّق وارْجَحَنَّ بعد تَبَسّق وهو مُنصْاَح عليكم بوابل البلايا تَتْبَعُها المنايا فاجعلوا السيوف للمنايا فُرضُاً ورهيش الثرى غَرضَا واسْتعَيِنوا على ذلك بالصبر فإنهُ لن تُدرك مكرُمةٌ مونقة ولا فضيلة سابقة إلا بالصبر
ربب الرَّباب : سحاب دُويَنْ السحاب ; كأنه متعلق به . اخلولق : تهيأ للمطر ; من الخَلَاقة . ارْجَحَنَّ : ثَقُل حتى مال لِثقْله وهو من الرّجُحْان أُلْحق باقْشَعَرّ بزيادة النونين . التّبسَقُّ : تَفَعّلُ من بَسَق ; إذا ارْتَفَع وطال . المنُصاحَ : مطاوع صَاحَهُ يَصُوحُه إذا شِقَّه يعنى هو مُنْفَتِقُ عليكم بوِابل . قال عَبيد بن الأبرص فى صفَة السحاب : ... فثجَّ أعلاه ثم ارتجَّ أسفلُه ... وضاق ذرعاً بحمل الماء مُنصْاح ...
ومنضاخ بالضاد والخاء المعجمين تصحيف منكر

- الفُرْضةَ : النَّقبْ يُنْحَدَرَ منه إلى نهر أو واد ; يقول : صِلُوا إلى مناياكم بالسُّيوُف واجعلوها طُرُقاً إليها ; يُحرَضّهم على أن يُقْتَلُوا بالسيوف ويسْتَشْهدُوا بها . الرَّهِيشُ : المُنْثَالُ من التُّراَب من الإرْتِهاَش وهو الاضْطِراب ; أراد تَراب القبر أى اجعلوا غايتكم الموت ومَرْمَى هِمَّتِكم . وقيل : أراد المجالدة على وَجْه الأرض ولو رُوِى الرَّهيِس بالسين من الرَّهْس وهو الوطْء على هذا المعنى لكان وجَهْا ; لأن المُناَزِل يطَأُ الثرى . عائشة رضى الله تعالى عنها ما كان لنا طعامٌ إلا الأسْودَانَ : التّمْر والماء وكان لنا جيرانٌ من الأَنْصاَر لهم ربَائِب : فكانوا يَبعْثُون إلينا من ألبانها
ربب جمع رَبيِبة وهى الشاة التى يُربَيَهّا الإنسان فى بيته لِلَبنها . ومنه حديث النّخَعىّ رحمة الله : ليس فى الرَّبائِب صَدَقةٌ
ربع أرادت رضى الله عنها بَيْع رَبِاَعِها فقال ابنُ الزُّبير : لتَنتَهيّن أو لأََحْجُرَنَّ عليها فقالت : لله علىّ أن أُكَلّمةُ أبداً ; فاستعان عليها فَبِلأَىٍْ ما كلَّمْته وبعثتْ إلى اليمن فاشْتُريَتْ لها أربعون رقبةً فأعتقتهم . الرَّباع : جمع رَبْع وهو دار الإقامة . أرادت ترك أن تُكلّمه أو ألاَ أُكلمه فحذف ذلك لأنه غير مُلتبس كقوله تعالى يُبَييّنُ الله لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا . اللأى : البُطْءُ والاحتباس ; يقال : لأى لأْياً والْتأَى والجار والمجرور فى محل النصب على الحال ; كأنه قال : فمُبْطَئِةً كَلّمَتْهُ . وما مزيدة مؤكدة . ابن عبد العزيز رحمه الله كتبِ إليه عدىّ بن أرطَاة : إن عندنا قوماً قد أَكَلُوا من مال الله وإنا لا نقْدِرُ أن نستخرج ما عندهم حتى يمسّهم شىء من العذاب . فكتب
ربذ إليه : إِنما أنْتَ رَبَذَةٌ من الرَّبذَ فوالله لأَنَ يْلقُوُا الله بخيانتهم أحبُّ إلَّى من أنْ ألقى الله بدِمائهم فافْعَل بهم ما يُفْعَل بغريم السوء . الرَّبذَة والرَّبذَ : صوفة يُهْنأُ بها البعير أو خرقة يَجْلُو بها الصائغ الحلىّ . والمعنى : إنه إنما استعمله ليعالج الأمور برأيه ويجلوها بتدبيره . ويجوز أن يريد بالرَّبَذة

- خِرْقة الحائض فيذمَّه وينال مِنْ عِرْضِه . وأن يريدَ واحدة الرَّبذ وهى العُهُون التى تُعَلقّ في أعْناق الإبل وعلى الهوادج فيكون المعنى : إنه من ذَوِى الشَّارة الذين ليس فيهم جَدْوىَ ولا طائل . ويُعَضّدُ هذا الوجه أنه كتب إليه : غَرَّتْنى منك صَلَاتُكَ ومجالستك القُرّاءَ وعمامتُك السَّوْدَاء ; حتى وّليْتُكَ وفوَّضتُ إليك الأمرَ العظيم ثم وجدناك على خلاف ما أمَّلْناكَ . قاتلكم الله أما تمشون بين القبور ! جَمعَ في مُتَرَبَعٍّ له كان يَتَرَّبعُه ثم انحرف فقال : إنَّ الإمامَ يَجْمَعُ حيث كان
ربع هو الموضع الذى يُنزَلُ فيه أيامَ الربيع ويقال له : اَلمرْبَع والمُرْتَبعَ وترَبعُّه : اتخاذه مَربْعاً ; لم يَر الجمعة لغير الإمام إلا في الِمصْر . مجاهد رحمه الله كان يَكْرَهُ أن تُزَوَّجَ الرجلَ امرأةُ رابة وإن عطاءً وطاووساً كانا لا يريان بذلك بأساً
ربب يعنى امرأة زوج أمه . فى الحديث : قال رَبيِطُ بنى إسرائيل : زينُ الحكيم الصمت
ربط هو ذو العزم والقوة فى الرأى ; من قولك : رَبَطَ لذلك الأمر جَأْشاً إذا حبس نَفْسه وصبرها وهو رابط الجأْش وربيط الجأْش وهذا فَعِيل بمعنى مَفْعول . والجأْش في الأول فى معنى المفعول وفى الثانى معنى الفاعل . وقيل : هو الزاهد فى الدنيا الذى ربط نفسه عن طلبها . الربَّاط فى كر . رباعهَم فى شو . الرّباق والربّوة فى صب . ربىّ فى عز . واْرَبعُوا فى غب . وأربد فى دق . يُرْبِض ورَبْعَة فى بر . مُربْعاً وربيعاً فى حى . الرّبةّ فى حم . رُبدْ فى رم . الرّبيع فى قص . الرّبى فى غذ . رَبعْة ورِباع فى هل . أربْاقَها فى ذر . الرّبدَة فى ضر . مُربدّ فى عر

- الرّباب فى زو . اربدّت فى قل . الرباّع فى سن . مِرْباع فى هل . رَباَبها فى لج . أربَى فى اب . رَابية فى حس . ورَبق فى سح . يَرُبنَّى فى كث . فإنْ أبت فارْبَعْ فى رف . ربد فى زن . فاْربِعَى فَرَبَعَتْ فى ظن . الربابة فى ثل . عن رُبُضه ومن شقّ الرُّبُضُ فى رف . على ست ُوبالأربع على أربْع فى ست . رابع أربعة فى سح . فارْبَعُوا فى مل . يَرْبأ فى رض . ربَعْ الِمغْزَل فى عر . الراء مع التاء النبى صلى الله عليه وآله وسلم قال فى الحَساء : يَرْتُو فُؤَادَ اَلْحزين ويَسْرُو عن فؤاد السقيم
رتو الرَّتوْ : من الأضْداد يكون الشَّدّ والتقوية وهو المراد ههنا ومنه قولهم : أكل فلان أْكِلةً فرتَتْ قلبه . ويكون الكَسْر والإرخاء ; ومنه قولهم : أصاْبته مصيبة فما رتت فى ذرعه . السَّروْ : الكشف سَرَوْتُ عنه الثوبَ وسريتُه ومنه سُرّى عن فلان . مَنْ مات على مَرْتَبَةٍ من هذه المراتب بُعث عليها يوم القيامة
رتب المرتبة : المنزلة الرفيعة ومنها قيل للمراتب : المراتب وهى مَفْعَلة ; من رتَب الرجلُ : إذا انتصب قائماً . أراد الغزوَ والحجَّ وغيرهما من العبادات الشاقة . عن حُذَيفة رضى الله عنه إن رجلا قال : يا رسول الله ; أبيتُ عندكَ الليلة فأصلّى معك ؟ قال : أنت لا تطيقُ ذلك فقال : إنى أحبُّ ذلك يا رسول الله فجاء الرجلُ فدخل معه فافتتح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم السورة التى تُذْكر فيها البقرة وتَرتَلّ فى القراءة وركع ثم افتتح آل عِمران فجُلِد بالرَّجل نوماً
رتل يقال : رَتَّل القراءة وتَرَتَّل فيها إذا ترسَّل واتأد وبَيَّن الحروف من قولهم : ثَغْر رَتَل ورتل إذا كان مُفلّجاً ; لأن المترسل فى قراءته كأن له عند كل حرْف شبهُ

- وَقفِة فشّبه ذلك بِتَفْليِج الثَّغر والذى يُسرع فيها كأنه يَضُمُّ الحروفَ بعضها إلى بعض ويرصُّها رصّاً فشبه ذلك باللَّصصَ . جُلِدَ به : أى سقط يقال : جَلَدْتُ بالرجل الأرض إذا صرعته كما يقال ضربت به الأرض فإذا بُنِى للمفعول به ولم تذكر الأرض أسند إلى الجار مع المجرور وكانا في محل الرفع على الفاعلية . نوماً : مفعول له . مُعاذَ رضى الله عنه روى أنه يتقدَّم العلماء يومَ القيامة بَرتْوَة
رتو أى برميةَ سهْم وقيل : بميِل وقيل : بخَطْوة . ابن عمر رضى الله عنهما صلَّى بهم المغرب . فقال : ولا الضالّين . ثم أرِتْج عليه فقال له نافع : إذا زُلْزِلَت فقال : إذا زُلْزِلَت
رتج إذا اسْتَغلقْ الكلام على الرجل قالوا : أْرِتجَ عليه : من أرتج الباب إذا أغلقه . ولهذا قالوا للمرشد : فَتَحَ عليه وفي كلامه رَتجَ ; أى تحبسُّ وتقول العامة : ارْتُجَّ عليه بالتشديد وعن بعضهم أن له وجهاً وأ معناه وقع فى رجّة وهى الإختلاط . عائشة رضى الله عنها قالت فيمن جعل مَالَه فى رِتاجَ الكعبة : إنه يُكَفِّرُهُ ما يُكَفرُ اليمينَ
رتج الرِّتاج : الباب ومنه حديث مجاهد رحمه الله : إنه قال فى قوله تعالى : فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجرَادَ . الطُّوفَان : الموت والجراد تأكُلُ مساميرَ رُتجُهم ; أراد جمعَ رِتَاج . وإنما رَجَّهوا النَّذْرَ واليمينَ إلى رِتَاج الكعبة قال :

- . . إذَا أَخْلَفُونى فى عُليَّةَ أُجْنِحَتْ ... يَمينِى إلى شَطِرْ الرِّتَاجِ المُضَبِ ...
لأن بابَ البيت هو وَجْهُه وهو السبيلُ إليه وإلى الارتفاق به . ومنه قوله صلى الله عليه وآله وسلم : " أنا مَدينةُ العِلْمِ وعلىٌّ بابها " . يُكَفِّرُه أى يكفِّر قولَه ونَذْرهَ . المُرتْع فى لح . تُرَيْكاَن فى فر . رَتْوة فى جب . رَتَب رُتُوب فى بج مرتعاً فى حى . لأرْتَع فى ذق . ارتجّ فى اج . المراتب فى رس . الراء مع الثاء النبىّ صلى الله عليه وآله وسلم إن أمَّ عبد الله أخت شَدَّاد بن قَيْس بعثت إليه بِقَدَح لَبَن عند فِطْره وقالت : يا رسول الله ; بعثتُ به إليك مَرْثِيَةِ لك من طول النهار وشدةّ الحر
رثى هى في أبنية المصادر نحو المغفِرة والمعذِرة والمعجزة ; من رَثَى له إذا رقَ له وتوجّع من وقوع فى مكروه ومنه الرّثَيْةَ : الوجع فى المفاصل . وقال بعضهم : رثيت له رَثْياً وَمرْثاةً . ورثيت الميت مَرْثِيَةً وزعم أن الصواب : مَرْثَاةً لك . عن عبدالله بن نَهيِك رضى الله عنه إنه دخل على سعد وعنده متاع رثّ ومثالٌ رَثّ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ليس مَّنا مَن لم يتغنّ بالقرآن
رثث الرَّثّ الخَلقَ البالى وقد رَثَّ وأرَثَّ ; ومنه الرِّثة لأسْقَاطِ البيت من الخُلقانَ . والمِثالُ : الفراش . قال : ... بحمدٍ من سنانك لا يُذَمُّ ... أبا قران متَّ على مِثال ...
التَّغَنّىِ بالقرآن : الإستغناء به وقيل كانت هِجِّيرى العرب التغنى بالرُّكْبَانىّ وهو نشَيِدٌ بالمدِّ والتَّمطِيط إذا ركبوا الإبل وإذا انْبَطَحُوا على الأرض وإذا قَعَدُوا في أفْنِيَتِهِم وفي عامّة أحوالهم فأحبّ الرسولُ أن تكونَ قراءة القرآن هِجيِّراهَم فقال ذلك ; يعنى ليس منا من لم يضع القرآن موضع الرُّكْبَانِىّ في اللَّهجَ به والطَّربَ

- عليه . وقيل : هو تَفَعُّل ; من غَنِى بالمكان إذا أقام به غنّى وما غَنيِت فلاناً أى ما ألِفته . والمعنى : من لم يلزمه ولم يتمسك به . والأول يحتج لصحته ووجاهته بمقدّمة الحديث وقول ابن مسعود : من قرأ سورة آل عمران فهو غنىّ . وعن الشعبى رحمه الله : نِعْم كَنْزُ الصُّعْلُوكِ سورَةُ آل عمران يقوم بها من آخر الليل . وفي الحديث : من قرأ القرآن فرأى أحداً أُعْطِىَ أفضَل مما أُعْطِىَ فقد عَظَّمَ صغيراً وصَغَّرَ عظيماً . الزُّبير رضى الله عنه إن كَعْبَ بن مالك أرْتُثَّ يو أُحُد فجاء به الزُّبير يقود بزمام راحلته ولو مات يومئذ عن الضَّيح والرِّيح لورثه الزبير وقد آخى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بينهما فأنْزَلَ الله تعالى : وَأُولُو الأرْحَامِ بَعُضُهمْ أوْلَى بِبَعْضٍ فىِ كِتَابِ اللهِ . االارْتِثَاثُ : أن يُحْمَلَ من المعركة وهو ضعيف قد أثْخَنَتْهُ الجِراحات من الرَثَّة وهم الضعفاء من الناس ومنه قول الخنساء : أَترُوْننَىِ تاركةً بنى عمِّي كأنهم عوالىِ الرّماح ومُرْتَثّةً شيخَ بنى جُشم ! قال : ... يَمَّتْ ذا شَرَفٍ يُرْتَثُّ نائُلهُ ... من البَريِّة جيلاً بعده جِيلُ ...
ومنه حديث زيد بن صُوحان رحمه الله تعالى : إنه ارتُثّ يوم الجمل فقال : ادفنونى ولا تحُسُّوا عنى تُراباً . أى لا تَنْقُصوا من حَسَسْتُ الدابة . الضِّيح : صحّحه بعضهم وزعم أنه قَلْبُ الضحّى من ضُحَى الشمس والصواب الضِّحّ وهو ضوء الشمس إذا استكمن من الأرض ; ومنه ضَحْضَحَةُ السّراب وهو تَرَقْرُقُةُ . قال ذو الرُّمة ... . غَدَا أكْهَبَ الأعْلَى وراح كأنَّهُ ... من الضِّحِّ واستقباله الشمسَ أخْضَرُ

- وفي أمثالهم : جاء بالضَحّ والرّيح أى بما طلعت عليه الشمسُ وجرت عليه الريحُ ; يعنى كثرة المال كما يقولون : جاء بالطّم والرّم . والمعنى لو تَرَكَ الجمّ الغفيَر من المال لورَثِه الزبير ; لأنهم كانوا يتوارثون فى صدر الإسلام بالحِلْف . ابن عبد العزيز رحمه الله تعالى لا ينبغى أن يكون الرجلُ قاضياً حتى يكون فيه خمسُ خصال : يكون عالماً قبل أن يستعمل مستشيراً لأهل العلم مُلِقياً للرّثَعَ ; منصفاً للخصْم محتمِلاً للأِئّمة
رثع الرثع : نحو من اَلجشَع وهو أْسَوأُ الْحِرصْ إلا أنّ فيه دناءة وإسفافاً لمداقّ المطامع والرضا بالطفيف من العطية . والراثع : مَنْ كان بهذه الصفة . واللائمة : مصدر كالعافية والفاضلة ; يقال : أنحى عليه باللوائم . ويجوز أن يكون صفةً للقالة والأُحْدُوثة التى فيها لوم . أرثمَ فى فن . من رثيئةٍ فى رص . رِثّة والرثّاث فى خط . الراء مع الجيم النبى صلى الله عليه وآله وسلم لما كان ليلة ولد فيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اْرَتَجَس إيوانُ كِسْرىَ فسقطت منه أربعَ عشرة شُرْفة وخَمدَتَ نارُ فارس ولم تَخْمُدْ قبل ذلك ألف عام وغَاضَتْ بُحَيْرةُ سَاوَةَ ورأى الموَبذَان إبلاً صِعَاباً تقودُ خَيْلاً عِرَابا وقد قطعت دجْلةَ وانتشرت فى بلادها فبعث كسرى عبد المسيح بن عمْرو ابن بُقَيلةَ الغسّانى إلى سطيح ليستخبره عِلْم ذلك ويَسْتَعْبِره رؤيا الموبَذان فقدم عليه وقد أشْفىَ على الموت فسلم فلم يُحِرْ سَطيح جواباً فأنشأ عبد المسيح يقول : ... أصمُّ أم يَسْمَعُ غطْريفُ اليَمنْ ... أمْ فَادَ فاْزِلمّ به شأْوُ اْلعَننْ ...
... يا فاصِلَ الخُطِة أعْيَتْ من ومَنْ ... أتاكَ شيخُ الحىَّ من آل سَنَنْ ...
... وأمُّه من آل ذِئْبِ بن حَجَنْ ... أبيضُ فَضْفَاضُ الرّداء وْالَبدَنْ

- . . رَسُولُ قَيْل العجم يسرى لْلوَسَنْ ... لا يرهب الرَّعْدَ وَلاَ رَيْبَ الزّمَنْ ... تجُوبُ بىِ الأرض عَلنْدَاةٌ شَزَنْ ... ترفعُنى وَجْنٌ وتَهْوى بى وَجَنْ ... حَتِّى أتى عارِى الجآجى والقَطَنْ ... تَلُفُّهُ فى الريّح بَوْغَاءُ الدّمَنْ ... كأنّمَا حُثْحِثَ مِنْ حِضْنَىْ ثَكَنْ ... أزْرَقُ مُمْهَى النّابِ صَرَّارُ اْلأُذُنْ ...
فلما سمع سَطيح شِعْره رفع رأسه فقال : عبدُ المسيح على جمل مُشيح جاء إلى سَطِيح وقد أوفى على الضّرَيح بعثكَ مَلِكُ بنى ساسان لارْتِجاسَ الإِيوان وخُمُود النيران ورؤيا الموبذَان رأى إبلاً صِعاباً تقود خيلاً عِراباً قد قطعت دِجْلة وانتشرت فى بلادها . عبدَ المسيح إذا كثرت التّلاوة وظهر صاحبُ الهِراوَة وخمَدَت نار فارس وغاضَتْ بحيرةُ سَاوةَ وفاض وادىِ السّماوة فليست الشام لسطيح شَاماً يملك منهم ملوك وملِكات على عدد الشُّرفُات وكلُّ ما هو آتٍ آت . ثم قضى سَطيح مكانه ; ونهض عبدُ المسيح إلى رَحْلِه وهو يقول : ... شمّرْ فإِنَّكَ ماضى الهمَّ شِمّيرُ ... لا يُفْزِعنّكَ تفريقٌ وتَغْيِيرُ ... إْنُ يْمس مُلْكُ بنى ساسان أفْرطَهُمْ ... فإنَّ ذا الدهر أطوارٌ دهَارِيرُ ... فَرُبّمَا رُبمّا أضْحَوْا بمنْزِلَةٍ ... تهاب صولهمُ الأُسْدُ المهاصِيرُ ...
فلما قدم على كِسْرى أخبره بقول سَطِيح فقال كسرى : إلى أنْ يملكَ منا أربعة عَشر ملكاً تكون أمور : فملك منهم عشرةٌ فى أربْعِ سِنين وملك الباقون إلى زمن عُثمان
رجس ارْتَجسِ وارْتَجّ وَرَجفَ أخوات ومنه رَجَسِت السماء واْرَتَجسَتْ إذا رَدَتْ . الإيوان : كلمة فارسية ; ويقال الإوّانَ والجمع إوّانَاتَ . يقال للبحر الصغير : بُحيْرة كبحيرة ساوة وبحيرة طَبِريّة وكأنها تصغير البَحْرَة من البحر كالشّحَمْة والشّهْدةَ والَعَسلة من الشحْم والشهْد والعَسل ; وهى الطائفة والقِطْعة . العِرَاب : الخيل العربّية كأنهم فرقّوا بين الأناسىّ والخيل فقالوا : فيهم عرَب وأعرْاب وفيها عِراب كما قالوا فيهم : عُراة وفيها : أعراء

قولهم : أشفى على الهلكَة وأشفى الغنىُّ على الفقير من أفْعُل الذى هو بمعنى صار ذا كذا ; لأن من كان على حالةٍ ثم أشرف على ما ينافيها فقد بلغ شَفَا تلك الحالة أى طَرفهَا ومُنّهْاها ; فكأنه صار ذا شفاً لبلوغه إياه بعد أن كان ذا وسط لتمكُّنه وبُعْدِه من إنقضائها . أحَارَ : منقول من حار إذا رجع كما يقال : لم يُرْجِعْ جواباً ولم يردّ ومنه المحاورة وهى مراجعة القول . الغطْريفُ : فرخ البازِى فاسِتعير للسّيّد ومنه تَغَطْرَفَ وتَغَتْرف ; إذا تكبّرَ وتسوّدَ وقالوا للذباب : غِطْريِف كما قالوا : أزْهى من ذُباب . فاد وفاظ وفاز : إذا مات . يقال : ازْلأمُّوا : إذا ولّوْا سِراعا وأنشد الأصْمِعَى لكُثَيّر : ... تَأرَّض أخفافُ المُناخة منهما ... مكان التى قد بُعدَتِ فاْزِلأَمّتِ ...
وهمزُّتها لا تخلو من أن تكون أْصِليةَ والكلمة ربُاعية كاتْلأبّ وارْقأنّ وأن تكون مزيدةً للإِلحاق باقْشَعَرّ أو لا بد من ألف افعالّ كالتى فى بيت كُثَيّر الآخر : ... وللأرض أما سودُها فتجللّتْ ... بياضا وأما بيضُها فاْدَهَأمّتِ ...
والكلمة ثلاثية فلا تكون أصلية وإن كان الحكِمُ بأصالتها إذا وقعت رابعة غير أول أصلا لوضوح اشتقاق الكلمة من قولهم : مَرّ يَزْلِمُ ويحذِمُ إذا قارب الخطْو مع سُرْعة . وعن الأصمعىّ : تزَْلمُِ إلى الشدّ وتنزع إليه ; أى تُسرع ; كما وَضَح اشتقاق اكْلأَبَّ وشاب مُصْمَئِلّ من الكَلَب والصَّمْل ولا مزيدة للإلحاق مثلها في هذين الفعلين ; لقوله : ازلّم به فبقى أن تجعل بدلاً وأن يكون الأصل ازلامّ كاشهابّ وازلمّ محذوف منه نحو اشهبّ من اشهابّ وادهمّ من ادهامّ . ومعنى ازْلمّ به شأوُ العَنَن ; ذهب به شأوُ عَرضَ الموت ذهاباً سريعاً وشأوه : سبقه إليه . والعنَن : من عَنّ كالعَرضَ من عَرضَ ; وهو ما ينوبك من عارض . أْعَيتْ مَنْ ومنْ : أراد أن تلك الخُطَّة لصعوبتّها أعْجزت مِنَ الحكماء والبُصراء

- كلَّ مَنْ جلّ قدَرْهُ فى علمه وحكمته فحذف الصلة كما حذفت فى قولهم : بعد اللّيتا والتى ; إيذّانا بأن ذلك مما تقصر العبارة عنه لعظمته ونحوه قول خِطام المجاشعى : ... ثم أناخوها إلى مَنّ ومَنْ ...
الفَضْفِاضِ : الواسِع . والبَدَنْ من الجسد : سوى الرأس والشوى ومن الدُّرُوع : ما وَارىَ البَدَنْ والمراد به رَحَابةُ الذّراع وسَعَة الصّدْر ; لأنه إذا وُصِفَ ما يَنْعطَفُ على ذِراعيه وما يشتمل على صدره من بدَنَه أو درعه باَلسّعَة فقد رحب ذِرَاعُه ووسع صدره . للْوسِن أى لأجْل استعبار الرؤيا . العَلنْدَىَ والعَرَنْدِى : الصُّلْبُ الشَّدِيد والنون والألف مزيدتان يقال : شىء عَلْد وعَرْد أى صُلْب وأنْتَ فى تصْغِيرهما مخّير بين حذف هذه وهذه . وادْخَالُه التاء وهو يريد الجَمَل للمبالغة . الشّزنَ : النَشّيط . قال أبو الَعَمْيثَل : شزن فلان ; أى نشط . وإشْزَان الخيل : نشاطها وأنشد للأغلب : ... ما زالت الخيلُ على أشزانِها ... يرْمِى بها النازحُ من أوْطانِها ...
وهو من الشّزنَ ; الناحية أى يمشى فى شِقٍّ من نشاطه ; كما قيل : يمشى العِرَضْنى والعَرِضْنةَ أى يمشى فى عُرْض . الوجَين : العارض من الأرض المُنقْادُ فى غِلَظٍ . والجمع وجُن ووجَنَ بالتخفيف . سكَّن الياء فى النصب ضرورة ويجوز أن يُجْعَلَ حالا ويجوز أن يُجَعلَ فاعلاً ويكون أسلوب النظم نحو ما فى قوله : ... فلئن بقيتُ لأرْحَلَنّ بَغَزْوَةٍ ... نحو الغنائم أو يموتَ كريمُ ...
الجاجىء : جمع جُؤْجُؤ ; وهو قَصُّ ... الصدر

- القَطَن : ما بين الوَرِكين . البَوْغاء : دقاقُ التُّراب الهاِفى فى الهواء ; ومنهَ تَبوُّغُ الدّمِ وهو ثورَانُه وارتفعت بَوْغاءُ الطّيب ; إذا سطعت سوَاطعُ فَوْحه . وقال : ... لعُمْرُك لولا هاشمٌ ... ما تَعَفَّرتْ بِبَغْدَانَ فى بَوْغائها القَدمَان ...
ثُكَن : اسمُ جبل ويقال : تنحّ عن ثكَنِ الطريق وثَكَمِه ; أى عن محجّته . ويريد بالأزْرَقِ النّمَرِ وهو موصوف بالزُّرقة . قال : ... بكفّىْ سَبَنْتىَ أزرقِ العين مُطْرق ...
المُمْهىَ : المُحَددّ وهو من الهْر : مقلوب ورِواه المحدّثون مَهْم الناب بميمين وقد لحنوا . وقيل : الصّواب مَهْوُ الناب وهو فى معنى المُمْهى شبّه جمله فى سرعة سيره بنَمرٍ هُيجَّ من جانبى هذا الجبل . الأذن : مفعولة فى المعنى أى يَصُرُّ آذانه أبدا . المُشيح والمُشايِح والشّيخُ : المُجِدّ . أفْرطَهم : من أفرط الرجلُ القومَ ; قال ابنُ دُريَد : أى تركهم وراءهَ وتقدّمَهم ويقولون : ما أفرطت من القوم أحداً . ومنه قوله عزّ وعلا : وَإِنَّهُمْ مُفرْطُونَ . الدّهارِير : تصارِيفُ الدهر ونوائبهُ ; مشتق من لفظ الدهر ; ليس له واحدٌ من لفظه كعباديد . المهاصير : جمع مِهْصِار والَهصْر والهَصْم أخوان ; وهما أن تميلَ الشئْ إلى نفسك وتكِسره . وقيل للأسد : الهصير والهِصيم . نهى النبى صلى الله عليه وآله وسلم أن يُسْتَنْجَى برجِيع أو عَظْم
رجع هو فعيل بمعنى مَفْعُول والمراد الرَّوْث أو العَذِرَة ; لأنه رَجعَ أى رُدّ من حالة إلى أخرى . ورجعت الدّاَبة إذا رَاثَت . والرّجيع : الجْرّةَ . قال الأعشى : ... وفَلاةٍ كأنَّها ظَهرُ تُرْسٍ ... ليسَ إلاّ الرجيعَ فيها عَلاَقُ ...
وكلُّ مَرْدُود رجَيِع ومنه قيل للدابة التى ترددّها فى السفر : هى رجَيِع سَفَر ويقولون فى الحديث إذا أعادُه صاحبه : نحن فى رجيع من القول

- ذَكَرَ النَّفْخَ فى الصّور . فقال : ترْتجُّ الأرضُ بأهْلهِا فتكونُ كالسيفنِة الَمرنّقةَ فى البحر تضربُها الأمواجُ أو كالِقْندِيلِ المعلّقِ بالعرْش تُرَجَحّهُ الأرْوَاح
رجج يقال : رجّةَ فاْرتَجَّ . وقال ابنُ دُرَيد : رَجّ الشىء وَتَرَجْرجَ ; فهو راجّ . وقالوا : فلان يَرُجُّنِى عن هذا الأمر ; أى يحرّكنى عنه ويَعوّقُنى عن مباشرته . المُرَنقّةَ من رَنّق الطائر ; إذا رفرفَ فوق الشىء وِخَفَق بَجَنَاحيْه وبيانه فى بيت الحماسة : ... ورَنقّتَ المنّيةُ فهى ظِلٌّ ... على الأبطْاِل دانيةُ الجناح ...
ومنه : رنّق النوم فى عَينْيِه ألا ترى إلى قوله : ... إذا الكرى فى عَينْيِه تَمضَمْضَاَ ...
العَرشْ : السّقَفْ : وأصله الرفع عَرَشَ الكرْم َ : إذا رفعه وعرشت النار : إذا رفع وقودها . قال حُميد : ... عرِش الوقود لها بدار إقامةٍ ... للحىّ بين نظائرٍ وترِ ...
وعرش الحمار بعانته : حمل عليها رافعاً رأسه . نهى عن التّرَجُّل إلا غَبّاً
رجل ترَجّلَ الرجلُ ; إذا رجّلَ شعره كقولك : تَخَمّرت المرأة : إذا خمرت رأسها وتطّيب : إذا طّيَب نَفْسَه . وترجيلُه : تسريحه وتغذيته بالأدهان وتقويته . ومنه حديث أبىّ رضى الله عنه : إنه احتكم إليه العباسُ وعمرُ فاستأذنا عليه فحبسهما قليلاً ثم أذن لهما . فقال : إنَّ فلانة كانتْ تُرجلنَى ولم يكنْ عليها إلا لِفاع فَحَبَسْتْكُمَا

- هو ما يُتَلفَعُ به : أىْ يُشْتَمَلُ به حتى يُجَلَلّ الجسد . أبو بكر رضى الله تعالى عنه قالت عائشة رضى الله تعالى عنها : أهْدَى لنا أبو بكر رِجْلَ شاةٍ مَشْوِيَّة فَقَسّمتُها إلا كتَفها . أرادت رجْلهَا بما يليها من شِقّها أو كَنَتْ عن الشاة كلها بالرّجْل كما يُكْنىَ عنها بالرأس . عُمر رَضِىَ الله عنه كتب فى الصّدَقَة إلى بعض عُمّالهِ كتاباً فيه : ولا تَحْبِس النّاسَ أوّلهُمْ على آخرهم ; فإنَّ الرّجَنَْ للماشية عليها شديد ولها مُهْلِك وإذا وقف الرجلُ عليكَ غَنَمَه فلا تَعْتَمْ من غَنِمَه ولا تأخُذْ من أدناها وخذِ الصّدقَة من أَوْسطها وإذا وَجَب على الرجل سنٌّ لم تجِدْهَا فى إبله فلا تأخذ إلا تلك السنَّ من شَرْوىَ إبله أو قيمة عَدْل وانظر ذوات الدّرَّ والماِخض فتنكّبْ عنها فإنها ثمالُ حاِضرِتهْمِ
رجن رَجَنَ الشاةَ رَجْناً إذا حَبَسَها وأساءَ علَفهَا ورَجَنَتْ هى وشاةٌ راجن بمعنى داجن وهى الآلفة . الاعتيام : الاختيار والعيِمَة : الَخْيرة ; يقال : هذا عِيمةُ ماله وهو من العيْمة ; لأن النفس تنزِعُ إلى خيار كلّ شىءِ فكأنها تُعاَمُ إليه . الشّروى : الِمثْل ; وهى من شَرىَ يَشْرِى لما بين الَبدَليَنْ من التّماثل والتساوى ألا تَرى إلى قولهم : هذا إيشارى كذا ولكنّ الياء تقلب واواً فيما كان اسماً من فَعْلىَ كالتّقْوى والَبقْوىِ دون ما كان صفة كالَخزْيَا والصّدْيا . والمعنى : إنه إذا وجب على صاحب الخمس والعشرين من الإبل ابنُ مخَاضٍَ ولا يوجد فى إبله فعليه أن يُحصّله مِنْ إبلٍ هى فى مِثْل حالِ إبلهِ خياراً أو رُذالاً وليس للمُصَدّق أن يأخذه بتحصيل ما هو خيارٌ إن لم تكن إبلهُ خياراً أوْ يأخذ منه قيمة السن الواجبة عليه على سبيل السوّية

- الماخِض : التى ضربها الَمخَاضُ وهو الطّلقْ ; يقال : ناقة ماخض ومخوض وقد مَخضِتَ ومُخِضَت وتمَخَضّتَ وامْتخَضَتْ ونوق مَواخض ومُخّض . تنكّبه وتنكّب عنه : عَدلَ . قال : ... ولو خِفْتُ أنىّ إن كَفَفْتُ تحيتى ... تنكّب عنى رُمْتُ أنَ يَتَنَكّبَا ...
ثِمال القوم ومثْمِلُهم : ملجؤهم ومُعْتَمَدُهم وقد ثَمَلْتُ إليه أى لجأت واطمأنَنْتُ وليستْ دارُك دار ثَمَل أى طُمَأْنِينَة . الحاضرة : القوم الحضُور يقال : فلان من أهل الحاضرة . عُثماْن رضى الله تعالى عنه غَطَّى وَجْهَهُ بقطيفة حمراء أرْجُوان وهو مُحْرِم
رجن قيل : هو صِبْغ أحمر وقد أْجَرتْهُ العربُ مجرى القانى فى وَصْف الثياب وغيرها بشدة الحُمّرَة سواءٌ فيه المذكر والمؤنث فقالوا : قميص أُرجْوان وقطيفة أُرجْوان ولم يقولوا : أُرجْوُانة ; كما وقالوا : امرأة أملُذانة ; والأُملْدُانَ الناعم إماَ لأنه اسم فى أصله فهو كقولك : أموالٌ دبَرْ وحَيّة ذراع وامرأة فِطْر وزَوْر . وإما لأن الكلمة فارسية فتركوها على حالها فى التعرّى عن علامة التأنيث كما قالوا : جُرْيزُ فتركوه على حاله فى البناء . لم ير بالحُمرْة بأساً إذا لم تكن من طيب . حُذَيفْة رضى الله عنه لما أُتِىَ بِكَفَنِه قال : إنْ يُصِب أخوكم خيراً فعسىَ وإلاّ فلْيَتَرَامَ بى رَجَواها إلى يوم القيامة
رجو أىْ جانبا الحفرة وهو من قولهم : فلان يُرْمىَ به الرّجَوان ; إذا اسْتُذِلّّ وحُمِل على خُطة لا يكون له معها ثبات ولا قرار قال : ... فلا يُرمْى بِىَ الرجّوَان أنّى ... أَقَلُّ الناس مَنْ يُغْني غَنائى ...
أراد عذاب القبر أى وإلاّ كنتُ فى حُفْرتى على حالٍ شديدة لا قرار لى معها ولا طُمأْنينة ولا خروج

- قوله : وإلا فَلْيَتَرامَ بى رَجَواها أَخْرجَهُ مُخْرَجَ الأمر والمراد به الخَيَر ; أىْ وإِلا ترامىَ بى رَجَواها نظير قوله عزّ من قائل : قُلْ مَنْ كَانَ فى الضّلاَلَةِ فَلْيَمْدُدُ لَهُ الرّحْمنُ مُدّاً أىْ مَدّ لَه الرحمُن وجمع الرّجا أرْجاء . ومنه حديث ابن عباس رضى الله عنهما : ما رأيتُ أحداً كان أخْلَقَ لِلْمُلْكِ من معاوية ; كان الناس يَرودُنَ منه أرّجاء واد رحْبٍ ليس مثلَ الحَصِر العَقِص ورُوى : العُصْعُص . والَمَقِص : الشّكِس العَسِر والعَكِص مثله . والعُصْعُص : العُجْب أضاف الَحِصر إليه إضافة الصفة المشبهة إلى فاعلها وهو من قولهم : فلان ضيّق العُصْعصُ : إذا كانَ نكِداً قيلي الخير ويحتمل أن يوقع العُصْعُص صفة تأكيداً للحَصِر ويريد أنه فى الشدة والجارة كالعُصْعصُ أراد ابن الزُّبير . مُعاذ رضى الله عنه لما قدم اليمن فأصابهم الطَّاعُون . قال عَمْرُو بن العاص : لا أراه إلا رجْزاً وطُوفاناً ورُوى أنه قال : إنما هو وَخْزٌ من الشيطان . فقال له مُعاذ : ليس بِرِجْرٍ ولا طُوفان ; ولكنّها رحمةُ ربّكم ودَعْوةُ نَبيكم ; اللهمّ آتِ مُعاذاً النصيب الأوْفر من هذه الرَّحمة . فما أمسى حتى طُعِنَ ابنهُ عبد الرحمن وهو بِكْرُه وأحبُّ الخْلْقِ إليه
رجز الرّجْز والرّجْس : العذاب ; قال أبو تراب : سمعت أبا السّمَيْدع الحُصيْنِىّ يقول : الرّجْز والرّجْس : الأمر الشديد يَنْزِل بالناس وهو من قولهم : ارتجزت السَّماء بالرّعْد وارْتجَسَتْ ورعد مُرْتجِزَ مُرتجس وهو حَرَكةٌ مع جَلبَة لأنّ العذابَ النازل لا بدَّ فيه للمنْزول بهم من أن يضطربوا وَيْجلُبوا . الوَخْزُ والوَخْضُ والوَحْطُ : أخوات وهى الطّعْن وكانت العرب تسمى الطاعونَ رماحَ الجنّ

- أراد بقوله : " ودعوة نبيكم " قولهَ صلى الله عليه وآله وسلم : اللهمّ اجعل فَناء أُمتّى بالطّعْن والطّاعُون . البكْر : الولد الأول وإدخال الواو بين الصفات قَصْدٌ إلى إفْراد كلَ واحدة بإثبات وتركُها جمعٌ لها فى إثبات واحد ; بيانه أنّكَ إذا قلت : فلان جواد شجاع ; فقد أثبتَّ له الاشتمال على الصفتين معاً وأنه ذو احتواء عليهما وإذا قلتهَ بالواو فقد أثَبتّ أولاً أنه جواد ثم استأنفت فزعمتَ أنه شجاع أيضاً ن كما تصنع ذلكِ فى الفعل حين تقول : يجود ويشْجُع وإذا كان كذلك فقد أثبتّ لعبد الرحمن أنه ابنُ معاذ ثم أثبتّ له ثانية أنه بِكْرُه ثم ثالثةً أنه أحبُّ الخلق إليه فأفاد أنّ كَل واحدة على حِيالها من هذه الصفات يقتضي شدة الأمْر عليه . ابن عباس رضى الله عنهما دخل مكة رَجْلٌ من جراد فجعل غِلْمَانُ مكة يأخذون منه فقال : أما إنهم لو علموا لم يأْخذوه
رجل هو الجماعة الكثيرة تُذَكّر وتؤنث وقد جمعهما أبو النّجْم فى قوله : ... كأنما الغرَّاء من نظالها ... رجْلُ جرادٍ طار عن خُذّاَلها ...
كِرهَ قتَله فى الحرم ; لأنه صيد . ذَكَر قول النبىّ صلى الله عليه وآله وسلم : مَنِ ابتْاعَ طعاماً فلا يَبيِعه حتى يكتالَه فقال له طاوس : لِمَ ؟ قال : أَلَا ترَىَ أنهم يتبايعون بالذّهب والطعام مُرْجًى !
رجى أى مؤجّل ; يقال : رَجْيتُه وأرجيته . والمعنى أنك إذا أسلفت فى طعام ثم بِعْتَ ذلك الطعام قَبل أن تَقْبِضَ فهو غيرُ جائز لأنّ مِلْككَ فيه لم يتكامل ; فإنما تبايعتُما ذهباً ليس بإزائه فى الحقيقة طعام . ابن مُغّفَل رضى الله عنه لا ترجمُوا قبَْرى
رجم أى لا تجعلوا عليه الرّجام وهى حِجَارة ضِخام ; الواحدة رُجمة والمعنى النهى عن التّسْنيمِ والرّفَع

- ابن المسّيب رحمه الله تعالى قال ذات يوم : اكتُب يَا بْرد أنىَّ رأيتُ موسى رسول الله عليه السلام يمشى على البحر حتى صِعَد إلى قَصْر ثم أخذ بِرجْلَىْ شيطانٍ فألقاه فى البحر وإنّى لا أعلمُ نبياًّ هلَك على رِجْلهِ من الجبابرة ما هلك على رِجْل موسى ; وأظن هذا قد هلك ; يعنى عبد الملك . فجاء نعيُّه بعد أرْبع
رجل أىْ على عَهْده ووقت قِيامه . فَوُضَعِتِ الرّجلُ التى هى آلة القيام موضَعه . الحسن رحمه الله تعالى لما خرج يزيدُ بن الملّهَب ونَصَبَ راياتٍ سوداً وقال : أدعوكم إلى سُنّةِ عمَر بن عبد العزيز . قال الحسن فى كلام له طويل : نَصبَ قصباً عَلّقَ عليها خِرقَاً ثم اتّبعَه رِجْرجِةٌ من الناس رِعاع هباء
رجرج هى بقّية فى الحوض كَدِرةَ خاثرة تترجرجُ شبه بها الرُّذال من الأتَباع فى أنهم لا يغنون عن المستتبَع ; كما لا تُغْنى هى عن الشارب شبههم أيضاً فى أنهم ليسوا بشىء بالهباء وهو ما سَطع من تحت سَنَابِك الخيل وهبا الغبار يَهْبُو وأهْبىِ الفرسُ . كرجْراجة فى هر . المرجّب فى جذ . رَجَب مُضر فى دو . فرجَف مكانه فى وز . ارتجّ فى اج . رجاجة فى ضر . وارجحنّ فى رب . وارَّجع يديك فى ثم . ترجُف فى سا . والمُرْتجز فى سك . مُرَجّلْ فى شه . الراء مع الحاء النبى صلى الله عليه وآله وسلم جعل يمسح الرُّحَضاء عن وجَهْهِ فى مرضه الذى مات فيه
رحض هى عَرقَ الحمّى كأنَها تَرْحَضُ الجسدَ ; أى تغِسله وقد رُحِضَ الرجل ; ِإذا أخذتْه الرُّحضَاء . تجدونَ الناسَ كالإبل المائة ليست فيها رَاحلة . الأزهرى : الراحلة : البعير الذى يَرْتجِلُه الرَّجل جملا كان أو ناقة يريد أن المرضىّ المُنتْجَبَ فى عزةِ وجودِه كالنُّجُب التى لا توجد فى كثير من الإبل

- الكاف مفعول ثان لأن وجد بمعنى عِلم يتعدى إلى مفعولين . وليست مع ما فى حيّزها فى محل النصب على الحال كأنه قيل : كالإبل المائة غير موجودة راحلة أو هى جملة مستأنفة وهذا أوْجَهُ وأصحّ معنىً . ثلاث يَنْقُص بهنّ العبدُ فى الدُّنيا وُيدْرِكُ بهنّ فى الآخرة ما هو أعظم من ذلك : الرُّحْمُ والحَياءُ وعِىُّ اللسان
رحم الرُّحْم : الرَّحمة يقال : رَحِم رُحْماً كَرغِم أنْفهُ رُغْماً وفُعْل فى المصادر يجىء مجيئاً صالحاً . وقرىء : وأقْرَب رُحُماً . مخففاً ومثقلاً . وقالوا لمكة : أم رُحْم وأم رُحُم . ذلك : إشارة إلى مصدر يَنْقُص ولا بدَّ من مضاف محذوف كأنه قال ما هو أعظم من ضدَّ ذلك النقصان وهو ما ينال المرء بقسوة القلب ووقاحة الوجه وبسطة اللسان التى هى أضدادُ تلك الِخصال من الزيادة وهو من قبيل الإيجازات التى يشجع المتكلمَ على تناولها أمْنُ الإلتباس . ويجوز أن يكون المعنى ما هو أبلغ من عظمة منهن فى نًقصانها فاختصر الكلام كقولهم : البُّر خيرٌ من الفاجر . تَدوْرُ رَحَا الإسلام من ثلاث وثلاثين سنة أو أرْبَعٍ وثلاثين سنه فإن يقمْ لهمِْ دينُهم يَقُمْ لهم سبعين سنة وإن يهَلْكُوا فسبيلُ مَنْ هلَكَ من الأمم . قالوا : يا رسول الله سوى الثلاث والثلاثين ؟ قال : نعم
رحا يقال دارتْ رَحَا الحرب : إذا قامت على ساقها والمعنى أنَّ الإسلامَ يمتدّ قيام أمرهِ على سَنَنِ الاستقامة والبُعْد من أحد أثاث الظلّمِة التى تقّضى هذه المدة . وَوَجْهُه أن يكون قد قاله وقد بقيت من عمره ثلاث أو أربع ; فإذا انضّمت إلى مدة خلافة الأئمة الراشدين وهى ثلاثون سنة لأبى بكر رضى الله عنه سنتان وثلاثة أشهر وتسعُ ليال ولعمر رضى الله عنه عشرُ سنين وثمانيةُ أشهر وخمسُ ليال ولعثمان رضى الله عنه اثنتا إلا اثنتى عَشْرَة عشرة ليلة ولعلى عليه السلام َخْمسُ سنين إِلا ثلاثة أشهر كانت بالغةً ذلك المبلغ ديِنُهم أى مُلكْهم . قال بعض أهل الردة : ... أطَعْنَا رسول الله إذْ كان حاضِراً ... فيا لهفا ما بالُ ديِن أبى بَكْرِ

وكان من لَدُنْ وَلىِ معاوية إلى أن وَلىِ مَرْوَان الحمار وظهر بُخرَاسان أمرُ أبى مُسْلم وَوَهَى أمْرُ بنى أُميّة نحوٌ من سبعين سنة . إنَّ رجلاً من المشركين بمؤتة سبَّ النبى صلى الله عليه وآله وسلم فطِفق يسبُّه فقال له رجل من المسلمين : والله لتكفّنّ عن شتْمه أو لأرْحَلنّكَ بسيفى هذا فلم يَزدْ إِلا استعراباً فضربه ضَرْبةً لَم تجُرْ عليه وتغاوَى عليه المشركون فقتلوه ثم أسْلمَ الرجلُ المضروب وحَسُنَ إسلامه فكان يقال له : الرّحَيِل . يقال : فلان يَرْحَلُ فلانا بما يكره أىْ يرْكَبُه به وأصْلُه من رَحَلْتُ الناقة . الإسْتْعِراب : الإفحاش فى القول وحقيقته أنْ يخرج فيه عن الكناية والتعريض إلى الإفصاح . ومنه : استعرب البعير جَرَباً إذا استعرب جَرَبهُ وظهر على عامّة جِلْدِه . الفراء : أجاز على الجريح وأجْهَزَ عليه بمعنى . التّغَاوِى : التَّجَمُّع ولا يكون إلا على سبيل الغِواية . علىٌّ عليه السلام قال سُليَمانُ بن صُردَ : أتيتُ عليَّا حينَ فرغَ من مَرْحَى الجمل فلما رآنى قال : تَزحْزَحْتَ وتربَّصْتَ وتَنَأنأْتَ فكيف رأيتَ الله صنع ! فقلت : يا أمير المؤمنين إنَّ الشَّأْوَ بَطيِن وقد بقَى من الأمور ما تعرف به صديقَك من عدوّك . فلماّ قام قلت للحسن : ما أغْنيتَ عنىّ شيئا . قال : هو يقول لك الآن هذا وقد قال لى يوم التْقى الناس ومشى بعضهم إلى بعض : ما ظنُّك بامرىءٍ جمع بين هذين الغاُريْن ؟ ما أرى بعد هذا خيرا !
رحى المرْحىَ : حيث تُدارُ رحَى الحرب يقال : رحيتُ الرّحَى ورحوتُها أى أردتها التّزَحْزُح : التباعد . تَنَأنأْت : أى فتَرتَ وامتنعتَ يقال : نَأْنأته فتنأنأ أى نَهْنَهْتهُ . النأنأ والنأناء والنأناء : الضعيف . قال أحد بنى غنْم : ... فلا أسمعنْ فيكم بأمْرٍ منأنِاء ... ضِعَيفِ ولا تَسْمَعْ به هامَتى بَعْدى

- الشأو البطين : الغاية البعيدة . قال : ... فَبَصْبَصْنُ بين أدانى الفَضَا ... وبين عُنيْزَةَ شَأْواً بَطينا ...
وتباطن المكان : تباعد يريد إن غاية هذا الأمر بعيدة وسترى منى بعدُ ما تحب أى إن لم أصَحبْك فى وقعة الجمل فإن لك وقعات بعدها سأصحبك فيها . كل َجمْع عظيم غار ِ . عائشة رضى الله تعالى عنها قالت فى عثمان : استتابُوه حتى إذا ما تركوه كالثّوبِ الرَّحِيض أحالُوا عليه فقتلوه
رحض هو الغسيل . أحالوا عليه : أقبلوا عليه يقال : أحال عليه بالسّوط وبالسيف كما يقال : أنحى عليه وراغ عليه . ورحاها فى قع أم رُحْم فى بك . المرحل فى مر . مراحيضُهم فى رف . الرحال فى نع . المرتحل فى حل . الراء مع الخاء الشَّعبى رحمه الله تعالى ذكر الرّافضة فقال : لو كانوا من الطير لكانوا رَخَماً ولو كانوا من الدّوَابَّ لكانوا حُمُرا
رخم الرخّمَ : موصوفة بالقَذَر والمزق ومنه اشتق قولهم : رخَمِ السقاء إذا أنتن . ابن دينار رحمه الله تعالى بلغنا أنّ الله تعالى يقيم داود عليه السلام يوم القيامة عند ساق العرش فيقول : يا داود مجّدْنى اليوم بذلك الصوت الحسنَ الرخيم . هو الرقيق الشّجىّ ومنه : ألقيت عليه رَخْمةَ أمه أى رِقّتها أو محبتها ورّخْمتُ الدجاجة : إذا ألزمتها البيض لأنها لا تلزمه إلا بالرَّخْمة ورخِم ورحِم ورئِم أخوات . فى الحديث : يَأْتىِ على الناَّسِ زمان أفضلُهم رَخَاخاً أقصدُهم عَيْشا
رخخ هو لين العَيْش ومنه أرض رَخَاخ . قال الأصمعىّ : أى رخوة تسرع الأوتادُ فيها

- الراء مع الدال
النبىّ صلى الله عليه وآله وسلم قال لسُراقة بن جُعْشُم : إلا أدلُّك على أفضل الصدقة ؟ ابنُتك مَرْدوَدةٌ عليك ليس لها كاسبٌ غيرك
ردد المردُودَة : التى تُطلقُّ وتردُّ إلى بيت أَبَويْها . ومنه حديث ابن الزُّبْير رضى الله عنهما : إنه كتب قى صَكّ دارٍ وقَفَها : وللمرْدُودِة من بناتِه أن تسكُنها غير مُضَرّة ولا مُضّرٍ بها فإن استغنتْ بزوج فلا شىء لها . أراد أفضل أهل الصدقة فحذف المضاف . الأشعرىّ رضى الله عنه ذكر الفِتن فقال : وبقيت الرَّداَحُ المُظِلمة التى مَن أَشْرَف لها أشرفتْ له
ردح الرَّدَاح : صفة كالرَّجاح والثَّقَال لما يعظم ويثقل يقال فى الجفنة العظيمة والكَتيِبة الجمة الفرسان والشجرة الكبيرة والمرأة الثقيلة الأوراك : رداح . ومنه قول ابن عمر رضى الله عنهما وقد ذكرت الفتنة عنده : لا كونَنّ فيها مِثْلُ الَجمِل الرَّداَح الذى يحُمْل عليه الحْمِل الّثقَيل فيَهرْج فَيّبرُك ولا يَنْبعَثِ حتىُ ينْحَر . الهرَج : السَّدَر قال أبو النجم : ... في يوم قيظٍ ركَدتْ جَوْزَاؤٌه ... وظلَّ منه هَرِجاً حِرْباَؤُه ...
مَنْ أشَرف لها أشَرفت له أى من غالبها غلبته . الخوْلانَى رحمه الله تعالى أتى معاوية رضى الله عنه قال : السَّلام عليك أيّها الأجير أنه ليس من أجيٍر اسْتُرْعِىَ رعيةً إلاّ ومستأْجرُه سائُله عنها . فإن كان داوَى مَرْضَاها
رد وجبر كَسرْاها وهَنَأ جَرْباهَا ورَدّ أَوُلاَها على أخْراها ووضعها فى أنُفُ من الكلأ وصَفْوٍ من الماء وفَّاه أجْرهَ . أى إذا استقدمت أوائلُها وتباعدت عن الأواخر لم يدعْها تتفّرق ولكن يَزَعُ

- المستقِدمَة حتى تصل إليها المستأخرة فتكون مُجتمعة متلاحقة وذلك من حسن الرّعاية والعلم بالإيالة . الأًنُف : الذى لم يُزْعَ وهو من الصفات كقولك : ناقة سرُح وقارورة فُتُح . ابن عبد العزيز رحمه الله لا رِدَيدَى فى الصَّدقَة . هو كقوله صلى الله عليه وآله وسلم : لا ثِنَى فى الصَّدقة . والتّرْديد والتّكرير والتّثنْية من وادٍ واحد . ونحو ردَّيدى فى المصادر فتَّيتىَ ونَّميمىَ . الشَّعبى رحمه الل تعالى دخلتُ على مُصْعب بن الزُّبير فدنوْتُ منه حتى وقعتْ يدِى عَلىَ مَرَادِغه . هى ما بين الُعنق الى التّراقى . وقيل : لحمُ الصّدرْ الواحدة مَرْدَغةَ
ردغ فى الحديث : مَنَعتِ العرِاقُ درْهَمَها وقَفِيزَها ومنعت الشام مُدْيَها ودينارها ومنعت مصر إرْدَبَّها وعُدتُم من حيث بَدَأْتُم . هو مِكيال يسع أربعةً وعشرين صاعاً والقَنْقلَ : نصفُ الإردبّ . قال الأخطل :
ردب ... والخبز كالَعنْبِر الهندىّ عندهمُ ... والقَمْحُ سبعون إردبّاَ بدينار ...
فرديتهم فى بد . ردعه فى خش . فردع فى كب . الروادف فى نج . رداه فى بر . ردغة الخيال فى قف . ردحاً فى مح . داح فى غث من الردهة فى شى . ردية فى اب . ما يرد قدميه فى اج . الراء مع الذال رذياً فى ذم . رذمة فى سن

- الراء مع الزاى عمر رضى الله عنه إذا أكلتم فَدَنُّوا ورِازموا
رزم المرازمة والملازمة أختان يقال : رَازَم الرجل أهلَه إذا لم يبرحْ من عندهم وطالما رازمتْم داركم ومنه رَزَم المتاعَ إذا جمعه وألزمَ بعضهَ بعضاً ومنه الرّزمْة ورازمت الإبل إذا جمعت بين الخُلّةَ والَحمْض وسائر الشجر قال الراعى : ... كُلِى الَحمْضَ عامَ المُقْحِميِن ورازِمىِ ... إلى قِابلِ ثم اعْذِرِى بعد قاِبلِ ...
والمرادُ ملازمة الحْمد وموالاتُه فى تضاعيف الأكل وقيل : الجمع بين الخُبْز واللحم والتَّمر والأقِط . وقيل الاّ يميز بين اللّين والجَشِب والحلو والحامض والقفَار والمْأذوم . علىّ عليه السلام مَنْ وجد فى بَطْنِه رِزّاَ فلينْصرفْ ولْيتوضّأْ
رزز هو غَمْزُ الَحدَث وحركته يقال : وجدتُ فى بطْنى رزاّ ورِزّيزىَ وإرْزِيزاً ; وهو شبه طعن من جوع أو غَمْر حَدَث أو غير ذلك ; من قولهم : رَزَّهُ رزةً إذا طعنه . وقيل : هو القَرْقَرة من رَزَّت السماء إذا صوّتت . قال يصف رعداً : ... كأَنّ فى رَبَابِه الِكبارِ ... رِزّ عشّارٍ جُلْنَ فى عِشَار ...
عبد الرحمن بن سمرة رضى الله عنه قال فى يوم جمعة : ما خطب أميركم ؟ فقيل أمَاَ جَمْعت ؟ فقال : منعنا هذا الرَّزَغُ
رزغ هو الرَّدْع وهو الوَحلَ أرْزَغَت السماء أى بلّتَ الأرض . سليمان بن يسار
C تعالى إن قوماً كانوا فى سفر وكانوا إذا ركبوا قالوا : سُبْحَانَ الذْىِ سَخَرِ لَنَاَ هذَا ومَاَ كُنا لهُ مُقْرِنينَ . قال : وكان فيهم رجل على ناقة له رَازمٍ فقال : أمّا أنا فإنى لهذه مُقْرِنٌ فقَمَصتْ به فصرَعتْه فدقّتْ عُنُقهَ
رَزَمَ رَزَمَ البعيرُ رَزَاماً ورزح رَزَاحاً : إذا لم يقدر على أن ينهض هُزالاً . وناقةَ رَازم : كأمراة حائض أى ذات رِزَام

- القِماص : الوُثوب . وأرزمَتْ فى لح . ما رَزَأناكم فى ضل . مَرِزْبة فى ضل . مزربة فى جب . لم ترزغْ فى جد . من رزئى فى ثو . رزم فى جز . ارتزّ فى هى . أرزّ فى رى . الراء مع السين النبى صلى الله عليه وآله وسلم قالت له امرأة : إنى اْبَتعْتُ غنماً أبْتغَىِ نَسْلَهَا ورسلها وإنها لا تنموُ فقال : ما ألْوَانُهاَ ؟ فقالت : سود فقال عَفّرى
رسل الرَسْل : اللَّين وأرسْلُوا : إذا كثُرَ عندهم الرَّسْل ورَسّلْتُ فصْلانى سقيتُها إياه . يقال : نَمىَ ينْمى ويَنْمُو وزعم ثَعْلبَ أن الفصيحَ يَنْمىَ . عَفّرَى أى بَيضَّى من الشاة الَعْفَراء وهى الخالصة البياض والمراد استبدلى بها بِيضاً أو اخلطيها ببيض . ومن الَّرسْل حديثُ الخُدْرى ّرضى الله عنه قال : رأيتُ فى عام كَثُرَ فيه الرَّسْلُ البياض َأكثرَ من السواد ثم رأيت فى عامٍ بعد ذلك كَثُرَ فيه التمر السوادَ أكثرَ من البياض وإذا كُثُرت المؤُْتَفِكات زكَتِ الأرض . البياض والسواد : اللبن زالتمر يعنى أنهما لا يجتمعان فى الكثرة بل يكون بين كثرتيهما التعاقب . المؤتفكات : الرياح إذا اختلفت مَهَابُّهَا إنّ الناس دخلوا عليه صلى الله عليه وآله وسلم بعد موته أرسالاً أرسْاَلاً يصلون عليه . هى الأفواج يتبعُ بعضُها بعضاً يقال : أورد إبله عراكا أى جُملة وأرسَالاً أى متقطَّعة قطيعاً على إثْر قطيع قال امرؤ القيس :

- . . فهن أرْسالٌ كرِجْل الدَّبى ... أو كَقَطا كَاظِمةَ الناهل ...
والواحد رَسَل . قال : ... يا رَحِمَ الله امرأ وفضله ... آخذ منها رَسَلاً فَأَنْهَلَه ...
عمر رضى الله عنه قال لمؤذن بيت المقدس : إذا أذّنْت فترسّلِ وإذا أقَمْتَ فأحْذِم . يقال : ترَّسل فى قراءته إذا اتَّأدَ فيها وتَثَبَّتَ فى طَلاقه وحقيقة التّرَسُّل تطلّب الرَّسْل وهو الهينة والسكون من قولهم : على رِسْلك . الحَذْم نحو الَحذْر وهو السرعة وقطع التطويل وأصله الإسراع فى المشى يقال : مَرَّ يَحْذِمُ . ويقال للأرنب حُذَمةَ خُذَمة لذَمة تسَبقُ الجمْع بالأكَمة . خالد بن الوليد رضى الله عنه كان له سيف سمّاه مرْسباً وفيه يقول : ... ضَرَبْتُ بالمِرسْبَ رِأْسَ البِطْريِق ... بصِارمِ ذى هَبّة فَتِيقِ ...
رسب الِمرْسَب : الذى يَرْسُب فى الضربة كأنه آلة الرُّسوب . البِطْرِيق بلغة الشام والروم : القائد من قُوّادهم والجمع بَطارقة ويقال للمختالِ المزهوّ بِطريق كأنه تشبيه ويقال : البطرِيق : السَّمين من الطير . هَبّة السيف هِزّته ومضاؤُه . فَتقَ السيف إذا طَبعَه وداسه فهو فتَيِق وكما قالوا من الصقل : صَيْقَل قالوا من الفَتْق : فتيق . قال زَفَيان : ... كالهُنْدُوانّى جَلاَهُ الرَّوْنقَ ... أنْحىَ المداويس عليه الفْيتْقُ ...
بين ضربى البيت تعادٍ لأن الضَّرْب الأول مقطوع مُذال وهو قوله " سُلْبِطْريق " نحو " بلْجُهّاَل " فى قوله :

- . . والخالُ ثَوْبٌ مِنْ ثياب الجهالِ ...
والثانى مَخْبونَ مقْطوع وهو قوله : فتيق . وكان الخليلُ لا يرى مشطورَ الرّجزَ ومَنْهوكَه شعراً وكان يقول : هى أنصاف مسجعة ولما ردُّوا عليه قوله قال : لأَحتجنَّ عليهم بحجة إن لم يُقُّروا بها كفروا فاحتجَّ عليهم بأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نُزهَّ عن قول الشعر وإنشاده وقد جرى على لسانه : ... سَتُبْدِى لك الأيام ما كنت جاهلاً ... ويأتيك من لم تزود بالأخبار ... ً
فقد علمنا أن النصف الأول لا يكون شعراً إلا بتمام النصف الثانى والمشطورُ مثلُ ذلك النصف وقال صلى الله عليه وآله وسلم : ... هل أنْتِ إلا إْصَبعٌ دَمِيتِ ... وفى سبيلِ اللِه ما لقيتِ ...
وهو من المشطور وقال صلى الله عليه وآله وسلم : ... أنا النبىُْ لاَ كذَِبْ ... أنا ابنُ عبد المطلب ...
وهو من المنْهُوك ولو كان شعراً لما جرى على لسانه صلى الله عليه وآله وسلم وَلماَّ صحّ من مذهب الخليل وهو يُنْبوع العروض أن المشطورَ ليس بشعر وأنه من قبيل المسّجع لم يكن ذلك التعادى مطرقا عليه للزراية . ابن عمر رضى الله تعالى عنهما بكى حتى رَسَعِتْ عيُنه ويُروْىَ : رَصِعَتْ عيناه
رسع أى فسدتا والْتَصَتَقَتا وأصل الكلمة من التَّقَارُب والالتصاق . قال أبو زيد : أسنانه مُرْتَصِعة : إذا تقاربت والتصقت . وقيل لسديف الأعرابى :
رصع يداك مُرتْصِعَتان فقال : كلا بل فَلْجَاوان . وتراصع العصفوران : تسَافدَا وتشابكا . ومنه التَّرْصيع وهو عَقْدُ الشىء بالشىء وإلزاقه به وقد تعاقبت الصاد

- والسين . فقالوا : رسَعِت عينه ورصَعِتَ ورجل أرْسَع وأرْصعَ . وقالوا : رسَعَتَ بالفتح مخففاً ومثقلاً وقال امرؤ القيس : ... مُرَسّعةً وسَطْ أَرْفاَغِه ... بِهِ عَسَمٌ يَبِتغْىَ أَرْنَبَا ...
عائشة رضى الله تعالى عنها قالت ليزيد بن الأصم الهلالى ابن أخت ميمونة رضى الله عنها وهى تعاتبه : ذهبت والله مَيْمُونة ورُمِىَ بِرسَنِك على غَارِبك
رسن هو مثل فى استرساله إلى ما يريد وأصله البعير يُلقى حَبْلُه على غارِبه إذا خُلّىَ للرَّعْى والرَّسَن مما وافقت فيه العربية العجمية ومنه الَمرْسِن وهو موضع الرَّسِنَ من الدابة ثم كثر حتى قيل مَرْسِنُ الإنسان . قال العجّاج يصف أنْفه : ... وفاجماً ومَرْسِناً مُسَّرجاً ...
وعن النّصْر : قد أَرْسَن المُهر إذا انْقادَ وأذعن وهو من الرسَّن على سبيل الكناية . النَّخَعِىّ رحمه الله تعالى كانت الليلة لتطول علىَّ حتى ألقاهم وإن كنت لأَرَُسُّه فى نفسى وأُحَدّثُ به الخادم
رسس قال شَمِر : أرُسُّه : أُثْبتُه فى نفسى من قولك : إنكَ لتَرسُّ أَمْرا ما يَلْتَئِم أى تُثْبِت . والرَّسَّة : السارية المُحْكَمة . والرَّسُّ والرَّزُّ أخوان يصف تهَالُكَه على العلم وأن ليلته تطول عليه لمفارقة أصحابه وتشاغله بالفكر فيه وإنه يُحدّثُ به خاِدمه استذكاراً . إنْ : هى المخففة من الثقيلة واللام فاصلة بينها وبين النافية . الحَجّاج دخل عليه النَّعْمان بن زُرْعة حين عرض الحجَّاجُ الناس على الكفر فقال له : أمِنْ أهل الرَّسّ والنَّسّ والرَّهْمسَة والَبرْجَمَة أو من أهل النجوى والشكوى أو من أهل المحاشد والمَخاطب والمرَاتب ؟ فقال : أصلح الله الأمير ! بلْ شرٌّ من ذلك كلّه أجمع . فقال : والله لو وجدتُ إلى دَمِكَ فَاكَرِشَ لشربت البطحاء ُمنك

- وهو من رَسَّ بين القوم إذا أفسد لأنه إثبات للعداوة أوْ مِنْ رسَّ الحديثَ فى نفسه : إذا حدَّثها به وأثبته فيها أو من رَسَّ فلانٌ خبرَ القوم : إذا لقيهم وتعرَّف أمورهم لأنه يُنبتِه بذلك فى معرفة وقيل : هو مِنْ قولهم : عندى رسٌّ من خبر أى ذَرْوٌ منه . والمراد التَّعريضُ بالَّشتْم لأن المعّرَض بالقول يأتىِ ببعضه دون حجته . النسّ : من نَسّ فلان لفلان مَنْ يَتَخَيّر خبرَه ويأتيه به إذا دسّهَ إليه . والنسَّيسة : الإيكالُ بين الناس والسعاية والَجمع نسَائس . الرَّهمْسَة والرَّهْسَمة : المُسَارَّة يقال : هو يُرهْمس ويُرَهْسِم وحديثٌ مُرَهْسَم والدَّهْسَمة والدَّهْمسَة بالدال أيضاً . البْرجمَة : غِلظَ الكلام . النَّجْوى : تَناَجِيهم فى التدَّْبير على السلطان . الشَّكْوَى : تشاكيهم ما هُمْ فيه . المحاشِد والمخَاطِب : مواضع الحَشْد والخُطَب على غيِر قياس كالملِامح والمشابِه أى يَجمْعون الجموع للخروج ويخطُبون فى ذلك الخُطَب . وعن قُطْرب المَخْطبة : المُخاطبة فيجوز على هذا أن يراد : تخاطُبهم فى ذلك وتشاورهم . وقيل فى المراتب : معناه أنهم يطلبون بذلك المرتَبَة والقَدْر والوجْه أن تُعنى المراتب فى الجبال والصحارى وهى المواضع التى يكون فيها العيون والرُّقباء وأنهم يبثُّون الجواسيس والعيون ويتعرَّفُون الأخبار . يقولون : لو وجدت إليه سبيلاً ومسلكا . ولو وجدتُ إلى دمِك فاكرِشٍ هذا مثل ما يُحرص على التطّرق إليه وأصله أنَّ قوماً طبخوا شاة فى كَرِشها فضاق فمُ الكرِش عن بعض العظام فقالوا للطباخ : أدْخله فقال : إنْ وجدتُ إلى ذلك فَاكَرِشِ . يرسمُون فى كر . الرسل والرسل فى صب . فىِ رسْلها فى لق . الرسّوب فى فق . رَاسُونا فى حب . المرسُّون رسَنَه فى رع . يَرْسف فى عت . وفى نج

الراء مع الشين النبى صلى الله عليه وآله وسلم لعن الله الرَّاشِى والمُرْتشَىِ والرَّائش
رشا الرُّشْوة والرشَّوة : الوُصْلة إلى الحاجة بالمصانعة من الرَشّاء . وقد رشَاهَ يَرْشوه رَشْواً فارْتشَى كما يقول : كساه فاكتْسىَ وقيل : هو من رَشَا الفرخُ : إذا مدَّ عنقَه إلى أمه لتَزُقّهَ . الرّيْش بمعنى الاصطناع والإصابة بالخير مستعار من رَيْشِ السَّهْم ألا ترى إلى قوله : ... فرِشْ واصْطِنع عنْدِ الذين بهم ترمى ...
وقوله : ... فَرِشِْنى بخير طالما قد بَرَيْتنَىِ ... فخيرُ الموالى مَنْ يرَيشُ ولا يَبْرى ...
وقيل للحارث الحْميرى : الرائش لأنه أوّلُ مَنْ غزر فَراشَ الناسَ بالغنائم والمراد بالرائش ها هنا الذّى يسعى بين الرَّاشى والمرتشى لأنه يَريش هذا من قال هذا إنما يدَخْل الراشى قبل اللعن إذا لم يستدفع بما بذله مضرّة . الحسن رحمه الله تعالى كان إذا سُئِل عن حسابِ فريضة قال : علينا بيانُ السّهام وعلى يزَيد الرّشك بيانُ الحساب
رشك هو رجل كان أحْسبَ أهل زمانِه على عهد الَحسن ملقب بالرَّشك وهى كلمة فارسية . فى الحديث : إن موسى عليه السلام قال : كأنىِ برَشْقِ القلم فى مسَامعى حين جَرَىَ على الألْوَاحَ يَكْتُبُ التّوراة
رشق فى كتاب العينى : الرَّشْق والرَّشق : لغتان وهو صَوْت القلم إذا كُتب به . فارشقه فى سر

- الراء مع الصاد النبى صلى الله عليه وآله وسلم مَضَغَ وتراً فى شهر رمضان ورَصَف به وتَرَ قَوْسِه
رصف الرَّصْف نحو من الرَّص وهو الشَّد والضمّ يقال : عَمَلٌ رصَيِف إذا كان مُحْكَماً والرَّصَف الحجارة المرْصوصة ومنه : رَصَف السهم إذا شدّهَ بالرّصاف وهو الَعَقب يُلْوىَ عليه . فى قصة هلال بن أمية رضى الله عنه حين لاَعَنَ امرأَته : فلما فرَّق بينهما قال : إن جاءَتْ بهِ أُربْصِح أُثْيَبجْ فهو لهِلالٍ
رصح الأرسَح والأرْصَح والأرصع أخوات بمعنى الأزَلّ . الأُثَيبِجْ : الناتىء الثَّبجَ وهو ما بين الكاهلِ إلى الظَّهْر . عمر رضى الله عنه أًتَىِ فى المنام فقيل له : تصدّقْ بأرض كذا قال عمر : ولم يكنْ لنا مالٌ أرْصفُ بنا منها فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : تصدّق واشْتَرط
رصف أى أرْفَقُ بنا وأوَفقُ لنا : يقال : هذا أمر لا يَرْصُف بك . وعُرِض على رجل عِدّةَ من الغلمان فقال أعرابىّ : اشتر هذا فإنه أرْصَف بك فى أمورك . زياد بلغه قولُ المغيرة بن شُعبة : لحَدِيثٌ من عاقل أحبُّ إلىّ من الشُّهْدِ بماء رَصَفَة . فقال : كذاك هو فَلَهُو أحبُّ إلى من رِثَيَئةً فُثَئِتْ بسُلالةٍ من مَاءِ ثَغْبِ فى يوم ذى َودِيقة تَرْمِضُ فيه الآجالُ . هى واحدة الرّصَفَ من الحجارة وهى التى ضُمّ بعضها إلى بعض فى مسيل . قال العجّاج : ... مِنْ رَصَفٍ نَاَزَعَ سَيْلا رصَفَا

- الرَّثيئَة : حليبٌ يُصَبُّ على لبن حامض . وفى أمثالهم : الرثيئة تَفْثأ الغَضَب أى تَكْسِره . السلالة : الصفوة التى سلمت من الكدر . الثْغب والثَّغَب : المستنقع فى الصخرة وجمعه ثُغْبان . الودِيقة : الحر الذى يَدِق من الرءوس بالظهائر قال ذو الرُّمة : ... إذا كافحتْنا نفحةٌ من ودَيقةٍ ... ثَنَيْنا بُرود الْعَصْب فوق المراعفِ ...
الآجال : جمع إجْل وهو جماعة البقر . ابن سيرِيِن رحمه الله تعالى كانوا لاَ يرْصُدُون الثَّمار فى الدَّيْن وينبغى أن يرصدوا العين فى الدَّين
رصد تقول : رَصَدْتُه إذا قعدت له على طريقة تترقّبه وأرصَدْتُ له العقوبة إذا أعدَدتْها له وحقيقته : جعلتُها على طريقة كالمترقّبة له ويحذف المفعول كثيراً فيقال : فلان مُرصْدِ لفلان إذا رصد له ولا يذكر ما أرصد له . ومنه قوله تعالى : وإرْصَاداً لمنْ حَارَبَ الله وَرَسُوَلهُ وقول حليمةِ ظْئر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين رُدَّ إلى مكة : ... لا همَّ ربَّ الرّاكِبِ المُسَافِر ... مهاجراً قلب بخير طائرِ ... واحْفَظْهُ لى من أعين السواحِرِ ... وعين كلّ حاسدٍ وفاجِر ... وحيّة تُرْصِدُ بالهواجر ... حتى تؤديه على الأباعر ... مكرّما زين فى المعاشِر ...
ويقال : إن فلاناً ليرْصِد الزكاةَ فى صلة إخوانه إذا وصلهم واعتدَّ بذلك من زكاة ماله لأنه إذا اعتد به منها فقد أعدّه لها ومنه قول ابن سيرين يعنى أنه إذا ركب الرَّجُل دَيْنٌ وله من العين مثلُه فلا زكاة عليه وإن أخْرجَتْ أرضُه ثمرة يجب فيها العُشْر لم يسقط عنه العشر من أجل الدَّيْن . فى رصافه فى مر . فرّصه فى اط . الرصّاَف فى لغ . بمرصِافهِ فى وخ

- الراء مع الضاد النبى صلى الله عليه وآله وسلم إنَّ هنداً بنت عُتْبة لما أسَلمت أرْسلْت إليه بجدْيَيْن مَرْضُوفين وقُدّ
رضف الرّضْفُ : الحجارة المحمّاة ومنه رضَْفُ الشّواء وهو شيُّه عليه والرَّضيفة : اللبن المسخّن بإلقائه فيه والمرْضُوف : الجدْى المشْوِىّ بإلقائه فى جوفه ورَضْفتُ الدَّوَى وهو كيّه به . ومنه : إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أتى بَرجل نُعِتَ له الكىّ فقال : اكووه أو أرْضِفُوه . القَدّ : جْلِد السّخلة أراد مِلْء هذا السَّقاء . لما نزلتْ : وَأَنْذِرْ عَشَيِرتَكَ الأُقَرِبيَن أتى رَضْمةَ جبلٍ فعلا أعلاها فنادى يا لَعبد مناف ! إِنى نذير وإنما مثلى ومثَلكم كمثل رجلٍ يذهب يَرْبأ أهله فرأى العدو فخشى أنْ يسبقِوه فجعل ينادى أو يُهوّت : يا صباحاه ! ويروى : لّما نزلتْ باًتُ يُفَخّذَ عشيرته
رضم الرّضْمة : واحدة الرَّضم والرَّضام وهى دون الهضاب . قاله أبو عمرو : وأنشد لابن دارة : ... شَرَوْهُ بحُمْرٍ كالرّضَام وأخْذمُوا ... على العار مَنْ لا يتّق العار يُخذْم ...
ومنه حديث عامر بن واثلة رضى الله عنه : لما أرادت قريش هدْم البيت لتبنيه بالخشب وكان البناءُ الأول رَضْما إذا هم بحّية على سور البيت مثل قطعة الجائز تسعى إلى كلّ من دنا من البيت فاتحةً فاها فعجّوا إلى الله وقالوا : ربّنَا لم ترع أردنا تشريف بيتكِ فسمعنا خَواتاً من السماء فإذا بطائر أعظم من النسّر فغرز مخاِلبه فى قَفَا الحّية فانطلق بها . الَخوات : صوت الخَوات وهو الانقضاض

- أدخل اللام على المنادى للاستغاثة كأنه دُهَى بأمرٍ كَما تفعله ربيئة القوم . يَرْبأ : فى موضع الحال من ضميَر يذْهب . أراد بالعدوّ الجماعة ومثله قوله تعالى : فإنّهُمْ عَدُوٌّ لِى . قال ابنُ الأنبارىّ : يقال : رجل عدوّ وامرأة عدوّ وكذا الجمع . وقال علىّ بن عيسى : إنما قيل على التوحيد فى موضع الجمع لأنه فى معنى المصدر كأنه قيل : فإنهم عداوة لى فوقعتِ الصفة موقع المصدر كما يقع المصدر موقع الصفة فى رجل عَدْل أراد فخشى أن يسبقه العدوّ إلى أهله فيفجأهم ففزع . يهوّت : يقال هَيْت هَيْت وهَوْت هَوْت أى أسرع وهيَّت وهوّت إذا صَوَّت بذلك . يُفخّذُهم فخذا فخذاً . قال لهم ليلة العَقَبة أو ليلة بَدْر : كيف تُقَاتلون ؟ فقالوا : إذا دها القومُ كانت المُرَاضَخة فإذا دنوْا حتى نالونا ونلناهم كانت المُدَاعسة بالرّماح حتى تُقْصَد
رضخ هى المراماة بالنُّشاب من الرّضْخ وهو الشّدْخ . المداعسة : المطاعنة ورمح مِدْعس ورماح مداعس . التّقَصُّد : أن تصير قِصدا أى كِسَرا . أبو ميسرة لو رأيت رجلا يَرْضَع فسخرت منه خشيت أن أكون مثله
رضع أى يَرضَعُ الغنم من لؤمه . وفى أمثالهم : اْلأمُ من رَاضع وهو مثبت فى كتاب المستقصى بشرحه . ورضِيفُها فى لق . رَضَم فى دو . الرّضّع فى سر . المراضِح فى حر . رَضْراض فى جب . ورَضْراضه فى حو . الرّضّاع فى حم . الرّضَيِف فى خذ . برضَخ فى دف . بالرّضف فى ده . رَضِيعة الكعبهِ فى ضب برضُفة فى كن . بِمرْضَافة فى وخ

- الراء مع الطاء علىّ عليه السلام مَن اتَّجر قبل أنْ يتفقّه فقد ارْتَطم فى الرّبا ثُمَّ ارْتَطم
رطم أى ارْتبَك يقال : ارْتَطَمَ فى الوحْل وهو من قولهم : ارتطمت فلانا وتَرَطَّمته وتربقَّته إذا حبستَه ووقع فى رُطْمه وارتطام إذا وقع فى أمرِ لا يُعَرف جهتُه . ربيعة رحمه الله تعالى أدْرَكْتُ أبناء أصحاب النبى صلى الله عليه وآله وسلم يدَّهنُون بالرّطَاء
رطأ هو الدّهن بالماء كأنه سُمّى بذلك لأنّ الدُّهْن يعلو الماءَ ويركبُه من قولهم : رَطَأتُ اْلقَوْمَ إذا ركِبْتهم بما لا يُحِبُّون ورطأت المرأة إذا تغشّيتهَا . وقال بعُضهم : أنا أحسبه الرَّطَال من ترْطيل الشعر وهو تلينيه . رطنوا فى زخ . الراء مع العين النبى صلى الله عليه وآله وسلم قالت أمُّ زيْنبَ بنت نُبَيطْ : كنتُ أنا وأُخْتاَىَ فى حِجْر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكان يُحلّينا رِعَاثاً من ذَهب ولؤلؤ ويروى : يحلّينا التبر واللؤلؤ
رعث الرَّعْثة والرَّعَثة : القُرْط وجمعها رِعاث وكان يقال لبشار : المُرًعَّث . عمر رضى تعالى عنه لا يُعْطَى من المغانم شىءٌ حتى تُقَسّم إلا لراعٍ أو دليل غير مُوليه
رعى الرّاعى : عَيْنُ القوم على العدوّ لأنه يرعاهم ويحفظهم ومنه قول النابغة : ... فإنكَ تَرْعانى بعين بصيرة ... وتبعثُ أحراساً علىّ وناظَرا ...
غُير مُوِليه أى غير مُعْطيه شيئا لا يستحقُّه وكلّ مَنْ أعطيتَه ابتداء غير مُكافأة فقد أَوليته فإن كافأته فقد أَثبْتهُ وآجزْته . ومنه : الله يُبْلى ويُولى . انتصب غيرُ على الحال من المقدّر لأنه لّما قيل : لا يُعطى علم أنَّ ثم مُعْطِيا

- عثمان رضى الله عنه قال حين تنكّر له الناس : إن هؤلاءِ النَّفر رَعاع غَثرةَ تَطَأْطأْت لهم الدُّلاَةِ وتَلَدَّدْتُ تلدُّد المضطر أرانيهمُ الحقُّ إخواناً وأراهمِنى الباطلُ شيطاناً . أجْرَرْتُ المرْسُونَ رَسَنَه وأبلغتُ الراتغَ مَسْقَاتَه فتفرَّقوا علىّ فِرقاً ثلاثاً فصامتٌ صَمتْهُ أنفذُ من صَوْلِ غيره وساعٍ أعطانى شاهدَه ومنعنى غائَبه ومرخّص له فى مُدَّة زُيّنَتْ فى قلبه فأنا منهم بين ألْسُنٍ لدِاَد وقلوب شداد وسيوف حداد عذيرى الله منهم ألا ينهى عالم جاهلا ولا يردع أو يُنذِر حكيم سفيها ! والله حسبى وحسبهم يوم لا ينطقون ولا يُؤَذنُ لهم فيعتذرِون . قال أبو عمرو : رجل رعاعة وهجاجة أى ليس له فؤاد ولا عقل وهو من رعاع
رعع الناس وهو من الَّرعْرَعَة وهى اضطرابُ الماء على وجه الأرْض لأنّ العاقل يوصف بالتّثبُّت والتماسك والأحمق بضدّ ذلك . الغُثْرةَ : الغُبْرةِ والأغثر : الأغبر وقيل للضبع : غَثْراَء للونها ثم قيل للأحمق : أغْثَرْ وللجُهّاَل الَغثْراءَ والغُثْرء والغَثَرةَ تشبهاً لأن الضبع موصوفة بالحمق وفى أمَثالهم أحمق من الضبع . التّطأْطُؤ : أَن يذِلّ ويَخفْضِ نفَسه كما يفعل الدَّالِى وهو الذى ينزع الدَّلو . يقال بقى فلان مُتَلَدّداً أى مُتحيراً ينظر يميناً وشمالاً وهو مأخوذ من اللّدِيدَين وهما صَفْحَتَا العُنُق يريد لأنه داراهم فعلَ المضطر . وفى " وأراهمنى " شذُوذان : أحدُهما : أنَّ ضمير الغائب إذا وقع متقدماً على ضمير المتكلم والمخاطب فالوجه أن يُجَاء بالثانى منفصلاً كقولك : أعطاه إياى وأعطاه إياك والمجىْء به متصلاً ليس من كلام العرب . والثانى : أنّ الواو حقها أَنْ تثبت مع الضمائر كقوله تعالى : أنُلْزِمُكُموُها إلا ما ذكر أبو الحسن من قول بعضهم : أعطيتكمه . المسَقاة : المورد أراد رِفْقهَ بالرّعيّة وحسن إيَالتِه وأنّه فى ذلك كمن خَلَّى إبله حتى رتعت كيف شاءت ثم أوردها الماء

- يريد بالمدّة أيام العمر أى حُبَبّتْ إليه أيامُ عُمره فى الدنيا فباع بها حظَّه من الآخرة فهو ستحلُِّ منّى ما حرم الله . العذير : العِاذر أى الله يَعْذِرُنى منهم إن نلتُ منهم قولاً أوْ فِعْلا . خالد رضى الله عنه إن أهلَ اليمامةَ رَعْبَلُوا فُسْطاطَه بالسيف
رعبل أى قطّعوه وثوب رِعَابيل أى قِطَع . أبو قتادة رضى الله عنه كان فى عُرْس وجارية تضرب بالدُّف وهو يقول لها : ارْعِفَى
رعف أى تقدّمى من قولهم : فرس راعف إذا كان يتقدّم الخيل . والرُّعاف : ما يسبق من الدّم وقالوا : بينا نحن نذكرك رعف بك الباب . قتادة رحمه الله قال فى قوله تعالى : خَرَجُوا مِن ديَارهِمْ بطَراً ورِئَاءَ الناس . هم مشركو قريش يوم بدر خرجوا ولهم ارْتعِاجٌ وبَغْىٌ وفخْر
رعج ارْتعَجَ وارْتعَد وارْتعَش وارْاتعص أخوات يقال ارتعج البرقُ إذا تتابع لمعانهُ واضطرابهُ . والمعنى : ما كانوا عليه من الاهتزاز بطراً وأشراً أو أريد وميضُ أسْلحِتهِمْ أو تهلّهل وجوههم وإشراق ألوانِهِمْ أو تموجهم كثرة عدد من قولهم : ارتعج الوادى وارتعج مالُ فلان . قال ابن هرْمة : ... غذوْت لها تلاد الحُبَّ حتى ... نما فى الصدّر وارتعج ارْتعاَجاً ...
الرعلة فى لح . راعُوفة فى جف . فى رعْظه فى لغ . الرعراع فى ام الراء مع الغين النبى صلى الله عليه وآله وسلم إن أسماءَ قالت : يا رسول الله إن أمّى قدِمَتْ علىّ رَاغِمة مشركة أفأصلُها ؟ قال نعم فصلى أمّكَ

- وروى : أتتنى أمى وهى راغبة أفأعطيها ؟
رغم يقال : رَغَم أنفهُ رَغْماً إذا ساخ فى الرّغَام وهو التراب ثم اسُتعِمل فى الذل والعَجْز عن الانتصاف من الظّالم . ومنه الحديث : إذا صلّىَ أحدُكم فْليُلزِمْ جبهتهَ وأنْفه الأرض حتى يَخرُج مَنه الرَّغْم . أى يظهر ذُلّه وخضوعَه ولماّ لم يخلُ العاجزُ عن الانتصار من غَضَبٍ قالوا : ترغّم إذا تغضّب وراغمه : غاضَبة . ومن ذلك قولها : راغمة أى غَضْبىَ علىّ لإسلامى وهِجْرتى متسخّطة لأمِرى كَمَنْ أغْضَبه العجزُ عن الانتصاف مِن ظالمه . إن السّقْط لُيراغِمُ ربَّه إن أدخلَ أبويه النار فيجترهّما بَسَررَه حتى يدخَلهما الجنة . أى يغاضبه . السَّررَ : ما تقطعه القابلة من السّرة . ومن المراغمة حديث سعد بن أبى وقَّاص رضى الله عنه قال : لما أسلمتُ راغمتْنى أمى وكانت تلقانى مرّة بالِبشْر ومّرة بالبَسْر . أى بالقُطوب . إن رجلاً رَغَسه الله مالاً وولداً حتى ذهب عصرٌ وجاء عصر فلما حضرته الوفاة قال : أىْ بَنِىّ أىّ أب كنتُ لكم ؟ قالوا : خير أب . قال : فهل أنتم مطيعىّ ؟ قالوا : نعم قال : إذا مِتّ فَحرقونى حتى تَدَعونى فحما ثم اهرِسُونى بالمهِراس ثم اذْرُونى فى البحر فى يوم ريح لعلى أضِلّ الله
رغس الرَّغْس والرّغْد نظيران فى الدلالة على السعة والنّعمة يقال : عيشٌ مرغَّس أى منّعم واسع وأرغد القوم : إذا صاروا فى سعة ونعمة . قال : ... اليوم أصبحتُ بعيش مُرْغَس ...
ورغس الله فلاناً إذا وسَعّ عليه النعمة وبارك فى أمره وفلانَ مرْغوس . قال : ... حتى رأينا وجْهك المرغُوسا

- وامرأة مرغوسة أى وَلود منُجْبِة . وحق مالا ووَلداً أن يكون انتصابهما على التمييز . أى على لفظ أىّ المفسرة حرف نداء نحو : يا وأيا وهيا . أضلّ الله من قولهم : ضلنىّ فلان فلم أقِدرْ عليه أى ذهب عنى محكاه الأصمعىّ عن عيسى بن عمر . أبو هريرة رضى الله عنه ذكر قول رسول الله صلى عليه وآله وسلم : بينا أنا نائمٌ أتانى آتٍ بخزائن الأرضِ فوضِعتْ فى يدى فقال : لقد ذهَبَ رسولُ اللِه صلى الله عليه وآله وسلم وأنتَم تَرْغَثُونها
رغث أى ترْضَعونها . ومنه رجلَ مرْغُوث إذا شِفه مالُه بكثرة السؤال . ابن عبّاس رضى الله عنهما كان يكرهُ ذبيحة الأرغل
رغل هو الأغْرلَ أى الأقْلفَ . سعيد بن جُبيَر رحمه الله تعالى قال فى قوله تعالى : أخْلَدَ إلى الأرْضِ : رَغَنَ
رغن أى رَكَنَ إليها . لما أراد الحجّاج قتله قال : ائْتُونى بسيفٍ رغِيب
رغب أراد العرِيض وهو فى الأصل الواسع . يقال رَغُبَ رغَابةَ كرحُب رحابة إذا اتسع . عاصم رحمه الله تعالى قرأ عليه مِسْعر فَلحَنَ فقال : أَرْغَلْت
رغل رَغَل ورَغَث نظيران ويقال : زغل أيضاً بالزاى والرَّغَل : أن يَسْتِلبَ الصبىُّ الثَّدْىَ فيرتضعَه حثيثاً يقول : أصِرْت رضيعاً بعد الكبر ! وإنما استنكر منه الّلحْن بعد مامَهَر

فى الحديث : الرُّغْب شُؤْم
رغب هو الشَّرهَ . وأصله سعة الجوف بمعنى الرُّحب . الرّغَيَب فى نخ . ارغميه فى سل . أرَغاه فى قع . الرَّغْبة فى مر . الراء مع الفاء النبى صلى الله عليه وآله وسلم نهى أن يقالَ : بالرَّفاه والبنين
رفأ أبو زيد : هو المرافأة أى الموافقة . وقيل : هو من رفْو الثوب . وفى حديث شُريَحٍ : إنه أتاه رجل وامرأَتُه فقال الرجلُ : أيْنَ أنت ؟ قال : دون الحائط . قال : إنى امرؤ من أهل الشام . قال : بعيد بغيض . قال : تزوَّجت هذه المرَأة . قال : بالرفّاء والبنين . قال : فولدتْ لى غلاماً . قال : يهنيك الفارسُ . قال : وأَرَدْتُ الخروجَ بها إلى الشام قال : مصاحباً . قال : وشرطْتُ لها دارَها . قال : الشرط أمْلَك . قال : اقْضِ بينَنَا أصْلَحَك الله ! قال . حَدّثْ حديثين امرأةً فإنْ أبَتْ فارْبع . أى إذا كرّرتْ الحديث مرَّتين فلم تفْهَمْ فأمْسِك . ولا تُتْعِبْ نفَسك فإنه لا مطمع فى إفهامها . وروى : فأربعة أى فحدّثها أرْبعة أطوار . يعنى أن الحديث يعاد للرجل طَوْريَن ويُضَاعَفُ للمرأة لُنقْصان عقلها . الشرط أمْلَك أى إذا شَرطَ لها المُقام فى دارها فعليه الوفاء به وليس له نقُلها عن بلدِها . الباء متعلقة بفعل كأنه قيل : اصطحبما بالرّفاء والبنين . كان صلى الله عليه وآله وسلم إذا رَفّأَ رجلاً قال : بارك الله عليك وباركَ فيك وجمع بينكم خير وروى : رَفّحَ . الترفئة : أن يقول َللمتزوج بالرّفاء والبنين كما تقول : سَقّيْتُه وفَدّيْتهُ إِذا قلتُ له سقاك الله وفَدَيْتُك

- والمعنى أنه كان يضعُ الدعاء له بالبركة موضع الَّترْفِئَة ولما قيل لكل من يَدْعو للمتزوج بأىّ دعوة دعا بها : قد رَفّأ تصرّفوا فيه بقلب همزته حاء وإِذا كانوا ممن يقلبون اللام فى قائلة عينا فهم بهذا القلب أَخلَق . نهى عن الإرْفاه وهو كثرة التّدهُّن . وقيل : التوسع فى المشرب والمطعم وأصلهُ من رَفِْه الإبل
رفه رَفَهَتْ رِفْهاً ورُفُوهاً وأرْفَهَهَا صاحبُها . قال النضر : هو أنْ تُمْسِكها على الماء تَرِدهُ كل ساعةٍ مثل النَّخْلِ التى هى شارعة فى الماء بعروقها أبداً . وعن النضر : الإرفاء أيضاً فى معنى التّدهُّن إبدال الهاء همزة . نهانا رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم عن أن تَسْتَقْبِلَ القبلة ببول أوْ غائط فلما قَدِمْنا الشامَ وجدنا مرافقِتَهم قد اسْتقُبِلَ بها القبلة فكنا نَتَحرَّفُ ونستغفر الله ويروى : مراحيضهم
رفق المرْفق : ما يُرْتفقُ به . والمرْحاض : موضع الرّحْض كُنِى بهما عن مَطْرَح العَذرَة وجميع أسمائه كذلك نحو : الغائط والبَرازَ والكنَيِف والحُشّ والَخلَاء والَمخْرجَ والمُستراح والمتوضَّأ كلما شاع استعمال واحد وشُهِر انتقل إلى آخر . كلُّ رافعٍة رَفَعَتْ علينا من البَلاغ فقد حَرمتُها أنْ تُعْضَدَ أو تُخْبط ِإلا بُعصفورِ قَتَب أو مسد محَالة أو عصا حديدة
رفع أى كل جماعة أو نَفْسِ تُبلّغُ عنا وتُذيعُ ما نقُوله من رَفع فلان على العامل إذا أذاع خبرَه . فلْتبلّغ ولْتَحْكِ أنى حرّمتُها يعنى المدينة أن يُقْطع شجرُها ويُخْبطَ ورقُها . ثم استثنى ما ذكره يعنى أنه لا تقطع لبناء ونحوه . البلاغ بمعنى التَّبْليغ كالسلام بمعنى التسليم . قال الله تعالى : وماَ عَلى اْلرَّسُولِ إلاَّ البَلاَغُ

- والمعنى من أهل البَلاغ أى من المبلّغين ويجوز أن يراد مما يبلَّغ وروى : من البُلاَّغ وهو مثل الحُدَّاث بمعنى المحدّثيِن . فقد حَرّمْتُها نحو قوله تعالى : مَنْ كانَ يُريِدُ العِزّةَ فَلَلَّه العِزَّةُ جَمِيعاً . كأَنه قيل : فلْيعلم أنّ العزة لله . العُصْفُور : واحد العصافير وهى عيدان الرَّحَال الصغار . الَمسَد : الليف الَممْسُود أى المفتول . عصا الحديدة : عصا فى رأسها حديدة شبه العَنَزَة . مَثلَ الرَّافِلَةِ فى غير أهلها كالظُّلْمة يوم القيامة لا نُورَ لها . هى التى تَرْفُل فى ثوبها أى تتبختر . والمُرْفَلَةُ : حُلةٌ طويلة يُتَبَخْتَر فيها ورجل تِرْفيل بكسر التاء . والرّفَْل : الذيل يمانية . قال : ... إِذا ناءى الشّراة أبا سَعيِد ... مَشَى فى رِفْل مُحْكَمةِ الَقتِير ...
رفع عمر رضى الله عنه إذا الْتَقَى الرُّفغْاَن وجب الغُسْل . هما أصولُ الفخِذين . وقال أبو خِيرة : الرّفغان بفتح الراء وأهل الحجاز يرفعونه وهما فوق العانة من جانبيها والثُّنّةَ بينهما وهو ما دون السرِة . قال الشماخ : ... تَزاورُ عن ماء الأساود أَنْ رأت ... به رامياً يَعتْامُ رَفْغ الخواصِر ...
عثمان رضى الله عنه قال عُقْبة بن صُوحان : رأيت عثمان نازلاً بالأبطح وإذا فُسْطَاطٌ مضروب وسيف معلّقَ فى رفيفِ الفُسطاط وليس عنده سيّاف ولا جِلْواز
رفف رَفيِفُ الفُسطاط والسحاب ورَفْرَفُهما : ما تدلىَّ منهما كالذيل . الِجلْواز : الشُّرِطىّ سمى بذلك إن كان عربياً لتشدِيدِه وعُنْفه من قولهم :

- جلّز فى كزْع ع القوس إذا شدد فيه كما سمى أُتْرُورا لتَرْتَرتَهِ الناسَ وهى الإزعاج بُعِنْف وشدة . ابن مسعود رضى الله عنه إن الّرجل ليتّكلَّم بالكلمة فى الرَّفاهية من سَخَطِ الله تُردْيِه بُعْدَ ما بين السماء والأرض
رفه الرّفَاهة والرَّفاهية كالعتاهة والعتِاهية : السعَّة وأصلُها من رَفْه الإبل أى أنه ينطق بالكلمة على حُسبِان أنّ سَخَطَ الله لا يَلْحقَه فيها وأنه فى سعة ومَنْدُوحة من لحوقه إنْ نَطق بها وربما أوقعته فى هَلَكةٍ مَدَى عِظَمِها عند الله ما بين السماء والأرض . قال فى قوله تعالى : لَقَدْ رَأَى مِنْ آياتِ رَبهَّ الكُبْرَى : رأى رَفْرفاً أخضر سدّ الأفق . وعنه : رأى رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم جبرئيل فى حُلّتىْ رَفْرَفِ قد ملأ ما بين السماء والأرض
رفرف الرّفْرف : ما كان من الديباج وغيره رقيقاً حسن الصَّبغْة الواحد َرفْرفَة . سَلمْان رضى الله عنه كتب إليه أبو الدَّرْدَاء يَدْعوه إلى الأرض المقدّسة فكتب إلى أبى الدَّرْدَاء : يا أخى إنْ تكُن بَعُدتِ الدارُ من الدار فإنّ الرّوحَ من الرّوح قريب وطيرُ السماءِ على أرْفَهِ خِمَرَ الأرض يقَعَ وروى : أُرْفَةِ خَمَر الأرض
رفه الأرْفهُ : الأخْصب . والأُرْفَةُ : الحدَ والأُرْثة والغُرْفة مثلُها وعن امرأةٍ من العرب كانت تبيع تمراً أنَّها قالت : إنّ زوجى أرَّف لى أُرْفة لا أجاوزها أى حدّ لى حدّاً فى السّعر . اَلَخمر : مَا واراكَ من شجر يريد أن وطنه أرفق به وأرْفه له فلا يفارقُه . عُبادة رضى الله عنه ألاَ ترون أنى لا أَقوم إلاَّ رِفْداً وآكل إلاّ مالُوّق لى

- رفد وإنّ صاحبى لأصمّ أَعْمى وما أحُب أنْ أخْلُوَ بامرأة . أى إلا أنْ أُرفَدَ أى أعان على القيام . لوّق : لُيّنَ من الُّلوقة وهى الزُّبْدة . صاحبى أى فَرْجى لا يقدر على شىء . أبو هُريَرة رضى الله عنه سُئِل عن القُبْلة للصائم فقال : إنى لأَرُفُّ شفتيها وأنا صائم
رفف الرّف والرّشْفُ : أخوان . ومنه حديث عبيدة السّلْمانى رحمه الله تعالى قال له ابنُ سيرين : ما يوجب الجَنابة ؟ قال : الرفّ والاسْتْمِلاق . الَملْقُ : على معنيين يقال : مَلَق الفصيلُ أمّهَ ومَلَجها ومَلعَها إذا رضعها . وملقَ المرأةَ إذا جَامعها . والاستملاق : يحتمل أن يكون استفعالا من الملقْ بمعنى الرضع ويُكنْى به عن المواقعة لأن المرأة كأنما تَرْتضَع الرجل وأن يكون من الملْق بمعنى الجماع . ابن سلام رضى الله عنه ما هلكتْ أُمَّة قطّ حتى يرفعوا القرآن على السلطان
رفّع أى يتأوّلُوه عليه ويروا الخروجَ به على الوُلاَة . ابن الزبير رضى الله عنهما لما أراد هدمَ الكعبة وبناءها أرَسلَ أربعة آلاف بعير تحمل الوَرْسَ َمن اليمن يريد أن يجعله مَدَرهَا فقيل له : إن الوَرْس يَرْفَثُّ فَقَسَمَه فى عُجُز قريش وبَنَاها بالقَصَّة وكانت فى المسجد جَراثِيم فقال : يأيُّها الناس ابْطَحُوا . وروى : كان فى المسجد حُفرٌ مُنْكَرة وجراثيم وتَعَادٍ فأهاب بالناس إلى بَطْحِه ولما أَبْرَزَ عن رَبَضِه دعا بِكُبْرِه فنظروا إليه وأخذ ابنُ مُطِيع الَعتَلة فَعَتَلَ ناحية من الرُّبِضَ وأقَضَّه وروى أن ابنَ مُطيع أخذ العَتَلة من شِقّ الرُّبضَ

- الذى يلى دار بنى حُمَيْد فأَقضَّه أجْمَع أَكْتعَ وروى : لما أراد هدمَ البيت كان الناسُ يرون أن ستُصيبهم صاخّة من السماء
رفت ارْفَتَّ : من الرّفَتْ وهو الكسر والدق كارْفضَّ من الرّفض القصة : اَلْجّص وقصَّص البيت . الجرثوم : الأماكن المرتفعة عن الأرض المجتمعة من تراب أو طين . التعادى : التفاوت وعدم التساوى يقال : نمتُ على مكان مُعَتَادٍ . الَبطْح : أن يُجْعَلَ ما ارتفع منه منبطحاً أى منخِفضاً حتى يستوِىَ ويذهب التفاوت . الإهابة : الدّعاء يقال : أهاب به إلى كذا وأهاب الراعى بالإبل : صَوَّت بها لتقفَ أو تَرْجع . وحقيقةُ " أهاب به " صيرَّها ذاتَ هَيْبة وٍغزع لأنها تهابه فتقف . الرُّبضَ : أساسُ البناء والرَّبضَ : ما حوله . والإبراز عنه : أن يكشف عنه ما غطاه . بِكُبْرهِ أى بكبار قومه وذوى الأسنان منهم . الَعتلة : عمود من حديد غليظ يُهْدمُ به الحيطان يسمى الَبيْرَم وقيل : حديدة غليظة يُقْلعَ بها فَسِيل النخل ويسمى المجِْثاث وقيل : هِراوة غليظة من خشب قال : ... فأينما كنتَ من البلاد ... فأجْتنبنَّ عرم الذُّوّادِ ... وضربهم بالعتل الشّداد ...
وعَتلة : ضربه بالعَتلة كقولك : عبلة : رماه بالِمعْبلَةَ . أقَضّهَ : أى تركه قَضَضاً وهو دُقَاقُ الحجارة . أكْتعَ : إتْباَعٌ لأجْمع . الصاخّة : الصيحة الشديدة تَصُخُّ الآذان أى تُصِمّها

- عائشة رضى الله عنها قالت : وجدت رسول الله صلى عليه وآله وسلم يَثْقُل فى حِجْرى . قالت : فذهبتُ أنظرُ فى وجهه فإذا بصرُه قد شخَص وهو يقول : بل الرفيقَ الأعلى من الجنة
رفق أى بل أريد جماعة الأنبياء من قوله تعالى : وَحَسُنَ أولئك رَفيِقا وذلك أنه صلى الله عليه وآله وسلم خُير بين البقاء فى الدنيا وبين ما عند الله فاختار ما عنده والرفيقُ كالخليط والصديق فى كونه واحداً أو جَمْعاً . فى الحديث : إن رجلاً شكا إليه التّعزُّب فقال له : عفّ شعرك ففعل فارْفأَنَّ . أى سكن ما كان به يقال : ارفأنَّ عن الأمر وارْفَهَنّ . يرف رفيفاً فى لح المرتَفِق فى مغ . أَرفدة فى در . رافدة فى طع . تَرفضّ فى عق . يترفل فى اب . رِفْدا فى خر . أَرفَش فى طم . رُفدّ فى عب . ورُفْغُ أحدكم فى وه . ترف غروبه فى ظه . رَافَع فى دف . رفح فى فح . بِرفد فى من . الرَّفث فى هم . وفى رفغى رِجْليه فى حن . رفيع العماد فى غث . الراء مع القاف النبى صلى الله عليه وآله وسلم قال : ما تَعُدُّونَ الرَّقُوبَ فيكُمْ ؟ قالوا : الذى لا يَبْقىَ لَهُ وَلَد . فقال : بل الرَّقُوب الذى لم يُقَدّمْ مِنْ وَلَدِه شيئاً
رقب قيل للرجل أو المرأة إذا لم يَعِشْ له ولد : رَقُوب لأنه متى وُلَدِ له فهو يَرْقُبُ موتَه أى يخافهُ أو يَرْصُده . ومن ذلك قيل للناقة التى لا تدْنُو من الحوض مع الزّحامِ لَكرَمها : رَقُوب . وقصده صلى الله عليه وآله وسلم أن المسِلمَ وَلَدهُ فى الحقيقة منَ قَّدمه فَرَطاً فاحْتَسَبَه ومَنْ لم يُرْزَق ذلك فهو كالذى لا ولد له

- قال صلى الله عليه وآله وسلم لسعد بن مُعاذ حُكْمِه فى بنى قُريَظْة : لقد حَكَمْتَ بحُكْمِ الله من فوق سبْعة أرْقِعةَ
رقع هى السموات لأن كل واحدة منها رقيع التى تحتها . قال أمية : ... وساكن أقطار الرَّقِيع على الهَوا ... وبالغيث والأرواح كلٌّ مُشَّهدُ ...
اطَّلىَ حتى إذا بَلغَ المراقّ وَلىِ هو ذلك مِنْ نفسه
رقق جمع مَرَقّ وهو ما رقّ من البطن . ومنه حديث عائشة رضى الله عنها : إنها وصفت اغتسال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأنه بدأَ بيمينه ثم غسل مراقَّة بشماله . ثلاثة لا تقربُهم الملائكة بخير : جنازة الكافر والجُنب حتى يغتسل والمترقَّن بالزعفران
رقن الرّقَون والرَّقان : الزَّعفران والَّتَرقُّن والارْتقِان : التّضَمّخ به وثوب مُرَقَّن . أتى فاطمةَ عليها السلام فوجد على بابها سِتْراً مُوَشّى فلم يدخل فاشّتد عليها ذلك فأتاه علىّ عليه السلام فذكر ذلك له فقال : وما أنا والدنيا والرَّقَم !
رقم أى الوَشْى لا رُقْبىَ فمن أُرِقبَ شيئاً فهو لورَثة المُرْقب
رقب الرُّقْبىَ : أن يقولَ الرجلُ : جَعَلْتُ لك هذه الدار فإنِ مِتَّ قبلى رجعتْ إلىّ وإن مِتُّ قبلك فهى لك وأرَقَبها إياه قالوا : وهى من المُراقبة لأن كلَّ واحد منهما يرقُب موتَ صاحبِه . وهى عند أبى حنيفة ومحمد رحمهما الله تعالى فى حكم العاريّة إذا شاء أخذ . وعند أبى يوسف رحمه الله تعالى : هى هبَة يملكها حياته وورثته من بعده . وهذا الحديث يشهد لأبى يوسف . وقوله صلى الله عليه وآله وسلم : لا رُقبىْ كقوِله فى العُمْرىَ التى هى هِبةَ

- بالإجماع : أمسِكوا عليكم أموالكم لا تُعْمرِوها فإن مَنْ أُعْمرَ شيئاً فإنه لمن أعْمر . عمر رضى الله عنه إن رجلاً كُسِر منه عظم فأتاه يطلب القَوَد فأبى أنْ يُقيِده فقال الرجل : هو إذن كالأرقم إنْ يُقْتلَ يَنْقمَ وإنْ يُتْرَك يَلْقَم
رقم قال : هو كالأرقم هو الحية الذى على ظَهْره رَقْم أى نَقْش . وهذا مثل لمن يجتمع عليه شَرّاَن لا يدرى كيف يصنع فيهما . يعنى أنه اجتمع عليه كسْر العظم وعدم القَوَد . حُذَيفة رضى الله عنه لتَكَونَنّ فيكم أيتها الأمة أربع فتن : الرقطاء والمظلمة يعنى فتِناً ذكرها يقال : دجاجة رَقْطاء إذا كان فيها لْمَعٌ من السواد والبياض . وكذلك الشاة فأما أن يكون شبهها بالحية الرقطاء أو أنها لا تعم كل الخلق . والمظلمة لا يهْتَدى معها . جابر رضى الله عنه قال فى قصة خَيبر : لما انتهينا إلى حِصْنِ الصَّعْب بن مُعاذ أقَمنْا عليه يومين نقاتلهم فلما كان اليومُ الثالث خرج رجل كأنه الرَّقْل فى يده حَرْبة وخرجت عَادِيتُه معه وأمْطَرُوا علينا النَّبْل فكان نَبْلُهم رِجْل جَرادٍ وانكشف المسلمون
رقل الرَّقلْ : واحد الرّقال وهى النخل الطَّوال . العادِية : الذين يَعْدُون على أرجلهم ويقال لهم : العَدِىّ . الشَّعْبى رحمه الله تعالى سِئل عن رجل قُبَّل أمّ امرأته فِقال : أعَنْ صَبُوح تُرَقّق ! حَرُمت عليه امرأته
رقق وهو مثَل للعرب فيمن يُظهر شيئاً وهو يريد غَيره وأصلُه مذكور فى كتاب المستقصى

- والترقيق عن الصّبوح : التعريضُ به وحقيقتهُ أنَّ الغرضَ الذى يقصده كأنّ عليه ما يسترهُ فهو يريد بذلك الساتر أنْ يجعلَه رقيقاً شفّافاً يكشف عما تحته وينمّ على ما وراءه كأنّه اتَّهمَ السائل وتوهم أنّه أراد بالقُبلْة ما يتبعها فغّلظ عليه الأمر . فرُقى إليه فى خو . أَرقُبها والرُّقبى فى عم . فى مَرَاقّهم فى غد . الرقيم فى قد . والأراقم فى وه . الرقل فى حب . راقدة فى قح . رقرقة فى قر . الرقشاء فى سد . فاسترقوا فى سف . الراء مع الكاف النبى صلى الله عليه وآله وسلم إذا سافْرتم في الخصْب فأعطُوا الرُّكُبَ أسَّنِتَها
ركب جمع الرّكَاب وهى الرَّواحل . وقيل : جمع رَكُوب . الأسَّنة : جمع سِنّ ونظيرُها فى الغرابة أقِنَّة جمع قنّ . قال جرير : ... إنّ سَليِطاً فى الخَسَار إِنَّهْ ... أولادُ قومٍ خُلقُوا أقَّنهْ ...
والأََسدّ ة والأنْدِية والأنجدِة فى جِمع سدّ وهو الَعْيب ونَدىّ ونجْد غرائب مثلها وقيل : هى جمع سِنَان . والمعنى أعْطُوها ما تمتنعُ به من النَّحْر لأن صاحبها إذا أحْسَنَ رعيهَا سمنتْ وحَسُنتْ فى عَيْنيِه ينفس بها من أن تُنْحر . فشَّبه ذلك بالأسِنَّة فى وقوع الامتناع بها . والمعنى أمْكنُوها من الرَّعْى وقيل : هى جمع سِنَان وهى الِمسَنّ . قال امرؤ القيس : ... محدَّ السّنان الصُلبِىّ النّحِيضِ ...
والمراد ما تُسَنُّ به من قولهم : سنّ الإبلَ إذا أحسنَ رَعْيَها كأنه صقَلَها . وفرس مسنونة . وقال مالك بن نُوَيْرة :

قَاظَتْ أُثَالَ إلى الَملاَ وتربَّعَتْ ... بالحَزْنِ عازِبةٌ تُسَنُّ وتُودعُ ...
يأتى على الناس زمانٌ خيرُ المالِ فيه غَنَمٌ تأكُلُ من الشجر وترِدُالماء يأكلُ صاحبُها من لحومها ويشربُ من ألْبَانها وَيْلبَسُ من أصوافها والفتن تَرْتِكسُ بين جَراثيم العرب
ركس يقال : ارْتَكَسَ القَومُ وارتهسوا إذا ازدحموا والرّكْسُ : الجماعة الكثيرة لأنهم إذا ازدحموا كان فى ذلك اضظراب وتراد مّن ركسته وأَرْكَسْتهُ إِذا رددته فى الشر . الجراثيم : الجماعات جمع جُرْثُومة وهى فى الأصل الكُومة من التراب . أتُى صلى الله عليه وآله وسلم برَوْث فى الاستنجاء فقال : إنه رِكْس . هو فِعْل بمعنى مفعول من ركسُته ونظيره رجَيِع من رجعته . لعن الرُّكاكة
ركك هو الدّيوث سماه رُكاكة على المبالغة فى وصفه بالرُّكاكة من جهتين : أحدهما البناء لأن فُعَالا أبلغ من فَعِيل كقولك طُواَل فى طويل والثانية إلحاقُ التاء للمبالغة . إنَ المسلمين أصابَهمْ يوم حني رَكّ من مطر فنادى منادى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ألاَ صَلُّوا فى الرّحال . الرَّك بالفتح والكسر . والرّّكِيكة : المطر الضعيف
ركب بَشرّ رَكيبَ السُّعاة بِقطْع مِن جهنّم مثل قُورِ حِسْمىَ . الرّكيب : الرّاَكب ونظيره ما ذكره سيبويه من قولهم : ضَرِيب قِداَح لضاربها وصَرِيم للصارم وعَرِيف للعارف فى قول طَريف بن تميم الَعنْبِرَىّ : ... بعثُوا إلى عَرِيفَهُمْ يَتَوَسّم ...
ويقال : فلان رَكيِبُ فلان للذى يرْكب معه . السّاعى : المُصَدّق

- القِطْع : اسمِ ما قُطع . القُور : جمع قَارة وهى أصغر من الجبل . حِسْمى : بلد جُذَام المراد برَكيِب السعاة منْ يركب عمّال العدل بالرّفع عليهم ونْسَبة ما هم منه برَُاء من زيادة القبْض والانحراف عن السوَّية . ويجوز أن يراد من يركب منهم الناس بالغَشْم أو مَنْ يصحب عمّال الجور ويركب معهم . وفيه بيان أن هذا إذا كان بهذه المنزلة من الوعيد فما الظَّنُّ بالعمال أنفسهم ! عمر رضى الله عنه إن عبداً وجد رِكْزَةً على عهده فأخذها منه
ركز الرَّكاز : ما ركَزه الله تعالى فى المعادن من الجواهر والقطعة منه رِكْزة ورَكِيزة . دخل الشام فأتاه أُرْكُون قرية فٍقال : قد صنعْتُ لك طعاماً
ركن هو رئيسها ودهْقانها الأعظم أُفْعول من الرُّكُون لأن أهلها إليه يركنون أو من الرّكانة لأن الرؤساء يوصفون بالوقار والرّزانة فى المجالس . حُذيفة رضى الله عنه قال : إنما تَهْلكُون إذا لم يُعرف لذى الشَّيِبَ شَيْبته وإذا اصرتم تمشون الرَّكَبات كأنكم يَعَاقيب حَجَل لا تعْرِفُون معروفاً ولا تُنكْرِون منكراً
ركب الرّكْبة : المرة من الركوب وجمعها رَكَبَات . اليعَاقيب : جمع يَعْقوب وهو ذكر الحَجَل . انتصاب الرّكَبات بفعل مُضْمر هو حال من فاعل تمشون والرَّكَبات واقع موقع ذلك الفعل مستغنى به عنه والتقدير : تمشون تركبون الركبات كما أن أرسلها العِراك على أرسلها تعتركُ العِراك . والمعنى تمشون راكبين رُءوسكم أى هائمين سادِريِن تسترسلون فيما لا ينبغى من غير رجوع إلى فكر ولا صُدورٍ عن رَوّيِة كأنكم فى تسرعكم إليه وتطايُرِكم نحوه يعاقيب وهى موصوفة بسرعة الطَيران . قال سلامة ابنَ جَندْلِ : ... وّلى حثيثاً وهذا الشيْبُ يَتْبَعهُ ... لو كان يُدِرْكُه ركضُ اليعاقيبِ

- أبو هريرة رضى الله تعالى عنه تُعْرَضُ الأعمال على الله تعالى فى كل يوم اثنين وخميس فيغفر الله ذًلك اليوم لكلَّ امرىء لا يُشْرِك بالله شيئاً إلا امرأ كان بينه وبين أخيه شَحْناء فيقول : ارْكُوا هذين حتى يَصْطَلِحَا
ركو قيل : معناه أخَرّوهما من رَكَوْتُه أَرْكُوه إذا أخرّتَه . عن ابن الأعرابىّ : وعندي أنه من الرَّكْو بمعنى الإِصلاح . قال سُويد بن كراع : ... فَدَعْ عَنْك قَوْماً قد كَفَتْك شُئُونُهم ... وشأنك إلا تَرْكُهُ مُتَفَاقِمُ ...
أى أصلحوا ذاتَ بينهمِا حتى يقعَ بينهما الصلح . وروى : ارْهَكْ هذين أى كلّفهما بجهدو ألْزِمهما أنَ يصطلحا من رَهَكْتُ الدابة ودهكتها إذا حملت عليها فى السير وجَهَدْتها . ابن عمرَ رضى الله عنهما لَنَفْسُ المؤمن أشدُّ ارْتكِاضاً من الخطيئة من العصفور حين يُغدْف به
ركض أى اضطراباً وفرِاراً من ارتكض الجنينُ إذا اضطرب وهو مطاوع رَكَضه إذا حرّكه يقال : ركض الفارسُ إذا حرّك الدابة برجله وركض الطائر إذا حرّكَ جَنَاحْيه . أُغْدِف بالصيد : إذا أُلْقىَ عليه الشبكة . حَمْنة رضى الله عنها كانت تجلس فى مِرْكَنَ أختها زينب وهى مستحاضة ثم تخرج وهى عالية الدم وروى : حتى تعلوَ صفرةُ الدم الماء
ركن المِرْكن : الإجّانة التى تُغْسَلُ فيها الثياب . وفى كتاب العين . شِبْه تَوْرِ من أدمَ يستعمل للماء يغتسل فيها . وهى عالية الدم : أى عالِ دَمُها الماء فهو من باب إضافة الصفة إلى فاعلها . ابن عبد العزيز رحمه الله تعالى قال ليزيد بن المهلَّب حين ولاه سليمانُ العراقَ : اتق الله يا يزَيد فإنا لما دَفَناَّ الوليدَ رَكضَ فى لَحدْه

- ركض أى ضَرَبَ بِرِجْله الأرض . ابن سيرين رحمه الله تعالى قال غالب القطان : ذكرتُ عنده يزيد بن المهلب فقال : أَمَا تعرِفُ الأزْدَ ورُكَبَها ؟ اتَّقِ الأزد لا يأخذوك فَيرْكُبُوك
ركب أى يضربوك بِرُكَبِهم . وعن المبّرد : إن المهلّب بن أبى صُفْرة دعا بمعاوية بن عمرو سَيّد بنى العَدَوّية فجعل يَرْكُبُه برِجْله فقال : أصلح الله الأمير اعفنى من أم كيسان وهى كنية الرُّكْبة بلغة الأزد . الركاز فى عج . ركبانة فى غف . وفى هل . ركموا فى جه . الرّكُوسية فى رب . رُكحْ فى نق . رِكْز الناس فى قس . أورَكْضَة فى عد . ركلة فى جز . ركبت أَنْفه فَى شو . الراء مع الميم النبى صلى الله عليه وآله وسلم كان مضجعاً على رُمالَ حصير قد أثرّ فى جنبه
رمل الرُّمال : ما رُمِل أى نُسِجَ من قولهم : رَمَل الحصيرَ وأرْملَهَ . قال النضر : ورمَل أعلى وأكثر ونظيره الُحطام والرّكام لما حُطِم ورُكِم . عن جابر رضى الله عنه : أقبلنا معه صلى الله عليه وآله وسلم فى بعض مَغازيه فقال : مَنْ أحَبَّ أن يتعجَّل إلى أهْلِه فَلْيتعجَّلْ فأقبلنا وأنا على جملَ أرْمكَ ليس فيهِ شَية
رمك الرُّمْكة والرُّمْدة أختان وهما الكُدْرة فى اللون ومن الرُّمْكة اشتقاق الرّامك . إن رجلاً أتاه صلى الله عليه وآله وسلم فقال : يا رسول الله إنا نركَبُ أرْمَاثاً لنا فى البَحْرِ فتحضر الصلاة وليس معنا ماء إلا لشفاهنا أنتوَضَأُ بماء البحر ؟ فقال : هو الطَّهُورُ مَاؤُه الحِلّ مَيْتَتُه وروى : إن الَعَركىَّ سأله فقال : يا رسول الله إنا نركب هذه الرّماث فى البحر

- رمث الرمَث : الطّوْف وهو خشبٌ يُضَمُّ بعضهُ إلى بَعْض ويُرْكَبُ فى البحر وهو فَعَل بمعنى مفعول من رمثتُ الشىءَ إذا أصلحتهُ ولممته قال أبو داود : ... وأخ رَمَثْتُ دَرِيَسهُ ... ونَصَحْتُه فى اَلحْربِ نُصْحاَ ...
العَرَكّى : واحد العرك وهم صيادو السمك من المعاركة والملاحون قال زهير : ... يَغْشَى الحداةُ بهم حُرّ الكثَيِبِ كما ... يُغْشىِ السفائن متَن اللُّجة العَرَكُ ...
فى الاستنجاء : إنه صلى الله عليه وآله وسلم كان يأمر بثلاثة أحجار وينهى عن الرَّوْث والرّمة
رمم فيها قولان أحدهُما أنها بمعنى الرميم وهو العَظْم البالى . ومنه شيخ رِمّة أى فانِ . والثانى أنها جمع رَمِيم كجليل وجِلّة ورَمَّ العظُم بَلىَ . ومنه ما يروى عن أُبَىّ بن خَلفَ أنه لما نزل قوله تعالى : : قالَ مَنْ يُحْيى العظامَ وِهىَ رَمِيم أَتَى بعظم بالٍ إلى النبى صلى الله عليه وآله وسلم فجعل يفتّه ويقول : أتُرىَ الله يا محمد يحيى هذا بعد ما رَمّ ! لو أنَّ أحدكم دُعى إلى مِرْمَاتْين لأَجابَ وهو لا يُجِيبً إلى الصَّلاة ويروى : لو أن رجلا نَدَا الناسَ إلى مِرْمَاتْيِن أوْ عرْقٍ أجابوه
رمى المرْماة : ظلْف الشاة لأنه يُرمْى به وقول من قال : إن الِمرْمَاة السهم الصغير الذى يُتَعَلًّمُ به الرمى وهو أَحْقَرُ السهام وأرذلُها وإن المعنى : لودِعُى إلى أنْ يُعطَى سهمين من هذه السهام لأسرع الإجابة ليس بوجيه . ويدفعه قوله : أو عَرْق . نَدَا الناسَ أىْ دَعَاهم . فى ليلة الإسراء قال : وإذا أنا بأمِتَى شطرين : شَطْراً عليهم ثياب بيض كأنها

- القَراطَيس وشَطْراً عليهم ثيابٌ رُمْد فُحجبوا وهمْ على حَيْر وروى : رُبْد
رمد الأرْمدَ والأرْبدَ : الذى على لون الرماد عليكم بألْبَانِ البقر فإنها تَرُمُّ من كلَّ الشجر وروى : تَرْتَمّ
رمم الرّم والقَمّ : أَخَواَن وهما الأكل ومنهما الِمَرمَّة والمَقِمَّة لِفى ذات الظّلْف . عن عَدِىّ الُجذّامِىّ رضى الله عنه قلت : يا رسول الله كانت لى امرأتان فْاقَتَتَلتا فَرميْت إحْداَهما فَرُمى فى جِنازتها فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : اعْقِلْها ولاِ تَرثْها
رمى رُمِى فى جِنازة فلان إذا مات لأن جِنازته تصيرُ مَرْميّاً فيها والمراد بالرمْى الحملُ والوَضْعُ والفعل فاعله الذى أسند إليه هو الظرف بعينه كقولك : سِيَر بزيد . عن عائشة رضى الله عنها : كان لآل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وَحْش فإذا خرج لعب وَجَاء وذهب فإذا جاء رَبضَ فلم َيتَرَمْرَمْ ما دام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فى البيت
رمرم أى لم يتحرك وقالوا : لا يستعمل فى غير النفى . قال حُميد بن ثور : ... صِلَخْداً لو أنّ الجنّ تَعْرِفُ تحته ... وضَرْبَ الَمغّنىَ دُفّه ما تَرَمْرَمَا ...
وقد استعمله فى الإثبات مَن قال : ... يُنْحِى إذا ما جاهلٌ تَرَمْرمَا ... شَجَراً لاِعْنَاقِ الدَّواهِى مْحِطَما ...
الضمير فى خرج لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . سألت ربى ألاّ يسلط على أمَّتى سَنَةً فتُرْمِدَهُمْ فأعطانيها
رمد أى فتُهْلِكَهُمْ . قال صفية بنت أبى مسافع ترثى أباها وقد قتل يوم بدر كافراً : ... رَحْب المبَاءة بالنّدىَ مُتَدفَّقٌ ... فى المُجْحِفاتِ وفى الزمان المُرْمِد ...
يقال : رَمَدهَ وأرمْدَهُ إذا أهلكه وصيرَّه كالرماد ورمد وأرَمَد إذا هلك

- الضمير الذى هو مفعول ثان فى فأَعطَانِيها يرجع إلى ما دلّ عليه " قوله ألاّ يُسلطَّ " وهو السلامة . قال خَباّب رضى الله عنه : شكونا إلى رسولِ الله صلى الله عليه وآله وسلم الرّمْضَاءَ فلم يُشْكِنَا
رمض الرَّمْضَاء : نحو البْغْضاء والفَحْشاء وهى شدة حرّ الأرض من وقع الشمس وقد رَمِضت الأرض والحجارة رَمضَا وأرض رَمضَة الحَصَى . فلم يُشْكِنَا : يَحْتمَلِ أن يكون من الإشكاءِ الذى هو إزالة الشّكاية فيُحتمل على أنهم أرادوا أَنْ يرخّص لهم فى الصلاة فى الرَّحال فلم يجبْهم إلى ذلك . ويَحْتَمِل أن يكون من الإشكاء الذى هو الحمل على الشّكاية فيُحمل على أنهم سألوه الإبْراد بها فأجابهم ولم يتركهم دونِ شكاية . عمر رضى الله عنه وقف بين الحرَّتين وهما دَارَان لفلان فقال : شَوّىَ أخوك حتى إذا أنْضَجَ رَمَّد
رمد أى ألقى الشواء فى الرّماد وهذا مثل نحوه قولهم : الِمَّنة تهدم الصَّنِيعة . أبو هريرة رضى الله عنه كنا مع النبى صلى الله عليه وآله وسلم فى غَزاةٍ فأرْمَلنْا وأنفْضَنْا
رمل المُرمْلِ : الذى لا زَادَ معه سُمىَّ بذلك لركَاكَةِ حاله من الرَّمَل وهو الرَّكُّ من المطر أَو لُلِصُوقِه بالرَّمْل كما قيل للفقير : التَّربِ والمُدِقْع . ومنه حديث جابر رضى الله عنه : إنه ذكر مَبعْثَ سَريّةٍ كان فيها وإِنهم أرْملَوُا من الزّاد . قال : فبينا نحن على ذلك إِذْ رأينا سَوادَاً فلما غَشِيناه إذا دابةٌ قد خرجت من الأرض فأناخ عليها العسكرُ ثمانى عشرة ليلةً يأكلون منها ما شاءُوا حتى ارتعفُوا

- أى استبقوا وتَسَاعْوا على أقدامهمِ لَما ثاب إليهم من القوَّة . وعن عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى : إنه خطب بعرفات فقال : إنكم قد أنْضَيْتمُ الظَّهْرَ وأَرَْملْتُم وليس السابقُ اليوم مِنْ سبق بعيرُه ولا فَرَسُه ولكن السابقَ من عُفرَ له . عن النخعى رحمه الله : إذا ساق الرجل هَدْياً فأرمَلَ فلا بْأسَ أن يشربَ من لَبِنَ هَدْيهِ . أنفض القومُ : إذا صاروا ذوى نفض وذلك أن ينفُضُوا مزاودهم . الضحّاك رحمه الله تعالى وارْمُسُوا قبْرى رمسْا
رمس الرّمْسُ والدّمْس والنّمْس والطّمْس والغمْس أخوات فى معنى الكتمان يقال : رمست الرياح الآثار ورمس عليه الأمر . والمعنى النهىُ عن تشهير قبره بالرفع والتسنيم . قتادة رحمه الله تعالى يتوضأ الرجل بالماء الرّمد وبالماء الطّرد
رمد هو الذى تغير لونهُ حتى صار على لون الرّماد ويقال : ثوب رمد وأرمد : وسخ وسحابة رمْداء ونعامة رمْداء إذا ضربتا إلى السواد . الطّرد : الطرْق وهو الذى خاضته الدوابّ كأنها طردتْه فطرد . الشعبى رحمه الله تعالى إذا ارتمس الجُنُبُ فى الماء أجزاهُ من غسل الجنابة . الارتماس والاغتماس أخوان
رمس وعنه : إنه كره للصائم أن يرْتمس فى الحديث صلاة الأوّابين إذا رمضت الفصال من الضُّحى
رمض أى أصابتها الرّمْضاء فاحترقت أخْفافُها

- إذا مدحْت الرجل فى وجهه فكأنما أمررْت على حلْقه مُوسى رميضاً . هو فعيلٌ بمعنى مفعول من رمض السكين يرمضه : إذا دقه بين حجرين ليرق ولذلك أوقعه صفة للمؤنث . وأما قوله : ... وإن شئت أقبلنا ... بموسى رميضه ... فحقه أن يكون بمعنى فاعل من رمض وإن يسمع كما قيل فقير وشديد ورواية شمر : سكين رميض بين الرماضة تؤنس بتقدير رمض . وفى حديث زيد بن حارثة رضى الله عنه : إنه سبى في الجاهلية فترامى به الأمْرُ أنْ صار لخديجة فوهبته للنبى صلى الله عليه وآله وسلم فأعتقه
رمى يقال : ترامى إلى كذا وتراقى إليه إذا ارتفع وازداد وإلى حذفت مع أن وحروف الجر تحذف معها ومع أن كثيراً . الرمض فى لب . ترمض فى عز . برمانتين فى غث . مرملين فى . فأرم فى حف . وفي قر الرمادة فى كف . رمال فى مت . الرماء فى ها . رماما فى خض . ترمض فى عز لا ترمضها فى ظل . أرمتهم فى قل . الرمازة فى زم . يترمع فى مز . ورمه فى ثم . رمية الغرض فى جز . ترمضان فى حد . الرماق فى صب أرمه فى عص . عظيم الرماد فى غث . الراء مع النون الحسن رحمه الله تعالى سُئل : أينفخُ الإنسانُ فى الماء ؟ قال : إن كان من رّنق فلا بأس به
رنق هو الكدر ومنه التّرنوق وهو الطين الباقى فى المسيل

- عبد الملك قال له رجل : خرجتْ بى قرحة فقال : فى أى موضع من جسدك ؟ قال : بين الرّانفة والصّفن فاعجبه حُسنُما كنى
رنف الرّانفة : ما سال من الألية على الفخذين عن الأصمعى يقال للمرأة : إنها لذات روانف والروانف : أكْسةٌ تعلّق إلى شقاق بيوت الأعْراب حتى تلحق بالأرض الواحدة ؤانفة . الصّفن : جلدة البيضة . قال جرير : ... يتْرُكُ أصْفان الخُصى جلاجلا ... المُرنقة فى رج . الأرنبة فى قل . يُرنح فى رو . الرّنْقاء شن . الراء مع الواو النبى صلى الله عليه وآله وسلم منْ قتل نفْساً مُعاهدةً بغير حلّها لم يرحْ رائحة الجنه
روح فيه ثلاثُ لغات : راح يريح كباع يبيع وراح يراح كخاف يخاف وأراح يُريح إذا وجد الرائحة وقد جاءت الرواية بهنّ جميعاً . أمر بالإثْمد المرّوح عند النوم . هو الذى جُعل فيه ما طيب ريحه من المسك أو غيره . ومنه : إنه نهى أن تكتحل المُحرمةُ بالإثمد المرّوح . خطب صلى الله عليه وآله وسلم فقال : تحايوا بذكْر الله وبرُوحه . هو القرآن لقوله تعالى : أوحينا إليك رُوحاً من أمْرنا

- الحُمى رائدُ الموت وهى سبحان الله فى الأرض يحبسُ بها عبده إذا شاء ويُرسله إذا شاء
رود هو رسولُ القوم الذى يرتادُ لهم مساقط الغيث وقد راد الكلأ يرُوده ريادا وفى أمثالهم : لا يكذبُ الرائدُ أهله . فشبه به الحمى كأنها مقدمة الموت وطليعتُه لشدة أمرها . وتقول العرب : الحمى أخت الحمام . ويقولون : قالت الحمى : أنا أُمُّ ملْدام آكل اللحم وأمضّ الدم . وجمع الرائد الروّاد . ومنه قول علىّ عليه السلام فى ذكْر دخول الناس على رسول الله عليه وآله وسلم : يدْخلون رُواداً ولا يتفرقون إلا عن ذواق ويخرجون أدلة . أى طلاباً للمنافع فى دينهم ودُنياهم . الذّواق : اسم ما يُذاق يقال : ما ذقت ذواقاً . وهو مثلٌ لما ينالون عنده من الخير . أدلة أى علماء يدُلُّون الناس على ما علموه . ذكر قتال الروم فقال : يخرج إليهم رُوقة المؤمنين من أهل الحجاز
روق هم الموصوفون بالصّفاء والجمال يقال : راق الشىء إذا صفا وخلص . وعن الأصمعى : مسك رائق أى خالص وكذلك كلُّ شىء خالص وهو من روق الشراب إذا صفاه بالروُواق ونظير رائق ورُوقة صاحب وصُحْبة وفاره وفُرْهة . كان صلى الله عليه وآله وسلم يقول إذا هاجت الريحُ : اللهم اجعلها رياحا ولا تجعلها ريحا
روح عيْنُ الريح واوٌ لقولهم : أرواح ورُويحة . العرب تقول : لا تلقحُ السحابُ إلا من رياح

- فالمعنى اجعلْها لقاحا للسحاب ولا تجعلها عذابا . ويصدقه مجىء الجمع فى آيات الرحمة والواحدة فى قصص العذاب . عمر رضى الله تعالى عنه كان أرْوح كأنه راكبٌ والناس يمشون كأنه من رجال بنى سدُوس . وهو الذى يتدانى عقباه وتتباعُد صدورُ قدميه . قال الكلبى : سدوس الذى فى بنى شيبان بالفتح والذى فى طىء بالضم وبنو شيبان الطُّولُ فيهم غالبٌ . ويقال للطيْلسان سدوس أورده سيبويه مضموما فى موضعين من كتابه وعن الأصمعى : الطيلسان بالفتح والقبيلة بالضم . كأن الأولى خبر ثان لكان والثانية بدلٌ منها . ركب ناقةً فارهةً فمشت جيداً فقال ... كأن راكبها غُصْنٌ بمرْوحة ... إذا تدلتْ به أو شاربٌ ثملُ ... هة مُخترق الريح تدلت : من قولهم : تدلى فلان من أرض كذا أى أتانا ومن تدليت علينا ؟ كما يقال : من أين انْصببْت ؟ علىٌّ عليه السلام : ... تلْكُمْ قريشٌ تمنانى لتقْتُلنى ... فلا وربك ما برُّوا وما ظفرُوا ... فإن هاكْتُ فرهْنٌ ذمّتى لهمُ ... بذات روْقين لا يعفُو لها أثرُ ... قال أبو عثمان المازنى : لم يصح عندنا أن عليّا تكلم من الشعر بشىء إلا هذين البيتين
روق الرّوقان : القرْنان وقولهم للداهية ذات روْقين كقولهم : نواطحُ الدهر لشدائده الواحدة ناطحة

ويروى : بذات وَدْقَين وفيها وجهان : أحدهما ما ذكره صاحب العين ; قال : ويقال للحَرْب الشديدة : ذات وَدْقَين تُشَبَّه بسحابة ذات مَطْرَتين شديدين . والثانى : أن يكون من الوَدْق بمعنى الوِدَاق وهو الحِرصُ على الفحل ; لأنّ الحربَ توصفُ باللّقاح
حسان رضى الله عن أخرج لسانهَ فضرب به رَوْثَهَ أنفه ثم أدلعه فضرب به نَحْرَه وقال : يا رسول الله أدعُ لى بالنصر
الرَّوْثَة : طرف الأَرْنَبه وجعها رَوْث ورجل مَرُوث الأنف إذا ضخُمت رَوْثَته . أَدْلع لسانه ودَلعَه : : أخرجه ودَلَع لسانُهُ
ونحوه ما رُوى : إنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم قال لحسان : ما بقى من لسانك ؟ فأخرج لسانَه حتى ضرب بطَرَفِه جَبْهتَه ثم قال والله مايسرُّنى به مِقْوَل مِن مَعدّ والله لو وضعتهُ على صَخْرٍ لفلقه أو على شَعْرٍ لحلقه
أم أيمن رضى الله عنها هاجرت إلى المدينةِ في لَهبَان الحرّ فاستُعِطشت فدُلىّ إليها دَلو من السماء ; فشربت حتى أَرَاحَتْ
أى رجعت إليها نفسها واستراحت وحقيقته : صارت ذات رَاحةٍ بعد جَهْد العطش . قال : ... ترُيحُ بَعْدَ النَّفَسِ اَلْحفُوزِ ... إرَاحةَ الجِدَايَةِ النَّفُوزِ ...
الأسود بن يزَيد رحمه الله تعالى كان يصومُ في اليوم الشديدِ الحرَّ الذى إن الَجَمل اَلجْلد الأحمر ليُريح فيه من الحر وروى : : يرُنَّح . الأراحة : الموت قال : ... اَرَاحَ بعد الغَمَّ والتَّغَمْغُمِ ...
رُنّح الرجل إذا دِير به ورَنّحه الشراب أو الحرُّ أو غير ذلك وأصله إصابة الرَّنْحِ

- وهو العصفور من الدماغ وهو قطيعة منه تحت فَرْخِ الدماغ كأنه بائنُ منه وبينهما جُلَيدْة تَفَصْلِهما قال رؤبة : ... يكِْسرُ عن أمّ الفِراخَ الرّنْحا ...
روض خصّ الأحمر لأنه أَصْبَر . وعن ابنِ لسان الحَّمرة إنه قيل له : أَخْبرنا عن الإبل فقال : حُمْراها صُبْراها وعيْسِاها حُسنْاها ووُرْقَاها غُزْراها ولا أبيع جَوْنةً ولا أَشْهدَ مَشْرَاهَا . ابن المسيب رحمه الله تعالى كره المُراوضَةَ . هى أن تُواَصِف الرجلَ بالسّلْعَة ليست عندك وهى بيعُ المواصفة عند الفقهاء وأجازه بعضهم إذا وافقتِ السلعةُ الصفة التى وصفها بها . وأباَه غيُره وهى من راوضه على أمِر كذا إذا داراه ليُدْخِله فيه كأنه يفعلُ به ما يفعُل الرائض بالرّيضَّ لأنَّ المواصِفَ يُدْلى صاحبه إلى الشراء بما يُلقى إليه من نعوت السّلعْةِ . مجاهد رحمه الله تعالى قال فى قوله تعالى : ومنهم من يلْمزُك فى الصّدَقَات : يَرُوزَك ويسألك
روز الرّوَزُ : الإمتحان والتقدير تقول : رُزْتُ ما عنْدِ فَلان وكأنّ المعنى إنه يلمزك يمتحنُ أمْرَك ويذوقُك : هل تخافُ لائمته وتشمئزّ لمعابه فتعطيه أمْ لا تَعْبَأُ بذلك ويجعل الَّلِمْز سبيلاً إلى الاستعطاء وسبباً فى السؤال كما فعل العباس بن مرداس حيث قال : ... أتجْعلَ نَهْبِى ونَهْبَ العُبْيدِ ... بين عُيَيْنَه والأقْرَعِ ...
فقال رسولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم : اقطعوا عَنىّ لسانه وأَمَر له بمائِة ناقة . وفى الحديث : إذا كفى أحَدكم خادمُه حَرَّ طعامِه فلُيقْعِدْه معه وإِلا فليروّغْ له لُقْمةً
روغ روّغ ورَوَّل أخوان وهو أن يُشرّبَ اللقمةَ دَسَما ويروّيها به . فليرتد فى دم . فليروغْهَا فى شف . الأَرواع فى اب . أراضوا فى بر

- رُوَاء فى فر . مُرَوّعين فى حد . بروْقه فى صب . يَروّح فى عز . مستريضاً فى فر . روّحَت فى لق . الروايا فى شع . روقة فى زف . روحتى فى عر . بِرَوْعِة فى ول . الروّاَء فى سح . أراح الحق فى زف . لا روب فى شو . الروم فى قر . بين الأرْوَى والنعام فى كز . روعك فى فر . الراء مع الهاء النبى صلى الله عليه وآله وسلم قال عمر رضى الله عنه : خرجَ علينا رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم فى يوم جُمعة وعليه قميصٌ مَصْبوغٌ بالرّيْهُقاَن
رهق هو الزّعَفران والَجيْهُمان مثله قال حُميد بن ثور : ... عَليل بَماءِ الرّيْهُقَانِ ذهيِبُ ...
كل غلام رهَينِة بَعِقيقَته
رهن الرهينة والرّهن بمعنى كالشتيمة والّشتْم ثم استعملا بمعنى المرهون فقيل : هو رَهْن بكذا ورَهيِنة بكذا . قال : ... أبعد الذى بالنَّعْف نَعْفٍ كُوَيْكِبٍ ... رهَينِة رَمْسٍ تُرَابٍ وجَنْدَلِ ...
ومعنى قوله : رهَينة بعَقِيقته أًنّ العقيقَة لازمة لا بدَّ له منها فشُبهّ فى لزومه لها وعدم إنفِكاكه منها بالرَّهْن فى يد المرْتهن . قال أبو زيد : إنى لك رهن بكذا أى ضامن . وأنشد : ... إِنى وَدلْوَىَّ لها وصَاحِبى ... وحَوْضَها الأفْيَحَ ذَا النَّصَائِب ... رَهْنٌ لها بالرّىّ غيِر الكاذِبِ

- إذا صلى أحدكم إلى شىء فلَيرْهَقْه . أى فليْغَشه ولا يَبْعُد عنه كقولهم إذا صلى أحدكم إلى سترة فليدن منها فإن الشيطان يمر بينه وبينها . على عليه السلام وعظ رجلاً فى صُحْبةَ رَجُلٍ رَهِق
رهق قال المبّرد : رجل فيه رَهَقٌ إذا كانت فيه خفّة يرْهقَ الشرَّ وَيغْشَاه . ومنه حديث شقيق رحمه الله تعالى : إِنه صلى على امرأة تُرَهَّق . أى تُنسْب إلى الرّهَقَ يعنى غِشْيَان المحارم . سعد رضى الله عنه كان إذا دخل مكة مُرَاهِقاً خرجَ إلى عَرفة قبل أن يطوفَ بالبيت وبين الصَّفَا والَمرْوَة ثم يطوفُ بعد أن يرجع . أى مقارا آخرَ الوقت من قولك : غلامٌ مُراَهِق إذا قاربَ الحُلم وشارفَ أن يرْهقَه كأنه كان يقدم يوم الَّترْوِية أو يوم عرفه فيضيق عليه الوقت حتى يخاف فَوْتَ التعريف . رافع بن خَديج رضى الله عنه اشترى من رجل بعيراً ببِعَيرْينِ فأعطاه أحدهَما وقال : آتيك بالآخر غَداً رَهْواً
رهو أى عَفْواً لا احتباس فيه يقال : أعطيتهُ المالَ سَهْواً رَهْوا من قولهم : سير رَهْو . أى سهل مستقيم . ابن عباس رضى الله عنهما ذكر مجىء عامر بن الطُّفْيل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : وكان عامرٌ مَرْهُوفَ البَدَن
رهف أى مُرَهَفَه دَقيقَه يقال : رَهَفَ السيفَ وَأَرْهَفهَ . ابن عمر رضى الله تعالى عنهما قال أَنَس بن سيرين : أَفَضْتُ معه من عرفات حتى أتى َجمْعاً فأناخ نَجِيَبَته فجعلها قِْبلةً فصلَّى المغرب والعشاء جميعاً ثم رقد فقلنا لغلامه : إذا استيقظ فأيْقِظْنًا فأيقظَنا ونحن ارْتهِاَطٌ

- رهط أى ذوو ارْتَهاطٍ وهو افتعال من الرّهْط أى مجتمعون رَهْطاً رَهْطاً والرّهْطُ : العصابة دون العَشرة ويجمع على أراهِط وهو كالأباطيل فى جمع باطل عند سيبويه : وقال غيره : يجمع رَهْط على أَرْهُط : وأَنْشَد : ... وفَاضِح مُفْتِضَح فى أرْهُطهِ ...
ثم أرْهُط على أراهط . عوف بن مالك رضى الله عنه لانْ يمْتَلىء مَا بين عَانتَىِ إلى رَهَابِتَى قَيْحاً يتخَضْخَضُ مثلَ السّقَاءِ أحبُّ إلى من أن يمتلىء شِعْراً
رهب الرَّهابة : غضروف كاللسان مُعَلقّ بالقَصّ مُشْرف على البطَنْ . يقال له رأسُ الكلب سُميّت بذلك إما لتحركها عند الرّهْبةَ وإما لأنها مما يُرْهَبُ عليه لرقَّته ولطافته . ومنه قيل للبعير المهزولِ والنّصْلِ الرقيق : رَهْب ورهَّبتَ الناقة . وعن أبى زيد : رَهَّبَتْ ناقَتهُ فقعد عليها يَحَائِيها . رهوة فى زه . رهبانية فى زم . رَوَاهِشة فى غر . رَهْرهَة فى هو . وهو فى تق . تَرْتهش فى ظا تَرَهْيَأ فى عن . الرهْمَسة فى رس . ورهَيِش الثرى فى رب . ورَهَانبتهم فى ثو . ارْهَكَ فى رك . الرهام فى صب . الراء مع الياء النبى صلى الله عليه وآله وسلم عن رافع بن خَدِيج رضى الله عنه قلت : يا رسول الله إنّا نَلقَىَ العدوَّ غداً وليس معنا مُدَى فقال : أرِنْ واْعجَلْ ما أَنْهر الدمَ وذُكر اسمُ الله عليه فكُلوا ما لم يكن سِنٌّ أو ظُفْر
رين كلُّ من عَلاَكَ وغلبك فقد رَانَ بك وران عليك وريِن بفلان إذا ذهَب به الموتُ . وأرانَ القومُ إذا ريَن بمواشيهم أى هلكتْ . ومعناه صاروا ذِوى رَيْن فى مالهم . ومنه قوله : أرِنْ أى صِرْ ذاريْنٍ فى ذبَيحتك

- ويجوز أن يكون أران تعديةً لراَنَ بَالهمزة كما عُدّيتَ بالباء فى ران به . والمراد أزْهِق نَفْسها بكل ما أنْهرَ الدم أى أساله غير السنّ والظَّفْر . وقيل : أرِنْ أمرٌ من أرِن إذا نِشط وخفَّ أى خفَّ فى الذَّبْح . وقيل : أرْنُ من الرنوّ وهو إدامَةُ النظر أى راعه ببصرك لا يزلَّ عن المذبح . وقيل أرزّ أى شدَّ يدَك على المحزّ واعتمد بها عليه من أرزّ الرجل إصبعه إذا أثاخها فى الشىء . وأرَّزَت الجرادةُ غَرزِتْ ذَنبها فى الأرض لتبيض . ولو قيل : أرنّ أى اذبحن بالإرَار وهو ظُرَرةَ أى حجرٌ محدد يَؤُرّ بها الراعى ثَفْرَ الناقةِ إذا انقطع لبنها أى يُدمْيِه كانَ أيضاً وجهاً . تُفْتَتَحُ الأريافُ فيَخرْجُ إليها الناسُ ثم يُبْعَثُون إلى أهليهم إنكم بأرض جَرَدِيّة
ريف الرّيف : كل أرض فيها زَرْع ونخل ومال . ابن دريد : الريف : ما قارَب الماء من أرض العرب ومن غيرها . الجَِرديّة : منسوب إلى الجَردَ وهى كلُّ أرضٍ لا نبتَ فيها ولا شجَر . عمر رضى الله تعالى عنه أمْلِكُوا العجين فإنه أحدُ الرَّيْعَيْن . الرَّيْعُ : فضلُ كلَّ شىء على أصله نحو رَيْع الدقيق وهو فضُله على كَيْل البُرّ ورَيْع
ريع البَذْرِ فضْلُ ما يخرج من البزْر على أصْله ورَيْع الدّرع : فضول كمّيها على أطراف الأنامل . وقال أبو يزيد : راع الُبرُّ يرَيعِ رَيعْاً وأراغ القوم . ويعنى بالرَّيْعَيِن الزيادة عند الَطَّحن أو الخبْز والزيادةُ عند العجْن . قدم عليه رضى الله عنه جرير بن عبد الله فسأله عن سَعْد بن أبى وقَّاص فأَثْنى عليه خيراً . قال : : فأَخْبِرنْى عن الناس . قال : هم كِسَهام الِجعْبةَ منها

- القائم الرّائش ومنها العَصِل الطَّائش وابن أبى وقّاص يغمِزُ عَصَلها ويقيم ميَلَها والله أعلم بالسرائر
ريش القائم الرائش : أى المعتدل ذو الرّيش وهو بمنزلة الماء الدافق والعيِشة الرّاضِية . العَصِل : المعوجّ . الطّائِش : الزّالُّ عن الَهدفَ علىّ عليه السلام اشترى قميصاً بثلاثة دراهم وقال : الحمدُ لله الذى هذا من رِيَاشه . الرّيش : الكُسْوة التى يُتزيَّن بها اسُتعير من ريش الطائر لأنه كُسوته وزينته قال تعالى : لبِاساً يُوارِى سَوْءاتِكم وريِشاً . والرياش يحتمل وجهين : أن يكون جمع رِيش وأن يكون مفرداً مبنيا من لفظة على فَعِال كِلبَاس . أبو ذرّ رضى الله عنه فى حديث إسلامه قال لى أخى أُنيس : إن لى حاجة بمكة فاْنطلق فَراثَ فقلت : ما حبَسك ؟ قال : لقيت رجلاً على دينك يزعم أنّ الله أرسله . قلت : فما يقول الناس ؟ قال : يقولون : ساحرٌ كاهنٌ شاعر . وكان أُنيَسْ أحد الشعراء فقال : والله لقد وضعتُ قوله على أقْراَء الشّعْر فلا يلتئمُ على لسانِ أحد . ولقد سمعتُ قولَ الكَهنَة فما هَوُ بقولهم . والله إنه لصادِقٌ وإنهم لكاذبون . فقلت : اكفنى حتى أنظر قال : نعم وكُنْ من أهل مكة على حَذَر فإنهم قد شَنفُوا له وتجهّموا له . فانطَلقت فتضَعَّفْتُ رجلاً من أهِل مكِة فقلت : أين هذا الذى تَدْعُونَه الصابىء ؟ فمال علىّ أهلُ الوادى بكل مدَرَة وعَظْم وحَجَر فخررتُ مغشيّاً علىّ فارتفعت حين ارتفعتُ كأنى نُصْبُ أحمر فأتيتُ زمزَم فغسلتُ عنى الدَّم وشربت من مائها ثم دخلت بين الكعبة وأستارِها فلبثتُ بها ثلاثين من بين يوم وليلة ومالى بها طعام إلا ماءُ زمزم فسمنتُ حتى تكسَّرت عكن بَطْنىِ وما وجدت على كبدى سَخْفةً من جوع

- فبينا أهل مكة فى ليلة قَمْراَء إضحيان قد ضربَ الله على أصْمِخَتهِم فما تطوفُ بالبيت غيرُ امرأتين فاتَتَا علىّ وهما تَدعْوُانَ إسافاً ونائلاً فقلت : أنكحِوا إحْدَاهما الأخرى . فما ثناهما ذلك فقلت وذكر كلاماً فاحشاً لم يكن عنه فانطلقتا وهما تُوَلْوِلان وتقولان : لو كان هاهنا أحدٌ من أنفَارنا ! فاستقبلهما رسولُ الله وأبو بكر بالليل وهما هابِطان من الجبل فقال رسول الله : مالكما ؟ قالتا : الصابىْ بين الكعبة وأستارِها قال : فما قال لكما ؟ قالتا : كلَمة تملأُ الفم . ثم ذكر خروجَه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتسليمه عليه وأنه أوّلُ من حَّياه بتحية الإسلام وقال : فذهبت لأُقبّل بين عينيه فقدَعَنِى عنه صاحبهُ
الرَّيْثُ : الإبطاء ورجل رّيث . وعن الفرَّاء : فلان مُرَيَّثُ العينين إذا كان بطىء النظر . أقْراَء الشعر : أنحاؤه وأنواعه جمع قَرْو يقال للبيتين أو للقصيدتين : هما على قَرْوٍ واحد وقَرِىّ واحد وجمع القَرِىّ أقْرية . قال الكُميت : ... وعنده للَّندَى واَلحزْم أقْريِة ... وفى الحروب إذا ما شاكتِ الأُهُب ...
وأصل القَرْ : القصْد من قَرَوْت الأرض فسمىّ به الطريق كما سمى بنَحْوٍ من نحوت . شنِف وشَنِىء أخوان ولكن شنِف لا يتعدى إلا باللام . قال رجل من طىء : ... إذا لم يكن مال يُرىَ شَنِفَتْ له ... صدورُ رجالٍ قد بَقَى لهم وَفْرُ ...
تجهَّمته : كلح فى وجهه وغلَّظ له فى القول من قولهم : رجل جَهْم الوجه . تِضَّعفْته : بمعنى استضعفته كتعجلته وتقصَّيته وَتَثَّبتُّه بمعنى استفعلته . النّصْب والنُّصْب كالضَّعْف والضُّعْف : حجرٌ كانوا ينصبونه فيْعَبد وتصبُّ عليه دماء الذبائح

يقال : وجدت سَخْفَة من جوع وهى الخِفّة تعترىِ الإنسان إذا جَاعَ من السُّخْف وهو الِخفّةُ فى العَقْلِ وغيره . اَلقمْرَاء للقمر كالضّحّ للشمس . وقوله : فى ليلة قَمْراء فيه وجهان : الإضافة والصفة على تقديِر ذاتَ قَمْراَء أو على أنها تأنيث الأقمر وهو الأبيض . يقال : ليلة ضَحْياء وإضْحيان وإضْحيانة وهى المُقْمِرة من أولها إلى آخرها وإفعلان مما قلّ فى كلامهم وأورد منه سيبويه الإسْحِمَان والإِمدَّان فى الاسم والإضْحيان فى الصفة وقال : وهو قليل فى الكلام لا نعلم إلا هذا . الصّمَاخ : الخرق الباطن الذى يفضى فى الأذن إلى الرأس والصّمْلاخَ بزيادة اللام : وَسَخُها . إسَاف ونائِل وقيل نائلة : ضمان كانا لقريش يَنْحَرُون عندهما ويتمسَّحون بهما إذا رَكبُوا لأَسْفارهم وإذا قدموا قبل دخولهم على أهاليهم تعظيماً . وقيل : إن إسَافاً كان رجلاً ونائلاً امرأة فدَخَلا البيتَ فوجدَا خَلْوَةً فَفَجَرا فمسخهما الله حَجَريْن . الأنفار : جمعَ نفَروهم من الرجال خاصة ما بين الثلاثة إلى العشرة والنَّفْرةَ مثله يقال : جاءت نَفْرَةُ بنى فلان وهو من النَّفير لأنَّ الرجال هم الذين إذا حَزبَهم أمر نَفَرُوا لكِفَايِتَه . القَدْع والرَّدْع : أَخَوان . حذيفة رضى الله عنه أُتِىَ بَكَفِنه رَبْطتين فقال : الحىّ أحوجُ إلى الجديِد من الميتِ إنى لا ألبثُ يسيراً حتى أُبَدَّلَ بهما خيراً منهما أو شّراً منهما
ريط الرَّيطْةَ : مُلاَءَة ليست بلْفِقَين كلها نَسْجُ واحد . وقيل : هى كل ثوب دَقيِق لّين . والجمعَ رَيْط ورِياطَ . مجاهد رحمه الله قال فى قوله تعالى : وأحَاطَتْ به خطيئتُه : هو الرّاَن
رين الرَّان والرَّيْن كالذَّام والذَّيْم والغار والغير من رانَ به الشرابُ إذا غلب على عَقْله

- فالمعنى تغطية الخطيئة على قَلْبِه وما يتخلَّله من ظلمتها . الحسن رحمه الله تعالى سئل عن القىء يذرع الصائم . فقال : هل راعَ منه شىء ؟ فقال السائلُ : لا أَدرى ما تقول ؟ فقال : هل عادَ منه شىء ؟
ريع راع ورجع : أخوان . قال : ... طمعتُ بَلْيلَى أنْ تَريعَ وإنَّما ... تُقَطّعُ أعناقَ الرجالِ الَمطَامِعُ ...
ومنه تريَّع السراب إذا جاء وذهبِ . والمعنى : هل عاد منه شىء إلى الجوْف ؟ مَرِيع فى دك . الرَّيْطَة فى هض . لا يريبه فى حق . رائث فى حى . رينَ فى سف . يَرِيش فى زف . مِرْياع فى هل . راع فى ذر . بِريق سيف فى شت . فما رَامُوا فى قح . آخر كتاب الراء

- حرف الزّاى
الزاى مع الباء النبىّ صلى الله عليه وآله وسلم أَهْدَى إليه عِياضَ بن حِمَير قبل أن يُسْلِم فردّه وقال : إِنًّا لا نَقْبلَ زبْدَ المشركين
زبد سُئل عنه الحسنُ فقال : رِفْدهم يقال : زَبَدته أَزْبِده وزبدْتُه إذا رَفدْتَه ووهَبت له . قال زهير : ... أصحابُ زَبْدٍ وأيامٍ وأنْدَيةٍ ... مَنْ حَارَبُوا أعْذَبُوا عنهم بَتنْكيِلِ ...
وهذا مما عرَضَ فيه العمومُ بعد الاختصاص كأحْلَبَ . خطب صلى الله عليه وآله وسلم وذكر أهلَ النارِ فقال : ألاَ وإنّ أهلَ النار خمسة : الضعيفُ الذى لاَ زبْرَ له الذين هم فيكم أتباع لا يبغون أهلا ولا مالاً والشّنْظِير الفحّاش . وذكر سائرهم
زبر أى ليس له عَزْم يَزْبُرُه أى ينهاه عن الإقدام على ما لا ينبغى أو تماسكٌ من زَبْر البئر وهو طيُّها لأنها تتماسكُ به . قال أبو عَمْرو : الشَّنْظرة : ضربُ أعْراَض القوم وفلان يُشَنِْظر بالقوم مذ اليوم وهو شِنِْظير وشنْظيرة وفى معناه شنْذير وشِنْذَاَرة وشيذارة وفى شيذارة دليل على أن النون فى شِنْذيِر وشنِْذارة مزيدة ويمكن أن يُتسَلّق بهذا إلى القضاءِ بزيادتها فى الشّنْظِيرة . نهى صلى الله عليه وآله وسلم عن مَزَابى القُبور
زبى وهى ما يُنْدَب به الميتُ ويُنَاحُ به عليه من قولهم : ما زَباهَم إلى هذا ؟ أى ما دَعَاهم ؟ وعن الأصمعى : سمعتُ نغمته وأُزْبِيّه أى صوته وأُزِْبىّ القوس : صوتها وترنّمها

- وعن النضر : الأزَابِىّ : الصخب ولا واحد لها . وقد ظنَّها بعضُهُم مصحّفة عن مزابى القبور . أبو بكر رضى الله تعالى عنه دعا فى مرضه بدواةٍ ومزْبرَ فكتب اسم الخليفِة بعده
زبر هو القلم . وأنشد الأصمعى : ... قد قُضىَ الأمرُ وجفَّ المزْبَر ...
مِفْعل من زَبَر الكتاب زَبْراً وزِبَارة وهو إتقان الكتاب والزّبْر بلسانِ اليمن : الكتَاب . عثمان رضى الله تعالى عنه لما حُصِر كان علىّ عليه السلام يومئذ غائباً فى مالٍ له فكتب إليه : أما بعد فقد بلغ الَّسْيلُ الزُّبىَ وجاوز الِحزَام الطُّبييْن فإذا أتاك كتابى هذا فأقَبل إلىَّ علىّ كنتَ أوَْلى ... . فإن كنتُ مأكولاً فكُنْ خَيْرَ آكلٍ ... وإلاّ فأدْرِكْنى وَلمّا أُمَزّقِ ...
زبى الزُّبْيةَ : حفرة تحفر للسُبع فى علوّ من الأرض ولا يبلغهُ إلا السيلُ العظيم . الّطُبى بالضم والكسر : واحد الأطباء وهى للحافر والسباع كالأَخْلاَف للخفّ والضُّروع للظَّلف ويقال أيضاً : أطباء الناقة . واشتقاقه واضحٌ من طَبَاه يَطْبِيه إذا دعاه لأن اللبن يُطْبىَ منه . ألا ترى إلى قولهم : خِلْفٌ طَبِىٌّ أى مُجِيب وهو فعيل بمعنى مفعوِل كأنه يُدْعَى فيُجيب . وفى الحديث : دَعْ داعِىَ اللبن . وهما مثلان ضربهما لتِفاقم الخطْب عليه والبيت الذى تمثل به لشاعرٍ من عبد القيس لقّب بالممزّق بهذا البيت واسمه شَأْس بن نَهار ومخاطبة فيه النعمان بن المنذر وَقْبلَه : ... أحقًّا أبيتَ اللعنَ أنّ ابن فَرْتَنَى ... على غير إجرامٍ بريقىَ مُشْرقِى

كعب بن مالك رضى الله عنه جرت محاورةٌ بينه وبين عبد الله بن عمرو بن حَراَم . قال كعب : فقلت كلمة أُزْبِيه بذلك . أى أشخصه وأُقلِقه من أَزْبىَ على ظهره حْملاً ثقيلا إذا حمله لأن الشىء إذا محمل أُزعج وأُزِيلَ عن مكانه . ويمكّنهُ قولهم : احتُمل فلانٌ إذا استخّفه الغضب . وقيل : هو مقلوب أَبْزيه من أَبْزيَتُ الرجلَ وَبزَوْته إذا قَهَرْته . عمرو رضى الله عنه عزله معاوية عن مصْر فضرب فَسْطاطه قريبا من فُسْطَاط معاوية وجعل يتربعُ لمعاوية
زبع التّزبُّع : سوء الخلق وقلة الاستقامة من الزَّوَْبعَةِ وهى الإعْصار . فى الحديث : لا يقبلُ الله صلاة الآبقِ ولا صلاةَ الزّبّين
زبن بوزن السّجيل وهو الذى يدافع الأخبثين مِنَ الزَّبْن وهو الدفع قاله ابن الأعرابى . المزابنة فى حق . زَرِيبة فى ضل . زَبْرا فى شع . زبنته فى عص . ازبأرت فى سب . زَبّاء فى عض . ازبر ونُزْبرَة فى صد . زبيبتان فى شج . الزاى مع الجيم النبى صلى الله عليه وآله وسلم أَخَذَ الحَرْبةَ لأُبَىّ بن خَلَف فزَجَله بها فتقعُ فى تَرْقُوتَه تحت تَسِبْغةَ البيضة فوق الدّرْعِ فلم يخرج كثير دَم واحتقن فى جوفه
زجل زَجَله بالحربة ونَجلَه أخوان : إذا زَجّه بها . فَتقَع : حكايةَ حالٍ ماضية . التّسِبغَة : رَفْرفَ البيضْةَ وهو زَرَد يُوصَل بها ليستر العُنُق سمى بمصدر سَبَّغ ويقال له السابغ أيضاً . قال مُزَرّد : ... وتسْبِغَةٍ فى تَرْكَةٍ حْمِيَريّة ... دُلامِصَة ترفضُّ عنها الَجنِادلُ

- الزاى مع الخاء الحسن بن علىٍّ عليهما السلام كان إذا فرغ من الفَجرْ لم يتكلم حتى تطلعَ الشمسُ وإن زُحْزِح
زحزح زحَّه وزَحْزحْه وحَزْحَزه : إذا نّحاه . والمعنى : وإن أريد تَنْحِيته عن ذلك باستنطاقٍ فى بعض ما يهّم . الأشعرى أتاه عبدُ الله بن مسعود رضى الله عنهما يتحدَّث عنده فلما أُقيمت الصلاةَ زَحَل وقال : ما كنتُ أتقَّدمُ رَجُلاً من أهل بَدْر
زحل زَحَل وزَحك أخوان : إذا تباعد وتنحىَّ . ومالى عنهَ مَزْحَل ولا مَزْحكَ . والمعنى أنه قدمَّ عبد الله وتأخّر . تزحَزحْتُ فى رح . الزاى مع الخاء النبى صلى الله عليه وآله وسلم قال لعيَّاش بن أَبى ربيعة حين بعثه إلى بنى عبِد كُلاَل : خذ كتابى بيمينك وادْفَعْه بيمينك فى أيمانهم فهم قائلون لك : اقرأ فاقرأ : لم يَكُنِ الذين كفَُروا من أهْلِ الكتابِ والمشركين . فإذا فرغتَ منها فقل : آمن محمد وأنا أوّلُ المؤمنين فلن تأتَيك حجة إلا دَحَضَتْ ولا كتاب زُخْرِفَ إلا ذَهَب نوره ومَحّ لونُه . وهم قارئون فإذا رَطَنوا فقل : ترجموا فإذا ترْجمَوا فقل : حسنٌ آمنتُ بالله وما أنزلَ من كتاب فإذا أسلموا فَسلْهم قُضْبهَم الثلاثَة التى إذا تخصَّرُوا بها سُجِد لهم وهى الأَثل قضيب ملمعّ ببياض وقضَيِب ذو عُجَرٍ كأنه من خَيْزران والأَسْوَدُ البهيمُ كأنه من سَاسَمٍ . ثم اخرج بها فحرّقها فى سُوقهم
زخرف أى كتابَ تمْويه وتَرْقِيش من قوله تعالى : زُخْرُف القولِ غُروراً . وأصله الزّينة فاستعير لما يُزيّن من القول ومن ثم قيل للنمام : وّاشٍ

- فى حديثه صلى الله عليه وآله وسلم : إنه لم يدخل الكعبة يوم الفَتْح حتى أمر بالزُّخْرُف فمِحَى وأمر بالأصنام فكِسرت . أراد النقوش والتصاوير . والمراد كِتابٌ من كتب الله حَرَّفوه . وكان هؤلاء ممن دخله دينُ يهود . أبو زيد مَحَّ الكتابُ محوحاً إذا اندرس . وقال غيره : أمحّ ويقال : محّ الثوبُ وأمحَّ : بِلىَ وأنشد الأصمعى : ... ألا يا قَتْلَ قَدْ خَلُقَ الجديدُ ... وحْبُّكِ ما يُمِحُّ وما بَيبِدُ ...
رطنَ له ورَاطَنه : كلمَّه بالأعجمية وتَراطنَوا ويقولون : ما رطانتك ورِطانتك ورُطَّيْنَاك ورُطَيْناك ؟ أى ما الذى ترطُن به ؟ التخصّر : إمساك المِخْصَرةَ وهى قَضِيبٌ يكونُ فى يَدِ الملك والخطيب . وأنشد أبو عمرو : ... خذها أبا عبد المليك بحقّها ... وارفع يمينَك بالعصا وتخصَّر ...
الأَثْلُ : شجرٌ يشبه الطَّرفْاء إلا أنه أعظم منه وأجود عوداً ومنه تُصْنَع الأقداح الجِياد . كل ذى لونين من ثوبٍ أو غيره فهو مُلَمّع ومنه الفرس الملمع وهو الذى فيه سواد وبياض . العُجَز : العُقَد والأعجز كل شىء فيه عُقد ومنه قول الحطيئة للضيف : ... عَجْرَاء منْ سَلَمٍ ...
البهَيم : المُصْمتَ الذى لا يخالِطُ لونَه لونٌ آخر . الخيزران : شجرٌ عبِقَ يتثنى . وقيل : هو كلُّ عود متثنّ ومنه الخَيْزَرَى وهى مشَيةٌ فيها تثنّ

- السَّاسَم : الآبنُوس . يريد أن القُضب الثلاثة من هذه الشجر الثلاث : الأثل والخَيْزُرَان والآبنَُوس . علىّ عليه السلام كان منَ مَزْحه أن يقول : ... أفْلح منْ كانت له مَزَخَّه ... يَزُجُّها ثمَّ ينامُ الفَخّه ...
زخخ الَمَزخّة : المرأة لأنها موضعُ الزَّخّ وهو النكاح يقال : باتَ يزُخُّها ويزخزخها وأصله الدَّفْع يقال : زُخَّ فى قفاه حتى أُخرج من الباب . الفَخّة : من فَخْ النائم فَخيخِاً وهو غَطيطه . وقيل : هى نومة الَغَداة . وقيل : نومةٌ الغداة . وقيل : نومةٌ بعد تعب . بعث إلى عثمان رضى الله عنهما بصحيفة فيها : لا تأخذَنَّ من الزُّخَّةِ والنُّخَّةِ . الزّخّةَ : أولاد الغنم لأنها تُزَخُّ أى تُساق وتُدْفعُ مِنْ ورائها . والنُّخَّة : أولاد الإبل وقيل : البقر العوامل من النّخّ وهو السّوْق قال : ... لا تَضْربا ضرَْباً ونُخّا نخّا ... لم يَدَعَِ النخُّ لهنّ مُخّا ...
وهما فى كونهما فُعْلة بمعنى مفعول كالقُبْضة والغُرْفة . زُخْزباّ فى فر . الزاى مع الراء النبىّ صلى الله عليه وآله وسلم بالَ عليه الحسن عُليه السلام فأُخِذ من حِجْره فقال : لا تُزْرِمُوا ابْنِى ثم دعا بماءٍ فصبّه عليه
زرم أى لا تَقْطَعُوا بَوْله يقال : أزْرَم بوْلهَ فزِرم ومنه قيل للبخيل : زَرِمٌ . وعن قطرب : ازْرَأَمَّ الشاعرُ : إذا ذهب شِعْرُه وانقطع . بولُ الغلام والجاريةُ يغسل عند أبى حنيفة وأصحابِه ومذهبُ الشافعى مثل مذهبهم

- فى بول الجارية . وقال فى الغلام : يجزىء رشُّ الماء على بوله ما لم يَطْعَم واحتج بقوله صلى الله عليه وآله وسلم : يُنْضَح بَوْلُ الغلام ويُغْسَلُ بوَلُ الجارية وحملَ أصحابنا النَّضْح على الصبّ وبالصبّ يَطْهُر عندهم . علىّ عليه السلام لا أدعُ الحجَّ ولو أنْ أتَزَرْنقَ وروى : ولو تَزَرْنَقْتُ
زرنق الزَّرْنَقَة العْيِنَة وهى أنْ يبيعَ الرجلُ شيئاً بأكثر من ثمنه سلفا . وفى حديث عائشة رضى الله عنها : إنها كانت تأخذ الزَّرْنَقة . وعن عبد الله بن المبارك رحمه الله تعالى : لا بأسَ بالزّرْنَقة وتَزَرَنْق الرجل إذا تَعَيَّن . ومعناها الإخفاء لإن المسلفَ يَدُسُّ الزيادة تحتَ البيع ويخفيها من قولهم : تزَرْنقَ فى الثياب إذا لَبسِها واستتر فيها وزَرْنَقَها غيره . ولا يبعد أن تزعم أن النون مزيدة وأنها من قولهم : انزرق فى الُجحْر بمعى اْنزَبق : إذا دخله وكمن فيه . وأصله زَرَقة بالرمح فاْنزَرق فيه الرُّمْحِ إذا نفد فيه ودخل . ولا بد من إضمارِ الفعل قبل أنْ لأن لو مما يطلب الفعل . وقيل : معناه : ولو أنَ أستقى وأَحجّ بأجرة الاستقاء من الزُّرْنُوقَيْنِ وهما منارتان تبنيان على رأس البئر وعودان تُنْصَبَ عليهما البكرة ويقال لهما القَرنَان والمُزِرْنق الذى ينصبهما . أبو ذُرّ رضى الله تعالى عنه قال فى علىٍّ عليه السلام : زرُّ الدّين . أى قوامه من قولهم للعُظَيْم الذى تحت القَلْب : زِرّ لأنه يشدُّه ويقِيُمه ولمن يحسنُ رِعية الإبلِ : إنه لزِرّ من أزرارها ولحدَّىِ السيف زِرَّاه وللذى يدخل فيه رأس عمود وسط البيت : زِرّ . ومأخذُ كل ذلك من زِرّ القميص لأنه آلةُ الشّد . ابن مسعود رضى الله عنه إن موسى عليه السلام أتى فرعون وعليه زُرْمَانِقَة
زرمق هى جُبة الصوف كلمة أعجمية

- أبو هريرة رضى الله عنه ويْلٌ للعرب من شّرٍ قد اقترب ! ويل للزّرْبِيَّة
زرب قيل : وما الزّربَّية ؟ قال : الذين يدخلون على الأُمَراء فإذا قالوا شّراً أو قالوا شيئاً قالوا : صَدَقْتَ . شبّهم فى تلونهم بالزّرَّبية واحدة الزّرَابى وهى القطُوع الحيْرية وما كان على صَنْعَتها . وعن المُورّج أنها فى الأصل ألوانُ النبات إذا اصفّرتْ واحمرّت وقد ازْرَابَّ النَّبتُ فسّميت بها البسط تشبيها وفيها لغتان : كسر الزاى وضمها . وعن قطرب الزّربّى مكسوراً بلا تاء . أو شبهَّهم بالمنسوبة إلى الزّرْبِ وهى الغنَم فى أنهم ينقادون للأمراء ويمضون على مشيئتهم فِعْلَ الغنم فى انقيادها لراعيها واستيساقها له . وفى الزرّب لغتان : الفتح والكسر . الد ولّى رحمه الله تعالى لقَى ابن صَديقٍ له فقال له : ما فعل أبوك ؟ قال : أخذتهُ الحمَّى ففضخته فَضْخاً وطَبَخْته طَبَخِاً وتركته فَرخا قال : فما فعلت امرأتُه التى كانت تُزَارّه وتُمَارّه وتشارّه وتهاّره ؟ قال : طلَّقها فتزوَّج غَيرها فحظيت عنده ورَضِيت وبَظِيت قال أبو الأسود : فما معنى بَظيِت ؟ قال : حرفٌ من اللغة لم تَدْرِ من أى بَيْضٍ خرج ولا فى أى عُشٍ دَرَج ! قال : يابنَ أخِى لا خيَر فيما لم أَدِرْ !
زرر المُزارَّة : من الزّر وهو العضّ وحمار مَزِرَّ . المُمَارَّة : أن تلتوىَ عليه وتخالفه من أمَرّ الحبلَ إذا شدَّ فتلَه . والمُهَارَّة : أن تهرّ فى وجهه . يمكن أن يُقال فى بَظِيت : إنه وصف لها بحُسْنِ الحال فى بَدَنِها ونِعْمَتها من قولهم : لحمة خَظٍ بَظٍ لغة فى خَظاً بَظاً كما قالوا : دَو ودَوًى وأرض عَذَبِةٌ وعَذَاة وإن كان الأكثرُ فيه أن يُسْتَعمل على سبيل الإتباع فقد حكى الأصمعىّ عن قوم من العرب إفراده وأنهم يقولون : إنه لبظا . عكرمة رحمه الله تعالى قيل له : الجُنُب يغتمس فى الزُّرْنُوق أيُجْزئه من غُسْلِ الجَنَابة ؟ قال : نعم

زرنق هو النهر الصغير عن شمَر وكأنه أراد جدول السانى سُمّى بالزُّرْنوق الذى هو القَرْن لأنه من سببه لكونه آلة الاستسقاء . فى الحديث كان الكَلْبِىَ يُزُرّفُ فى الحديث
زرف قال الأصمعى : سمعتُ قرة بن خالد السدوسى يقول : كان الَكْلبّىِ يُزَرّف فى الحديث فقلت له : ما التزريف ؟ قال : الكذب . يقال : زُرّف فى الحديث إذا زاد فيه وزلّف مثله وإذا ذرع الرجل ثوباً فزاد قالوا : قد زَرّفْتَ وزلّقْت وَزّرفَ على الخمسين إذا أربى عليها ومنه الزّرافة . زريبته فى ضل . زرنب فى غث . الزَّرب فى هن . الزرافات فى ين . الزاى مع العين النبىّ صلى الله عليه وآله وسلم نهى أن يَتَزَعْفَر الرجل
زعفر وهو التطّلى بالزّعفران والتطّيب به ولُبْس المصبوغ به وزَعْفَر ثوبَه ومنه قيل للأَسد : المُزَعْفَر لَضْربِ وَرْدَتِه إلى الصُّفْرة . قال عمرو بن العاص رضى الله عنه : أرسل إلىّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أن اجمع عليك ثيابَك وسِلاَحَك ثم ائتنى فأتيتهُ وهو يتوضّأ فقال : يا عَمْرو إنى أرسلتُ إليك لأبعثَك فى وَجْهٍ يُسّلمُك ويُغنَمّك وأزَعْبُ لك زعْبة من المال . فقلت : يا رسول الله ما كانت هِجْرِتى للمال وما كانت إلا لله ولرسوله . فقال : نعَّما بالمال الصالح للرجل الصالح
زعب الزُّعْبُ والزَّأْبُ والزَّهْبُ أخوات معناها الدَّفع والقسْم ومنه تَزَعَّبُوا المال وتَزَهَّبُوه وتأزّنوه على القلب إذا توزَّعوه والزَّعْبة بناءُ الَمرة ويقال للمدفوع : الزَّعْبة والزّهبة أيضاً والزَّعْب والزَّهبُ . ما فى نعما غير موصولة ولا موصوفة كأنه قيل : نعم شيئاً وفى نعم هاهنا لغتان :

- فَتْح النون وكسرها والعين مكسورة ليس إلاّ لئلاَّ يلتقى ساكنان والباء مزيدة مثلها فى كفى بالله . ذكر أيُّوب عليه السلام فقال : كان إذا مرّ برجلين يَتَزَاعمان فيذكران الله رَجعِ إلى بيته فيكفّر عنهما
زعم أى يتحّدَثِان بالزَّعمات وهى ما لا يُوثقُ به من الأحاديث ومنه قولهم : زَعُموا مطيةُ الكذب . وقال أبو زيد : رجل مزاعم لمن لا يُوثق به من الشاةِ الزَّعُوم وهى التى يجهل سمنها . فيذكران الله أى على وجه الاستغفار وهى صفة المُؤْمن إذا فَرّط . قال الله تعالى : وَالذَّيِنَ إذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفْسَهُمْ ذَكَرُوا الله فَاْسَتْغفْروُا لذُنُوبِهْم . عَمْرو بن ميمون رحمه الله تعالى إِيَّاكم وهذه الزَّعانيف الذين رغَبِوا عن الناس وفارَقوا الجماعة
زعنف قال المُبردَ : الزَّعِاَنف : أصلها أجنحة السَّمَك فقيل للأدعياء : زعانف لأنهم التصقوا بالصميم كما التصقت تلك الأَجنحةُ بعظَم السمك . وأنشد لأوْسِ بن حَجَر : ... فما زال يَفْرىِ البيدَ حتى كأنَما ... قَوَائِمُه من جِانَبيْه الزعانِفُ ...
والواحدة زِعْنِفة والياء فى الزعانيف إشباع كسرة وأكثر ما يجىء فى الشعر . يَزْعَبُها فى عذ . زعيم فى ذم . الزاى مع الغين حُمَة زُغر فى زو

- الزاى مع الفاء النبى صلى الله عليه وآله وسلم صنع طعاماً فى تزويج فاطمة عليها السلام وقال لبلال : أدْخِلِ الناسَ علىَّ زُفّةً زُفّةً
زفف أى زُمرة بعد زُمْرةٍ سمَّيت لزفيفها وهو إقبالها فى سرعة . ابن عمر رضى الله عنهما إن الله أنزل الحق لُيذْهِبَ به الباطَل ويُبطل به اللعب والزَّفْن والزّمارات والَمزَاهِر والكِنّارات
زفن الزَّفْن : الرَّقص وأصله الدَّفع الشديد والرّكل بالرجل يقال : زَبَنَة وزفنة وناقة زَبُون وزَفُون إذ دفعت حالبِهَا برِجْلها عن النضر . وفى حديث عائشة رضى الله تعالى عنها : قدم وفُد الحبشة فجعلوا يَزْفُُنون ويلعْبون والنبى صلى الله عليه وآله وسلم قائمٌ ينظر إليهم فقمتُ أنا مستترةً خَلفْهَ فنظرتُ حتى أعييتُ ثم قعدتُ ثم قمتُ فنظرتُ حتى أعييتُ ثم قعدتُ ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قائمٌ ينظرُ فاقْدُروا قَدْرَ الجاريِة الحديثة السنّ المشتهية للنظر . أى قِيسوا قياسَ أمرها وأنها مع حداثتها وشهوتها للنَّظر كيف مسَّها اللغوبُ والإعياء رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم قائمٌ ينظرُ لم يمسّه شىء من ذلك . الزَّماَّرَةَ : ما يُزمَّرُ به كالصفَّارة لما يُصْفَر به والقَدّاحة لما يُقْدحَ به . الِمزْهَر : المعزف من الازدهار وهو الجَذَل يقال للجذلان : مُزْدِهَر وَمزْدَحِر لأنه آلة الطرب والفرح ولازدهار : افتعال من الزّهرة وهى الحُسْنُ والبَهْجَة لأن الجَذْلان مُتَهّلل الوجه مُشْرِقُه . الكنَّارة : العودة وقيل . الطّنبور وقيل : الدُّف وقيل : الطبل وهى فى حسبان أبى سَعِيد الضَّرير . الكِبارات : جمع كِبار جمع كَبر كجمل وجِمال وجِمالات وهو الطبَّل . وقيل هو الطَّبلُ الذى له وَجْهٌ واحد . ويجوزُ أن يكوَن الكنّارة من الكَرِاَن على القلب وهو العود والكَرِينة : المغنيّة

- عائشة رضى الله تعالى عنها بلغها أن أُناساً يتناولَون من أبيها فأرسلت إلى أَزْفَلَةٍ منهم فلما حضرُوا قالت : أبى والله لا تَعْطُوه الأيْدى ذاك طْودٌ منيف وظلٌّ مَدِيد . نجحَ إذْا أكَدِيَتم وسَبقَ إذْ ونَيْتُم سْبقَ الجوادِ إذا استولى على الأَمَد فتى قريش ناشئاً وكَهْفها كَهلاً يفكُّ عاِنيها ويَريش مُمْلقَها ويَرْأبُ شَعبْها حتى حَلِيَتْه قلوبها ثم اسْتَشْرىَ فى دينه فما بِرحَتْ شكيمتهُ فى ذاتِ الله حتى اتَّخذ بفنَائه مسجداً يُحْيى فيه ما أمات المُبْطلون وكان وقِيذَ الجوانح غَزيَر الدَّمعة شِجىَّ النشَّيِج فانْصَفَقتْ إليه نِسْوانُ مكة وروى : فأَصْفَقَتْ وولدْانَها يَسخروُن منه ويستهزئونَ . فالله يُستهزىء بهم ويمدُّهم فى طُغْيانَهِم يَعْمَهُون . وأكبرَتْ ذلك رِجالاتُ قُريش فحنَتْ له قِسِيهّا واْمَتَثلُوه وغَرَضا فما فَلُّوا له صَفَاةً ولاقَصَمُوا له قَناةً وروى : ولاقَصَفُوا حتى ضربَ الحقُّ بَجرانِه وألقْى برْكَه ورَسَتْ أوتادهُ ودخل الناسُ فيه أرْسَالا . فلما قَبضَ الله نبيَّه ضرب الشيطانُ رَوْقَه ومدَّ طُنبه ونصبَ حَبَائلَه وأجلب بَخْيِله ورَجْله وظَّنتْ رجالٌ أنْ قد أكْثَبَتْ نُهزَهُا ولاَتَ حينَ الذى يَرجْوُنَ وأَنَّى والصّديّق بين أظهرهم فقام حاسراً مُشمّراً قد جمع حاثَيِتَيْه وضَمّ قُطْريَه فردَّ نَشَر الإسلام على غرّه وأقام أودَهَ بثقِافَه فابذَعرّ النّفاَقُ بوَطْأتَه واْنتَاشَ الدّينُ بنَعْشِه حتى أرَاحَ الحقَّ على أَهْلِه وقرَّرَ الرءوسَ على كواهلها وحقن الدّمَاء فى أهُبِها ثم أتته منيَّته فسدّ ثُلْمَتَه بنظيره فى المرْحَمَة وشقِيقه فى المَعْدلَة . ذاك ابنُ الخطَّاب لله أمٌّ حَفَلتْ له ودَرَّتْ عليه ! لقد أوْحَدتْ به ففنَّخَ الكَفَرة ودَيّخها وشردّ الشّرْكَ شَذَرَ مَذَرَ وبَعجَ الأرْضَ وبخَعَها فقاءَتْ أُكْلهَا ولفظَت خَبِيثها تَرْأُمُه ويَأْباها وتريدهُ ويَصْدف عنها ثم وزّع فيها فَيْئَها ثم تركها كما صحبها . فأرونى ما ترتأون وأىّ يومى أبى تَنْقِمون ؟ أيوم إقامِته إذ عَدَل فيكم أم يوَم ظعْنه فقد نظر لكم ؟ أقول قولى هذا وأستغِفر الله لى ولكم
زفل الَأْزفَلةَ والأَجْفَلةَ والأَزْفَلَى والأَزْفَلى : الجماعة يقال : جاءوا أَزْفَلة وأَجفْلة َوبأَزْفَلتَهم وأَجْفَلتهم . قال الشماخ يصف إبلا :

- . . يَهْوِينْ أزْفَلةً شَتّى وهنّ معا ... كِفْتيةٍ لرهانٍ إِذا نجوا غِيد ...
العَطْو : التناول . الطّوْد : الجبل الشاهق . من قولهم : بناء مُنطْادَ وهو الذاهبُ فى السماءٍ صُعدا . وقد طَوَّده تطويدا . يقال : نَجح فلان ونَجَحَتْ طلبته وأنجحه الله وأنَجَحِ طلبته ذكر الطلبة ولكنهم يختصرون وأنجح الرجل إذا نجحت طلبته كما تقول : أَقطفَ إذا قَطَفت دابته . الإكداء : الخيبة وأصله بلوغ الحافر الكُدْبِة ومثله الإجبال . المُملق : الفقير سُمّىِ لتجرّده من المال من المْلَقَةَ وهى الصخرةُ الملساء . أو لمِلَقَهِ لأهل اليَسَار كما قيل : مِسْكين لسُكونه إليهم . ورَيْشُه : تعهّده تشبيها لذلك بريش السَّهم . الشَّعْبُ : الصَّدْع وهو من الأضداد . استشرى : لجّ وتمادى . يقال : استشرى الفرسُ فى عَدْوهِ والبرقُ فى لمَعانَه وشَرِىَ مثله . شَكِيمته : أى جدّه وتصلّبه والشكيمة فى الأصل : حديدةُ الّلجام المعترضَةُ فى الفم التى عليها الفأس وهى التى تمنعُ الفرسَ من جِماحه فشُبه بها أنفةُ الرجل وتصلّبه . فى الأمور وما يمنعه من الهوادة وترك الجدّ والإنكماش فقالوا : فلان شديدُ الشكيمة لأنه إذا اشتدت تلك الحديدةُ كانت عن الجِماح أمنع واشتقّوا منها قولهم فى صفة الأسد : شَكِم وشَكَمْتُ فلاناً : إذا ألجمته بَعطَاء . وقَيِذ الجوانح : أى وقذ خّوف الله قلبه . النَّشِيج : أن يغصَّ بالبكاء مع صَوْتٍ ومنه نشيجُ الطَّعْنةَ عند خروج الدم والقِدْرِ

- عند الغَليان . وسميت مجارى الماء أَنشْاجَا لِقَسيب الماءِ . والشَّجَا : ما نشب فى الحَلقْ من غصة هَمّ . والمعنى أنه كان شجياً فى نشيجه ونحو هذه الإضافة قولهم : ثابت الغَدر . انْصفَقَ : مطاوع صَفَقَه إذا ضربه وصَرَفه قال رُؤُبة : ... فما اشْتَلاَهَا صَفْقُهُ للمنصفقْ ...
يعنى صرفهم إليه صارفُ التلهّى والسُّخْرية فسارعوا إليه . وأصْفَق من أصفق القوم على كذا إذا أجمعوا عليه أُخِذ من الصَّفْقَة فى المبايعة كأنهم تبايعوا على ذلك يعنى مضوا إليه بأجمعهم . اْمتَثَلوُه غَرِضَاً أى نصبوه من المِاثل وهو المُنتْصَب . القَصْمُ والقَصْفُ : الكسر . الضرْبُ بالجِران : الثبات والإقامة مستعارٌ من بُرُوكِ البعير . الرَّوْق : الرَّوَاق وهو ما بين يدى البيت . قال ذو الرمة : ... لكلتيهما رَوْقٌ إلى جنْب مْخِدَعِ ...
الإكْثَابُ : القُرْب وأصله فى الصيد إذا أمكن من كاثبه . النُّهزَ : الفُرَص . القُطْرُ والحاشية : الجانب وضَمّ القطرين عبارةٌ عن التحزّم والتشمّر لتَلاَفِى الأمر . غَرُّ الثوب : مَطْواهَ وفى كلام رؤبة : اطوه على غُروره . يُريد أنهرَدَّ ما انتشر من الإسلام إلى حاله

- ابَذَعَّر : تفَّرق . الانْتياش : الاستِنْقاذ وهو افتعال من النَّوْش ومعناه أن يتناوله ويَنْتزِعَه من الهلكة . ويصدق ذلك قوله : ... باتَتْ تَنُوشُ العَنقَ اْنَتِياشا ...
النعَّشْ : الرَّفعْ والإقامة من الَمْصرَع . والإنتعاش خطأ الإراحة : مأْخُوذَةٌ من إرواح الراعى الإبل على أهلها . قال أبو عبيدة يقال : هم أهل مَعْدَله بفتح الميم والدال أى أهل عَدْل كما يقال : مَخْلقَة لذلك ومَجْدَرةٌ . حفلت : جَمَعْت اللَبن فى ثَدْيها وهى حَافِل وهنّ حفَل وحفَل الوادى : كثر سَيْلُه . أوْحَدَت به أى جاءت به واحداً بلا نظير من أوحدث الشاة إذا أفذّتْ . ويقال : أوحده الله أى جعله مُنقْطَع الِمْثل . فَتَّح ورَنّخ : أخوان وهما التذليل . وديَّخ ودَوَّخ مِثلاهما . شَذَرَ مَذَر أى متفرقا . هما اسمان جُعِلا واحداً وشَذَر من التشذّر ومَذَر ميمه بدل من باء من التَّبذْير وهذا ونظائره متوفَّر عليها فى كتاب المُفصّلَ . بَعَجَ : شقَّ . بَخعَ الأرض : نَهكها بالَحْرث . أكْلَها : بذرها أى أكلت البذر وشربت ماء المطر فقاءت ذلك حين أنبتت . الخَبىء : المخبوء يعنى ما خُبىء فيها . ترأمه : تعطف عليه رِئمانَ الناقة على ولدها . تَزْفر فى مر . أزْفله فى سد . يُزَفّ فى حل . المزفّت فى دب الزّافرِيّة فى صع

- الزاى مع القاف النبى صلى الله عليه وآله وسلم قال أبَو جهَل : إنَ محمداً يخوّفنا بشجرة الزَّقُّوم هاتوا الزُّبْدَ والتَّمْر وتَزقَموا . وروى : إنه لما أنزل الله تعالى قوله : إنّ شجرةَ الزّقُّوم طعامُ الأثيم . لم تعرف قريشٌ الزَّقُّوم فقال أبو جهل : إن هذه لشجرة ما تنبتُ فى بلادنا فمن منكم يعرف الزَّقُوم فقال رجل من أهل إفريقية قَدم من إفريقية : إنّ الزَّقُّوم بلغة أهل إفريقية هو الزّبدُ بالنَّمر فقال أبو جهل : يا جارية هاتى لنا زُبْداً وتَمْرا نَزدَقِمه . فجعلوا يأكلون منه وتزقموَّت ويقولون : أبهذا يخوّفنا محمد فى الآخرة ؟ فبّين الله مرادَه فى آية أخرى فقال : إنها شجَرةٌ تخرجُ فى أصْلِ الجحيم . طَلْعُها كأنهُ رءوسُ الشياطين
زقم الزقْم : الّلقم الشديد والشّرب المُفْرط . يقال : إنه ليزقم الُّلقم زقما جيدا . وبات يتزَّقم اللبن . والزّقُّوم فعّول من الزقم كالصّيُّور من الصّير وهو ما يزقم ألا ترىَ إلى قوله عز و جل : فإنهم لآِكلُون منها فمَالِئُون منها البُطُونَ . يأخذ الله تعالى السمواتِ والأرض يومَ القيامة بيده ثَم يتزَقَّفُها تَزقُّف اَلرُّمانَةِ
زقف التزقّف والتلقّف أخوان وهما الاستلاب والاختطاف بسرعة ومنه : إن أبا سُفْيان رضى الله عنه قال لبنى أمَّية : تَزقَّفُوها تَزقُّفَ الكُرَة وروى : تَلقَّفُوها يعنى الخلافة . وعن معاوية رضى الله عنه : لوبلغ هذا الأمرُ إلينا بنى عبد مناف تَزَقَّفْنَاه تزقُّفَ الأُكْرة

- هى الكرة قال : ... تبيت الفِراخُ بأكنافها ... كأنّ حواصلهنّ الأُكَرْ ...
وتزقُّف الكرة أن تأْخذَها بيدك أو بِفيِك بين السماء والأرضِ . علىّ عليه السلام قال سَلام : أرسلنى أهْلى إلى علىّ وأنا غلامٌ فقال : مالِى أَراَك مُزَقَّقا ؟
زقق هو من الزّق وهو الجِلدُ يُجَزُّ شعره ولا يُنْتَفُ نَتْفَ الأَديم . يعنى مالى أراك مَطْمُوم الرأس كما يُطَمّ الزّقّ ؟ ابن الزبير رضى الله تعالى عنهما قال : لما اصطفّ الصَّفَّانِ يوم الجَمَل كان الأشترَ زقَّفنَى منهم فائتخذنا فَوقَعْنَا إلى الأرض فقلت : اقتلونى ومالكا
زقف هى من الأزْدِقَاف بمعنى الاختطاف بمنزلة الخُلسْة من الاختلاس . الائتخاذ من الافتعال الذى بمعنى التفاعل كالاجتوار والاعتوار أى أخذ كلٌّ واحدٍ منا صَاحَبه . ومالكٌ هو اسمُ الأشتر والأشتر لقَب من شترة كانت بإِحْدىَ عينيه . وعنه : إنه دخل على عائشة رضى الله تعالى عنها فقالت : يا أَشْتَر أنت الذى أردتَ قَتْلَ ابن أخْتى وكان قد ضربه ضَرْبةً على رأسه . فقال : ... أعائِشَ لولا أننى كنتُ طاوياً ... ثلاثا لألقيتُ ابنَ أخْتِك هالكا ... غداةً يُنادِى والرماح تَنُوشُه ... بآخرِ صوتٍ اْقُتلُونى ومَالِكا ...
مزَققَّا فى طم الزاى مع الكاف النبى صلى الله عليه وآله وسلم عن ابن عُمَر رضى الله عنهما أن رسولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم فَرض زكاةَ الفِطْرِ صاعاً من تَمْرٍ أو صاعاً من شعير على كل حُرٍ أوْ عَبْد ذكرٍ أوْ أُنثى من المسلمين

- زكا صدقة الفطر زكاةٌ مفروضة إلا أن بينها وبين الزكاة المعهودة أن تلك تَجِب طُهْرةً للمال . وهذه طُهرْةَ لبدن المؤدَّى كالكفارة والزَّكاة فَعلَة كالصَّدقَة وهى من الأسماء المشتركة تُطْلَق على عَيْنَ وهى الطائفة من المال المزكَّى بها . وعلى معنىً وهو الفِعْل الذى هو التَّزكية كما أن الذكاة هى التذكية فى قوله صلى الله عليه وآله وسلم : ذَكَاةُ الِجنين ذَكَاةُ أمَّه . ومن الجهل بهذا أتىَ مَنْ ظَلَم نَفْسَه بالطَّعْنِ على قوله عزَّ وجلَّ : والذين هم للزَّكَاةِ فَاعِلْون . ذاهِباً إلى العَيْنِ وإنما المراد المعنى الذى هو الفِعْل أعنى التزكية وعليه قول أمية بن أبى الصلت : ... المطعمون الطعامَ فى سَنِة ان ... أزمَةِ والفاعلون للزَّكَوَات ِ ...
إياس بن معاوية رضى الله عنه كان يقال : أَزْكَنُ من إيَاس وزَكَنُ إياس
زكن الزَّكَن والإزْكَان : هو الفْطَنة والَحدْسُ الصادق وأن تنظرَ إلى الشىء فتقول : ينبغى أن يكون كذا وكذا . يقال : زَ كِنْتُ منك كذَا وزَ كَناً وزَ كَانة وزَ كَانَيةً وأكَنٌته . وقال أبو زيد : أزكنته الخبَر حتى زَكَنه أى فَهِمه . وفى كتاب سيبويه : وتقول لمن زَكِنْتَ أنه يريد مكة والله . وقال قعَنْبَ بن أُمّ صاحِب : ... ولن يُراَجِعَ قَلبْى وُدَّهُمْ أبداً ... زَكِنْتُ منهم على مِثْلِ الذى زَكِنُوا ...
ضمَّن زَكنَ معنى اطَّلعَ فعَّداه تعدَيته . وقد ذكرت زَكَنَ إياس في كتاب الُمسْتَقصْىَ وبعضَ ما حُكى عنه وهو قاضى عمر بن عبد العزيز استقُضى على البَصْرَة بعد الحسن بن أبى الحسن : رحمهم الله . الزاى مع اللام النبى صلى الله عليه وآله وسلم من أُزِلَّتْ إليه نعمةٌ فْلَيشْكرْها
زلل الزَّلَيلُ : نوع من انتِقال الجسم عن مكان إلى مكان فاستُعير لانتقال النعمة من المنعم إلى المنعَم عليه فقيل : زَّلتْ منه الى فلان نعمةٌ وأزَلها إليه . وقال الأصمعى : الإزلال : تقديم الأمر وقد أزل أمامه شيئاً . قال مُزَاحم :

أخافُ ذنوبى أنْ تعَدّ ببابه ... وما قد أزَلَّ الكاشحون أماميا ...
والحقيقه ما ذكرتُ . أُتى صلى الله عليه وآله وسلم بِبَدناتٍ خَمْس أو ستّ فطِفْقنَ يَزَدْلَفْن اليه بأَيَّتِهَّن يَبْدَأ فلما وَجَبَتْ لِجنُوبُهِا قال : من شاء فْلَيقْتطَعْ . وفي الحديث : قال عبد الله بن قُرْط : فتكلَّم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بكلمة خفّية لم أفْهَمْهَا أو قال : ام أفْقَهْهَا فسألتُ الذى يليه فقال : قال : مَنْ شاء فْليَقْتِطَع
زلف الْزدِلاف الاقتراب وسمى المُزْدلَفِ لأقترابه إلى الأَقْرَان وإقدامه عليهم وسميت الُمزْدَلَفِة لأنه يتقرَّب فيها
ومنه حديثه صلى الله عليه وآله وسلم : أنه كتب إلى مصُعْب بن عُمير وهو بالمدينة : انظر من اليوم الذى تَجَهَّزُ فيه اليهودُ لسَبْتِهَا ; فإذا زالت الشمس فازْدَلِفْ إلى الله فيه بركعتين وأخطب فيهما ومنه حديث محمد بنى علىّ عليهما السلام : مَالكَ من عَيْشِك إلاَ لذَّةٌ تَزْدَلفُ بِك إلى حِمَامك . فليقتطع : أى فْليَقْطَع لنفسه ما شاء وهى رُخصة فى الّنُّهبة إذا كانت بإذْنِ صاحبها وطيب نَفْسه كنهبة السكرَّ فى الأِعراس . أراد غُوَيْرثُ بن الحارث المُحاربىُّ أن يَفْتٍك به فلم يشعر به إلا وهو قائمٌ على رَأٍْسه ومعه السيفُ قد سلَّه من غِمْدِه فقال : اللهَّم اكْفِنِيه بما شئتَ . قال : فانكبَّ لوجهه من زُلَّخِة زُلّخَهَا بين كِتفَيه ونَدَرَ سَيْفُه
زلخ الزُّلخةَ : وَجَعٌ بأخذ فى الظهر حتى لا يتحركُ الإنسانُ من شدَّته . يقال : رماه الله بالزّلخَّة . قال الراجز : ... كأنَّ ظَهْرى أَخَذَتْه زُلخَّةْ ... لَمَّا تمطى بالَفِرىّ الِمْفضَخَةْ ...
والدّلو الفاضخة أى العاسرة . وزلخَّة الله بالزَّلَّخة أَى أَصابه بها . فأُوصل الفعل إليها بعد حَذْف الجار كما يقول :

- اختِير الرجال زيداً واشتقاقها من الزَّلْخ وهو الزَّلْق لأنها تملّس الظَّهرَ وترققّه . قال أبو عمرو : يقالُ : زَلَّخَ الدهرُ ظهرى إذا مَلسّه ورَقَّقه . علىّ عليه السلام رأى رجلين خرجا من الحمام مُتزَلَقّين فقال : مَنْ أَنتما ؟ قالا : مِنَ المهاجرين قال : كذبتما ولكنكما من المُفَاخرين
زلق قال أبو خَيِرة : المتزَلّق من الناس : هو الذى يَصْبُغُ نفسه بالأدهان ويقال : تزلَّقى أيتها المرأة وتزّيقى أى تَزَينىَّ . أبو ذَر ّرضى الله تعالى عنه مرّ به قومٌ بالرَّبَذَة وه مُحْرِمون وقد تَّزلعت أيديهم وأرجلهم فسألوه : بأىّ شىِء نداويها ؟ فقال : بالدُّهن
زلع التَّزَلُّع والتسلّع : التشفِق قال الراعى : ... وغَمَلى نَصّى بالِمتَان كأنَّهَا ... ثَعالِبُ مَوْتَى جِلْدُها قد تَزَلَّعَا ...
رخَّص للمُحْرمِ فى الدّهن وأراد غير المطَّيب . سعيد رحمه الله تعالى ما ازَلْحَفَ ناكحٌ الأَمَة عِن الزّنا إلا قليلاً لأن الله تعالى يقول : وأَنْ تَصْبِرُوا خْيرٌ لكُمْ
زلحف يقال : ازْحَلفَّ عن كذا وازْلَحفَّ إذ تنحىّ . وازَلحفَّ من ازحلَفَّ كاطمأن من اطأمن . لقولهم : زحْلفْته فتزَحْلفَ . كما قالوا : طامنه فتطامن وزعموا أن الورايةَ بتخفيف الفاء وهى من أوضاع العربية على مراحل والصوابُ : ازْلَحفَّ كاقشعرّ أَو ازَّحْلَفَ على أن الأصلَ تَزلْحفَ قلبُ تَزَحْلفَ فأُدْغِمت التاءُ فى الزاى . ازلّم فى رج . كالزّلفَةَ فى نغ . المزدلف فى نس . المزالف فى را . مزلة فى دح . بالأزلام فى به الأَزْل فى ال

- الزاى مع الميم النبى صلى الله عليه وآله وسلم نَهىَ عن كَسْب الزَّمَّارة
زمر هى التى تَزْمُر . وقيل هى الزَّانيةُ . ولا يخَلو من أن يكونَ من زمرتُ فلانا بكذا وَزَمَجْتِه إِذا أغريته عن الأصمعى . لأنها تُغِرْى الرجال على الفاحشَة وتُولِعُهم بالإقدام عليها . أو من زَمَر الظبى زَمَرَاَناً إذا نقز عن أبى زيد لأن القِحاب موصوفات بالنَّزَق كما أنَّ الحواصن يُوصَفْنَ بالرَّزَانة
زمج أو من زَمَر الِقْربَة وزَمَجها إِذا ملأها لأنها تملأ رحِمها بنطفٍ شَتّى أو لأنها تعاشر زُمَراً من الناس . ومن قال : الرَّمازةَ فقد جعلَها من الرَّمْزِ لأن عادة الزَّوابِى التقحّب والإيماض بالعينين والشَفَتْين وقال الأخطل : ... أحَاِديثُ سَدَّاهَا ابنُ جُدْرَاء فَرْقَدُ ... ورَمَّازَة مالتْ لمن يَسْتِميلهُا ...
ويجوز : أن تُجعْل من رمز وارتمز بمعنى زَمر إذا نقز . قال فى شهداءِ أُحُد : زَمّلوُهم فى دمائهم وثيابهم
زمل أى لُفُّوهم يقال : زَمّلة فى ثيابه فتزمّل وازمَّل . لازِمَامَ ولا خِزاَمَ ولا رَهْبانَّية ولا تَبتَل ولا سياحةَ فى الإسلام
زمم أراد ما كان بنو إسرائيل يفعلونه من زَمّ الأُنوف وخَرْق التَّراَقى . والرَّهْبانَّية فِعْل الرُّهبان من مُوَاصَلة الصَّوْم ولبس المُسُوح وَتْركِ أَكْلِ اللحم وغير ذلكِ وأصلها من الرَّهْبَة . والتبتّل : ترك النكاح من البَتْل وهو القَطْع . وعنه صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال لعكَّاف بن وَدَاعة الهلالى : يا عكَّاف ألك امرأة ؟ قال : لا قال فأنتَ إذَنْ من إخْوَانِ الشياطِين إن كنت من رُهْبَان

- النصارى فالحقْ بهم وإن كنت مِنَّا فمن سُنِتَّنَا النكاحُ . والسّياحَة : مفارَقَةُ الأمصار والذهاب فى الأرضِ كفِعْل عُباَّد بنى إسرائيل . أراد أن الله تعالى وضَع هذا عن المسليمن وبعَثه بالحنيفية السَّمْحِة السَّهلة . تلا القرآن على عبد الله بن أبى وهو زَامٌّ لا يتكَّلمُ
زمخ زَمَخ بأنفه وزَمَّ به فهو زِامخ وزَامّ إذا شمخ به كبرا ومنه : حمل الذئب السَّخْلة زَامَّا بها أى رافعا رأسه . ويجوز أن يكونَ من زممت القومَ إذا تقدمتهم تقدّمَ الزّمام . وَزَمْمتُ بالناقة سير الإِبل أى كانت زمامَ الإبل لتقدمها قال ذو الرُّمة : ... مَهْرَّيةٌ بازِل سير المطىَّ بها ... عشية اَلخِمْسِ بالمَوْمَاةٍ مَزْموم ...
يعنى أنه جاعل ما تُلِىَ عليهَ دَبْرَ أذنه ورواءَ ظهره قلة احتفالٍ بشأنه فكأنه تقدَّمه وخلَفه . سمع صوتَ الأشعرى وهو يقرأ فقال : لقد أوُتى هذا من مَزامَيِرآل داود . قال برُيدْة : فحَّدْثتُه بذلك فقال : لو علمت أنَّ نبىّ الِله استمع لقراءتى لحَّبْرتُها
زمر ضرب المزامير مثلا لحُسْنِ صوتِ داود عليه السلام وحلاوةِ نغمته كأنَّ فى حلَقْه مَزاَمِير يَزْمُر بها . والآل مقحم : ومعناه الشخص . ومثله ما فى قوله : ... ولا تَبْكِ ميتا بعد ميت أجَّنهُ ... بَلىِ وعباسٌ وآلُ أبى بكر ...
التحَّبْير : التَّحْسِين وكان طُفَيل الغنوىّ فى الجاهلية يدعى المحبّر لتحَسْينه الشعر . أبو الدرداء رضى الله تعالى عنه سلونى فوالذى نفسى بيده لَئِنْ فَقَدْ تُمُونى لتفقدُنَّ زِمْلاً عظيماً من أمَّةِ محمد صلى الله عليه وآله وسلم
زمل الزّمْل والحِمْل أخَوان . وقد ازْدَمَله إذا احتمله . يريد أن عنده علما جَمّاً فمثل نفسْهَ فى رَجَاحَتهِا فى العَلم باْلوِقْر العظيم

- عبد الله بن روَاحة رضى الله عنه غَزا معه ابنُ أخيه على زَامِلَةٍ فأَحْرَقَتْه الحقيبةُ فقال له : لعلّك ترجعُ بين شَرْخَى الرحَّلِ . الزَّاملة : البعيرُ الذى يُحْمَلُ عليه الطعام والمتاعُ كأنها الحاملة . من الزّمْلِ . شَرْخَا الرَّحْلِ : جانباه . أراد : أستشهدُ فترجع راكباً رَاحِلتى على رحلها فتستريح مما أنت فيه . سعيد بن جُبير رضى الله عنه أتى به الحجاج وفى عُنُقِه زَمَّارَة . هى الساجوُر سُمّى بذلك لتصويته قال : ... ولى مُسْمِعَان وزَمَّارةٌ ... وظِلٌّ مدِيدٌ وحِصْنٌ أَمَقْ ...
زمر هذا بيتُ مسجونٍ ألغْز بالمُسِمَعين عن الَقْيدَين لأنهما يُغّنيانَه إذا تحركا وبالزّمَارَة عن الجامعة . وبالظلّ المديد عن ظُلمة السجن : وبالحصْن الأَمقّ وهو الطويل فى السماء الممّرد عن حَصَانة السّجن ووثاقة بُنْيانَه وأنه لا سبيلَ إلى المخْلَصِ منه . الزمع فى به . زميل فى ذف . وازمتهم فى فك وفى مغ . مُزمهّر فى دع . الزمارات فى زف . مزمَّرا فى سم . الزاى مع النون
النبىّ صلى الله عليه وآله وسلم نهى أن يُصّلىَ الرجلُ وهو زَنَاء
زنَأ هو فى الصفات نظير بَرَاء وجَواَد وجَبَان وهو الضَّيْقُ يقال : مكان زَنَاء وبِئْر زَنَاء وِظلُّ زَنَاء أى قالصٌ . وقد زَنَأ الظّلُّ قال الأخطل : ... وإذا قُذْفِتُ إلى زَناءٍ قَعْرُها ... غَبْراَءَ مُظْلِمةِ من الأَحفَاِر

- وقال ابنُ مُقْبِل : ... وتُدْخِل فى الظلّ الزَّناء رُءوسَها ... وتحَسبُها هيماً وهُنَّ صَحَائحُ ...
وقال آخر : ... تناهَوْا بنىَّ القِدَاحَ والأمرُ بيننا ... زَنَاءٌ ولما يَغْضُبِ اُلمَتَلمّ ...
أى مُقارب فاستعير للحاقن لأنه يضيق ببوله . دعاه صلى الله عليه وآله وسلم رجل فقّدم إليه إهالة زَنَخِةٍ فيها قَرْعٌ فجعل النبىُّ يَتَتَبَّع الَقْرعَ وبأْكُله
زنخ سَنَخ وَزِنخ : إذا تغَّير وفسد والأصل السين والزاُى بَدَل وأصله فى الأسنان إذا ائتكلت أَسْناَخها وفَسدَت . يقال سَنِخت أسنانهُ كما يقال : يَدِىَ الرجل إذا شَلتَّ يده . وظَهِر إذا اشتكى ظَهْرَه . كان صلى الله عليه وآله وسلم لا يُحِبُّ من الدنيا إلا أزْنَأَهَا . أى أضيقها وأقلّها . وفَدَ عليه صلى الله عليه وآله وسلم بنو مالك بن ثَعْلَبة فقال : من أنتُم ؟ فقالوا : نحن بَنُو الزّنْيَة . قال : بل أنتم بنو الرّشْدةَ أحلاسُ الخيل . قال أبو عمرو الشيبانى :
زنى الّزْنيةَ بفتح الزاى وكسرها : آخرُ ولدِ الرجل . ويقال لبنى مالك بن ثعلبة بنو الزّنيْة من هذا . وقال محمد بن حبيب : الزّنية والعِجْزةَ : آخُر ولد الرجل والمرأة . قال : ومالك الأصغر يقال له الزّنَية وذلك أن أمّه كانت ترقّصُه وتقول : وابأبى زنيةُ أمه . وقال بعضهم : ... نحنُ بنى الزْنَيِة لا نَفّر ... حتى نَرَىَ جمَاَجَماً تَخِرّ ...
وإنما قال النبى صلى الله عليه وآله وسلم ذلك رَبأً بِهم عما يُوهم نقيضَ الرّشْدَةِ

- على عليه السلام قال ابنُ عباس : ما رأيت رئيساً مْحِرَباً يُزَنُّ به لرأيْتهُ يوم صِفّين وعلى رأسه عِمامةٌ بْيضَاء وكأنَّ عينيهِ سَراجاً سِليط . وهو يُحْمِش أصحابَه إلى أن انتهى إلىَّ وأنِا فى كَثْفٍ فقال : يا معشرِ المسلمين اسْتَشْعرُوا الخَشْيَة وَعنُّوا الأصْوَات وتجْلبَبُوا السكينَة وأكْملوا اللُّؤَم وأخِفُّوا الجُنَن وأقْلقُوا السيوفَ فى الغُمْد قبل السَّلَّة وَالْحُظوا الشَّرْرَ واطْعَنُوا الشَّزرْ والنتر أو اليَسْر وناَفِحُوا بالظُّبى وصِلُوا السيوفَ بالخُطاَ والرماحَ بالنَّبل وامشوا إلى الموت مِشية سُحُجاً أو سَجْحاء . وعليكم الروَاقُ المطنَّب فاضربوا ثَبَجه فإن الشيطان راكد فى كِسْره فافخٌ حِضنَيْه مُفْتَرِشٌ ذرِاَعيْه قد قدَّمَ للوَثْبِة يَداً وأخرَّ للنكوص رِجْلاً
زنن يُزنُّ به : أى يتّهم بمشاكلته . السَّلِيط : الزَّيْت قالَ الْجْعدى : ... يُضيئُ كَضْوءِ سَراج السلي ... ط لم يَجْعَلِ اللهُ فيه نُحَاسا ...
ومنه قيل للحُجة السُّلطان لإنارتها . يُحْمشهم : يحضّهم ويُغضبهم من إحماش النار وهو إلهابُها . الكَثْفُ : الجماعة من التكاثفْ . التَّعْنية : الَحبْس ومنها العانى يريد أخفُوا أصواتكم واخفتُوها . اللُّؤمَ : جمع لأَمْة وهى الدّرْع لالتِئامها . أَخفُّوا : اجعلوها خَفِافا . أَقْلقُوا : حَرّكوها لئلا يتعسَّر عليكمَ سلُّها عند الحاجة إليها . لْحَظ الشزر : النظر بمؤخر العَيْن وهو نظر المُبِغض وذلك أهيب . والطَّعْن الشَّزْر : عن اليمين والشَّمال . والَيسْر : حِذَاءَ الوجه

- والنَّبْر بالباء والتاء : الخَلْس . صِلُوا السيوف بالخُطَا أى إذا قصرت عن الضَّرائب تقدمتم حتى تلحقوا . والرّماَحَ بَالنّبل أى إذا قصرت الرّماح عن المطعونين لبُعدْهم فارمْوُهم . المِشية السّجُح كالناقة السّرح وهى السهلة . قال حسان : ... دَعُوا التَّخَاجُوءَ وامْشُوا مِشْيَةً سُجُحاً ... إنّ الرجالَ ذَووُ عَصْبٍ وتَذْكيِر ...
السَّجْحَاء : تَأْنيث الأَسْجح وهو السَّهْلُ . الثّبَج : الوسط الكِسْر : الجانب النَافِج : المفرج . الحِضْنَان : الَجنْباَن . قَدّمَ للوَثْبةَ يَدا يريد إن أصاب فُرْصَةَ وثَب وإن رأى الأمر على من هو مَعه نكَصَ وخلاَّه . أبو هُريَرة رضى الله تعالى عنه ذكر المَزْنُوقَ فقال : المائل شِقّه لاَ يذْكر الله
زنق هو من الزَّنَقَة وهى ميل فى جدارِ فى سكةٍ أو عُرقُوب واد ومنها قولهم : زَتَقْت الفرس إذا جعْلت الزّناقَ وهو حَلقْة فى اُلجَليْدة تحت حَنكة الأسفل ثم جعلت فيها خيطاً تشدّه برأسه تكسر بذلك جَمِاحة وتميله إلى أن يَسْلْسَ وينقاد . والزّنَاق أيضا : الشّكال فى قوائمه الأربع . وقد زَنَقْتهُ . وفى حديث الآخر أنه قال فى ذكر يوم القيامة : وإن جهنم يقادُ بها مَزْنُوقَة . أى مربوطة بتلك الحَلقْة . كعب رحمه الله تعالى قال لصالح بن عبد الله بن الزبير وهو يعمل زَنْداً بمكة : أشدد وأوثِق فإِنا نجدُ فى الكتب أن السيول ستعظم فى آخر الزمان
زند الزَّندْ : المُسَنَّاة من خَشَبٍ وحِجَارة يضَمُّ بعضُها إلى بعض . ولعلها سميت

- زنَداً لأنها تُعْقَد عقداً فى تضامّ من قولهم لَمْعَقد طرف الذراع فى الكف زَنْداً وللبخيل : إنه لزَنْد مَتين ومُزَنَّد أى شديد ضَيّق ; كما قبل له شديد ومتشدّد ولدرْجَةِ الناقة زَندّ لأنها خرقةٌ تَلفُّ وتُدْرَج أرداجاً . قال : ... أبنَىِ لبُيَنْى إنَّ أمّكُمُ ... دَحَقَتْ فَخّرق ثَفَّرهَا الزَّنْدُ ...
ويعضد ذلك تسميتهم إياها ضَفيرة من الضَّفْر وعَرماً من العَرَمِة وهى الكُدْس المتكاثف . وقيل رَبَداً أى بناءً من طِين . والرَّبدَ : الطّين والرَّباَّد : الطّيان بلغه اليمن . وخطب رجلٌ من النافلة إلى حى من اليمن امرأة فسأل عن مالها فقيل : إن لها بيتا ربَدً وكَدَّا وحَفْصاً ومْلكَداً . فظنَّ أنها أسماء عَبيدٍ لها وإماء فرغب فلما دخل بها وتَعَرَّفَ الَخبر فإذا هى جَرَّةٌ وهى الكَدُّ وجُوَالق وهو اَلْحفص . وهَاوُون من خَشَبٍ وهو الِملْكَد . وخير من ذلك أن يكون الرَّبِدْ من الرّبْدَ وهو الحبس لأنه يحبس الماء . الزندين فى شذ . فزنح فى هو . الزنمَة فى بج . ولا أزَنّ فى نص . الزاى مع الواو النبى صلى الله عليه وآله وسلم زُوِيَتْ لَىِ الأرضُ فأُرِيت مَشارِقَها ومَغَارِبَها وسيبلغُ مُلْكُ أُمِتَّى ما زوًىَ لى منها
زوى الزَّىُّ : الجمع والقَبْضِ ومنه قولهم : فى وجه فلان مَزاوِ وزًوِى أى غُضون جمع مزوى وزَىّ : وانْزَوَى القومُ : تدانَوْا وتضِامّوا . وانْزَوَى الجلد فى النَّار . ومنه الحديث : إن المسجد ليَنَزْوِى من النُّخامة كما تَنْزوِى الجِلدْةُ من النَار والفرسُ من السوط

- ذَكَرَ صلى الله عليه وآله وسلم قصةَ الدجال التى حكاها عن تميم الدَّارِى عن ابن عم له : أنه ركب البحر وإنه رآه جزيُرة من البحر مُكَبّلاً بالحديد بأَزْوِرَة ورأى دابةً يُوارِيها شَعْرُها . فقالوا : ما أنتِ ؟ قالت : أنا الجَسَّاسَة دابّة أَهْدَب القِبَال . ويروى أنه يعنى الدجال قال لهم : أخبرونى عن نخل بيَسْان هل أطُعْمَ ؟ قالوا : نعم . قال : فأخبرونى عن حَمَّةِ زُغَر هل فيها ماء ؟ قالوا : نعم يتدَفَّقُ جَنَبَتاها
زور الزوَّار والزيَّار : حَبْل يُجعل بين التَّصِدْير والحَقَب وزَارَ الفرس يَزُورُه : شدَّة به . والمرادُ أنه كان مجموعةً يدُه إلى صدره . وَبِأزْورَة منصوبة المحلّ كأنه قيل مُكَّبلاً مَزُوراً . قيل لها الَجسَّاسة لأنها تَجُسُّ الأخبارَ للدَّجَّال والجس فى التتبع والاستثبات يكون بالسؤال وباللمس كجسّ الطبيب باليد وبالبصر . كقوله : ... فاْعَصْو صَبُوا ثم جَسُّوهُ بأعينهم ...
قِباَل الشىء وقَبَله : ما اسَتقْبلَكَ منه ومنه قِبالَ النَّعْل . أراد أن مقدّمه كالناصية والعُرْف . أهْدَب أى كثير الشعر . أطعم : أثمر . بَيسْان : قرية من الأُرْدُنّ بِغَوْرِ الشام قال الأخطل : ... فجاءوا بِبَيسْانَّية هى بَعْدَما ... يُعلُّ بها الساقِى ألذُّ وأَسْهَل ...
زُغَر غير منصرف فإن كان كما زعم الكَلْبى أنه اسمُ امرأة من العرب نُسِبت إليها العينُ فامتناعُ صرفِه ظاهر وإن كان كما قال ابنُ دريد إنه رجل وأحسبه أبا قومٍ من العرب وأنشد :

ككناية الزُّغُرِىّ غَشَّاها ... ها من الذَّهَب الدُّلاَمِصْ ...
فامتناعُ صَرْفِه للعملية والعدْل كزُفَر ويجوز أن يكون علَما للبُقْعة واشتقاقهُ من زَغَر الماء بمعنى زَخَرَ ألا ترى إلى قوله : يَتدفَّق جنبتاها ويقال لضَرْبٍ من التمر زُغَرِىّ . وعن الأصمعى : قال لى رجلٌ مَدَنى : قد علم أهلُ المدينة بطيب كل التمْر بأى بلد يكون فيقولون : عَجْوة العَاليِة وكبِيس خَيْبَر وصَيْحَان فَدكَ وزُغَرِىّ الوادى . إنّ وَفْد عَبد اَلقيَس لما قدَمِوا عليه قال لهم : أَمَعكم من أَزِوْدَتكم شىء ؟ قالوا : نعم وقاموا بصُبَرِ التمر فوضعوه على نطْع بين يَديَه وبيده جِريدة كان يَخْتصَر بها فأومأ إلى صُبْرَة من ذلك التمر فقال : أتسمّون هذا : التعْضُوض ؟ قالوا نعم يا رسول الله ! وتسَّمون هذا : الصًّرفَان ؟ قالوا : نعم يا رسول الله ! وتسمُّون هذا الَبْرنىِ ؟ قالوا : نعم يا رسولَ الله ! قال : هو خيرٌ تِمركم وأَنْفَعُه لكم . قال : وأَقبلنا من وفَاَدتنا تَلك وإنما كانت عندنا خصْبَة نُعْلِفُها إِبلَنا وحميَرنا فلما رجعنا عظُمتْ رَغْبتُنا فيها ونَسَلنَاها حتى تَّحولت ثمارنا ورأينا البركة فيها
زود الأَزْودَة فى جمع زَاد فى الخروج عن القياس كأنِدية فى جمع نَدَى والقياس أزْوَاد وأَنَداء . اَلِجريدة : العَسِيبُ الذى يُجَّردُ عنه الخوص الاختصار والتخصُّر واحد التَّعْضُوض : واحدته بالتاء وجمعهَ تَعْضُوضَاء . قالها خليفة وقال : وفيها تَظْفِير أى أساريع وتحزيز وكأنَّ ذلك شبُهّ بآثِار الَعضّ . الصَّرَفَان : أجودُ التمر وأَوْزنَه . قالت الزَّبَاء : ... أم صَرَفَاناً بارداً شديداً

- قال أبو عبيدة : لم يكن يُهْدَى لها شىءٌ كان أحبَّ إليها من التَّمْر الصّرَفَان وقد قال القائل : ... ولما أَتتْها الِعيُر قالَتْ أباردٌ ... من التمر هذا أمْ حدَيِدٌ وجَنْدَلُ ...
البَرنْىّ : تمر ضَخْمٌ كثير اللّحاء أحمر مُشْرَب صُفْرة . الخَصْبَة : واحدة الِخصَاب وهى نخل الدَّقَل . قال الأعشى : ... وكلّ كُمْيتٍ كجذْعِ الخصاَ ... ب يَردْى عَلَى سَلِطاتٍ لُثُمْ ...
يقال : نَسَل الولدَ ينْسُل . ونَسَلت الناقة بولدٍ كثير وأنسلت نسلا كثيرا . وقوله : نسلناها إن رُوِى بالتشديد فهو بمنزلة ولدناها والمعنى استثمرناها وإن رُوى مخففا فوجهه أن يكون الأصلُ نسلنا بها فحذف الجار وأوصل الفعل . كقوله : أمرتك الخيرَ . تحوَّلت أى من الرَّدَاءة إلى الَجْوْدة . عمر رضى الله تعالى عنه فى قِصَّة سقيفة بنى سَاعِدة حين اختلفت الأَنصارُ على أَبى بكر رضى الله عنه قال عمر : قد كنتُ زَوَّرْتُ فى نفسى مَقَالةً أقومُ بها بين يَدَىْ أبى بكر فجاء أبو بكر فما ترك شيئاً مما كنتُ زَوَّرتُه إلا تكلَّمَ به . ورُوِى : وقد كنتُ زَوَّيْتُ مقالةً قد أعجبتنى أريدُ أن أقدمها بين يدى أبى بكر وكنتُ أدَارِى منه بعضَ الِحّدة فقال أبو بكر : على رِسْلِك يا عُمر ! فكِرهْتُ أَن أعْصَيه فتكلَّم فكان هو أحلمَ منى وأَوْقَر فوالله ما ترك كلمةً أعْجَبتْنى من تَزْوِيتى إلا قالها فى بديهته أو مثلها أو أفضل
زور قال أبو زيد : كلام مُزَوَّر ومزوّق أى مُحَسَّن وهو من قولهم للزينة : الزَّوْن والزُّوْر وقيل : مَّهيأ مُقوّى من قول ابن الأعرابى : الُزَّور : القُوة . وليس له زَوُرْ وصَيّور أى قوة رَأى . وقيل : مُصْلَحٌ مُقوَّم مُزَوالٌ زَوَره أى عِوَجُه

- التَّزْوية : التسوية والجمعُ من الزَّى . عثمان رضى الله تعالى عنه أَرْسَلت إليه أمُّ سَلَمة : يا بنىَّ ماِ لى أَرَى رعَّيتكَ عنك مُزْوَرّين وعن جَنَابِك نافَرِين لا تُعَف سبيلا كان رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم لحَبَها ولا تَقْدح بَزنْد كان أكْباهَا . تَوَخَّ حيثُ تَوَخىَّ صاحباك فإنهما ثَكِمَا الأمرَ ثكَمَاً ولم يَظْلماه . ازورَّ عنه : إذا عَدَل وأَعْرضَ وهو افعلَّ من الزّورَ . وتزاور وازّاوَرّ نحوه التّعْفية : الطَّمْس . قال عبيد : ... مْثَل سَحْقِ الُبْردِ عفّى بعدكَ القطْرُ ... مَغْنَاهُ وتأويبُ الشَّمالِ ...
لَحبَهَا : نفى عنها كلّ لبس وكشَفَ كلّ عَماية حتى ردَّها مِنْهاجاً واضحا نقَّيا من الَّلحْب وهو القَشْر يقال : لحَبَه وَلَحاه وطريق لْحَب ولا حب أى ذو لَحب . أَكْبَاها : أى عَطّلها من القَدْح بها . ثَكَمِتْ الطريقَ ثكَمْاً أى لزِمته وثَكَمُ الطريق وَسَطُه . ولم يَظِلمْاه أى لم يُنقْصِاه ولا زَاداَ عليه من قول الله تعالى : وَلَمْ نْظَلْمْ مِنْهُ شَيْئًا . ومن قول بعض العرب لقوم حفروا قْبراً فسنَّموهُ ثم زَادُوا على تسَنْيِمه من غير تُرَابه : لا تَظْلِموا . أبو ذَرّ رضى الله تعالى عنه مَنْ أنفق من ماله زَوْجَيْنَ فى سبيل الله ابتدرته حَجَبَةُ الجنة . قيل : وما زَوْجان ؟ قال : فَرسَان أو عَبْدان أو بَعيِران من إبِله
زوج كلُّ شيئين مُقْتَرنين شكلين كانا أو نقَيضَيْنَ فكلٌ واحد منهما زَوْج وهما زَوْجَان كقولك : معه زَوْجا حَمام وزَوْجا نعال ووهبتُ من خيلى زَوْجين أى اثنين فى قِران . ابن عمر رضى الله تعالى عنهما إذا رأيتَ قريشاً قد هَدمَوا البيت ثم بنوه وزوَّقوه فإن استطعت أن تموت فمت

- زوق التزَّوْيِق : التَّزْيين والنقَّشْ لأنَّ النقضَ لا يكونُ إلا بالزَّاوُوق وهو الزئّبْقُ عند أهل المدينة . المُغيرة رضى الله عنه قال أحْصَنْتُ ثمانين امرأةً فأنا أعلمكم بالنساء فوجدتُ صاحبَ المرأة الواحدة امرأةً إن زارت زار وإن حاضتْ حاض وإن اعتلت اعتلّ . فلا يقتصرنَّ أحدُكم على المرأة الواحدة إذا كالت صُحْبَتُها معه كان مثلها ومثله مثل أبى جفنة وامرأته أم عُقَار فإنه نَافَرها يوما فقال وهو مُغَاضب لها : إذا كنت ناكحا فإياك وكل مُجْفِرةَ مُبْخِرةَ مُنتْفِخَة الوريد كلامُها وعيد وبَصَرُها حَديد سَفْعَاء فَوْهَاء ملَيِلة الإرغاء وروى بليلة الإرعاد دَائِمة الدًّعاء فَقْماء سَلْفَع لا تُرْوَى ولا تَشْبعَ دائمة القُطُوب عَاريِة الظَّنبوب طَوِيلة العُرْقُوب حَديِدة الرُّكْبَة سريعة الوَثْبَة شرُّها يفَيِض وخيرُها يغَيِض لا ذاتُ رحَمِ قريبة ولا غريبة نَجِيبة أمساكها مُصيبة وطلاقُها حَريبة فُضُلٌ مِثْنَاث كأنها بُغَاثِ وروى : كأنها نُفَاث وروى : كأنها نَقِاب حَمْلُها ربابَ وشرُّها ذُبَاب وَاغِرة الضمير عالية الَهرِير شَثْنَةُ الكَفّ غليظةُ الُخفّ لا تَعْذر من عِلّة ولاَ تَأوْى من قلِة تأكلُ لَمّا وتُوسِع ذما تُؤَدّى الأَخْبار وتُفْشِى الأَسْرَار وهى من أهلِ النار . فأجابته فقالت : بِئْسَ لَعْمرُ اللِه زوجُ المرأة المسلمة خُضَمَة حُطَمَة أَحْمرَ المأكَمَة مَخْزُونُ الَهْزمَةِ وروى : اللَّهْزمَة له جِلْدة غزهرمة وسُرَّةِ متقدمة وشَعْرَة صَهْبَاء وأذُنٌ هَدبَاء ورَقَبةٌ هَلْباَء لئيم الأخلاق ظاهر النَّفَاق صاحب حِقْدٍ وهمّ وحُزْن عِشْرتَه غبْن زعيم الأنفاس وروى : سقيم النَّفاس رهَيِن الكاس بعيدٌ من كل خير فى الناسَ يسأل إلحافا وُينْفِقُه إسرافاً وجهُهُ عَبُوس وخَيْره مَحْبُوس وشَرُّه يُنُوس أَشْأَم من البسوس

- زور إن زارت أى زارت أَهْلَها وغَابَتْ عنه قال : ... كأن الليلَ موصولٌ بِلْيلٍ ... إذا زَارَتْ سُكَيْنَةُ والرّبابُ ...
مُجْفِرة : متغيرة ريح الجسد . مُبخرة : ذات بَخَر . مُنتْفَخَة الوَريِد : ينتفخُ وَرِيدها لفَرْطِ غَضَبها . سَفْعَاء : سوداء الجلْد . فَوْهَاء : لَقَحْل السّن أو لسوء الَمْطعَم . الإرْغَاء : من الرُّغاء يريد شدَّةَ الصوت والَجلَبة أو من إرغاء اللَّبن يريدُ إزباد شِدْقها . مَلِيلة أى مملولة أى يُمَلُّ صوتُها لكثرته . بَليِلة من بلل اللسان والريّق يقال : فلان بلبيل الريقِ بِذكِرْ فلان ورَطْب اللسان . الإرْعاد : التهديد . فَقْمَاء : مائِلة الفقَم وهو الحَنَك . سَلفْعَ : وقحة . الظُّنْبُوب : عَظْم الساق وعُرْيُه لُهزالها . ولا غريبة نَجِيبة : يزعمون أن أولادَ الغرائب أَنْجب . قال تَنَجَّبْتها للنَّسل وهى غَرِيبةٌ فجاءت به كالبدَر خِرْفا مُعَمَّما : حَرِيبة من الَحْربِ كالشتيمة من الشتم يريد أن له منها أولاداً فإذا طلقَّها حُرِبوا وفُجِعوا بها . فُضُل : مختالة تُفْضِل من ذَيْلها . نُفاث أى تنفُث البنات نفثاً . نِقاب : من قولهم : فَرْخَان فى نِقاب أى فى بَطْنٍ واحد ويقال : للرجلين : جاءا فى نقاب واحد ونِقَافٍ واحد أى فى مكان واحد . عن أبى عَمْرو : يريد أنها مُتِئْم وهو عَيْب . الذّباب : الشرُّ الدائم

- رِبَاب من قولك : الشاة فُى رِبابها وهو ما بين أن تضعَ إلى عشرين يوماً . والمعنى أنها تحمل بعد الوَضْع بمدة يسيرة فى أيام نِفاسها وإنما تُحْمَد أن تحملَ بعد أن تتمَّ الرضاعة . وَاغرة : من الوَغْر وهو الحقْد . شَثْنَه : خَشِنة . الخُفّ : القدَم . لاَ تأوى من قِلّة : لا تَرحْمَ زوجَها عند الفقر . لمّا : كثيراً . خُضْمة : شديد الخَضْم . حُطَمَة : كثير الأكل من اَلحْطم وهو الكَسْرِ . الَمأْكَمتَانِ : لحمتان بين العَجُزِ واَلمتْنَينْ وإنما عَنتْ ما دونَها من سِفْلته فكَنَتْ عنه وحُمْرَة ذلك الموض يُسَبّ به أو أرادت حُمْرَة جميع البدن وذلك من الهُجْنة . محزون من الحزن تُريِد الخشونة . الَهزْمَة : الوَقْبة بين الصَّدْرِ والعُنُق تريد أنه خَشِنُ الصَّدْر ثقيلة كقول امرأة فى امرىء القيس : ثقيل الصّدْر . أو أرادت خشونة الَملْمس من بَدنَه أجمع من الَهزْم وهو غْمزُك الشىء تهزِمه بيدك هَزْما . ومن روى : الَّلْهزمة أراد : أنَّ لِها زَمة َتدَلَتَّ من الحُزْن والكآبة . هَدْباَء : متغضّنة مُتدليّة من الشجرة الهدباءِ وهى المتَدليّة الأغصان . هَلْباءَ : عَمَّها الشَّعْر من الهُلْبِ . الزعيم : الكفيل أى هو موكّل بالأنفاس يُصّعدُها لَغَلبِة الحسدِ والكآبةِ عليه أو أرادت أنفاسَ الشرب . النَفّاسَ : المنافسة أى أَسْقَمه النفاس . يَنُوس : يتحَّرك ويضطرب لا يَهَْدأ ولا يَفْتُر شرُّه . البَسُوس : مضروبٌ بها المثلُ فى الشُّؤْمِ

- قَتادَة رحمه الله تعالى كان إذا سمع الحديثَ يخَتْطَفُه اختطافاً وكان إِذا سمع الحديثَ لم يحْفظْه أخَذَه العويلُ والزويل حتى يحفَظَه
زول هو القَلقَ مِن زَالَ عن المكان زَوَالاً وزَوِيلاً ومنه الفتى الزَّوْل وهو الخفيفُ الحركات . الحّجَّاج رحم الله امرأ زَوَّرَ نَفَسْهَ على نفسه
زور أى اتَّهَمَهَا عليها يقال : أنا أزَورّك على نفسك . وحقيقتهُ : نَسبَها إلى الزُّورِ كفَسَّقَه وجَهَّلَه . هشام بن عُروة رحمهما الله تعالى قال لرجل : أنت أثقل علىَّ من الزَّاوُوق وروى : من الزَّواقِى
زوق الزّاوُوق : هو الزّئْبقَ لأنه ثَقيلٌ رزَيِن . والزَّوَاقى الدّيَكة لأنهم كانوا يسُمرون فيثقُل عليهم زُقاؤها لا نقطاع السَّمَر عنهم بانبلاج الفَجْر . فى الحديث إنَّ الَجارُود لما أَسْلَم وثَب عليه اْلحُطم فأخَذَه فشَّده وَثَاقاً وجعله فى الزَّأْرة
زور هى الأَجَمة يقال للأسد : مَرزُبَانُ الزَّأْرِة . مَزْوق فى ظل . زائلة فى عش . ثوبى زُور فى شب : ما زوى الله فى بر الزاى مع الهاء النبى صلى الله عليه وآله وسلم أوصى أبا قَتادة بالإنَاءِ الذى توضَّأَ منه فقال : اْزدَهِرْ به فإنّ له شأناً

- زهر أى احتفظ واجعله من مالك ووَطِرك من قولهم قضيتُ منه زهْرَتى أى وَطَرى قال جرير : ... فإنك قَيْنٌ وابْنُ قَيْنَيِنْ فازْدهِرُ ... بِكيرِك إن الِكيرَ للْقَيْنَ نافعُ ...
وقيل اْفَرحْ به من قولهم للجَذْلان : مُزْدهِر وقولهم للبَخْتِريّة : الزاَّهِرية . وأصل ذلك كله من الَّزهْرة وهى الحسن والَبهْجَة لأنه إنما يَحْتفظ به وَيفَرح إذا استحسنه فكأنه قال : اعتّد به اعتدادَك بمَالهُ زَهْرة . نهى صلى الله عليه وآله وسلم عن بيع الثمر قبل أن يُزَهْوُ
زهو يقال : زهى الثَّمرَ وأزهى إذا احمرَّ أو أصفرَّ . وأبى الأصمعى الإزهاءَ ولم يعرف أزهى . وفى كتاب العين : يَزْهو خطأ إنما هو يَزُهْىَ . أفْضَلُ الناسِ مؤمنٌ مُزْهِد
زهد هو القليلُ الماء لأن ما عنده يُزْهَد فيه لقلَّته . قال الأعشى : ... فلَمْ يَطْلُبُوا سِرَّها للِغْنَى ... ولم يُسْلِمُوها لإزْهَادِها ...
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم : قال فى المملوك إذا أطاع الله وأطاع مَواَلِيهَ : ليس عليه حسابٌ ولا على مُؤْمِن مُزْهِد . ذكر الدَّجَّالَ فقال : أعور جَعْد أزْهَر هِجَان أَقْمَر كأن رأسه أَصَلَةٌ أشبه الناس بَعْبِد العزّى بن قَطَن ولكنَّ الهُلْكَ كَلَّ الهُلْكِ أنّ ربّكم ليس بأَعْوَر
زهر الأزهر : الأبيض . ومنه حديث صلى الله عليه وآله وسلم : أَكْثِرُوا علىَّ الصلاة فى الليلة الَغَّراء واليوم الأزهر قالوا : أراد ليلة الجمعة ويومها . ومنه حديثه الآخر : إنهم سألوه عن جدَ بنى عامر بن صَعْصَعَة فقال : جَمَلٌ أَزْهَر مُتَفَاجّ يتناولُ من أطراف الشجر

- وسألوه عن غَطَفان فقال : رَهْوَةٌ تنَبع ماء ويروى أنه قال : رأيت جدودَ العرب فإذا جد بنى عامر بن صعصعة جَمَلٌ آدمُ مقَّيد بُعُصْمٍ يأكل من فروعِ الشجر . والهجَان : الأبيض أيضاً . والأقْمَر : الشديد البياض . الأَصَلَة : حَّيةٌ كبيَرةٌ الرأس قصيرةُ الجسم تثبُ على الفارس فْتقُتُله عن ابن الأنبارى . وقيل حّيةٌ خبيثة لها رِجْل واحدةٌ تقوم عليها ثم تدور ثم تثب . والجمع أَصَل وأنشد الأصمعى : ... يا ربَّ إن كان يَزيدُ قد أكل ... لحم الصديق عَلَلاً بعد نَهَلْ ... فاقْدُرْ له أصَلَةً من الأصل ... كَيْساَءَ كالقُرْصَةِ أو خُفّ الجملْ ...
وقال الجاحظ : الأعراب يقولون : إنها لا تمرّ بشىء إلا احْتَرق وكأنها سُميت لإهلاكها واستئصالها . الهُلْك : الهلاك أى ولكن الهلاك ِكل الهلاكِ للدَّجال أنّض الناسَ يعملون أن الله سبحانه مُنّزةٌ عن العَوَرِ وعن جميع الآفاق فإذا ادّعى الرُّبُوبِيّة ولبَّسَ عليهم بأشياء ليست فى البشَر فإنه لا يقدرُ على إزالة الَعَورَ الذى يسجل عليه بالبشرية ويروى : فأمّاَ هَلَكَتْ هُلّكٌ فإن ربكم ليس بأعوْر . أى فإن هَلَك به ناسٌ جاهلون وضلُّوا فاعملوا أن الله ليس بأعور ولو روى : فإَّما هَلَكَتْ هُلك على قول العرب : أْفَعلْ ذلك إماَّ هَلَكَتْ هُلكَ لكان وَجْها قويا وَمْجَراهُ مجَرْىَ قولهم : افْعَل ذلك على ما خيَّلت أى على كل حال . وهُلُك : صفة مفردة نحو قولك : امرأةً عُطُل وناقةٌ سُرُح بمعنى هالكة ويريد بالهالكة نَفْسه . والمعنى افعله وإن هلكت نَفْسُك . ومن العرب مَنْ لا يَصْرفها كأنه جعلها علماً لنفسه فكأنه قال : فكيفما كان الأمرُ فإن ربكم ليس بأعور

- المُتَفَاجّ : الذى يتفاجّ للبول لأنه فى خِصْب فهو يشرب الماء ساعةً فساعة وإنما يتناولُ من أطراف الشجر لأنه شبعان فيستطرف ويَنْتَقى ولا يخلط خَلطْ الجائع . قال ابن ميّاة : ... إنى امرؤٌ أعْتِفَى الحاجاتِ أطلبُها ... كما اعْتَفَى سَنِق يُلْقَى له العُشُبُ ...
الرهَّوْة : الأرضُ المرتفعة والمنخفضة وأراد المرتفعة شبّههم بالجَبَل فى العزّ والمنَعَة . الآدَم : الأبيضْ مع سَواد المقلتين . العُصُم : أثر الورس والحِنَّاء ونحوهما . ومنه قول الأعرابية : أعطينى عُصُمَ حِنّائِكَ أى نضارته فاستعير للوَذَح أى صار ذلك له كالقيد . وقيل هو جمع عِصام وهو ما يعصم به الشىء أى يُربْطَ كِعصام القربة يريد أن الخِصب ربطه فلا يبعد فى المرعى فهو كالمقيد الذى لا يبرح . إذا سمعتَ بناسِ يأتون منِ قَبل المشرق أُولِى زُهاء يَعْجَب اُلناسُ من زِيّهم فقد أظلت الساعة
زهو أى ذَوى عدد كثير . قال ابن أحمر : ... تقلدت إبريقاً وعلَّقْت جَعْبَةً ... لتُهْلِك حيّاً ذا زُهاءٍ وحامل ...
وهو من زهوت القوم إذا حَزَرْتُهم وذلك لا يكون إلا فى الكثير فأما القليل فإنهم يُعَدوَّن عدا ألا ترى إلى قوله عز وعلا دَراهِمَ مَعْدُوَدةٍ . يعنى القلة . ويقال : هم زُهَاء مائة أى قدرُها وحُزاء مائة من حَزَوْت القوم إذا حَزَرْتَهم ولُهاء مُائة من لاهَى الصبى ّمن الفطام إذا قاربه . عن النَّضْر ونُهاء مائة من الانتهاء ورُهاق مائة من راهقت إذا دانيت وزُهاق مائة من زَهقَ الخيلَ إذا تقدمها ونُهازُ مائة من ناهزَ الاحتلاَم إذا قاربَه

إن أخوف ما أخاف عليكم ما يُخرِج الله من نبات الأرض وزَهْرةِ الدنيا . فقام رجل فقال : يا رسول الله وهل يأتى الخيرُ بالشر ؟ فسكت ساعة وأرينا أنه يُنْزَل عليه فأفاق وهو يْمسَحُ عنه الرُّحَضاء وقال : أينَ هذا السائل ؟ فكأنه حمَدَه فقال : إن الخير لا يأتى إلا بالخير ولكنَّ الدنيا حلوةٌ خَضِرةٌ ومما ينبت الربيعُ ما يَقْتُلُ حبَطَاً أو يّلمْ إلا آكلة الخَضِر تأكلُ حتى إذا إمتدّتْ خاصرتاها إسْتَقْبلَتْ عين الشمس فَثَلَطَتْ وبالت ثم عادتْ فأكلت ثم أفاضت فاجترَّتْ من أخذ مالاً بحقَه بوُرِك له فيه ومن أخذ مالاً بغِير حقّه لم يبارك له فيه وكان كالذى يأكلُ ولا يشبع
زهر زَهْرتها : حُسْنها . خَضِرةَ : خَضْراءٌ ناعمة يقال أخضر وخَضِر كقولهم : أعور وَعِور . الَخِضر : نوع من اَلْجنبة واحته خَضِرة وليس من أحرارِ البُقول ولا من بقول الربيع وإنما هو من كلأ الصيف فى القيظ والنَّعم لا تستكثر منه تستوبله قال طَرَفَه : ... كَبَنَاتِ المَخْر يَمْأدَنَ إذا ... أنْبتَ الصيفُ عساليجَ الَخضْر ...
حَبطَ بطنه : إذا انتفَخ فهلك حَبطاً وحَبِط عملُه حبْطاً بالسكون . يُلِمّ : يكاد . أراد : إنّ الدنيا مُونقِةٌ تعْجب الناظرين فيستكثرون منها فَتُهْلِكهم كالماشية إذا استكثرتْ من المرعى حبطت وذلك مثلَ للمسرف : والمقتصدُ محمودُ العاقبةِ كآكلة الخضر . خالد كتب إلى عمر رضى الله عنهما : إنّ الناس قد انْدَفَعُوا فى الخمر وَتَزَاهَدُوا الَجلدْ

- أى احتقروه ورأوه زهيدا أَى قليلا . ومنه قول عمر بن معد يكرب : ... ولو أبصرتَ ما جَمَعتْ فوق الورد تَزْدَهِدْهُ ...
زهد أى تحتقره . عائشة رضى الله تعالى عنها قال أيمن : دخلتُ عليها وعليها دِرْعٌ قيمته خمسة دراهم فقالت : إن جاريتى تُزهى أن تلبسه فى البيت وقد كان لى منه درعٌ على عهد رسول الله الله صلى الله عليه وآله وسلم فما كانت امرأة ثُقَيَّن فى المدينة إلا أرسلتْ إلى تستعيره
زهى من الزهو وهو الِكبْر وأصلهُ الرفع . تُقَيْن : تُزَينَّ لزفافها ومنه اقتانت الرَّوضة إذا ازدانت . المزاهر فى ذف . الِمزْهَر فى غث . أزهر فى مغ . زاهق فى حب . زهوة فى عد . فما أُزهِف فى جد . تزهق فى قد . الزاى مع الياء النبى صلى الله عليه وآله وسلم إن الله تعالى خَلَقَ فى الجنة ريحاً بعد الريح بسبع سِنين من دونها باب مُغلق فالذى يأْتيكم من الريح مما تخرجُ من خلال ذلك الباب ولو أن ذلك الباب فُتح لأَدرت ما بين السماء والأرض من شىء . اسمها عند الله الأرْنَبُ وهى فيكم الجُنوب
زيب كأنها سُمّيَتْ لخفيفها وسرعة مَرّها من قولهم مَرّ فلان وله أزْيب وأذْيَبّ إذا مَرّ مَراَّ سريعا وقيل للداهية : أزيب لأنها تستفزّ وتقلق . قال سالم المحاربى يرثى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ... وتبكيه شُعْثٌ خِماصُ الُبِطُونِ ... أضَر َّبهِمْ زَمَنٌ أزْيَبُ ...
وكأنه قلب لقولهم فى الْخِفّة والنشاط الأُزْبىّ وللدواهى : الأزابى

- شُريح رحمه الله كان يُجبز من الزينة ويَرُدّ من الكَذبِ
زين قالوا : هذا فى تدليس البائع وهو أن يبيع منه الثوب على أنه هروى أو مَرْوىِ فللمبتاع الردّ إنْ لم يكن كذلك وإن زَيّنه بالصّبْغ حتى ظُنَّ أنه هَروَىّ فليس له الرد لأنه كان عليه التقليب والنظر . فى الحديث : إنّ الله عز و جل قال لأيُّوب عليه السلام : إنه لا ينبغى أن يخاصمنى إلا من يجعل االزّيارَ فى فم الأسدَ والسّحالَ فى فم العنقاء
زير الزّيار : ما يَشُدُّ به البَيْطارُ جَخَفَلَة الدابة . وزيّره : إذا شَدّه به . السّحَال بمعنى المِسْحَل وهو الحلْقة المُدْخَلة فى الأخرى على طَرفَ شَكَيمِة اللجام وهما مِسْحَلان فى طَرفَيها . زينتها فى حى . أزل فى جل . فلم يزد فى وض . آخر الزاى

- حرف السّين
السين مع الهمزة النبى صلى الله عليه وآله وسلم فى حديث الَمبْعثَ ذكر أن جبريل قال له : اقرأ قال صلى الله عليه وآله وسلم : فلم أدْر ما أقرأ فأخذ بحلى فأبنى حتى أجهشْتُ بالبكاء فقال : اْقَراْ باسْم رَبّكَ الذِى خَلقَ فرجع بها رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم تَرْجفُ بوادِرُه
سأب سأت ساد سَأبه وسأَتَه وسأده : أخوات بمعنى خَنَقه . وكذلك ذأَته وذَأطه وذَعطه . جَهَشت نفسه للبكاء والحزن والشوق إذا اهتْاجتْ وتَهَّيأتْ من قولهم : جَهَش القوم عن الموضع إذا ثاروا : ورأيت جاهِشُة من الناس وأجْهَشْتهُ عن الأمر وأجْهَضْتُه : أعجلته وقال النَّضْر : الجْهشة : الَعْبرة . البادرَة : اللحمة التى بين المنِكب واُلعنُق . قال : ... وجاءت الخيلُ مُحْمرّاً بوادرها ...
وقيل : التى بين الأِبط والثَّدْى وقيل هى المنَحْر . وبُدر : طُعن فى بادِرته ويقال للخائف : رَجَفَتْ بوادرهُ وأرْعَدَتٍ فرائصه . الضمير فى بها للكلمات أو الآيات فقد روى أن المنزل عليه بَديّاً من هذه السور خمس آيات . استأذن عليه صلى الله عليه وآله وسلم رَهْطٌ من اليهود فقالوا : السَّامُ عليكم يا أبا القاسم فقالت عائشة : عليكم السَّامُ والذَّامُ والَّلعنة والأفْن والدّام . فقال صلى الله عليه و سلم لها : لا تقولى ذلك فإنّ الله لا يحب الفحش ولا التفاحش . ويروى أنه قال لها : إن الله يحبُ الرفْقَ فى الأمر كله ألَمْ تعلم ما قالوا ! قالوا : السّام عليكم . فقال : قد قلت : عليكم

- هكذا رواه قتَادة وقال : معناه : تسأمون دينكم يقال : سئَمِه ومنه سأْماً وسأَماً وسآمةً وسَاماً . قال النابغة : ... على إِثْرِ الأدِلة والبَغَايا ... وخَفْقِ الناجياتِ من السآم ...
أى تخفق من السآم بمعنى تضطرب من ملال السير والإعياء . وُروى من الشآم بمعنى غزو عمرو بن هند الشآم . ورواه غيره السام وهو الموت . فإن كان عربياً فهو من سام يَسُوم إذا مضِىّ لأن الموت مُضى . ومنه قيل للذهب والفضة سام لمضائهما وجولانهما فى البلاد ولذلك سمى الدرهم قَرقُوفا والقَرْقُوف : الخفيف الجوّالُ . وفى كلامهم : أبيضُ قُرْقُوف لا شَعَر ولا صُوف فى كل بلد يَطُوف . وكان خالد بن صفوان إذا حصل فى يده دِرْهَمٌ قال : يا عّيار كم تَعِير ! وكم تطوف وتطير ! لأُطِيلَنّ ضجعتك . ثم يطرحه فى الصندوق ويُقْفِلُ عليه . وقالوا فى الِبرْسَام : معناه ابنُ الموت وبُرْ بالسريانية : الابن وقد تصرفت فيه العرب فقالوا : بِلْسام وجِرْسام . وعنه صلى الله عليه وآله وسلم فى رد السلام على اليهود إنهم يقولون السَّام عليِكم فقولوا : وعليكم . وعنه صلى الله عليه وآله وسلم : فى هذه الحبة السوادء شِفاء من كل دام إلا السّام . قيل : وما السّام ؟ قال : الموت . الدام : الدائم . الأفْن : النقص ورجل أفين ومأفون : ناقص العقل . وقد أفنها الحالب إذا لم يَدَعْ فى ضَرْعها شيئاً . الذامُ والذّان والذّاب : العيب . الفحش : زيادة الشىء على مقاداره

رَدعَها عن العُدْوان فى الجواب . قال النَّمر بن تَوْلب : ... وقد تَثَلمَّ أنيابى وأدْرَكنِى ... قْرِنٌ علىّ شديد فاحشُ الغَلَبَه ...
ساسم فى زخ . سآمة فى عب . سئتاها فى قح . سائرها فى أز . السين مع الباء النبى صلى الله عليه وآله وسلم قال لعائشة وسمعَها تدعوُ على سارق : لا تُسَبّخِى عنه بدعائِك عليه
سبخ أى لا تُخَفِّفِى يقال : اللهم شَبّخْ عنى الحُمىَّ أى سُلهّا وخففها . وقال اللّحيانىّ : سَبَّخَ اَلْحرُّ تسبيخا إذا صار خَوّارا . ومنه قوله تعالى : سَبْخاً طوِيلا أى راحة وخفة . وهذا مثل حديثه الآخر : " مَنْ دعا على من ظلمه فقد انتصر "
سبغ ثلاثٌ كفَّارات : إِسْباغُ الوضوء فى السَّبَرات ونقلُ الأقدام إلى الجماعات وانتظار الصلاة بعد الصلاة
سبر السَّبْرة : شدة البرد قال الحُطيئة : ... عظامُ مقَيِل الهام غُلْبٌ رقابُها ... يباكرن حَدَّ الماء فى السَّبَرات ...
سَمّيَتْ بذلك لأنها من محنة الله وبلائه من قولك : اسْبُرْ ما عند فلان أى ابْله ومن ثم كنى السّمْع الأزَلّ بأبى سَبْرة . قال صلى الله عليه وآله وسلم لأمّ سَلمَة حين تزوجها وكانت ثَيّباً : إن شئتِ سَبعَّتُ عندَك ثم سبَّعتُ عند سائر نسائى وإن شئِت ثَلَّثْتُ ثم دُرْتُ لا أحتسب بالثلاث عليك
سبع اشتقوا " فَعَّل " من الواحد إلى العشرة فمن ذلك سَبَّع الإناء إذا غسله سبع مرات قال أبو ذؤيب :

كَنَعْتِ التى جاءت تَسبّعُ سُؤْرها ... وقالت حرام أنْ يُرَجَّل جارها ...
وسبّع المولود إذا حُلِق رأسه وذبح عنه بعد سبعة أيام . وقال أعرابّى لرجل أحسن إليه : سَبَّع الله لك ! أىَ جَزاك بواحد سَبْعة . وسّبع عند امرأته : أقام عندها سبعا وثلّث : أقام ثلاثا . وعنه صلى الله عليه وآله وسلم : لِلبكْرِ سبْع وللثيَّب ثلاث . أى زيادة على النوبة عند البناء . نهى صلى الله عليه وآله وسلم عن السّبَاعِ
سبع هو أن يَسْبَعَ كلُّ واحد من الرجلين صاحَبه أى يطعن فيه وَيثْلبُه واشتقاقه من السَّبعْ لأنه يفعل بِعرِضْ أخيه ما يفعله السّبعْ بالفريسة ألا ترى إلى قولهم : يمزّق فَرْوَتَه ويأكلُ لحمه . وعن ابن الأعرابىّ أنه الفَخار بكثرة الجماع . وعنه : أنه كثرة الجماع . ومنه الحديث : إنه اغتسل من سِبَاع كان منه فى شهر رمضان . وكأنّ ذلك من السَّبْع لأن هذا العدد يُستعمل فى الكثرة . ومنه قوله عز وعلا : كَمَثَلِ حَبَّةٍ أنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِل وقوله تعالى : إنْ تَسْتغَفْر لهمْ سَبْعيَنَ مَرّةً . وقوله باب مدينة العلم عليه السلام : ... لأُصْبِحنَّ العاصىَ ابنَ العاصِى ... سبعين ألفاً عَاقِدىِ النَّواصِى ...
ولبعض أهل العصر : ... وقد خَطَبْتُ على أعواد منبره ... سَبْعاً دقِاقَ المعانى جَزْلة الكلم ...
كنىّ بهذا عن السّباع . ولقد أحسن فى إساءته غفر الله له وتاب عليه إنه جواد كريم ! أَتى صلى الله عليه وآله وسلم سُبَاطة قومٍ فَبَالَ ثم تَوضَأَّ ومسَحَ على خْفَّيه

- سبط هى الكُنَاسة التى تطرح كلَّ يوم بأفْنِية البيوت فتكثر من سَبَط عليه العطاء إذا تابعه وأكثره . تسعة أعْشِراء الرزق فى التجارة والجزء الباقى فى السَّابياء . هى النتاج
سبأ ويقال : إن لفلان لَسَابياء وبنو فلان تروح عليهم سَابِياء . تراد كثرة المواشى وهى فى الأصل الجْلِدة التى يخرج منها الولد من سبأت جلْدَه إذا سلخته وسَبِىُ الحية : مسلاخها . قالَ كُثَيّر : ... يُجَرّدُ سِرْبالاً عليه كأنّهُ ... سَبىُّ هلاٍل لم تُخَّرقْ شرانِقِه ...
ويعضد ذلك تسميتهم لها مشَيِمة من شام السيفَ من غِمدْه إذا سلّه . وسَلىٍ من سَلَا عن الهمّ إذا فُرج . وفى حديث عمر رضى الله عنه : ما لُكَ يا ظَبْيَان ؟ قال : عطائى ألفان . قال : اتخّذ من هذا الحْرث والسِابياء قَبْلَ أنْ يليك غِلمْه من قريش لا تَعُدُّ العطاءَ معهم مالا . لعلكم ستُدركون أقواماً يؤخرون الصلاة فصلوا فى بيوتكم للوقت الذى تعرفون واجعلوا صلاتكم معهم سُبحْة . وروى : نافلة
سبح السُّبحة : من التسبيح كالعُرضة من التعريض والمتْعة من التَّمتيع والسُّخْرة من التسَّخير والمكتوبة والنافلة وإن التقتا فى أن كل واحدة منهما مُسَبّح فيها إلا أنّ النافلة جاءتْ بهذا الأسم أخصّ من قَبِلِ أن التسبيحات فى الفرائض نوافل فكأنه قيل : النافلة سُبحْة على أنها شبيهة الأذكار فى كونها غير واجبة . وفى حديث ابن عمر رضى الله عنهما : أنه كان يصلّى سُبحْتَهَ فى مكانه الذى يصلى فيه المكتوبة

- وأما السُّبحُات وهى جمع سُبحْة كغُرْفة وغُرُفات فى قوله صلى الله عليه وآله وسلم : إنّ جبرئيل قال : لله دون العرش سّبعون حجابا لو دنونا من أحدها لأحرقتنا سُبُحات وجه ربنا فهى الأنوار التى إذا رآها الراءون من الملائكة سبحوا وهللوا لما يروعهم من جلال الله وعظمته . من أدخل فرساً بين فرسين فإن كان يُؤْمَنُ أن يُسْبَقَ فلا خير فيه وإن كان لا يُؤمن أن يُسبق فلا بأس به
سبق أى إن كان الفرس المحّلل ويقال له الدّخيل بليدا يؤمن سبقه فهو قِمار لا يجوز كأنهما لم يُدخلا بينهما شيئاً وإن كان جوادا رائعا لا يؤمن سبقه فهو جائز . والأصل فيه أنّ الرهن إذا كان من كلا المستبِقْين أيُّهما سبق أخذه فهو القِمار المنهّى عنه وإن كان من أحدهما جاز فإذا أدخلا المحلّل بينهما ووضعا رهنين دون المحلّل أيهما سبق أخذ الرهنين وإن سبق المحلّل أخذهما وإن سبق فلا شىء عليه فهو طيب . رَأى رَجُلاً يمشى بين القُبُور فى نَعْلَيْنِ فقال : يا صاحبَ السّبْتَيْن اخْلَعْ سِبْتَيْك وروى : السَبْتِيَّين وسِبْتَّيِيكْ
سبت السّبتْ : كلُّ جلد مدبوغ عن أبى عمرو . وقال الأصمعى : المدْبوغُ بالقَرَظ وهو من قولهم : انسبتت البُسَرة إذا جرى الإرْطَابُ فى كلّها ولانَتْ وأرض سَبْتَاء وهى الليّنة السهلة لأن الجلد إذا دُبغَ لاَن . وقيل : هو من السّبْت وهو الحَلقْ لأن الشّعر يُسْبَتُ عنه ويُزال . وفى حديث ابن عمر أنه قيل له : إنك تلبس النعال السّبتيّة فقال : رأيت النبى صلى الله عليه وآله وسلم يلبس النعال التى لا شعر عليها وإذا أحب أن ألبسها . وإنما اعترض عليه لأنها نعال أهل النعمة والسعة

- وفى حديث ابن عَمْرو رضى الله عنهما إنه قيل له وهو بمكة : لو أردت لأخذت بِسْبَتىَّ فمشيت فيهما ثم أمْذَحْ حتى أطأَ على المكان الذى تخرج منه الدّابة . الَمذْح : اصطكاك الفخِذين وإنما يِمْذحَ السمينُ من الرجال وكان عبدُ الله ابن عمرو سمينا . أراد إنى مع سِمنَى لا أمْذَحُ حتى أبلغ موضع خروج الدابة لقربه من مكة . ومنه قوله : لو شئت ألا أنتقل حتتى أضعَ قدمى على المكان الذى تخرج منه الدابة لفعلت منِ أجْيّاد مما يلى الصفَّا . وقولهم للنعل المحذوّة من السّبَتْ : سِبْت كقولهم : فلان يلبَس القطن والصوف وفلان يلبَس الإبْرِيسَم يريدون الثّيَابَ المتَّخذةَ منها . وعن الحَجَّاج أنه كان إذا أراد لُبسْ نعليه قال : أرُونى سِبْتىِ قيل إنما أمرَه بالخلع لقَذَرٍ كان بهما . وقيل : احتراما للمقابرِ ويجوز أن يكون لاْختيالهِ . إنَّ ذئبا اخْتَطَفَ شاةً من غَنَمٍ أيام الَمبْعثَ فانتزعها الراعى منه فقال الذئب : مَنْ لها يومَ السَّبْع !
سبع ! قال ابن الأعرابىّ : هو الموضع الذى إليه المحْشّر يوم القيامة أى مَنْ لها يوم القيامة . عُمَر رضى الله تعالى عنه جَلَدَ رَجلين سَبَّحاَ بعد العصر
سبح أى صَلَّيا من قوله تعالى : فَلَوْلاَ أنَّهُ كانَ مِنَ المُسبّحيِنَ المراد باَلجلْد ضرْبٌ من التَّعزِيْز . إنى لأَكْرَهُ أن أرى أحدكم سبَهَلْلا لا في عَمَلِ دنيا ولا في عَمَلِ آخرة قال الأصمعىّ : جاء يمشى سَبَهلْلاً ً إذا جاء وذهب فارغاً من غير شىء . وقال أبو زيد : رأيت فلانا سَبَهْلَلاً وهو المختالُ فى مِشْيتِه . وأنشد :

سَبَهْلَلُ الرَّوْحَة لَعَّابُ الضُّحَى ...
وقال رؤية : ... أغْدوُ قَرِينَ الفارغ السَّبَهْلَلِ ...
والسَّبَغْللُ : مثله ويمكن أ ن يقال : إنهما من إسْبَالِ الذيل وإسباغه على زيادة الهاء فى الأول واللام فى الثانى . التنكير فى دنيا وآخرة يئول إلى المضاف إليهما وهو العمل كأنه قال لا فى عمل من أعمال الدنيا ولا فى عمل من أعمال الآخرة . وفى الحديث : لا يجيئنّ أحدُكم يوم القيامة سبهللاً أى فارغا ليس معه من عمل الآخرة شىء . الزُّبير رضى الله عنه قيل له : مُرْ بنيك حتى يتزوجوا فى الغَرائب فقد غلب عليهم سِبْرُ أبى بكر ونحولُه
سبر قال المبّرد : سَبْرتَت الدابة لأعلم لُؤمها من كَرمَهِا وكيف حَرَكتُها وما نسبُها . ويقال : إنى لأعرف سِبْر أبيه فيه أى علامتَه وشَبَهَه . وأنشد أبو زيد : ... أنا ابنُ المضرِحّى أبى شُلَيْلِ ... وهل يَخَفْىَ على الناس النَّهَارُ ...
... علينا سِبرُه ولكل فَحْلٍ ... على أوْلادِه منه نجارُ ...
وكان أبو بكر رضى الله عنه دقيقَ المحاسن نحيفا فأمره الرجل بأن يُزَوّجهم الغَرائب ليجتمع لهم حسنُ أبى بكر وشّدةُ غيره . حتى بمعنى كَىْ مثلها فى قولك : أسلَمتْ حتى أدخلَ الجنة . سلْمان رضى الله عنه رُئيَ بالكوفَةِ على حمار عرىّ وعليه قميص ُسْنبُلاَنِىّ
سبل هو السابغ المسنبل وقد سَنْبَل قَمِيصَه إذا جرله ذَنَباً من خَلفْه أو أمامه

- والنون مزيدة لعدمها فى أسْبلَ وكذا فى السُّنْبل لقولهم : السّبل فى معناه . أبو هريرة رضى الله عنه لا تَمشْينَّ أمَام أبيكَ ولا تجلسْ قَبْله ولا تَدْعُه باسمه ولا تَسْتَسِبّ له
سبب أى لا تجرّ إليه المسَّبة بأن تسبّ أبا غيرك فيسبَّ أباك . ونحوه ما روى عن عبد الله بن عمر رضى الله عنهما عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : إن من أكْبِرَ الكبائر أن يَسُبَّ الرجلُ والدَيْه قالوا وكيف يَسُبّ والديه ؟ قال : يَسُبّ الرجلَ فيسبُّ أباه وأمه . ابنُ عباس رضى الله تعالى عنهما قال حبيب بن أبى ثابت : رأيت عَلَى ابنِ عبَّاس ثوبا سابِريِاً أسْتشَفُّ ما وراءه
سبر قال ابن دريد : كل رقيق عندهم سابِرِىّ ومنه قولهم : عَرْضٌ سابِرِىّ والأصل فيه الدُّرُوع السابِرِيّة وهى منسوبة إلى سابُور . أستشفُّ ما وراءَه أى أبصره ويقال : كتبت كتاباً فأستشّفه أى أتأمّل ما فيه : هل وقع خلل أو لحن . وتقول لبزّار : استشف هذا الثوب أى اجعلْه طاقاً وارفعْه فى ظل حتى أنظر : أكثيف هو أم سخيف . وعن ابن الأعرابى عن بعض الأعرابيات : هو غِنى يُشَفُّ الفقر من ورائه بمعنى يُسْتَشَفّ وشف ّالثوبُ عن المرأة شُفوفا وشفيفا إذا أبدى ما وراءه . قال محمد بن عّباد بن جعفر رحمهم الله : رأيتُ ابن عباس قدم مكة مُسّبداً رأسه فأتى الحَجَر فقَبله ثم سجد له
سبد السَّبدَ : الشَّعر من قولهم : ما له سَبَد ولا لَبَد . ويقال للعانة : السَّبَدَةُ على الكناية ومنه سَبَد رأسَه إذا طمّ سَبَدَه مُستقِصياً . ومثله جَلَّد البعير إذا

- كَشط جِلْدَه وسبده إذا أعَفْاه عن الغسل والدَّهْن أى تركه سَبَدا ساذَجاً بلا دُهْن ولا ماء . قالوا : وهو المراد فى الحديث ويجوز أن يكون من سَبَّد رأسه إذا بلّه بالماء من السُّبدَ وهو طائر كثير السَّبدَ أى الريش لّينُه جدا إذا أصابه أدنى ندى قَطَر ريشُه ماء . والعرب تُشّبه به الفرس إذا عَرِق قال : ... كأنه سُبدَ بالماء مَغْسولُ ...
ومنه يقولون لكل لَثِق ندٍ سُبد وقد سُبّدَت ثيابك . وللمحرم أن يغتسل ويدخل الحمام ولا يغسل رأسه ولا لحيته بِخْطمىّ ونحوه . علىّ بن الحسين عليهما السلام كان له سَبَنْجُونة من جلود الثعالب كان إذا صلىَّ لم يلَبسْها
سبنج هى فَرْوة من ثعالب وكان أبو حاتم يذهب إلى لون الخضرة آسْمان جون . عائشة رضى الله عنها كانتْ تضرب اليتيم يكون فى حِجْرها حتى يُسْبِط
سبط أى يمتّد على وجه الأرض يقال : دخلت على المريض فتركته مُسْبطَا أى لَقىً لا يتكلّم ولا يتحّرك . شُريَح رحمه الله إن امرأتين اختصمتا إليه فى وَلَد هِرة فقال : ألقوه مع هذه فإن هى قَرَّتْ ودرتْ واسبطرَّت فهو لها وإن هى مَرَّتْ وفَرَّتْ واقشعّرت فليس لها وروى : هرّت وإزْبَأَرَّت
سبطر اسَبَطَّر فى معنى أسْبطَ ولوِفَاقِه له ثلاثة الأحرف لا يكون منه اشتقاقا معنىً وإن وافقه لأن الراء لا تكون مزيدة . والمغنى امتدادْها للإرضاع وسَلسُها له

- أزبأرّ نحو اقشعّر ويجوز أن يكون من الزُّبْرة وهى مجتمع الوبَر فى المرفقين والصدر لأنها تنفّش زُبْرَتَها . وفى حديث عطاء رحمه الله : إنه سُئِل عن الرجل يَذبح الشاة ثم يأخذ منها يدا أو رجلا قبل أن تَسْبِطرّ قال : ما أخذت منها فهو مَيْتة . فى الحديث : شبَعتْ سُليم يوم الفتح
سبع أى تمَّت سبعمائة رجل وهو نظير تثّبيت المرأة ونّيبتِ الناقة . سبيج فى فر . السين مع التاء النبىّ صلى الله عليه وآله وسلم كان أبو قَتَادةَ معه فى سفر قال : فبينا نحن ليلةً مُتَساتِلين عن الطريق نَعَس رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم فقلتُ : يا رسولَ الله لو عَدَلْتَ فنزلت حتى يَذْهَبَ كراك ؟ قال : فابْغِنَا مكاناً خَمراً فعَدلتُ عن الطريق فإِذا أنأ بعُقدة من شجر فنزلْنا فما استيقظنا إلا بالشمس فقمنا وهَلِين من صلاتنا وشكْونا إلى رسولِ الله صلى الله عليه وآله وسلم العطشَ فدعا بالميضِأة فجعلها فى ضِبْنِه ثم اْلتَقَم فمَها فالله أعلم : أنَفَثَ فيها أم لا ؟ فشرب الناس حتى رَوُوا وروى : فَتكَاتّ النَاسُ على الِميضأة فقال : أحْسِنُوا الَملاءَ فكلكم سَيْروَى
ستل يقال : تساتلَ القومُ وتسيتلوا وتسيسبوا إذا تَتَابَعُوا واحداً فى إِثْر واحد وكل شىء تتابع كالدمع فى قطراته . والعِقد إِذا انقطعِ سْلكُه مُتسَاتل . وهو يساتله أى يُتَابِعه والسَّتْل : التَّبع . والمَساتل : الطُّرُق الضّيقة لأن الناسَ يَتَساتَلوُن فيها . يقال : مكان خَمِر كثير وقد خَمِر المكان وخَمِر فى الَخمَر : توارى فيه . العُقْدة : شجر لا يبيد وهو ما يلجأ الناس إليه إذا لم يجدوا عُشْبا . وقال : عَرّام : العُقْدة : شجر عندنا يقال له الرَّتَم . ويقال للأرض الكثيرة الشجر : عُقْدة

- الوَهَل : الفَزَع يقال : وَهلَ منه يَوْهَل وَهَلاً ووهل إليه : فَزِع إليه . الِميضاَءَة والِميضَأة على مفعالة ومِفْعَلة : مِطْهَرة كبيرة يتوضأ منها . الضّبْن : ما بين الكَشْح والإبْط . وقد جاء فى الإضافة " فمه " وإن كان الأكثر الأشبح " فوه " . قال : ... يصبح ظمآن وفى البحر فمهُ ...
وقال النَّضْر بن شميل : يقال : رأيت فمه بفتح الفاء وأخرج لسانه من فمه بكسرها وهذا فمه بضمها . فتكاتّ الناس أى تزاحموا ولهم كتبت أى صوت . الَملأَ : حُسْنُ الخُلُق . قال الجهنىّ : ... تَنَادَوَا يا لَبُهْثَة إذ رَأَوْنا ... فقلنا أحْسِنى مَلأَ جُهَيَنا ...
وقيل للخُلقُ الحسَن : مَلاء لأنه أكرمُ ما فى الرجل وأفضلُه من قولهم لكرام القوم ووجوههم : ملأ . قال المازنى عن أبى عبيدة : يقال لكرام القوم : ملأ ثم يقولون : ما أحسن ملأه أى خُلُقه وإنما قيل للكرام : ملأ لأنهم يتمالؤون أىْ يتعاونون . سعد رضى الله تعالى عنه خطبَ امرأةَ بمكّة فقال : ليت عندى من رآها أو من يخبرُنى عنها فقال رجل مُخَنّثَ : أنا أنعتُها لك إذا أقْبَلَتْ قلت : تمشى على سِتّ وإذا أدْبَرَتْ قلت : تمشى على أربع
ست أراد بالستّ يديْها وثدييها مع رجليها وأنها لعِظَم ثديها وعبالة يديها تمشى مُكّبة فكأنها تمشى على سّتٍ وبالأربع إلتيها مع رجليها وأنهما كادتا تمسّان الأرض لرجحَانهما . وهى بنت غَيْلان الثقَّيفْية التى قيل فيها : إنها تُقْبِل بأربع وتُدِبْر بثِمانٍ وكانت تحت عبد الرحمن بن عوف وهى سبب اتخاذ النعش الأعلى وذلك أنها هَلكَتْ فى خلافة عمر رضى الله عنه فَصَلَّى عليها ورأى خَلْقها من تحتِ الثوب ثم هلكتْ بَعْدَها

- زينب بنت جَحْش وكانت خليقة فقال عمر : إنى لأخافُ أن يُرىَ منها مثلُ ما رُِئى من بنت غَيْلان فهل عندكم حيلة ؟ فقالت أسماء بنت عميس : قد رأيت بالحَبشَة نعوشا لموتاهم فعلمت نَعْشا لزينب فلما رآه عمر قال : نِعْمَ خِبَاء الظَّعينة . فى الحديث : أيُّما رجل أغلق على امرأته باباً وأرخى دونها بإْسَتارة فقد تَمّ صداقها
ستر هى السّتارة ونظيرها الإْعظَامة فى العِظَامة وهى ما تعِظُم به المرأة عِجَيزتها . السين مع الجيم النبى صلى الله عليه وآله وسلم إن أعرابيا بَالَ فى المسجد فقال صلى الله عليه وآله وسلم : إنْ هذا المسجدَ لا يُبالُ فيه إنما بُنَى لذكر الله والصلاة ثم أمر بَسْجِل من ماء فأفرِغ على بَوْله
سجل هى الدَّلْو الملأى واستعير للنِصَّيب كما استعير له الذَّنُوب . اشترى أبو بكر رضى الله عنه جاريةً فأراد وَطْأها فقالت : إنى حامل فَرُفَع ذلك إلى رسولِ الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال : إنّ أحدكم إذا سَجَع ذلك الَمسْجَع فليس بالخيار على الله وأمَرَ بَردّها
سجع أى قصد ذلك المقصد . قال ذو الرُّمة : ... قَطَعْتُ بها أرضا تَرىَ وَجْهً رَكْبِها ... إذا ما علوْها مُكْفَأً غيرَ سِاجع ...
أى غير قاصد لجهة واحدة . ومنه سَجْعُ الكلام وهو ائتلافُ أواخِره على قَصْدٍ ونَسقَ واحد وكذلك سَجعُ الحمامة : موالاُتها الصوت على نمط واحد . كرَّه وَطْءَ الحبالى من السَّبىْ بقوله : لا يسقينّ أحدُكم ماءَه زَرْع غيرِه . فى حديث المولد : ولا تضّروه فى يقظة ولا منام سَجِيسَ الليالى والأيام
سجس أى أبدا . قال الأصمعى : يقال : لا آتيك سَجِيسَ عُجَيسِ أى الدهر وسَجيسه : آخره . ومنه قيل للماء الكدر : سجَيس لأنه آخر ما يبقى والعُجَيس : تأكيد

- وهو فى معنى الآخر أيضا من عُجَيس الليل وهو آخره . ويقال للمتأخر فى القتال : عَاجِس ومُتَعَجَّس . وروى أبو عمرو : سَدِيس عُجَيس وهو كما قيل للدهر : الأزْلَم الجَذَع . أبو بكر رضى الله تعالى عنه لما مات قام علىّ بن أبى طالب عليه السلام على باب البيت الذى هو مُسَجَّى فيه فقال : كنتَ والله للدين يَعسْوبا أوّلا حين نفر الناس عنه وآخرا حيَن فَّيلوا وِطْرتَ بُعبابها وفزت بَحَبابها وذهْبت بفضائلها كنتَ كالجبل لا تحركه العواصف ولا تزيله القواصف
سجى تَسْجِبيةُ الميت : تغطيته بثوب من الليل الساجى لأنه يغطى بإظْلاَمه . اليُعْسوب : فحل النحل تمثل به فى سَبْقه إلى الإسلام غيَره لأن الَيعْسُوب يتقدم النحَل إِذا طارت فتتبعه وهو يَفْعُول من العسْب فى أصله . فَيّلوا أى فالت آراؤهم فى قتال ما نَعىِ الزكاة . عُباب الماء : أول زخيره وارتفاعه . وحَبابه : مُعْظمه . قال طَرَفة : ... يشق حَبَاب الماءِ حيزومُها بها ...
القاصِف : الريح التى تقَصْفِ كل شىء أى تَكْسرُه . ابن الحَنِفَّية رحمهما الله قال فى قوله تعالى : هَلْ جَزَاءُ الإحْسَانِ إلاَّ الإحْسَان هى مُسْجَلة للبرّ والفاجر
سجل أى مُرسْلة مُطْلقَة فى الإحسان إلى كل أحد برّاً كان أو فاجراً . يقال : هذا مُسْجَلٌ للعامة من شاء أخذ ومن شاء ترك . وأسْجَل البهيمة مع أمها وأزجلها . وعن ابن الأعربى : فعلت كذا والدهر إذ ذاك مُسْجَل أى لا يخاف أحد أحداً . عائشة رضى الله تعالى عنها قالت لعلىّ عليه السلام يوم الجمل حين ظهر على الناس

- فَدنَا من هودجها ثم كلَّمها بكلام : مَلَكْت فأسْجِح . فجهزها عند ذلك بأحسن جِهاز وبعث معها أربعين امرأة حتى قدمت المدينة . أى سَهّلْ قال ابن مقبل : ... فَرُدّى فُؤادى أو اثيبى ثوابهَ ... فقد يملك المرءَ الكريم فيُسْجِحُ ...
سجح من قولهم للرفيق : سَجيح ورجل أسْجَح : سهل الخدين . ومِشْيَةٌ سُجُح . وهو مَثلٌ سائر ذكرت أصْله فى كتاب المستقصى . فى الحديث : أهْدِى له صلى الله عليه وآله وسلم طيلسان من خَزّ سِجّلآِطىّ
سجلاطى هو الذى على لون السجّلاّط وهو الياسمين ويقال : سِجِلاّطى وسِجِلّاط كرومى ورُوم . قال حميد بن ثور : ... تَخيَّرن إمّا أُرْجَوانا مُهذَّبا ... وإما سِجِلاّط العراقِ الممختما ...
وقيل : الكلمة رومية . كان كسرى يسجد للطالع
سجد قال يعقوب : الطالع من السهام الذى تجاوز الغَرَضَ من أعلاه شيئاً . والذى يقع من عن يمينه وشماله هو العاضد . قال ابن الأعرابى نحوه . وأنشد للمرار بن منقذ ... . فما لك إذ ترمين يا أمّ هيثمٍ ... حُشاشة قلبى شلَّ منك الأصابع ... لها أسُهمٌ لا قاِصراتٌ عن الحَشًى ... ولا شاخصاتٌ عن فؤادى طوِالع ...
وقال القُتبى : هو السهم الساقط فوق العلامة وكانوا يعدونه كالمقرطس . قال : وقولهُ " يسجد " : سجودُه أن يتطامَن له إذا رَمى ويسلّم لراميه هكذا فسّر . ولو قيل : الطَّالع الهلال فقد جاء عن بعض الأعراب : ما رأيتك منذ طالِعْين وأن كِسرى كان يتطامن له إذا طلع إعْظَاماً له لم يبعد عن الصواب

- السجة فى جب . سج فى فر . اسجر فى مغ . مسجًّى فى قى سجحا فى زن . سجانته فى سد . السجسج فى سل . السين مع الحاء النبىّ صلى الله عليه وآله وسلم َأحمى لجِرشَ حِمًى وكتب لهم بذلك كتاباً فمن ادَّعاه من الناس فما له سُحْت
سحت يقال : مالُ فلان سُحْت أى لا شىءَ على من استهلكه ودمُه سُحْت أى لا شىءَ على مَنْ سفكه واشتقاقُه من السّحْت وهو الإِهلاك والاستِئْصال ومنه السُّحتُ لما لا يحلّ كسُبه لأنه يَسْحَت البَركة . أتى صلى الله عليه وآله وسلم عبد الله بن مسعود وهو بين أبى بكر وعمر رضى الله عنهما وعبد الله يصلّى فافتتح النّساء فَسحَلَها
سحل أى قرأها كلها وأصل السَّحْل : السحّ أى الصّب . يقال : باتت السماء تسحل وقال الكُميت : ... لنا عارضٌ ذو وابل أطلقت له ... وكاء ذمى الأبطالَ عَزْلاَءُ تَسْحَلُ ...
وانْسَحَل الخطيب : إذا اسْحَنْفرِ فى كلامه كأنه انصبّ فيه . وهو بين أبى بكر وعمر أى كان يمشى رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم وهما عَنْ يمينه وشماله . أتَتْه أمّ حكيم بنت الزُّبير بكَتِفِ فجعلتْ تَسْحَلهُا له فأكل منها ثم صلى ولم يتوضّأ . السَّحْل والسحْف والسَّحْو : أخوات وهى القَشْر والكَشْط وقيل لَسْيحِ المطر سَحْل لأنه يِقْشر الأرضّ بوقعه ألا تراهم يقولون لْلمَطْرة : سَحيفِة وسَاحية وحريصة ويروى : تَسْحَاها . قالت عائشة رضى الله تعالى عنها : كُفَّن رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم فى ثلاثة

- أثوابِ سَحُولية كُرسْف ليس فيها قَميص ولا عمامة وروى : فى ثوبين سَحُوليَّين وروى : حَضُوريين . سَحول وحضور : قريتِان من قرى اليمن . قال طرفة ... . وبالسَّفْحِ آياتٌ كأنَّ رُسُومها ... يَمَانٍ وَشَتْهُ رَيْدَةٌ وسَحُول ...
وقيل : السَّحولية المقصورة كأنها نسبت إلى السَّحُول وهو القَصّار لأنه يَسْحَلُها أى يغَسْلها فينفى عنها الأوساخ . وروى بضم السين على أنه نسب إلى السُّحول جمع سَحْل وهو الثوب الأبيض وقيل الثوب من القطن . قال : ... كأنّ بريقه برقان سَحْل ... جلا عن متنه حَرضٌ وماء ...
وكأنّ الذى سّوغ فى هذا الموضع النسّبة إلى الجمع أنّ ما فى قولك لو قلت : رجل سُحُولّى إذا كان يبيع السُّحول أو يَلْبسها كثيراً أو يلابسها فى الجملة مما يمنع من تسويغه إذ المقصود الإيذان بملابسة الرجل هذا الجنس لا معنى فى الجنس وهو الجمع مفقود هاهنا لأن الأثوابَ هى السُّحول فيما يرجع إلى الثوبية ولكن السُّحول فيها اختصاص بلون فَنسَبها إليها لتُفاد هذه الخصوصية فيها ويُؤذن بأنها منها فى اللون وهذه مفارقة بيّنة مُرخَصّة فى ترك الرجوع إلى الواحد . ورأيت فى تهذيب الأزهرى بخطة السين مضومة فى اسم القرية والثياب المنسوبة إليها . وهذا خلاف ما أروى وأرى فى الكتب المضبوطة . الكُرْسُف : القطن وقد وصف به كقولهم : مررت بحيّة ذراع وهى امرأة كلبة وليلة غَمّ . أدنى ما يكفَّن فيه الرجل ثوبان وأكثره ثلاثة . وهى لفائف كلها عند الشافعى وكرّه القميص وهذا الحديث ينصره وهى عند أصحابنا قميص ةإزَار ورداء . لاَعَنَ صلى الله عليه وآله وسلم بين عُويَمر وامرأته ثم قال : انظروا فإن جاءت به

أسحْمَ اْحتمَ فلا أحسب عُويمرا إلا قد كذب عليها فجاءت به على النعت الذى نعته به وكان يُنْسَبُ بعدُ إلى أمّه
سحم الأسْحَم : الأسود . والأحتم : الغِربْيب من الحاتم وهو الغراب ويجوز أن يكون قولهم فى الأدهم : الأَتْحَمّى والتحُّمة : الدّهمة مقلوبا من هذا . يمينُ الله تعالى سَحَّاء لا يَغِيضُها شىءٌ اللّيلَ والنّهَارَ
سحح هى من السَّح كالهطْلاء من الهطْل فى أنها فَعْلاء من غير أَفْعَل . ونحوهما حَدْواء فى قول العجاج : ... حَدْواء جاءت من جبال الطُّورِ ...
وهى الريح التى تَحْدرُ السحاب . الغَيضْ : النَّقصَ يقال : غاض الماءُ وغاضَ بنفسه . والمعنى : اتصال عَطائه ودَوام نَعمْائه وأنها لا تفتر ليلا ولا نهارا رزَقنا الله التوفيقَ لشكرها كما رَزَقَناها . وفى الحديث أبى بكر : أنه قال لأُسامة رضى الله عنهما حين أنْفَذَ جيشَه إلى الشام : أغِرْ عليها غارةً سَحّاء لا تتلاقى عليِك جموعُ الروم . أى تسِحُّ عليهم البلاء دفَعْة من غير تلبّث كما قال القائل : ... وَرُبَّةَ غارةٍ أوضْعتُ فيها ... كسحّ الخزرجىّ جرَيَم تَمْرِ ...
وروى : مَسحْاء أى خفيفة سريعة من مسحهم يمسحهم إذا مّر بهم مَرّا خفيفا قيل للرَّسْحاء : مسحاء لخِفَّة حَقِيبتها وروى : سَنحْاء من سَنَح له الشىء . عمر رضى الله عنه من زَافَتْ عليه دراهمُه فَليْأت بها السوق فليقلْ : من يبيعنى بها سَحْق ثوب أو كذا وكذا ؟ ولا يخالف الناسَ عليها أنها جياد
سحق السَّحْق : الخَلقَ من الثياب وقد سَحق سُحوقة مثل خَلق خُلوقة وأسحق أخلق . وسمى بذلك لأنه الذّى سَحقه مرَ الزمان سَحْقاً حتى رق وَبِلىَ . ومنه قيل للسحاب الرقيق : سحق

- علىّ بن أبى طالب عليه السلام إنّ بنى أمَيَة لا يزالون يَطْعُنُون فى مِسْحلِ ضلالة
سحل ولهم فى الأرض أجلٌ ونهاية حتى يُهرَيقوا الدم الحرام في الشهر الحرام والله لكَأنّى أنظر إلى غُرنْوق من قريش يتشحَّط فى دمه فإذا فعلوا ذلك لم يبق لهم فى الأرض عَاذِر ولم يَبْقَ لهم مُلْكٌ على وجه الأرض بعد خمسَ عشرةَ ليلة . يقال : طَعَن فى عِنان كذا وفى مِسْحَله إذا جَدَّ فيه ومضى وأصلهُ فى الفرس إذا استمرّ فى سيره فدفع فيه برأسه . قال لَبِيد يصف فرساً : ... تَرْقَى وتطْعُن فى العِنان وتَنْتحَى ... وِرْدَ الَحمامِة إذْ أجدَّ حمَاَمُها ...
يقال : هَراق بقلب الهمزة هاء وأهْراق بزيادتها كما زيدت السين فى استطاع فهى فى مضارع الأول محركة وفى مضارع الثانى ساكنة . الغُرنوق : الشاب العِاذر الأثر . بعد خمس عشرة ليلة : أى من وقت قَتْله والمراد ما ركبه الحجّاجُ عامُلهم فى قتال عبد الله بن الزُّبير . ابن مسعود رضى الله عنه يَلْقَى شيطانُ الكافر شيطانَ المؤمن شاحبا أْغَبَر مهزولا وهذا ساحٌّ
سحح أى سمين يقال : سَحَّت الشاة تَسِحُّ سُحُوحا وسُحُوحة وشاة ساحّ وهو من السحّ كأنه يَسحّ الوَدَك سَحّاً . يعنى بالساحّ شيطان الكافر . عائشة رضى الله تعالى عنها خطبت بعد مَقْتَلِ عثمان رضى الله عنه بالبصرة فقالت : إن لى حُرْمَة الأُمومِة وحقّ الصُّحبة لاَ يتهَّمِنى منكم إلا مَنْ عصَىَ ربه وقُبِض رسول الله بين سَحْرِى ونَحْرِى وحاقَنِتىِ وذَاقَنتىِ وأنا إحدى نسائه فى الجنة وبه حَصَّننى ربى من كل وضيع وبى مُيّزَ مَؤمنُكُمْ مِنْ مُنافقكم وفىّ رُخّص لكم فى صَعيد الأَقْواء وأبى ثانى اثنين وروى : رابع أربعة من المسلمين وأولُ من سُمى

- صدّيقا : قُبض رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو عنه راضِ قد طَوَّقه وَهْفَ الأمانة وروى : الأمامة واضطرب حبلُ الدين فأخذ بطَرَفَيْه ورَبَّق لكم أثناءه وَوَقَذَ النفاق وغَاضَ نَبْغَ الرّدّة وأطفأ ما حَشَّتْ يَهود وأنتم يومئذ جُحَّظ تنتظرون الدَّعوة وروى : تنتظرون العَدوة وتَسْتَمُون الصَّيْحة ; فَرََأَبَ الثّأَى ; وأوْذَم السقاء وروى : وأوْذَمَ العَطِلة واْمتَاحَ من المَهْواة وأْجَتَهر دُفُنَ الرَّوَاء حتى قبضه الله إليه واطئاً على هام النفاق مُذْكِياً لحرب المشركين يَقْظَان الليل فى نُصرة الإسلام صَفوحاً عن الجاهلين بعيدُ ما بين اللاّبتين عُرَكَةٌ للأذَاة بَجنْبه خَشَاش المَرآة والمَخْبَر . وإنى أقبلتُ أطُلبُ بدم الإمام المركوبة منه الفِقرُ الأربع فمن ردَّنا عنه بحق قَبِلناه ومن ردَّنا عنه بباطل قاتلناه فربما ظهر الظالم على المظلوم والعاقبة للمتقين . فأخبر الأحنف بما قالت فأنشأ فيها أبياتا وهى : ... فلو كانتِ الأكْنانُ دونكٍ لم يجد ... عليك مقالاً ذو أذَاةٍ بقُولها ... وَقَفْتِ بمسْتّن السُّيولِ وقلَّ مَنْ ... يْثوَى بها إلا علاُه بليلُها ... مخضت سِقائى غدْرةً وملامةً ... وكلتاهما كادت يغَولُك غولُها ...
فلما بلغتها مقالتُه قالت : لقد استفرغ حلمَ الأحنف هجاؤُه أياّى ألِى كأن يَسْتَجِمُّ مَثَابة سفهه إلى الله اشكو عقوق أبنائى ! ثم أنشأت تقول : ... بُنىَّ اتعّظ إن المواعظ سهلةٌ ... ويوشك أن تختار وَعْراً سبيلُها ... فلا تنسين فى الِله حَقَّ أمومتى ... فإنك أولى الناس ألّا تقولها ... ولا تنطقن فى أمة لى بالخنى ... حنيفية قد كان بعْلِى رسُولُها ...
فاعتذر إليها الأحنف
سحر السَّحر : الرّئة والمراد الموضع المحاذى للسَّحر من جسدها وروى : شَجْرِى قال الأصمعىّ : هو الذَّقنَ بعينه حيث اْشَتَجر طرفا اللَّجْيَتْن من أسفل . وقيل : هو التشبيك تريد أنها ضَمَّتْه بيديها إلى نحرها مشّبكة بين أصابِعها

الحاقنة : النُّقرة بين التَّرقْوة وحَبْل العاتق الذَّاقَنة : طرف الحُلقوم . والمعنى : أنه قُبِض وهى ملازِمَته وضامّته إلى هذه المواضع من جسدها . الأقَواء : فيه وجهان : أن يكون عَلَماً للمكان أو جَمْعِ قىّ وهو القَوَاء أى المكان القَفْر . وفى حديثها فى قصة العِقْد : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فى بعض أسْفاره حتى إذا كنا بالبيداء أو بذاتِ الجيش انقطع عْقِدٌ لى ثم ذكرتْ أن رسول الله أصبح على غير ماء وأن آية التَّيَمّم قد نزلت فلعلّ اسم تلك البيداء الأَقْواء . رابع أربعة أى واحد من الأربعة وهم : رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلىٌّ عليه السلام وزيد بن حارثة وأبو بكر رضى الله تعالى عنهما . وهْفِ الأمانة : الِإقامة بها من الوَاهف وهو قيمَّ البِيعَة وهَفَ يهفُ وهَفْا وحقيقة معناه : الدنو وَهَف ووحَفَ أخَوان يقال : خُذْ ما وهف لك أى دنا وأمكن كما يقال : خُذْ ما أطَفَّ لك ومعنى الإِطفاف الدنو . وَحَف يحَفِ إذا دنا . قال ابنُ الأعرابى وأنشد : ... أقبلت الخودُ إلى الزَّاد تَحِفْ ... تُوقد للِقْدر مرارا وتَقِفْ ...
وذلك لأن القيّم بالشىء دانٍ منه لازم له لا يرخص لنفسه فى التجافى عنه . ويجوز أن يكون من وهَفَ النبتُ إذا أورْقَ واهتز لأنه حينئذ يظهر صلاحه فشّبه به ما يظهر من صلاح الشىء بقَيّمه والمعتنى بشأنه . رَبَّق أثَنْاءَه . أى جعل أوساطَ الحبْل وما عدا طرفيه رِبقْا لكُمْ شَدَّ بها أعناقكم كما يفعل الراعى بِهيمته تعنى أنه جمعهم على أْمرٍ فأطاعوه ولم يستطيعوا الخروجَ منه . نَبِغْ الرّدة : ما نَبغَ منها أى ظهر ومنه النابغة ونَبغَ الرأسُ إذا ثارت هِبْريِتَه وُيقال لها النُّباغَّ . الحَشّ : الإيقاد أى ما أوقدته من نيران الفتنة

- تنتظرون الدعوة : أىْ قد شارفتم أن يَنْجُم مَنْ يدعو إلى غير دين الإسلام أوْ يعدُو على أهله فجعلتْ تلك المشارفة انتظارا منهم . رَأْبُ اّلثأْى : إصلاحُ الفساد يقال : ثَأَى الَخرزُ ثأْياً وثَئِىَ ثأًى إذا اْلتَقَتْ خَرزتَان فصارتَا واحدة وأثأته الخارزة . أوْذَم السّقَاء : جَعل له أوْذَاماً أو شَدَّة بها . والوَذَم : كل سير قَدَرْتَهُ طولا . العَطِلة : الدّلْو المُعَطَّلة وقيل العِطلة : الناقة الَحسَنة . قال : ... فلاَ نتَجَاوَزُ العَطِلاتُ منها ... إلى البَكْر المُقِاربِ والكَزُوم ... ولكَّنا نُعِضّ السيفَ صَلْتاً ... بأسْوقِ عافيات اللحم كُومِ ...
أى شد الناقة لتَسْنُو . والمرادُ تسوية الأمر وإصلاحه . الَمْهواة : البئر . اجتهر كَسحَ يقال : رَكِيَّة دَفْن ورَكِىّ دِفان . الرَّواء : الماء الكثير الذى للواردة فيه رِىّ . اللاَّبتان : حَرَّتَا المدينة وإنما قصدتْ التمثيل بذلك لسعة عظمته وفُسحة صدره عُرَكة : من قولهم فلان يعرك الأَذى بجَنْبه أى يحتمله . قال : ... إذا أنتَ لم تَعْرُك بَجْنبِكَ بَعَضَ ما ... يُريبُ من الأَدْنى رماك الأباعدُ ...
الخَشاش : الماضى الخفيف تعنى أن الخِفة والانكماش مخائلهما بادية عليه وهى فى الحقيقة وعند الخِبْرة على ذلك لا تكذب مخائله . الفِقَر : جمع فُقْرة بالضم . قال ابنُ الأعرابىّ : البعير يُقْرَمُ أنفُه وتلك القُرْمة يقال لها الفُقْرة فإِن لم يلن قُرِم أخرى ثم أخرى إلى أن يلين فضربت ذلك مثلا لما ارتكب فى عثمان من النّكايات بَهْتِك الحُرمَ الأربع وهى حرمة صحبة الرسول وصهره وحُرمة الشهر وحرمة الخلافة . وكانَ قْتلُه فى الشهر الحرام يوم الأضحى . استجمَّ البئر : تركها أياما لا يستقى منها حتى يجتمع ماؤها كأنه طلب جَمومها

- المثَابة : الموضع الذىَ يَثُوب منه الماء أراد أنه كان يحلُم عن الناس ولا يتسَافهُ عليهم وكأنه كان يجمع سَفَهه من أَجْلى . وعراً سبيلها : تعنى خُطة صَعْبة . سحرك فى خل . فسحطوها فى عز . منسح فى ند . ساحة وسحساحة فى شر . ساح فى مت . سحلت فى ثم . السحال فى زى . السحاء فى ند . السين مع الخاء النبى صلى الله عليه وآله وسلم دخل على عمه حمزة فَصُنِعَتْ لهم سخَينة فأكلوا منها
سخن هى شىء يُعمل من دقيق وسمن أغلظ من الَحساء وكانت قريش تحبُّها فُنِبزَتْ بها . حَضَّ النساء على الصدقة فجعلت المرأة تُلقْى الُقْرطَ والسّخاب
سخب فى كتاب العين : السّخاب : قلادة تتخذ من قَرنفل وسُكّ ومَحْلب ونحوه وليس فيها من اللؤلؤ والجوهر شىء والجمع السُّخُب . وقيل : هو نظم من خَرزَ . قالَ واثِلة بن الأسْقَع رضى الله عنه : كنتُ من أهل الصُّفَّة فدعا النبى صلى الله عليه وآله وسلم بقُرْص فكسره فى قصعة ثم صنع فيها ماء سخنا ووضع فيها ودكا وصنع منه ثريدة ثم سغسغها ثم لبقها ثم صعنبها وروى : شَعْشَعَها
سخن يقال : يوم سُخْن ونظيره رجل جُدّ وحُرّ . ويقال : وجدت سُخْنَ الماء أى سخونته . وسَخُن الماء وسَخَن وسخن . سَغْسَغَها : رَوّاها بالسّمْن . وشَعْشَعَها : خَلَط بعضَها ببعض كما يُشَعْشَعُ التراب

- يقال : شَعْشْعُتها بالزيت . وقيل طَوَّل رأسها من الشَّعْشَاع وهو الطويل . لبَقَّهَا : جمعها بالمَقْدحَة وقال ابن دريد : هو أن تُحِكمَ تَلْيينَها وقيل : أنْ تُكْثَرِ ودَكها . صَعَنِبها : رفع صَوْمَعَتَها وحَدّدَ رأسها . قال له رجل : يا رسول الله هل أُنِزْل عليك طعام من السماء ؟ قال : نعم أُنزْل علىّ بمسْخَنة ويروى : أتانى جبرئيل بِقدِرْ يقال لها الكَفِيت فأكلت منها أكْلةَ فأعطيت قوة أربعين رجلا فى الجماع . المسْخَنة : قِدْرِ كالتَّوْر . الكفَيِت : الكَفِتْ وهى القدْر الصغيرة والزّنتان معا بمعنى مفعول فى الأصل من كفته إذا ضمه وجمعه والمراد التضييق والتصغير . زيد بن ثابت رضى الله تعالى عنه كان لا يحيى من شهر رمضان إلا ليلة سبع عشرة فيصبح كأنْ السُّخْدَ على وجهه
سخد هو الماء الغليظ الأصفر الذى يخرج من الولد إذا نُتجَ تقول العرب : هو بول الحُوار فى بطن أمه . والذى خَتم به ثعلب كتابَ الفصيح قيل إنه تعريب سخته وهو المحرق شَبَّه ما بوجهه من التَّهيج بالسُّخد فى غِلظَه وقد استمَّر بهم هذا التشبيه حتى سمْوا نفسَ الورم سُخدا وقالوا للمورم وجهه : مُسَخّد . قال رُؤبة : ... كأنّ فى أجلادهن سُخْدا ...
ونظيره قولهم للسيف : عَقِيقة لاستمرار تشبيههم له بعقيقة البرق ولقِنوان الكروم غربان لذلك . الأحنف رضى الله عنه تبادلوا تحابوا وتهَادْوا تَذْهَبِ الَإحنُ والسَّخائمُ وإياكم وحَمَّيِة الأوغْابَ
سخم السَّخِيمة : الحِقْدُ وهى من السُّخام ألا ترى إلى قولهم للعدو أسْوَدُ الكَبِد

- الوَغْب والوَغْد : اللئيم الرَّذْل وأوْغاب البيت : أسقاطه منه . والتساخين فى شو وسخابها فى خر . سخلا فى نب . سخبهم فى مر . سخفة فى رى . السخينة فى بج . السخبر فى ضل . السخيمة فى اه . السين مع الدال النبى صلى الله عليه وآله وسلم قيل له : هذا علىّ وفاطمة قائمين بالسُّدة فأْذَنْ لهما فدخلا فأغْدَفَ عليهما خميصةً سَوْداء . هى ظُلّمة على باب أو ما أشبهها لتقَى البابَ من المطر
سدد وقيل : هى الباب نفسه . وقيل : السّاحة . أغْدَف : أرْخَى . الخَميصة عن الأصمعىّ : مُلاءَة من صُوف أو خّزٍ مُعْلَمة فإن لم تكن مُعْلمَة فليست بخَمِيصة سُمّيَتْ لرقتها ولينها وصغر حجمها إذا طويت . وعن بعض الأعراب فى وصفها : الخَميصة المُلاءة اللينة الرقيقة الواسعة التى تتَسْع منشورة وتَصْغُر مطوية تكفى من القَرّ وتجمّل الملبس ليست بِقَرَدةَ ولاثخنية ولا عظيمة الكَوْر . وفى حديثه صلى الله عليه وآله وسلم أنه ذكر أول من يَرِدُ الحوض فقال : الشُّعْثُ رءوساً الدُّنسْ ثيابا الذين لا تُفتح لهم السُّدُد ولا ينكحون المنَّعمات
سدّ قالسُّدة هنا : الباب . وعن أبى الدَّردْاءَ رضى الله عنه : أنه أتى بابَ معاوية فلم يأذن له فقال : من يأتِ سُدُد السلطانَ يَقُم ويَقْعُد ومَنْ يجد بابا مغلقا يجد إلى جنبه بابا فتحا رَحْبا إن دعا أجِيب وإن سأل أُعْطىَ . يريد باب الله تعالى . وعن عُروة بن المغيرة رحمهما الله تعالى : أنه كان يصلَّى فى السُّدّة

- وعن المغيرة رضى الله عنه : أنه كان لا يصلّى فى شَّدة المسجد الجامع يوم الجمعة مع الإمام وقيل : إسماعيل السُّدَّى لأنه كان تاجراً يبِيع الخمَر فى سُدَّةِ المسجد . من قطع سدْرِة صوب الله رأسه فى النار
سدر السّدرْ : شجر حَمْله النَّبقْ وورقة غَسُول . وقال الجاحظ : كانوا يتخّذون بين يَدى قصورهم السّدرْ لْلِغَلّة والظّل والحُسن أراد سِدْرة فى الفلاة يَسْتِظَلُّ بها أبناء السبيل أو فى مِلْكِ رجل تحامل عليه ظالم فقطعها . أبو بكر رضى الله عنه سأل النبىّ صلى الله عليه وآله وسلم عن الإزار فقال : سَدّدْ وقارب
سدد من السَّداد وهو القَصْد أى اعمَلْ بالقصد فيه فلا تُسبله إسبالا ولا تقلّصه تقليصاً . وقاَرِبْ أى اجعله مقارِبا وسطا بين التَّشْمِير والإرخاء . علىّ عليه السلام رأى قوماً يُصَلُّون قد سَدَلوا ثيابهم فقال : كأنهم اليهود خرجوا من فُهْرهم
سدل هو إسْبال الثوب من غير أن يضم جانبيه . فُهْرهم : مَدْرَستهم التى يجتمعون فيها قالوا : وليست عربية مَحْضة . أم سلمة رضى الله عنها أتت عائشة لما أرادت الخروجَ إلى البَصْرة فقالت لها : إنك سُدَّة بين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأمتّه وحجابُك مضروب على حُرْمَتِه وقد جمع القرآن ذيلَك فلا تَنْدَحِيه وسَكَّنَ عُقَيْرَاك فلا تُصْحرِيها الله مُن وراء هذه الأمة لو أراد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنْ يعَهْد إليك عهِد عُلْتِ عُلْتِ بل قد نهاك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الفُرْطة فى البلاد . إن عمود الإسلام لا يُثَاب بالنساء إن مال ولا يُرْأب بهن إن صُدع حُماَديَات النساء غَضُّ الأطرَاف وخَفَر الأعراض وقَصِر الوَهازْة ما كنت قائلة لو أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

- عارَضك ببعض الفَلوات نَاصَّةً قلُوصا من منهل إلى آخر . إن بعين الله مهواك وعلى رسوله تَرِديِن قد وَجَّهْتِ سداَفته وروى : سجَافته وتركت عُهَّيدْاَه لو سرتُ مسيرَك هذا ثم قيل : ادخلى الفردوس لاستحييتُ أن أَلقْىَ محمدا هاتِكة حجاباً قد ضربه علىّ . اجْعَلِى حِصْنَكِ بيَتك ووَقاعَة السّتر قَبرك حتى تلقْيَنه وأنت على تلك أطوعُ ما تكونين لله ما لزْمِته وأنصرُ ما تكونين للدين ما جلست عنه لو ذكَّرْتكُ قولاً تعرفينه نَهَشْتِنى نَهشْ الرقشاء المُطْرِق . فقالت عائشة : ما أقبلنى لوِعْظِك وليس الأمْرُ كما تظّنين ولنعم المسَيرُ مِسيرٌ فزعتْ فيه إلَّى فئتان متناجزتان أو متناحِرتان إن أقعد ففى غير حرج وإنْ أخرج فإلى مالا بدّ من الازدياد منه . السُّدة : الباب تريد أنّكِ مِنْ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بمنزلة سُدّة الدار من أهلها فإن نَابكِ أحدٌ بنائبة أو نال منك نائل فقد ناب رسولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم ونال منه فلا تُعَرضّى بخروجك أهلَ الإسلام لَهِتْكِ حَرْمة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وترك ما يجبُ عليهم من تعزيزه وتوقيره . نَدَحَ الشىء فتحه ووسَّعه ومنه أنا فى مَنْدوحة من كذا ونُدْحة نحوه من النَّدح وهو المتَّسع من الأرض . العُقَيَري : كأنها تصغير العَقْرى فَعْلى من عَقَر إذا بقى فى مكانه لا يتقدم ولا يتأخر فزعا أو أسفا أو خجلا . وأصله من عقرتُ به إذا أطلت حَبسْه كأنك عقرتَ راحلَته فبقى لا يقدر على البَراح . أرادت نفسها أى سَكنّى نفسك التى صفتها أو حقها أن تلزم مكانها ولا تبرح بيتَها واعملى بقوله تعالى : وَقَرْنَ فِى بُيُوتِكُنَّ . أصْحَر أى خرج إلى الصحراء وأصْحَر به غيرهُ وقد جاء هنا مُعَدَّى على حذف الجار وإيصال الفعل . عُلْت : مِلْت من قوله تعالى : ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ لاَ تَعُولُوا وروى : عِلْتَ من عَال فى البلاد وعَار ويجوز أن يكونَ فعَلتْ من عَاله يعولهُ إذا غلبه ومنه

قولهم : عِيَل صبرُه وعيل ما هو عائله أى غلبت على رأيك وما هو أولى بك . للعرب فى عُدِت يا مريض ثلاث لغات : الكسر والضم الخالصان والإشمام . الفُرطة والفُروطة : التقدّم . ويقال للمسفار : فلان ذو فُرطة وفُروطة فى البلاد : وقولهم : بعير فُرطى أى صعب منسوب إلى الفُرطة . وكذلك قولهم : فيه فُرْطّية أى صُعوبة قال : ... سَيْراً ترى فيه القَعود الأْورَقا ... من بعد فُرْطيتَّه قد أرْنَقا ...
أثابه : إذا قَوّمِه وهو منقول من ثاب إذا رجع لأنها رجَعَ للمائل إلى الإستقامة . يقال : حُمَادَاك أن تفعل كذا أى قُصَاراك وغايةُ أمرك الذى تحمد عليه . غَضُّ الأطراف : أوردة القَتْيِبى هكذا وفسر الأطراف بجمع طَرْف وهو العين . ويدفع ذلك أمران : أَحدهما : أنّ الأطراف فى جمع طَرْف لم يرد به سماع . بل ورد بردَّه وهو قول الخليل أيضاً أن الطَّرْف لا يثنى ولا يجمع وذلك لأنه مصدر طَرَف إذا حرَّك جفونه فى النظر . والثانى : أنه غير مطابق لخَفر الأعراض ولا أَكاد أشك أنه تصحيف . والصواب : غض الإطْراق وخفر الأعراض . والمعنى أن يغَضُضْن من أبصارهن مُطْرِقات أى راميات بأبصارِهّن إلى الأرض ويتخَفَّرن من السُّوء معرضات عنه . الوَهازة : الخطو يقال : : هو يتوهز ويتوهس إذا وطىء وطئاً ثقيلا . وقال ابنُ الأعرابى : الوَهازَة : مِشْية الَخِفرات والأوْهزَ : الرجل الحسَنُ المِشية . نَصَّ الناقة : دفعها فى السير . السِّدافَة والسِّجافة الستارة وتَوْجِيهها : هتكُها وأخْذُ وجهها كقولك لأخْذِ قَذَى العيِ تقذّيته . قال العجاج يصف جيشاً : ... يوجِّه الأرض ويستاق الشجر ...
أو تغييرُها وجعلها لها وجها غير الوجه الأول . والعُهَّيْدىَ : من العهد كاُلجهّيْدى والعُجَّيْلَى من الجَهْد والعَجَلة يقال : لأبلغّن جُهَّيدْاَى فى الأمر وهو يمشى العُجَّيلى

- وقِاعة السّتْر وموَقْعته : موقعه على الأرض إذا أرسلته وروى : وَقاعة الستر أى ساحة الستر وموضعه . الضمير فى " لزمِته " للستر والمعنى أطوع أوقات كونك وأنصرها وقت لزومك ووقت جلوسك . الرقشاء : الأفعى . الشَّعْبى رحمه الله تعالى ما سددتُ على خَصْم قط . أى ما قطعت عليه . مستدة فى كب . مسدفون فى بو . سداد فى هد . السدف فى قش . سدوس فى رو . سدانة فى اث . سدى فى شد . أسدريه فى بض . أسدى فى عص . االسين مع الراء النبىّ صلى الله عليه وآله وسلم دخل على عائشة تَبْرُق أسَارِيرُ وجَهْهِ
سرر هى خُطوطُه جمع أسْرَار جمعِ سّر أو سِرَر قال صلى الله عليه وآله وسلم لرجل : هل صُمْت من سِرَار هذا الشهر شيئاً ؟ قال : لا . قال : فإذا أفْطَرْتَ من شهر رمضان فصُم يومين . السِّرَار بالفتح والكسر : حين يَسْتَسّر الهلالُ فى آخر الشهر . أراد : سِرَار شعبان . قالوا : كان على ذلك الرجل نَذْر فلما فاته أَمَره بقضائه . كان على صدره صلى الله عليه وآله وسلم الحسَنُ أو الُحسين فبال فرأيت بَولَه أسَارِيع
سرع أى طرائق الواحد أُسروع سمى لا طّراده من السرعة وهى أن تطّرد الحركات من غير أن يتخللّها سكون وتوقّف

- ليس للنّساء سَرَوات الطّريق
سرى جمع سَراة وهى ظهرها ومعظمها أى لا يتوسَّطْنَها ولكن يمشين فى الجوانب . قال لأصحابه يوم أُحُد : اليوم تُسرَوَّنْ فقُتل حمزة . أى يُقتل سَرِيّكم كقولهم : تُشَّرفوُا وتُكَمّوُا إذا قُتل شريفُهم وكَمِيُّهم . إن المشركين أغاروا على سَرْح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فذهبوا بالعَضْباء وأسَرُوا امرأة من المسلمين فنوَّموا ليلة فقامت المرأة كانت إذا وضعتْ يديْها على سَنَام بعير أو عَجُزهِ رفع بُغَامَه حتى انتهتْ إلى ناقة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلئمت بُغَامَها فاستوتْ عليها وكانت ناقة مُجَرَّسة . وعن سَلَمة بن الأكْوع رضى الله عنه أنه قال : لما أغارَ عبد الرحمن بن عُييْنَة الفَزارى على سَرْح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ناديت : يا صَبَاحاه ثم خرجتُ أْقفُوا آثارهم فألحق رجلا فأرشُقه بسهم فوقع فى نُغْص كَتِفه فقلت : ... خُذهْا وأنا ابنُ الأكوعِ ... واليوم يَوم الرَّضعِ ...
قال : فما زلت أرميهم وأعقرهم حتى ألْقَوْا أكثر من ثلاثين رُمحا وثلاثين بُرْدة لا يلقون شيئا إلا جعلت عليه آراماً وأتاهم عُيَيْنَة بن بَدْر ممدَّا لهم فقعدوا يَتَضَحّون وقعدت على قَرْن فوقهم فنظر عُيَيْنة فقال : ما هذا الذى أرى ؟ فقالوا : لقينا من هذا الَبْرح . وفى حديثه : أن خيلا أغارت على سَرْح المدينة فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وجاء أبو قتادة وقد رَجَّل شَعْرَه فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : إنى لأرى شَعْرَك حَبَسَك فقال : لآتينك برجل سَلمَ
سرح يقال : سَرَحَ المالَ إذا أطْلقَه يرعى ويَسْرَح بنفسه والمالُ سارِح والسَّرْح نحو الصَّحْب والشَّربْ والتَّجْر فى جمع فاعل وليس بتكسير ولكنه من أسماء الجموع كالضَّئِين والمعَيز والأشياء والقصباء ونحو ذلك . ويجوز أن يكون كالصَّيدْ وضَرْب الأمير تسمية للمفعول بالمصدر

- العَضْباء : عَلَمٌ لناقة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منقول من قولهم : ناقة عضبْاء وهى القصيرة اليد . نَوَّمُوا : مبالغة فى نامُوا إذا اسْتَثْقَلُوا فى النوم . مُجَرَّسة أى مجرّبة مُعتادة للركوب يقال : رجل مجرّب ومجرّد ومجرسّ ومضرسّ . الُّنغَضْ بالفتح والضم : فرع الكَتِف لأنه ينَفْضُ إذا أسرع الماشى وقيل : هو غُرضْوفها وهو النَّاغض . الرّضّع : جمع راضِع وهو اللئيم يريد : اليوم يوم هَلاكهم وارتفاع اليوم على الابتداء . ويجوز نصبه على الظّرفية على أن اليوم بمعنى الوقت والحين . حكاه سيبويه عن ناس من العرب . البردة : شملة من صوف . الآرام : جمع إرمَ وهو العلم والأَرَمِىّ والأيْرم والأيْرَمِىّ مثله . يقال : هذِه السنة كالأريام . قال : ... عيدية سنامها كالأيْرم ...
يَتَضَحَّون : يَتَغَدَّون . القَرْن : جُبيل منفرد . البَرْح : شدة الأذى . رجل سَلَم : أى أسير . قال الفرزدق : ... وقوفاً بها صَحْبى علىّ كأننى ... بها سَلَمٌ فى كف صاحبه نار ...
وكذلك قومٌ سَلَم . قال : ... فاتقين مروان فى القوم السَّلَم ...
لما أحْضَر بنى شيبان وكلّم سَراتهم قال له المثَّنى بن حارثة : إنا نزلنا بين صِيرتَين : اليَمامة والشمامة . فقال صلى الله عليه وآله وسلم : وما هاتان الصَّيرتان ؟ فقال : أنْهارُ كِسْرى ومياه العرب نزلنا بينهما

- سرى السَّراة : السّادة جمع سَرىّ وهو غريب لضمة فاء أخواتها نحو غُزاة وقُضاة . الصّيرة : فِعلة من صار يصير إليه الناس ويَحضُرونه ويقال للحاضرة : الصائرة وقد صاروا إذا حضروا الماء . عمر رضى الله تعالى عنه لَئِنْ بقيتُ إلى قابل لَيأْتَيِنّ كلّ مؤمن حقَّه أو حظَّه حتى يأتىَ الراعى بَسْرِو حمْير عرق جبينهُ فيه . وروى : لئن بقيت لأُسوِّينَّ بين الناس حتى يأتِىَ الراعى حقه فى صُفنْه لم يعَرقْ جبينه
سرو السَّروْ : ما انحدر عن الجبل وارتفع عن الوادى والنعَّفْ والخيِفْ نحوه . قال ابن مقبل : ... بَسْروِ حْميَر أبوال البغال به ...
الصَّفْن والصَّفْنة : خريطة الرّاعى وقيل : شبه الركوة . ابن عباس رضى الله تعالى عنهما إذا بعتم السَّرَق فلا تشتروه
سرق هو شُقق الحرير البيض منه خاصة قال : ... ونَسجَتْ لوامعُ الَحرور ... سَبَائِباً كَسَرقِ الحرير ...
والواحدة سرقة كلمة معربة . ومنه حديث ابن عمر رضى الله تعالى عنهما : إنّ رجلا قال له : إن عندنا بَيْعاً له بالنقد سِعْر وبالتأخير سعر فقال : ما هو ؟ فقال : سَرَق الحرير فقال : إنكم معشرَ أهلِ العِراق تسمون أسماء مُنكرة فهلاّ قلت : شُقَق الحرير ! ثم قال : إذا اشتريَت وكان لك فبعْه كيف شئت . قيل : فى الأول معناه إذا بعتموه نسيئة فلا تشتروه من المشترى بدون الثمّن كأنه سمع أن بعضهم فَعل فى السَّرَق هكذا وإلاّ فهو مِنهّى عنه فى كلّ شىء

- وفى الثانى : إنه رخص فى السِّعرين إذا فارقه على أحدِهما فأما إذا فارقه عليهما جميعاً فهو غير جائر لأنه يكون بيعتين فى بِيعة . ابن عمر رضى الله تعالى عنهما قال لرجل : إذا أتيت مِنىً فانتهيتَ إلى موضع كذا وكذا فإن هناك سَرْحة لم تُعْبَلْ ولم تُجْرَد ولم تسَرف ولم تُسرح وقد سُرَّ تحتها سبعون نبيا فاِنْزلْ تحتَها
سرح هى واحدة السَرْح ضَرْبٌ من الشجر وقيل : هى شجرة بيضاء . وقيل : كل شجرة طويلة سرحة ومنه قول عنترة : ... بطل كأن ثيابَه فى سَرْحةٍ ...
والسِّرْياح من الخيل : الطويل مأخوذ من لفظها . لم تُعْبَل : لم يؤخذ عَبَلُها وهو ورُقها . لم تُجْرَد أىْ لم يصبها اَلجَراد لم تُسَرف : لم تصبها السُّرْفة . لم تُسَرحْ : لم يصبها السَّرحْ أى الإبل والغنم السارحة . وقيل : هو مأخوذ من لفظ السَّرحْة كما يقال : شَجَرة الشَّجرَة إذا أخذ منها غصنا أو وَرَقاً . سُرَّ : من سَرَرْتُ الصبى إذا قطعت سُررَه . ابن عمر رضى الله عنهما الدنيا سجن المؤمن وجَنّة الكافر فغذا مات المؤمن تَخَلىَّ له سَرْبه يسرح حيث يشاء
سرب يقال : خَلِّ سَرْبه أى وجهته التى يمر فيها . وقال المَّبرد : فلان واسع السَّرْب أى المسالك والمذاهب أراد أنها للمؤمن كالسِّن فى جَنْب ما أُعدَّ له من المثوبة وللكافر كالجنة فى جَنْب ما أُعدّ له من العقوبة . وقيل : إن المؤمن صرف نفسه عن الملاذّ وأخذها بالشدائد فكأنه فى السجن

- والكافر أمّرَحَها فى الشهوات فهى له كالجنّة . عائشة رضى الله تعالى عنها إن لِلَّحم سَرَفاً كَسَرف الخمر
سرف قيل : هو الضَّرَاوة . والمعنى : إن من اعتاده ضَرِىَ بأكله فأسرف فيه فْعِلَ المُعاقر فى ضَراوته بالخمر وقّلة صبره عنها . ومنه الحديث : إن للّحم ضَراوة كضراوة الخمر وإن الله يبغض البيتَ الَّلِحمَ وأهلَه . ووجه آخر : أن يريد بالسَّرَف الغفلة يقال : رجل سَرِف الفؤاد أى غافل وسَرِفُ العقل أى قليل العقل قال طَرفَة : ... إن امْرأً سرف الفؤاد يَرىَ ... عَسَلاً بماء سحابةٍ شَتْمِى ...
ويجوز أن يكون من سَرَفت المرأة صبيَّها إذا أفسدتْه بكثرة اللبن يعنى الفساد الحاصل من جهة غِلظْة القلب وقسوته والجرأة على المعصية والانبعاث للشهوة . ذُكر لها رضى الله عنها المتعة فقالت : والله ما نجد فى كتاب الله إلّا النكاح والاستسرار . ثم تلت : والذيَن هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إلاّ عَلىَ أزْوَاجِهِمْ أو مَا ملَكَتْ أَيَمانُهُم
سرر أرادت التَّسِّرى وهو اسْتِفْعالَ من السِريّة على مَنْ جعلها من السِّرّ وهو النكاح أو من السرور . معنى المُتعة : أنّ الرجل كان يُشارِط المرأة شَرْطاً على شىء بأجلِ معلوم يستحِلّ به فرَجْها ثم يفارقُها من غير تَزْويج ولا طلاق أُحِلّ ذلك للمسلمين بمكة ثلاثة أيام حين حَجّوا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم حُرّم . طاوس رحمه الله تعالى مَنْ كانت له إبل لم يؤدّ حقها أَتتْ يوم القيامة كأَسِّر ما كانت تَخْبِطُه بأخفْافها . وروى : كاْبشَرِ ما كانت

- قالوا : معناه كأسْمن ما كانت وأوْفره وخَيْره وِسّر كل شىء : لبّه . وقال أعرابىّ لرجل : انحر البعير فَلتَجِدنّه ذا سر أى ذا مُخّ . والوجه أن يكون من السّرور لأنها إذا سمنت وحملت شحومها سَرّت الناظر إليها وأبهْجته . وقيل فى الأبشر : هو من البَشارة وهى الحُسن . يسرو فى رت . بسرره فى رغ . وسره فى شه . للمسربة فى صف . سارحتكم فى ضح . لسربخ فى عب . المسارح فى غث . سرى فى لح . مساريع فى فر . سروعتين فى خب . دقيق المسربة فى شذ . وفى مع . لا سربة فى نق . سرحا فى كو . فيسّر بهن فى بن . السين مع الطاء النبىّ صلى الله عليه وآله وسلم كان فى سَفر ففقدوا الماء فأرسل عليّاً عليه السلام وفُلانا يبغيان الماء فإذا هما بامرأة على بعيٍر لها بين مزادتين أو سَطِيحتين فقالوا لها : انطلقى إلى النبى صلى الله عليه وآله وسلم فقالت : إلى هذا الذى يُقال له الصابىء ؟ قالا : هو الذى تعنين وكان المسلمون يُغِيرون على من حول هذه المرأة ولا يصيبون الصِّرم الذى هى فيه
سطح السَّطيحة من جلدين . والمزادة : هى التى تُفْأَم بجلد ثالث بين الجلدين لتتسّع . الصِّرمْ : أبيات من الناس مجتمعة وقيل : فرقة من الناس ليسوا بالكثير . قال الطَّرماح : ... يا دارُ أقْوَتْ بعد أصَرامها ...
ومن السَّطيحة حديث عمر رضى الله عنه : إنه كان بطريق الشام فِأُتى بَسِطَيحَتيْن فيهما نَبِيذ فشرب من أحداهما وعَدّى عن الأخرى

- أى صَرَف وَجْهَهُ عنها . من قضيتُ له شيئا من حق أخيه فلا يَأْخُذنَّه فإنما أقطعُ له إسْطاماً من النار
سطم الإسْطام والسِّطام : الِمْسعار وهو الحديدة المفطوحة الطّرف التى تُحِّرك بها النار . أى قطعت له ما يشُعل به النارَ على نفسه ويُسَعَّرها . أو قطعت له نارا مُسعرة محروثة وتقديره ذات إسْطَام . الحسن رحمة الله تعالى عليه لا بأس أن يَسْطُوَ الرجل على المرأة إذا لم توجد امرأة تعالجها وخِيف عليها
سطو يعنى إذا نِشب ولدُها فى بطنها ميتا ولم توجد امرأة تعالجها فللرجل أن يُدخل يده فى رَحِمها فيستخرج الولد . يقال : مَسَطها ومصها ومَساَها وسَطا عليها . قال : ... فاسط على أمك سطو الهاسى ...
سأله الأشعث عن شىء من القرآن فقال : إنك والله ما تُسَطِّرُ على بشىء
سطر أى ما تُلبِّسِ . يقال : سَطّرَ فلان على فلان إذا زَخْرَفَ الأقاويلَ ونمقّها كما يُنَمِّق الكاتبُ ما يخطُّه وتلك الأقاويل الأساطير والسُّطُر . فى الحديث : العرب سِطَامُ الناس
سطم السطام والسَّطيم : حَدُّ السيف . قال كعب بن جُعيل أنشده سيبويه : ... وأبيضَ مَصْقُول السِّطام مُهَنَّداً ... وذا حَلْقٍ من نسج داود مُسردَا ...
أى هم منهم كالحدّ من السيف فى شَوْكتهم وحدتهم . سطع فى بر . بمسطح فى جو . السين مع العين النبى صلى الله عليه وآله وسلم لا إسْعادَ ولا عَقَرَ فى الإِسلام
سعد هو إسعادُ النساء فى المنَاحَات تقومُ المرأةُ فتقومُ معها أخرى مِنْ جاراتها فتساعدُها على النِّياحة

- وعنه صلى الله عليه وآله وسلم : أنَّ امرأةَ أتته فقالت : يا رسولَ الله إن فُلانةَ أسْعَدتَنِى أفأُسِعْدُها ؟ فقال : لا ونهى عن النِّياحة . العَقْر : عَقْرُهم الإبلَ على القبور يزعمُون أنه يكافىء الميتَ بذلك عن عَقَره للأضياف فى حياته . وقيل : ليطعمها السباعَ فَيُدْعَى مِضْياَفاً حياً ومِّيتاً . عن سالم بن أبى الجَعْدر رحمه الله تعالى : قال : غَلاَ السِّعر على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقالوا : لو سَعَّرْتَ لنا وروى : فقالوا له : غلا السِّعر فأسْعِرْ لنا فقال : إن الله هو المسعر إن الله هو القابِض الباسطُ الرازق إنى لأرجو أنْ ألقْىَ اللهَ ولا يطالبُنى أحدٌ منكم بمظِلمة
سعر يقال : أسْعَر أهلُ السوق وسَعَّرُوا : إذا اتفّقوا على سِعْر وهو من سَعَّر النار إذا رفعها لأن السِّعْر يوصف بالارتفاع . كان صلى الله عليه وآله وسلم يقول فى التَّلبِيْة : لَبْيَّك وسَعْديك
سعد قال أبو عمرو الَجرْمىّ : معناه إجابةَ ومساعدةً والمساعدة : المطاوعة كأنه قال : أجِيبك إجابة وأطِيعك طاعة . وقال : ولم نسمعْ بَسْعَدْيك مفرداً . وحكى عن العرب : سُبحْانَه وسعُدْاَنَه على معنى أُسِّبحه وأطيعه تسمية الإِسعاد بسعُدان كما سمى التسبيح بسبُحْان : عَلمَان كعُثمان ونُعمان . ونظير سَعْدَيْك فى الحذْف قَعْدَك وعَمْرَك . والتَّثْنِيةُ للتكرير والتكثير مثلها فى حَنَانَيْك وهَذَاذْيك . وقوله تعالى : ثَّم ارْجِعِ البَصَرَ كَرَتَيْنِ . عمر رضى الله تعالى عنه أُتِىَ فى نساءِ أو إماء سَاعَيْن فى الجاهلية فأمر بأولادهنّ أن يُقَوَّموا على آبائهم ولا يُسْتَرقُّوا
سعى يقال : ساعت الأمة إذا فجرت وساعاها فلان إذا فَجَر بها وهو من السَّعىْ كأنَّ كلّ واحد منها يَسْعَى لصاحبه ونظيُره قولهم : بَاغَتْ من البغى وهو الطلب وقيل للإِماء : البَغَايا من ذلك ومعنى تقويمهم على آبائهم أن تكون قِيمَتهُم على الزانين لموالى

لموالى الإماء البغايا ويكونوا أحراراً لاحِقى الأنسابِ بآبائهم . وكان عمر يُلِحق أولادَ الجاهلية بمن ادَّعاهم فى الاسلام على شرط التقَّويم وإذا كان الوطَء والدعوى جميعا فى الإِسلام فدعواه باطلة والولد مملوك لأُنه عاهِر . أراد رضى الله عنه أن يدخل الشام وهو يسَتْعَرِ طاعونا فقال له أصحابُ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : إنَّ مَنْ مَعَك من أصحاب النبى صلى الله عليه وآله وسلم قُرْحَانُون فلا تدخْلها . أصْلُ الاستعار الاشتعال ثم استعير فقيل : اسْتَعَرَتِ الُّلصوصُ واستعر
سعر الشرّ والجرَب فى البعير . والمعنى الكثرة والانتشار والأصْل إسْناد الفعل إلى الطاعون فأُسند إلى الشام وأخرج ما كان الفاعل منصوبا على التمييز كقوله تعالى : وَاشْتَعَل الرَّأْسُ شَيْباً وإنما يفعل هذا للمبالغة والتأكيد
القُرحان : الأملس من الداء وأصله مَنْ لم يصبه جدرى ولا حَصْبة وللحذر عليه من أن يصاب بالعين اشتقوا له الاسم من القَرْح . يستسقى فى اب . سعاره فى قد . تسعسع فى عق . سعن فى قن . السعانين فى قل . المساعر فى عر . ساعته فى خذ . السين مع الغين النبى صلى الله عليه وآله وسلم قَدمَ خَيَبْرَ بأصحابه وهم مُسْغِبون والثمرة مُغْضِفة فأكلوا منها فكأنما مَرَّتْ بهم ريح فَصُرِعُوا . أى داخلون فى المَسْغَبة ونظيره : أقْحَطُوا واجْدَبوا
سغب المُغْضِفَة : التى استرخت ولما تُدْرِك من الغَضَف فى الأذن

- ابن عباس رضى الله تعالى عنهما سئل عن الطِّيب عند الإحرام فقال : أما أنا فأسغسغه فى رأسى ثم أحب بقاءهَ
سغسغ أى أثبته فيه وأقرره من سَغْسَغَ شيئا فى التراب إذا دَحَّه فيه وسَغْسَغَ الدُّهن باليد على الرأس إذا عَصرَ رَاحتَه لتكون أرسْخَ للدُّهن فى الرأس . سغله فى بر . سغسغها فى سخ . السين مع الفاء النبىّ صلى الله عليه وآله وسلم دخل عليه عُمرَ فقال : يا رسولَ الله لو أمرتَ بهذا البيتِ فَسُفرِ وكان فى بيت أُهُب وغيرُها وروى : فى البيت أُهُبٌ عَطَنة وروى : أنه دخل عليه وعنده أَفِيق . السَّفْر : الكَنْس . وأصلُه الكَشْفُ . والمِسْفَرة : المِكْنَسة
سفر الأُهُب : ليس بتكسير للإهاب وإنما هو اسم جمع ونحوه : أُفُق وأُدُم وعُمُد فى جمع أفِيق وأديِم وعَمُود . والإهابُ : الجِلْدُ غير المدبوغ . والأَفيق : الذى لم يِتمَّ دباغه وقيل الذى تَمَّ دِباغه ولم يُعْرَك ولم يُدْهن فإذا فُعِل به ذلك فهو أديم . عَطِن وعَفِن وعرِن : أَخَوات . يقال : عَطِن الجلدُ إذا أنْتَن فسقط صوفهُ أو شعره . وعِفن الشىءُ إذا فسد نَتَناً وعرِن اللحمُ وعرَنتِ القِدْر وهى الزُّهومة . أتاه صلى الله عليه وآله وسلم مالكُ بن مُرارة الرَّهاوىّ رضى الله عنه فقال : يا رسولَ الله إنى قد أوتيت من الجَمال ما ترى ما يسرُّنى أنّ أحداً يفَضُلُنى بِشراكْين فما فوقهما فهل ذلك من البَغْى ؟ فقال رسول صلى الله عليه وآله وسلم : إنما ذلك من سَفَهِ الحقّ وغَمَط النَّاس
سفه السَّفَه : الخفّة والطَّيْش تقول سِفَه فلان علىَّ إذا استخفتّ بك وجَهِل

- عليك ومنه زمام سِفيه وسفَّهتَ الريح الغُصن . وفى سَفَه الحقّ وجهان : أحدهما : أنْ يكون على حذف الجار وإيصال الفعل كأنَّ الأصلَ سِفَه على الحق . والثانى : أن يضَّمن معنى فِعْلٍ متعّدٍ كَجِهل ونَكرِ والمعنى الاستخاف بالحق وألاَّ يراه على ما هو عليه من الرُّجْحان والرزانة . الغَمْز والغَمْص والغَمْط : أخوات فى معنى العْيب والازِدراء . وفى غَمَص وغَمط لغتان : فَعَل يَفْعَل وفَعِل يَفْعِل . ذلك : إشارة إلى البغى كأنه قال : إنما البغى مَنْ سفه والمعنى : فعل مَنْ سفَهٍ . رأى صلى الله عليه وآله وسلم فى بيت أم سَلَمة جارية ورأى بهَا سْفَعةً فقال : إنّ بها نَظْرةً فاسَتْرقُوا لها
سفع السَّفْعَةُ : المسُّ من الجنون وحقيقتها : المَرَّة من السَّفْع وهو الأخذ يقال : سَفَع بناصية الفرس ليركَبه أو يُلجمه وسفَعَ بيده فأقامه . وفى كلام قضاة البصرة : اسفَعَا بيده . ومنه قول ابن مسعود رضى الله عنه لرجل رآه : إنَّ بهذا سفْعة من الشيطان فقال له الرجل : لم أسمَعْ ما قلت فقال : نَشَدْتُك بالله هل ترى أحداً خير منك ؟ قال : لا قال : فلهذا قلت ما قلت . جعل ما به من العجَب مَساً من الجنون . والنَظْرة : الإصابة بالعين يقال : إنّ نَظْرة وصَبِىٌّ منظور . قال : ... ما لقيت حُمر أبى سَوارِ ... من نَظْرةٍ مثل أجيج النارر ...
وكأنّ المعنى أن السَّفْعة أدركتها من قَبل النَّظْرة فاطلبوا لها الرُّقية وقيل : الشَّفعة العين وصبىٌّ مسفوع : مَعِين : فهى على هذا فى معنى النَّظْرة سواء . قَدِم عليه صلى الله عليه وآله وسلم أبو عمرو النَّخَعىّ رضى الله عنه فى وفد من النَّخَع فقال : يا رسول الله إنى رأيت فى طريقى هذا رؤيا رأيت أتَاناً تركتُها فى الحى وَلَدَتْ جدياً أسفَع أحْوىَ . فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : هل لك من أمَةِ تركتها

- مُسرّة حَمْلا ؟ قال : نعم تركت أَمَةً لى أظنها قد حَمَلَتْ . قال : فقد وَلَدَتْ غلاما وهو أبُنك . قال : فما له أَسَفَعَ أحوى ؟ قال : ادْنُ منى فدنا . قال : هل بك من بَرصَ تكتُمه ؟ قال : نعم والذى بعثك بالحق ما رآه مخلوق ولا عَلِمَ به . قال : هو ذاك قال : ورأيت النعمان بن المنذر عليه قُرطْان ودُمْلُجان ومَسَكَتَان . قال : ذاك ملك العرب عاد إلى أفْضَلِ زّيِه وبَهْجته . قال : ورأيت عجوزا شَمْطاء تخرج من الأرض قال : تلك بقية الدنيا قال : ورأيت نارا خرجتْ من الأرض فحالت بينى وبين ابْنٍ لى يقال له : عمرو ورأيتها تقول : لَظَى لَظَى بصيرٌ وأعْمى أطعومنى أكَلكم كّلكم أَهلكم ومالكم . فقال : تلك فتنة تكون فى آخر الزمان . قال : وما الفتنة يا رسول الله ؟ قال : يقْتُل الناسِ إمامهم ثم يشتجرون اشتجار أطْبَاق الرأس وخالف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بين أصابعه يحسب المسىء أنه محسن ودم المؤمن أحلّ من شرب الماء . الأسفْع : الذى فيه سَواد مع لون آخر ومنه السُّفعة فى الدار وهى ما فيها منِ زبْلٍ أو رَماد أو قُمَامٍ مُتلَبَدّ فتراه مخالفا للون الأرض فى مواضع وكلّ صقر أسفَع وكلّ ثور وحشىّ أسفع وقيل للحمامة : السَّفْعاء لِعلَاطَيْها . والأحْوى : لون يضرب إلى سواد قليل وسميت أُمّنا حواء لأُدْمةٍ كانت فيها المَسَكة : السوار وجمعها مَسَك . لَظَى : علم للنار غير منصرف والّلظى : الّلهب . والمعنى : أنا لظى ولظى الثانية : إما أنْ تكون تكريرا للخبر أو خبر مبتدأ آخر . بصيرٌ وأعمى أى الناس فى شأنى ضربان : عالم يهتدىِ لما هو الصواب والحق وجاهل يركبُ رأسه فيضلّ . الاشتجار : الاشتباك . أَطْباق الرأس : عظامه وهى متطابقة متشبكة كما تشبك الأصابع . أراد التحام الحرب بين الناس واختلاطهم فى الفتنة وموج بعضهم فى بعض . أنا وسْفعاء الخدين الحانية على وَلَدها يوم القيامة كهاتين وضم إصْبعَه

- أراد التى آمتْ من زوجها وقَصَرَتْ نفَسْهَا على وَلَدِها وتركت التَّصَنّع فَشُحِبَ لونُها وتغّير بالغموم وابتذال النفس فى الاعتناء بالولد . يقال : حَنَتِ المرأةُ على ولدها تحنُوا حنوَّا : إذا أقامتْ عليه بعد زَوْجها ولم تتزوج فهى حانية . أتى برجل فقيل : إنّ هذا سَرَق فكأنما أُسِفَّ وجهُ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
سفف هو من قولهم : أَسْفَفْتُ الوَشْمَ وهو أَنْ تَغْرِز الحديدة فى البَشَرة ثم تحشُو المغارِز كُحْلا حتى تُسِفّه سَفًّا أى تَغَيَّر وسَهَم وأكمْدَ لونه حتى عاد كالبَشَرة المفعول بها ذاك وهو مستعار من سفّ الرجلُ الدواءَ وأسْفَفْتهُ إياه . ومنه : إن رجلا أتاه صلى الله عليه وآله وسلم فقال : يا رسولَ الله إن لى جيرانا أصِلُهم ويقطعوننى وأُحْسنُ إليهم ويسيئون إلّى فقال : أكان كذلك ؟ فكأنّك إنما تُسفّهم المَلّ . أى الرّمَاد الحارّ وقيل : الجمر الذى تشوى فيه الخُبْزة ولا يقال له مَلّ حتى يخالطَه رماد . إن الله رضىَ لكم مكارمَ الأخلاق وكِره لكم سَفْسَافَها
سفسف هو فى الأصل ما تَهَبَّى من غُبار الدقيق إذا نُخِل . ودُقاق التراب . ويقال : سَفْسَفْتُ الدَّقيق ثم شبه به كلّ وسخ ردىء . عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه ألاّ إنّ الأسْيِفع أسيفع جُهَيْنة قد رضى من ديِنه وأمانته بأن يقال له سابق الحاج أو قال : سَبقَ الحاج فادّان مُعْرضا فأصْبحَ قدرِيَن به فمن كان له : عليَه ديْن فليْغد بالغْداة فَلْنَقْسِمْ مَالَهُ بينهم بالحِصَص
سفع الأسَيِفْع : علم وهو فى الأصل تصغير الأسفع صفة وعَلَماً من السّفعة

- جُهَيْنَة : من بطون قُضاعة بن مالك بن حمير . وعن قُطْرُب : إنها منقولة من مصغّر جُهَان على الترخيم يقال : جارية جُهَانة أى شابة . ادّان : افتعل من الدَّيْن كاقترض من القَرْض . مُعْرضا : من قولهم طَأْ معرضا أى ضَعْ رجلك حيث وقعت ولا تتّق شيئا . وأنشد يعقوب للبعَيث : ... فطأ مُعْرِضاً إن الحتوف كثيرة ... وإنك لا تُبقْىِ مِنَ المالِ باقيا ...
أراد فاستدان ما وجد ممن وجد والحقيقة بأىّ وجه أمكنه ومن أى عرض تأَتَّى له غَيْرَ مميزِّ ولا مبال بالتَّبِعَة . ريِنَ به أى غلب وفُعِلَ بِشَأْنه . حُذَيفة رضى الله عنه ذَكَرَ قومَ لوط وخَسْفَ الله بهم فقال : وتُتُبِّعَتْ أسفارُهم بالحجارة
سفر جمع سَفْر وهم المسافرون وهذا كما يُروْىَ أنها لما قُلِبَتْ عليهم رمى بقاياهم بكل مكان . كعب قال لأبى عثمان النَّهدى رحمهما الله تعالى : إلى جانبكم جبل مُشْرِفٌ على البْصْرِة يقال له : سَنَام ؟ فقال : نعم قال : فهل إلى جانبه ماء كثيرُ السافى ؟ قال : نعم . قال : فإنه أولُ ماءٍ يَرِدُه الدَّجال من مياه العرب
سفى السَّافِى : التراب الذى تَسْفِيه الريح أى تحتمله وتهجُم به على الناس وغيرهم ونظيره : الماء الدافق والسّر الكاتم . والماء الذى ذكره هو سَفَوان وهو على مرحلة من باب المِرْبدَ بالبصرة سُمِّى بذلك لكثرة سافيه . ابن المسَّيِب رحمه الله لولا أصوات السَّافِرة لسمعتمَ وَجْبَةَ الشمس والسَّافرة : أُمَّةٌ من الروم
سفر هكذا جاء متصلاً بالحديث وكأنهم سُمُّوا بذلك لبُعدْهم وتوغّلهم فى المغرب

- الوَجْبةَ : الغُروب يعنى صوتَه فحذف المضاف . النخَّعَىّ رحمه الله كَرِه أن يوُصَل الشعر ولا بأس بالسُّفةَّ
سفف هى شىء من القَرَاميلُ والقراميِلُ : ما تصل به المرأة شَعْرَها من شعر أو صوف . وهو من السف يقال : سَفّ الخُوصَ إذا نَسجَهَ والَعَرقَة المَسْفوفة سفّة . الشَّعبى رحمه الله كره أن يُسِفّ الرجلُ النظَرَ إلى أمِّه وابنته وأخته . يقال : أسَفَّ النَّظَرَ إذا أحَدَّه وهو من باب المجاز كأنه جعل نظره فى أخذه المنظور إليه لحدّته بمنزلة الساف لمنظره ويقرب منه قولهم حكاه أبو زيد : إنه لَتَعْجُمُك عَيْنى أى كأنىَ أعرِفُك . سفه الحق فى جل . السفع فى عن . السفار فى نض . سفعاء فى زو . السفين فى فض . السين مع القاف النبىّ صلى الله عليه وآله وسلم كان مُعاذَ إمام قَومِه فمرّ فتى بناضِحِه يُريد سقَيِةَّ فأقيمت الصلاة فدخل معهم فطول معاذ وصّلى الفتى ثم خرج فذُكَرِ ذلك لرسولِ الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال له : أَعُدْتَ فَتَّاناً ! إذا كنت إماماً للناس فَخَفَّفْ
سقى السَّقِيّة : النخل الذى يُسقى بالسَّوَانى . العَوْد : يجىء كثيرا بمعنى الصيرورة . ومنه قول كعب : وَدِدْتُ أن هذا الَّلبَن يعودُ قَطِراناً فقيل له : لَمِ أبا إسحاق ! قال : تَتَبَّعَتْ قريشٌ أذناب الإبل وتركوا الجماعات وقال الشاعر : ... أطعْتُ الُعْرسَ فى الشَّهَوَاتِ حَتىّ ... أعَادتْنِى عَسِيفاً عبْد عَبِدْ

- يُحْشَر ما بيَن السِّقْط إلى الشْيخِ الفانى مُرْداً جُرْداً مُكَحَّلِين أولى أَفَانِين
سقط السِّقط : الولد يَسْقُط قبل تمامه وفى حركة فائه ثلاثُ لغات . الأفانين : جمع أفْنانَ جمع فَننَ وهو الخُصلة من الشّعْر قال العجّاج : ... يَنْفُضْنَ أَفنْان السَّبِيبِ والعُذْر ...
وعنه صلىَّ الله عليه وآله وسلم فى ذكر أهْلِ الجنة : كلّ واحدٍ منهم فتى شاب أمْردَ أجعد أبيْضَ له جُمَّة على ما اشتهت نفسهُ حَشْوُها المسك الأَذْفَر . عمر رضى الله عنه قال للذى قتل الظبى وهو مُحرم : خُذْ شَاةً من الغنم فَتَصَدَّقْ بلحمها وأَسْقِ إهاَبها
سقى أى أعطْهِ من يَتَّخِذه سقِاءً ونظيره : أسْقِنى عَسلاً وأقدِنْى خيلا وأسْقِنى إبلا . عثمان رضى الله عنه جاء ابن أبى بكر إليه فأخذه بلحيته وأقبل رجل مُسقَّفٌ بالسِّهام فأهوى بها إليه
سقف الأسقَفُ والمُسَقَّفُ : الطويل فيه جَنَأ والنعام موصوفة بالسَّقفَ والجَنَأ ومنه السَّقفْ لإظْلاِله وتجانُئِه على ما تحته . سعد رضى الله تعالى عنه قال بُسْر بن سعيد : كنا نجالسهُ وكان يتحَّدثُ حديثَ الناس والأخلاق فكان يُسَاقِطُ فى ذلك الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
سقط أى يُلْقِيه فى تضاعيف ذلك ويَرمْى به . قال أبو حَيَّة النُّمَيْرى ... . إذا كُنّ ساقَطْنَ الحديث كأَّنهُ ... سِقاطُ حصَىَ المرَجْان من كَفِّ ناظِم ...
ابن مسعود رضى الله تعالى عنه قال أبو عثمان النَّهْدِى : كنت أجالسُ ابن مسعود فَسْقَسق على رأسه عُصفور فَنَكَتهُ بيده
سقسق يقال : زَقْزَق الطائرُ بذَرْقه وسَقَسَق به إذا رمى به وزَقَّ وسَقَّ مِثْلُه . نَكَتَهُ : أى سَلَتَهُ بإصْبَعه

- قال ابن مُعيْزِ السَّعدى رحمه الله تعالى : خرجت سَحَراً أُسَقّدُ بفرسِ لى فمررتُ على مَسْجد بنى حَنِيفة فسمعتُهم يذكرون مُسَيْلمة الكَذَّاب ويزُعمون أنّه نبى فأتيت ابن مَسَعود فأخبرتهُ فبعثَ إليهم الشُّرطَ فجاءوا بهم فاستتابهم فتابوا فخَلى عنهم وقدّم ابن النّواحة فضرب عُنُقهَ . وروى : خرجت بفرس لى لأُسَقّده وروى : أُسَلقْدُ فرسى
سقد . سلقد يقال أسقد فرسَه وسَقَّده وسَلْقَده ضَمَّره . والسُّقْدد والسَّلقْدِ : الفرس المُضَمّر . والباء فى أُسَقِّد بفرس مثلُ " فى " فى قوله : يجرح فى عراقيبها . والمعنى : أفْعَلُ التضمَير لفَرسَى . واللام فى " سلقْد " : محكوم بزيادتها مثلها فى كَلصْم بمعنى كَصَم إذا فَرّ ونفر ولعلّ الدال فى هذا التركيب معاقب للطاء لأن التضمير إسقاط لبعض السمن إلا أنّ الدال جعلت لها خصوصية بهذا الضّرب من الإسقاط . ابن عمر رضى الله تعالى عنهما كان يَغْدُو فلا يمر بِسَقَّاط ولا صاحب بيِعةٍ إلاّ سلّم عليه
سقط هو الذى يبَيعُ سقَطَ المتاعِ أى رُذَاله . البِيَعُة من البَيْع كالرّكْبة من الرُّكوب . عْمرو كانت بينه وبين عُمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنهما محاورة فأغلظ له عُمر فقاوله عمرو فلما فرغ من كلامه قال له رجل من بنى أمية يقال له الأشجّ : إنك والله سَقَعْتَ الحِاجب وأوْضَعْتَ بالراكب
سقع السَّقْع والصَّقعْ : الضرب الشديد والمراد : صَكَكْتَ وجهه بشدة كلاِمك وجَبهَّته بقولك . يقال : وَضَع البعيرُ وضُعاً ووُضُوعاً : أسرع فى سَيْره وأَوْضَعه راكبهُ وأوَضَع بالراكب : جعله مَوْضعا لراحلته يريد أنّك بَهَرْته بالمقاولة حتى ولىّ عنك ونَفَر مسرعا . السقارون فى حن . سقنى فى لق . مَسْقاته فى رع . المسقوىّ فى خم . السقفاء فى ين . سقاية الحاج فى اث . من سِقِّيفاه فى ثو . السواقط فى عو . ساقى الحرمين فى قف

- السين مع الكاف النبى صلى الله عليه وآله وسلم خير المالِ سِكّة مَأْبُورة ومُهْرة مَأمورة
سكك هى الطَّريقةُ المُصْطَفّة من النَّخْل ومنها قيل للأزّقة : سكك لاصطفاف الدّور فيها . والمأْبوَرةُ : المُلقَّحة وقيل : المراد سِكّة الِحراثة . والمأبورة : المُصْلحَة قال : ... فإنْ أنْتِ لم تَرْضَىْ بِسَعَيىِ فاتْرُكىِ ... لَىِ البيتَ آبُرْه وكُونى مَكِانَيا ...
أى أُصلحه . المأمورة : الكثيرة النِّتاجَ وكان ينبغى أنْ يقول المُؤْمَرةَ ولكن زَاوَج بها المأبورة كما قال : مأزورات غير مأجورات . وعن أبى عبيدة : أَمْرتُه بمعنى آمرتُه أى كثَّرته ولم يقله غيره . ويجوز أنُ يراد : أنها لكثرة نتاجها كأنها مأمورة بذلك . ومن سِكة الِحراثة قوله صلى الله عليه وآله وسلم : ما دخلت السِّكة دارَ قوم إلا ذلُّوا . يريد أنّ أهل الحرث ينالهم المذلة لما يطَالبُون به من العُشْر والخراج ونحوهما . ونحوه العزّ فى نواصى الخيل والذل فى أذْناب البِقر . نهىِ صلى الله عليه وآله وسلم عن كَسْر سِكَّة المسلمين الجائزة بينهم . أرادَ الدراهم والدنانير المضروبة بالسِّكة وإنما كره تَقْوِيضها لما فيها مِن ذِكْرِ الله أو لأنه يضيع قيمتها وقد نهى عن إضافة المال أو لكراهة التَّدْنيِق . وعن الحسن رحمه الله : لعن الله الدّانق وأول من أحدث الدّانق ما كانت العرب تعرفه ولا أبناء الفرس . وقيل : كانت تجرى عدداً لا وزنا فى صدر الإسلام فكان يعمِد أحدُهم إليها فيأخذ أطرافها بالمِقْراض . اللهم أحْيِنِى مِسْكِينا وأمِتنْى مِسْكِينا واحْشُرنْى فى زُمْرة المساكين . قيل : أرادً التواضع والإخْباتَ وألاَّ يكون من الجبارين

اسْتَقِرُّوا على سَكِناتكم فقد انقطعت الهِجْرة
سكن يقال : الناس على سَكِناتهم ومكناتهم ونُزُلاتهم أى على أحوالهم المستقيمة والمعنى : كونوا عَلَى ما أنتم عليه مُستقرِّين فى مواطنكم لاَ تَبْرَحُوها فإن الله قد أعزّ الإسلام وأغنى عن الهجرة والفِرار عن الوطن حِذار المشركين قال ذلك عند فتح مكّة . كان صلى الله عليه وآله وسلم يُصَلى فيما بين العشاءين حتى ينَصْدَعَ الفجر إحْدىَ عشرة رَكعْة فإذا سَكَبَ المؤذن بالأولى من صلاة الفجر قام فركع ركعتين خفيفتين
سكب أصْلُ السَّكْب الصَّبّ فاستُعير للإفاضة فى الكلام كما يقال هضَبَ فى الحديث وأخذ فى خُطْبَةٍ فَسَحَلَها وكان ابنُ عباس مِثَجاً . كان اسم فرسه السّكب ومن أفراسه : الَّلحِيف واللَّزَاز والمُرْتَجِز . هو من قولهم : فرس سكْب أى كثير الجَرْى . قال أبو دُاود : ... وقد أغْدُو بطْرِفٍ هيكل ذى مَيْعة سَكْبِ ...
ونحوه قولهم : مسحّ وبَحْر ويعبوب وقيل : هو السَّكَب سمى بالسَّكَب وهو شقائق النعمان قال : ... كالسَّكَب المحمّر فوق الرابية ...
وقيل : الَّلحِيف لكثرة شَائِله وهو ذَنَبه . واللزّاز لتلزّزه كقولهم : كِناز ولكِاك للناقة . والمُرْتَجز : لُحِسْن صَهيله . علىّ عليه السلام خَطَبهم على مِنْبِر الكوفة وهو يَوْمِئذٍ غْيرُ مسْكُوك

- سكك أى غير مُسمّر من السك وهو تَضْبِيبُ الباب . والسِّكِّىّ : المِسْمَار سكك وروى بالشين وهو المشدود المثبت من قولهم : رماه فشكّ قَدمَه بالأرض أى أثْبَتَها . الخُدرىّ رضى الله عنه وضع يديه على أذنيه وقال : اسْتكَّتَا إنْ لم أكُنْ سمعت النبىّ صلى الله عليه وآله وسلم يقول : الذّهَبُ بالذّهِب والفضة بالفضة مْثِلٌ بمثل . أى صَمَّتَا قال عَبيد : ... دعا معاشرَ فاسْتَكَّتْ مَسَامِعُهُمْ ... يالهَفْ نَفْسِىَ لو يَدْعُو بنى أَسَدِ ...
كعب رحمه الله تعالى ذكر يأجوجَ ومأجوج وهلا كَهْم فقال : ثم يرسل الله السماء فُتنِبتُ الأرضَ حتى إنّ الرُّمانة لتَشْبِعُ السَّكْن
سكن هم أهل البيت . قال ذو الرُّمة : ... فياكرم السَّكْنِ الذينِ تحملوا ...
وهو نحو الصَّحْبَ والشَّرب . سَكَنها فى حى . سَكَت فى ذل . السكينة فى ام . تمسكن فى با . السين مع اللام النبى صلى الله عليه وآله وسلم على كل سُلاقى من أحَدِكم صدقَة ويُجْزىء من ذلك ركعْتان يصليهما من الضُّحى . قال الزَّجّاج : السُّلاَمَيَات : العظام التى بين كل مَفْصِلين من أصابع الإنسان
سلم وقال ابنُ الأنبارى : السُّلاَمى : كل عظم مُجَوّف مما صَغُر من العظام ولا يقال لمثل الظُّنبوب والزَّنْد : سُلاَمى إنما يقال له قَصَب وقيل : السُّلاَميات فصوص أعلى القدمين وهى من الإبل فى الأخفْاف وهى عظام صغار يجمعهّن عَصَب . يُجِزْىء : يُغْنِى

- لعن السَّلتْاءَ والمَرْهَاء
سلت هىَ التى لا تَختْضَب ولا تكتحل وقد سَلَتَتْ سَلْتَا ومَرَهَتْ مَرْهاً من السَّلتْ وهو القَشْر . ومن قولهم : رجل مَرِهُ الفؤاد أى سقيمهُ ذاهبُه . من تَسَلَّم فى شىء فلا يصرفْه إلى غيره
سلم سلف هو الذى أسْلَم أى أسلف دراهَم فى تَمْرِ فَتَسَلَمّها أى أخذها فليس له أن يصرف التمر إلى الزبَّيب فيقول للمسلم : خُذْ زبيباً مكان التمر وكذلك ما أشْبَهه . بكْت بنْتُ أُمِّ سَلَمة على حمزةَ رضى الله عنهما ثلاثة أيام وتَسَلَّبَتْ فدعاها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأمرها أنْ تَنَصَىَّ وتكْتَحِل
سلب تَسَلَّبَتْ : لبست السِّلاب وهو سواد المِحدّ . وقيل : خِرْقة سوداء كانت تُغَطِّى رأسَها بها والجمع سُلب قال ضَمْرة بن ضمرة ... . هل تَخْمِشن إبلى علىَّ وجوهها ... أو تعِصَبّن رُءوسها بِسلاَب ...
وتنَصَّت المرأة إذا سَرَّحَتْ شعرها ونَصَّتها الماشطة ونَصَتْها تنصوها أخذ الفعل من الناصية وإنْ كان التسريحُ لسائر شَعْر الرأس لأنّ الناصية الناصية فُنزلَتْ منِّزلةَ جميعه . اللهم اسق عبد الَرحمن بن عوف من سليل الجنة وروى : من سَلْسَل الجنة
سلل السَّلِيل : الشراب الخالص كأنَّه سُلَّ من القّذى حتى خلص . والسَّلْسَل والسَّلسْال والسَّلاِسل : السَّهْل فى الَحْلق . طاف صلى الله عليه وآله وسلم بالبيت يستلم الأحْجار . وروى : الأركان بمْحَجنة
سلم اْستَلَم : افتعل من السَّلِمة وهى الحجر . وهو أنْ تتناوله وتعتمده بلمس أو تقبيل أو إدراك بعصا ونظيره إستَّهم القومُ إذا أجالوا السِّهام . واْهَتَجَم الحالبُ إذَا حلب فى الهَجْم وهو القَدَح الضَّخْم

- المِحْجنَ : عصا فى رأسها عُقّافة . أخذ ثمانين رجلاً من أهل مكة سَلَمْا . أىْ مستسلمين مُعْطِين بأيديهم يقال : رجل سلْم ورجلان سِلْم وقوم سِلْم . قال : ... فاتّقين مَرْوان فى القوم السلْم ...
عمر رضى الله عنه لما أتِى بسيفِ النّعمان بن المنذر دعا جُبَيْر بن مُطعم فسَلحَّه إياه ثم قال له : يا جُبَيْر ممَّنْ كان النعمان ؟ قال : كان رجُلا من أشْلاَء قَنَص بن مَعَدّ
سلح أى جعله سِلاَحه والسلاحُ : ما أعدتَه للحرب من آلة الحديد والسيف وَحْدَه يسمى سلاحا وعن أبى عُبيدة : السِّلاح ما قُوتل به والجُنّة ما اتقى به . الأْشلاَء : البقايا يقال : بنو فلان أشلاء قى بنى فلان أى بقايا فيهم والشِّلْو : البقية فى اللحم وأشلاء اللجام : التى تقادمت فدق حديدُها وَلاَنَ فليس على الفرس منه أذى . وقد ذكر الزُّبير بن بكّار من ولد معّد بن عدنان نِزار وقضَاعة وعُبيد الرمّاح وقنَصاً وقَنّاصة وجُنادة وَعْوفا وحبيباً وسَلْهماً . وقال : وأما قَنص بن مَعد فلم يبق منهم أحد ومنهم كان النعمان بن المنذر الذى كان بالحيرة وقد نسُبوا فى لخْمَ وأنشد للنابغة ينسبُ النعمان إلى معَد : ... فإن يرجع النّعمان يفرح ونبتهجْ ... ويأت مَعَدّا ملكُها وربيعُها ...
وكان جُبير أنسبَ العرب للعرب وذلك أنه كان أخذ النسب عن أبى بكر رضى الله تعالى عنهما . إن وَليدةً له يقال لها مرجانة أتت بِوَلدِ زِنا فكان يَحْمِله على عِاتِقه ويَسْلُتْ خَشَمَه
سلت أى يمسح مُخَاطه . وأصل السَّلت القطْع والقشر وسَلَتُّ القَصْعة لَحَسْتها . ومنه : إن عاصم بن سفيان الثَّقفىّ حَدَّث عمر رضى الله عنهما بحديث فيه تشديد على الوُلاة فقال عمرُ عَلىَ جبهته : إنا لله وإنا إليه راجعون مَنْ يأخذها بما فيها ؟ فقال سلمان : من سَلتَ الله أنْفَه وأْلزَقَ خَدَّه بالأرض

- أى جَدَع أنفه والضمير فى " يأخذها " للخِلاَفة وكأَنّ سلمان دعا على من يكون بدل عُمرَ . ومنه حديث عائشة رضى الله تعالى عنها : إنَّها قالت فى المرأة تَوَضّأُ وعليها الِخضاب : اسْلِتيه وأرْغِميه . أى أَهِينيه وارْمِى به عنك فى الرَّغام . والَخشَم : ما يسيلُ من الخياشيم . عامر بن ربيعة رضى الله عنه كان رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم يبعثُنا ومالنَا طعام إلا السَّلْفُ من التَّمْر فنقسمه قبضةً قَبْضَة حتى ينتِهىَ إلى تمرة تمرة . قال له عبد الله بن عامر : ما عسى أن ينفعكم تمرة تمرة ؟ قال : لا تقل ذاك فوالله ما عدا أنْ فَقَدْنَاها خْتَلَلْناهَا
سلف السَّلْفُ : الِجراب الضَّخْم . وقال ابن دريد : هو أديم لم يُحْكَمْ دَبْغه كأنّه الذى أصابَ أولَ الدِّباغ ولم يبلغ آخرَه . اخْتَلَلْناها : أى اخْتَلَلْنَا إليها فحذف الجارّ وأوصل الفعل والمعنى : احتجْنا إليها من الخَلّة وهى الحاجة . ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال فى قوله تعالى : فجَاْءتهُ إْحَداهُمَا تَمشْى عَلَى اسْتِحْيَاءٍ : ليست بسَلْفَع
سلفع هى الوقَحِة الجرئيةُ على الرجال . وفى الحديث فى ذكر النساء : شَرُّهُنَّ السَّلَفْعَة البَلْقَعَة . أى الخالية من كل خير . أرض الجنة مسلوفة وحِصْلبِها الصُّوَار وهواؤها السَّجْسَج
سلف هى الّلِّينة الَملْساء كأنها سلفت بالمسلفة . الِحْصِلب : التراب . الصُّوار : المسك السَّجْسَج : أرَقُّ ما يكون مْن الهواءِ

- ابن عمر رضى الله تعالى عنهما دخل عليه سعيد بن جُبير فسأله عن حديث المُتلاعنين وهو مترشٌ بَرْذَعَة رَحْلِه مُتَوسّد مِرفْقَه أدَم حَشْوها ليِف أو سَلب
سلب هو ليف المُقْل . وقيل : شجر باليمن منه الحبال . وقال شمَرِ : السَّلَب : قشر من قشور الشجر يعمل منه السِّلال . يقال لسوقة : سوق السَّلاَّبِين . وهى معروفة بمكة . كان رضى الله عنه يكره أن يقالَ : السَّلَم وكان يقول : الإسلام لله . وكان يقول : السَّلفَ . السَّلَم : اسم من الإسلام بمعنى الإذعان والانقياد فكره أنْ يُستعَمل فى غير طاعة الله وإنْ كان يذهبُ به مُسْتَعِمْلُة إلى معنى السَّلفَ الذى ليس من الإسلام . وهذا من الإخلاص باب لطيف المسْلَك . ابن عمر رضى الله عنهما ذكر الأرضين السَّبعْ فوصفَها فقال فى صفة الخامسة : فيها حَيَّات كسَلاِسل الرَّمل وكالخطِائط بين الشَّقائق
سلسل قال أبو عبيد : السَّلاسِل رمْل ينَعْقِد بعضُه على بعض وينْقاد . الخَطائط : الخُطوط جمع خَطِيطة . الشقائق : قِطَعٌ غليظة بين جبلىِ الرمل جمع شقيقة . أبو الأسود الدؤلىّ رحمه الله وضع النّحو حين اضطرب كلامُ العرب فغلَبت السَّليقة
سلق أى اللغة التى يسترسل فيها المتكلم بها على سليقته أى سجّيته وطبيعته من غير تقيّد إعراب ولا تجنبّ لحن قال : ... ولست بنحوىّ يلوكُ لسانَه ... ولكن سليقىٌّ أقول فأُعربُ ...
سَالِفتى فى غب . واسلب فى عذ . لمسلِ فى غث : سلَب فى خل

- فسلقَانى فى هو . سلعْ فى فر . سلَت فى مض . السَّلفعْة فى قى . سلقتَ فى بش . سلفْع فى زو . ٍسُلُب فى جش : سِلقْ وسلائق فى صل . سِلمْ فى صو . سَلِيط فى زن . سِلمْ المؤمنين فى رب . سَلمَ فى سر . أسِلقد فى سق . بُسلالة فى رص . سَالفِها فى عب . والسَّالفة فى . السين مع الميم النبى صلى الله عليه وآله وسلم مَنْ سَمَّع الناسَ بِعَمَلِه سَمَّع الله به أسَامَع خَلِقْه وحقَّره وصَغَّره وروى : سامع خَلِقْه بالرفع
سمع التسَّمِعة : أنْ يُسِّمعَ الناسَ عَمَلَه ويُنوَهِّ به على سبيل الرياء . ويقال : إنما يفعل هذا تَسْمِعَةً وترئية أى لُيسَمعَ به ويُرى . والأسامع : جمع أَسْمُع جمع سَمْع يعنى من نَوَّه بعمله رياءً وسُمعة نَوَّه الله بريائِه وتسميعة وقَرَع به أسْماعَ خلقه فتعارفوه وأشْهروه بذلك فيفِتضح . ومن رواه : سامعُ خلقه فهو صفة الله تعالى . ولو روى بالنصب لكان المعنى . سَمَّع به من كان له سَمْعُ من خَلقْه . لما قّدم المهاجرون المدينةَ أرادوا أن يأتوا النساءَ فى أدبِارِهنّ وفروجهنّ فأنكرن ذلك فجئن إلى أم سلمة فسألت النبى ّ صلى الله عليه وآله وسلم عن ذلك فقال : نساؤُكُمْ حَرْثٌ لكم فأْتُوا حَرْثَكُمْ أنىَّ شِئْتُمْ سِماماً واحدا
سمم هو من سِمام الإبرة وهو خَرْتُها أىْ مأْتىً واحدا . وانتصاب سِماماً على الظرف أى فأتوا حرثكم فى سِمامٍ واحد إلا أنه ظرف محدود أجْرىِ مُجْرَى المبهم . قال له صلى الله عليه وآله وسلم عمرو بن عَبسَة رضى الله عنه : أىّ الساعات أسْمَع ؟ قال : جوف الليل الآخر . ثم قال : إذا توضأْتَ فغسلتَ يَدَيَكْ خرجت خطاياك

- من يديك وأنا مِلِكَ مع الماء فإذا غسلت وجهك ومَضْمَضْتَ واسَتنْشَيْتَ واسَتْنَثْرت خرجتْ خطايا وجهك وفيك وخياشيمك مع الماء
سمع أىْ أوفقُ لا سّماع الدعاء فيه . وهو من باب نهاره صائم وَلَيْلهُ قائم . جَوْف الليل الآخر : الجزء السادس من أسْدَاسه . الاستنشار والاستنشاق : أخوان . وقد نَشِيت الرائحة ونشَقتها . وقال ذُو الرّمة : ... واسْتِنِشْىَ الغَرَبُ ...
الاْسِتْنثَار : استخراج الماء من الأنف بعد الاستنشاق كأنك تطلب نَثْره وتفريقه . اللهم إنى أعوذ بك من قولٍ لا يُسمع . أى لا يُعتدّ به ولا يُستجاب فكأنه غير مسموح . ومنه قول المصلى : سمع الله لمن حَمِده . وقال شتير بن الحارث الضبىّ : ... دعوتُ الله حتى خفت ألاّ ... يكونَ اللهُ يَسْمَعُ ما أقولُ ...
قال قيس بن أبى غَرَزَة رضى الله عنه : كنا نُسَمَّى السَّماسِرة على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأتانا ونحن بالبَقِيع فسَّمانا باسم هو أحسنُ منه فقال : يا معشر التجار فاستمعْنا إليه فقال : إنّ هذا البيع يحضُره الِحلف والكذب فشُوبوه بالصّدقة
سمسر هو جمع سِمْسَار . والسَّمْسرة : البيع والشراء . قال : ... قد وكَّلتْنى طَلِتَّى بالسَّمسرَة ...
ويقال للمتوسط بين البائع والمشترى سِمْسار . قال الأعشى : ... فعشنا زماناً بينَنَا ... رسولٌ يحدث أخبارَها ... فأصبحت لا أستطيع الجواب ... سوى أن أُراجع سِمْسارها ...
يريد السَّفير بينهما

- يكون فى آخر الزمان قوم يَتَسَمُّنون
سمن أى يدّعون ما ليس لهم من الشرف ليلْحقوا بأهلِ الشَّرَف . عمر رضى الله تعالى عنه لا يُقِرّ رجل أنه كان يطأ جاريتَه إلا ألحَقت به وَلدَها . فمن شاء فليُمسكها ومن شاء فليُسِّمْرها . قال النّضْر : التسمير : الإرسال وقد سمعتُ مَنْ يقول : أخذتُ غريمى ثم سَمَّرته
سمر أى أرسلته . وقال ابن الأعرابىّ : التسمير : إرسالُ السَّهْم بالعَجَلة . والخَرْقَلة : إرساله بالتأنى يقال : سَمِّر فقد أخطأك الصيد . وخَرْقِل حتى يخطئك . وروى عن شمر : التسمير والتشمير معاً . وقال أبو عبيد : المعروف فى العربية بالشين من شمَّرْت السفينة وغيرها . وقال الشّماخ : ... كما سَطع المرِّيخُ شَمَّره الغَالِى ...
وفيه وجهان : أحدهما أن يكون السين بدلا من الشين كقولهم : مَسْدوِه فى مَشْدوه لأن معنى الإرسال فى شَمّر أَوْضحُ . والثانى : أن يكون قائماً برأسه مشتّقاً من سَمّرت الإبل ليلَتها إذا رعتْ فيها لأنّها تكون مُرْسلة مُخَلاّة فى ذلك وكأن معنى سَمْره جعله كالسّامر من الإبل فى إرساله وتَخْليته . كانوا يَرْحَلون إليه فينظروُن إلى سَمْتِه وهَدْيه ودلّه فيتشبّهون به
سمت السَّمْت : أخْذُ النهج ولزومُ المحَجَّة . وسَمتَ فلان الطريقَ يَسْمِت . وأنشد الأصمعى لطَرفة : ... خواضع بالرُّكْبان خُوصاً عيونُها ... وهَّن إلى البيت العتيق سوامِتُ

- ثم قال : ما أحْسَن سَمْته أى طريقته التى ينتهجها فى تحرى الخير والتزيىّ بِزىّ الصالحين . والَهدْى : السيرة السوّية يقال : هدى هدىْ فلان إذا سار سيرته . وفى الحديث : اهْدوا هَدْىَ عمار . وقال الشاعر : ... ويُجْبُرنَى عن غائب المرء هَدْيُهُ ... كفى الَهدىْ عّما غيبَ المرءُ مُخْبرا ...
والدّل : حسن الشمائل وأصلهُ من دلِّ المرأة وهو شكلها وذلك يُستحسن منها وقد دَلَّت تَدِل قال : ... ودَلَّى دَلَّ ماجدةٍ صَنَاعِ ...
ومن الناس من يقاتل رياء وسُمعْة ومنهم من يقاتل وهو يَنْوى الدنيا ومنهم مَنْ ألحمةُ القِتال فلم يجد بُدّاً ومنهم مَن يقاتل صابراً مُحْتَسباً أولئك هم الشهداء
سمع السُّمعة : بمعنى التسميع كالسُّخرة بمعنى التسخير فى قول عمر رضى الله تعالى عنه : أنا فى سُّخْرة العرب . ألحَمة : أرهقه وأخرجه يقال : ألحْمِ فلان إذا نشب فلمْ يبرح وهو من الالتحام والتلاحم وهما التضايق . يقال : مأزق ملتحم ومتلاحم . وقال : ... إنا لكرّارون خلف المُلحْمِ ...
أى نَكُرّ وراءه لنخّلصه . علىّ عليه السلام خرج والناس ينتظرونه للصلاة قياماً فقال مالى أراكم سَامِدين !
سمد السامد : المنتصب إذا كان رافعاً رأسَه ناصِباً صدره . وقال حُميد بن عبد العزيز ابن عم حُميد بن ثور : ... وجاء فى عُصْبَةٍ غُلْبٍ رقابهمُ ... يميس وسَطْهُمُ كالفحل قد سَمَدَا ...
وقيل للمغنى : سامد لرفعه رأسه . وعن ابن عباس : أنه قال فى قوله تعالى : سامِدُون

الغناء فى لغةِ حِميْر يُقاَل : اْسُمدى لنا أى غَنِّى لنا . عوف بن مالك رضى الله عنه فَقَدْنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فى بعض الأسفار للا فانْطَلَقْتُ لا أَدْرِى أْينَ أذْهب إلاّ أنىِّ أُسَمِّتُ فهجمت على رجلين فقلت : هل أحسستما من شىء ؟ قالا : لا إلاّ أنّا سمعنا صوتاً وروى : هزيزاً كهزيز الرَّحَيَيْن
سمت قال الأصمعىّ : سَمتَ فلانٌ الطريق إذا لزمه أراد : إلا أنى ألزم قَصْدَ السبيل لا أعدل عنه . حَسَّ به وأحَسَّ به بمعنى ويقال : حَسْتُ به وأحْسَسْتُ به قال : ... أحَسْنَ به فهنّ إليه شُوسُ ...
ونحوهما : ظَلت ومسْت يحذفون أول المثلين لتعذر الإدغام من حيث سكن الثانى سكوناً لازماً . الهزِيز والأزِيز : أخوَان بمعنى الصوت . قال : ... هَزيز أشاءةٍ فيها حريق ...
عائشة رضى الله عنها فى حديث الإفك : ولم تكن فى نساء النبىّ امرأة تُساميها غير زينب فعصَمَها الله
سمى أى تُبَاريها وتُعارِضها . الزُّهرى رحمه الله تعالى قال : بلغنى أنه مَنْ قال حين يمسى أو يصبح : أعوذ بك من شر السَّامَّة والحامَّة ومِنْ شَرِّ ما خلقت لم تضّره دابه . أى الخاصّة والعامة . قال العجاج : ... هو الذى أنعم نُعمى عَمّت ... على الذين أسلموا وسَمَّتْ

- الحجاج كتب إلى عامله : أبعث إلى فلاناً مُسمَّعاً مُزَمَرَّاً
سمع أى مقَّيداً مَسْجُوراً من المُسْمِع والزّمارة . وفى الحديث : ويلٌ للمَسِّمنات يومَ القيامة من فَتْرَةٍ فى العِظام
سمن هنّ اللاتى يأكلن السِّمْنة وهى دواءُ يُتَسَمَّنُ به . سما فى بر . سمل وسمر فى جو . سمعمع فى شع . فسمت فى غو . سمع الأرض وأسمال فى فر . يسمو فى لح . سمام فى جب . اسمح فى بل وسمتوا فى دن . اسمح فى بل . لمسمار فى جح . خبز السمراء فى خر . السموكات مسامعه فى ان . ابن سمية فى وى . السين مع النون النبى صلى الله عليه وآله وسلم حضّ على الصدقة فقام رجل قبيح السُّنَّة صغير القِمّة يقودُ ناقةً حَسْنَاء جَمْلاء فقال : هذه صدقة . السُّنة : الصورة يقال : ما أحسن سُنة وجهه وقيل : سُنة الخد : صفحته . وقالوا :
سنن هو أشبه به سُنّة ومُنّة وأُمّة أى صورة وقوة عقل وقامة ومنها : المسنون المصّور . القّمة : شخص الإنسان قائماً أو راكباً يقال : إنه لحَسَنُ القمة على الرحل . ونظر أعرابى إلى دينار فقال : ما أصغر قمتّكَ وأكبر همتك ! الجَمْلاء : الجميلة وهى فَعْلاء التى لا أفعل لها كديمة هَطْلاء . عليكم بالسَّنا والسَّنُّوات
سنا السّنا : نبْت يُتدَاوى به له إذا يبَسِ زَجَل . قيل : هو شجر كالعِشرِق . وقيل : هو العشرق الواحدة سناة . قال الراعى : ... كأن دوىّ الَحلْىِ تحت ثيابها ... دوىُّ السَّنا لاقى الريَاح الزعازِعا

- وقد رواه بعِضُهم ممدودا وفى حديث عَطاء رحمه الله تعالى : لا بأس أن يتداوَى المحرم بالسَّنا والعِتْر . والِعتْر : نبت ينبت كالمرْزَنْجوش متفرقا قيل : لا بأس بأخْذِهما من الحرم للتداوى . الَّسنُّوت : العسل . وقيل : الرُّبُّ . وقيل : الكَمُّون . وقيل : ضرب من التمر . ويقال : فلان سمِن بسَنُّوت . وفى حديثه صلى الله عليه وآله وسلم : لو كان شىء ينجى من الموت لكان السَّنا والسَّنوت وروى : السَّمْن والسنُّوت . قال صلى الله عليه وآله وسلم : اللهم أعنِّى على مُضر بالسَّنة فجاء مُضَرِىٌّ فقال : يا نبّى الله والله ما يخطر لنا جمل وما يتزَوّد لنا راع وروى : ما يغِطّ لنا بعير . فدعا الله لهم فما مضى ذلك اليوم حتى مُطِروا وما مضت سابعة حتى أعْطَنَ الناسُ فى العُشْب
سنة السَّنة : الجَدْب يقال : أخذتهم السّنة . وقال الله تعالى : وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بالسَّنِين . وهى من الأسماء الغالبِة نحو : الدابة فى الفرس والمال فى الإبل . وقد خصُّوها بقلب لامهاتاء فى أسْنتُوا وفى تَسَنَّتَ فلان بنتَ فلان إذا خطبها فى السَّنة وهو لئيم وهى كريمة لكثرة ماله وقلة مالها وقد روى : السّنوت بمعنى السّنين وقال حرش الزُّبيدى : ... وجارهم أحمى إذا ضِيَم غيرُهُمْ ... وأخصَب رَحْلاً فى السّنوت وأنزه ...
وفى حديث عمر رضى الله عنه : أعطُوا من الصدقة من أبقت له السنة غنما ولا تُعطوا من أبْقَتْ له السَّنَة غنمين . أى يُتصدق على ذى القطعة دون ذى القطعتين ولا يجعلها قطعتين إلا الغنىُّ ذو الغنم الكثيرة . يخِطر من خَطَران الفحل بذنبه إذا اغتْلم يعنى لما به من الضّر لا يهْدر

- إنما أعْطَنُوا فى العُشْب لأن الغُدرْان ان أمتلأت فضربوا الأعطان فى المراعى لاعند الآبار لارتفاع الخالصة عنها . أعطوا السِّنّ حَظَّها من السِّنّ . أراد ذوات السِّنّ يعنى الدواب . والسِّن الرَّعْى يقال : سَنَّ الإبل إذا صَقَلَهَا بالرعى . عمر رضى الله عنه خطبَ فذكر الربِّا فقال : إن منه أبواباً لا تخفى على أحد منها السِّلمَ فى السِّن وأنْ تباع الثمرة وهى مُغضْفِة لَمَّا تُطِبْ وأن يباع الذهّب بالوَرِق نَسَاء . أراد الرقيق والدوابّ وغيرهما من الحيوان . مُغضفة أى قد استرخت ولما تدرك تمام الإدراك . النّسَاء : النسيئة . أبو هريرة رضى الله تعالى عنه إن فرسَ المجاهد لَيْسَتَنّ فى طُوله فيُكتب له حسنات أى يُحْضِر ويْمرح فى حَبْله فيكتب له ذلك الاستنان حسنات . ابن عمر رضى الله تعالى عنهما يُنْفَى من الضحايا والبُدْن التى لن تُسْتَن والتى نَقَص من خَلقْها . أى لم تثْنِ وإذا أَثْنَتْ فقد أسَنَّتْ لأن أول الإسنان الإِثناء وهو أنْ تنبت ثَنّيتاها وأقصاه فى الإبل البُزول وفى البقر والغنَم الضّلوع ورواه القَتْيبِى بفتح النون وقال : أى لم ينبت أسنانها كأنَها لم تُعْط أسناناً كقولهم : لَبَّنَ وسَمَّنَ وعَسَّل إذا أعطى شيئاً منها . والأول هو الرواية عن الأثبات . من خَلقْها فى محل الرفع أى نقص بعضُ خَلقْها . عائشة رضى الله تعالى عنها رئىَ على عائشة أربعة أثواب سَنَد
سند هو ضرب من البُرود وفيه لغتان : سَنَد وسْنِد والجمع أسناد . قال :

- . . جبة أسنادٌ نقىّ لونُها ... لو يضرب الخيّاط فيها بالإبر ...
ابن عُمَيْر رضى الله تعالى عنه قال : تفاخر سبعة نفر : مُضَرى وأزْدِى ومَدَنىّ وشامى وهَجَرى وبَكْرى وطائفى . فقال المضرى : هاتوا كجَزور وسَنمِة فى غداة شبمة فى قُدورٍ رَذِمة وروى : هَزِمة . بموِاسَى خذَمِة معَبْوطة نَفْسُها غير ضَمِنة . وقال الأزْدِىّ : والله لَقُْرصٌ بُرِّى بأبْطَحَ قَرِّى بلينٍ قِشْرِىّ وروى : عِشَرىّ بسْمنٍ وعسل أطْيَبُ من هذا وقال الشامىّ : لخُبْزة أنبِجَانية بخَل ّوزيت تنال أدناها فيضرط أقصاها يتخطى إليها تخطِّىَ بنات المخاضرِ من الجرف أطيبُ من هذا وقال المدنىّ : والله لفُطْس خُنْس بزبْدٍ جمَسْ يغيب فيها الضِّرْس أطيبُ من هذا . وقال الطائفىّ : والله لعنب قَطيِف بوادى ثَقِيف أطْيَبُ من هذا . وقال الهَجَرى : والله لتَعَضُْوض كأنهّ أخفافُ الربِّاعِ أطيب من هذا . وقال البكْرى : والله لقارص قُمَارص يقطُر منه البول قطرة قطرة أطيب من هذا
سنم سنَمِة : عظيمة السَّنام . شَبِمة : باردة . رَذمِة : مُمْتلئة تسَيل يقال : رَذَمَ رَذْما . هَزمة : من الِهزيم وهو صوت الغليان . خَذَمَة : قاطعة . مَعْبوطة : منحورة من غير عِلّة . ضَمِنة : مريضة زَمِنة . قرىّ : من الَقّر وهو البرد . قْشِرىّ : كأنه منسوب إلى القِشْرة وهى مَطَرة تَقْشِر الحصى عن متَن الأرض يريد : لَبَناً أَدَّره المرعى الذى يُنبته هذا المطر أو أراد اللبن الذى يعَلوه قْشِرٌ من الرَّغوة . عُشّرىّ : منسوب إلى العُشّر وهو شَجر . يريد لبن إبل العُشَر . أو إلى العُشَراء من النوق

- أنبْجَانية : هشّة منتفِخة والباء فيها عقيب الفاء ومنها قيل للمرأة الضخمة السمحة : أنْقجَانية وأنْفجانية . فُطْس خُنسْ : يريد تَمْر المدينة لأنها صغار الحب لاطِئة الأقْماع . جَمسْ : جامد يقال : جمس الماء والسَّمْن ويجوز أن يُروْى جُمْس بالضم صفة للتمر جمع جُمْسة وهى البُسْرة التى أرطبت كُلُّها وهى صُلبْة لم تنهِضْم بعد . التَّعضْوض : ضرب من التمر . الرّباع : الفصلان . القارِص : اللبن الذى يَقْرِص اللسان لُحموضته . والقمارص : أشد منه لزيادة الميم ونظيره الدُّمالص للبُراق . مسنتبن فى بر . سنت فى حب . السنمة فى بج . اسنتها فى رك . أستن اليوم فى غى . سنها فى كر . عن سنّة فى نص . السندرة فى حد . اسندوا فى فق . سنبك فى كف : السنم فى دك . سنحاء فى سح . السنخة فى اه . سنحنح فى بن . سنتان فى أم . سنخ فى ذم . بالسنا فى شب . مسناع فى هل . . السين مع الواو النبىّ صلى الله عليه وآله وسلم قال لابن مسعود : أذنُك على أنْ ترفَع الحِجاب وتَسْتَمع سَوادِى حتى أنهاك
سود أى سِرارى يقال : سُواد وسواد كجوار وجُوار وقد ساوده وحقيقته : أن يدنى سَواده من سَواده . وقيل لابنه الخُسّ : لَمَ زَنَيَتْ وأنتِ سيدةٌ نسائك ؟ قالت : قرب الوِساد وطول السِّواد . سوآء ولُود خير من حسناء عقيم . يقال : رجل أسْوَأ للقبيح وامرأة سوآء وكذلك كل كلمة أو فعلة قبيحة قال أبو زُبيد :

- . . لم يَهَبْ حُرْمَةَ النديم وحُقَّتْ ... يا لقوِمى للسوأة السَّوْآء ...
إن رجلا قصَّ عليه صلى الله عليه وآله وسلم رؤيا فاستاء لها ثم قال : خلاَفةُ نّبوة ثم يؤتى الله المُلْكَ مَنْ يشاء
سوء هو مطاوع ساءه يقال : استاء فلان بمكانى ورجل مسُتاء أى ساء أمره . وقال أبو سعيد الضرير : يقال استأت من السوء مثل استررت من السرور وروى : فَاْسَتأَلَهَا : أى طلب تأويلها بالتأمل والنظر . أُتِى صلى الله عليه وآله وسلم بكَبْش أقْرَن يطأ فى سَواد وينَظر فى سوَاد ويَبْرُك فى سَواد ليضحّى به
سود أى هو أسود القوائم أسود ما يلى العين منه من الوجه وكذلك ما يلى الأرض منه إذا ربَض . وقيل : أراد بقوله ينظر فى سَوادٍ سَوادَ اَلَحَدقَة . قال كثيّر : ... وعن نجلاء تدمَعُ فى بياضٍ ... إذا دَمَعَتْ وتنظرُ فى سَوادِ ...
يريد : أن خَدّها أبيض وحدقتها سوداء
سوم إن لله فُرسْانا من أهل السَّماء مُسَوِّمين وفرسانا من أهل الأرض مُعْلَمين ففُرسانُه من أهْلِ الأرض قيس إن قيسا ضِراء الله . يقال : فارس مُسَوّم ومُعْلَم بالفتح والكسر : وهو الذى أعلَم نفسَه بعلامه يُعْلمَ بها فى الحرب من ريشة يغرزها فى بَيْضته أوغير ذلك . والسّومُة والسّيمى والسِّيمياء : العلامة . الضِّرَاء . جمع ضِرْو . وهو مَا ضَرِى بالفَرْس من السباع . وقيس منعوتون بالفُروسية كان يقال : يسودُ السيدُ فى تميم بالحِلمْ وفى قيس بالفُروسية وفى ربيعة بالجُود . قال صلى الله عليه وآله وسلم للأصحابه : أرأيتم لوأنّ رجلا وجد مع امرأته رجلا كيف يصنع به ؟ فقال سعد بن عبادة : والله لأضربّنه بالسيف ولا أنتظر أن آتىَ بأربعة شهداء

- فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : انظروا إلى سيدنا هذا ما يقول
سود هو فَيْعَل من ساد يسود قلبت وواه ياء لمجامعتها الياء وسبقها إياها بالسكون وإضافُته لا تخلو من أحد ثلاثة أوجه : إما أن يضاف إلى من ساده وليس بالوجه هاهنا وإما أن يراد أنه السيد عندنا أو المشهود له بالسيادة بين أظهرنا أو الذى سوَّدناه على قومه كما يقول السلطان : فلان أميرنُا وروى إلى سّيدكم . وفى حديث أبى الدَّرْداء رضى الله عنه قالت أم الدرداء : حدثنى سيدى أبو الدرداء أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : إذا دعا الرجلُ لأخيه بِظَهْر الغيب قالت الملائكة : آمين ولك . أرادت معنى السيادة تعظيماً له أو أرادت مِلَكْ الزوجية من قوله تعالى : وأَلفْيَا سَيِّدهَا لَدَى البْاَبِ . وقال الأعشى : ... وسيِّد نعم ومسُتاْدَها ...
إن رجلا قال له صلى الله عليه وآله وسلم : إنى لقيت أبى فى المشركين فسمعت منه مقالة قبيحة لك فما صبرت أن طعنتُه بالرمح فقتلتهُ فما سَوَّأ ذلك عليه
سمع أى ما قبّحه ولا قال له : أسأت . نهى صلى الله عليه وآله وسلم عن السَّومْ قَبْلَ طلوع الشمس
سوم هو الرّاعى يقال : سامت الماشية وسامها صاحبُها وأسامها ولا يقال للراعى : سائم ولكن مُسيم . وعن المفضّل أن داءً يقع على النبات فلا ينحلّ حتى تطلع الشمس فإن أكل منه المالُ قبل طلوع الشمس هلك وإن أكل من لحمه كَلْبٌ كَلِب
سود ذكر صلى الله عليه وآله وسلم فِتناً فقال رجل : كَلاَّ والله فقال : ... فكنت الخليفة من بعلها ... وسَيَّدتيّا ومُسْتَادها

- بلى والله لتعَودُنَّ فيها أساَودَ صُباَّ . الأسْود : العظيم من الحيات وقد غلب حتى اختلط بالأسماء فقيل فى جمعه الأساود وقد حكى الأصمعى كأنه من السُّودان أى من الحيات . وقال النَّضْر فى الصُّبّ : إن الأسود إذا أراد الَّهْشَ رَفع صدره ثم انْصَبَّ على الملدوغ فكأَّنهُ جمع صَبوُب على التخفيف كرُسْل فى رُسُل وهو فى الغرابة من حيث الإدغام كذُبّ فى جمع ذُباب فى قول بعضهم وقيل : الأساود جمع أُسودة جمع سَواد من الناس وهو الجماعة . وصُبىَّ بوزن غُزَّى جمع صاب من الصَّبْوة أى جماعات مائلة إلى الدنيا متشوفة إليها أو تخفيف صابىء من صبا عليه إذا أُنْذِرَ من حيث لا يحتسب . عمر رضى الله تعالى عنه تفقّهوا قبل أن تُسَوَّدُوا
سود قال شَمِر : أى قبل أن تُزوَّجوا فَتَصِيُروا أربابَ البيوت . وَسِّيدُ المرأة : بعلها
سوء علىَ بن أبى طالب عليه السلام صلىّ بقوم فَأَسْوَأَ بَرْزَخاً . الإْسَواءُ فى القراءة والحساب كالإِشْواء فى الرمى يعنى أسْقَط وأغفل . والبَرْزخ ما بين الشَّيْئين فسّمى الكلمة أو الآية برَزْخا لأنها بين ما قبلها وما بعدها كالفاصل بين الشيئين
وروى : قرأ برزخا فأَسْوأَ حَرْفا من القرآن ; أى طائفة ; وإنما سماها بَرْزخا لذلك أيضا لأنها تفصل ما تقدمها وما تأخرها عنها . قال فى خطبته رضى الله عنه حين : قُتِل قامُله على الأنْبار : مَنْ تَرَك الجهادَ ألبْسَه الله الذِّلَّةَ وسِيمَ الخسفَ ودُيِّثَ بالصِّغَار . فى كتاب العين : السَّومْ : أنْ تجُشِّمَ إنسانا مَشَّقة أو خُطّة من الشر . فلان
سوم يسَّوم سوءا إذا داومَ عليه لا يزَالُ يُعاوده ويُلحُّ عليه كَسَوْم عِالّة وإنما العالَّة بعد النَّاهِلة تُحْمَلُ على شرب الماء ثانية بعد النُّهلِ فتكرهُ ويُدَاومُ عليها لكى تشرب

- والسائمة تسوم الكلأ سوما إذا داومْت على رَعْيه . دُيثِّ : ذُللِّ وطريقُ مُدَّيث . كان رضى الله عنه يقول : حَبَّذا أرضُ الكوفة أرض سَواءٌ سَهْلة معروفة
سوء أى مستوية ومنه قيل للوسَط : سواء لا ستواءِ المسافة منه إلى الأطراف . سَهْلة : أى ليست بِحَزْنَة وإن كسرت السين فهى الأرض التى ترابُها كالرمل وأرض الكوفة شبيهة بذلك . مَعْروفة : طيبة العَرف . ابن مسعود رضى الله تعالى عنه يُوضَعُ الصِّرَاط على سَواء جهنم مثل حَدِّ السيف المرهف مَدْحَضَة مَزَلَّة فيمر أوَّلهم كالبْرق ثم كالريح ثم كشد الفَرس التَّئِق الجواد . أى على وسطها . الشّدَ : العَدْو الشديد . التِئق : الممتلىء نشاطاً من أتأَقْتُ الإباء . سلمان رضى الله تعالى عنه دخل عليه سعد يعودهُ فجعل يبكى فقال سعد ما يُبكيك يا أبا عبد الله ؟ قال : والله ما أبْكىٍ جَزَعاً من الموت ولا حُزْنا من الدنيا ولكن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عَهِد إلينا ليَكْفِ أحدكم مثلُ زادِ الراكب وهذه الأساوِد حَوْلى وما حَوْله إلا مطْهَرة أو إجّابة أو جفنة
سود أراد الشخوص . قال الأعشى : ... تناهيتُم عنا وقد كان فيكمُ ... أساوِدُ صَرْعَى لم يُوَسَّدْ قتَيِلُها ...
ويجوز أن يريد الحيات شبَهَّها بها فى استضرارِه بمكانها . زيد بن ثابت رضى الله تعالى عنه دخل على رجل بالأسْوَاف وقد صاد نهساً فأخذه من يده وأرسله
سوف الأسْواف : موضع بالمدينة

النُّهس : طائر يشبه الصُّردَ إلا أنه غير ملمع يديم تحريكَ ذَنَبه يصيد العصافير عن أبى حاتم وجمعه نِهْشان . كره صيد المدينة لأنها حرم كمكة . أبو هريرة رضى الله تعالى عنه أصحاب الدَّجَّال عليهم السِّيجان شواربُهم كالصَّياصى وخفافهم مُخَرْطَمة . هى الطَّيَالسة الخُضْر : الواحد ساج . قال الشماخ ... . بليل كلون السَّاجِ أسود مَظلمٍ ... قليل الوغى داجٍ كلون الأرَنْدجَ ...
سوج شَبَّه شواربَهم بالصَّياصى وهى قرون البقر لأنهم أطالوها وفَتَلُوها حتى صارت كالقرون الملتْوية . مُخَرْطَمة : ذات خراَطيم . عائشة رضى الله تعالى عنها لقد رأُيتنا وما لنا إلاّ الأسْوَداَن
سود أى التمر والماء وكلاهما يوصف بالسَّواد تقول العرب : إذا ظهر السَّوَاد قَلّ البياض وإذا ظهر البياض قَلَّ السواد يعنون بالسَّواد التمر وبالبياض اللبن . وقال أبو زيد : يقال : ما سقانى فلان من سُويَدٍ قطرة . والسّوَيد : الماء والماء يُدعى الأسود . أبو مْجِلز رحمه الله تعالى خرج إلى الجمعة وفى الطريق عَذَراتٌ يابسة فجعل يتخطاَّهن ويقول : ما هذه إلا سَوْدات فصلى ولم يغسلْ قدميه . السَّوْدة : القطعة من الأرض فيها حجارة سود خشنة جعل العَذِرة ليُبسْها وعدم تعلقها بالحِذاء كالحجارة . الدُّؤَلىّ رحمه الله تعالى وقف عليه أعرابىّ وهو يأكل تَمْراً فقال : شيخ هِمّ غِابر ماضِين ووافِد محتاجين أَكَلَنى الفقر ورَدَّنَى الدهر ضعيفاً مُسِيفا . فناوله تَمْرة فضرب بها وجهه وقال : جعلها الله حَظّك من حظك عنده

- سوف المُسيف : الذى ذهب ماله من السُّواف وهو داء يهلِك الإبل يقال : وقع فى الِمال سُواَف عن أبى عَمْرو . وكان الأصمعىّ يضمه وقال ابن الأعرابىّ : السُّواف بالضم : داء وبفتحها هو الفَناء . وأنشد : ... ذَهَبْتَ فى تمثُّل القوافى ... وأنت لا توُرِد بالأخواف ...
... غير ثمان أينق عِجاف ... بقُياْ من الغُدّة والسُّواف ...
فى الحديث إذا رأى أحدُكم سواداً بليل فلا يكن أجْبَن السَّوَادين فإنه يَخَافُك كما تخافُه
سود هو الشخص مُطِّرف رحمه الله تعالى قال لابنه لما اجتهد فى العبادة : خيرُ الأمور أوْسُطها والحسنةُ بين السَّيئتين وشر السَّيْر الحَقْحَقَة
سوء السّيئتان : الغلوّ والتقصير . والحسنة بينهما : هى الاقتصاد . الحَقْحَقَة : أرفْعَ السير وأتعبهُ للظهر وذلك أن يلحّ فى شده حتى لا تقوم عليه راحلتهُ فيبقى منقطعا به وهذا مثل . تَساَوق فى بر . سور الرأس فى جن . بسوادِ البطن فى شع . المسوِّفة فى فس . أسْوِدة فى ان . والأساود فى وه . بأسوق فى بو سورية فى صل . فكان سوادا فى جه . بأسود العين فى ضر . السوء فى دو . السواد فى رس . سواء البطن فى شذ . يَسُوق بهم فى قن . إلا السام فى لم . سواء الثغرة فى نس السين مع الهاء النبى صلى الله عليه وآله وسلم دخَلَ على عائشة رضى الله عنها وفى البيت سَهْوة عليها سِتْر

- سهو هى بيت صغير مُنْحَدِر فى الأرض شبيه بالخزانة يكون فيهتا المتاع وقيل : كالصُّفَّة بين يدى البيَتْ . وقيل شَبَيهةٌ بالرَّف أو الطاق يوضع فيها الشىء كأنها سميت بذلك لأنها يُسْهى عنها لصغرها وخَفَائها . بعث صلى الله عليه وآله وسلم خَيْلاً فأسْهَبت شَهْراً لم يأتِه منها خبر فنزلت : واْلعَادِيَاتِ ضَبْحاً وروى : فأَشْهَرَتْ لم يأْته منها خبر
سهب أى فأمعنت فى سيرها يقال : أسهب فى أمر فهو مسهَب بالفتح . ومنه حديث ابن عمر رضى الله تعالى عنهما : إنه قيل له ادْعُ لنا فقال : أكره أن نَكُونَ من المُسْهَبِين . أى المِكْثَارين الممعنين فى الدعاء وقال : ... لا تعذلنى بضَغابيس القوم ... المسهَبين فى الطَّعامِ والنَّوْم ...
وأصله من السهب وهى الأرض الواسعة . عن مُطرِّف بن عبد الله بن الشِّخِّير رضى الله عنه : أتانا أعرابى ومعه كتاب من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لبنى زُهير بن أُقَيْش : إنكم إن شهدتم أن لا إله إلا الله وأعطيتم الخُمُس من المَغْنَم وسَهْمَ النبى والصَّفىّ فأنتم آمنون بأمان الله . فلما قرأناه انْصَاع مُدْبِراً . قالوا : صاحب الكتاب النَّمِر بن تَوْلب الشاعر وفد على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وله يقول : ... إنا أتينَاك وقد طال السَّفْر ... نقُود خيلا ضُمَّراً فيها ضَرَرْ ... نُطعمها اللحم إذا عَزَّ الشَّجَرْ ...
سهم السهم فى الأصل : واحد السهام التى يُضرب بها ثم سمى ما يفوز به الفالج سهما تسميةً بالسهم بالمضروب به ثم كَثُر حتى سُمِّىَ كلُّ نصيب سَهْما . كان للنبى صلى الله عليه وآله وسلم سَهْم رَجُل شهد الوَقْعة أو غَابَ عنها

- والصَّفِىّ : هو ما اصْطفاه من عرض المغنم قبل القِسْمَة من فرس أو غلام أو سيف أو ما أحب . وخمس الخمس . خُص بهذه الثلاث عوضاً من الصدقة التى حُرّمت عليه . انْصاع : وَلّى مسرعاً قال ذو الرّمة : ... فانْصاع جانبهُ الوحشىّ وانْكَدَرَتْ ...
وهو مطاوع صاعه إذا فرقه وصاع الشجاع الأقران إذا فرّقهم وطردهم . الضّرر : نقصانٌ يدخل فى الشىء يقال : دخل عليه ضَرر فى ماله والضَّرَرُ فى الخيل : نُقصانُهتا من جهة الهُزال والضعف . ومعنى إطعامها اللحم عند عِزَّة الشجر أنها إذا لَمْ تجد مَسْرَحا نقص لحمُها هُزالا فكأنها تُطْعَمُ لحمها . ألا إنَّ عمل الجنِة حزنه بِربَوْة وإن عملَ النار سَهْلَةٌ بِسَهْوة
سهو يريد بالسَّهوة البطحاء اللينة التربةَ شَّبه المعصية فى سهولتها عليه بالأرض السَّهلة التى لا حزونة فيها وهى فى البطحاء أيضاً فلا تَشُقُّ على سالكها مَشْيا ومُتوَصَلاَّ . والطاعة فى صعوبتها عليه بالأرض الحزنة الكائنة فى الربّوة فهى تشق على السالك مصعدا ومشيا فيها . وهذا نحو قوله صلى الله عليه وآله وسلم : حُفَّت الجنة بالمكارة وحُفَّت النار بالشهوات . سَلمْان رضى الله تعالى عنه قال فى الكوفة : يوشك أن يكثر أهلُها فَتْملأ ما بين النهرين حتى يَغْدُوَ الرجلُ على البغلة السَّهْوة فلا يُدْرِك أقصاها هى اللينة السير التى لا تتعب راكبها . قال زهير : ... تُهوَِنُ غَمَّ السير عنى فريدةٌ ... كِنازُ البَضِيع سَهْوَةُ السير بِازَلُ ...
... يلحبن لا يأتلى المطلوب والطلب

- فى الحديث : خيرُ المال عينٌ ساهرة لعينٍ نائمة . يريد عين ماء تجرى ليلا ونهارا فجعل ذلك سهرا . والعين النائمة : عين صاحبها أى هو راقد وهى تجرى لا تنقطعُ . ثم اسْتَهَمَا فى لح السهمان فى كب . خرج سَهْمُك فى بر . السين مع الياء النبى صلى الله عليه وآله وسلم أهْدَى إليه أكَيْدِرُ دُومة حُلّةً سِيرَاء فأعطاها عمر بن الخطاب فقال : يا رسول الله أتُعطينى هذه الحُلّة وقد قلت أمس فى حُلةّ عُطارد ما قلت ! إنما يلبس هذه من لا خَلاق له ! فقال صلى الله عليه وآله وسلم : لم أعطكها لتلبسها ولكن لتعطيها بعض نسائك يتخذنها طُرَّات بينهن . وفى حديث أخر : إنه قال لعلىّ صلى الله عليهما فى بُرْدٍ سَيِراء : اجْعَلْه خُمُراً أو اقسمه بين الفَواطم . وعن علىّ عليه السلام : أُهديت لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حُلةّ سِيَراء فأرسل بها إلىّ فلبستها فعرفت الغضب فى وجهه وقال : إنى لم أعْطِكَها لتَلْبسَها وأمر بها فأَطْرتُها بين نسائى
سير السَّيراء : نوع من البُرُود يخُالطه حرير سمى سِيَراء لتخطيط فيه والثوب المُسَيَّر الذى فيه سَيْر أى طرائق . ويقال : سَيَّرت المرأة خِضَابها ولم تبهم والتسيير : أن تَخْضِبَ أصابعها خضابا مُخططا تَخضْبِ خَطّا وتَدَعُ خطا . قال ابن مُقْبل : ... وأشْنَبَ تجَلْوُه بعود أراكه ورَخْصاً عليه بالِخضاب مُسَيّرا ...
طُراّت : أى قِطَعا من الطَّر وهو القطع . بَيْن : يتعلق بيتخذن أو بِطُرّات لما فيه من معنى الطّر كأنه قال : يُقَطّعْنه بينهن . الفواطم : فاطمة الزهراء الَبتُول عليها وعلى أبيها وبَعْلها أفضل الصلوات وأشرف

- التسليمات وفاطمة بنت أسدَ بن هاشم زوج أبى طالب رضى الله عنها أم على وجعفر وعَقيل وطالب عليهم السلام وهى أولُ هاشمية وَلَدَتْ لهاشمى وفاطمة أم أسماء بنت حمزة رضى الله عنهم وقيل الثالثة فاطمة بنت عُتبة بن ربيعة وكانت قد هاجرت . وأما فاطمة المخزومية جدة النبى صلى الله عليه وآله وسلم لأبيه وفاطمة بنت الأصم أم خديجة عليها السلام فما أدركتا الوقت الذى قال فيه لعلى صلى الله عليهما ذلك . أطرتُها : قسمتها شققا بينهن . قال : ... كأن فؤادى يوم جاء نعيُّها ... مُلاَءةُ قَزّ بين أيْدٍ تُطيُِرها ...
أى تشققها . إن أصحابه صلى الله عليه وآله وسلم لما هاجرُوا إلى أرْضِ الحبَشَة قال لهم النَّجاشى : امكُثُوا فإنكم سُيُوم
سيم تفسيره فى الحديث الأمان أى أنتم آمنون . وهى كلمة حبشية . عمر رضى الله تعالى عنه السّائبة والصَّدقة ليومها
سيب السَّائبة : العَبْد الذى أُعْتِق سائبةً . ليومِها أى ليومِ القيامة يقول : فلا يَرْجِع له الانتفاع بهما فى الدنيا يعنى إذا مات المُعْتقَ وورثه المعتق فليْصرف ميراثه فى مثله ولا ينتفع به وليس على جهة الوحوب وإنما كانوا يَكرهون أن يرجعوا فيما جعلوه لله عز و جل وروى عن ابن عمر رضى الله عنهما : أنه فَعَل هكذا تنزُّها . سيابة فى خص . ولا سياحة فى زم . السيوب فى اب . وفى حب . المساييح فى نو . مسياع فى هل . سيناء فى شر . سيبِا فى صو . و حو . سائل الأطراف فى شذ . مسيرة فى بص . تساير فى كب

- حرف الشين
الشين مع الهمزة النبى صلى الله عليه وآله وسلم إِنَّ رجلا من الأنصار قال لبعيره : شَأْ لعنك الله ! فنهاه عن لَعْنه
شأشأ شَأْ وجَأْ : زجر للجمل . وقد شَأْشَأْ وجأجأ إذا صَوتّ بذلك وهما منهما بمنزلة هَلّل وحَوْلَق من لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله أى لَيسْا بمشتقين منهما وحق الأصوات أن يجئن سواكن إلا إذا عرض ما يُحَرَّكْن له . معاوية رضى الله تعالى عنه دخل على خاله أبى هاشم بن عُتبة وقد طُعِن فبكى فقال : ما يبكيك يا خال ؟ أوجع يُشئزك أم على الدنيا ؟
شأز يقال : شئز الرجل إذا قلق فهو شئز وشُئز فهو مشئوز وأشأزه غيره وهو من قولهم : مكان شَأْز وشَأْس إذا كان غليظا خشنا لا يستقر عليه . على : متعلق بفعل مضمر يعنى أمْ تبكى على الدنيا فأضمره لدلالة يُبكيك عليه . فى الحديث : خرجت بآدم شأفة فى رجله
شاف قال يعقوب : هى قَرحْة تخرج فى أسفل القدم فتُقطع فتذهب وفى أمثالهم استأصل الله شأْفته . تشَاءمت فى نش . شَأْفته فى جل . الأَشأم فى عن . شأْو العَننَ فى رج . الشين مع الباء النبى صلى الله عليه وآله وسلم المُتَشَبِّع بما لا يمَلْكِ كلابسٍ ثَوْبْى زُور المُتَشِّبع على معنيين :
شبع أحدهما المتكلّفُ إسرافاً فى الأكل وزيادة على الشبع حتى يمتلىء ويتضلع . والثانى : المتشبه بالشَّبعان وليس به

- وبهذا المعنى الثانى استعير للمتحلى بفضيلة لم ترزق وليس من أهْلِها . وشبّه بلابس ثوبى زور أى ذى زور وهو الذى يزّور على الناس بأنْ يتزيا بِزىّ أهل الزهد ويلبس لباس ذوى التقشّف رياء وأضاف الثَّوْبين إلى الزور لأنهما لما كانا ملبوسين لأجله فقد اختصاصاً سَّوغ إضافتهما إليه . أو أراد أنَّ المتحلى كمن لَبَسَ ثَوْبَيْن من الزور قد ارْتَدَى بأحدهما وائتزر بالآخر كقوله : ... إذا هو بالمجد ارتدى وتأزَّرا ...
وقوله : ... يجرّ رباط الحمد فى دار قومه ...
وقول ذى الرُّمة : ... على كُلِّ كَهْلٍ أْزعَكّىٍ ويافعٍ ... من اللؤُّم سربالٌ جَديدُ البَنَائِقِ ...
قال صلى الله عليه وآله وسلم فى دعائه لعلىّ وفاطمة عليهما السلام : جمع الله شَمْلَكما وبارك فى شَبْرِكما
شبر الشَّبْر : العَطَاء يقال : شَبَره شبرا إذا أعطاه فكّنى به عن النكاح فقيل : شَبَرها شَبرْا . ومنه حديثه صلى الله عليه وآله وسلم : أنَّه نهى عن شَبْر الجمل . وهذا على وجهين : أنْ يراد بالشَّبْر ما يعطاه من أجُرة الضِّراب أو الضِّراب نفسه ويقدر مضاف محذوف أى عن كِراء شَبْر الجمل كقوله : نهى عن عَسَب الفَحْل . آجر موسى عليه السلام نَفَسه من شعيب عليه السلام بِشْبِع بَطْنه وعِفَّة فرجه فقال له خَتَنُه : لك منها يعنى من نتائج غنمه ما جاءتْ به قَالِبَ لَوْن . فلما كان عند السَّقْى وضع موسى قَضِيباً على الحوض فجاءت به كُلِّه قَالِبَ لونٍ غير واحد أو اثنين ليس فيها عَزُوز ولا فَشُوشِ ولا كَموش ولا ضَبُوب ولا ثَعُول ويروى : وقف بإزَاء الحَوْض فلما وردت الغنم لم تصدر شاة إلا طعن جَنْبَها بعصاه فوضعت قَوَالبَ ألوان

- شبع الشبِّعْ : ما أشبعك من طعام قال سيبويه : ومما جاء مخالفاً للمصدر لمعنى قولهم أصاب شِبْعه وهذا شبعه إنما يريد قدر ما يُشبعه وتقول : شَبِعْتُ شَبِعاً وهذا شَبِع فاحش إنما تريد الفعل ونظيره ملأتُ السقاء مَلْئاً وهذه مِلْؤُه أى قدر ما يَمْلَؤُه . قال : ... وكُلُّكُمْ قَدْ نال شِبْعاً لِبَطْنِه ... وِشْبعُ الفَتَى لؤم إذا جاع صَاَحِبهُ ...
خَتَنُه : أى أبو امرأته يعنى شعيباً عليه السلام والأختان من جهة المرأة والأحماء من قَبِل الزوج يقال لأبى المرأة وأمها : الخَتنَان . قَالِب لون : تفسيره فى الحديث أنها جاءت على غير ألْوان أمّهاتها . الَعزُوز : الضَّيِّقة الإحْليل يخرج لبنُها بَجِهْد . والفَشُوش : الواسعة تفشّ اللبن فشّاً . والكَمُوش : الصغيرة الضَّرْع والكَمْشَة نحوها . وقال الأصمعى : هى التى يَقْصُر خِلفْها فلا تحلب إلا بِصرّ . والّضُبوب : التى لا يخرجُ لبنها إلا بالضَّب وهو الحلب بجميع الكف وشدة العَصْر . الّثعُول : التى لها زيادة حلَمة وهى الثْعل . الإزاء : مصبّ الدلو وناقة آزِيَة إذا لم تشرب إلاّ منه . قالت أم سَلَمةَ رضى الله عنها : جَعَلْتُ علىّ صّبِراً حين تُوُفِّىَ أبو سَلمة فقال النبى صلى الله عليه وآله وسلم : إنَّه يَشُب الوجه فلا تجعليه إلا بالليل وانْتزِعيه بالنهار
شبب أى يوقد وَيزيد فى لَوْنه وهذا شَبُوب له . وفى الحديث : إنه صلى الله عليه وآله وسلم لبس مدرعة سَوْداء فقالت عائشة : ما أحَسَنَها عليك يَشُبُّ سوادُها بياضَك وبياضُك سوادَها . كانتْ أم سَلمة قبل النبى صلى الله عليه وآله وسلم تحت أبى سَلَمة بن عبد الأسد وكان لها منه زينب وعمر

- إذا توضأ أحدُكم فأحْسَنَ وُضوءَه ثم خرج عامداً إلى المسجد فلا يُشِّبكُنَّ يدَه فإِنه فى صلاة
شبك هو أن يُدْخِل أصابِعه بعضها في بعض وهذا كَنَهْيِه عن عَقْص الشعر واشْتَمِالِ الصَّماء . وقيل : إن التَشْبِيك والاحتباء مما يجلِب النوم فنهى عن التعرّض لما ينقض الطهارة . رأى صلى الله عليه وآله وسلم الشُّبرْم عند أسماء بنت عُميس وهى تريد أنْ تَشْرَبه فقال : إنّه حارّ جار أو قال : يارّ وأمرها بالَّسَنا
شبرم الشُّبرْم : نوع من الشِّيح . جارّ ويارّ : إتباعان لحار يقال : حَرّان يَرّان . أبو بكر رضى الله تعالى عنه مَرّ ببلال وقد شُبِحَ فى الرَّمْضاء يقال له : اترك ديَن محمد وهو يقول : أَحَد أحد فاشتراه أبو بكر فأَعْتَقه
شبح الشّبْح أن يمدّ كالمصلوب ومنه شبح القوم أيديهم فى الدّعاء . قال ذو الرمة : ... ويُشْبَحُ بالكفّين شَبْحاً كأنّه ... أخو فَجْرَةٍ عالى به الجذعَ صالبُه ...
يريد الحرباء أحد أحد : يريد الله واحد لا شريك له . عمر رضى الله تعالى عنه إن اللبن يُشبّه عليه
شبه يريد أنّ الرضيع ينزع به الشّبه إلى الظِّئرْ من أجْل اللبن فلا تَسْتَرْضِعُوا إلا المرضِّية الأخلاق ذات . العَفَاف شُرَيح رحمه الله تعالى شهادةُ الصِّبيْان تجوز وعلى الكبار يُسْتَشَبُّونَ
شبب أى يَطْلبَون شُبَّاناً بالغين فى الشّهادة على الكِبار وقيل : ينتظر بهم وقت الشّباب أى إذا تحمَّلوها وهم صبيان ثم أدّوها وهم كبار قُبِلَتْ منهم وإنما صَحَّ هذا فى الجِراحات دون الأموال

عطاء رحمه الله تعالى لا بأس بالِّشبْرق والضَّغابيس ما لم تَنْزِعْه من أصْله
شبرق الَّشبْرق : نبت حجازىّ إذا يبس سُمى الضِّرِيع وهو يؤكل وفيه حُمْرة . قال الهُذلىّ : ... تَرَى القوم صرعى جثوة أضجعوا معا ... كأن بأْيديهم حواشى شِبْرق ...
الضَّغَابيس : صغار الِقثَّاء يريد لا بأس بقطعهما فى الحَرَم إذا لم يُسْتَأصلاَ . فى الحديث : مَنْ عَضَّ على شِبدْعِه سَلِمَ من الأثام
شبدع أى على لسانِه والشْبِدع : العَقَرَب فشبه الّلسان بها لأنه يَلْسَعُ الناس . قال : ... عَضّ على شْبدِعه الأريبُ ... فظلّ لا يُلْحِى ولاَ يحُوبُ ...
الأثام : جزاء الإثم . وقال قطْرُب : هو الإثم يقال : أثِمَ أثاماً . إنّ زمزم كان يقال لها شُبَاعة فى الجاهلية
شبع سميت بذلك لأن ماءها يروى العطشان و يُشْبع الغْرثان ومنه قول عبد المطلب : طَعَامُ طُعْم
شبب اسْتَشُّبوا على أَسْوُقِكمُ على البول . أى استوفزوا عليها ولا تُسِفُّوا من الأرض . الشم فى دك . المشابيب فى اب . شب الذراعين فى مغ . يشب فى غو . شبكة فى لق . واستشبوا فى مخ . شبمة فى سن . شببة فى لف . وشبرك فى شك . بنى شبابة فى ند . . الشين مع التاء عمر رضى الله عنه رأى امرأة مُتَزَينِّة أذن لها زوجُها فى البُروز فأخبر بها عمر فطلبها فلم يقدر عليها فقام خطيبا فقال : هذه الخارجةُ وهذا المُرسلها لو قَدَرْتُ عليهما لَشَتَّرْتُ بهما . ثم قال : تخرج المرأة إلى أبيها يكيدُ بنَفْسه وإلى أخيها يَكِيدُ بنفسه فإذا أخرجت فْلتلْبسَ مَعِاوزَها
شتر أبو زيد يقال : شَتَّرْتُ به تَشْتِيراً إذا سمَعّت به ونَدَّدت وأسَمْعته القبيح

- وقال غيره : شَنَّرْت بالنون من الشَّنَار وهو العَيْب وكأنَ حقيقةَ التشَّتْير إبرازُ مساوىء الرجل وإظهارُ ما بَطَن منها من الشَّتَر وهو انقلاب فى الجَفْن الأسفل لأنه بروزُ ما حقه أن يَبْطُن وهو عيب قبيح . يقال : جادَ بنفسه وكاد بنفسه إذا ساق سياق الموت . المعاوز : الُخلقْان الواحد مِعْوَز من الإْعوازُ وهو الفقر والحاجة . قال الشَّماخ : إذا سقط الأنداء صينت وأشعرت حبيرا ولم تُدْرَج عليها المعاوِزُ لا تقول : الضارب زيدٍ ولكن الضاربا زيد والضاربو زيدٍ والضارب الرجل على التشبيه بالحسن الوجه فأما الضمائر المتصلة فالإضافة إليها مطلقة تقول : الضاربه والضارباه والضاربوه وما أشبه ذلك . ومنه قوله : المرُسلها وقد لخصت هذا الباب فى كتاب المفصَّل تلخيصا شافيا . علىّ عليه السلام قال : رأيت يوم بَدْرِ رجلا من المشركين فارساً مُقَنَّعا فى الحديد كان هو وسعد بن خَيْثمَة يَقْتتَلان فاقتحم عن قرينه لَمَّا عرفنى فَنَادَانى : هلمَّ ابنَ أبى طالب للبراز فعطفتُ عليه فانْحَطَّ إلىَّ مقبلا وكنت رجلا قصيرا فانحططتُ راجعا لكى ينزل وكرِهْتُ أن يَعْلوَنِى فقال : يابنَ أبى طالب أفَرَرْت ؟ فقلت : قَريبٌ مَفَرُّ ابن الشَّتْرَاء . فلما دنا منى ضربنى فاتَّقْيتُ بالدَّرَقة فوقع سيفُه فلحَج فأمرّ به على عاتِقه وهو دارِع فارتعش ولقد قَطَّ سيفى دِرْعَه فإذا بِريْقِ سَيْفٍ من ورائى فأطَنَّ قَحْفَ رأسه فإذا هو حَمْزةَ بن عبد المطلب عليه السلام . ابن الشَّتْرَاء : رجل كان يُصِيبُ الطَّريق وكان يأتى الرُّفقْة فيدنو منهم حتى إذا هَمُّوا به نأى قليلا ثم عاودهُمْ حتى يَصيَب منهم غَّرة . لحَج فى الشىء : إذا نَشِب فيه . القَطّ : القطع عَرْضا كقطِّ القلم . برَيِقْ سيف : هكذا روى والرَّيقْ من راق السّراب يرَيقَ ريقْا إذا لمع ولو روى : فإذا برَيِقُ سيف من بَرق السيف برَيقا لكان وجَهْا بَيّنا كما تَرى . أطَنّه : جعله يطِنّ طنينا وهو صوت القطع . مشتين فى بر

- الشين مع الثاء محمد بن الحَنَفَّيِة رحمها الله تعالى ذَكَر مَنْ يلى الأمر بعد السُّفْيانىّ فقال : يكون بين شَثّ وطُبَّاق وروى : أنه قال : حَمْش الذراعين والساقين مُصْفَح الرأس غائر العينين يكون بين شَثّ وطُباَّق
شث الشثّ : شجر طيّب الريح مُرُّ الطعم قاله أبو الدُّقَيْش . وزعم أنه ينبت فى جبال الغَوْرِ تهامة ونجد . والطُّباَّق : شَجر ينبت بالحجاز إلى الطائف . قال تأبط شرا : ... كأنما حَثْحَثُوا حُصّاَ قَوَادِمهُ ... أوْ أمَّ خِشْفٍ بِذى شَثّ وطُبَّاقِ ...
يريد : أنه يخرج بمنابت هذين الشجرين . الحَمْش : الدَّقِيق وقد حِمشت قوائمه . المُصْفَح : العريض ومنه قولهم : وَجْهُ هذا السيف مُصْفَح وضربه بالسَّيِفْ مُصْفَحاً ومصفوحاً إذا ضربه بُعرْضه . وقيل : المُصْفَح : الرأس الذى يضغط من قِبَل صُدْغيه فيطول ما بين جبهته وقفاه ويدِقّ وجهه ويرتفع أعلى رأسه . شثنة فى زو . شئن فى مغ وفى شذ . الشين مع الجيم النبى صلى الله عليه وآله وسلم يجىء كَنْز أحدِهم يوم القيامة شُجاعاً أقرعَ له زَبيِبَتان وروى : من ترك بعده مالاً مثل له يوم القيامة شُجاع أقْرع يَتْبعه فيقول : مَنْ أنت ؟ فيقول : كَنْزُك فلا يزال يتبعه حتى يُلقْمِه يده فَيُقَضْقضِها
شجع الشُّجَاع : الذَّكَر من الحيّات . الأقرع : الذى قَرى السُّمَّ فى رأسه حتى تمَعَطَّ شَعْرهُ . قال : ... قَرَى السّمَّ حتى انمْاَزَ فروةُ رأسهِ ... عن العَظْمِ صِلٌّ فاتكُ اللَّسْعِ مَا رِدُه

- الزَّبيبتان : النُّكْتتان السَّوْدَاوان فوق عينيه وهو أوحْشَُ ما يكون من الحيات وقيل : هما الزَّبدَتَاَن فى شِدقْيه إذا غضب . القَضْقَضَة : الكسر والقطع وأسدَ قَضْقَاض . سعد رضى الله عنه قالت أمه : أليس الله قد أمر ببِّر الوالدين ؟ فوالله لا أَطْعَمُ طعاما ولا أشربُ شرابا حتى تَكْفُر أو أموت . فكانوا إذا أرادوا أن يُطْعموها أو يَسقوها شجروا فاها ثم أوجَرُوها
شجر أى جعلوا فى شَجْره وهو مَفْرجَه عودا حتى فَتحَوه . ابن عباس رضى الله عنهما بات عند خالته ميَمْونة . قال : فقام النبى صلى الله عليه وآله وسلم إلى شَجْب فاصْطَبّ منه الماء وتَوَضَّأ
شجب هو ما أخلق وتَشَنَّن من الأساقى وهو من شَجَب إذا هَلك فكأَّنه تخفيف شَجَب يريد الهالك من الخُلوقة . اصْطبّ : افتعل من الصّب أى صبه لنفسه . الحسن رحمه الله تعالى المجالس ثلاثة فسالم وغانم وشاجب . شَجَب يَشْجُب فوه ساجب وشجِب فهو يَسْجَب شجَب إذا هَلك يعنى إما سالم من الإثم وإمّا غانم للأجر وإما هالك آثم
شجى الحجاج إن رُفقة ماتت من العطَش بالشَّجِى فقال : إنى أظنهم قد دَعَوُا الله حين بلغهم الجهد فاحفروا فى مكانهم الذى ماتوا فيه لعل الله يسَقْى الناس . فقال رجل من جلسائه قد قال الشاعر : ... تراءت له بين اللوى وعُنيزَة ... وبين الشَّجِى مما أحال على الوادى ...
ما تراءت له إلا وهى على ماء فأمر الحجاج رجلا يقال له عضيدة أن يحِفر بالشَّجِى بئرا فحفرها فلما أنبط حمل معه قربتين من مائِها إلى الحجَّاج بواسط فلما

- طلع قال له : يا عضيدة لقد تخطيت بها ماء عِذَابا أأخْسَفْتَ أم أوْشلت ؟ وروى : أم اعْلَمْت ؟ فقال : لا واحد مهنما ولكن نيَطِّاً بين المائين . قال : وما يبلغ ماؤها ؟ قال : وردتْ على رفقة فيها خمس وعشرون بعيراً فرويت الإبل ومن عليها . فقال : الحجاج : أللإبلِ حَفَرْتها ؟ إن الإبل ضُمَّر خنُسَّ ما جُسِّمَتْ جَشِمَتْ . قال المبِّرد : ذكر التَّوزَّى عن الأصمعى أن الشّجِى وهو منزل من منازل طريق مكة إنما سُمِّىَ لأنه شجٍ بما حوله من الماء . مما أحال : أى منِ الجانب الذى صب الماء . على الوادى : من قولهم : أحال الماء إذا صبه . قال لبيد : ... يُحِيلُون السِّجال على السِّجالَ ...
قوله : ماء عِذابا على ماءةٍ عَذْبة وماء عِذاب . قال الأصمعى : حضر فلان فأخْسَف أى وجد بئرهَ خَسِيفا وهى التى نقب جَبَلهُا عن ماء غزيرٍ لا ينقطع . وأعْلِم : إذا وجدها عَيْلَماً وهى دون الخَسِيف . وأوْشَل : وجَدَها وَشَلاً وهو الماء القليل . لا واحد منهما بمعنى ليس واحد منهما أو لا كان واحد منهما . ولو نصب على لا أصبتُ أو رأيتُ واحدا منهما لكان صحيحا ألا ترى إلى قوله : ولكن نيطِّا أى وسطا بين الغزِير والقَلِيل كأنه معلق بينهما من ناط ينوط . الضُّمّر : جمع ضامر وهو الممسك عن الجرة يقال : ضَمُرَ يَضْمُر وضَمَرَ . الخُنّس : جمع خانس من خَنَسه إذا أخَّره وخَنَس بنفسه إذا تأخر يعنى أنها صوابر على العطش تؤخر الشرب . أو تتأخر إلى العَشْر وفوق ذلك على ما يحكى عن ضيف حاتم : أن إبله كانت تظمأ غِبّا بعُد العَشْر . شِجار فى به . الشجراء فى بد . تَشْجُرون فى سف . أشَاجع فى نج . شجرتها فى صو . المشجْوج فى قى . شَجَرى فى سح . شجّك فى غث . وشَجَرهم فى وح

- الشين مع الحاء علىّ بن أبى طالب عليه السلام رأى فلانا يخطبُ فقال : هذا الخطيب الشَّحْشَح
شحشح هو الماهر الماضى فى الكلام من قولهم : قَطاة شَحْشَح سريعة حادة وناقة شَحْشَح . والشَحْشَحة : سرعة الطيران وامرأة شَحْشاح : كأنها رجل فى قولها وجِدّها وهذا كله من معنى الشّح لا من لفظه على مذهب البَصْريين وهو الإمْساك المفرط والتشدد الفاحش ألا تَرى إلى قولهم للبخيل : شَحْشح وشَحْشاح ومُشَحْشَح . ذكر رضى الله تعالى عنه فْتِنَةً تكون فقال لعمار : والله يا أبا اليَقْظان لَتَشْحُونَّ فيها شَحْواً لا يدركُكَ الرَّجُلُ السريع ثوبُك فيها أنْقَى من البَردَ وريحُك فيها أطُّيب من المسك
شحو الشَّحْو : سعة الخَطْو ودابة شَحْوى : واسعة الخطو ورغيبةُ الشَّحْوة إذا كانت كثيرة الأخذ من الأرض يعنى أنك تسعى فيها وتتقدم . لا يدرُكك : منصوب المحل صفةٍ للمصدر والضمير محذوف كأنه لا يدرككه أى لا يدركك فيه . أراد بنقاءِ ثوبِه وطيب ريحه براءة ساحته من العيب اللاصق به وحسن الأحدوثة عنه . ابن عمر رضى الله تعالى عنهما دخل المسجد فرأى قاصّاً صيَاّحاً فقال : اخِفْض من صوتك ألم تعلم أنَّ الله يُبْغضُ كَّلَ شَحَّاج !
شحج الشُّحَاجُ للبغل والحمار . وحمار مشحِج وشُحَّاج . ويقال للبغال : بنات شَحَّاج . عَنىَ قوله عز و جل : واغْضُضْ مِنْ صوتك إن أنكَر الأصواتِ لصَوْتُ الِحمِير

- ربيعة قال فى الرجل يُعْتِق الشِّقْصَ من الَعْبد : إنه يكون على المُعْتِق قيمةُ أنصُّبِاء شُرَكَائِه يُشْحَطُ الثمنُ ثم يُعْتَقُ كلُّه
شحط يقال : شَحَطْتُ البعير فى السَّوْمِ حتى بلغتُ به أقصى نهائِه فى الثمن أشْحَطُه شَحْطاً وتَشَحَّى فلان فى السَّوْم وتَشَحَّطَ إذا أَبْعطَ يريد يبلغ بقيمة العبد أقْصى الغاية . وقيل : معنى يُشْحَط يُجْمَع من شَحَطْتُ الإناء وشََطْتُه إذا ملأته عن الَفَّراء . فى الحديث : يغفر الله لكل بشرِ مَا خَلاَ مُشْرِكاً أو مُشَاحِناً
شحن هو المبتدع الذى يُشاحِن أهلَ الإسلام أى يُعادِيهم . الشحناء فى غر . يتشحَّط فى سح . الشين مع الخاء النبىّ صلى الله عليه وآله وسلم الشهيدُ يُبْعَثُ يوم القيامة وجروحهُ تشَخْبُ دماً اللون لونُ الدم والريحُ ريحُ المسْك
شخب الشَّخْب : السيلان وقد شخَب يشخبُ . ومنه مَرّ يشخُب فى الأرض شَخَباناً . أى يجرى جَرْيا سريعا . وفى أمثالهم : شُخْب فى الإناء وشُخْب فى الأرض . شُخص بى فى فر . شخيتا فى ضا . شاخصاً فى جش . الشين مع الدال ابن عباس رضى الله تعالى عنهما حدَّث رجلٌ عند جابر بن زيد بشىء فقال : ممن سمِعْتَ هذا ؟ قال : من ابن عباس . قال : من الشَّدْقم

- شدقم هو الواسع الشّدق ومنه سُمىّ شَدقْم فحلُ النعمان بن المنذر ووزنه فَعْلَم أى ميمه زائدة يوصفُ به المنِطْيِق المُفَوّه . ابن عُمرَ رضى الله تعالى عنهما قال فى السِّقْط إذا كان شدخاً أو مُضغة فادِفنْه فى بيتك
شدخ هو الضمير إذا كان رَطْبا رخَصْاً لم يشتدّ وقيل : هو الذى ولد بغير تمام . مُشِدّهم فى كفّ . من يُشّاد فى وغ يجتهد الشدَّ فى جد . الشين مع الذال النبى صلى الله عليه وآله وسلم فى صفته عليه السلام عن هند بن أبى هَالَة التميمى كان فَخْما مفخما يتلألأُ وجهه تَلأَلْؤ القمر ليلَة البدر أْطَولَ من الَمربْوع وأقصر من المُشَذَّب عظيم الهامة رَجِل الشَّعْرَ إن انفرقت عَقِيقته فَرَقَ وروى : عِقيصته وإلا فلا يجاوزُ شعره شحمةَ أُذنه إذا هو وفره أزهر اللون واسع الجْبِين أزجّ الحواجب سوابغَ فى غير قَرَن بينمها عِرْق يدِرُّه الغضب أقْنَى الِعْرنِين له نور يَعلُوه يَحْسَبهُ من لم يتأمْله أشَمّ كثّ اللحية سهل الخدَّيْن ضَليع الفَم أشْنبَ مُفَلجَّ الأسنان دقيق المَسْربَة كأنّ عنَقه جِيد دُمْية فى صفَاء الفضة معتَدلَ الخلقْ بادناً مُتَماسكا سواء البطن والصدر عريضَ الصدر بعَيد ما بين المنِكَبيْن والقدمين سائل الأطراف خُصْمَان الأْخَمصين مسيح القدمين ينْبُو عنهما الماء إذا زال زال قلعا يخطو تكفُّؤا ويمشى هَوْنا ذَرِيعَ المِشْية إذا مشى كأنما ينحطُّ فى صبَبَ . وإذا التفتَ التفت جميعا خافضَ الطَّرْف نظرهُ إلى الأرض أطولُ من نظرِه إلى السماء جُلُّ نظره الملاحظة يسوقُ أصحابه ويروى : يَنُسُّ أصحابَه يبدأ مَنْ لقيه بالسلام يفتتحُ الكلام ويختتمه بأشْداقه يتكلمّ

- بجوامع الكِلَم فضلا لا فضولَ ولا تقَصْير دَمِثاً ليس بالجافى ولا المُهين يُعَظِّم النعِّمْة وإنْ دقت ولا يذمّ منها شيئا لم يكُنْ يذمّ ذَوَاقاً ولا يمدحه وإذا غضب أعرض وأشاح جُلُّ ضحكة التبسم ويفترُّ عن مثل حَبّ الغَمام
شذب قيل للطويل : المُشَّذب تشبيهاً بما يُشَّذبُ من الشَّجر لأنه يطول بذلك ويُسرع فى شَطَاطِه . العَقيقِة والعِقَّة : الشَّعر الذى يوُلد به وعَقّ عن الصبىّ إذا حَلقَ العقيقَة بعد سبعة أيام من مَوْلِده وذبح عنه شاةً وأطعمها المساكين وتلك الشاةُ تسمى العقيقة باسمها وكان تركُّها عندهم عيبا وشُحّا ولؤما . قال امرؤ القيس : ... أَيا هندُ لا تَنْكِحى بُوهةً ... عليه عقيقَتهُ أَحْسَبَا ...
أى شاخ وشاب وعليه عقيقتهُ وبنو هاشم أكرم ومحمد بن عبد الله بن عبد المطلب أكرمُ عليهم مِنْ أن يتركوه غيَر معقوق عنه ولكّن هِنْدا سمَّى شعره عقيقة لأنه منها ونباته من أصولها كما سمت العرب أشياء كثيرة بأسامىّ ما هى منه ومن سببه . انْفَرقَ : مطاوع فَرقَ أى كان لا يفرقُ شعره إلا أن ينِفرقَ هو . وكان هذا فى صدر الإسلام . ويروى أنه إذا كان أمْرٌ لم يؤْمر فيه بشىء يفعله المشركون وأهل الكتاب أخذ بِفْعِل أهل الكتاب فسدل ناصيته ما شاء الله ثمِ فَرق بعد ذلك . وَفَره : أى أعفاه عن الفَرْق يعنى أن شعره إذا تَرَك فَرْقه لم يجاوز شحمةَ أذنيه وإذا فرقه تجاوزها . العَقيصة : الخُصْلة إذا عُقِصت أى لُويِت . الزَّججَ : دقَّة الحاجبين وسبوغُهما إلى مُؤْخر العين . والقَرَن : أن يطولا حتى يلتقى طرفاهما والمراد أن حاجبيه قد سبغا حتى كاد يلتقيان ولم يلتقيا والقَرنَ غير محمود عند العرب ويستحبون البَلجَ وهو الصحيحُ فى صفته

- صلى الله عليه و سلم دون ما وصفْته به أم معَبْد من القَرَن . سوابغُ : حال من المجرور وهو الحواجب وهى فاعلة فى المعنى لأن التقدير أزَجَّ حواجبه أى زَجَّتْ حواجبه . سوابغ بمعنى دقت فى حال سُبوغها ووضع الحواجب فى موضع الحاجبين لأن التثنية جمع ونحوه قوله : " ثْنِتَا حَنْظَل " . وقوله : بينهما عِرْق على المعنى لأن الحواجب فى معنى الحاجبين يقال : فى وجهه عرق يُدِرُّه الغضب أى يُحر ّكه وهو من أدَرّت المرأة المِغْزل إذا فتلتْه فتلا شديدا . القَنَا : طولُ الأْنف ودقة أرْنبَتِه وحَدَبٌ فى وَسَطه . والشَّمم : إرتفاعُ القصبة واستواء أعلاها وإشرافُ الَأرنبة قليلا أى كان يُحْسَبُ لحِسْنِ قناه أشمّ قبل التأمّل . ضليع الفم : عظيمة وكانوا يذمون صِغَر الفم . قال : ... أكَانَ كَرِّى وإقْدَامِى بِفىِ جُرذٍ ... بين العَوَاسجِ أحْنىَ حَوْلَهُ المُصَعُ ...
وقال آخر : ... لحى اللهُ أفَواهَ الدّبَى من قبيلة ...
والضَّلِيع فى الأصل : الذى عظمت أضلاعهُ ووفرت فأجْفَر جنباه ثم استعمل فى موضع العظيم وإن لم يكن ثمَّ أضْلاع . الشَّنَب : رِقّةُ الأسنان وماؤها ومنه قولهم : رُماّنة شَنْبِاء وهى الإِمْلِيسية الكثيرة الماء . وسُئِل عنه رُؤبة فأخذ حَبِّة رُمّان وقال : هذا هو الشَّنب . الدُّمْية : الصورة . البادِن : الضَّخْم . متماسك أى هو مع بَدَانته مُتمَاسك اللحم ليس بمُسْتَرخِيه

سواء البطن والصدر : أى متساويهما يعنى أنّ بطنه غَيْرُ مستفيض فهو مساوٍ لصدره وصَدْره عَريِض فهو مساوٍ لبطنه . الكراديس : جمع كُرْدُوس . قال ابن دُرَيد : هو رأسُ كلّ عَظْم نحو المنكِبين والرّكبتين والورَكين وبه سمى الكُرْدُوس من الخَيْل وهو القطعةُ العظيمة لانضمام بعضها إلى بعض وكل شىء جمعتَه فقد كَرْدَسْته . يقال : فَلان حسَن الجُردْة والمجرَّد والمُتَجَّرد . وهو ما جرِّد عنه الثوب من البدن . الزَّندْ : ما انحْسَر عنه اللحمُ من الذراع . رَحْب الراحة : دليلُ الجود وضيقها وصغرها دليلُ البخل . قال ... . منَاتِينُ أبرامٌ كأنّ أكفّهم ... أكفٌّ ضبَابٍ أُنْشَقتْ فى الحَبائِل ...
وقال الأخطل فى صَلْب المختار بن أبى عُبَيْد : ... ونَاطُوا من الكَذَّاب كفّا صغيرةً ... وليس عليهم قَتْلُه بِكَبيِر ...
الشَّثْن والشَّثْل : الغَلِيظ . الأطراف : الأصابع وكونها سائلة أنها ليست بمُتِغَضِّنةٍ متعقدةِ . خُمْصان الأخْمَصَينْ : يعنى أنهما مرتفعان عن الأرض ليس بالأرَحِّ الذى تمسّهما أخَمصاه . مسَيح القدمين : يريد أنه ممسوحُ ظِاهِر القدمين فالماء إذا صُبّ عليهما مَرّ سريعا لامّلاسهما . هَوْنا أى فى رِفْق غَيْر مختال . الذَّريع : السريع يقال : فرس ذَرِيع بيّن الذَّرَاعة . يسوقُ أصحابَه أى يُقدمِّهم أمامه ويمشى وراءهم . والنسّ : السَّوْق ومه قيل لمكة : الناسّة لأنها تطرد مَنْ يبَغْى فيها . الدَّمث : السهل اللين . المُهين : الذى يُهين الناس . والَمهين : الحقير

- يُعَظِّم النعمة : أى لا يستصغر شيئاً أُوتِيه وإن كان صغيراً . الذَّواق : اسم ما يُذاق أى لا يصف الطعام بطيب ولا ببشاعة . وأشاح : أى جَدّ فى الإعراض وبالغ . وحَبّ الغَمام : البَردَ . تشذّروا فى حد . تَشذُّر فى ذر . شذَر مذَر فى زف . شُذَّانُهم فى لو . الشين مع الراء النبى صلى الله عليه وآله وسلم نهى أنْ يضحّى بشَرَقْاء أو خَرْقَاء أو مُقَابَلة أو مدابَرة أو جَدْعَاء
شرق الشَّرْقاء : المشقوقة الأذن باثنتين وقد شَرَقها يَشْرُقها واسم السِّمةَ الشَّرَقَة . والخَرْقاء : المثقوبتها ثَقْباً مستديرا . والمقابَلة : التى قُطع من قَبل أذُنها شىء ثم تُرِكَ معلقا واسم المعلَّق الرَّعْلة ويقال للسِّمة : القَبَلة والإقْبَالة . والمدابَرة : التى فُعِل بدْبر أذنها ذلك واسم السِّمة الإدْبارَة . الجَدْعاء : المجدْوعة الأذُن . لعلكم ستُدرْكون أقواما يؤخِّرون الصلاة إلى شَرَقِ الموتى فصلَّوا الصلاةَ للوقت الذى تعرفون ثم صلوّها معهم . سئل عنه الحسن بن محمد بن الحنفّية فقال : ألَم تر إلى الشمس إذا ارتفعت عن الحِيطان وصارت بين القُبور كأنها لجُةَّ ؟ فذلك شَرقَ الموتى . يقال : شَرِقت الشمسُ شَرَقاً إذا ضعُفَ ضوءُها وكأنه من الَّلحمْ الشَّرِق وهو الأحمر الذى لا دَسم له ومن الثوب الشَّرِق وهو الأحمر الذى شرِقَ بالصِّبغ لأن لونها فى آخر النهار عند غيابها يحمرّ . ولما كان ضوءها عند ذلك الوقت ساقطا على المقابِر أضافة إلى الموتى . وقيل : هو أن يَشْرَق المحتضر برِيقه فأراد أنهم يصلّونها

- ولم يبق من النهار إلا بقدر ما يبقى من نَفَس هذا ونحوه قول ذى الرمة : ... فلما رأيْنَ الليلَ والشمسُ حَيّةٌ ... حياةَ الذى يقْضِى حُشَاشَة نازع ...
قال السائب : كان النبى صلى الله عليه و سلم شريكى فكان خَيْرَ شَرِيك لا يُشَارِى ولا يُمارِى ولا يُدارِى
شرى المشارَاة : الُملاجَّة وقد شَرَى واسْتَشْرى إذا لجََّ . والممارَاة : المجادلة من مَرَى الناقة لأنه يستخرج ما عنده من ألحجة ويقال : دَع المِرَاء لقلة خَيْره . وقيل : المِراء مخاصمةٌ فى الحق بعد ظهوره كَمْرى الضَّرع بعد دُروره وليس كذلك الجدال . المداراة : المخاتلة من دَاراه إذا خَتَلَه ويكون بتخفيف المدارأة وهى مدافعة ذِى الحق عن حقه . من ذبح قبل التشَّريق فَليُعِدْ
شرق أى قبل أنَ يصِّلىَ صلاةَ العيد وهو شُروق الشمس أو إشراقها لأنّ ذلك وقتها . كأنه على معنى شَرّق إذا صلى وقت الشروق كما يقال صَبّح ومَسّى إذا أتى فى هذين الوقتين ومنه المشَّرق المصلَّى . ومنه حديث علىّ عليه السلام : لا جمعةَ ولا تشريقَ إلا فى مِصْرٍ جامعٍ . وفى أيام التشريق قولان : أحدهما أنها سُميت بذلك لأنها تَبَع ليوم النحر والثانى أن لحوم الأضاحى تُشَّرق فيها أى تقَدَّد فى الشمس . لما بلغ الكَدِيد أمر الناس بالفِطْر فأصبحَ الناس شَرْجَين
شرج أى نِصْفين على السواء : مُفطراً وصائماً يقال : هذا شَرْجه وشَرِيجه أى مثلُه ولْفِقُه وأصْلُه الخشَبة تُشَقّ نصفين وكل واحد منهما شَريح الآخر من قولهم : انْشَرجَتِ القوسُ وانشرَقَتْ إذا انشقَّتْ . وقال يوسف بن عمر : أنا شَرِيجُ الحجّّاج أى قِرْنُه

- قال صلى الله عليه وآله وسلم : بينا رجلٌ بفَلاة من الأرض سمع صوتا فى سحابة : اسْقِى حديقة فلان فَتَنَحَّى ذلك السحابُ فأفْرَغ ماءَه فى شَرْجِه فإذا شَرْجةٌ من تلك الشِّراج قد استوعبَتْ ذلك الماء . الشَّرْجة : أخص من الشرْج وهو مجَرْى الماء من الحَرَّة إلى السهل والجمع شِراج والشرْج يجمع على شُرُج كَرْهن ورُهُن . ويحكى أنه اقتتل أهلُ المدينة وموالى معاوية فى شَرْج من شُرُج الحَرَّة سالت . نهى صلى الله عليه وآله وسلم عن شرِيطة الشَّيْطان
شرط هى الشاة التى شُرِطَته أى أثر في حلقها أثر يسير كشَرط الحاجم منَ غبر فرى أوْدَاج ولا إنْهَارِ دَمٍ . وكان هذا من فِعْلِ أهل الجاهلية يقطعون شيئاً يسيراً من حَلقْها فتكون بذلك ذكية عندهم وهى كالذبيحة الذَّكية والنطيحة . أُمْرنا أن نَسْتَشْرف العَيْن والأذن
شرف أى نتفقدهما ونتأملهما لئلا يكونَ فيهما نقص من استشرفتُ الشىء إذا وضعتَ يدك على حاجبك لأنك تَسْتَظِلّ بها من الشمس لتَسْتَبَيِنه . قال مُزَرِّد : ... تطاللتُ فاستشرفْتهُ فرأيتُه ... فقلتُ له : آأنت زيدُ الأرامل ...
وقيل : أن نطلبهما شريفتين بالتمام والسلامة . لو تعلمون ما أعلم لضحِكْتم قليلا ولبكيتمُ كثيراً أناخت بكم الشُّرق الجون أو الشُرْف قالوا : يا رسول الله وما الشُّرق الجُون ؟ قال : فَتنٌ كِقطَع الليل المُظْلمِ
شرق الشُّرق : جمع شارِق يريد فَتِناً طالعةً من قَبِل المشرق

- شرف والشُّرْف : جمع شارف يريد فَتِناً متصلة الأوقات متطاولة المدد شُبهِّتْ بمسان ِّالنُّوق . الجْون : جمع جَوْن وهو الأسود . صّلّضى صلى الله عليه و سلم الصُّبْحَ بمكة فقرأ المؤمنين فلما أتى على ذِكْرِ عيسى وأُمَّه أَخَذَتْه شَرْقَةٌ فركع
شرق هى المّرة من الشَّرَق أى شرِق بدمعة فَعِيىَ بالقراءة . إنَّ لهذا القرآنِ شِرَّةً ثم إن للناس عنه فَتْرةً فمن كانت فَتْرتَه إلى القَصْد فنعّما هو ومَنْ كانت فَتْرته إلى الإعراض فأُولئكم بُور
شرة الشِّرّة : النشاط ويقال : شِرَّة الشَّبَاب لميْعَتِه . قال : ... رأت غلاماً قدْ صَرَى فى فِقْرَتْهِ ... ماءَ الشباب عُنْفوان شِرَّتْه ...
البُور : جمع بائر وهو الهالك أى أن للمبتدىء قراءةَ القرآن رغبة ونشاطاً ثم يَفْترُ نشاطهُ فإن كان ذلك للإقتصاد ولئلا يوقعه الإفراط في السأم فهو محمود . فى قصة أُحُد : إن المشركين نزلوا على زَرْع أهلِ المدينة وخلّوْا فيه ظَهْرَهُم وقد شُرِّب الزرعُ الدقيق
شرب قال النَّضْر : يقال للسُّنبل إذا جرى فيه الدقيق قد شُرِّب الدقيق . وقال أبو عبيدة : هو الشارب حينئذ يقال : شارب قمح . والشُّرْب يستعمل على سبيل الاستعارة فيما هو أبعد من هذا يقولون : أشْرَبْتُ الإبلَ الحبالَ إذا أدخلت أعناقها فيها . قال : ... يا آل وَزدِ أشرِبُوها الأقرانْ

- قال علىّ بن أبى طالب عليه السلام أصبتُ شارفا من مَغْنَم بدَرْ وأعطانى رسول الله صلى الله عليه و سلم شارفاً فأنختُهما ببابِ رجل من الأنصار وحمزةُ فى البيت ومعه قَيْنةٌ تغّنيه : ... ألا يا حَمْزَ للشُّرُفِ النِّواءِ ...
فخرج إليهما فجبَّ أَسْنِمَتهَما وبقر خوِاصرهَما وأخذ أكبادَهما فنظرتُ إلى منظرٍ أفظْعَنى فانطلقتُ إلى سول الله صلى الله عليه و سلم فخرج ومعه زَيْد بن حارثة حتى وقف عليه وتَغّيظ فرفع رأسَه إليه وقال : هل أنتم إلا عَبِيد آبائى ! فرجع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يُقَهِقْر
شرف الشَّارِف : الناقة العالية السن . النِّواء : السِّمان جمع نَاوِية وقدَ نَوتْ . والنِّىّ : الشَّحْم وكان ذلك قبل تحريم الخمر وإنما حرِّمت بعد غزوة أُحد . اصطبح ناسٌ الخمَر يوم أحد ثم قِتلوا آخر النهار شُهداء . وبَعَدَ قوله : ... ألا يا حَمْزَ للشُّرُف النِّواء ... وهُنّ معَّقلات بالفِناء ... ضع السِّكين فى الَّلبَّاتِ منها ... وضَرِّجْهُنَّ حمزةُ بالدِّماء ... وعَجّل من أطايبها لِشّرْب ... طعاماً من قَدِيدٍ أو شِواء ...
القهقرة : من القهقرى . والمعنى أنه أسرع فى الأنصراف . عُمر رضى الله تعالى عنه قال : إنَّ المشركين كانوا يقولون : أشرِقْ ثبَيِركيما نُغير وكانوا لا يُفيضون حتى تطلع الشمس فخالفهم رسول الله صلى الله عليه و سلم
شرق أى ادخُل فى الشروق يا جَبل كى ندفع للنحر . يقال : غار إغارةَ الثغلب

- إذا دفع فى السير وأسرَع . قال بشر : ... فَعَدِّ صِلاَبَها وتَعَزَّ عنها ... بحَرْفٍ قد تُغيرُ إذا تَبوُعُ ...
أتاه كعبٌ بكتابٍ قد تَشَرَّمَتْ نواحيه فيه التَّوْرَاة فاستأذنه أن يقرأه فقال له : إنْ كنتَ تعلمُ أنّ فيه التوراةَ التى أنزلها اللهُ على موسى بطُور سينا فاقرأها آناء الليل والنهار . أى تَشَقَّقَتْ وتمزّقت والشَّرْح والشرخ والشّرْط والشّرْق والشَّرْم : أخوات فى معنى الشق والمرأة الشّرِيم المُفْضَاة . التَّورْاَة : أصله وَوْرَية : فوعلة من وَرى عند البصريين فُأبْدِلَتْ الواو تاء وقلبت الياء ألفاً وهذا كتسمية القرآن نُوراً فتاؤها للتأنيث بدليل انقلابِها فى الوقف هاء وتأنيثها نحو تأنيث الصحيفة والمجلّة . قال أبو علىّ : مَنْ قرأ سَيْناء لم ينصرف الاسم عنده فى معرفة ولا نكرة لأن الهمزة فى هذا البناء لا تكون إلا للتأنيث ولا تكون للإلحاق ألا ترى أن فَعْلالا لا تكونِ إلا للمضاعف : فإذا خُصّ هذا البناء بهذا الضرب لم يجز أن يلحق به شىء لأنه حينئذ تَعدّى بالبناء إل غير مضاعف فهذا إذن كموضعِ أو بقعة تسمى بطرفاء أو بصحراء فأما من قرأ سِيناء بالكسر فالهمزة فيه منقلبة عن الياء كِعلْباء وحِرْباء . وهى الياء التى ظهرت فى نحو دِرْحاية لما بُنيت على التأنيث

- وإنما لم ينصرف على هذا القول وإن كان غيَر مؤنث لأنه جعل اسمَ بقعة أو أرض فصار بمنزلة امرأةٍ سُمّيت بجعفر . علىّ عليه السلام قال ابنُ عباس : ما رأيت أحسنَ مَن شِرْصَةٍ علىّ
شرص الشِّرْصَتَان بكسر الشين وسكون الراء : النَّزعَتَان والجمع شِراص . قال الأغلب ... يا رُبّ شيخ أَشمط العَنَاصى ... صَلتْ الجبين طَاهِر الشَراصِ ...
... كَأنما أفْلتَ مِنْ مُنَاصى ...
هو من الشَّرْص بمعنى الشَّصْر وهو الجْذْب كأنَ الشعر شُرِصَ شَرصَا فجلح الموضع ألا ترى إلى تسميتها نَزَعة . والجذب والنَّزْع من وادٍ واحد ... . شَرْعُكَ ما بلَّغَكَ المحلاَّ ...
شرع أى حسبك وأشرَعَنى كذا أى أحسبَنىَ وكَأّن معناه الكفاية الظاهرة المكشوفة من شرعَ الدين شَرْعاً إِذا أظهره وبينه . الزُّبير رضى الله عنه خاصم رجلا من الأنصار فى سُيول شَرِاج الحَرْة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال : يا زُّبير احبس الماء حتى يبلغ الجَدر ثم أرسله إليه
شرج هِى جمع شرْجة أو شرْج وهو المسيل . والجَدْر : ما رُفع من أعْضَاد المزرعة ليمسك الماء كالجِدار . قال لابنه عبد الله رضى الله عنهما : والله لا أَشِرى عَمَلى بشىء وللدنُّيا أهونُ على من مِنْحة ساحَّة أوْ سَحْساحة

- شرى أى لا أبيعه . وشَرَى واشترى وباع من الأضداد . الْمنحة : الشاة يمنحها صاحبها . ساحّة : سمينة وقد سحَّت سُحوحة أو غَزيرة تَسُح اللبَّن سحّا . والسَّحساحة : الغزيرة . يقال : مطر سَحْسَح وسَحْسَاح . ابن مسعود رضى الله تعالى عنه يوشِك ألاَّ يكونَ بين شَرَاف وأرض كذا وكذا جّماءُ ولاذاتُ قَرْن . قيل : وكيف ذاك ؟ قال : يكون الناس صُلامات يضرِبُ بعضهمُ رِقابَ بعض
شرف شَرافِ : موضع وفى كتاب العين : ماء أظنه لبنى أسَد . قال المثَقّب : ... مرَرَنْ على شَرافَ فذات رجْلٍ ... ونَكَّبْنَ الذَّرِانَخ باليمين ...
الجَمّاء : الشاة التى لا قَرْن لَها . الصُّلامة : الفرقة وهى من الصّلَم كالصِّرمة من الصَّرْم والفئة من الفَأْو والقَطِيع من القَطْع . قال : ... لأمّكُمُ الويلاتُ أنى أتيتمُ ... وأنتم صُلامَاتٌ كثيرٌ عَدِيدهُا ...
ذَكَر قتال المسلمين الروم وفتح قسطنطينية فقال : يستمُّد المؤمنون بعضُهم بعضاَ فَيَلتْقون وتُشْرطَ شُرْطةٌ للموت لا يرجعُون إلا غَالِبين
شرط يقال : أشرط نفسَه لكذا إذا أعلَمها له وأَعَّدها فحذَف المفعول . والشُّرْطة : نُخْبَة الجيش التى تشهد الواقعة أوّلاً قال الهُذَلىّ : ... ألا لله درُّك منْ ... فتى قوم إذا رهبُوا ... فكان أخى لشُرْطهتم ... إذا يُدْعَى لها يَثبُ ...
سُمُّوا بذلك لأنهم يُشْرِطون أنَفسهم للهلكةً . مُعاذ رضى الله عنه أجاز بين أهَل اليمن الشِّرْك
شرك يريد الشَّركة فى الأرض والمُزارعة بالنِّصف والثلث وما أشبه ذلك

- ابن عُمرَ رضى الله عنهما اشترى ناقةً فرأى بها تَشْرِيم الظِّئار فردَّها
شرم التَّشْريم : التَّشْقِيق . والظِّئاَر : أنْ تَعْطِف على غير ولدها يقال : ظأرتها مُظَاءرة وظِئَارا . وذلك أن يَشُدُّوا فاها وعينيها ويَحْشُوا خَوْرَانها بدُرجة ثم يَخُلُّوا الخَوْرَان بخَلاِلين وهو التشريم ويتركوها كذلك يوما فتظن أنها مُخِضت فإذا غَمَّها ذلك نَفَّسوا عنها واستخرجوا الدَّرْجِة عن خورانها وقد هُيىءِّ لها حُوَار فتظن أنها ولدته فترأَمُه . جَمع بَنيِه حين أشرى أهلُ المدينة مع ابن الزبير وخلعوا بَيْعة يزيد فقال : لا يسِارعَنَّ أحدٌ منكم فى هذا الأمرِ فيكون الصَّيلمُ بينى وبينه وروى : الفَيْصل
شرى أى صاروا كالشُّراة فى فْعِلهم وهم الخوارج . الصَّيْلم : فَعْيَل من الصَّلمْ وهو القَطْع وكذلك الفَيْصل من الفَصْل أراد فيكون بينى وبينه القَطِيعة المنْكَرةَ . جابر رضى الله تعالى عنه كنتُ مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فى غزوة تبَوك فأقْبَلنْا راجعين فى حَرٍ شديد وكنتُ فى أولِ العسكر إْذ عارضنا رَجُل شرْجَب
شرجب الشَّرْجَب والشَّرْحَب والشَّرْعَب : الطويل قال العُجَيْر : ... فقام فأَدْنَى من وِسَادى وِسَادَه ... طِوىَ البطن ممشوقُ الذراعين شَرْجبُ ...
أنس رضى الله عنه قال فى قول الله عز و جل : وَمَثَلُ كَلِمَةِ خَبِيَثةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيَثةٍ : الشَّرْيان
شرى الشَّرْيان والشَّرْىُ : الحَنْظَل . وقيل : ورَقْة ونحوهما : الرَّهْوان والرَّهْو للمطمئنّ وأما الذى يُتَّخذ منه القِسِىُّ فيقال له : الشِّريان وقد يفتح . وقال المبّرد : إنَّ النَّبْعَ والشَّوْحط والشِّرْيان واحد ولكنها تختلف أسماؤها بمنابتها فما كان فى قُلّة الجبل فهو النبَّعْ وما كان فى سَفْحه فهو الشَّوْحط وما كان فى الحضيض فهو الشِّريان

عَلقْمة رحمه الله تعالى إن امرأة ماتَتْ وأوصْتِ بثُلثُها فكان نسوة يَأتينها مُشارِجَاتٍ لها فقال علقمة : خُذُوا ما أوْصَتْ به لكم وسَلُوا عن النسوة اللاتى كنّ يخْتَلفْن إليها : هل بينهنّ وبينها قَرَابة ؟ فسألوهنّ عن ذلك فوجدوا إحْدَاهن بنت أختها أو بنت أخيها لأمها فأعطاها ميراثهَا
شرج أى أتْرَاب مشاكِلات لها يقال : شارَجة إذا شابهه وهو مُشَارجُه وشَرِيجُه كقولك مُشَابههُ وشَبيههُ ومُعادِلُه وعَدِيله . وَهْب رحمه الله تعالى إذ كان الرّجلُ لا يُنْكِرُ عمل السوء على أهلِه جاء طائرٌ يقال لها القَرْقَفَنَّة فيقع على مِشْرِيق بابه فيمكث هناك أربعين يوماً فإنْ أنكَر طار فذهب وإنْ لم ينكر مَسَح بجناحيه على عينيه فلو رأى الرجالَ مع امرأته تُنْكح لم يرد ذلك قَبِيحاً فذلك القُنذُع الدُّيوُّث لا ينظرُ الله إليه
شرق مِفْعِيل نظير مِفْعال فى كونه بناء مبالغةٍ مفكما قالوا للمكان الذى يُحَلّ فيه كثيرا : مِخْلال قالوا للمكان الذى تُشْرِق فيه الشمس كثيرا : مشريق وله معنيان يقال للمَشرقَة مشريق وللشّق الذى يقع فيه ضِحّ الشمس مِشْرِيق القُنْذُع : فُنْعُل من القَذْع بمعنى الفُحش وهو الذى لا يَغارُ على أهله . والدُّيوث : مثله . ابن المسَّيِب رحمه الله تعالى قال رجل : انزل أَشَرَاءَ الحَرمَ
شرى أى نواحيه . الواحد شَرَى ومنه أسُود الشرى يراد جانب الفُرات وهو مَأْسَدة . قال القُطامى : ... لُعِنَ الكواعِبُ بَعْدَ يَومَ وَصَلْننَى ... بَشرى الفُرات وبَعْدَ يومِ الجَوْسَقِ النَّخَعى رحمه الله تعالى فى الرجل يبيع الرجل ويشترط الخَلاص يقال له : الشَّرْوىَ . أى المِثْل

ومنه حديث شُريَح : إنه كان يُضمّن القَصَّار شَرْوَاه . الَحَسن رحمه الله تعالى قال له عَطَاء السلمىّ : يا أبا سَعِيد أكان الأنبياء يَشْرَحون إلى الدنيا والنساء مع علِمْهِمْ بالله ؟ فقال : نعم ! إنَّ لله ترائكَ فى خَلقْه
شرح أى هل كانوا يَشَرحون إليها صدورَهم ويبسطون أنْفُسَهم ؟ ترائك : أى أمورا أبقاها فى العباد من الأمَل والغَفْلة بها يكون اسْتِرْسَالُهم وانْبسِاطهم إلى الدنيا . الشَّعْبى رحمه الله تعالى سُئل عن رجل لَطم عَيْن رَجَلٍ فشَرقَتْ بالدَّم ولما يذهبْ ضوءها . فقال : ... لها أمْرُها حتى إذا ما تَبّوأتْ ... بأخفافها مأوْىً تَبَوَّأ مضَجْعَا ...
شرق أى احمرّت به كما تشرق الثوب بالصِّبغْ . والبيت للراعى والضمير فى لها للإبل أى لها أمْرها فى المرعى يعنى أنّ الراعى يُهْمِلها فتذهب كيف شاءت حتى إذا صارت إلى الموضع الذى أعجبها فأقامت فيه مال إلى مضجعه فضربه مثلا للعين المضروبة . أى تُهْمِل فلا يحكم فيها بشىء حتى يأتى على آخر أمرها ثم يحكم فيها . شرق فى بح . تشاركن فى بر . لا تُشَارّه فى جر . الشارف فى حز . لا يشارى فى در . شروى ويشرحون فى حر . الشرط فى طع . شرف في غى . شريّاً فى غث . شارف فى لح . مُشْربَ فى مغ . شَرْوَى فى رج . شَريسِاً فى عر المشربة فى فق . الُّشروع فى حف . الشَّرْخَيْن فى ول . اسَتشْرَى فى زف . تَشْتَرّ فى بش . واشرأَبّ فى رف . التشَّريع فى ور . شَرْواها فى نق . فيشرئبّون وشَرِيجين فى مل . تشارَه فى زد . الشين مع الزاى عثمان رضى الله تعالى عنه إنَّ سعْداً وعَمَّاراً أرسلا إليه : أن ائتنا فإنّا نريد أن نُذَاكرَك أشياء أَحْدثَتْهَا . فأرسل إليهما : مييعادكم يوم كذا حتى أتَشَزّنَ . ثم اجتمعوا

للميعاد فقالوا : نَنِقْمُ عليكَ ضَرْبكَ عَمّارا فقال : تناوَلَه رسُولى من غير أمرى . فهذه يدى بَعمّار فَليَصْطَبِر وذكروا بعد ذلك أشياء نقموها فأجابهم وانصرفوا راضِين فأصابوا كِتاباً منه إلى عامله أن خُذْ فلاناً وفلاناً وفلاناً فَضَرِّب أعناقَهم فرجعوا فبدءوا بعلىّ عليه السلام فجاءوا به معهم فقالوا : هذا كتابك ؟ فقال عثمان : والله ما كتبت ولا أمرتُ . قالوا : فمن تظَّنُّ ؟ قال : أظنّ كاتبى وأظُنّكَ به يا فلان
شزن التَشزُّن : الاستعداد يقال : تَشَزّنَ للسفر إذا تأهَّب له وهو من التشَزُن : الناحية لأن المستعد لقلة طُمَأْنينة كأنه على حَرْف . ومنه قول عُبيد الله بن زياد : نعم الشىءُ الإمارة لولاِ قَعْقَعَةُ البريد والتَشزُّن للخُطَب . هذه يدى لعَمَّار يريد الانقياد والاستسلام ونحوه قولهم : أعْطَى بيده . الصَّبْر : القِصَاص قال هُدْبة : ... إن العَقْلُ فى أموالنا لا نَضِقْ بِه ... ذَرِاعاً وإن صَبْرٌ فنصبرِ للصَّبْرِ ...
أى إن كان العَقْل وإن كان قصاص وقد صبره صَبْرا إذا قَتله قِصاصاً وأصلهُ الحَبْس حتى يُقْتَل وأْصَبَرهُ القاضى إصْباراً أَقصُّه فاصطبر أى اْقتَصَّ . التّضْريب لكثرة الضَّرب أو المضروبين . قلب تاء الافتعال من ظن طاء لإطباق الظاء رَوْماً للتناسب ثم أدغمت الظاء فى الطاء كقولك : اطلّم ويجوز قلب الطاء ظاء ثم الإدغام كقولهم : اظَّلم والبيان كقولهم : اظْطَلم وجاء فى بيت زهير : ... ويُظْلَم أحياناً فيظَّلم ...
الأوجه الثلاثة وهو مشروح فى كتاب المفصل مع نظائره

- الخُدْرِى رضى الله عنه أتى جنازةً وقد سبقه القوم فلما رأوه تَشَزَّبوا له ليُوَسِّعُوا له فقال : ألاَ إنى سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه و سلم يقول : خير المجالس أوسعُها . وجلس ناحية
شزب أى تَحرفَّوا وتنحّوا عن مَقَاعِدهم . غى الحديث وقد تَوَشَّح بِشَزْبةٍ كانَتْ معه . هى بمعنى الشَّزيب والشَّيب وهى القوسُ التى شَزَب قَضِيُها وذَبَل . قال : ... لو كنَت ذَا نَبْلِ وذَا شَزِيب ... ما خِفْتَ شَدَّاتِ الخبيث الذَّيب ...
وروى : شَسِيب وروى : شريب من شَرَّبها ماءها وَذِّبلها وهى بمنزلة ضخمة وصَعْبة . من قولهم : شَزُبَ وشَسُب إذا ضَمرُ وذَبل لغةٌ فى شزِبَ وشسَب والشَّزِيب والشَّسِيب بمنزلة قريبٍ وبعيد وإنما ذكر على تأويل القضيب ويجوز أن يكون فعيلا بمعنى مفعول أى مشزبٌ ويعضده شزيب . شزنه فى بج . شَزَن فى رج . الشزر فى زن . الشين مع السين النبىّ صلى الله عليه و سلم سُئل عن المعروف فقال : لا تحَقرنَّ شيئاً من المعروف ولو وبشِسْعِ النعل ولو أن تُعطى الحَبْل ولو أن تُوِنسَ الوَحْشان
شسع الباء متعلقة بفعل يدل عليه المعروف لأنه فى معنى الصَّدقة والبر والإحسان كأنه قال : ولو تصدقت بِشِسْع أى ولو بررت أو أحسنت . الشين مع الصاد عُمر رضى الله تعالى عنه قال لمولاه أسْلَمَ ورآه يحمل متاعَه على بعَيرٍ من إِبل الصدقة : فهلَّا ناقة شَصُوصاً أو ابنَ لبونَ بَوَّالاً !
شصص هى التى قلّ لَبنها جِدّاً وقد شَصَّت تَشِصُّ وأشصَّت ونُوقٌ شَصَائص وشُصُص

- ومنه الحديث : إنّ فلاناً اعتذر إليه من قلّة اللبن وقال : إن ماشِيَتنا شُصُص . وقال : ... أفْرَحُ أنْ أرْزَأ الكرام وأن ... أُورَثَ ذَوْداً شَصَائصاً نَبَلاً ...
ومنه قولهم : شَصّتَ معيشُتهم شُصُوصا وإنهم لفى شصاصاء أى فى شدة ونفى الله عنك الشّصائصَ . نصب ناقة بفعل مضمر أى فهلا حملت ناقة أو أوقرت . بَوَّالا : أى كثير البولِ لهُزاله أراد ألاّ يستعمل ما يُنْفَسُ بمثله من إبل الصدقة . الشين مع الطاء النبى صلى الله عليه و سلم إن سعداً استأْذَنه فى أن يَتَصدّق بماله فقال : لا فقال : الشطَر ؟ فقال : لا . ثم قال : فالثُّلثَ قال : الثُّلثُ والثُّلثُ كثير إنك أنَ تتركَ أولادَك أغنياء خير من أن تتركهم عَالةً يتكَفَّفُون الناسَ
شطر الشَّطْر : النصف . ومنه قوله صلى الله عليه و سلم : مَنْ أعان على قَتْل مُؤمن بشَطْر كلِمَة لِقىَ الله مكتوبٌ بين عينيه آيِسٌ من رحمة الله . قيل : هو أنْ يقول : اُقْ من اْقُتلْ . نَصَبَ الشَّطْرَ والثُّلُث بَفعل مضمر أى أهبُ الشَّطَر وأهبُ الثلثَ . أن تترك : مرفوع المحلّ على الابتداء أى تَرْكَكَ أولاَدك أغنياء خَيْرٌ . ثم إِنّ الجملة بأسرها خبر إِنّ . العَالة : جمع عائل وهو الفقير . تكَفَّف السائل واسْتَكَفَّ : إذابَسَطَ كَفَّه للسؤال أوْ سأَل الناس كَفّاً كَفِّا من طعام أو ما يَكُفُّ الجَوْعة . مَنْ مَنَعَ صدقة فإنَّا آخذُوِها وشُطَرِ مالُه عَزْمَةٌ من عَزَمَات الله . أى جعُل شَطْرَين . يقال : شَطَرَ ماله شطرًا

- والمعنى : أنّ ماله يُنَصَّف ويتخّير المصّدق خير النصِّفين . عَزْمة : خبر مبتدأ محذوف أى إنّ ذلك عَزْمِة وروى عن بَهْز حكيم : وشَطَرَ ماله وكان هذا أمر سَبَق تغليظاً وتهويلا وإراءة لعِظَم أمْر الصَّدقَة ثم نُسخَ . عامر بن ربيعة رضى الله عنه حمل على عامر بن الطُّفيل فطعنه فَشَطَب الرُّمْح عن مَقْتَله
شطب أى مال وعدل ولم يبلغه وهو شَطَب بمعنى بَعُد يقال : شَطَبَتِ الدارُ وشَطَنَت وشَطَست وشطَفَتْ . قال : ... التابعُ الحقَّ لا تُثْنى فرَائصه ... يُقَوّم الحق إن هو مَالَ أو شَطَبَا ...
تميم الدَّارى رضى الله عنه كلَّمَه رَجُلٌ فى كثرة العبادة فقال : أرأيت إن كنتُ أنا مؤمنا قويا وأَنْتَ مؤمن ضعيف أَفَتَحَمْل قُوتّى على ضَعفْك ولا تستطيع فَتَنْبَتّ ! أو رأيت إن كنتُ أنا مؤمنا ضعيفا وأنت مُؤمن قوىّ إنك لَشَاطى حتى أحمل قُوتّك على ضَعْفى فلا أستطيع فأنْبَتُّ ! ولكن خُذْ من نفَسْك لدينك ومن دينِك لنفسك حتى يستقيمَ بك الأمرُ على عبادةٍ تُطِيقُها
شط أىْ إنَّكَ لظالمى . قال أبو زيد : شَطَّنِى فلان يَشُطّنى شطا وشُطُوطا إذا شقّ عليك وظَلمَك يعنى أنّ القوىَّ على العمل المقتدَر على تَحَمّل أعبائه لا ينبغى للضعيف أن يتكلف مُباراته فإنَّ ذلك يتركه كْالمُنبتّ ولكن عليه بالُهوَيْنىَ ومبلغ الطاقة . الأحنف رضى الله عنه قال لعلى عليه السلام : يا أبا الَحسن إنى قد عجمت الرَّجُلَ وَحَلَبْت أشَطْرٌه فوجدته قَرِيبَ القَعْرِ كَلِيلَ المدية وأنك قد رُمِيت بحجَر الأرض
شطر للناقة أرْبعة أخلاف فكل خِلفْين شَطْر وإنما وضع الأْشُطَرَ مَوْضِعَ الشّطْرين

- كما وضع الحواجب موضع الحاجبين مَنْ قال : أزَجّ الحوِاجب فى صفة رسول الله صلى الله عليه و سلم والمراد : الذوق والتجربة . يقال : فلان رُمِىَ بحَجَر الأرض أى بواحد الناس نُكْراً ودهاء وأراد بالرجَّلين الحكَمَيِنْ : أبا موسى الأشعرى وعَمْرو بن العاص رضى الله تعالى عنهما . القاسم بن مخيمرة رحمه الله تعالى لو أنّ رجلين شَهدِا على رجل بحقّ : أحدُهما شَطِير فإنه يَحْمِلُ شهادة الآخر . الشّطِير والشّجِير : الغَرِيب يعنى لو شهد له قريب أخ أو ابن أو أب ومعه أجنبى صحَّحت شَهادةَ الأجنبى القريب فجعل ذلك حملاِ لأنه لو لم يشهد الأجنبى لكانت شهادةُ القريب ساقطةً مطّرحة . ومثله قول قَتادة رحمه الله فى شهادة الأخ : إذا كان معه شِطير جازت شهادتُه . فى الحديث : كل هَوىَ شاطنٍ فى النار
شطن هو البعيد عن الحق . شطبه فى غث . الشَّطة فى وع . الشين مع الظاء النبىّ صلى الله عليه و سلم كانَ رجل يَرْعىِ لِقْحَةً له ففجأها الموت فَنَحرها بِشظَاظِ فسألَ رسولَ الله صلى الله عليه و سلم عن أَكْلها فقالَ : لا بأس بها
شظظ الشِّظاظ : خشبة عَقْفَاء مُحدَّدة الطَّرف يُعْجَبُ رَبُّك مِنْ راعٍ فى شَظِية يُؤذِّن ويُقيم الصلاة

- شظى الشَّظِية والشِّنْظِيَّة : فْنِديرةٌ من فَنَادير الجبال وهى قطعة من رُءوسها . والنون فى شِنْظِية مزيدة بدليل أنها لم تثبت فى شَظّيِة ووَزنُها فْنِعِلَة ولأن اشتقاقها من التَّشَظَّى وهو التَّشَعُّب لأنها شُعبة من الجبل . فانْشَظَّتْ ربَاعية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . أى انكسرت . وتَشَظَّى وانْشَظى بمنزلة تشعب وانْشَعب ويقال : اْنشَظى فُلان منا أى انْشَعَبَ . شظف فى ضف . وفى حف . شَيْظَمى فى فر . الشين مع العين النبى الله عليه وسلم عن عائشةَ رضى الله تعالى عنها : كان رسولُ الله صلى الله عليه و سلم لا يُصَلّى فى شُعُرنا ولا فى لُحِفنا
شعر جمع شِعار وهو الثوب الذى بلى الجَسْدَ . ومنه قَوله صلى الله عليه و سلم : الأنصار شِعارَى والنَّاسُ دِثارِى . الّلحاف : الّلباس الذى فوق سائر اللباس قيل : وذلك مخافَة أَنْ يُصيبها شىء من دَمِ الحَيضْ وإلا فقد رُخصّ فى ذلك . وروى : أنه كان يُصلى فى مُروط نسائه وكانت أَكسيةً أثمانها خمسة دراهم أو ستة . قال عبد الرحمن بن أبى بكر رضى الله تعالى عنهما : كنَّا مع النبى صلى الله عليه و سلم ثلاثين ومائة فقال : هل مع أحد منكم طعام ؟ فإذا مَعَ رجل صاعٌ من طعام فأمر فَطُحِن ثم جاء رجل مُشرك طويلٌ مُشعْانٌّ بغنم يسوقها فقال النبى صلى الله عليه و سلم : أبيع أم عطية أم هِبَة ؟ فقال : بل بَيْع فاشترى منه شاةً فأمر فَصُنِعَتْ وأمر بَسَواد الَبْطن أن يُشْوى . قال : وايم الله ما من الثلاثين والمائة إلا وقد حَزّ له

- النبى صلى الله عليه و سلم حُزَّةً من سَوادَ بطَنْها
شعن المُشْعَانّ : المُنتفْشَ الثائر الشّعر واشْعاَنَّ شَعْرُه . سواد البطن : الكِبد وقيل هو القلب وما فيه والرئتان وما فيهما . الأصل ايمنُ الله ثم تُصرِّف فيه بطرح النون والاقتناع بالميم فقالوا : ايم الله وُمِ لله وهمزتها موصولة . الحُزَّة : القطعة التى قُطِعتْ طولا . ذكر صلى الله عليه وآله وسلم فى خطبته يأجوج ومأجوج فقال : عِراضُ الوُجوه صغارُ العيون صُهْب الشِّعاف ومن كلِّ حَدَبٍ يْنسِلُون . ثم ذَكَر إهلاك الله إياهم فقال : والذى نَفْسِى بيده إنَّ دوابّ الأرض لتَسْمن وتَشْكَر شَكَرا من لُحومهم
شعف أراد بالشِّعاف أعلى الشعر أو الرءوس أنفسها لأن الرأس شَعَفة الإنسان وشَعفة كلّ شىء : أعلاه . تَشْكَر : تمتلىء والشاة الشَكْرى الممتلئة الضَّرْع وشَكِرت الإبلُ والغنمُ : حَفَلت من الرّبيع وهى شَكَارى ومنه شَكِرَ فلان بعد ما كان بخيلا أى غَزُر عطاؤه . لما دنا منه صلى الله عليه و سلم أبَىّ بن خلَفَ تناول الحَرْبَة فتطاير الناسُ عنه تَطَايُر الشُّعْر عن البعير ثم طعنه فى حَلْقه وروى : إن كعب بن مالك ناوله الحربة فلما أنْ أخذها اْنتَفَضَ بها انتِفاضةً تَطايُرَنا عنها تطاير الشَّعَارير عن ظَهْر البعير
شعر الشُّعْر : جمع شَعْراء وهى ضرب من الذِّبان أزرق يقع على الإبل والحمير فيؤذيها أذىً شديداً وقيل : ذباب كثير الشعر كذُباب الكلب . والشّعَارِير : بمعنى الشُّعْر وقياس واحدها شُعرور ومنه قولهم : ذَهُبوا شَعارير بَقْنِذَحْرَة وشَعَارير بِقُذّاَن أى مثل هذه الذّبان إذا هُيّجت فتطايرت والشَّعارير أيضا : صغار القثَّاء لأنها شُعْر

- ومنه حديثه صلى الله عليه وآله وسلم : وإنه أهديت له شَعَارِير . الواحد شُعْرور . قال صلى الله عليه وآله وسلم : مَنْ لى من ابن نُبيَحْ ؟ يعنى سُفْيان بن خالد بن نُبيَحْ الِهُذَلىّ وكان مؤذيا له فقال عبد الله بن أنيس : أنا لَكَ منه فصِفْه لى . قال : إذا رأيتَه هِبْتَه تراه عظيماً شَعْشَعاً . فرأه فهابه ورِجلاه تكادان تَمسّان الأرض وَجْهُه دقيق ورأسه مُتَمّرق الشَّعْر سَمَعْمعَ
شعشع الشَّعْشع والشَّعْشَاع الشَّعشان : الطويل . تَمرَّق شَعْره وتَمرّط بمعنى . السَّمُعْمعَ : اللطيف الرأْس . مَنْ لى منه أى مَنْ ينتصر لى منه . تَمَسّان الأرض أى إذا كان راكبا . شقَّ المشَاعِل يوم خَيْبر وذلك أنه وجد أهلَ خيَبْر يَنْتِبَذُون فيها
شعل هى الزِّقاق وقيل : شىء من جلود له أربع قوائم . قال ذو الرُّمة : ... أضَعْن مَوَاقِتَ الصَّلوَاتِ عَمْداً ... ً وحَالَفْنَ المَشَاعِلَ والجْرَارَا ...
وعن بعض الأعراب : أنه وُجِدَ مُتَعلقِّاً بأستار الكعبة يدعو ويقول : الّلهُم أَمْتنِى مِيَتة أبى خارِجة ؟ فقيل : وكيف مات أبوُ خارجة ؟ قال : أكل بَذَحاً وشرب مِشْعلاً ونام شامِساً فلقى الله شَبْعان رَيَّان دفئان . وهو المِشْعَال أيضا . قال : ... ونسى الدّنّ ومِشْعالاً يَكِفْ ...
وسمى بذلك لأن التمر يُفَتَّ فيه وتُفرق أجزاؤه من شَعَل الخيل إذَا بثَّها فى الغارة وتفرّق القوم شعَاليل واشعال . إذا قعد الرجل من المرأة بين شُعَبها الأربع اغْتسل

شعب يعنى يَدَيْها ورِجليها وقيل : رجليها وشُفْرَىْ فَرْجِها . كنَىَّ عن الإيلاج . لما بلغه صلى الله عليه و سلم هجاءً الاعْشى عَلْقَمَةَ بن عُلاثَة العامِرىّ نهى أصحابَه أن يرَوْوُا هِجاَءه . وقال : إن أبا سفيان شَعَّث منى عند قَيْصَر فردَّ عليه علقمةُ وكذَّبَ أبا سفيان . قال ابن عباس : فشكر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم له ذلك
شعث يقال : شَعَّثتُ من فلان إذا غَضَضْت منه وتنقّصته من الشّعث وهو انتشارُ الأمر . يقال : لَمّ الله شعَثه أى كان عِرْضُه موفوراً وأدِيمه صحيحاً فبقدحِك فيه ذهْبتَ ببعض وُفوره فانتشرَ من ذلك ما كان مجتمعاً وتباين ما كان ملتئماً . ومنه حديث عثمان رضى الله تعالى عنه ; شَعَّثَ الناسُ في الطعن عليه . أى فعلوا التشّعث بعِرضْه في طعنهم عليه . الزُّبير رضى الله تعالى عنه قاتله غلام فكسَر يدْيه وضربه ضرباً شديداً فمّر به على صِفيَّة وهو يحمل فقالت : ما شأنُه ؟ فقالوا : قاتل الزبير فأشعره . فقالت : ... كيف رَأيْتَ زَرا ... أأقِطاً أم تَمْراً ... أم مُشْمِعلاَّ صَقْرا ...
شعر أشْعَره : جَرحَه حتى أدْماه . ومنه حديث مَكْحُول رحمه الله تعالى : لا سَلَب إلا لَمِنْ أْشعَر عِلْجاً أوْ قَتَله . قيل : أكثر ما يستعمل فى الجائفة وأصْلهُ من إشعار البَدَنة وهو أنْ يطعن فى سنامه الأيمن حتى يسيل منه دم لُيعلم أنه هَدْى ثم كُنَى به عن قَتْل الملوك خاصة إكباراً أن يقال فيهم : قُتلِ فلان . زَبْر : مُكَبَّر الزُّبير وهو فى الصفات القوى الشَّدِيد . المُشْمَعلّ : السريع . سَألَتْهُ عن حال الزبير تَهَكُّماً وسُخْرية عمر رضى الله تعالى عنه إن رَجُلاً رمى الجْمرة فأصاب صلعة عمر فَدَمَّاه فقال رجل مِنْ بنى لهِبْ : أشْعِر أميرُ المؤمنين . ونادى رجل آخر : يا خليفة

- وهو اسم رَجُل فقال رجل من بنى لهِبْ : لَيقُتَلْنَّ أميرُ المؤمنين والله لا يقفُ هذا الموقف أبداً فرجع . فَقُتل تلك السَّنَة . لهِبْ : قبيلة من اليمن فيهم زَجْر وعِيافة . قال كثير : ... تيممتُ لِهباً أطلبُ العلمَ عندهم ... وقد رُدَّ لِمْمُ العائفين إلى لهِبْ ...
فتطير الِّلهْبى بقول الرجل : أشْعِر أمير المؤمنين وإن كان القائل أراد أنه أعِلم بسيلان الدم من شَجَّته كما يُشعْر الهَدْى ذهاباً إلى ما تعودْته العرب أن تقول عند قتل الملوك إنهم أُشِعْروا ولا يفوهون للسوقة إلا بقُتِلوا وإلى ما شاع من قولهم فى الجاهلية : ديِةَ المُشْعَرة ألف بعير أى الملوك فلما قيل : أُشْعِر أمير المؤمنين عَاَفهُ الِّلهْبىُّ قَتْلا لمِا اَرْتاَه من الزَّجْر وإن وَهِمه القاتل تَدْمِيهً كَتْدمِية الهَدْى المُشْعَر . ابنَ مْسعُود رضى الله تعالى عنه كان يقول فى خطبته : الشَّبَاب شُعْبة من الجنون وشَرّ الروايا رَوايا الكذب ومن يَنْوِ الدنيا تُعِجْزْه ومِنَ النَّاسِ من لا يأتى الصلاة إلا دُبُراْ ولا يذكر الله إلاِ مُهاِجرا
شعب الشُّعبة من الشىء : ما تَشَعَّب منه أى تفرّع كَغُصْن الشجرة . وشُعَب الجبال : ما تفرق من رءوسها وعندى شُعْبة من كذا أى طائفة منه . والمعنى أن الشباب شَبِيةٌ بطائفة من الجُنون لأنه يِغلبُ العَقْل بميل صاحبه إلى الشهوات غَلَبَة الجنون . فى الرَّوَايا ثلاثةُ أوْجهُ : أنْ يكون جَمْع رويَّة أى شرُّ الأفكار ما لم يكن صادقاً مُنَصّبا إلى الخير وجمع رِوَاية أراد الكَذِبَ فى رواية الأحاديث وجمعَ روِاية وهى الجَمل الذى يُرْوَى عليه الماء أى يُسْتَقى يقال . رَوَيْتُ على أهلى إذا أتيتهم بالماء وهو راوٍ من قومٍ رُوَاة أى شَرُّ الروايا مَنْ يَأْتِى الناسَ بالأحبار الكاذبة شبيها بالرَّواية فيما يَلْحَقهُ فى تَحَملُّ ذلك والاستقلال بأعبائه من العناء والنَّصبَ

- نَوَى الشىءَ : جَدَّ فى طلبه أىْ من طَلَبها جادّاً فى ذلكِ ليبلُغَ غايتها أعْجَزَتْه وخيَّبته . دُبُراْ : أى خرا وروى بالفتح ودُبْر الشىء ودَبُره : عَقِبة وآخره . مهاجرًا : أى يهاجِر قَلْبُه لسانه ولا يواطِئُه على الذكر . ابن عباس رضى الله عنهما قال له رجل مِنْ بَلْهُجَيْم : ما هذه الفُتْيا التى قد شَعَّبت الناس ؟ أى فرقتهم . والشَّعْبُ من ضداد يكون التّفرِقْة والملاءمة وأصل الباب وما اشتق منه على التفريق وكأنّ الملاءمة إنما قيل لها شَعْب لأنها تقع عَقِيَبة التفريق وبعده فهى من باب تسمية الشىء باسم ما يُجَاوره ويُدانيه . قال فى قوله عز و جل وجَعَلَنْاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ : الشُّعوب : الجُمَّاع . والقَبائل : الأفخاذ يتعارفون بها . جُمّاع كل شىء : مُجْتَمَع أصله يقال لمَا اجتمع فى الغُصْن من بَراعيم النَّور : هذا جُمّاع الثّمَر . والعرب على ست طبقات : شَعْب كُمضَر وقَبيلة ككِنانة وعِمارة كقريش وبَطْن كقُصَىّ وفَخِذ كهاشم وفَصِيلة كالعباس . وقيل : الجُمّاع الذين ليس لهم أصل نَسبٍ فهم متفرقون . قال ابن الأسْلتَ : ... مِنْ بين جَمعْ غَيْرِ جُمّاع ...
والشُّعوب كذلك لأنها متفرقة فى أْنِفُسها . وإن كانت القبائل وما وراءها تجتمع إليها

- ابن عبد العزيز رحمه الله كانَ يَسْمُر مع جُلَسَائِه فكاد السِّراج يَخْمدُ فقام فأصلح الشَّعِيلة وقال : قمتُ وأنا عُمر ورجعت وأنا عمر
شعل هى الفِتيلة المُشْعَلة . عطاء رحمه الله تعالى يُشَعّث مِنْ سَنَا اَلحَرمِ ما لم يْقَطْع أصلاً
شعث أى يأخذ مِنْ هذا النبت ما يُصَيِّره به أشعث ولا يسَتأْصِله ؟ من سَنَا : هو االمفعول به . وما لم يُقْطَع : ظَرْف أى يُشَعِّثه ما لم يقطع أصله . مسروق رحمه الله تعالى إن رجلا من الشُعوب أسَلم فكانت تؤخذ منه الْجِزْية
شعب قال أبو عُبيدة : الشُّعوب هاهنا العجم . ووَجْهُه أن الشَّعْب ما تَشَعّب منه قبائلُ العرب أو العجم فخص بأحد المتناولين ويجوز أن يراد به جمع الشُّعوبىّ كقولهم : اليهود والمجوس فى جمع اليهودى والمجوسى . والشُّعوبىّ : الذى يُصَغِّر شأن العرب ولا يرى لهم فضلا على غيرهم . بَشَعَفَتيِنْ فى بر . أشْعرنها فى حق . مَشْعوف فى فت . شعفَة فى هى . شعَاعا فى وج . الأشعر فى قش . شَعُوب فى كس وفى جب . الشعث فى عم . شعبٌ فى لب . مشاعرُكم فى أد . شعشعتها فى سخ . شعبها فى زف . أُشعر فى خض . وفى عف . وقد تَشَعْشَع فى عق . شعثنا فى لم . الشين مع الغين عمر رضى الله تعالى عنه أتاه رجلٌ من بنى تمِيم فشكا إليه الحاجةَ فماَرهَ فرجع إِلى أهله فقال بعد حول : لأَلمِنَّ بُعِمر . فانطلق حتى إذا كأن بوَادى كذا وكان شِاغَى السِّن قال : ما أرَى عُمر إلا سيعرفنى بِسنِّى هذه الشَّاغية فأخذَ وَتَرَ قَوْسِهِ فأعلقه بسِنّهِ فلم يزل يعالجها حتى قلبها ثم أتى عُمر فعرفه عمر وقال : أنشدك الله ! أقْلتَ كذا وفعَلتَ كذا ؟ قال : نعم . وفى حديث كعب رحمه الله تعالى : إنه قال له محمد بن أبى حُذَيفة وهما فى سَفِينة

- فى البَحْرِ : كيف تِجدُ نَعْتَ سفينتنا هذه فى التوراة ؟ قال كعب : لستُ أَجِدُ نَعْتَ هذه السفينة ولكنى أجد فى التوراة أنه يَنْزُو فى الفِتنة رجل يُدْعى فَرْخَ قريش له سِنٌّ شاغية فإياك أن تكونَ ذاك
شغى الشَّاغية : التى تخالف نِبْتَتُها نْبِتَة غَيِرها من الأسنان ورواه ليُحْدَثُون فى حديث عُمَر بالنون وهو لحن ولم نَسْمَعْ من هذا التأليف غير الشُّغْنَة وهى حال الثياب وقد أُهمل فى كتاب العين وقد شَغِىَ الرجل وهو أَشْغَى . ومنه حديث عثمان رضى الله تعالى عنه : إنه خرج يوما من داره وقد جىء بعامر بن عَبْدِ قيس وأقعد فى دِهْليزهِ فرأى شَيخا دَميما أشْغَى ثَطّأً فى عباءة فأنْكَر مكانَه فقال : يا أعرابى أين ربُّك ؟ قال : بالمْرِصَاد ! الثّطّ : الذى عُرِّىَ وجهه من الشَعَر إلا طاقاتِ فى أسفل حنكه . علىّ بن أبى طالب رضى الله عنه خطبهم بعد الحَكَمين على شَغْله
شغل هى البَيْدر قال ابن الأعرابى : الشَّغْلة والبَيْدر والعَرمَة والكُّدسْ واحد . الإشغار فى اب . الشين مع الفاء النبىّ صلى الله عليه و سلم بعث مُصَدِّقا فأِتَى بشاة شافع فلم يأخذها وقال : ائتِنى بمُعْتاط
شفع هى التى معها ولدُها لأنها شَفَعته . يقال : شفع الرجل شَفْعاً إذا كان فَرْدا فصار له ثانياً . والمُعتْاط : العائط وهى التى لم تَحِمْل يقال : عاطت واعْتَاطت . مِنْ حافظ على شَفْعِة الضَّحى غُفِر له ذنُوبه وروى : شُفعة بالضم وسُبحة . يريد ركعتى الضُّحى من الشَّفْع بمعنى الزَّوْج والشَّفعة والشَّفعة كالغُرْفة والَغْرفِة . مَنْ صلىَّ المكتوبةَ ولمُ يِتمّ ركوعَها ولا سجودَها ثم يكثر التطوع فمثله كمثل مالٍ لا شِفَّ له حتى يُؤدِّى رأسَ لمال

- الشِّف : الرِّيح إذا صَنعَ لأحدكم خادُمه طعاما فَلْيُقْعِدْه معه فإن كان مشفوها فَلْيضَعَ فى يده منه أُكْلةً أو أُكْلَتَيْن وروى : فليأخُذْ لقمة فْلُيروِّغْهَا ثم لُيعْطِها إيَّاه
شفه المشْفُوه : القليلَ وأصَله الماء الذى كثُرت عليه الشِّفَاهُ حتى قلّ أو أراد : فإن كان مَكْثورا عليه . . . . . الأُكْلة : الُّلقمة . رَوَّغ اللقمة . ورَوَّ لها ورَوَّاها بمعنىً إذا شَرَّبها الدّسَم . عمر رضى الله عنه لا تنظُروا إلى صيام أحدٍ ولا إلى صلاته ولكن انظُروا من إذا حَدَّث صَدَق وإذا اْئتُمِن أدّىَ وإذا أشفَى وَرِع
شفى أى إذا أشرف على معصية امتنع . ابن عباس رضى الله عنهما ما كانت المتعةُ إلا رحمةً رحم الله بها أمةَ محمد لولا نَهْيُه عنها ما احتاج إلى الزنِّا إلا شفىً
شفا أى إلا قليل من الناس من قولهم : غابت الشمس إلا شَفىً وما بِقَىَ منه إلا شَفىً وأتيته بشَفًى أى ببقية قلَيلة بقيت من ضَوْء الشمسٍ أى قريبا من غُروبها قال العجاج : ... أدركته بلا شَفى أو بشَفى ...
هو من شفى الشىء وهو حَرْفُه . انس رضى الله عنه كان شَفْرةَ أصحِابه فى غَزَاة
شفرة أى خادمهم . وفى المثل : أصغر القوم شِفْرتُهم شُبهِّ بالشَّفْرةِ التى تمتَهنُ فى قَطْعِ الَّلحْم وغيره

- قال رضى الله عنه : إن النبى صلى الله عليه و سلم خطب أصحابَه يوما وقد كادت الشمسُ تَغْرُب فلم يبق منها إلا شِفٌّ يسير
شفف هو الشَّفَافة والبقية اليَسِيرة . الحسن رحمه الله تموتُ وتترك مَالكَ للشِافن
شفن قيل : هو الذى ينتظر مَوْتك . والشُّفُون والشَّفْنُ : النَّظر فى اعتراض عن الزَّجاج . وقيل : النّظر بمؤخر العين فاستُعمل فى معنى الانتظار كما استعمل فى النظر . ويجوز أن يريد العدوّ المكاشح لأن الشُّفُون نَظَر المبغض . شفرة فى حر . اشتفّ فى غث . اشفوا فى لح . شافع فى مح . أشفع فى مل . اشفى فى لح . فشفَن فى قز . شفقا فى مل . الشين مع القاف النبىّ صلى الله عليه و سلم اتَّقُوا النارَ ولو بشِقِّ تمَرْةَ ثم أعرض وأشاح وروى : اتَّقُوا النَّارَ ولوِ بِشِقّ تمرة فإنها تدفع مِيتَة السوء وتقع من الجائع مَوقَعها من الشَّبْعان
شقق شِقّ الشىء : نِصْفه يريد أن نِصْف التمرة يَسُدُّ رَمَقَ الجائع كما يورث الشّبعانَ كِظّة عَلَى وَتَاحَته فلا تسِتقلُّوا من الصَّدقَة شيئا . وقيل : معناه أنه لا يبين أثرهُ على الجائع والشَّبعْان جميعاً فلا تعجزوا أن تتصدقوا بمثله مع قلةَّ غَنائه . وإنما أنثّ الضمائر الراجعة إليه لأنه مضاف إلى المؤنث كسُورِ المدينة . أشاح : حذِر كأنه ينظرُ إلى النار حين ذكرها فأعرض لذلك وحَذِر . نهى صلى الله عليه و سلم عن بيع التمر قبل أن يُشقِّح وروى : يُشْقِح

- شقح هوأن يتغير البُسْر للاحمرار و الاصفرار وهو أقبح ما يكون ولذلك قالوا : قبَيح شَقيح . وقال أبو حاتم : إذا صار بين الخُضْرة والحمرْة أو الصّفُرةْ ولم يلوّن بعد فذلك أقْبَحُ ما يكون مثل الجَيْسُواَن إذا شقَّح وهذا من قولهم : قَبيح شَقيح . وقال الأصمعى : يقال للبُسْرة إذا صارت كذلك الشَّقْحة وقد أشْقَحَت النخلة وشَقَّحت وشقَّهت . كوى سعد بنُ معاذ أو أسعد بن زُرارة رضى الله عنهما فى أَكْحله بمِشْقصَ ثم حَسمَه . هو نَصْل السهم الطويل غير العريض وضِدّه المعْبلة . ومنه حديثه صلى الله عليه وآله وسلم : إنه قَصَّر عند المَروْة بمشْقَص . ومنه : إنه اطلّع عليه رجل فسدَّد إليه مِشْقَصاً فرجع . ومنه حديث عُثمْان رضى الله تعالى عنه : حين دخل عليه فلان وهو محْصور وفى يده مِشْقصَ . اَلحسْم : قطع الدم ومنه قوله فى السارق : اقطعُوه ثم احْسِموه . أُتِى بُحَيىّ بن أخطب مجموعة يداه إلى عنُقه وعليه حُلّة شُقْحَّيِة قد لبسها لِلَقْتل فقال له حين طلع : ألم يمكن الله منك ؟ قال : بلى ! ولقد قَلْقَلتْ كل مُقَلْقَل ولكن مَنْ يخذل الله يُخَذلْ
شقح كأنها نسبت إلى الشُّقْحة لكونها على لَوْنها . عمر رضى الله تعالى عنه إن رجلا خَطب فأَكثْر فقال عمر : إن كثيرا من الخُطَب مِنُ شَقاشِق الشيطان
شقشق الشِّقْشِقَة : لحْمَة تخرج من شدق الفحل الهادر كالرّثة قال الأعشى :

- واقْنَ فإنى طَبِنٌ عالم أقطَع من شِقْشِقَة الهَاذرِ ...
وقال ابن مُقْبِل : ... عَادَ الأذّلةُ فى دارٍ وكانَ بها ... هُرْتُ الشقاشق ظَلاَّمون للجُزُرِ ...
يشبه الفصيح المِنطيق بالفحل الهادر ولسُانه بشقشقته وقوله : من شقاشِق الشيطان أى مما يتكلم به الشيطان لما يدْخل فيه من الكذب والباطل . أبو هريره رضى الله تعالى عنه قال : ضَمْضَم بن جوس : رأيته يشرب من ماء الشَّقِيظ
شقظ هو الفَخَّار عن الفراء . وقال الأزهرى : جرارمن خَزف يجعل فيها الماء . الشَّعْبى رحمه الله مَنْ باع الخمر فَلْيُشَقِّص الخنَازير
شقص من المشُقَّص وهو القَصَّاب لأنه يُشَقِّص الشاة أى يجعلها أَشْقاصا ويُعَضِّيها . يريد أنّ بائع الخمر كبائع لحم الخنزير . بمشاقصه فى جم . مشقوحا فى نب . المشقوحه فى صب . الشين مع الكاف النبىّ صلى الله عليه وآله وسلم كِرهَ الشِّكال فى الخَيْل
شكل هو أن تكون له ثلاث قوائم محُجَّلة والواحدة مُطْلقة أو بالعكس يقال : بِرْذَون به شِكَال شبه ذلك بالعِقَال فُسّمى به . احْتَجَم صلى الله عليه وآله وسلم وقال لهم : اشكُموه
شكم الشُّكْبُ والشُّكدْ والشُّكم : أخوات . قال ... . وما خيُر معروف إذَا كان للشُّكم

- أى للمكافأة والمجازاة يقال : شَكَم الوالى إذا سد فاه بالرشِّوة واشتقاقه من الشَّكِيمة . عمر رضى الله تعالى عنه لما دنا من الشَّام وِلقَيه الناس جعلوا يتراَطنُون فأشْكَعَة ذلك وقال لأسلم : إنهم لن يَرَوْا على صاحبك بِزَّة قَوْمٍ غضب الله عليهم
شكع الشَّكعَ : شدة الضجر يقال : شَكِع وأشكعه . والشَّطعَ والشَّتَع مثله . البِزّة : الهيئة كأنه أراد هيئة العجم . فى حديث مَقْتله رضى الله عنه : فخرج النبيذُ مُشْكِلاً
شكل أى مختلطاً غيَر صريح ويقال للزَّبد المختلط بالدم يظهر على شكيم اللجام : الشَّكِيل يقال : سال الشَّكِيل على الشكيم . يحيى بن يَعْمَر رحمه الله تعالى إنّ امرأةً خاصمت زَوْجَها إليه فقال للزوج : أأنْ سألتْك ثمن شَكْرها وشَبْرك أَنْشَأْت تَطُلهّا ؟ وروى : تَلُطّها وروى : تَطْحَرُها
شكر الشّكَر : فَرْج المرأة . والشّبْر : النِّكاح قالت أم الخيار صاحبة أَبى النَّجم له : ... لقد فَخْرتَ بقصيٍر شَبْرهُ ... يجىء بعد فِعلتين قطْرُه ... تَطُلُّها : تُهْدرُ حَقَّها من طلّ دمه . وَتُلطّها : تسْتُر حَقَّها بباطِلِك . وتَطْحَرهُا : تَدْحَرُها . وتَضْهُلها : من الضَّهل بمعنى الضَّحْل وهو الماء القليل والصَّكلْ مِثْلهما أى تُعْطيها شيئاً نَزْراً يعنى تُبطْلِ مُعْظَمَ حَقِّها وتَدْفع إليها منه القليل الذى لاُ يعْبَأ بِه . وقيل : تردّها إلى أهلها من قولهم : هَل ضَهَل إليك من مالك شىء ؟ أى هَلْ رجع إليك ؟ ووجههُ أن يكون على : وتَضْهَل بها . ثم حذف الجار وأُوْصِلَ الفعل

ابن عبد العزيز رحمه الله تعالى قال لهلال بن سِراج بن مُجَّاعة : يا هلال هل بقى من كهول بنى مُجَّاعة أحد ؟ قال : نعم ! وشَكِير كثير فضحك وقال كلمةٌ عرِبّية . أراد الأحداث وأصلهُ الورق الصغار التى تنبت فى أصول الكبار . ويروى : أنه قيل لعمر رضى الله تعالى عنه : ما الشَّكِير يا أمَير المؤمنين ؟ فقال : ألم تر إلى الزرع إذا ذكا فأَفْرَخ فنبت فى أصوله ؟ فذلك الشَّكير . شِكّة فى غي . شَكْلة فى مغ . شكيمته فى زف . تشكى فى جف . والشَّاكِل فى غف . وتَشكر فى شع . فلم يُشْكِنا فى رم . الشكر فى حم . الشين مع اللام النبى صلى الله عليه وآله وسلم أَقْرَأَ أُبىِّ بن كعب الطُّفيلْ بن عَمْرو الدوسى القرآن فأهْدَى لَه قوساً فقال له النبى صلى الله عليه وآله وسلم : مَنْ سَلَّحَك هذه القوس ؟ فقال : طُفَيْل . قال : وِلَم ؟ قال : إنى أَقرأته القرآن . فقال : تَقَلَّدْها شْلِوةً من جَهَنَّم . قال : يا رسول الله فإنا نَأكْل مِنْ طَعَامهم . قال : أمّا طعام صُنِع لغيرك فَكُلْ منه وأمّا الطعام لم يُصْنَعْ إلا لكَ فإنك إن أكَلْتَه فإنما تْأكل بخَلاَقك
شلو فُسِّرَتْ الشِّلوة بالقطْعة وهى من الشِّلوْ بمعنى العُضْو . بخَلاقِك : أى بحظَّك من الدين . اللص إذا قُطَّعتْ يَدهُ سبقته إلى النار فإنْ تاب اشْتَلاها أى استنقذها . قال :
شلشل الأصمعىّ : يقال : أردكه فاْشَتلاه واسَتًشْلاه وهو من الشِّلوْ . ومن الاسْتشلاء حديث مُطِّرف قال : وجدت الَعْبد بين الله وبين الشيطان فإن استشلاه رَبهّ نجا وإن خَلاَّه والشيطانَ هَلَك . الواو بمعنى مع ; أى إن خَلاَّه مع الشيطانَ وخذله . مَنْ يُجرْحَ جُرْحاً فى سبيل الله فإنه يأتى يوم القيامة وجُرْحهَ يَتَشَلشْلَ الّلوْنُ لونُ الدّم والريحُ ريحِ الِمسْك

- أى يتقاطر يقال : شَلْشَل الماءُ فَتَشَلْشَلَ . من أَشلاء فى سل . الشين مع الميم النبى صلى الله عليه وآله وسلم عِطَس عنده رجلان فَشَمَّت أحَدَهما ولم يُشَمِّت الآخر فقيل له فى ذلك فقال : إن هذا حمِد الله وإن هذا لم يحم دَ الله
شمت التَّشْمِيت الدعاء والتبريك . ومنه حديثه صلى الله عليه و سلم : إنّه لما أَدْخَلَ فاطمة عَلىَ عَلِىّ عليهما السلام قال لهما : لا تُحْدِثا شيئاً حتى آتيكما فأتاهما فدعا لهما وَشَّمتَ عَلَيْهِما ثم خرج . أى بَرَّكَ عليهما . ومنه حديثُ عبد الله بن عمر رضى الله عنهما : إنه عَطَس عنده رجلٌ فَشَمَّتَهُ رجلٌ ثم عَطَسَ فشَمَّته ثَم عَطَسَ فأراد الرجل أن يُشَمِّتَه فقال له : دَعْه فإنَّه مَضْنُوك أى مزكوم والضُّناك : الزُّكام . واشتقاق التشميت من الشوامت وهى القوائم يقال : لا تَرَكَ الله له شامِتةً أى قائمة لأن معناه التَّبْريِك وهو الدعاءُ بالثبات والاستقامة وهو بالسين من السمت . من تَتَبَّعَ المَشْمَعَة يُشَمِّع الله بُه
شمع المشَمَعة والشِّمَاع : الفُكاهة والضحك والفَرَح . قال المنتّخل : ... سأَبْدَؤُهم بَمَشَمعَةٍ وأثْنى ... بجُهْدِى من طَعَامٍ أو بِساطِ ...
وقال آخر : ... بكْيَن وأبكَينْناَ ساعةً ... وغاب الشِّماعُ فما تَشْمَعُ

- وجارية شمُوع وقد شمَعَتْ تَشمَعُ وهو من أشَمع السراجُ إذا سطع نورهُ . ومنه الشَّمْع لما فى الشِّماع من تَهلُّلِ الوجه وتَطَلُّقه واستنارته وإشراقه . وعن أبى هريرة رضى الله عنه . قلنا : يا رسول اللِه إذا كنا عندكَ رقّتْ قلوبنا وإذا فْارقناك شَمَعْنا . أى شمَمَنْا النساء والأولاد . والمعنى : من ضحك بالناس وتفكَّه بهم جازاه الله جزاءَ ذلك كقوله تعالى : الله َيسْتَهْزِىءُ بهمْ ويمدُّهم . وقيل : أصاره اللهُ إلى حال يُتلهىَّ به فيها ويُضْحَك منه
شمز سَيلِيكُم أمراء تَقْشِعرُّ منهم الجلود وتَشْمَئزُّ منهم القلوب . قالوا : يا رسول الله أَفَلاَ نقاتلهم ؟ قال : لا ما أقاموا الصلاة . الاشمئزاز : التَّقبُّض وهمزته مَزيدة لقولهم : تَشَمَّزَ وجهه إذا تقّبض وتَمَعَّرَ . عمر رضى الله تعالى عنه سأل أَبا مالك وكان من علماء اليهود عن صفة النبى صلى الله عليه وآله وسلم فى التّوراة فقال : مِنْ صفته أنه يلَبس الشَّمْلَة ويجتزىء بالعُلْقة معه قومٌ صُدُوُرهُم أناجيلهم قُربْانهم دِمَاؤهم . الشَّملةَ : كساء يُشْتَمَلُ به
شمل العُلْقة : البُلغْة وقيل : ما يُمْسِكُ الرَّمَق يقال : ما يأكل فلان إلا عُلْقَة قال : ... وأجْتَزِى من كَفافِ القُوتِ بَالعَلقِ ...
وتَعَلقَّ بكذا إذا تَبَلغَّ به . وفى المثل : ليس المُتَعَلّقَ كالمتأنّق . الإنجيل : إفعيل من نجل إذا أثار واستخرج لأن به ما يستخرج من علم الحلال والحرام ونحوهما وقيل : هو أعجمى ويُعَضَّدهُ قراءة الحسن بفتح الهمزة لأن هذه الزِّنة ليست فى لسان العرب

- والمعنى : صُدُوُرهُمْ مصاحفهم أى يحفظون القرآن عن ظَهْر قلوبهم وكان أهلُ الكتاب إنما يقرءون ناظرين ومن ثَمَّ افتُتنوا بُعزَيز فقالوا فيه الإفك العظيم حين حِفظ التوراة وأَملاْهَا عليهم عن ظَهْر قلبه بعد ما دَرَسَت أيام بُخْت نَصّر . قُربانهم : دماؤهم أى هم أهل الملاحم يتقربون إلى الله بإراقة دمائهم . علىّ بن أبى طالب عليه السلام قال حين بَرزَ لعمرو بن عَبْدودّ : أْخرُجُ إليه فَأُشامُّه قبل اللقاء
شمم المشَامّة . مُدَانَاةُ العدو والصّيرورة بحيث يراكَ وتراه يقال : شاممناهم ثم ناوشْنَاهُم وهى مفاعلة من الشمّ كأّنَكَ تَشُمّ ما عنده ويَشمّ ما عندك لتعملا على حسب ما تقتضيه الحالُ وليصدر ما يصدر منكما عن بصيرة . ويقال : شامِمْ فُلانا أى ذُقه وانظر ما عنده
شمر فى الحديث فى قصة عُوج بن عُنقُ مع موسى عليه السلام : إن الهُدهد جاء بالشَّمُّور فجاب الصخرة على قَدرْ رأس إَبرة . هو الالماس . فعُّول من الانْشِمار وهو المضىّ والنفوذ . والشمامة فى سر . مُشْتِمَل فى ور . الشين مع النون ُ النبى صلى الله عليه و سلم قال ابن عباس : بِتُّ عند النبى صلى الله عليه وآله وسلم فقام من الليل يُصلِّى فحلّ شِناقَ الِقْربَةِ
شنق يقال : شَنَق الِقْربة وأشْنَقَهَا إذا أوْكَاهُا ثم ربط طَرفَ وِكائها بوَتِد أو برأْسِ عمود وهو الشِّناق . وقد يكون الشِّناق سيرا أوْ خيطاَ غْيَر الوكاء وهو هاهنا

الوكاء المعّلَق طَرفه بالوتِد ويجوز أن يكون غَيْرَ الوكاءِ ويراد بحلِّه حلُّه من الوتِد ومنه قولهم : شنَقْتُ رأسَ الفرسِ إذا شددته إلى شجرة أو وَتِد مرتفع وقيل أشْنَاقُ الدية لأنها أبعْرِة قلائل عُلّقت بالدِّية العظمى . طلحة رضى الله عنه أنشد قصيدة فما زال شانِقا ناقته حتى كُتِبَتْ له . هو أن يَجْذِبَ رأسها بزمامها حتى يُدانى قفاها قادمة الرَّحْل وقد شنَقها وأشْنَقَها . أبو ذَرّ رضى الله عنه دخل عليه أبو أسماء الرُّحْبِى بالرَّبذّة وعنده امرأة له سوداء مُشَّنعة وليس عليها أثَرَ المجاسد
شنع أى قبيحة يقال : مَنْظَر شَنِيع وأشنع ومُشَنَّع وشَنَّع عليه إذا رفع عليه قبيحا وذكره به . والمجاسد : جمع مُجْسَد وهو الثوب المشبع بالجِساد وهو الزعفران . سعد بن معاذ رضى الله عنه لما حُكَّم فى بنى قُرَيظة خرجت الأوسُ فحملوه على شَنَذة مِنْ ليف فأطافوا به وجعلوا يقولون : يا أبا عمرو أحْسِن فى مَوَاليك وحلفائك
شنذ هى شْبِه إكافٍ يُجعل لمقَّدمه حِنْو وليست بعربية . الموالى : الحُلَفاء وكان بينه وبينهم حِلفْ . قال : ... موالَى حَلْفٍ لا مَوالِى قرابةٍ ...
عائشة رضى الله عنها عليكم باْلمشَنْيِئة النافعة التَّلْبِينة
شنأ المَشْنِيئة : البغَيِضَة عن أبى الحسن اللّحيانى . ورجل مَشْنِىّ بالياء والأصل مْشُنوّ بالواو وأنشد :

- . . وصَوْتُك مَشْنِىّ إلَّى مُكَلفَُّ ...
وهذا شاذ لا يقال فى مقروء مقْرىّ ولا فى موطوء مَوْطِىّ ووجْهُه على شذوذه أنه حففت همزته فقيل : شَنِىء وشَنِىَ بالياء وقيل مشنىّ كما تقول فى رضى ّ مرضىّ استُبقيت الياء وأَن أعيدت الهمزة إلْفاً لها واسْتِئناساً بها كما قالوا : دَمَيَان بالتحريك ويَدَياَن . التَّلْبينة : حساء من دقيق أو نُخالة فيه عَسل سميت بذلك لبياضها ورقتها تشبيها باللَّبن وهى بدل من المَشْنِيئة . تعنى أن هذا الحَساء لا يَرْغَبُ فيه المُحْتَِسى وهو نافع . ذكرت رضى الله عنها جِلْد شاةٍ ذبحوها قالت : فنتبذنْا فيه حتى صار شَنّاً
شنن أى خَلقَا . النَّخعَى رحمه الله إذا تطَّيبت المرأةُ ثم خرجت كان ذلك شَنَاراً فيه نار
شنر هو العيب والعار ورجل شِنِّير : كثير الشَّنار . وشَّنر به . قال القُطَامى : ... ونَحْنُ رَعَّيِةٌ وهُمُ رُعَاةٌ ... ولَوْلاَ رَعْيُهم شنُعَ الشَّنَارُ ...
يريد أن الناس يقولون : النار ولا العار وفْعِلُ هذه قد بلغ من الشَّناعة ما اجتمع لها فيه النار والعارُ جميعاً . عبد الملك رحمه الله تعالى دخل عليه إبراهيم بن مُتمّم بن نُوَيْرَة فسلم بجَهْوِرّية
شنخف فقال : إنك لشَّنِخْف فقال : يا أمير المؤمنين إنى من قومٍ شنِخَّفْيِن فقال : وأراكَ أحَمَر قَرِفاً . قال : الحسْن أحمر يا أمير المؤمنين . هو الطويل العظيم . القرِف : الشديد الحُمْرِة كأنه قُرِفَ أى قُِشر كما قيل له الأْقشَر
شنق فى الحديث : فى قصة سليمان عليه السلام : احْشُرُوا الطيَر إلا الشَّنْقَاء والرَّنْقاء والبُلَت

- الشَّنْقاء : التى تَزُقّ فَرِاخَها . والرَّنْقاء : القاعدة على البيض . والبُلَت : طائر مُحْرِق الريش إن وقَعت ريشةٌ منه فى الطير أحرقته . الشنّظِيْر فى دب . للشّنائيين فى جد . فليشنُّوا فى قح . فَشَنق لها فى مد . أشنب فى شذ . الشين مع الواو النبىّ صلى الله عليه وآله وسلم قال حين رَمى المشركينَ بالتُّرابَ : شاهَتِ الوُجوه
شوه يقال : شاه يَشُوه شَوْهاً وشوِه يَشُوه شَوَهاً إذا قُبح ورجل أَشْوه وامرأة شَوْهاء ويقال للخطبة التى لا يُصَلىّ فيها على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شَوْهَاء . بعث صلى الله عليه وآله وسلم سَرِيّةً أو جَيْشاً فأمرهم أن يمسحوا على المَشَاوذ والتَّسَاخِين وروى : على العَصائب
شوذ المِشْوِذ والعِصابة : العمامة . قال الوليد بن عُقْبة بن أبى مُعيطَ : ... إذَا ما شَدَدْتُ الرَّأس منّى بمشْوَذٍ ... فَغَّيكِ عنى تَغْلِبُ ابنة وَائِلِ ...
وقال عَمْرو بن سعيد الأشدق الأسدىّ : ... فتاة أبُوها ذو العِصابة وابنهُ ... أخَوها فما أكفاؤهُا بكثير ...
وروى : ذو العمامة . وشوَّذه وعَصّبة : عمّمه . ومنه الملك المعَصَّب أى المتوّج لأن العمائم تيجَانُ العرب . التسَّاخَين : الخِفَاف . قال المبرد : الواحد تَسْخَان وتسخن قال ثعلب لا واحدَ لها
شور رأى صلى الله عليه وآله وسلم امرأة شَيِّرة عليها منَاجد

- أى حَسَنَة الشَّارة وهى الهيئة يقال : رجل صَيِّر شَيِّر أى حَسَنُ الصُّورة والشَّارة وعَيْنُ الشارة واو لقولهم : إنه لحسن الشَّور أى الشارة رواه أبو عُبيد . والمعنى ما يشوره أى يعرضه ويظهره مِن جماله ومصداقُه قولهم فى الحسن المنظر : إِنه لحسن المِشوار . المناجد : جمع منْجِد وهو من لؤلؤ وذهب أو قَرنفل فى عَرْض شِبر يأخذ ما بين العنق إلى أسفل الثديين أخِذ من التنجيد وهو التزيين والتَّحسْين . بينا أنا نائم رأيتُنى فى الجنة فإذا امرأة شَوهْاء إلى جَنْب قَصْر فقلتُ : لمن هذا القَصْر ؟ فقالوا : لعمر بن الخطاب . قيل : الشَّوْهاء : المليحة الحسناء وهى من الأضداد . والحقيقة أنها هى التى تَرُوعُ
شوه الناظَر إليها لفرط جَمالها أو لتناهى قُبحْها . ومنه قولهم : رجل شائه البصر أى حَدِيدُه يروعُ بنظره . عن سَوادة بن الربيع رضى الله عنه أتيته بأُمى فأمر لها بَشيِاه غَنَم وقال : مُرِى بنيك أن يُقَلمّوا أظفارهم أنْ يُوجِعوا أو يَعْبِطوا ضُروعِ الغنم ومُرِى بنيك أَنْ يحسنوا غذاء رِبَاعهم . الشِّيَاة : جمع شاةٍ وأصلها شَاَهةٌ فحذفت لامُها كما حذفتْ من عضه ولامُها على حرفين هاءٍ وياء كما أن لام عضه على هاء وواو فمن جعلها هاء قال فى التكسير
شاة والتصغير شِيَاه وشُويهة وفى النسب شاهِىّ . ومن جعلها ياء قال : شَوىّ وتشاء وشُوَيةّ وشاوِىّ وأما عينُها فواوٌ كما ترى والعرب تسِمّى البقرة الوحشية شاةً فلذلك أضاف الشِّيَاة إلى الغنم تمييزا . أن يُوجَعوا أى مخافة أن يُوجِعوا . يعَبْطِوا : يَعْقروا ويُدْمُوا . الرِّباع : جمع رُبعَ . وأراد بإحسان غذائها ألا يُستقصى جَلْبُ أمهاتها إبقاء عليها

- أبو بكر رضى الله عنه رَكبِ فرساً يَشُوره فقامِ إليه فَتىً من الأنصار فقال : احِملْنِى عليه يا خليفةَ رسول الله فقال أبو بكر : لأَنْ أحْمِل عليه غلاما رِكبَ الخيل على غُرْلِتَهِ أحبُّ إلّى من أَنْ أحملك عليه . ؟ فقال : أنا والله أفْرَسُ منك ومِنْ أبيك . قال الُمغِيرة : فما تمالكتُ حين سمعتهُ أن أخَذْتُ بأذنيه ثم ركَبْت أنفْهَ برُكْبتَى فكأن أْنفه عَزْلاُء مزادةٍ اْنَثَعَبتْ فتواثبت الرجالُ من الأنصار ومضى أبو بكر رضى الله تعالى عنه فلما رأى ما يصنعون بى قال : إن المُغِيرةَ رجل وَازِع فلما سمعوا ذلك أَرْسلونى
شور يشُوره : يَعرِضْه والِمشْوار اَلمعْرِض . ومنه حديث أبى طلحة رضى الله عنه : إنه كان يَشُور نَفَسْهَ بين يدى رسول الله صلى الله عليه و سلم . على غُرْلته : منصوب الموضع على الحال أى وهو أغْرَل أى أْقلَفُ يعنى رَكبها فى إبّان حَدَاثته معتاد للركوب مُتَطبعّ به ومن ركبها كبيرا كان كما قال : ... لم يركبوا الخيَل إلا بعد ما كبِروا ... فهم ثِقَال على أكتافها ميلُ ...
رَكَبتْ أنفه بفتح الكاف أى ضربته برُكبْتى ولو روى بكسرها لكان أوجه لذكره الركبة كما تقول : علوته برُكْبتى . العزلاء : فَمُ المزَادة والجمع العَزالى . الوازع : الذَّىُ يدُبرِّ أمورَ الجيش وَيُردُّ مَنْ شَذَّ منهم ولا يُقْتَصُّ مِنْ مثله إذا أَدَّبَ . عمر رضى الله عنه تَدَلىّ رَجُلٌ بحبلٍ لَيشْتَارَ عَسَلاً فقعدت امرأته على الحَبْل فقالت : لأَقطِّعنه أو لتُطِّلقَنّى . فطلقها فرفع إلى عُمر فأبابها منه . شَارَ العسل : جَنَاه واشتار : افتعل منه وقد جاء أَشارهُ . قال عدىّ : ... وحَديثٍ مِثْلِ مَاذِىٍ مُشَارْ

- وفيه إجازة طلاق المُكْرَه . ابن عُمر رضى الله عنهما سُئِل عن المُتعْة : أَيُجْزِىءُ فيها شاة ؟ فقال : مالى وللشَّوىّ ؟
شوى أى الشاءِ . قال : ... أَربابُ خَيْلٍ وشَوِىٍ ونَعَمْ ...
وهو اسم جمع غير تكسير كالضَّئين . والمعنى : كان مِنْ مذهبه أن المتمتع بالعمرة إلى الحجِّ إنما تُجزئه بَدَنةٌ . مُجاهد رحمه الله تعالّى كل ما أصاب شَوىً إِلاّ الغِيبة والكذبَ . أىْ شىء هّين لا يُفْسد صومه . وأصله من الشَّوَى وهى الأطراف لأنها ليست بَمْقتَلٍ . فى الحديث : لا شَوْب ولا رَوْب فى البيع والشِّرَى
شوب أى لا غشّ ولا تخليط . ويقول البائع : لا شَوْب ولا رَوْب عليك أى أنت برىء من عَيبها لا أشُوب ولا أرُوب أى لا أخَلطِّ عليك . من سبق العاطس بالحمد أمِنَ الشَّوْصَ واللَّوْص والعِلّوْص
شوص قيل : الشَّوْص : وجع الضِّرس واللَّوْص : وجع الأذن . وقيل : الشَّوْصة : وجع فى البْطن وقيل : ريح تَنْعقَدِ فى الأضلاع ترفع القْلبَ عن موضعه من قولك : شَاصَ فاهُ بالسِّوَاك : إذا استاك من سُفْل إلى علو ويقال : شاصته الشَّوْصة إذا أصابته . ورجل : مُشْتَاص : به شوْصَة . واللَّوْصة : وجع فى النّحر . والعِلوّص : الَّلوَى وهو التُّخَمة . شوىَ رأسها فى جن . الشَّوِى فى غم . يَشُور فى قت . يَشوُص فى هج

الشين مع الهاء النبى صلى الله عليه وآله وسلم صومُوا الشَّهْر وِسَّره
شهر الشَّهر : الِهلال لُشهرته وظهوره . قال ذو الرمة يصف رجلا بحدَّةِ الطَّرْف : ... فأصَبحَ أجْلَى الطَّرْفِ ما يستزِيُده ... يرى الشَّهْرَ قَبْلَ النَّاسِ وهو نَحِيلُ ...
وقال آخر : ... أبْدَانَ مِنْ نَجْدٍ على ثَقِةٍ ... والشهُر مثلُ قُلامة الظُّفْر ...
وكان أبو زِيَاد الأعرابى إذا رأى الهلال أخذ عُوداً فحدد طرفه وأشار به إليه وقال : عُود عَدِّ عنَّا شرّك أَيها الشهر . أراد : صوموا مُسْتَهلّ الشهر . وسرهّ أى آخره والسِّرُّ والسِّرار والسَّرَر حين يَسْتَسّر القمر . وقيل : سِرّه وسطه يعنى أيام البيض مِنْ سِرِّ الشىء وهو وسطه وجَوْفهُ . ومنه : قَناة سَرَّاء وزَنْدُ أسَرُّ . سُئل صلى الله عليه و سلم : أىّ الصوم أفضل بعد شهر رمضان ؟ فقال : شهر الله المحرّم وروى : الأصَمّ . أضافَ الشهر إلىِ اسم الله عزّ اسُمه تعظيماً وتفخيماً كقولهم : بيت الله وآل الله لقريش . وقيل : للمحرَّم الأصم لأنه لا يُسْمَعُ فيه قَعْقَعة السلاح وخصَّة من بين الأشهر الحُرم لمكان عاشوراء . والمعنى : أى أوقات الصوم أفَضل ؟ فحذف المضاف ألا ترى إلى قوله : بعد شهر رمضان وقوله : شَهْر الله . إِنّ أخْوَف ما أخاف عليكم الرياء والشهوة الخفية
شهو قيل : هى كلُّ شىء من المعاصى يُضْمِرُه صاحبه ويُصِرّ عليه . وقيل : أن يَرَى

- جاريةً حسناء فيغضّ طَرْفه ثم ينظر بقلبه ويمثّلها لنفسه فيفِتنُها . أبو بكر رضى الله تعالى عنه عن عائشة رضى الله تعالى عنها : " خرج أبى شَاهِراً سيفَه راكبِاً راحلتَه إلى ذات القَصَّة فجاء علىّ بن أبى طالب عليه السلام فقال : إِلى أينَ يا خليفة رسول الله ؟ شِمْ سَيْفَك ولا تَفْجَعْنا بنفسك فوالله لئن أُصِبْنَا بكَ لا يكون بعدك للإِسلام نظام أبداً فرجع وأَمضْىَ الجيش
شهر أى مُبِرْزاً له من غِمْده . والشَّيْم : من الأْضَداد بمعنى السلّ والإغماد . عمر رضى الله عنه وفد إليه عاملهُ من واليمن وعليه حُلَّة مُشَهَّرة وهو مُرجَلَّ دهَين فقال : هكذا بعثناك ! فأمر باُلحلَّة فَنزُعت وأُلبْس جُبةَّ صوف ثم سأل عن وِلايته فلم يُذْكرَ إلا خير فرَّده على عمله ثم وفَد إليه بعد ذلك فإذا أشْعَثُ مُغْبرِّ عليه أطْلاس فقال : لا ولا كلّ هذا إن عاملنا ليس بالشّعِث ولا العافى كلوا واشربوا وادْهِنوا إنكم ستعلمون الذى أكَرهُ من أمْركِم . أى فاخرة مَوْسُومة بالشُّهْرة لحُسْنِها . مُرَجّل : رُجّل شعره أى سُرّح . دهَين : أى دهُن رأسه يقال دهنه بالدّهان وأدَّهن هو بنِفسه وتَدَهَّن . أَطْلاس : جمع طِلسْ وهو الثوبُ الخَلقَ فِعْلٌ بمعنى مفعول من طلَس الكتابَ وطلسه إ ذا محاه ليفُسْد الخط . ومنه الطَّلاَّسة . وعن العُتبى : هى الوسِخة من الثياب من الذئب الأَطْلسِ وهو الذى فى لَونْهِ غُبْرَة . العِافى : الطويل الشَّعْر مِنْ عفا وَبَرُ البعير إذا طال ووفر . ومنه : وأَنْ تعفى اللِّحى . العباس رضى الله تعالى عنه تَقَدَّم الناسُ يوم فتح مكة فقال يأهل مكة أسْلمِوا تَسْلموا فقد اْستُبْطِنتُم بأشْهبَ بازِل

- شهب أىْ بأمرٍ صعبٍ شديد والأصل فيه : العام الاشْهب لأنَّ الأرض تشهابّ من وقُوعِ الصقَّيع وتذهب خضرة النبات وكَثرُ ذلك حتى قالوا : شَهِبتهم السّنة وهى شَهُوب وأصابتهم شُهْبَةٌ من قَرٍ ومِنْ سنة . وجعله بِازلاً استعارة من البعير البازل لأن البزُول نهاية فى القوة أبو أيوب الأنصارى رضى الله عنه ذكر صلاةَ العصر ثم قال : ولا صلاة بعدها حتى يُرَى الشّاهد فقيل له : ما الشاهد ؟ قال النَّجْم
شهد سماه الشاهد لأنه يُشْهَد بالليل . وعن الفراء : صلاة الشاهد المغَرب وهو اسمها . وعن أبى سَعيد الضَّرير : قيل لها ذلك لاستواء المُقيم والمسافر فيها لأنها لا تُقْصَر . فى الحديث لا تَتَزوّجنّ خمسا ولا تتزوّجنّ شَهْبرة ولا لَهبْرةَ ولا نَهْبرةَ ولا هَيْذرَة ولا لَفُوتا
شهبر الشَّهبْرة والشَّهْرَبة : الكَبيرة الفانية . ويقال : شَهْبر وَبَرُ البعير إذا اشهابّ والشَّهْبَرَة منه . اللهْبَرة : القَصِيرة الدميمة ويحتمل أن يكون قلب الرَّهْبلَة وهى التى لا تُفْهمَ جلباتها أو التى تمشى مَشْياً ثَقِيلاً من قولهم : جاء يَتَرهْبِلُ . النَّهْبَرة : الطّضويلة المهزولة وقيل : هى التى أشرفت على الهلاك من النَّهَابر وهى المهالك . الهَيذَرَة : الكثيرة اَلهَذْر . الّلُفوت : التى لها ولد من زَوْج وهى تحت آخر فهى تلتفت إليه وتشتغل به . فأشهرت فى سه . شِهَاب فى عص . وأشهر فى ذق

- الشين مع الياء النبى صلى الله عليه وآله وسلم مَنْ أشاد على مسلم عَوْرَةً يَشُيِنهُ بها بغَير حَقّ شَانه اللهُ بها فى النارِ يومَ القيامِة
شيد وفى حديث أَبى الدَّرْداء رضى الله عنه أيمّا رجَل أَشَاد على امرىء مسلم كلمةً هو منها بِرَىء يرى أَنّ شَيْنه بها كان حقّا على الله أَنْ يُعَذِّبه بها فى نار جهنم حتى يأتىَ بَنَفذِ ما قال . أشاده وأشاد به إذا أشاعه ورفع ذكره من أشدت البُنيان فهو مُشَاد وشَيّدته إذا طَوّلتَه . وفى كتاب العين : الإشادة شِبُه التنَّدْيد هو رَفْعُك الصوت بما يكره صاحبك وأنشد : ... أتانى أنَّ دَاهِيةً نَاداً ... أشادَ بها على خَطَلٍ هشام ...
النفَّذَ : المخرج والمخَلْص مما قال ويقال لمِنْفَذِ الجِراحةَ نَفَذ يقال : طعنه طعنةً لها نَفذَ . فى قصة يوم مُؤْتَة : إن زيد بن حارثة رضى الله عنه قاتل برايِة رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى شَاطَ فى رِماحِ القوم
شيط أى هَلكَ وأصلهُ من شاط الزيتُ إذا نَصَحَ حتى يحترق لأنه يهلِك حينئذ وقالوا : أشاطت الجَزُور إذا قُسمِّت حتى فنَيِت أنِصبَاؤُها . إذا اسْتَشَاط السُّلطاْن تسلَّط اَلشيطان . أى تلهَّب وتحرَّق غضَبا استفعال من شيْطوطة الزيت . إن النبى صلى الله عليه وآله وسلم ما رِئى ضاحكا مُسْتِشَيطا

- هو المتهالك ضَحِكاً . إن سفينة رضى الله عنه أشاط دَمَ جَزُور بجدْلٍ فأَكله . أى سيفكه وأراد بالجذْل عُوداً أحَدّه للذَّبْح . والوَجْه فى تسميته جِذْلاً أنه أُخذِ من جِذْلِ شجرة وهو أصلُها بعد ذهاب رَأْسها . قال لَعكَّاف : ألكَ شَاعة
شيع أى زوجة هى المرأة لأَنها تُشَايِعه
شيط ذَكَر المقتول بالنَّهْرَوَان فقال : شيطان الرَّدْهة . هو الحية . والردَّهْة : مُسْتَنقْعٌ فى الجَبَل وجمعها رِداه . وهو كقولهم : صَمَّاء الغَبَر . أبو بكر رضى الله تعالى عنه شُكِى إِليه خالد بن الوليد فقال : لا أَشِيم سيفاً سلَّه اللهُ على المشركين
شيم أى لا أغِمده . قال الفرزدق : ... بأيدى رِجَالٍ لم يشَيموا سُيوُفَهُم ... ولم تَكْثرُ القْتَلْىَ بها حيِنَ سُلَّتِ ...
وكأن الشَّيْم إِنما أطلق على السَّلّ والإغماد من قَبِل أن الشَّيْم هو النظر إلى الَبْرِق ومن شأن البرق أنه كما يخفق يَخْفَى من فَوْرِه بغير تَلبُّث فلا يُشام إلا خافقاً أو خافيا . وقد غَلب تشبيُه السيفِ بالبرق حتى سُمىِّ عِقَيقة . فقيل : شِمْ سيفَك أى انظر إليه نَظَرك إِلى البرق وذلك حال الخُفوق أو حال الخفاء و جعل النظر كناية عن السلّ والإغماد لأنّ النظر يتقدم الفِعْلين

- خالد رضى الله عنه كان رجلا مُشَيَّعاً وإنّ رجلا كان فى نفسه شىء على حىّ من العرب فأتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأخبره أنهم قد ارتدُّوا فأرسل خالدا إليهم فلما رأوا نَواَصِىَ الخيل قالوا : ما هذا ؟ فأخبرهم خالد الخبر فَخنُّوا يبكون وقالوا : نعوذ بالله أَنْ نَكْفُرَ
شيع المُشَيعَّ : الشجاع لأن قلبه لا يخذُله فكأنه يشيعه أو كأنه شيعِّ بغيره . قال تأبَّطَ شَرّاً ... . قليل غرِارِ النوم أكبُر هّمه ... دمُ الثار أو يَلْقَى كَمِيّاً مشَيّعا ...
الخنين بالخاء : من الأنف والحنين من الحلق . مُشِيع فى رج . وأشاح فى شذ . يُشَاط فى دس . والمشّيعة فى صف . تُشيط فى قس . مُشيعا فى بو . فتشايره فى جو . شيبة الحمد فى نس . وفى قح . شِيخان فى قح . شامة فى صب . شِمْ سيفك فى شه . شِيَاع فى تب . آخر باب الشين

- حرف الصّاد
الصاد مع الهمزة عُبيدُ الله بن جَحْش هاجَرَ إلى الحبَشَة ثم تنصَّر فكان يمرّ بالمسلمين فيقول : فَقَّحْنَا وصَأْصَأتُمّ
صأصأ أى أبصْرنا ولمَّا تَبْلُغوا حيَن الإبصار من صَأْصَأ اَلجَرْوُ إذا حرَّك أجفانَه لينظر قبل أن يُفقِّحَ . ويقال : صَأْصَأ الكْلبُ بِذَنَبه إذا حرَّكه فَزَعاً ومنه : صَأْصَأَ فلان بمعنى كَأْكأَ إذا جَبُنَ وفزِع قال : ... يُصَأْصِىءُ مِنْ ثارِه جابَبِا ...
من الجبب أى ناكصاً والأصل فيه التحريك . الصاد مع الباء النبى صلى الله عليه و سلم نهى عن قَتْلِ شىء من الدواب صَبْراً
صبر هو أن يُمْسكَ ثم يُرْمَى حتى يُقتْل . ومنه حديثه صلى الله عليه و سلم : أنه نهى عن المَصْبُورة ونَهىَ عن صَبْر ذى الرُّوح . وعنه صلى الله عليه و سلم أنه قال فى رجل أمسك رجلاً وقتله آخر : اْقتُلُوا القاتل : واصْبِرُوا الصابر . أى احْبِسوا الذى حبَسَهَ للموت حتى يموت . وقال : لا يُقتْل قُرِشَىٌ صَبْراً . وهو أن يُمْسَكَ حتى تُضْربَ عُنقُهُ

- وعن ابن مسعود رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم نهى عن صَبْر الرُّوح . وهو الخِصاء والخِصَاءُ صَبْرٌ شديد . وقولهم : يمين الصَّبْر هو أن يَحْبِسَ السلطانُ الرجلَ على اليمين حتى يَحْلِفَ بها . كان صلى الله عليه و سلم يتيما فى حِجْر أَبى طالب فكانَ يُقَرَّبُ إلى الصبيان تَصْبيحُهم فيخِتلسون ويَكُفّ ويُصْبِحُ الصبيان غُمْصاً ويصبح صَقِيلاً دهَيِناً
صبح هو فى الأصل مصدر صَبَّحَ القومَ إذا سقاهم الصَّبوح ثم سمى به الغَدَاء كما قيل للنبات : التنَّبيت وللنوَّر : التنَّوير . غَمِصَتْ عينهُ ورَمِصَتْ وغمِصَ الرجل وِرَمص فهو أغمص وأرْمص . ومنه الشِّعْرىَ الغُمَيْصَاء . والغُمَص : أن يَيْبَسَ . والرَّمَص : أن يكون رَطْباً . انتصاب غُمصاً وصقيلاً على الحال لا الخَبَر لأنّ أصبح هذه تامّة بمعنى الدخول فى الصباح كأظّهر وأعْتَم . نَهَى النبىّ صلى الله عليه وآله وسلم عن الصُّبْحَة . هى نَوْمَة الغَدَاة وفيها لغتان : الفتح والضم يقال : فلان ينام الصَّبحة والصُّبحْة . وإنما نهى عنها لوقوعها فى وقْتِ الذكر وطلب المعاش وسمعت مَنْ ينشُدْ : ... ألاَ إن نومات الضُّحَى تُورِث الفَتَى ... خَبَالاً ونوَمْاتِ العُصَيِر جُنُونُ ...
لما قدمتْ عليه صلى الله عليه وآله وسلم وفودُ العرب قام طَفْهة بن أبى زهير النهَّدْىِ فقال : أتيناك يا رسول الله مِنْ غَوْرَىْ تهامة بأكَوار الميس ترتمى بنا العِيس نَسْتَحِلبُ الصَّبِير ونَسْتخِلبُ الخَبِير ونْسَتْعضِدُ البَريِر ونَسْتَخِيل الرهِّام . ونَسْتحيل أو نَستْجِيلُ الَجهام من أرْضِ عائلة النِّطاء غلَيظة الوِطاء قد نَشِفَ المُدْهُن ويبس الجِعْثِن وسَقطَ الأملُوج ومات العُسْلوج وهلكَ الهِدىّ ومات الوَدِىّ . بِرئنْا يا رسولَ الله من الوثن والعَنَن وما يُحْدِث الزَّمَن لنا دعوة السلام وشريعةُ الإسلام ما طَما البحر وقام تِعارَ ولنَا نَعَم هَمَلٌ أغَفْالَ ما تَبِضُّ بِبِلال ووَقيِر كثير الرَّسَل

- قليل الرِّسْل أصابتها سَنَة حَمْراَء مُؤْزِلة ليس لها عَلَل ولا نَهَل . فقال : رسول الله صلى الله عليه و سلم : اللهم بارك لهمْ فى مَحْضِها ومَخْضِها ومَذْقِها وابعث راعيها فى الدَّثْر بيانِع الثَّمَر وافْجُرْ له الثَّمَدَ وبارك لَه فى المال والولَد . مَنْ أقام الصلاة كان مسلما ومن آتى الزكاة كان مُحْسنا ومن شهد أَنْ لا إله إلا الله كان مُخْلصِا لكم يا بنى نَهْد ودائعُ الشِّرْك ووضائع الملك لا تُلطِطْ فى الزكاة ولا تُلِحْدْ فى الحياة ولا تتثاقلْ عن الصلاة . وكتب معه كتابا إلى بنَى نَهْد : من محمد رسول الله إلى بنى نَهْد بن زيد : السلام على من آمنَ بالله ورسوله . لكم يا بنى نهد فى الوَظيفة الفَريضة ولكم العَارِض والفريش وذِو العِنان الرّكُوب والفلُوّ الضَّبِيس لا يُمْنعَ سَرَحْكُم ولا يُعْضَدُ طَلْحُكُمْ ولا يُحْبَسُ دَرُّكُمْ ما لم تُضْمِرُوا الإِمَاق وتأكلوا الرِّباق . مَنْ أقرَّ بما فى هذا الكتاب فله من رسول الله الوفاءُ بالعهد والذمَّة ومن أبى فعليه الرَّبْوة
صبر الصَّبير : السَّحَاب الكِثيف المتراكب وهو من الصَّبْر بمعنى الحبْس كأنّ بعضه صُبِر على بعض . ومنه صُبْر الشَىء . وهو غلِظَة وكثافته وصُبْرة الطعام . وقد اسَتْصَبر السحابُ كاستَحْجَرَ الطين . ومنه حديث ابن عباس رضى الله تعالى عنهما أنه قال فى قوله تعالى : وكان عَرْشُهُ عَلَى الماء . كان يصعد إِلى السماء من الماء بُخار فاستَصْبَر فعاد صَبيراً فذلك قوله تعالى : ثم اسَتَوى إلى السَّماءِ وَهِىَ دُخَانٌ أى تراكم وكثفُ . نَسْتَخْلِب : من الخلْب وهو القَطْع والمَزْق من خلب السبعُ الفريسَة يخَلْبهَا ويخلُبها إذا شقَّها ومَزَّقها . ومنه المِخْلَب وقيل للمِنْجَل المِخْلبَ . الخبير : النبات ومنه قيل للوَبَر خَبِير . قال أبو النجَّمْ : ... حتى إذا ما طار مِن خَبِيِرها

- ونظيرهُ الشَّكير . نَسْتَعضْدِ البَرِير : أى نأخذه من شجره فنأكلُه للجَدْب من العَضْد وهو القطع . الإسِتخالة : أن تظنه خليقاً بالإمطار . والاستحالة : النظر . والاستجالة : أن تراه جائلا . يعنى أنا لا نستمطر إلا الرهِّام وهى ضعاف الأمطار جمع رِهْمَة ولا نَنْظرُ إلاّ إلى الجَهام . النِّطَاء ; من النَّطِىّ وهو البَعيد . قال العجاج : ... وبَلْدِة نِياطُها نَطِىُّ ...
المُدْهنُ : نَقْرة فى صخرة يَسْتَنْفع فَيها الماء . وهو مِنْ قولهم : دَهَن المطرُ الأرضَ إذا بلَّها بَلاًّ يسيرا . وناقة دَهين : قليلة الَّلبن . الِجعْثِن : أصل النباتِ . الأُمْلُوج : واحد الأَمَاليج وهو ورَقٌ كأنه عيدان يكون لضَرْبٍ من شجر الَبّر وقيل : الأملوج : نوى المقْل . والملجُ مثله وروى : وسقَط الأْملُوج من البِكارة أى هُزلت البكارةُ فسقط عنها ما علاَها من السِّمَنِ بَرعْىِ الأْملوج . فسمى السمِّنَ نفسه أمْلوجا على سبيل الاستعارة كقوله يصف غيثا : ... أقبلَ فى المسْتَنِّ مِنْ رَبَابه ... أسْنَمِةُ الآبالِ فى سَحَابِه ...
العُسْلُوج : الغصن الناعم ومنه قولهم : طعام عُسْلُوج . الهَدِىّ : الهَدْىُ وقرىْ : والهَدِىّ مَعْكُوفا وأراد الإبل فسماها هَدِيّا لأنها تكون منها أو أراد هلك منها ما أعِدّ لأن يكون هَدِيّا واختير لذلك . الوَدِىّ : الفسيل . العَنَن : الاعتراض والخلاف أَى برئنا من أَنْ نخالف ونعاند قال ابن حِلِّزة :

عَنَناً باطلاً وظُلْماً كما تُعْ ... تَرُ عَنْ حَجْرَةِ الرَّبِيِض الظَّبَاء ...
طما وطَمَ : إذا ارتفع . تِعَار : جَبَل . الهَمَل : المهْمَلة التى لا رعاء لها و لا فيها من يُصْلِحُها ويَهْديِها . ومنه المثل : اختلط المرعىّ بالهَمَل أى الخير بالشر والصحيح بالسقيم . الأغْفَال : جمع غُفْل وهى التى لاِ سَمةَ عليها . البِلالَ : القَدْر الذى يَبُلّ . الوَقير : الغنم الكثير . قال أبو عبيدة : لا يقال للقطيعِ وَقَيِر حتى يكون فيه الكَلْب والِحمار . الرَّسَل : ما يُرْسَل إلى المرعى وجمعه أرْسَال . والرِّسْل : الْلبُن أى هى كثيرة العدد قليلة الّلبن . وقيل : الرَّسَل : التفرق والانتشار فى المرعى لقلة النبات وتفرقه . حَمْراَء : شديدة لأنّ الآفاق تحمرّ فى الجَدْب . قال أمية : ... ويَلْمّ قومى قَوْماً إذا قُحِط الْ ... قَطْرُ وآضَتْ كأنّهِا أدمُ ...
المؤْزلة : التى جاءت بالأزل وهو الضيق وقد أزِلَتْ . المَحْضُ : اللبن الخالص . المَخْض : الممخوض . المَذْق : الممذوق . الدَّثْر : المال الكثير . اليانع : المُدْرِك يقال : ينَعَت الثمرة وأَيْنَعَتْ أى بسبب يانع الثمر أو مَعَه . فَجْرُ الثَّمَد : فتحه وإغْزَارُه . الودائع : العهود جمع ودَيِع يقال : أَعطيتهُ وَديِعاً وهو من تَوادَعَ الفريقان إذا تعاهدا على ترك القتال وكان اسم ذلك العَهْد ودَيِعاً

- وَضَائع الملك : ما وضع عليهم فى مُلكهم من الزكوات . يقال : لطّ وألَطّ إذا دفع عن حّقٍ يلزمُه وستَره . الإلْحاد : الميِل عن الحق إلى الباطل . فِى الحياة : أى ما دمت حيا . فَرَضَتْ : هَرِمت فهى فارِضٌ وفريضةٌ . العرض : التى أصابَها كَسْر أو مَرضَ . الفَرِيش : التى وَضَعَتْ حديثا قال ذو الرُّمة : ... باتت يُقَحِّمها ذو أزْمَلٍ وسَقَتْ ... له الفَرائِشُ والسُّلْبُ القَيَادِيدُ ...
والمراد أنا لا نأخذُ المعَيِب منكم لأن فيه إضراراً بأهْلِ الصدقة ولا ذات الدّرَ لأن فيه إضراراً بكم . ولكن نأخُذُ الوسَط . ذو العِنان : الفرس . الرَّكُوب : الذَّلولُ . الضَّبِيس والضَّبِس : الصَّعْب وهو فى الأناسى العَسِر وهذا كقوله عليه السلام " قد عَفْونَا لكم عن صَدقة الخيل " . لا يُحْبَسُ دَرُّكم : أى لا تحشر ذواتُ ألْبَانِكم إلى المصّدق فتحبس عن المَرْعى . الإمَاق : تخفيف الْإمآق بحذف الهمزة وإِلقاء حركتها على الساكن قبلها وهو الميم ومثله قولهم فى اقرأ آية : اقرآية حذفت همزة آية وأُلقيت حركتها على همزة اقرأ . والِإمآق من أماقَ الرجل إذا صار ذاَ مأقْة وهى الحمّية والأنفة كقولك : أكأب من الكآبة . قال أبو وَجْزَة : ... كانَ الكِمىّ مع الرسول كأنه ... أَسدٌ بمأقِتِه مُدِلٌّ مُلْحِمُ ...
والمعنى : ما لم تضمروا الحمِيّة وتسشعروا عُبيِّة الجاهلية التى منها ينتج النكث والغدر . وأَوْجَهُ منه أن يكون الإماق مصدر أماق على ترك التعويض . كقولهم : رأيته إراء . وكقوله تعالى : وإقَام الصلاة وهو أفَعلُ من المُوق بمعنى الحُمق . والمراد

- إضمار الكفر والعمل ترك الاستبصار فى دين الله وقد وصف الله عز و جل فى غير موضع من كتابه المؤمنين بأولى الألباب والكفار بأنهم قوم لا يعقلون . وقد قال القائل : ... والكَيْسُ أكَيسُهُ التُّقَى ... والحمقُ أحمقُه الفُجُور ...
ورُوى الرَّماق وهو مصدر رامقنى وهو نظرُ الكاشح والمرادُ النفاق . وقيل : هو من قولك عيش فلان رِماق أى ضَيق . قال : ... ما زخر معروفك بالرِّماق ... ولا مُؤَاخاتك بالمَذَاق ...
أى ما لم تَضِقْ صدوركم عن أداء الحق . الرِّباق : جمع رِبْق وهو الحَبْل وأراد العهد . شَبّه ما لزم أعناقهم بالرِّبقْ فى أعناق البُهْم وشَّبه نَقْضَه بأكل البهمة رِبْقَها وقطعة . الرِّبْوة : الزيادة على الفريضة عقوبة على إِبائه الحق . خرج صلى الله عليه وآله وسلم إلى طعام دُعِى له فإذا حُسين يلعب مع صِبْوة فى السِّكة فاسْتَنْتَل رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم أمامَ القومَ فبسط إحدى يديه فطفق الغلامُ يِفرُّ هاهنا وهاهنا ورسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم يضاحكه حتى أخذه فجعل إحدى يديه تحتَ ذقَنه والأخرى فى فأس رَأسه ثم أقْنَعَه فَقَبَلَّه
صبو يقال : صْبِوَة وصْبِيَة فى جمع صبىّ والواو هو القياس . اْسَتْنتَل : تقدمَّ ليأخذه . فَأْس الرأس : حرف القَمَحْدُوة المُشرف على القَفَا وربما احتُجِم عليه . أقْنَعَه : رفعه . قال الله تعالى : مُقْنِعى رُءُوسِهمْ . قَلْب المؤمن بين إصْبَعين من أصابع الرحمن يُقلِّبه كيف يشاء
صبع هذا تمثيل لسرعة تقلّب القلوب وإن ذلك أمر معقود بمشيئته وذكر الإصبع مجاز كذِ كْراليد واليمين . كان صلى الله عليه وآله وسلم لا يُصَبِّى رَأْسَه فى الركوع ولا يُقنِعُه

- صبى أى لا يخفِضه ولا يُميله إلى الأرض مِنْ صبا إلى الجارية إذا مال إليها وقيل : هو مهموز من صَبَأ من دينه لأنه إخراجُ الرأس عن الاستواءِ . ويجوز أن يكون قلبْ يُصَوِّب وقيل : الصواب لا يُصَوِّبُ رأسَه . الإِقْناع : الرفع وقد يكون التصويب ومنه رواية مَنْ روى : كان إذا ركع لم يُشْخِصْ رأسه ولم يُقْنِعْهُ . أبو بكر رضى الله تعالى عنه لما قدم المدينةَ مع رسول الله صلى الله عليه و سلم مهاجراً أخذته الحُمىَّ وعامرَ بن فُهَيِرْة وبلالا قالت عائشة رضى الله تعالى عنها : فدخلتُ عليهم وهم فى بيتٍ واحد فقلت لأبى : كيف أصْبحَتْ ؟ فقال :
صبح ... كل امرىء مُصَبَّح فى أهْلِه ... والموتُ أدْنىَ من شِراك نَعْلِه ...
فقلت : إنا لله إن أبى ليَهَذْىِ ثم قالت لعامر : كيف تَجدكُ ؟ فقال : ... لقد وجدت الموت قبل ذَوْقِه ... والمرء يأتى حَتْفهُ من فَوْقِه ... كل امرىء مجاهدٌ بِطَوْقه ... كالثور يحَمْى أنْفَه بِروْقِه ...
فقلت : هذا والله ما يدرى ما يقول ثم قلت لبلال : كيف أصبْحَتْ ؟ فقال : ... ألا ليتَ شعرى هل أبَيَتنَّ ليلةً ... بَفّخٍ وحولى إذْجرٌ وجَليلِ ... وهل أَرِدَنْ يوما مِياَهَ مَجَنةّ ... وهل يبدونْ لى شَاَمةٌ وطَفِيل ...
قالت : ثم دخلت على رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخبرته فقال : اللهم حَبِّبْ إلينا المدينة كما حببتَ إلينا مكة اللهم بارك لنا فى صاعنا ومُدّنا اللهم انقل حُمَّاها إلى مَهْيَعةَ . مُصبحَّ أى مأْتىّ بالموت صباحاً . من فوقه أى يُنَّزلُ عليه من السماء فلا يُجْدى عليه حَذَرهُ . الطَّوق : الطاقة . الرَّوْق : القَرْن

- الفخ : واد بمكة وَمجَنَّنة : موضع سوقٍ بأسفلها على قَدْر بَريِد منها . وشامه وطَفيل : جبلان مُشرفان على مَجَنَّة . ومَهْيَعة : هى الجُحْفةَ مِيقاتُ أهلِ الشام . عمر رضى الله تعالى عنه قيل له إن أختَك وزوجَها قد صبَئَا وتركا ديِنك فمشى ذِامراً حتى أتاهما
صبأَ صبأ : إذا خرج من دين إلى دين من صبأ نابُ البعير إذا طلع وَصَبأ النجمُ . ذَامراً أى متهدّداً ومنه . أقبلَ فلان يتذمّر . وأصل الذَّمْر الحضُّ على القتال ومنه الذَّمر وكان هذا قبل أَنْ يُرْزَقَ الإسلام . ابن مَسْعود رضى الله تعالى عنه سِدْرَة المُنتْهَى صُبْرُ الجنة
صبر أى جانبها ومنه ملأ الإناء إلى أْصَبارِه . وقال النَمِر بن تولب يصف روضة ... عَزَبتْ وباكَرَها الربيع بدَيِمة ... وَطْفَاء تملؤها إلى أَصْبَارِها ...
قيل له صُبْر من الصَّبْر وهو الحَبْس كما قيل له عُدْوة من عداه إذا منعه . عُقْبة بن عامر رضى الله تعالى عنه كان يَخْتِضَبُ بالصَّبِيب
صبب هو ماءُ وَرَقِ السِّمْسم وقيل شجر يُغْسَل به الرأس إذا صُبَّ عليه الماء صارَ ماؤُه أخْضَر قال علقمة : ... فأوْرَدْتُها ماءً كأن جِمامَه ... من الأجْنِ حِنَّاءٌ معاً وصَبِيب ...
أبو هُرَيرة رضى الله عنه رأى قوماً يتعادَوْن فقال : مَاَلهُمْ ؟ قالوا : خرج الدَّجال فقال كَذبة كَذَبها الصّبَّاغون وروى : الصَّوَّاغون والصَّيَّاغون
صبغ هم الذين يصَبْغُون الحديثَ أى يلَوِّنُونه ويُغَيِّروُنه . قال الفراء : أصْلُ الصَّبْغ التغير ونَقَلُ الشىء من حال إلى حال ومنه صَبَغْتُ الثوب أى غيرته من لونه وحاله إلى

- حالٍ سواداً وحُمْرَةً أو صفرة . ومنه قولهم : صَبَغُونى فى عينك أى غَيّرونى عندك بالوشاية والتضريب . والصوّاغون : الذينَ يصُوغونه أى يُزينونه ويزخرفونه بالتَّمْوِيه . . والصَّيَّاغ : فَيْعَال من الصَّوْغ كالديَّار والقَّيام . واثلة بن الأسقع رضى الله تعالى عنه ذكر تخلفّه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فى غَزوْةَ تبُوك حتى خرج أوِائلُ الناس قال : فدعانى شيخ من الأَنْصار فحملنى فخرجتُ مع خَيْر صاحب زادِى فى الصُّبةَّ . وخصَّنى بطعام غير الذى أضع يدى فيه معهم
صبب الصُّبةَّ . الجماعة من الناس . ومنه حديث شقيق أنه قال لإبراهيم النَّخَعى رحمهما الله تعالى : ألم أُنبَّأْ أنَّكم صُبتَّانَ صُبَّتاَن يريد : كنت آكلُ مع الرفقة الذين صحبتهمُ وكان الأنصارى يخصُّنى بطعام غيره . وقيل : الصُّبَّة ما صَببَتْه من الطعام مجتعما أى كان نصيبى فى الطعام المجتمع عليه وافرا وكان من ذلك يَخُصُّنى بغيره . وقيل هى شِبْه السُّفْرة . وقال بعضهم : الصواب على هذا التفسير الصِّنَّة بالنون مفتوحة الصاد أو مكسورتها والمعنى : زادى فى السُّفرة التى كانوا يجتمعون عليها وأُخَصُّ بغيره . أم سلَمَة رضى الله تعالى عنها خطبها رسولُ الله صلى الله عليه و سلم فقالت : أنا مُصْبية مُؤْتمِة فتزوّجها فكان يأتيها وهى تُرضع زينب فيرجع ففطن لها عمار وكان أخاها من الرضاعة فدخل عليها فانَتَشطْ زينبَ وروى فاجْتَحَفَها قال : دعَىِ هذه المَقْبُوحة الَمشْقُوحة التى قد آذيتِ رسولَ الله بها !

- صبى مُصبِية : ذات صِبْيان مُؤْتمِة : ذات أيْتَام وقد أَصْبتَ وأيتمْتَ . اْنتَشَط : اجتذب . واجتحف : اسْتَلَب من جَحَفْتُ الكُرة واجتحفْتها من وَجْه الأرض . المشقوحة من المقبوحة كالشَّقيح من القَبِيح وقد تقدم . النَّخعَى رحمه الله تعالى كان يُعْجِبُهم أن يكونَ للغلام إذا نشأ صَبْوة . أىْ ميل إلى الهوى لأنه إذا تاب وارْعَوَى كان أشدَّ لاجْتهادِه وأبْعَد له من العْجْبِ بنفسه أو لأنه يعرفُ الشرّ فلا يقع فيه ويذهُب عنه البَلَه والغَفْلة . وعن سُفْيان الثَّوْرى رحمه الله تعالى : مَنْ لم يَتَفَتّ لم يحسن أن يتقرَّأ . الحسن رحمه الله تعالى من أسلف سَلفَاً فلا يأخذنّ رهنا ولا صَبِيراً
صبر هو الكِفَيل وصبرت به أَصبُر بالضم كأزْعمُ وأكْفلُ . صبب فى مع . أساود صُباّ فى سو . ثم صبَّ فى خى . بصُبَر فى زو . فأَتصّبح فى غث : فليصطبر فى شز . صُبابة فى حذ . الصَّبغاء فى ضب . بالصبر فى دح . يصبّها فى صم . لا أُصْبح فى فر . مالم تصطبحوا فى حف . صُبةّ من الغنم فى جز . صابحُها فى دك . الصاد مع التاء ابن عباس رضِى الله تعالى عنهما إنَّ بنى إسرائيل لما أُمرُوا أن يَقْتُل بعضُهم بعضاً قاموا صتين وروى : صَتِيتْين
صتت الصَّت والصَّتِيت : الفِرْقةُ يقال : تركتُ بنى فلان صَتِيتيْن والقوم صِتيَتانِ وذلك فى قتالٍ أو خُصومة . وقيل : هو الصَّفُّ من الناس . وأصلُ الصَّتّ الصَّكُّ ويقال : ما زلت أُصَاتُّ فلانا أى أُخَاصِمهُ

- الصاد مع الحاء النبى صلى الله عليه وآله وسلم كُفِّنَ فى ثوبين صُحَارِيَّين وثوب حَبِرة
صحر ثوب أصْحَرو صُحِارىّ ومُلاءة صَحْراء وصُحَارِيَّة من الصُّحرة وهى حمرة خَفِيَّة كالغُبْرة . وقيل : هو منسوب إلى صُحَار قرية باليمن . الحَبِرة : ضرب من البُرُود . كتب صلى الله عليه وآله وسلم لعُيينه بن حِصْن كتابا فلما أخذ كتابَه قال : يا محمد أتُرَانى حاملا إلى قومى كتابا كصحيفة المُتَلمَسِّ !
صحف هى إِحدى الصحيفتين اللتين كتبهما عمرو بن هِند لطَرفَة والمُتَلَمِّس إلى عامله بالبحرين فى إهْلاكهما وخيلهما أنهما كِتابا جائزة . فنجَّى المتلمس عَمَلهُ على الحزْم وهَرَبهُ إلى الشام وسارت صحيفتهُ مثلا فى كل كتابٍ يحمله صاحبهُ يرجو منه خيرا وفيه ما يسوءه . ومنه قول شريح رحمه الله : ... فَلَيَأْتِيَنكّض غادِياً بصحيفة ... نَكدَاءَ مِثْلِ صحيفِة المُتَلَمِّس ...
عثمان رضى الله تعالى عنه رَأى رجلاً يقطعَ سُمرة بِصُحَيْرات اليَمام فقال : ويحك ! إن هذا الشجَر لِبعَيرك وشاتك وأنتَ تَعْقِرُه ! ويِحْك ! ألست تَرْعَى مَعْوتَها وبَلَّتها وفتلتها وبَرمَتها وحُبلتها ؟ قال : بلى والله يا أمير المؤمنين ؟ ولست بعائدٍ ما حِييت
صحر صُحَيْراَت اليَمَام : موضع وهو فى الأصل جَمْع مصغّر الصُّحْرة وهى جَوْبة تنجاب فى الحَرَّة تكون أرضاً ليِّنة تُطِيفُ بها حِجارة . واليمَام : شجر وضرب من طَيْر الصَّحْراء . المَعْوة : ثمرة النخلة إذا أدركت فشّبه بها المدِرك من ثَمر السَّمُرة . وقيل : الصوب بَغْوتَها وهى ثمرة السُّمُرة أول ما تخرج . البَلةَّ : نَوْرُ العضاه ما دام فيه بلل فإذا تفتل فهو فتلة

- البَرمَة : واحدة البرَمَ . قال يعقوب : هى هَنَة مدحرجة . وبَرَمة كل العِضاةِ صفراء إلا أن العُرْفُط بَرمَته بيضاء . وبَرمَة السَّلمَ أطْيَبُ البَرام ريحاً . الحُبْلةَ : وعاء الحَبّ كأنها وِعاء الباقِلىّ ولا يكون إلا للسّلم والسمُرِ وفيها الحب وهى عَرِاض كأنها نِصال . وقال أبو مالك : الحُبْلة العُقْدة التى تكون فى العُود منها تخرج النَّوْرة . ابن الزُّبيَر رضى الله تعالى عنهما لم أتاه قَتْلُ مَرْوان الضَّحَّاك بَمرْج راهط قام خطيبا فقال : إن ثَعْلب بن َثعْلب حفر بالصَّحْصَحة فأخطأت اسْتهُ الحفرة واْلهَفَ أمّ لم تَلِدنْى على رجل من محارب وكان يرعى فى جبال مكة فيأتى بالصِّرمْة من الَّلبن فيبيعها بالقَبْضةَ من الدقيق فيرى ذلك سَداداً من غَيْش ثم أنشأ يطلبُ الخلافة وورِاثة النبوة
صحصح الصَّحْصَحة والصَّحْصَحُ : الأرض المستوية . قال الشماخ : ... بِصَحْصَحَة تَبِيتُ بها النعامُ ...
أخطأت اسْتُه الحُفْرَة : مثل للعرب تضربه فيمن لم يُصِبْ موَضْعِ حاجته . أراد بهذا أن الضَّحَّاك طلبَ الظَّفَر والتوثُّب على المنازِل الرفيعة فلم ينل طِلَبتَه . والرَّجل من مُحارب هو الضَّحاك لأنه الضحاك بن قَيس الفِهْرى من فِهْر بن محارب بن مالك بن النضر بن كنانة . الصِّرْمة : الطائفة من اللَّبن الحامض يريد أنه كان من رَكاكة الحال ودنَاءة العيش بتلك المنزلة ثم تصدّى لطلب عَليَّات الأمور . وكان معاوية قد استعمل الضحاك على الكوفة بعد زِياد فلما ولى مَرْوان صار الضحاكُ مع ابن الزبير فقاتل مَرْوان يوم المَرْج مَرْج راهط فقتله مروان . وقوله : ثعلب بن ثعلب جَعَله نَبْزاً له . الحسن رحمه الله تعالى سأل رجل عن الصَّحْنَاة فقال : وهل يأكلُ المسلمون الصَّحْناة ؟

- صحن هى التى يقال لها الصِّير وكلا اللفظين غَيْرُ عربى قال ابن دُريد وأحسبه يعنى الصِّير سريانياً معربا لأنَّ أهلَ الشام يتكلمون به وقد دخل فى عربية أهل الشام كثير من السريانية كما استعملت عرب العراق أشياء من الفارسية
صحح فى الحديث الصَّوْم مَصَحَّة . ورُوى بكسر الصاد وهذا نحو قوله : صُومُوا تَصِحُّوا . صحل فى بر . صِحل فى قح . صَحْفتها فى كف . صحصح فى عب . مِصْحاة فى فق . فلا تُصْحريها فى سد . صُويِحْبِه فى أس . صاحبى فى رف . صاحبنا فى حش . وصحفة فى خر . مُصِح فى عو . الصاد مع الخاء النبى صلى الله عليه وآله وسلم الصَّخْرة أو الشَّجَرة أو العَجْوة من الجنة
صخر أراد صخرةَ بيتِ المقدس والكَرْمَة والنخلةَ . صخب فى خش . صاخّة فى رف . الصاد مع الدال أبو بكر رضى الله تعالى عنه سئل ابنُ عباس عن السَّلفَ فقال أعَنْ أبى بكر ؟ كان والله بّراً تقَيِاً من رجل كان يُصَادِى غَرْبَه
صدأ أى يُدِارى حِدّتَه ويسَكّن غضبه . قال مُزرِّد : ... ظَللناها نُصادِى أمنّا عن حميتها ... كأَهْلِ الشَّمُوسِ كلُّهم يتودَّدُ ...
عن : تعلق بفعل محذوف أراد التساؤل عن أبى بكر . من رجل : بيان كقوله تعالى : مِنْ اْلأوْثَانِ

عمر رضى الله تعالى عنه سأل الأسقُفَّ عن الخلفاء فحدَّثه حتى انتهى إلى نَعتْ الرابع فقال : صَدَعٌ من حديد . فقال عمر : وادَفَراه ! ورُوى : صَدَأُ حديد
صدع الصَّدَع : الوَعِل بين الوَعلِين ليس بالغَليظ ولا بالشَّختْ . قال الأعشى : ... قد يَتْرُكُ الدَّهْرُ فى خلْقَاء رَاسِيةٍ ... وَهْياً وُينْزِلُ منها الأَعصَمْ الصَّدَعا ...
وإنما يوصف بذلك لاجتماع القوة والخفّة له وقد يوصف به الرجل أيضاً . ومنه الحديث : قال سُبيع بن خالد : قدمتُ الكوفَة فدخلت المَسْجد فإذا صَدَع من الرجال فقلتُ : مِنْ هذا ؟ قالوا : أما تعرفه ؟ هذا حُذَيفة صاحب رسول صلى الله عليه وآله وسلم . أى متوسط فى خَلِقْه لا صغير ولا كبير شبهه فى خِفَّته فى الحروب ونُهوضِه إلى مُزَاولة صعاب ِالأُمور حين أَفْضَى إليه الأْمُر بالوَعل لتوقُّلِه فى شَعَفَاتِ الجبال والقُلَل الشاهقة . وجعل الصَّدَع مِنْ حديد مبالغةً فى وصفه بالبأس والنجدة والصَّبْر والشدة . والهمزة فيمن رواه صدأ بدلٌ من العين كما قيل أُباب فى عُباب . ويجوز أن يُراد بالصَّدأ السَّهَك وأنْ تكون العين مُبْدَلةً من الهمزة فى صَدَع كما قيل : ولله عَنْ يَشْفِيك . يعنى : دَوَام لُبْسَ الحديدِ لاتصال الحروب حتى يسَهك . والمراد على رضى الله تعالى عنه وما حدث فى أيامه من الفِتَن ومُنىَ به من مقاتلة أهل الصَّلاةَ ومُنَاجرة المهاجرين والأنصار وملابسة الأمور المشكلة والخطوب المعضلة ولذلك قال عمر : وادافراه ! والدَّفْر : النتَّنْ تضجّراً من ذلك واستفحاشاً له . ابن عبد العزيز رحمه الله تعالى قال لعبيد بن عبد الله بن عُتَّبة : حتى متى تقول هذا الشعر ! فقال عُبيد الله : لا بُدَّ للمصدور أن يَسْعُلا

صدر هو الذى يشتكى صَدْره وهو من باب ظُهِر ومُتِنَ وبُطِن إذا أُصيبتْ منه هذه المواضع فحقيقة المصدور من أصيب صدرُه بعلة . مُطَرف رحمه الله تعالى من نام تحت صَدَفٍ مائل ينوى التَّوكّل فلْيرم بِنفسه مِنْ طَمَار وهو ينوى التوكلّ
صدف هو كلُّ بناء مرتفع شبه بصَدَف الجبل وهو ما صادفك أى ما قابلك من جانبه . ومنه صَدفا الدُّرة وهما القِشْرتان اللتان تكتنفانها من الصَّدف . عن ابن الأعرابى : طَمَار : علم للمكان المرتفع يعنى أن الاحتراس من المهالك واجب وإلقاءُ الرجل بيده إليها والتعرضُ لها جَهلٌ وخَطَأ عظيم . قَتادة رحمه الله تعالى كان أهلُ الجاهلية لا يُورِّثون الصبى يجعلون الميراثَ لِذَوِى الأسْنَان يقولون : ما شأنُ هذا الصَّدِيغ الذى لا يَحْتَرِفُ ولا ينَفْع نجعل له نصيباً من الميراث !
صدغ قيل : هو الذى أَتَى له من وقت الولادة سبعة أيام لأنه إنما يشتد صُدْغه إلى هذه المدة وهو من لحِاظ العين إلى شَحْمة الأذن . وقيل هو من قولهم : ما يَصْدغُ نملةً من ضعفه أى ما يَقْصَعُ . ويجوز أن يكون فَعيلا بمعنى مفعول من صَدَغه عن الشىء إذا صرفه . يقال : ما صَدغه ؟ وعن سَلَمة : اشتريت سِنَّورا فلم يَصْدَغْهُنّ . يعنى الفار لأنه لضعفه لا يقدر على شىء فكأنه مصروف عنه . عبد الملك كتب إلى الحجاج : إِنى قد استعملتك على العراقين صَدْمَةٍ . فاخْرُجْ إليهما كَمِيشَ الإزار شدِيدَ الِعذار منطوِىَ الخَصِيلة قليل الثَمِيلَة غِرَار النوم طويل اليوم
صدم أى دَفْعة واحدة

كَمِيش الإزار : مُتَقَلِّصة من قولهم كَمُشِت الخُصْية كماشة إذا لحقت بالصِّفاق وتقلّصتْ . وفرس كَمِيش : قصير الجُرْدَان . قال دُرَيد : ... كَمِيش الإزار خارج نِصْفُ ساقهِ ...
فلان شديد العِذار ومُشمِّر العذار إذا كان معتزما على الشىء الذى فُوِّض إليه وهو من عِذار الدابة لأنه إذا وهى عِذاَره سقط عن رأسه وانخلع فهامَ على وجهه . الخَصيلة : كل لحمة استطالت وخالطت عَصَباً . وقال الزجاج : الخصائل جُمْلة لحم الفَخذَيِن ولحم العَضُدين . الثَّمِيلةُ : بقية الطعام والشراب فى البطن . الغِرار : القليل استعمله صفةً ذهابا إلى المعنى . طويل اليوم : جادّ عاملٌ يوَمه ولا يشتِغل بلهْو . أُتى صلى الله عليه وآله وسلم بأَسير مُصَدِّر أزْبَر فقال له : أَدْبِرْ فأدبر وقال له : أَقْبِلْ فأقبل . فقال : قاتَله الله ! أًدبر بعجُز ذئب وأقبل بزُبْرة أسد
صدر المُصَدَّر : العريض الصدرْ ومنه قيل للأسد مُصَدّر . والأزْبرَ : العظيم الزُّبْرة وهى ما بين الكِتفَيْن . الصدمتين فى خى . صدع فى به . صَدْعين فى عو . فى الصدقة فى ثن . صدقنى فى قه . صدف فى هد . صداقاً فى خص . صَدَاك فى جز . الصاد مع الراء النبى صلى الله عليه و سلم لا تُصرُّوا الإِبل والغنم ومن اشترى مُصَرَّاة

- فهو بآخر النَّظَرين إن شاءَ رَدَّها وَرَدَّ معها صاعاً مِنْ تَمْر ورُوى : صاعا من طعام لا سَمْراء
صرر التَّصْريِة : تفَعيل من الصَّرىْ وهو الحبْس يقال صرَى الماءَ إذا حَبسَه ومنه المصّراة وذلك أنْ يريد بيعَ الناقة أو الشاة فيحِقُن اللبَن فى ضرعها أياما لا يَحْتلَبه لُيَرى أنها كثيرة اللبن . قالوا : هذا أصلٌ لكل من باع سلِعْة وزينَّها بالبِاطل إن البيع مَرْدُود إذا عِلم المشترى لأنه غش ويَردُّ معها صاعا من تمر كأنه جعله قيمةً لما نال من اللبن وفُسَّر الطعام بالتمر . لا يِحّل لأحد أن يحل صِرَارَ ناقةٍ إلا بإذن أهلها فإنه خاتَم أهلها عليها . هو خيط يُشَد به ضَرْع الناقة لئلاَ يِدُرّ . ومنه المثل : أَثر الصِّرار دون أثر الذَّيار . إن آخر مَنْ يدخل الجنة لرَجُلٌ يمشى على الصراط فينكبّ مرة ويمشى مرة وتَسْفَعُه النار فإذا جاوزَ الصراط ترفعُ له شجرة فيقول : يا ربّ أدْنِنى من هذه الشجرِة أَستظلّ بها ثم تُرفَعُ له شجرةٌ أخرى فيقول مثل ذلك ثم يسأله الجنة فيقول الله جل ثناؤه : ما يَصْرِيك منّى أىَ عبدى ؟ أيرضيك أَنْ أعطيك الدنيا ومثلها معها ؟
صرى أى ما يمنُعك عن سؤالى ؟ قال ذو الرُّمة : ... وَوَدَّعْنَ مُشْتاقا أصْبنَ فؤادَه ... هواهُنّ إنْ لم يَصْرِه الله قاِتُلهُ ...
وصَرَى وصَرّ وصَرَف وصَرَب وصَرَم أخوات . لا صَرُورة فى الإسلام
صرر هو فَعولة من الَّصَّر وهو المنع والحبسْ وهو الممتنع من التزوجّ تبتُّلا فْعل

- الرهبان وهو الممتنع من الحج أيضا . والصارورة : لغة ونظيرهما الضرورة والضارورة . قال صْلى الله عليه وسلم فى ذكر المدينة : ومَنْ أحْدَث فيها حدثا أو آوى مُحْدِثا فعليه لعنة الله إلى يوم القيامة لا يقبل منه صَرْفٌ ولا عدْل
صرف الصَّرْف : التوبة لأنه صرفٌ للنفس إلى البر عن الفجور . والعَدْل : الفِدْية من المعادلة . سَوَّى فى استيجاب اللعن بين الجانى فيها جنايةً موجبة للحدّ وبين مَنْ آوى الجانى ولم يخذُله حتى يخرج فيقام عليه الحد . قال صلى الله عليه وآله وسلم : ما تَعُدّون فيكم الصُّرعَة ؟ ثم قال : الصُّرعَة : الحليم عند الغضب
صرع هو الصَّرِيع . وقال يعقوب : هو الذى اشتدّ جدّا فلم يوضَعْ جَنْبُه . قال مالك الجُشَمى رضى الله تعالى عنه : أتيتُ النبىَّ صلى الله عليه و سلم فَصَعَّد فىّ البصَر وصَوَّب ثم قال : أربُّ إبلٍ أنتَ أم غَنَم ؟ فقلت : مِنْ كُلٍ آتانى الله فأكثر وأطيب ورُوى : وأيطب . قال فتنتجها وافَيِةً أَعينُها وآذانُها فتجدَعُ هذه فتقول : صربى وتَهُنّ هذه فتقول بحَيرة ؟ ويروى فَتْجَدع هَنَ هذه فتقول : صَرْبى وتشقّ هَنَ هذه فتقول بَحيرة ويُرْوَى : فتقطع آذان بعضها فتقول هذه بُحُر وتشق آذان فتقول هذه : صُرُم ؟
صرب صَرْبَى : من صَرَب اللبَن فى الضَّرْع إذا حَقَنه لا يَحْلبهُ . وكانوا إذا جَدَعُوها أعْفَوْها عن الَحلب إلا للضيف وقيل هى المقطوعة الأذن كَأَنَّ الباء بدل من الميم

- تَهُنّ هذه أى تصيب شيئا منها يعنى الأذُن وهو من الهَناَنِ بمعنى الهن قال ابن أحْمر : ... ثم ارْتمينا بقول بيننا دُوَلٌ ... بَيْن الهناَنَيْن ولا جِدّاً ولا لعبا ...
أىْ بين الشيئين . البحُرُ : جمع بَحيرة وهى التى بُحِر أذنها أى شقّ . والصُّرُم : جمع صرَيِمة وهى التى صُرِمَتْ أذُنُها . دخل صلى الله عليه وآله وسلم حائطاً مِنْ حَوائط المدينة فإِذا فيه جمَلان يَصرِفْان ويُوعدان فدنا منهما فوضعا جُرُنهما
صرف الصّريف : أن يشدَّ ناباً على نابٍ فَيُصِّوتَا وهو فى الفحولة من إيعاد وفى الإناث من إعياء وربما كان من نشاط . الجِرَان : مُقدَّم عُنق البعير من مَذْبحه إلى مَنحْرهَ أى بَرَكا . عن عبد الله بن مسعود رضى الله تعالى عنه أتيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو نائم فى ظل الكعبة فاستيقظ مُحْمارّاً وجهُه ورُوى : فاْحمَارَّ وجُهه حتى صار كأنه الصِّرْف . هو شجر أحمر يُدْبغَ به الأديم . وقال الأصمعى : هو الذى يُصْبغ به شُرُك النعال وقد يسمى الدم صِرْفاً تشبيهاً به قال : ... كُمَيتْ غير مُحْلِفةٍ ولكِنْ ... كَلَوْنِ الصِّرْفِ عُلَّ به الأَديمُ ...
عمر رضى الله تعالى عنه كان فى وصيته : إنْ تُوُفيِّتُ وفى يدى صِرمْة ابن الأكْوع فَسُنتَّهُا سَّنةُ ثَمغْ . هى القِطْعة من الإبل الخفيفة ولذلك قيل للمُقِلّ : المصْرِم

ثمَغْ : مال لعُمَر كان وَقَفه أى سبيلُها سبيلُ هذا المال
أبو ذَرّ ضى الله عنه قال خُفَاف بن إيماء : كان أبو ذَرّ رجلا يُصيب الطريقَ وكان شجاعا يتفرّدُ وحده وُيِغير على الصِّرْم في عَماية الصبح ; إن الله قذف الإسلام في قلبه فسمع بالنبى صلى الله عليه و سلم ; فخرج إلى مكة فأسلم
صرم الصِّرْم . نَفَر ينزلون بأهلهم على الماء . العَماية : بقية ظُلْمة الليل ; قال الراعى : ... حتى إذا نَطقَ العُصْفور وانكشفَتْ ... عَمايةُ الليلِ عنه وهو معتمد ...
وأضافها إلى الصبح لمقاربتها له ومنه قولهم : فلان في عَمَايةٍ من أمْره
أبو هريرة رضى الله تعالى عنه قال له رجل : إنى رجل مِصْرَاد ; أفَأُدْخِل المبْوَلة معى في البيت ؟ قال : نعم وادْحَلْ في الكِسْر
هو الذى يشدّ عليه الصَّرد ; اى البرد ويقل صَبْره عليه . ادْحَل ; أى صِرْ فِيه كالذى يصير في الدَّحْل يقال : دَحَل الدّحل ; إذا دخله وانْقَمع فيه ; وهو هُوَّة فيها ضيق ثم يتسع أسْفَلُه
ابن عباس رضى الله تعالى عنهما كان يأكل الفِطْر قبل أنْ يخرج إلى المصَلىّ من طَرف الصَّرِيقة ; ويقول : إنَّه سّنة
صرق الصَّرِيقة والصَّليقة : الرُّقاقة
وقال ابنُ الأعرابى : العامة تقولها بالَّلام والصواب بالراء وتجمع صَرائق وصُرُقا . وقال : كل شىء رقيق فهو صُرُق
أنس رضى الله تعالى عنه رأيت الناسَ في إمارة أبى بكر جُمِعوا في صَرْدَحٍ يَنْفُذُهم البصر ويسْمِعهم الصوت ; ورأيت عُمَر مُشْرِفاً على الناس
صردح الصَّرْدح : الأرض الملساء . يَنْفُذُهم : يجوزهم وروى يُنفذهم ; أى يخرقهم حتى يراهم كلّهم

أبو إدريس الخَوْلانى رحمه الله تعالى مَنْ طلب صَرْف الحديث ليبتغى به إقبالَ وجُوهِ الناس إليه لم يَرَحْ رائحةَ الجنة . وهو أنْ يزَيد فيه ويُحسّنه من الصَّرْف فى الدراهم وهو فَضْلُ الدرهم على الدرهم فى القيمة . ويقال : فلان لا يعرف صَرْف الكلام أى فَضْل بعضه على بعض . ولهذا على هذا صَرْف أى شرف وفَضْل . وهو منَ صَرفه يَصِرفه لأنه إذا فَضَل صَرَف عن أشَكاله ونظائره ومنه الصَّيْرفىّ . عطاء رحمه الله تعالى كِرهَ من اَلَجرادِ ما قتله الصِّرّ
صرر هو البرد الشديد قال الله تعالى فيها صر . فى الحديث : فى هذه الأمة خمس فَتِن قد مضَتْ أربَعْ وبقيت واحدة وهى الصَّيْرم
صرم هى بَمنزلة الصَّيْلَم وهى الدامية المسَتأْصِلة . الصرفان فى زو . لمن صَرَّحت فى ذم . للمُصرّين فى قم . تُصِّرَرَان فى وك . وصِرامهم فى نص . صرمها فى بر صَرْدَح فى عب . بصُور ان فى نغ . يُصَرِّح فى صو . والصريف فى هن . بالصرمِة فى صح . الصرم فى سط . الصَّرِيد فى حت . بصرار فى ار . وصرَيِفها فى لق . صرار الأذن فى رج . الصاد مع العين النبى صلى الله عليه و سلم إياكُمْ والقعودَ بالصُّعُدات إلاَّ مَنْ أدىَّ حقّها ورُوى : إلا مَنْ قَامَ بحقها وحَقُّها ردُّ السَّلام ودَلالة الضالّ . هى الطُّرقُ صَعِيد وصُعُد وصُعُدات كطريق وطُرُق وطُرقات . ومنه الحديث : لو تعلمون ما أعَلمُ لخَرْجتُم إلى الصُّعدات تَجْأرُون إلى الله وأنشد النَّضر بن شُمَيل

ترى السُّودَ القِصارَ الزل منهم ... على الصُّعدات أَمثالَ الوِبار ...
وقيل : هو جمع صُعْدة كظلمات في ظُلْمة . والصُّعْدة من قولهم : أراك تلزم صُعْدة بابك هى وصَيدُه ومَمَرُّ الناسِ بين يديه . خرج رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم على صَعْدةٍ يتبعها حُذَاقٌّى عليها قَوْصفَ لم يبق منها إِلاَّ قَرْقَرُها . يقال للأتَان الطّويلة الظهر : الصَّعْدة وصَعْدة وللحمير بنات صَعْدة وأولاد صَعْدة قال سَهْم بن أسامة الهذلى : ... فذلك يوم لَنْ تَرىَ أْمَّ نافع ... على مُثْفَر من وُلْدِ صَعْدَة قَنْدَل ...
شهبت بالصَّعْدة من الرِّماح . الحُذَاقِىّ : الجْحْش . القَوْصَف : القطيفة . القَرْقر : الظهر
صعر كل صَعَّار ملعون وروى : وضَفَّار . والصَّعَّار : المتكبر الذى يُصَعِّرُ خَدَّه زَهْواً . والصَّقار : النَّمام . والصَّقْر : النميمة . والضَّفار : مثله وهو من ضَفَر البعير إذا لَقَّمه ضِغْثاً من الكلأ لأن النَّمام يُنْهِى من أضْغاث الكلام نَحْواً من ذلك أَوْ لأنه يوكلُ بين الناس . أبو بكر رضى الله تعالى عنه كان يقول فى خطبته : أَيْنَ الذين كانوا يُعطون الغلبة فى مواطن الحروب ! قد تَصَعْصَعَ بهم الدهر فأصبحوا كلا شىء وأصبحوا قد فُقُدوا وأصبحوا فى ظلماتِ القبور الوَحَاء ! النَّجَاء النجاء
صعصع أى صَعْصَعضهم الدهر

- والمعنى : فَرّقَهَمُ وبدّدَ شملهم ومنه تصعصعتْ صفوفُ القوم فى الحرب إذا زالت عن مواقفها . وروى : تضَعَضْعَ بهم أى أَذَلَّهمُ وجعلهم خاضعين . الوَحَاء : السرعة وَحَى يحى وَحاء إذا أسرع وعَجِل . عُمر رضى الله تعالى عنه ما تَصَعَّدنى شىء ما تَصَعَّدَتْنى خِطْبِةُ النكاح
صعد أى ما صَعُبَ علىَّ من الصَّعود وهى العَقَبَة كقولهم : تَكَاءَدَهُ من الكَؤُود . ما الأولى للنفى والثانية مصدرية أى مثل تصَعّد الخِطبة إياى . قال الجاحظ : سئل ابن المقفَّع عن قول عمر فقال ما أعرفه إلا أن يكون لقرب الوجوه من الوجوه ونظر الحداق فى أجواف الِحدَاق ولأنه إذا كان جالساً معهم كانوا نظراء وأكفاء وإذا علا المنْبِرض كانوا سُوقَةً ورَعِيَّةً . كان رضى الله عنه يصَيحُ الصيحةَ فيكادُ مَنْ يسمعها يُصْعَقُ كالجمل الْمحجُوم
صعق الصَّعقْ : أن يُغْشَى عليه من صوتِ شديد يسمعه ويقال للوَقْع الشديد من صَوْت الرعد تسقط منه قِطْعةٌ من نار الصاعقة وقد صَعِقَ الرجل وصُعِق وقد صَعقَته الصاعقة وقرىء : يصَعْقَون ويُصْعَقُون . وفى حديث الحسن رحمه الله تعالى : ينتظر بالمصعُوق ثلاثاً ما لم يخافوا عليه نَتْناً . قيل : هو الذى يموت فُجاءة . المحْجُوم : الذى يجعل فى فيه حَجاِم إذا هاج لئلاَ يعَضّ . علىّ رضى الله تعالى عنه استكثرواِ من الطَّواف بهذا البيت قبل أن يُحاَل بينكم وبينه فكأنَّ برجل من الحبشة أصْعَل أصْمَع حمَشْ الساقين قاعدٍ عليهما وهى تُهْدَم
صعل هو بمعنى الصَّعْل وهو الصغير الرأس

الأصْمع : الصغير الأُذُن . الحَمْش : الدَّقِيق . عَّمار رضى الله تعالى عنه لا بَلِى الأمرَ بعد فلان إلّا كلُّ أصْعَر أَبْترَ
صعر أى كلُ مُعْرض عن الحق ناقص . الأحْنفَ رضى الله عنه قال عبد الملك بن عُمير : قدم علينا الأحنف الكوفة مع المُصعْب فما رأيت خَصْلةَ تُذَمّ إلا وقد رأيتُها فيه كان صَعْل الرأس متراكبَ الأسنان مائلَ الذَّقَن ناتى الوَجْنة باخق العين خَفِيف العارضين أحْنف الرِّجْل ولكنه كان إذا تكلم جَلىَّ عن نفسه
صعل الصَّعْل : الصغير الرأس . يقال : بَخقَ عينَه فَبِخَقَتْ أى عوَّرها وقيل أُصِيَبتْ عينه بِسَمْرقَنْد . وقيل : ذهبت بالجُدَرِىّ . الحَنَف : أن تُقِبل كلُّ واحدة من الرِّجْلين بإبْهامها على الأخرى . وقيل : هو أن يْمَشْى الإنسان على ظهر قَدَمَيْه وهو الذى يقول : ... أنا ابن الزَّافِريَّة أَرْضَعَتنِىْ ... بَثَدْىٍ لا أخَذّ ولا وخيم ... أَتمَّتنِى فلم تُنِقص عظامى ... ولا صَوْتى إذا اصطكَّ الخصومُ ...
قالوا : يريد بعظامِه أسنانَه . يقال : جَلَّى عن الشىء إذا كان مدفونا فأظَهره وكشف عنه يعنى أنه إذا تكلم أظهر بكلامه محاسَن نفِسه التى لا تُتوقع من مثله فى صورته المقتَحمة ورُوَائه المستهَجن . كان رضى الله عنه فى بعض حروبه فحمل على العدوّ ثم انصرف وهو يقول

- . . إنَّ عَلَى كلّ رئيس حَقّاً ... أنْ يَخْضِبَ الصَّعْدة أوْ تَنْدَفّاً ...
فقيل له . أيْن الحلْم يا أبا بَحْر ؟ فقال . عند عَقْدِ الحُبى
صعد هى القناة التى تَنْبُتُ مستوية سميت بذلك لأنها تَنْبُتُ صُعُداً من غير مَيْل إلى غير جهة العلو . الحُبىَ : جمع حُبِوْة من الاحتباء بالكسر والضم يريد أن الحلم إنما يحسن فى السلم . الشَّعْبى رحمه الله تعالى ما جاءك عن أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم فخُذْه . ودَعْ ما يقولُ هؤلاء الصَّعَافِقة
صعفق هو جمع صَعْفقَ وصَعْفِقّى وهو الذى يشهد السُّوقَ ولا مالَ له فإِذا اشترى التاجر شيئاً دَخَلَ معه فيه أراد أنّ هؤلاء لا علم عندهم فشبَّههم بمْن لا مال له من التجار . وعنه : أنه سُئل عن رجل أفْطَر يوماً من رمضان فقال : ما يقول فيه الصَعَافِقة ؟ وروى : ما يقول فيه المفَالِيق ؟ وهم الذين يُفْلِقون أى يجيئون بالفِلْق وهو العَجَب والداهية من جواباتهم فيما لا يعلمون . يقال : أفلق فلان وأعْلقَ . وجاء بُعلقَ فُلقَ . وكان من مذهبه أن المُفْطِر بالطعام عليه صَوْمُ يومٍ وأن يستغفَر الله ولا كفّارة عليه . صعلة فى بر . صَعْنبَها فى سخ . أو مُصْعباً فى ضع . صعابيب فى فر . بصعاليك فى فت . الصاد مع الغين علىٌّ رضى الله تعالى عنه كان إذا صلَّى مع صاغيته وزِافرته انبسط . هم الذين يصَغون إليه أى يميلون . يقال أَكْرمِ فلانا فى صَاغيته . وعن الأصمعى : صَغَتْ إلينا صاغية بنى فلان . الِزَّافِرة : الأنصار والأعوان لأنهم يتحملون ما يَنُوبه من الزِّفْر وهو الحِمْل

- صغى ومن الصاغية حديث عبد الرحمن بن عَوْف رضى الله عنه قال : كاتبتُ أمية بن خَلفَ كتابا فى أَنْ يحفظنى فى صِاغيتى بمكة وأحفظَه فى صاغِيته بالمدينة . الصاد مع الفاء النبىّ صلى الله عليه و سلم إذا دخل شهرُ رمضان صُفِّدت الشياطين وفُتِحت أبوابُ الجنة وغلقِّت أبواب النار . وقيل : يا باغىَ الخير أقبل ويا باغى الشر أقَصر . أى قُيدِّت يقال : صَفَده وصفَّده وأصْفَده
صفد والصَّفْد والصِّفَاد : القَيْد ومنه قيل للعطية صَفَد لأنها قَيْد للمنَعم عليه ألا تَرى إلى قول مَنْ خرج على الحجَّاج ثم ظِفر به فمنَّ عليه : غَلَّ يداً مُطْلِقُها وأرَقّ رفبةً مُعْتِقُها . عن البَرَاء بن عازب رضى الله تعالى عنه : كُنّا إذا صلينا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فرفع رأسه من الركوع قُمْنَا خَلْفَه صُفُوناً فإذا سجد تَبِعْنَاه
صفن كا صاّفٍ قدميه قائما فهو صافِن والجمع صُفُون كساجد وسجود وقاعد وقعود . وعنه صلى الله عليه وآله وسلم : مَنْ سَرَّه لأن يقومَ له الناس صُفُوناً فليتبوأْ مقعدَه من النار وقد صَفَن صُفُوناً . ومنه حديث مالك بن دِينار رحمه الله تعالى : رأيت عِكْرمِة يصلّى وقد صَفَن بين قدميه واضعاً إحْدىَ يديه على الأخرى . إن أكْبَر الكبائِر أنْ تُقَاتِلَ أَهْلَ صَفْقِتَك وتُبدِّلَ سُنَّتكَ وتُفَارِق أمَّتكَ
صفق قال الحسن : فقَتِالُه أهلَ صَفْقَتِه أن يُعْطِىَ الرجلَ عهدَه وميثاقَه ثم يقاتله . وتبديلُ سُنتَِّه أن يرجع أعْرابياً بعد هِجْرته . ومفارقته أمته أنْ يلْحَق بالمشركين . بلغه صلى الله عليه و سلم أَنّ سعد بن عُبَادة رضى الله تعالى عنه يقول : لو وجدتُ معَها رجلاً لضربته بالسيف غيَر مُصِفْح

- صفح يقال : أصْفَحة بالسيف إذا ضربه بعرْضه دون حَدِّه فهو مُصِفْح . وضربه بالسيف مًصْفَحاً ومصفوحاً . ويجوز أن يروى : غير مُصْفَح بفتح الفاء . فالأول حال عن الضمير والثانى عن السيف . وقال رجل من الخوارج : لَنَضْرِبَّنكم بالسيوف غير مُصْفَحات . التسبيح للرجل والتصَّفْيح للنساء . هو التصَّفْيِق من صَفْحَتِى اليدين وهما صَفْقَتَاهُمَا قال لَبيد : ... كأنّض مُصَفَّحَاتٍ فى ذُراه ... وأنْواحاً عليهَّن الَمآلى ...
يعنى فى الصلاة . وهذا كما جاء فى الحديث : إذا نابَ المُصَلِّىَ فى صلاته شىء فأراد تنبيهَهه مَنْ بحذائه فيُسبِّح الرجل وتُصَفِّقُ المرأة بيديها . نهى فى الضْحَايا عن المُصْفَرةَ والبَخْقاءَ والمشّيعة
صفر فسرت المُصْفَرَة فى الحديث بالمستْأصَلة الأذن وقيل هى المهزولة وأيتهما كانت فهى من أصفْرَة إذا أخَلاْهَ أىْ أُصْفَر صِماخاها من الأُذُنين أو أُصِفْرَتْ من الشحم . ورواها شَمِر بالغين وهى حينئذ من الصَّغار ألا ترى إلى قولهم للذليل : مُجَدَّع ومُصَلمَّ . ومن ذلك قول كبشة : ... فَمَشُّوا بآذانِ النَّعَامِ المُصَلَّمِ ...
وهذا وجهٌ حسن

- البَخْقاءِ : العَوْراء . المُشَيّعة : التى لا تزال تُشَيّع الغنَم أى تَتْبعَها لعَجَفِها صَالَح صلى الله عليه و سلم أهْلَ خَيَبْرَ على أنَّ له الصَّفْرَاء والبَيْضاء والحَلقْة فَإنْ كَتَبوُا شيئاً فلا ذِمَّةَ لهم فَغَيبَّوا مَسْكاً لحَيىّ بن أخْطبِ فوجدوه فَقَتَل ابْنَ أبى الحقُيق وسبَىَ ذَرَاريِهم . وفيه : إن كفارَ قريش كتبوا إلى اليهود : إنكم أهل الحَلقَة والحُصُون وإنكم لتقاتُلنّ صاحَبنا أو لا يحول بيننا وبين خَدَم نسائكم شىء . الصَّفْراء والبَيْضَاء : الذّهب والفضة . يقال : مالفلان صَفْراء ولا بَيْضاء . ومنه حديث على رضى الله تعالى عنه : يا صَفْراء اصْفَرِّى ويا بيضاء اْبيَضِّى وغُرِّى غَيْرى . الحَلقْة : الدّروع . المَسْك : الجلد وكان مِنْ مالِ أبى الحُقيق كنز يسمى مِسْك الجمل وهو حُلِىّ كان فى مَسْك حَمَل ثم فى مِسْك ثَوْرٍ ثم فى مَسْك جمل يليه الأكبر فالأكبر منهم وإذا كانت بمكة عُرس اسِتعير منهم وقد قَوَّموه عشرة آلاف دينار . الخَدَم : الخلاخيل الواحدة خَدَمة وهذا وعيد منهم لهم إن لم يقاتلوا رسول الله صلى الله عليه و سلم . سُئل صلى الله عليه و سلم عن الاستْطابة فقال : أوَ لَا يجد أحدُكم ثلاثة أحجار حجرين للصَّفْحَتَينْ وحَجَرا للمَسُربَة !
صفح الصَّفْحتان : ناحيتا المَخْرج

- المَسْربة : مجرى الغائط لأنه ممر الحَدث ومَسِيُلهُ من سَربَ الماء يسرُبُ إذا سال . عمر رضى الله عنه قال عبد الله بن أبى عمار : كنتُ فى سفَر فسُرِقَتْ عَيْبتَىِ ومعنا رجل يُتَّهمَ قاستَعدْيتُ عليه عَمر بن الخطاب وقلت : لقد أردتُ والله يا أمير المؤمنين أن آتىَ به مصَفْوُداً فقال : تَأتيْنى به مصَفْوُداً تُعَتْرسهُ ! فغضب ولم يقض له بشىء . أىْ مقّيداً . واَلعْتَرسة : الأخذ بالجفاء والغِلظة
صفد ويحتمل أن يقضى بزيادة التاء وتكون من العَرِاس وهو ما يوَثقُ به اليدان إلى العنق يقال : عَرَسْتُ البعير عَرْساً . وقد روى : بغير بَيِّنة وقيل : إنه تصحيف والصواب تُعْتَرِسهُ . الزُّبير رضى الله تعالى عنه كان يتزَّود صَفِيفَ الوَحْشِ وهو مُحْرِم
صفف هو القَديد لأنه يُصَفُّ فى الشمس حتى يَجِفَّ . ويقالِ لَما يُصَفُّ على الجمر لينْشَوِىَ صفيف أيضاً قال امرؤ القيس : ... فَظَّل طُهَاةُ الَّلحْمِ مِنْ بين مُنضْجٍ ... صفيف شِواءِ أو قدير مُعَجَّل ...
حُذَيفة رضى الله تعالى عنه القلُوب أربعة فقلب أغْلفَ فذاك قلب الكافر وقلب مَنْكوس فذاك قَلْبٌ رجع إلى الكُفْر بعد الإيمان وقلب أجْرد مثل السِّراج يَزْهَر فذاك قَلْبُ المؤمن وقلب مُصْفَح اجتمع فيه النِّفَاق والإِيمان فمثلُ الإيمان فيه كمثل بَقْلة يُمِدُّها الماءُ العَذْب ومثل النفاق كمثل قَرْحة يُمدّهُا القيح والدم وهو لأيَّهما غَلَبَ
صفح هو الذى له صَفْحَتان أى وجَهْان

- شقيق رحمه الله تعالى ذكر رجلا أصَابَه الصَّفَر فنُعت له السَّكر فقال : إن الله لم يجعل شِفاءَكُمْ فيما حُرِّمَ عَليْكُمْ
صفر هو اجتماع الماء فى البطن يقال صُفِر فهو مَصْفُور وصِفَر صفَراً فهو صَفِر . والصَّفَر أيضاً : دود يقَعُ فى الكبد . وفى شَرَاسيف الأضلاع فَيَصْفَرُّ عنه الإنسانُ جدا ويقال : إنه يَلْحَسُ الكِبد حتى يقَتْله . قال أعشَى باهلة يرثى أخاه : ... ولا يَعَضُّ على شُرْسُوفه الصَّفَر ...
السَّكَرُ : خَمْر التمر . قال رحمه الله تعالى : شهدتُ صِفّين وبئست الصِّفَّون
صفن فيه وفى أمثاله من نحو فَلِسطَين وقِنّسرين وَيبْرين لغتان للعرب : إِحداهما : إجراء الإعراب على ما قبَلْ النون وتركها مفتوحة كجمع السلامة . والثانية : إقرار ما قبلها على الياء وإعراب النون كقولك : هذه صِفِّينُ ومررت بصفِّيِن وشهدتُ صِفِّيَن . عَوْف بن مالك رضى الله تعالى عنه تَسْبِيحةٌ فى طَلبَ حاجة خير منَ لقُوح وَصِفّى فى عام أزْبة وَلزْبَة
صفى هى الغَزِيرة وقد صَفَتْ وَصَفُوَتْ . الأزْبَة واللزَّبة : الشدة . الحسن رحمه الله تعالى قال المُفضَّل بن رالان : سألتُه فى الذى يستيقظ فيجِد بَلّةً فقال : أَمّا أنْتَ فاغْتَسِل ورآنى صِفْتَاتاً

- صفت هو التارّ الكثير الَّلحم المكتنز . عن ابن شُمَيل
صفر فى الحديث : صَفْرة فى سبيل الله خير من حُمُر النعم . هى الجَوْعة . صفاق فى بج . والصفىّ فى سه . صافَنّاهم ومصفّراسته فى ضل . لا صفَر فى عد . صوافّ فى غى . فأصفحتُموه فى فد . اصطفق فى فش . صفاتها فى جم . وأصفقت فى زف . والصفن فى دن وليصفّق فى قو . ولا صْفق فى ود . الصفيراء فى خى . ما صفّ فى دف . فى صفنه فى سر . مُصْفَح الرأس فى حم وفى شت . والصفقة فى وج . صفيرة فى ضف . الصاد مع القاف النبى صلى الله عليه و سلم المرءُ أحق بصَقَبة
صقب أى بقُرْبه يقال : سَقبِتَ دارُه وصِقبت سَقَياً وصقباً وقد وصف به ابن الرقّيات فى قوله : ... لا أَمَمٌ دارُها ولا صَقَبُ ...
والمعنى أن الجار أحق بالشُّفعة . وفى حديث علّىٍ رضى الله تعالى عنه : كان إذا أُتىِ بالقتيل قد وُجدِ بين القَرْيتين حمله على أصَقْبَ القريتين إليه . وفى هذا دليل على أَنّ أفعل مما يجوز فيه إذا أضيف التسوية بين المذكر والمؤنث وأن الذى قاله ثعلب فى عنوان الفصيح : فاخترنا أفصَحهّن لا غَمِيزة فيه . لا يقبل الله من الصقُور يوم القيامة صرفاً ولا عدلاً
صقر هو مثل الصَّقَّار وقد مر . وقيل : الصَّقْر القيادة على الحُرمَ

- حُذيفة بن أسُيِدْ رضى الله عنه شرّ الناس فى الفتنة الخطيبُ المِصُقع والراكب الموُضِع
صقع هو مْفِعل من الصَّقْع وهو رفْعُ الصوت ومتابعته ومنه صقعُ الديك كأنه آلة لذلك مبالغة فى وصفه كمحرب . وقيل : بهو الذى يأخذ فى كل صُقع من الكلام اقتداراً عليه ومهارة . قال قيس بن عاصم : ... خُطَباء حينَ يقومُ قائِلُهمُ ... بيض الوُجوه مصِاقعٌ لُسُنُ ...
المُوضع : المسرع الساعى فيها . فى الحديث : إن مُنِقْذاً صُقِع فى الجاهلية آمَّةً
صقع هو الضَّرْبُ على أعْلَى الرأس . الآمة : الشَّجَّة فى أُمِّ الدِّماغ . كالصَّقْر فى حب . فاصقعوه فى أب . صقله فى بر . صقرا فى شع . صَقّار فى صع . الصاد مع الكاف النبى صلى الله عليه و سلم كان يستظلُّ بظلّ جفَنْة عبد الله بن جُدْعان فى الإسلام فى صَكَّةِ عُمَىّ
صكك هى الهاجرة وشرحها فى كتاب المستقصى وكانت هذه اَلجْفَنةُ لابن جُدعان يُطعم فيها فى الجاهلية وكان يأكلُ منها القائمُ والراكب لعِظَمها وكان له منادٍ يُنادى : هلمّ إلى الفالوذ . ورسول الله صلى الله عليه و سلم ربما كان يحَضْرُ طعامَه . فى الحديث : الصَّكيك . هو بمعنى الرَّكيك وهو الضعيف فعيل بمعنى مفعول من الصَّك وهو الضرب أى يُصَكُّ كثيراً لاستضعافه ألاَ ترى إلى قولهم للقوىّ : مِصَكّ أى يَصُكُّ كثيراً

- الضاد مع اللام
النبى صلى الله عليه و سلم ليس مِنّا من صَلَق أو حَلقَ وروى بالسين
صلق يقال صَلق َوسَلقَ إذا رفع صوتَه عند الفجَيِعة بالميت ومنه خطيب سَلاّق ومِسْلاَق وقيل سَلَقَ إذا خَمشَ وجهه من قولهم : سَلقَة بالسوط ومَلَقَة إذا نَزَع جِلْدهَ والسَّلقْ أثر الدَّبَر . إذا دُعِىَ أحدُكم إلى طعام فَلْيُجِبُ فإنْ كان مفِطراً فَلْيَأْكُلْ وإن كان صائماً فَلْيُصَلِّ . أى فَلْيْدعُ بالبركة والخير للمُضِيف
صلى ومنه قوله صلى الله عليه وآله وسلم : الصائم إذا أُكِلَ عنده الطعامُ صَلَّتْ عليه الملائكة حتى يُمسى . وقوله : مَنْ صلَّى علىَّ صلاة صَلَّت عليه الملائكة عشرا وقال الأعشى : ... عليك مثل الذى صَلَّيْتِ فاغْتَمِضىِ ...
أى دعوت يعنى قولها : ... يا ربِّ جَنِّبْ أبى الأوصاب والوجعا ...
وقد تجىء الصَّلاة بمعنى الرحمة ومنها حديث ابن أبى أوفَى قال : أْعطَانِى أبى صدقَة ماله فأَتَيْتُ بها رسولض الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال : اللهم صلَّ على آل أبى أوَفَى . وأصلُ التَّصْلِية من قولهم : صلى عصاه إذا سخنها بالصِّلاء وهى النار لُيِقَّومها قال : ... فلا تَعْجل بأمْرِك واسْتدِمْه ... فما صلَّى عصِاك كمُسْتَدِيم ...
وقيل للرحمة صلاة وصلّى عليه الله إذا رحمه لأَنَّه برحمته يُقَوِّم أمْرَ مَنْ يرحمه

ويذهب باعوجاج حاله وأوَدِ عمله . وقولهم : صلّى إِذا دعا معناه طلب صلاة الله وهى رحمته كما يقال حَيَّاة الله . وَحَيَّيتْ الرجل إذا دعوت له بتحية الله . صلاة القاعد على النَّصْف من صلاة القائم . المراد صلاة المتطوع القادر على القيام يُصَلِّيها قاعداً واما المفترض فليس له أن يُصَلِّىَ إلا قائماً لغير عُذْر وإن قام به عذر فقعد أو أوْمَى فصلاتهُ كاملة لا نَقْضَ فيها . إن رجلا شكا إليه صلى الله عليه وآله وسلم الجوعَ فأتى بشاة مَصْلَّية فأطعمه منها . يقال : صَلَيْتهُ إذا شويته وأصْلَيْته وصْلَّيْته إذا ألقيته فى النار أريد إِحراقه وفى قراءة حميد الأعرج فَسَوْفَ نَصْليِه ناراً بالفتح . وروى بعضهم : أطيب مُضْغة صَيْحَانَّيِة مَصْليَّة أى صُلِيتْ فى الشمس ورواية الأصمعى وغيره من الثقات : مُصَلِّبة من قولهم : صَلُبَتِ البُسْرة إذا بلغت الصلابة واليُبسْ . وهو من عَوَّد البعير ونَيَّبَتِ الناقة . وفى حديث حُنَين : إنهم سمعوا صَلَصَلةً بين السماء والأرض كإمرار الحديد على الطَّسْتِ الجديد
صَلْصَل يقال صَلْصَل اللِّجام والرَّعْد والحديد إذا صوَّت صوتا مُتَضاعفاً . الطَّسْت يذكر ويؤنث . وقال أبو حاتم : الطّست مؤنثة أعجمية . والجديد : يوصف به المؤنث بغير علامة فيقال مَلْحَفَة جدَيد وعند الكوفيين فَعيل بمعنى مفعول فهو فى حكم قولهم : امرأة قتيل ودابة عَقير وعند البَصْريِّين بمعنى فاعل كعزيز وذليل لأنك تقول : جَدِّ الثوبُ فهو جَديِد كعزَّ وذلَّ ولكن قيل فى المؤنث جديد كما قال الله تعالى : إنَّ رَحْمَة اللهِ قَرِيبٌ من المُحْسِنين

- عمر رضى الله تعالى عنه لو شِئْتُ لدعوت بِصَلاء وصَنِاب وصَلائق وكَراكر وأسْمِنه وأَفْلاذَ
صلأ الصِّلاء : الشِّواء . فِعال من صَلاَة كِشواءٍ من شَوَاه . الصِّنَاب : الخَرْدَل بالزبيب ومنه فرس صِنابّى أى لونهُ لون الصِّنَاب . الصَّلَائق : جمع صَليقة وهى الرٌّقَاقة . قال جرير : ... تُكَلَّفُنى معيشة آل زَيْدٍ ... ومَنْ لى بالصَّلائق والصِّنَابٍ ! ...
وعن ابن الأعرابى رحمه الله تعالى : أنَّ الصَّلائق من صَلَقْتُ الشاة إذا شويتها كأنه أراد الحُملان والِجداء المشوية وروى السَّلائقِ وهى كل ما سُلق من البقول وغيرها . الكراكر : جمع كِرْكِرة البعير . الأفلاذ جمعِ فلْذ وهو القطعة من الكَبِد . إنَّ الطبيب من الأنصار سقاه رضى الله عنه لبنا حين طُعِن فخرج من الطعنة أبيْض يَصْلِد
صلد يقال : خرج الدم يَصْلِد ويَصْلتِ أى يبُرقُ وخَرَج الدم صَلْداً وصَلْتاً وأنشد الأصمعى : ... تُطِيفُ به الحُشّاش يُبْسٌ تِلاعهُ ... حِجاَرُتهُ من قلَِّة الخير تَصْلِدُ ...
والصَّليد : البَريق . ونحوه من مقلوبة الدَّلِيص . ومنه الدّرْع الدِّلاص . لما قُتِل رضى الله عنه خَرجَ عُبَيْدُ الله ابنه فقتل الهُرمُزان وابنةً لأبى لؤلؤة وابنة له صغيرة ثم أتى جُفَينة فلما أشْرَفَ له علاه بالسيف فَصلَّبَ بين عينيه . وأنكَر عثمان قتلَه النفّر فَثَار إليه فتناصيا حَجَز الناس بينهما ثم ثار إليه سعد بن أبى وقَّاص فَتنَاصيا

- صلب لأى ضَرَبه على عُرضْه حتى صارت الضربة كالصّليب . فَتَناصيا أى أَخَذ هذا بناصية ذاك . وعُبْيَد الله بن عمر : كان رجلا شديد البَطْش فلما قُتِل عمر جرد سَيْفه فقتل بنتَ أبى لؤلؤة والهرمزان وجُفَيْنَة وهو رجل أعجمّى وقال : لا أدع أعجميا إلا قتلته فأراد علىّ قتله بمن قَتل فهرب إلى مُعاوية وشهِدَ معه صِفَّين فَقُتِل . فى حديث بعضهم قال : صّليْتُ إلى جنب عُمَر رضى الله عنه فوضعت يدى على خَاصِرتى فقال : هذا الصَّلْب فى الصلاة ! كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ينهى عنه . شُبهِّ ذلك بفعل المَصْلوب فى مَدِّه يَدهَ على الجِذْع . علىّ رضى الله تعالى عنه سَبق رسول الله عليه وآله وسلم وصَلَّى أبو بكر وثَلَّثَ عُمَر رضى الله تعالى عنهما وخَبَطَتْنَا فْتِنَة فما شاء الله ! صَلِّى من المَصلِّى فى الخيل وهو الذى رأسهُ عند صَلاَ السابق . الخبْط : الضَّربُ على غير استواء كَخْبِط البعير برجله . اسْتُفْتِىَ رضى الله عنه فى استعمال صِليب الموتى فى الدِّلاء والسُّفن فأَبىَ عليهم
صلب هو ما يسيل منها من الوَدَك والجمع الصُّلبُ . ومنه الحديث : إنه لما قَدِم مكة أتاه أصحاب الصُّلبُ . أى الذين يَصْطَلِبون . والاصطلاب : أن يْسَتْخَرج الوَدَكُ من العظام فَيأْتَدِم به . عمار رضى الله عنه لا تأْكلوا الصِّلّوْر والإنْقِليسْ . الصِّلَّوْر : الجِرِّىَ والإنْقِليسْ : الَمارْمَاهِى

- ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال فى تفسير الصَّلْصَال : الصّالّ : الماء يقع على الأرض فتنشَقُّ فذلك الصَّالّ
صلصل ذهب إلى الصَّلصْلة . والصَّليل بمعنى الصوت يعنى الطين الذى يجف فيصِلّ . ابن عمر رضى الله تعالى عنهما قال فى ذى السُّوْيَقَتَيْنِ الذى يهدم الكعبة من الحبشة : اخرجُوا يا أهل مكة قبل الصُّيْلم كأنى به أُفَيْحِج أُفيِدْع أُصَيْلعِ قائما عليها يهدمها بِمْسحاته
صلم الصَّيْلم : فَيْعل من الصَّلمْ وهو الخطب العظيم المستأصل . الأفْدَع : المعوج الرسغ من اليد أو الرجل . تَصَلقّ رضى الله عنه ذات ليلة على فراشه فقالت له صِفّية : ما بك يا أبا عبد الرحمن ؟ قال : الجوع فأمرت بِخَزيرةٍ فَصُنِعَتْ وقال للجارية : أَدْخِلىِ مَنْ بالباب من المساكين فقالت : قد انقلبوا . فقال : ارفعوها ولم يذقها
صلق أى تَلَوَّى وتململ يقال تَصَلَّقَ الحوتُ فى الماء وتَصَلَّقتِ الحامل إذا ضربها الطَّلقْ فألقت بنفسها على جَنْبِها مرة كذا ومرة كذا . عائشة رضى الله تعالى عنها قدم معاويةُ المدينةَ فدخل عليها فذكرت له شيئا فقال : إنَّ ذلك لا يصلح فقالت : الذىِ لا يصلح ادعاؤك زياداً . فقال شَهِدَتِ الشهود فقالت : ما شَهِدَت الشهود ولكن ركبت الصُّليَعْاء
صلع أى السَّوْءة أو الفَجَرْة البارزة المكشوفة تعنى رَدّه بذلك الحديث المرفوع الذى أطبقت الأمة على قبوله وهو قوله عليه السلام : الولد للفراش وللعاهر الحَجَر . وسُمّية لم تكن لأبى سفيان فَرِاشاً . وكل خُطَّةٍ مشتهرة تسميها العرب صَلعْاء . قال : ... وَلاقَيْتًُ من صَلْعَاء يكبُو لها الفتى ... فلم أنْخِنَعْ فيها وأوْعَدْتُ منكرا

ومنها الحديث : يَكُون كذا وكذا ثم تكون جَبَرُوَّه صَلْعَاء . كعب رحمه الله إن الله بارك للمجاهدين فى صِلِّيان أرض الروم كما بارك لهم فى شعير سُورية
صلى الصِّليِّان : نبات تَجْذِبُه الإبل . وتسميه العرب خُبْزة الإبل وتأكله الخيل . قال : ... ظلَّتْ تلوذ أمس بالصَّرِيم ... وصِليّانٍ كِسبال الرُّومِ ...
سُورية : هى الشام . والكلمة رومية أى يقوم لخيلهم مَقام الشعير فى التقوية . سعيد بن جُبيرَ رحمه الله فى الصُّلْب الدّية . يعنى إن كُسِر
صلب وقيل إن أُصيب بشىء تذهب به شهوة الجماع لأن اَلمْنَى مكانه الصُّلْب ففيه الدية
صلخم فى الحديث : عُرِضت الأمانة على الجبال الصّم الصَّلاخم . جمع صَلخْم وهو الجبل الصُّلْبُ المَنِيع . بصلعّ فى بج وفى نص . صُلَتْا فى فر . صلتهما فى مغ . صالب فى فض . تنصلت فى نص . الصلعاء فى حب . مصلبة فى خب . صلامات فى شر . صلعاً فى طع . لا يصطلى بناره فى قد . الصلعان فى فر . الصالغ فى نص . يصلبا فى دق . الصاد مع الميم النبىّ صلى الله عليه وآله وسلم نهى عن لبستين : اشتمال الصَّمَّاء وأن يَحْتِبَىَ الرجل بثوب ليس بين فَرْجه وبين السماء شىء

صمم هو أن يُجَلِّل بَثوبِه جَسَده لا يرفع منه جانباً فيخرج يدَه ومعنى النهى أنّه لا يقدر على الاحْتَراس من شىء بيده لو أصابه . عن أسامة رضى الله عنه : دخلتُ عليه صلى الله عليه وآله وسلم يوم أُصْمَتَ فلم يتكلمْ فجعَل يَرْفَعَ يُدَه إلى السماءِ ثم يصبُّها علىّ أعْرِفُ أنّه يَدْعُو لِى
صمت يقال أصْمَتَ العليلُ إذا اعتُقلَ لسانهُ فهو مُصْمِت . قال أبو زيد : صَمَت وأصْمَتَ سواء ولم يعرف الأصمعى أصمت . ومثلها سَكَتَ وأسْكَتَ . قال : ... قَدْ رَابَنِى أنّ الكَرِىّ أسْكَتَا ... لو كَانَ مَعْنِيّاً بها لهَيَنَّاَ ...
يصبها علىَّ أى يَحْدِرُها ويُمُّرها . عمر رضى الله تعالى عنه أيها الناس إياكم وتَعَلمَّ الأنْسابِ والطَّعنْ فيها والذى نَفْسُ عمر بيدِه لو قلتُ لاَ يخرُجُ من هذا الباب إلا صَمَدٌ ما خرج إلا أَقلُّكُمْ
صمد هو السيد المصْمودُ فَعَل بمعنى مَفْعول كالحَسَب والقَبَض والصَّمْد : القَصْد . ابن عباس رضى الله عنهما قال له رجل : إنى أرمْى الصَّيْد فَأَصْمِى وأنْمِى فقال : ما أصْمَيتْ فَكُلْ وما ما أنْمَيتْ فلا تَأْكُلْ
صمأ الإصْمَاء : أنْ تقتله مكانه ومعناه سُرْعة إزْهَاقِ الرُّوح من قولهم للمُسْرِع صَمَيان . والإنماء : أَنْ تُصِيَبه إصابة غير مُقْعِصَة يقال : أنْمَيْتُ الرَّمِيَّة ونَمَتْ بنفسها وهو من الارتفاع لأنه يرتفع أى ينهض عن المَرْمَى ويغيبُ ثم يموت بعد ذلك فيهجمُ عليه الصائد ميتاً . قال امُرؤ القيس : ... رُبّ رامٍ مِنْ بَنى ثُعَلٍ ... مُتِلْج كَفّيِهْ فى قتَرِهْ ... فهو لا تَنْمى رمّيِتهُ ... مَالَه لا عُدّ مِنْ نفرهْ ...
وإنما نهاه عن النَّامِى لأَنه لا يعلم أنّ موتهُ بِرَمّية فربما مات بعارض آخر

كان رسول صلى الله عليه وآله وسلم لا يرىَ بَأْساً أَنْ يُضَحِّىَ بالصَّمعْاء . هى الضغيرة الأُذُن
صمع فى الحديث نظفوا الصِّمَاغين فإنهما مَقْعَد المَلَكين وروى : تعهدوا الصِّوَارين فإنهما مَقْعَد الَملَك
صمغ والصِّماَغان والصَّامغان والصِّواران : مُلْتقَيِا الشِّدْقَين . قال : ... قَدْ شَان أبناء بنى عَتّاب ... نَتْفُ الصِّمَاغَيْن على الأبْوابِ ...
وقد أَصْمغَ الرجلُ إذا زَبَّبَ شِدقَاه . وصمته فى حب . صمر فى حت . صمام فى جب . أصمختهم فى دى . الصاد مع النون النبى صلى الله عليه وآله وسلم إنَّ قريشاً كانوا يقولون إن محمدا صُنْبور
صبر الصُّنْبُور : الأبتر الذى لا عَقِب له وأصْلهُ الصُّنبور من صَنابِير النخل وهى سَعَفات تَنْبُتُ فى جُذوعها غيُر مستأرضة فإِذا قلع لم يبق له أثر كما يبقى للنابت فى الأَرْض . وقيل : أرادوا أنه ناشىء حَدَث كالسَّعفَة فكيف تتبعه المشائخ المحنَّكُون ! ويمكن أن يجعل نونه مزيدة من الصُّبْر وهو الناحية والطَّرف لعدم تمكنه وثباته . أتاه صلى الله عليه و سلم أعرابّىٍ بأرْنبٍ قَدْ شَواها وجاء معها بصِنابها فوضعها بين يَدَيْه فلمْ يَأْكُلْ وأَمَر القوم أنْ يَأْكلُواُ وأمسك الأعرابىّ فقال : ما يمنعُك أنْ تَأكل ؟ قال : إنى أصوم ثَلاثَة أيام من الشَّهْر . قال : إنْ كنتَ صائماً فصُم الِغُرّ
صنب الصناب : صباغ الخردل : أراد أيام الغُرّ فحذف المضاف وأرادَ بالغُرّ البيض وهى ليلة السَّواء وليلة البَدْر والتى تليها وأما الغُرَر فهى التى أوها غُرَة الشهر وقيل : إِنما أمَرَه بِصَوْمِها لأنَّ الخُسوفَ يكونُ فِيهَا

- العباس صِنْوُ أبى
صنو أى شقيقه الذى أصلُه أهلُه وهو واحد الصِّنْوان وهى النَّخَلات التى أصلُها واحد ومنه قوله صلى الله عليه وآله وسلم : عم الرجل صِنْوُ أبيِه . اصْطَنَع صلى الله عليه وآله وسلم خَاتماً من ذهب وروى : اضطرب
صنع أىْ سَأَل أن يُصْنَع له أو يُضْرَب كما يقال : اكْتتَبَ أى سأل أنْ يُكْتَبَ له . الخْدْرِى رضى الله تعالى عنه قال : قال رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم : لا توقدوا بِلَيِلٍ ناراً ثم قال : أوْقِدوا واصْطَنِعُوا . أى اتخذوا صَنِيعاً أى طعاماً تُنِفْقُونه فى سبيل الله . أبو الدَّرْدَاء رضى الله تعالى عنه نعم البيتُ الحّمام يُذْهِبُ الصَنْخَة ويُذَكرِّ النارَ وروى الصِّنَّة
صنخ يقال صَنِخ بَدَنهُ وسَنِخ إذا دَرن . والصَّنخْة والسَّنخْة : الدرن . الصَّنّة : الرائحة الخبيثة فى أصْل اللحم وأصَنَّ إذا أنْتَن ومنه صُنان الآباط . الحسن رحمه الله تعالى كان يتعوذ من صَنادِيد القَدَر
صند هى نوائبهُ العظام الغوالب وكل عظيم غالب صِنْديد . يقال : أصلبهم برد صِنْديد وريح صِنْديد وقال ابن مقبل : ... عفته صناديد السِّماكين وانتحت ... عليه رياح الصيف غُبْرا مجاوله ...
يريد الأمطار العظام الغزار . صنفة فى دح . صناب فى صل . صناديد فى عظ . الصاد مع الواو النبى صلى الله عليه وآله وسلم قال : يَطْلعُ من تحت هذا الصَّور رجل من أهل الجنة فطلع أبو بكر

- هو النَّخْل كالصُّوار من البقر أى الجماعة . ومنه حديثه صلى الله عليه وآله وسلم أنَّهُ أتىَ امرأةً من الأنصار فرشت له صَوْراً وذبحت له شاة فأكل منها ثم حانت العصر فقام فتوضأ ثم صلى الظهر ثم أتُىِ بعُلالة الشاة فأكل منها ثم قام إلى الصلاة فصلّى ولم يتوضأ . وفى قصة بدر : أن أبا سفيان خرج فى ثلاثين فارساً حتى نزل بجبل من جبال المدَينة فبعث رجلين من أصْحابه فأحرقوا صَوْرا من صيران الغُرَيْض فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في أصحابه حتى بلغ قَرْقَرة الكُدرْ فأَغْدَرُوه . يقال لبقية كل شىء : عُلالة كبقية اللبن فى الضَّرْع وبقية جَرْى الفرس وبقية قوة الشيخ وأراد هاهنا ما بقى من لحم الشاة . أغْدَروه وأخْذَرِه إذا تركه خلفه . قَتَلَ مُحَلَّم بن جُثامة اللَّيثْى رجلا من أشجع فى أول الإسلام قال لا إله إلا الله فلم يتنَاه عنه حتى قتله فدعا عليه النبى صلى الله عليه وآله وسلم فلما مات دفنوه فلفظتْه الأرض ثم دفنوه فلفظته فألقوه بين صَوْحَيْن فأكَلته السباع . وفى هذه القصة أن الأَقْرع بن حابس قال لُعِيَيْنَة بن حِصْن : ثم اْسَتَلْطُتم دم هذا الرجل ؟ فقال : أْقَسَم منا خمسون رجلا أنَّ صاحبنا قُتِل وهو مؤمن فقال الأْقرَع : فسألكم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن تقبلوا الدية وتَعْفوا فلم تقبلوا ! أقسمُ بالله لتْقُبلنَّ ما دعاكم إليه أو لآتين من بنى تميم فيُقْسِمون بالله لقد قِتل صاحبكم وهو كافر ! فقبلوا عند ذلك الدية
صوع الصَّوْح : جانب الوادى وهو من تَصَوَّح الشَعُر إذا تشّقق كما قيل له شِقّ من الشقّ . اْسَتَلَطْتمُ من لاَطَ الشىءُ بالشىء إذا لَصق به كأنهم لما استحقُّوا الدم وصار لهم ألْصَقُوهُ بَأنْفِسُهْم

- أعْطَى صلى الله عليه وآله وسلم عطية بن مالك بن حُطَيط الشعلىّ صَاعاً من حَرَّة الوادى
صوع أى مَبْذَر صاع : كقولك اعْطَاه جريباً من الأرض وإنما الَجريب اسم لأَرْبعة أقْفِزة من البَذْر وقيل : الصاع المطمئنّ من الأرْض . قال المسّيب بنَ عَلَس : ... مَرَحَتْ يداها للنَّجَاء كَأَنَّما ... تَكْرُو بَكَّفْى لاعب فى صاع ...
وقال أبو دُواد : ... وكل يوم ترى فى صاع جُؤْجُؤها ... تطلبه أيد كأيدى المعشر الفَصَدةَ ...
أىْ فى مكان جُؤْجُؤها ويقال للبقعة الجرداء صَاعة ويقولون لطارق الصوف : اتخذ لصوفك صَاعة أى مكانا مكنوساً أجْرَد . كان صلى الله عليه وآله وسلم إذا مُطر قال : اللهم صَيِّباً نافعاً وروىَ سِّيباً
صوب هو فَيْعَل من صاب يَصُوب . قال الله تعالى أو كَصَيبٍ مِنَ السَّماَء . والسَّيب : العطاء وهو من ساب يسيب إذا جرى . والسَّيب : مجرى الماء . العباس رضى الله تعالى عنه كان رجلَا صِّيتاً وإِنه نادى يوم حُنَين فقال : يا أصْحَاب السَّمُرة فرجع الناس بعد ماوَلَّوا حتى تَأشَّبُوا حولَ رسولِ الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى تركوه فى حَرجَة سَلَم وهو على بَغْلتِهَ والعباس يَشْتَجِرُها بلجِامها . ورُوى عن العباس رضى الله عنه أنه قال : إنى لَمَعَ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم حُنين آخِذُ بِحَكَمَة بغلته البيضاء وقد شَجَرتُها بها وروى وقد شَنَقْتُها بها

ا
صوت الصَّيِّت : فَعْيِل من صاتَ بصوت إذا اْشَتدَّ صَوْتهُ . تَأشَّبوُا : اْلتَفّوا من أشب الشجر وروى تَنَاشبوا . الحَرَجة : الشَّجْراء الملتْفة . قال : ... أيا حَرجَات الحىّ يوم تَحَملَّوا ... بذى سَلَمٍ لاَجَاد كُنَّ ربيعُ ...
السَّلمُ من العِضَاةِ : الشجر . والاشْتِجار : الكَفّ والإمساك من الشِّجاَر وهو الخشبة التى توضع خَلفْ الباب لأنها تُمْسِكُه . والشنق : نحوه . فى متعلّق حتى الثانية وجهان : أنْ يكون متعلَّق الأولى وتكون هى بدلاً منها وأن يكون تَأَشَّبُوا فَيكون لكل واحدة متعلَّق على حدة . آخِذٌ : خبر ثان لإن ولو نصب على الحال على أن يكون العاملُ فيه ما فى مَعَ من الفعل لكان وجهاً عربياً كأنه قال : إنىّ لفى صحبته يوم حُنين آخذاً . تركوه : بمعنى جَعَلوه . سَلْمان رضى الله تعالى عنه كان إذا أصاب الشاةَ من الغْنم فى دار الحَربْ عمد إلى جِلدها فجعل منه جِراباً وإلى شَعْرِها فجعل منه حَبْلاً . فينظُر رجلا قد صَوَّع به فرسُه فيعطيه
صوع صَوَّع الفرسُ إذا جَمحَ رأسهُ من تصْوِيع الطائر وهو تحريكهُ رأسَه حرَكةَ متتابعة ويقال : رأيت فلاناً يُصَوِّع رأسهَ لا يدرى أين يأخذ وكيف يأخذ . قال : ... قطعناه والحِرْباء فى غَيْطَل الضُّحَى ... تراه على جَذَلٍ منيف مُصَوَّعا ...
أبو هريرة رضى الله تعالى عنه إِنَّ للإسلام صُوىَ ومنارا كمنار الطريق . هى أعلام من حجارة فى المفاوز المجهولة الواحدة صُوَّة . قال : ... ودوّية غَبْراءَ خاشعة الصُّوىَ ... لها قلب عفّى الحياض أجون ...
صوى ابن عباس رضى الله عنهما سُئِلَ : متى يجوزُ شِرَى النخل ؟ قال : حين يُصَوِّح

- صوح أى يُشْقِح شَبَّه ذلك بِتصْوِيح البَقْل وذلك إذا صارتْ بُقْعَة منه بيضاء وبقعة فيها نَدْوَة وروى يُصَرِّح أى يَسْتَبِينُ صلاحهُ . ابن عُمَر رضى الله تعالى عنهما إنِّى لأُدنى الحائضَ وما بِى إليها صَوَرَة إلا ليعلم الله أنى لا أجْتَنِبُها لحَيْضها
صور هى المرّة من الصَوَر وهو العَطْف يقال : صارَ إلَيْه صَوَراً قال لبيد : ... مِنْ فَقْدِ مَوْلًى تَصُورُ الحَىَّ جَفْنَتهُ ...
أىْ مَا بِى شَهْوةٌ تصُورُنى إليها . ومنه حديث مجاهد رحمه الله تعالى : أنه نهى عن أن تَصُور شَجرةً مُثِمْرة . أى تُميلها لأنها تصفّر بذلك ويقل ثمرُها . وعن الحسن رحمه الله تعالى أنه ذكر العلماء فقال : تتعطَّفُ عليهم قلوبٌ لا تَصُورها الأرحام . إنما قَرَّبَ الحائض إظهاراً لمخالفة المجوس فى مجانبتهم الَّحيض . عِكرمة رحمه الله تعالى حملة العرش كلهم صُورٌ . جمع أصْوَر وهو المائل العنق قال أمية ... . شرجعاً ما يناله بصر العين ... ترى دونه الملائك صُورَا ...
فى الحديث : من أراد الله به خيراً يُصب منه
صوب أى ينل منه بالمصائب . انصاع فى سه . صيّت فى فح . الأصواء فى هض . صيرتين فى سر . الصواغون فى صب . بصوار فى نغ . الصوارين فى صم . منصاح فى دب . الصوار فى سل . أصاول وأصول فى حو

- الصاد مع الهاء النبى صلى الله عليه وآله وسلم قال فى الملاعنة : إنْ جاءت به أُصَيهْب أُثَيبْجِ حمَشْ الساقين فهو لزوجها وإنْ جاءت به أوْرَق جَعْدا جُمِالّيا خَدَلجَّ الساقين سابغ الإْليتَين فهو للِذَّىِ رُمِيَتْ به
صهب الأَصَهْيِب : الذى فى شعر رأسهٍ حُمْرةَ . الأُثيِبَجْ : النائى الثَّبجَ . الحَمْش : الدقيق . الأوْرَق : الآدمَ . الخَدَلَّج : الخَدْل أى الضخم الجُمَالِىّ : العظيم الخَلقْ كالجمل . قال الأعشى ... . جُمَاليّة تَغْتَلى بالرَّدَاف ...
قالت شمَوس بنت النعمان رضى الله عنها : رأيته صلى الله عليه وآله وسلم يُؤَسِّس مُسجد قُباء فكان رُبَّمَا حَمَل الحجر العظيم فُيِصْهُره إلى بطنه فيأتيه الرجل ليحمَله فيقول : دَعْه واحْمِل مثله
صهر أى يُدنْيه إليه يقال : صَهَرهَ وأصْهَرهَ : أدْناهَ ومنْه المُصاهرة . علىّ رضى الله تعالى عنه بعث العَّباس بن عبد المطلب وربيعة بن الحارث ابنيهما الفَضْل بن عباس وعبد المطلب بن ربيعة يسألانه أن يَسْتَعْمِلهما على الصدقات فقال علىّ : والله لا يُسْتَعْمَلُ منكم أحد على الصدقة . فقال ربيعة : هذا أمْرُك ! نِلتَ صِهْرَ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلم نَحسُدْك عليه فأَلقْىَ علىٌّ رداءَه ثم اضطجع عليه . فقال : أنا أبو الحسن الْقَرْم والله لا أرِيم حتى يرجع إليكما ابنا كما بحَوْر ما بعثتما به . قال صلى الله عليه وآله وسلم : إِن هذه الصدقة إنما هى أوْساخ الناس وإنها لا تحلُّ لمحمد ولالآل محمد

- الصِّهْرُ : حُرْمَة التزويج . وِقيل : الفرق بين النَّسبَ والصهر أن النّسب ما رَجَع إلى ولادة قريبة والصهر خلطة تُشْبِه القرابة . القرْم : السيد . وأصله فحل الإبِل المُقْرِم يقال : أقَرمَ الفحلُ إذا ودَّعه صاحبه من الحمل والركوب للفحلة . قال : ... فحزّ وظِيف القُرْم فى نصف ساقه ... وذاك عِقال لا ينّشط عاقلهُ ...
الحَوْر : الجَواب يقال كلّمته فما رَدَّ إلىَّ حَوْر أو حَوِيراً . وقيل : أراد الخْيبة من الحْور الذى هو الرجوع إلى النقص فى قولهم : الحَوْر بعد الكَوْر . الأسْودَ بن يَزيِد رحمه الله تعالى كانَ يصْهَر رجليه بالشحم وهو مُحْرِم . أى يَدْهُنهما بالصَّهير وهو الشَّحْم المذاب كقولك : شحمته إذا دهنته بالشَّحْم . صهيل فى غث . صهل فى برم . الصاد مع الياء النبى صلى الله عليه وآله وسلم ذكر فتنةً تكونُ فى أقَطار الأرضِ فقال : كأنها صَيَاحِى بَقَر
صيص جمع صِصَية وهى القَرنْ سميت بذلك لأن البقرة تَتَحصَّن بها وكل ما يُحَصَّنُ به فهو صِيصَية والكلمة من مُضاعف الرباعى فاؤه ولامهُ الأولى مِثْلان صادان وعينه ولامُه الأخرى مِثْلان ياءان : شّبه الرماح التى تُشْرَع فيها وما يشبهها من سائر السلاح بقرون بَقَر مجتمعة قال : ... وَأصدرتهم شَتّى كَأَنَّ قِسيَّهم ... قرون صُوارٍ ساقطٍ متغلّبِ ...
ما مِن أمتى أحد إّلا وأنا أعرِفهُ يوم القيامة قالوا : وكيف تعرِفُهم يا رسول الله فى كثرة الخلائق ؟ قال : أرأيتَ لو دخلتَ صيرةً فيها خيل دُهم وفيها فرس

- أغَرّ محجَّل أَمَا كنتَ تعرِفه منها ! قال : فإنّ أمتّى غُرّ مُحَجَّلون من الوضُوء . هى حظيرة تتخذ للدواب من الحجارة وأغصان الشجر قال الأخطل : ... واذْكُرْ غُدَانَة عِدَّاناً مُزَنمَّةً ... من اَلَحبلَّقِ تُبْنىَ حَوْلَها الصَّيَرُ ...
صير والصَّيرة على مذهب الأخفش لا تكون إلا من الياء سيبوية يُجَوِّزُ الأمرين فإن كانتْ من الياء فهى من الصَّيْرُورة لأن الدواب تأوِى إليها وتَصِير وإن كانتْ من الواو فلأنها تُصار إليها أى تُمال رَواحاً . قال صلى الله عليه و سلم لعلىّ رضى الله عنه : أنتَ الذَّائِدُ عن حَوْضى يوم القيامة تَذُود عنه الرِّجالَ كما يَذادُ البعير الصَّادُ
صيد هو الصَّيدَ فى الأصل كقولهم خافَ أصله خوف وهو الذى به الصَّيدَ داءٌ يأْخُذُ فى الرأس لا يُقْدَرُ من أجلْه أن يَلْوىَ عُنُقَهُ وبه شَّبهَ المتكبر فقيل له : أصْيَد . ويجوز أن يُروَى بكسر الدال ويكون فاعلاً من الصَّدىَ وهو العطش . علىّ رضى الله عنه وطئت امرأة صبياً مولدا فشدخَتْه فشهدت نسوة عنده أنها قتلته فأجاز شهادتهنّ فلما رأت المرأة جِزَعت فقال لها : أنت مثلُ العقرب تلدغُ . وتَصِىء أَىْ تصَيح وتضج . قال العَجَّاجِ : ... لهنّ من شَبَاته صَيِّىءُ ...
صىء أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه قال : إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شاور أبا بكر يوم بدَرْ فصاف عنه
صيف أى عدَلَ بوجهه عنه ليشاوِرَ غيره من قولك : صَافَ السهم عن الهدف يَصِيف . سليمان بن عبد الملك قال عند موته : ... إن بَنىّ صِبْية صَيْفِيُّون ... أفْلحَ من كان له رِبْعّيِون ...
صيف أى ولدوا على الكِبر من صيفية النتاج والرّبعْيّون : الذين ولدوا له فى حداثته من ربعية النتاج وإنما قال ذلك لأنه لم يكن فى أبْنائِه مَنْ يُقَلده العَهد بعده . بين صيرتين فى سر . الصير فى صح كالصياحى فى سو

حرف الضاد
الضاد مع الهمزة النبى صلى الله عليه وآله وسلم قال له رجل وهو يقسم الغنائم : إنك لم تعدلْ فى القَسْم فقال عليه السلام ويحك ! فَمنْ يَعْدلِ عليك بَعْدِى ثم قال : سيخرجُ من ضْئِضِىء هذا قوم يقرءون القرآن لا يجاوز تَراقيِهَم يَمْرُقُون من الدِّين كما يَمْرُق السَّهْمُ من الرّمِيّة
ضأضأ أى من أصْله يقال : هو من ضِئضِىء صدق . وضُؤْضؤ صدق . وبؤْبؤ صدق . وحكى بعضهم ضِئْضيىء بوزن قنِدْيل . وأنشد الحفص الأموىّ : ... أكرم ضِنْء وضئضىء غُرُسا ... فى الحى ضئضيئها ومضَاؤها ...
إن إسرافيل عليه السلام له جَناح بالمَشْرق وجناح بالمَغْرب والعرش على جناحه وإنه ليتضاءل الأحيان لعظمة الله تعالى حتى يعود مثل الوَصَع
ضأل أىْ يتصاغر يقال تضاءل الشىءُ إِذا صار ضئيلاً وهو النَّحيف الدقيق . الوَصَع : الصغير من النغِّرْان وقيل : طائر شبيه بالعصفور فى صِغَره . عمر رضى الله تعالى عنه قال عبد الله بن مسعود رضى الله تعالى عنه : خرج رجل من الإنس فلقيه رجل من الجن فقال : هل لك أنْ تصَارِعَنى فإن صَرَعَتِنْى علمتك آية إذَا قرأتها حين تدخل بيتك لم يدخلْه شيطان ؟ فصارعه فصَرعه الإنسىّ فقال : إِنى أراك ضَئِيلاً شَخِيتاً كأنّ ذِراعيك ذراعا كلب أفهكذا أنتُم أيُّها الجن ؟ كلكم أم أنتَ من بينهم ؟ فقال : إنى منهم لَضَلِيع فعاوِدْنى فصارعه فصرعه الإنسى فقال : تقرأ آية الكُرْسى فإنه لا يقرؤها أحد إذا دخل بيَته إلا خرج الشَّيطْان وله خَبجَ كخَبَج الحمار . فقيل لعبد الله : أهوُ عَمر ؟ فقال : ومَنْ عَسَى أن يكون إلا عمر !

- الضئيل : النحيف الدقيق ومنه قيل للأفعى ضَئيلة والشَّخيت مثله . وقد فُعل فُعولة فيهما . والضَّليِع : المُجْفَر الجَنْبَيْن الوافر الأضلاع وقد ضَلُع ضلاعة . الَخبج واَلَحبج : الضَّرَط . كلّكم : تأكيد لأنتم لا لصفة أى أراد أم أنت من بينهم هكذا ؟ فحذف الخَبر لدلالة الكلام . إلا عمرُ بالرفع بدل من محل مَنْ ومحله الرفع على الابتداء وهو استثناء من غير مُوجب لتضمّن مَنْ معنى الاستفهام كأنك قلت : هل أحد مطموع منه فى الصَّرْع إلا عمر ؟ وأراد : عسى أن يكونه أىْ أنْ يكون الإنسىّ الصارع فحذف لكونه معلوما . شقيق رحمه الله تعالى مَثَلُ قُرَّاءِ هذا الزمان كمثلِ غَنمٍ ضوائن ذواتِ صوف عِجَاف أكلت من الِحمْضىّ وشربت من الماء حتى انْتَفَجَتْ أو انتفخت خواصرُها فمّرت برجلٍ فأعجبته فقام إليها فغَبط منها شاة فإذا هى لا تُنْقى ثم غبط منها أخرى فإذا هى لا تنقى فقال : أّفٍ لك سائر اليوم !
ضأن هى جمع ضائنة . الانتفاخ والانتفاخ بمعنى . تُنْقي منِ النَّقْى وهو المخ أى فإذا هى مهزولة . الغَبْط : الجسّ وروى عَبطَ أى ذَبَح . الضاد مع الباء النبىّ صلى الله عليه وآله وسلم إنّ رجلا أتاه فقال : يا رسول الله قد أ كَلَتَنْا الضَّبُع فقال : غير ذلك أخْوَف عندى أنْ تُصَبَّ عليكم الدنيا صَبّاً
ضبع مَثَّلَ إِهلاك السَّنة بأكل الَّضُبع . والضُبع والذئب مما يُمثِّلون به السنَّة والجوع لأنهما يَعْدُوان على الناسِ عُدْوانَهما . وفسر الذئب فى قول أبى ذُؤَيْب :

- . . مَنْ ساقَه السَّنة الحَصَّاء والذِّئْبُ ...
بالجوع طاف صلى الله عليه و سلم مُضْطَبِعاً . يقال : اضْطَبع بالثوب إذا جعله تحت إِبطِه وترك مَنكِبه مَكْشوفاً وهو اْفَتَعل من الضَّبعْ . ذكر صلى الله عليه وآله وسلم قوما يخرجون من النار ضَبائر فيُطْرحون على نهر من أنهار الجنة فينبُتون كما تنبُتُ الحِبَّة فى حَمِيل السَّيْل قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : هل رأيتم الصَّبغاْء ؟ أو كما تنبت التَّغَاريز أو الثَّعَارير
ضبر أى جماعات جمع ضِبارة كعمارة وعمائر من الضَّبْر وهو الجمع والضّم . الحِبّة : بزُور الصحراء عن الفراء . وقال ابن دُرَيد : ما تساقط من بزْر البَقلْ وأما الِحنطة ونحوها فَحبّ لا غير . وقيل : هى جمع حَبّ كَثوْر وثِيرة وشيخ وشِيخة . الصَّبغْاء : الطَّاقَة من النبت إذا طَلَعْت كان ما يلى الشمس من أعاليها أَخْضرَ وما بلى الظلّ أَبَيْضَ من الأصْبغَ وهو الدّابة التى ابيضت ناصيتُها والأنثى صَبْغاء ومن المْعزى الذى ابيضّ طرفُ ذَنَبه . وبيانه فى حديث آخر : فينبتُون كما تنبت الحِبَّة فى حَميل السَّيْل ألَمْ تروها ما يلى الظّلَ منها أصَيِفْر أو أبيْضَ وما يلى الشمس منها أخيضر ! التغاريز : جمع تغَريز وهو ما حُوِّل من الفَسيل وغيره فَغُرِز ومثله التَّنْوِير والتبَّيْت فى النَّوْر والنَّبتْ . قال عَدِىّ : ... ومَجودٍ قد اسْجَهَّر ... تناوير كلون العُهون فى الأْعلاَقِ ... والثّعارير : الثَّآليل الواحد ثُعْرور

- أعوذ بالله من الضُّبْنة فى السّفر والكآبة فى المُنْقلَبَ
ضبن الضُّبنَّة والضَّبِنة : عيال الرجل لأنهم فى ضُبنْه وخصّ السفر لأنه مطنة الإقْواء وقيل هم الذين لا غنَاء فيهم ولا كفاية من الرُّفقاء إنما هم كَلٌّ على مَنْ يُرافقونه وقيل : هى الضُّمْنة أى الضَّمانة يقال : كانت ضُمْنة فلان تسعة أَشْهُر . فى قصة إبراهيم عليه السلام وشفِاعته يوم القيامة لأبيه قال : فيمسخهُ الله ضِبعْانا أْمَجر ثم يدخل فى النار وروى : ضِبعْاناً أمْدرَ وروى : فيحّوله الله ذِيخاً وروى : فإذا هو عَيْلام أمْدَر . وعن الحسن رحمة الله تعالى : أنه ذكر هو وعبد الله بن شقيق العُقيَلى حديثَ إبراهيم عليه السلام فقالاَ : يَأْتيه أبوه يومَ القيامة فيسأله أن يْشَفْع له فيقول له : خُذْ بحُجْزَتى فيأخذ بحُجْزتَهِ فتحين من إبراهيم التفاتة إليه فإذا هو بضْبِعان أمْدرَ فينتزع حٌجْزته من يدَيه ويقول : ما أنْتَ بأًبى !
ضبع الضِّبْعان : الذكر من الضِّباع وكذلك الذَّيخْ والَعْيّلام . قال : ... تمد بالَعْلبَاء والأَخِادع ... رأسا كعيلام الضِّبَاعِ الضَّالِع ...
الأمْجر والأمْدَر : العظيم البطن والأمدر من قولهم عَكرة مدراء وبَطْحاء أى ضخمة عظيمة على عدد المَدر وقيل الأمْدَر الأغبر ويقال للَّضبُع مَدْراء وغَبْراَء . عمر رضى الله تعالى عنه إن الكعبة كانت تَفِىءُ على دار فلان بالغداة وتِفىءُ هى على الكعبة بالعشىّ وكان يقال لها رضَيِعة الكعبة فقال عُمَر : إن دَارَكم قد ضَبِنت الكعبة ولا بُدَّ لى من هَدْمها
ضبن أىْ عَزَّتْها بفَيِئْها وطالتّها فأصْبَحَتْ منها بمنزلة ما يجعله الإنسان فى ضِبْنه ومنه قولهم : ضَبَن عنا الهدية ويجوز أن يكون من ضَبَنه إذا أزْمَنَه ورجل مَضْبوُن . قال مُزرِّد : ... ولولا بنو سَعْد ورهطُ ابن باعثٍ ... قرعتُك بين الحاجبين وقاع ... فَتُصْبِحُ كالزَّباًء تَمرْىِ بُخفّها ... وقد ضَبنِتها وَقْرَةٌ بكُراعِ

- والمعنى غَضّتْ منها وأضْعَفَتْ أبهتها وجلالة شأنها . سعد بن أبى وقاص رضى الله تعالى عنه حبس أبا محِجْن فى شُربْ الخمر فلما التقى الناس يوم القادِسّية قال أبو محِجْن لامرأة سَعْد : أطلقِينى ولك الله علىّ إن سَلمنَى الله أنْ أرجعَ حتى أضعَ رِجْلى فى القيد فَحَلَّتْه فوثب على فرس لسعد يقال لها البَلقْاء فجعل لا يِحمل على ناحية من العدوّ إلا هزَمهم وجعل سعد يقول : الضَّبْر ضَبْر البلقاء والطعن طعن أبى محْجِن ! فلما هُزِم العدو رجع حتى وضع رِجْلهَ فى القيد فلما رجع سعد أخْبرته امرأتهُ بما كان من أمره فخّلى سبِيله فقال أبو محِجْن : قد كنت أشربُها إذْ كان يقامُ علىَّ الحد وأطهرُ منها فأما إذ بَهْرَجْتَنِى فلا أشربُها أبداً
ضبر الضَّبْر : أن تجمع قوائمها وتثبت . بَهْرجتنى : أهْدرْتنىِ بإِسقاط الحدّ عنى يقال : بَهْرَجَ السلطان دمَ فلان . ونظر أعرابى إلى دِجْلة فقال : إنها البَهْرَج لكل أحد أى المُباح وقيل : البهرجة أن تعدِل بالشىء عن الجادة القاصدة إلى غيرها . ابن مسعود رضى الله عنه لا يخرجنّ أحدكم إلى ضَبْحةٍ بليل وروى : صَيْحة والمعنى واحد
ضبح يقال ضَبَح فلان ضَبْحَة الثعلب أى إذا سمع صوتاً وجَلبة فلا يخرجّن لئلا يُصاب بمكروه . ابن عمر رضى الله تعالى عنه كان يُفِضى بيديه إلى الأرض إذا سجد وهما تَضَّبِان دما
ضبب هو دون السَّيَلان يعنى أنه لم يَرَ الدم الفاطر ناقضاً للوضوء . أنس رضى الله تعالى عنه إن الضّب ليمَوتُ هُزالاً فى جُحْرة بذنْب ابن آدم وروى : إن الحُبارى لتَموت . يريد أن الله تعالى يَحْبِس المطَر بشؤم ذنبه حتى تموت الهوام أو الطير هُزالاً . وخَصَّ

الضَّب لأنه أطول الحيوان ذَماء وأصبرها على الجوع . وفى أمثالهم : أطول ذَماء من الضّب أو الحُبارى لأنها أبْعد الطير نُجْعة تذبح بالبصرة فتوجد فى حَوْصَلِها الحَبَّة الخضراء وبين البصرة ومنابت البَطْم مسيرة أيام وأَياَّم . شُميط رضى الله تعالى عنه أوحى الله إلى داودَ عليه السلام : قل للملأ من بنى إسرائيل لا يَدْعونى والخطايا بين أْضَبانهم لُيِلْقُوها ثم ليدعونى
ضبن ويروى بالنون والثاء فهو بالنون جمع ضبن وبالثاء جمع ضَبْثة على تقدير
ضبث حذف الثاء كقولهم مؤن جمع مأنة . والضَّبْثَة : القَبْضة يقال ضَبَثهُ الأسد وضَبثَ به إذا قبض عليه أى وهم مُحْتقَبوُن للأوزار محتملون لها غير مُقْلعين عنها . ضبوب فى شب . الضبيس فى صب . بضبور فى فش . فى ضبعها فى لو . ضبس فى كل . الضبع فى يت . وضبح فى تع . الضبر فى مظ . خبنه فى ست . الضاد مع الجيم النبىّ صلى الله عليه وآله وسلم أقبل حتى إذا كان بضَجْنَان أو بُعسْفَان لقى المشركين فحضرت صلاةُ الظهر فتذَامَر المشركون فقالوا : هلاّ كنا حَمَلناْ عليه وهم فى الصلاة !
ضجن ضَجْنَان : جبل بناحية مكة . ومنه حديث عمر رضى الله عنه : أنه مَرَّ بضَجْنان فقال : رأيتنى بهذا الجبلِ أحْتَطِبُ مرة وأَخْتَبطُ أخرى على جِمالٍ للخطاب وكان شيخاً غليظاً فأصبحت بِجَنَبَتىِ الناس ومن لم يكن يُبخْعَ لنا بطاعة ليس فوقى أحد . فتذامروا أى فَتَلاَوموا واسْتَقْصَروا أنْفُسَهم على الغفَلِة وتركِ الفرصة . يقال :

- تَذَمَّرَ الرجلُ لام نفسَه على التقصير فى الأمر مثل تَذَمَّم . وقد يكون مثل تَحاضّوا على القتال من ذَمَرَ الرجل صاحَبه . قال عَنْتَر : ... لما رأيت القومَ أْقبلَ جمَعُهْم ... يَتَذامرون كَرَرْتُ غَيرْ مُذَمَّمِ ...
عُسفْان : واد غليظاً من الغلْظة يعنى أنه كان يغلُطَ عليه فى الاستعمال . بَجَنَبتِى أى بجانِبى واَلجْنبْ والجْنَبَة والجُنبْة والجناية واحد يقولون : أنا بجَنْبة هذا البيت ومروا يسيرون بِجَنْبَتَيْه وجَنَا بتيه . بخَعَ له بطاعة : إذا أَقَّر له بها وأذْعَن . انضجعت فى بج . الضاد مع الحاء النبىّ صلى الله عليه وآله وسلم قال سلمةَ بن الأكوْع : غَزَوْنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هَوازِن فبينا نحن مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نَتَضَحَّى . جاء رجلٌ على جمل أحمر فأناخَه ثم انتزع طَلَقاً من حَقَبه فَقَيَّد به الجَمل
ضحا تَضَحَّى : إذا تَغَدَّى . والضَّحَاء : الغَدَاء . الطَّلَقَ : قيد من جُلود . قال رؤبة يصف حماراً : ... مُحَمْلَج أُدْرَج إدراجَ الطَّلَقْ ...
الحَقَب : الجبل الذى يُشَدّ فى حَقْوِ البعير على الرِّفادة فى مؤِخر القَتَب وكأَنّ الطَّلَقَ كان معلقاً به فانتزعه منه وأراد مِنْ موضع حَقَبه وهو مؤخر القَتَب . كتب صلى الله عليه وآله وسلم لحارثة بن قطن ومَنْ بدُومة الجْندل من كَلبْ : إنَّ لنا الضَّاحية من البَعْل ولكم الضامِنة من النخل لا تُجْمَع سارحتُكم ولا تُعَدّ

- فارِدَتكُم ولا يحظر عليكم البنات ولا يؤخذ منكم عُشْر البَتَات . الضَّاحية : التى فى الَبِّر والضامنة : التى فى القُرَى . والبَعْل : الشارب بعروقه من غيُر سَقْى . السّارحة الساَّئمة يعنى لا يُجْمَع بين مُتَفرِّقها وقيل : لا تُجْمَعُ إلى المصدّق ولكن يأتيها فيصدّقها حيث هى . الفاردة : الشّاة المنفردة أى لا تُضَمّ إلى الشاء فتحتسب معها . البَتَات : المتاع . قال صلى الله عليه وآله وسلم العباسُ بن عبد المطلب رضى الله عنه : إن أبا طالب كان يحوطُكَ وينَصُرك فهل يْنَفُعُه ذلك ؟ قال : نعم وجدته فى غَمَرَاتٍ من النار فأخْرَجْتُه إلى ضَحَضَاح وروى : أنّه فى ضَحْضَاح من نار يغْلى منه دِماغُه وروى : رأيتُ أبا طالب فى ضَحْضاح من النار ولولا مكانى لكان فى طَمْطَام
ضحضح هو فى الأصل الماءُ إلى الكعبين . والطّمْطام : مُعظم ماء البحر . وفى حديث أبى المِنْهال قال : بلغنى أنّ فى النار أوْدِيَةً فى ضَحَضْاح فى تلك الأودْية حيات أمثال أجْوازِ الإبل وعقارب أمثال البغال الخُنسْ إذا سقط إليهّن بعضُ أهْل النار أنشأن به نشَطْا ولَسْباً . الأجْواز : جَمْع جَوْز وهو الوسط ومنه قيل للشاة المبيض وسطها جَوْزاء وبها سميت الجُوْزَاء . الخُنْس : القصار الأنوف . النشَّط : اللسع باختلاس وسرعة وكل شىء اختلس فقد انتشط . اللَّسْب واللَّسعْ أخَوان . نَشْطا : منصوب بفعل مضمر أى أنَشْأن به ينشطنه نَشْطا فحذف الفعل ووضع

- المصدر موضعه . وأْنَشأ يستعمل استعمال طَفِق وأَخذ . إِن الناس قُحِطوا على عهده صلى الله عليه وآله وسلم فخرج إلى بِقَيع الغَرْقَد فصلى بأصْحَابه رَكْعَتَيْن جهر فيهما بالقراءة ثم قلب رداءه ثم رفع يديه فقال : اللهم ضَاحَتْ بلادُنا واغْبَرَّتْ أرضُنا وهامَتْ دوابُّنا . اللهم ارحمْ بهائمنا الحائمة والأنعامَ السائمة والأطفال المُحْثَلة
ضحى قالوا فى ضَاحَتْ : هى فاعَلَتْ من ضَحَى إذا برزت للشمس ومعناها كأنَها بارَتْ غيرها من البلاد فى الضَّحْو لعدم النبات وفَقْد ما يَسْتُرُ أديمها من العُشب . وعندى أنها مما رواه ابنُ الأعرابىّ وهو الثقة المأمون قال يقال : ضاحت عِظامهُ إذا تحركت من الهُزال وبرزتْ حتى يرى الناظر حَجْمها . ضَيْحاً وضُيُوحاً وضيحاناً . وأنشد : ... إما تريْنى كالعريش المضْرُوجْ ... ضاحتْ عظامى عن لَقىً مفروْج ... فقد شهدتُ اللهو غير التزليجْ ...
الحائمة : التى تحوم حول موارد الماء أى تدور ولا ترِدُ لعدم الماء ويقال : كان عمر بن أبى ربيعة عفيفاً يصفُ ويعفّ ويحومُ ولا يرِد قال : ... وإنّ بنا لو تعلمين لَغُلَّةً ... إليك كما بالحائمات غَليل ...
المحُثْلَ : المهزول لسوء الرَّضاع يقال : أَحْثَلَتْهُ أمه وقد يكون : أنْ يُحْثِلَه الدهر بسوء الحال . يبعث الله السحابَ فيضحك أحسْنَ الضَّحِك ويتحدَّثُ أحسْنَ الحديث
ضحك أراد البرقَ والرعد وكأنه إنما جعل لَمْعَ البرق أحْسَن الضحك وقَصْفَ الرعد أحسن الحديث لأنهما آيتان حاملتان على التسَّبْيح والتهليل

- عمر رضى الله تعالى عنه أضْحُوا بصلاة الضحى . أى صلوها فى وقتها ولا تؤخرها إلى أنْ يَرْتفَع الضُّحى . رأى رضى الله عنه عْمرو بن حُرَيثْ فقال : أين تريد ؟ قال : الشام فقال : أما إنها ضاحية قومك وهى اللماعة بالركبان
ضحى أى ناحية قومك . والضاحية : الناحية البارزة ومنها قُريَشْ الضواحى . الَّلمَّاعة بالركبان أىْ تَلْمَعُ بهم وتَدعْوهُم إليها وتَطَّبيهم . والَّلمْع : الإشارة الخفية . على رضى الله تعالى عنه فى كتابه إلى ابن عباس : أَلاَ ضحِّ رُوَيْداً فكأنْ قدْ بلغت المدَى . أىْ اصْبِرَ قليلاً واتَّئِدْ . وأصْلُه من تَضْحية الإبل وهى رَعْيُها ضَحَاءِّ على تؤدة فى خلال السير . ابن عمر رضى الله تعالى عنهما رأى مُحْرِماً قد استظلّ فقال : اضْحَ لمن أحْرَمْت له . أى أبرُزْ يقال ضَحِى يَضْحَى وضَحَى يضَحْى . بضاحكة فى أش . يتضحون فى سر . فى الضحاء فى كب . الضاحية من الضحل فى ند . ضحا ظله فى وج . ضح فى كل . أضحيان فى دى . الضحى والضبح فى دث . ضحضاحها فى حن . الضاد مع الراء النبى صلى الله عليه وآله وسلم نهى عن بَيْعِ ما فى بطون الأنعام حتى تَضَع وعما فى ضُروعها إِلا بكيل وعن شراءِ العبد وهو آبق وعن بيع الغنائم حتى تُقَسَّم وعن شراء الصَّدقَات حتى تقبض وعن ضَربْة الغائص

- ضرب هى أن يقول : أغُوصُ غَوْصَةً فما أخرجتهُ فهو لك بكذا فنهى عنها لأنها غَررَ وكذلك سائر ما ذكر . مَرَّبى جعفر فى ملأٍ من الملائكة مضّرج الجَناحين بالدم
ضرج أى مُرَ مّلها ومنه ضَرّج الثوب إذا صبغه بالحُمْرة خاصة . وعن ابن دريد : ربما اسْتُعْمِل فى الصُّفْرة . قيل له صلى الله عليه وآله وسلم : أَنَرى ربنا يوم القيامة ؟ فقال : أتضارّون فى رؤية الشمس بغير سحاب ؟ قالوا : لا . قال : فإنكم لا تضارّون فى رؤيته وروى تضارُون بالتخفيف وتُضامّون وتضامُون بالتخفيف والتشديد
ضرر أى لا يضارّ بعضكم بعضاً بمعنى لا يخالف يقال ضاررته إذا خالفته قال الجعدىّ : ... وخَصْمَىّ ضرار ذَوَىْ تُدْرَأٍ ... متىَ يَأتِ سلْمِها يَشْغَبَا ...
ولا تضامّون أى لا يزاحم بعضكم بعضا ولا يقال : أرنيه كما تفعلون في رؤية الهلال ولكن ينفرد كل برؤيته . ولا تضامُون من الضيمّ أى تستوون فى الرؤية حتى لا يضَم بعضُكم بعضاً وكذلك لا تضارُون من الضَّيْر . دُخل عليه صلى الله عليه وآله وسلم ياْبَنىْ جعفر بن أبى طالب فقال لحاضنتهما : مالى أراهما ضارِعين ؟ فقالت : تُسْرعُ العين إليهما فقال : اْسَترْقُوا لهما
ضرع أى ضَاوِيين وقد ضَرِع الرجل إذا استكان وخَضع ضَرَعاً وضراعة وضَرع مثله . البيت المعمور الذى فى السماء يقال له الضُّراع وهو على مَنَا الكعبة . وفى حديث علّىٍ رضى الله تعالى عنه إنّ ابنَ الكَوّاء قال له : ما البيت المعمور ؟

- فقال : بيت فى السماء يدعى الضُّراح يدخله كل يوم سبعون ألف ملك على ثُكْنِتِهَمْ . وعن ابن الطّفيل : سمعت عليا رضى تعالى عنهما وسئل عن البيت المعمور فقال : ذاك الضّراع بيت بحيال الكعبة يدخله كلَّ يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه حتى تقوم الساعة وروى عنه رضى الله تعالى عنه : هو بيت فى السماء تِيفَاق الكعبة وروى : نتاق الكعبة
ضرح أى مِطلٌ عليها من قوله تعالى وإذْ نَتَقَنْا اَلَجَبلَ فَوْقهُمْ كأنهُ ظُلِهُ . وفيه لغتان : الضُّراح والضَّريح قال مجاهد رحمه الله تعالى فى قوله تعالى : والبَيْتِ المَعْمُورِ هو الضريح وهو من المضارحة بمعنى المعارضة والمقابلة يقال ضارحْ صاحبك فى رأيه ونيّته قال : ... ومبنية تَلغْىَ الرواة بذكرها ... قضيت وأجْراها القرين المُضارح ...
لكونه مقابلا للكعبة ومن رواه بالصاد غير المعجمة فقد صَحفَّ . وسألنى عنه بعض المشيخة المتعاطين لتفسير القرآن وأنا حدَثَ فطفق يلاجّنى ويزعم أنه بالصاد حتى رويت له بيت المعرى : ... وقد بلغ الضُّراح وساكنيه ... نَثاك وزار من سكن الضَّريحا ...
ورأيته كيف قصد الجمع بين الضُّراح والضَّريح ليجنس فسكن ذلك من جماحه . على مَنا الكعبة أى على قدرها وقيل بحذِائها . يقال : دارى مَنا داره وحِيالها وتيِفاقها بمعنى . الثُّكْنة : الراية أى يدخلونها برايات لهم وعلامات لهم . إن المُسلم المُسَددِّ ليُدْرِك درجة الصَّوَّام القوام بآيات الله بحسن ضريبته
ضرب هى خُلُقه وطبيعته . وهى الضرْب كأنها ما ضرب عليه كما قيل : طبيعته ونحَيِتَتُه . أى ما طُبع عليه ونُحت . قال زهير : ... ومَنْ ضريبته التقوى ويعِصُمه ... من سِّىء العثرات الله والرِحمُ ...
عن أبى هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : إذا نادى

- المنادى أدُبر الشيطانُ وله ضَريط
ضرط أى ضُراط كنَهيق وشحيح فى نُهاق وشُجاح . أبو بكر رضى الله تعالى عنه عن قيس بن أبى حازم : كان يخرج إلينا وكأنّ لحيته ضُرَام عَرْفج
ضرم هو لهب النّار شبهّها فى احمرارها لإشباعه إِيَّاهَا بالحناء بسنا نارا لعْرفج . وخصّ العَرْفج لأن لهبَ نارِه أسطع لإسراع النار فيه وروى ضرامة عرْفج . وهى الشعلة . اكل رضى الله عنه مع رجل به ضِرْوٌ من جُذام
ضرو الضّرو بالكسر : الضارّى ومنه : إنَّ قيْساً ضِراءُ الله . جمع ضِرْو شِّبهوا بالسباغ الضَّارية فى شجاعتهم أى به داء قد ضَرِىَ به ولهَجَ لا يفارقُه فإن روى بالفتح فهو من قولك : ضَرا الجُرحُ يضرو ضَرْواً . وعِرْق ضارٍ وضَرِىّ لا ينقطع سيلانهُ أى به قُرْحة ذات ضِرْو ولا تزال تُصّدِ وقُرح المجاذِيم كذلك عافانا الله من مثل ما ابتلاهم به وصبّرهم عليه . عثمان رضى الله عنه قال خبيب بن شَوْذب : كان الحِمى حِمَى ضَرِيّة على عهد عثمان سَرْح الغنم ستة أميال ثم زاد الناس فيه فصار خَيالٌ بإمَّره وخيال بأسْود العين . قال : وحمى الرَّبذَة نحو من حَمَى ضَرِيّة
ضرى ضَريَة : اسم امرأة سمى بها الموضع . سَرْح الغنم أى موضع سَرْحها . الخَيَال : خشبة ينصبونها وعليها ثياب سود لُيعلم أنها حِمى . إمّرة وأسود العين : جبلان . قال : ... إذا غاب عنكم أسْود العين كُنْتُمُ ... كراما وأنتمْ ما أقام لئام

- علىٌّ رضى الله تعالى عنه والله لَوَدّ معاوية أنه ما بقى من بنى هاشم نافخ ضَرَمة إلا طَعَن فى نَيْطه
ضرم الضَرمة : النار عن أبى زيد . يقال : طعن فى نيطه أى فى جنازته ومن ابتدأ بشىء أو أدخل فيه فقد طَعن فيه . وقال غيره : طُعن على لفظ ما لم يُسَمَّ فاعِلهُ . والنَّيْط : نياط القلب أى عِلاقته التى يتعلق بها وإذا طُِعن مات صاحبه . نهى رضى الله عنه عن الشرب فى الإناء الضَّارى . هو الذى ضُرَّىَ بالخمر فإذا جعل فيه العصير أو النبيذ صار مُسْكِراً . وقيل :
ضرى هو السائل من ضرا يضروا إذا سال لأنه ينغص الشُّرب على شاربه . دخل رضى الله عنه بيتَ المال فأضرط به
ضرط أى استخف به من قولهم : تكلّم فلان فأضَرط به فلان وهو أنْ يحكى له بفيه فعل الضارط هُزءًا وسخرية . مُعاذ رضى الله تعالى عنه قال للنَّخَع : إِذا رأيتمونى صنعتُ شيئاً فى الصلاة فاصنعوا مثلَه فلما صلىّ بهم أضَرَّ بعينه غصن شجرة فكسره فتناول كلُّ رجل منهم غصنا فكسره فلما صلىّ قال : إنى إنما كسرته لأنه أضَرّ بعينى وقد أحْسَنْتُم حين أطعتم
ضرر أى دنا من عينى وركبها يقال أضرَّ فلان بفلان إذا لصق به دنوّاً . وقال ابن دُريَد : كلُّ شىء دنا منك حتى يزحمك فقد أَضَّر بك وسحاب مُضِرّ إذا كان مسفّاً . قال الهُذِلّى : ... غَدَاةَ المليح يوم نحن كأننا ... غواشى مُضّرٍ تحت ريح ووابل ...
قال الأصمعى : شَبَّه جيشهم بسحاب قد أسف . سُمرة بن جُنْدبَ رضى الله تعالى عنه إنه يجزىء من الضَّارورة صَبُوح أو غَبُوق . هى الضرورة . قال ابن الدُّمينة : ... أثيبى أخا ضارورة أصْفقَ العِدى ... عليه وقَلَّتْ فى الصديق أواصرُه

- أى إنما يحل من الميتة للمضطر أَنْ يْصَطْبح منها أو يغتبق وليس له أنْ يجمع بينهما . أبو هريرة رضى الله تعالى عنه كره الضَّرْس
ضرس هو صمْتُ يوم إلى الليل سمى ضرْساً كما سميت الحِمْية أزماً لأن الصامت يطّبق فاه ويضمّ بعض أَضراسه إلى بعض كالعاضّ . ابن عمر رضى الله تعالى عنهما لا تتبع من مُضْطَرٍ شيئا
ضرر هو المضهد المُكْرَه على البيع مُفْتعَلَ من الضرورة . ابن عبد العزيز رحمه الله تعالى كان عنده ميَمْوُن بن مَهْران فلما قام من عنده قال : إذا ذهب هذا وضُرباؤه لم يبق فى الناس إلاَّ رجَاجة من الرَّجاج
ضرب جمع ضَريب وهو المِثْل وكأنَ أصْله من ضريب القدِاح ثم كثر حتى استعمل فى كل نظير . الرجَّاَج مثل الرعاع . ضرة فى بر . الضراع فى تب . الضريب فى حت . الضريح فى دج . ضراء الله فى سوء . ضرب فى مع اضرس فى حب ضرس فى كل . ضرع فى قف . ضُرِب كعبه فى ده . واضطربت فى ضن . ضريّة فى نق . ضرر فى سه . فضرب فى شز . إلى ضِرْس فى لع . ضرب الحق فى ذف . فضرجوه فى أب . ضرب يعسوب فى عس . بالمضرج فى فد . بضرس فى ذم . الضاد مع الزاى عمر رضى الله تعالى عنه بعث بعامل ثم عزله فانصرف إلى منزله بلا شىء ؟ فقالت له امرأته . أيْنَ مرافِقُ العمل ؟ فقال لها : كان معى ضَيزْنَان يحفظان ويعلمان
ضزن يعنى الملكين يقال : جعلت ضَيْزناً لفلان هو أنْ ترسل بُنْدارا ثم ضاغطا عليه وهو الآخذ على يديه دون ما يُريده وهو يَضْزِنُنىِ ويَضْزُنُنِى بمعنى يَضْبِنُنى أى يَحْبِسنى . قال :

إن شَرِيَبكْ لضَيْزنَانْ ... عند إزاء الحوض مِلْهَزَانْ ... عَجّل فأَصدر قبل يُورِدَانْ ...
والمضَارنة فى الورد المزاحمة . ويقال : الجارُ ضَيْزان عليك إذا كان سَيِّىء الخُلُق . الضاد مع الطاء الضياطرة فى حم . الضاد مع العين النبى صلى الله عليه وآله وسلم قال فى غزوة خَيْبر : من كان مُضِعْفاً او مُصْعِبا فَلْيَرْجِع
ضعف أى ضعيف البعير أو صَعْبه . وعن عمر رضى الله تعالى عنه المُضْعِف أمير على أصحابه . يعنى فى السَّفَر لأنهم يسيرون بسيره . عن أبى هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال لى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ألاَ أنبئك بأهْلِ الجنة ؟ قلت : بلى ! قال : كلّ مُتَضَعّفَ ذى طِمْرين لا يُؤْبهَ له لو أقَسْمَ على الله لأبره . ألا أنبئك بأهل النار ؟ كل حَظّ جَعِظ مستكبر . قلت : ما الجظّ ؟ قال : الضخم . قلت : ما الجَعِظ ؟ قال : العظيم فى نفسه . تضعفتهُ بمعنى اْسَتْضَعْفتُه أى استضعفه الفقرُ ورثاثة الحال . القَسَمَ على الله : أنْ يقول : بحقك يا ربّ فافعل كذا . قيل للضخم اَلجْظّ من جظّة بالغُصّة إذا كظه بها أى أشْجَاه كما قيل له جرائض من جَرض وللمتعظم الَجعِظ لذهابه بنفسه من أجَعظَ الرجلُ إذا هرب . قال العجاج : ... بالجفرتين أجْعَظُوا إجعاظا

- فى الحديث : اتقّوا الله فى الضّعيفين
ضعف هما المرأة والمملوك . فيضعف فى عض . فتضعفت فى رى . تضعضع بهم فى صع . مضعفهم فى كف . الضاد مع الغين النبى صلى الله عليه وآله وسلم أُهْدِيَتْ له ضغابيس فَقَبِلَها وقَبَّلهَا وَاكل منها
ضغبس هى صغار القِثّاء الواحد ضُغْبُوس . وقال الأصمعىّ : هو نبت ينبت فى أصول الثُّمَام يشبه الهْلَيْون يُسْلَقُ بالخلِّ والزيتِ ويُؤكل . ويقال لأغصان الثُّمام والشوك التى تُؤكل ضَغَابِيس وللرجل الضعيف ضُغْبُوس على التشبيه . وقيل لعجوز : ما طعامك ؟ فقالت : الحار والقار وما حشّت به النار وإن ذُكِرَت الضَّغَابيس فإنى ضِغَبِه . أى مشتهية لها وليس هذا بمشتق منه لأنَّ السين فيه غير مزيدة وإِنما هو منه كسبط من سبطر ودمث من دمثر ولا فصل بين حرف لا يزاد أصلا وبين حرف وقع فى موضع غير الزيادة وإن عُدَّ فى جملة الزوائد . وفى حديث آخر : إِن صَفْوَان بن أمّية أهْدَى لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ضغابيس وجِدَاية . الجِداية والجَداية : الصغير من الظباء ذكراً كان أو أنثى . وفى الحديث : لا بأس باْجِتنَاء الضَّغَابِيس فى الحرم . دعا صلى الله عليه وآله وسلم على عُتْبة بن عبد العُزَّى فقال : اللَّهم سَلِّطْ عليه كلباً من كلابك فخرج عُتْبةَ فى تَجْرٍ من قريش حتى نزلوا بمكان من الشام يقال له الزّرقاء ليلاً فعدا عليه الأسد من بين القوم فأخذ برأسه فَضَغَمَه ضَغْمَةً فَدَغهَ
ضغم الضَّغْم : العَضّ بشدة ومنه الضَّيْغَم . الفَدْغ : الشَّدْخ . عمر رضى الله تعالى عنه طاف بالبيت فقال : اللهم إنْ كَتَبْتَ علىَّ إثْماً أو ضِغثاً فامحه عنى فإنك تمحو ما تشاء وعندك أمُّ الكتاب

- ضغث هو من العمل ما كان مختلطاً غيَر خالص فِعْل بمعنى مفعول كالذِّبح والحِمْل من ضَغَث الحديث إذا خلطه وأنانا ضَغيثة من ناس اى جماعة ملتبسة دَخِلٌ بعضها فى بعض ومنه قولهم للحُزْمة من خَلىُ أو غيره : ضِغْث وللأحلام الملتبسة أضغاث . وفى حديث أبى هريرة رضى الله عنه أنه أرْدفَ غلامه خلفه فقيل له : لو أنزلته فيسعى خلفك ! فقال : لأن يسير معى ضْغِثَان من نار يحرقان منى ما احرقا أحبُّ إلّى من أن يسعى غلاِمى خَلفْىِ . عمر رضى الله تعالى عنه انتهى عَجِبَى عند ثلاث : المرء يَفّر من الموت وهو لاقيه والمرء يرى فى عين أخيه القذاة فيعُيبها ويكون فى عينه الجِذْع لا يعيبه والمرء يكون فى دابته الضّغْن فيُقّومهُا جهده ويكون فى نفسه الضّغْن فلا يُقوِّم نفسَه
ضغن هو التواء وعُسْر فى الدابة وقد ضَغَنَتْ ضِغنْاً ومنه الضِّغْن واحد الأضغان وقناة ضَغِنة وفيها ضَغَن أى عِوَج أراد فَعَلات هؤلاء فلذلك أنثّ العدد . الضغث فى لح . وضغم فى عش . بالضغث فى غر . ضاغط فى عر . ضواغى فى لو . الضاد مع الفاء النبى صلّى الله عليه وآله وسلم لم يشبع من خُبْزٍ ولحم إلا على ضَففَ وروى : على شَظَف
ضفف هما الشّدة والضِّيق . قال الأعرابىّ : الضّفف والَحفف والقَشف كلهّا القلة والضيق فى العيش وقال الفراء : جاءنا على ضَففَ وحَففَ أى على حاجة أى لم يشبع وهو رافهِ الحال متسع نطاق العيش ولكن غالبا على عيشه الضيق وعدم الرفاهية . وقيل : الضفف اجتماع الناس يقال : ضَفّ القوم على الماء يضِفُّون ضَفّاً وضففاً وأنشد الأصمعى لغيلان : ... ما زُلْتُ بالعُنْفِ وفوق العنفِ ... حتى اشْفَتَرَّ الناسُ بعد الضَّفِّ ...
وجاء فى ضَفَّةٍ من الناس أى فى جماعة وكلمتنى عند ضَفّة الحاج . وماء مضفوف : كثرت واردته أى لم يأكل وحَده ولكن من الناس

- أوْتَرَ صلى الله عليه وآله وسلم بسبعٍ أو تسْعٍ ثم اضطجع ونام حتى سُمع ضفَيزُه ثم خرج إلى الصلاة ولم يتوضأ وروى : فخيخُه وغطيطُه وخطيطُه ورواه بعضهم : صفيرهُ
ضفز ومعنى الخمسة واحد وهو نخير النائم إنما لم يجددّ الوضوء لأنه كان معصوما فى نومه من الَحدَث . مرّ صلى الله عليه وآله وسلم بوادى ثَمودَ فقال : يأيّها الناسِ إنكم بواد مَلعْون من كان اْعَتَجَن بمائْة فَليضْفِزْه بعَيره . وقال صلى الله عليه وآله وسلم لعلى رضى الله تعالى عنه : ألا أن قوما يزعمون أنهُمْ يحبونك يُضفزون الإسلام ثم يلفِظونه ثم يُضْفَزُونه ثم يلفظونه ثلاثا ولاَ يقْلبَونه . الضَّفْز : التلقيم والضَّفِيزة : اللُّقْمة الكبيرة . ما على الأرض نقس تموت لها عند الله خير تُحِبُّ أن ترجع إليكم ولاَ تُضافُرِ الدنيا إلا القتيَل فى سبيل الله فإنه يُحِب أنْ يرجع فيقتَل مرة أخرى
ضفر المضافرة : الملابسة والمداخلة فلان يُضافر فلانا أى لا يحب معاودَة الدنيا وملابستها إلا الشهيد . وهو عندى مفاعلة من الضَّفْر وهو الأفْر . قال الأصمعى : يقال ضَفَرَ يَضْفرُ ضفراً إذا وثب فى عَدْوه وطَفر وأفَر مثله أى ولا يطمح إلى الدنيا ولا يَنْزُو إلى العود إليها إلّا هو . إذا زَنَت الأمة فبِعْها ولو بَضفير . هو الجبل الَمَفْتُول من الشَّعَر . عمر رضى الله تعالى عنه سمع رجلا يتعَّوذ من الفِتن فقال : اللهم إنى أعوذ بك من الضَّفَاطة . فقال له : أتسأل ربّكَ ألاّ يرزقك أهلا ومالاً ! وفى حديثه الآخر : إن أصحاب محمد تذاكروا الوِتْر فقال أبو بكر : أما أنا فأبدأ بالوِتْر وقال عمر : لكنى أوِتر حين ينام الضَّفْطَى

- ضفط الضَّفَاطة : ضعف الرأى والجهل وقد ضَفَط ضفَاطة فهو ضَفِيط وهم ضَفْطى كَحْمقَى ونَوْكى . وفى حديث ابنِ عباس رضى الله عنهما لو لم يطلب الناسُ بدم عثمان لرُمُوا بالحجارة من السماء فقيل له : أتقول هذا وأنت عامل لفلان ؟ فقال : إن فىّ ضَفَطَات وهذه إحدى ضَفَطَاتى . الضفَّطْة للمرة كالحمقة . وعن ابن سيرين رحمه الله أنه شهد نكِاحاً فقال : أين ضَفَاَطتُكم ؟ أراد الدّف لأنه لعب ولهو فهو راجع إلى ما يُحَّمق صاحبهُ فيه . وعنه رحمه الله تعالى أنه كان ينكر قول مَنْ قال : إِذا قعد إليك رجل فلا تقم حتى تَسْتَأذَنِه . وبلغه عن رجل أنه استأذن فقال : إنى لأراه ضِفَيطاً . ذهب عمر رضى الله تعالى عنه إلى قوله تعالى : إنما أَمْوَالُكُمْ وأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَهٌ وكره التعوّذ منها
علىّ رضى الله تعالى عنه نازعه طلحة بن عبيد الله فى ضفَيرة كان علىّ ضفرها فى واد كانت إحدى عُدْوَتىِ الوادى له والأخرى لطلحة فقال طلحة : حمل على السيول وأضرّنى
ضفر هى المُسنّاة وضَفْرُها : عَمُلها من الضَّفرْ وهو النَّسْجِ . جابر رضى الله تعالى عنه ما جَزرَ عنه الماء فى ضَفِير البحر فَكُلْ . أى فى شَطّه وهو الجانب الذى علاه الماء فبطحه . النَّخعىّ رحمه الله الضَّافر والمُلَبِّد والمُجَمِّر عليهم الحَلقَ . الضافر : الذى ينسج قوى شعره . والمُلَبِّد : الذى يعمد إلى صَمْغ أو شىء لُزج فيلبد به شعره . والمُجَمرِّ : الذى يجمع شعره ويعقده فى قفاه وهى الجمائر والضفائر . يضفرونه فى حد . أو ضَفّر فى لب . ضَفِّار فى ضع . ضفرة فى حظ . ضفف فى حف

- الضاد مع اللام النبى صلى الله عليه وآله وسلم لما نظر إلى المشركين يوم بدر قال : كأنكم يا أعداء الله بهذه الضَّلعَ الحمراء مُقَتِلَّين . وفى حديث آخر أنه قال يوم بدر : إن جَمْع قُريش عند هذه الضِّلعَ الحمراء من الجَبل
ضلع قال علىٌّ رضى الله تعالى عنه : فلما دنا القومُ وصافنّاهم إذا عُتْبة بن ربيعة يسير فى القوم على جمل أحمر وهو يَنْهَى عن القتال ويقول لهم : يا قوم إنى أرى قوماً مُستَمِيتين يا قوم اعْصِبوها اليوم برأسى وقولوا : جَبنُ عُتبْه وقد تعلمون أنى لست بأجْبِنَكم فقال له أبو جهل : والله لو غُيرك يقولُ هذا لأعْضَضْتُه وقد مُلىء جوفُك رعباً وروى : قد مُلىءَ سَحْرك : فقال له عتبة : وإياى تعنى يا مُصَفِّراسْتِه ! ستعلم أينا اليوم أجبن . الضَّلعَ : جُبَيْل مُسْتَدقّ مستطيل يقال : انزِلْ بتلك الضِّلعَ . وعن الأصمعى : أنه وُجِدَ بدِمشق حجر مكتوب فيه : هذا مِنْ ضلع أضَاخ . المُصَافنة : الموافقة فى مركز القتال من الصّفون . المستميت : المقاتل على الموت ومثله المستقِتل . قال حمزة بن عبد المطلب رضى الله عنه : ... بكفىّ ماجِدٍ لاَ عيَبْ فيه ... إذا لِقَى الكريهة مُسْتَمِيتُ ...
الضمير فى اعْصِبوها للسُّبة التى تلحقهم بالفرار من الحرب . السَّحرْ : الرئة يقال للجبان : انتفخ سَحْره نسب أبا جهل إلى التَّوضْيِع والتأنيث بقوله : يا مُصَفِّراسْتِه . وقد قال فيه بعض الأنصار : ... ومِنْ جهلٍ أبو جهل أبوكمْ ... غزا بدرا بمَجْمَرَةٍ وتَوِرْ

- وقيل : هى عبارة عن الَّتَرفُّه . وهذا مشروح فى كتاب المستقصى . قال صلى الله عليه وآله وسلم لبنى العنبر : لولا أنّ الله لا يحب ضلالَة العمل ما رزأناكم عقالا . وأُخِذَتْ لامرأة منهم زريبة فأمر بها فرُدّتْ
ضلل ضلالةُ العمل : بُطْلانه وضَياعه من قوله تعالى : ضَلَّ سَعْيُهُمْ فى الحْيَاةِ الدُّنْيَا ما رزأناكم : ما نَقَصْنَاكُم ومنه الرجل المُرَزَّأ وهو الذى تقع النقصانات فى ماله لسخائه . الزَّريبة : الطَّنفْسِة . أتى صلى الله عليه وآله وسلم قومه فَأَضَلّهم . أى وجدهم ضلالا كأجبنتُه وأفحمته وأبخلته . ابن الزبير رضى الله تعالى عنهما نازع مَرْوان عند معاوية فرأى ضَلْع معاوية مع مروان فقال : أطِع الله نُطِعْك فإنه لا طاعة لك علينا إلا فى حق الله ولا تِطْرقْ إطراقَ الأُفْعوان فى أصول السَّخْبر
ضلع الضَّلعْ : الميل وفى أمثالهم : لا تَنْقِشِ الشوكة بالشوكة فإن ضَلعْهما معهما . الأُفْعوان : ذكر الأفاعى . السَّخْبر : شجر . قال حسان : ... إِنْ تَغْدِرُوا فالغْدرُ منكم شيمة ... واللؤم ينبت فى أُصُوِل السَّخْبِرَ ...
شبهه فى المعادة بالأُفعوان المطرق لأنه يُطْرِق عند نفث السم . قال تأبط شرا : ... مُطِرق يَرشْحُ موتاً كما ... أطرق أفعى ينفث السم صلّ ...
فضالة الإبل فى عف . وضَالَة فى قع . ضليع الفم فى شذ . لضليع فى ضا . فاضطلع فى دح . الضالة فى أو . أضل الله فى دغ

- الضاد مع الميم النبى صلى الله عليه وآله وسلم مَنْ صام يوماً فى سبيل الله باعَدهُ الله من النار سبعين خريفاً للمُضَمِّر المُجيد
ضمر هو الذى يُضَمِّر خيلَه لغزو أو سباق وهو أن يظاهر عليها بالعلف حتى تسمن ثم لا يعلفها إلا قوتاً لتِخفّ . المجيد : صاحب الجياد . قال خداش : وأبرح ما أدامَ اللهُ قومى ... بحمد الله مُنْتَطِقاً مُجِيداً ...
ومعناه أن الله يباعده من النار مسافة سبعين سنة بركض المضامير الِجياد من الخيل . كان لعامر بن ربيعة ابن اسمه عبد الله رضى الله عنهما فأصابته رَمْية يوم الطائف فضَمِن منها فقال النبى صلى الله عليه وآله وسلم لأمه وقد دخل عليها وهى نَسْء أبشر بعبد الله خَلفَاً من عبد الله فولدت
ضمن غلاماً فسمته عبد الله فهو عبد الله ابن عامر . ضَمِن الرجل إذا زمَنِ فهو ضَمِنٌ . ومنه قول عمر رضى الله عنه : من اكتتب ضَمِناً بعثه الله ضَمِناً وهو الرجل يضرب عليه بالبعث فيعتالّ ويتمارضَ ولا مرض به ويحكى أن أعرابياً جاء إلى صاحب العرض فيقال : ... إن تكتبوا الضَّمْنى فإنى لِضَمْن ... مِنْ داخل القلب وداء مُسْتكن ...
النَّسْء : الحامل لتأخر حيضها عن وقته . على رضى الله تعالى عنه من مات فى سبيل الله فهو ضامنٌ على الله . أى ذو ضمان عليه لقوله تعالى : وَمَنْ يَخْرُجُ مِنْ بيَتْهِ مُهاجِراً إلى اللِه وَرَسُولهِ . . . الآية . طَلْحة رضى الله تعالى عنه ضَمَّد عينَه بالصَّبِر
ضمد الضَّمْد : العَصْب والشد يقال ضَمَدْتُ رأسه بالضِّماد وهى خرقة تُلَفُّ على الرأس

- من قبل الصداع واضْمِد عليك ثيابك وعمِامتك اى شدها وأجِدْ ضَمْدَ هذا العْدِل أىْ شُدّه . ومنه ضَمْدُ المرأة وهو جمعها خليلين . والمعنى عَصَب عينه وعليها الصَّبِر أى وقد جعل عليها الصَّبِر ولَطَّخها به وقد يقال : ضَمَد الجُرح إذا جعل عليه الدواء وإن لم يَعْصِبْه ويقال للدَّواء الضَّمادة . والضَّمادة أيضاً العِصابة وبالصاد : صَمّد رأسه تصميداً . معاوية رضى الله تعالى عنه خطب إليه رجلٌ بنتا له عَرْجاء فقال : إنها ضَميلة فقال : إنى أردتُ أنْ أَتَشَرّفَ بمُصاهرتك ولا أريدُ بها السِّباق فى الحَلبْة فزوّجه إياها . قيل هى الزَّمِنة فإن صحت الروِّاية بالضاد فاللام بدل من النون كقولهم : فى أُصَيْلان أصَيْلال وإلا فهى صَميلة بالصاد
ضمل قيل لها ذلك ليُبْسٍ وجسود فى ساقها من قولهم للسِّقاء اليابس : صَمِيل وقد صَمَل وصمُل صَمْلاً وصُمولا وكل يابس فهو صامل وصَميل . قال أبو عبيدة : يقولون : ما بقى لهم صميل إلا بُيضِّ أى مُلىءِ . ومنه قيل : الصَّميل للرجل الضئيل . ابن عبد العزيز رحمه الله تعالى كتب إلى ميمون بن مِهْران فى مظالم كانت فى بيت المال أنْ يَرُدّهَا إلى أرْبابها ويأخُذَ منها زكاة عامها فإنه كان مالا ضِمارا
ضمر هو الغائب الذى لا يُرجَى يعنى أنّ أرْبابه ما كانوا يرجون رَدّه عليهم ولم تَجِبْ الزكاة فى السنين التى مَرّت عليه وهو فى بيت المال . قال الراعى : ... طلبن مزَاره فأَصْبَن منه ... عطاء لم يكن عِدةً ضِمارا ...
وهو من الإِضمار تقول : أضمرتُه فى قلبى إذا غيبته فيه ونظيره من الصفات : رجل هِدان وناقة كِناز ولِكاك . عِكرمة رحمه الله تعالى لاَ تشْتر لبن الغنم والبقر مُضَمَّنا

- أى وهو فى الضَّرْع يقال : شرابك مضمن إذا كان فى إناء . الضامنة فى ضح . وضَمْد فى عذ . بالأضاميم فى أب . المضامين فى لق ضميس فى كل . وضمد فى عب . ضمنائهم فى وع . وتضامون فى ضر . ضمر فى شج . ضمنة فى سن . ضَمِناً فى كت . ضمنه فى ش . الضاد مع النون ابن عمر رضى الله تعالى عنهما جاءه أعرابّى فقال : إنى أعطيت بعض بِنَىّ ناقةً حياتَه وإنها أضْنَتْ واضطربتْ . فقال : هى له حياتَه ومَوتَه . قال : فإنى تصدقتُ بها عليه قال : فذلك أبعدُ لك منها
ضنى يقال : ضَنَتِ المرأةُ تَضْنِى ضَناءً وأضْنَتْ وضنأَتْ تَضْنَأُ ضَنْئاً . وأضنأتْ إذا كَثُرتَ أولادُها . أثبت أصحاب الفَرّاء والزَّجَّاج فَعلَ وأْفَعل مَعاً فى الهمز وغير الهمز ولم يُثبتْ غيرهم أفعل فى غير الهمز . لم يجعل للأب الرجوع فَيما نَحَلَ ولده وجعله له حياته ولورثته بعده . فى الحديث إن لله ضَنائنَ من خَلقْه يُحْييهم فى عافية ويُميتهم فى عافية
ضنن أى خصائص جمع فعَيلة من الضَّنّ وهى ما تختصه وتضِنّ به لمكانه منك وموَقْعِه عندك . ومنه قولهم : هو ضِنِّىَ من بين إخوانى . ضناك فى أب مضنوك فى شم . الضاد مع الواو النبى صلى الله عليه وآله وسلم لا تَسْتضَيِئُوا بنار المشركين . ولا تنقُشوا فى خواتمكم عربياً
ضوء ضَربَ الاستضاءةَ بنارهم مثلا لاستشارتهم فى الأمور واستطلاع أرائهم . وأراء بالنقّش العربى " محمد رسول الله " لما روى أنه اتخذ خاتماً من فضة ونقش فيه

" محمد رسول الله " . وقال : لا ينقُشْ أحد على نَقْشِه . وإنما قال : عربيا لاختصاص النبى العربى به من بين سائر الأنبياء . وعن عمر رضى الله تعالى عنه : لا تنقُشوا فى خواتمكم بالعربية . أصاب صلى الله عليه وآله وسلم هوازن يوم حُنين فلما هبط من ثَنِيَّة الأراك ضَوَى إليه المسلمون يسألونه غنائمَهم حتى عَدَلوا ناقَته الى سُمراتٍ فمرشَ ظهره
ضوى ضَوىَ إليه ضَيّاَ وضَوِيّاً وانضوى إليه إذا أوى إليه وأضواه : آواه وانضوى فى مطاوعة أضواه غريب كاْنَزَعَج فى أزْعَج . وقد جاء ضَواه كما جاء أواه فهو على قياسه المطرد . عَدَله : صَرفَه وعطفه عَدلاً وعَدل بنفسه عُدولا . المَرْش : الخَدْش الخفيف وفلان يمَترْشُ الطَّعام إذا تناوله من أطراف الصَّحْفة . فى الحديث . اغتربوا لا تُضوُوا . اى تزوجوا الغرائب دون القرائب لا تجَيئوا بأولادكم ضَوايا والضاوى : النحيف . وكانوا يقولون : إن الغرائب أنْجَب . قال : ... فَتىَ لم تَلِدْه بنتُ عم قريبةٌ ... فَيَضْوَى وقد يَضْوَى رَديِدُ القرائب ...
ضاءت فى فض ضوضوا فى ثل . الضاد مع الهاء شُريح رحمه الله تعالى كان لا يُجيز الاضطهادَ ولا الضُّغْطة
ضهد قيل : هو القهر والإلجاء من الغريم وأَنْ يَمْطُل بما عليه ثم يقول الغريم : دع لى كذا وأعجّل لك الباقى . والاضطهاد : افتعال من ضَهد . يقال . ضهَده إذا قهره واضطهده فهو مَضْهود

- ومَضْطَهد . ويقولون : إن تلقنى لا تلق ضُهدة واحد : أى لست بمن يضَهْدَه رجل واحد . وأنشد أبو عمرو ... . إن تَلْقِنَى لا تلق ضُهْدة واحد ... لا طائش رعشٍ ولا أنا أعْزَلُ ...
وتَضْهُلها فى ك . الضاد مع الياء النبى صلى الله عليه وآله وسلم نهى عن الصلاة إذا تَضَيَّفَتِ الشمس للغروب
ضيف ضاف يَضِيف ك مال يقال : ضاف السهمُ عن الهدف وضفت فلاناً إذا ملت إليه ونزلت به وتَضَيَّف تَفَعَّل منه . ومنه حديث عُقْبَة بن عامر رضى الله عنه : ثلاث ساعات كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ينهانا أن نُصَلَّىَ فيها وأن نَقْبَر فيها موتانا : إذا طَلَعَتِ الشمس حتى ترتفع وإذا تَضَيَّفَتْ للغروب ونصف النهار . مَنْ ترك ضَيَاعاً فإلّى
ضيع أى عِيالاً ضُيعَّاً فسماهم بالمصدر ولو كسرت الضاد لكان جمع ضائع كجِياع فى جائع . ومثله قوله صلى الله عليه وآله وسلم : من ترك كَلاً فإلى الله ورسوله . أى يُرزقون من بيت المال . من اعتذر إليه أخوه من ذَنْبٍ فَرَدَّه لمَ يَرِدْ على الحوض إلامُتَضَيّحَأ
ضيح أى متأخراً عن الواردين لأن مَنْ يَردِ آخراً شرب البقية الكَدِرَة المشبهة للضَّياح وهو السَّمار . والتَّضَيُّح : شرب الضَّيَاح يقال : ضَيَّحْته فَتَضَيَّحَ

- علىّ رضى الله تعالى عنه إن ابنَ الكَوَّاء وقَيْس بن عبادة جاءاه فقالا : أتيناك مُضافين مُثقلين
ضيف أى مُلجَأينْ ومن فسّره بخائفين مِن أضاف من الأمر إِذا حاذره وأشفق منه ومنه المضُوفة فوجههُ أن يجعل المضاف مصدراً بمعنى الإضافة كالكرم بمعنى الإكرام ويَصِف بالمصدر وإِلاّ فالخائف مضيف . فى الحديث إذا أراد الله بعبدٍ شَرّاً أفْشىَ عليه ضَيْعَتَه
ضيع اى كثر عليه أشغاله يقال فَشَتْ على فلان ضيعتُه فلاَ يدْرِى بأيها يأخذ . ضيحة فى بغ . الضيح فى دث . تضارون تضامون فى ضر . وضالة فى قع . وإِضاعة المال فى قو . والضيعة فى عف . آخر الضاد

- حرف الطاء
الطاء مع الهمزة تطأطأت لهم فى دع . الطاء مع الباء النبىّ صلى الله عليه وآله وسلم استعيذوا بالله من طمع يَهْدىِ إلى طَبعَ
طبع أى يُؤَدِّى إلى شَيْنٍ وعيب وأصْلُ الطَّبعَ الدَّنسَ والصَّدأ الذى يَغْشَى السيف فيغطى وجهه من الطَّبعْ وهو الخَتْم يقال سيفٌ طَبِع ثم اْستُعِير للدنس فى الأخلاق والشين فى الخلال . ومنه قول عمر بن عبد العزيز رحمه الله : لا يتزوج من الموالى فى العرب إلا الأشِر البَطِر ولا يتزوجُ من العرب فى الموالى إلا الطَّمِع الطَّبِع . وقال : ... لا خَيْرَ فَى طَمَعٍ يَهْدِى إلى طَبَعٍ ... وغَفَّةٌ من قوِام العيش تَكْفِينِى ...
قال صلى الله عليه وآله وسلم حين سُحِر : جاءنى رجلان فجلس أحدُهما عند رأسى والآخر عند رِجْلى فقال أحدهما : ما وَجَعُ الرجل ؟ قال : مَطْبوب قال من طَبَّه ؟ قال : لَبيد بن الأعصم قال : فى أى شىء ؟ قال : فى مُشط ومُشاطه وجُفِّ طَلعْة ذكر . قال : وأيْنَ هو ؟ قال : فى بئر ذى أروان ويروى : أنه حين أُخْرِجَ سحرهُ جعل على بن أبى طالب يَحلُهّ فكلما حَلَّ عُقْدَةً وجد لذلك خِفّة فقام فكأنما أُنْشِط من عِقال
طبب المَطْبوب : المسْحُور والطَّب : السحر ومنه قوله صلى الله عليه وآله وسلم فى مريض : فلعل طَبّاً أصابه . ثم نشره : ب قُلْ أعوذ بِرَبَّ النَّاسِ وله محملان : أحدهما أنه مما يستعمل فيه الحِذْق والمهارة من قولهم : فحل طَبّ ورجل طَبّ بالأمور ماهر بها . والثانى أنه قيل للمسحور : مَطْبوب على سبيل التفاؤل كما قيل للدَّيَغ سليم أى أنه يُطَبُّ ويعالجَ فيبرأ . المُشاطة : ما يسقط من الرأس إذا مُشط . وجُفّ الطَّلعْة : قِشْرها . بئر ذى أروان : بئر معروفة

- نَشَطْتُ العقدة : عَقَدْتُها بأنشوطة وأُنشَطْتُها : حللتها ونظيرهما قَسطَ وأقْسطَ . قالت مَيْمُونة بنت كَرْدَم رضى الله عنها : رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فى حجة الوداع وهو على ناقة ومعه دِرَّة كدِرّة الكُتَّاب فسمعت الأعراب والناس يقولون : الطَّبْطَبِيَّة الطَّبطّبية !
طبطب أى الدِّرة الدِّرة ! نَصْباً على التحذير كقولك : الأسد الأسد وإنما سموا الدِّرة بذلك نسبة لها إلى صوت وَقْعها إذا ضُرب بها وهو طَبْ طَبْ ومنه طَبْطاب اللعب وقولهم : طبَطَب الوادى طَبَطَبةَ وهى صوت الماء وأنشد الأصمعىّ لعمر بن لَجأَ يصف إبلا تشرب : ... فى قصب تنضحُ فى أمعائها ... طبَطَبَةُ المِيثِ إلى جِوائها ...
وطَبطَب اليَعْقُوبُ : إذا صوّت ويجوز أن يريدوا دعاءَ الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وحوشهم عليه بهذا الشعار كأنهم قالوا : هلموا ! صاحب الطَّبطبية وحاملها . وقيل : معناه أنهم كانوا يسَعْون إليه ولأقدامهم طبطبة فجعلتهم يقولون ذلك ولا قول ثمَةّ ولكنه كقول القائل : جرت الخيل فقالت : حَبَطْقطقْ وهى حكاية وقع سَنابكها . عثمان رضى الله تعالى عنه قال رَباح : زَوَّجَنى أهل أمَةً لهم رومّية فولَدَتْ لى غلاماً أسود مثلى ثم طِبن لها غلام رومىٌّ من أهلها فراطنها بلسانه فولدت غلاما كأنه وزغة فقلت لها : ما هذا ؟ قالت : هذا ليوحَّنة فرُفعا إلى عثمان فجَلدها وجَلدَه وكانا مملوكين
طبن يقال طَبِن لكذا وتَبِن له طَبانة وتَبانة فهو طبِن وتَبِن إذا فَطِنَ له وهَجَمَ على باطنه وِسِّره ومنه طَبِن النار إذا دفنها لئلا تُطفَأ . والمعنى : فطن لها وخَبر أمرها وانها ممن تواتيه على المراودة . قال كثِّير : ... بأبى وأمى أنت من موقة ... طِبن العدوّ لها فَغَّير حالَها ...
ويحتمل أنه عرف منها كراهة مجىء الولد أسود فزين لها مساعدته لبياض لونه

- وروى طَبن لها بفتح الباء . أى خّيبها وأفسدها . قال : ... جرَى بالفِرىَ بينى وبينك طابنِ ...
ابن عباس رضى الله تعالى عنهما سئل أبو هريرة عن امرأة غير مدخول بها طلقت ثلاثا فقال : لا تحل له حتى تَنْكِح زَوْجا غيره . فقال له ابن عباس : طبَّقْت
طبق اى أصبت وجه الفُتيا وهو من قولهم : سيف مُطَبِّق ومُصَممِّ فالتَّطْبِيق أن يصيب المفِصل وهو طَبقَ العظمين أى ملتقاهما وحيث تطابقا فيفِصل بين العظمين . والتصميم : أن يصيب صميمَ العَظْم وهو وسطه فيقطعه بنصفين . قال : ... يُطَبِّق أحيانا وحيناً يُصَمِّمُ ...
معاوية رضى الله عنه وصَفه الشعبى فقال : كان كالجمل الطَّبْ يأمر بالأمر فإِن سُكِتَ عنه أقدم وإن رُدَّ عنه تأخر
طبب قيل : هو الحاذق فى مشيه الذى لا يضَع خُفّه إلا حيث يبصره . وفحل طَبّ حاذق بالضِّراب وهذا الوصف كنحو ما يروى أن عَمْر بن العاص قال له : قد أعيانى أنْ أعلم : أجبان أنت أم شجاع ؟ فقال : ... شجاع إذا ما أمكنتْنى فُرصة ... وإن لم تكن لى فُرصة فَجَبانُ ...
ابن المسِّيب رحمه الله تعالى وقعت فتنة عثمان فلم يبق من المهاجرين أحد ووقعت الحَرّة فلم يبق من أهل الحُديَبية أحد ووقعت الثالثة فلم ترتفع وفى الناس طَباخ
طبخ هو من قولهم : فلان لا طَباخ له أى لا خير فيه . قال حسان : ... المالُ يغشى رجالا لا طباخ لهم ... كالسيل يغشى أصولَ الدِّنْدِنِ البالى

- والأصل فيه القوة والسِّمَن من قولهم امرأة طَباخية للشابّة المكتنزة وشاب مُطَبَّخ املاْ ما يكونُ شبابا وأرْوَاه وكذلك المُطَبِّخ من أولاد الضِّباب حين كاد يلحق بأبيه ومأخذ ذلك من الطبَّخْ لما فيه من الإدراك والتناهى . فى الحديث : إذا أراد الله بعبد سوءا جعل ماله فى الطَّبِّيخين . هما الآجرُ والجِصّ . لله مائة رحمة كل رحمة منها كطباق الأرض
طبق هو ما يملأها ويُطَبِّقها أى يَعمُّها . ومنه : عالم عالم قريش يملأ طِباق الأرض . وكان فى الحى رجل له زوجة وأم ضعيفة فشكت زوجتُه إليه أمَّه فقام الأطْبَخُ فألقاها فى الوادى
طبخ اى فأهوى الأحمق إليها . قال ابن الأعرابى : الطّبخ : استحكام الحماقة وقد طُبخ فهو أطبخ . من ترك ثلاث جُمع من غير طبع الله على قلبه
طبع اى منعه ألطافه حتى يصير كالمطبوع عليه لا يدخلُه خير . طبقاً فى جى . طبقاً واحداً فى عق . طباقاء فى غث . أطباق الرأس فى سف . طَبَق فى فض . طُبَّ فى قر . الطبيين فى زب : الطبيع فى جر وطباق فى شت وفى حم . طبقة فى قن . الطاء مع الحاء سَلمْان رضى الله عنه ذكر يوم القيامة فقال : تدنو الشمس من رءوس الناس وليس على أحد منهم يومئذ طُحْرُبة
طحرب يقال : ما على فلان طُحْرُبة بضم الطاء والراء وكسرهما والحاء والخاء أى شىء

- من لباس كقولهم : ما عليه قُراّص . تطحرها فى شك . الطاء مع الخاء النبى صلى الله عليه وآله وسلم إذا وجد أحدكم طَخاء على قلبه فليأكل السفرجل
طخا وهو ما يغَشْاهَ من الكَرْب والثِّقل وأصله الظُّلمة والسحاب يقال : فى السماء طَخاء . والطَّخاءة والطَّهاءة من الغيم : كل قطعة مستديرة تَسُدُّ ضوء القمر . وفى حديث آخر : إن للقلب طخاءة كطخَاءة القمر . الطاء مع الراء النبى صلى الله عليه وآله وسلم إذا مَرَّ أحدكم بِطْربَال مائل فَلْيُسْرِع المشى
طربل هو شبيه بالمْنظَرْ من مناظر العجم كهيئة الصَّومعة . وقيل : هو عَلم يبنى فوق الجبل . وقال ابن دريد : قطعة من جَبل او من حائط تستطيل فى السماء وتَميل ومنه الطِّرْبال صخرة عظيمة مُشرفة من جبل ومنه قولهم : طَرْبلَ فلان إذا تُمَطَّى فى مِشْيِتَهِ فهو مُطَربْلِ . ذكر صلى الله عليه وآله وسلم الحقّ على صاحب الإبل فقال : إطراق فحِلها وإعارة دَلْوِها ومنْحِتُها وحَلَبها على الماء وحَمْلٌ عليها فى سبيل الله
طرق هو من قولهم : أطْرِقْنِى فحلَك أى أُعطنيه ليُطرق إبلى أى لينزوَ عليها . المنِحْة : أن يعير مَنْ لا دَرّهم لهم حلُوبة ينتفعون بلبنها . حَلَبها على الماء : أى يحتلبها يوم الوِرْد ليُسْقى من حضر قال النَّمِر بن تَوْلب : ... عليهنّ يوم الوِرْد حق وحرمة ... وهّن غداة الغب عندك حُفّل ...
طَرَأ علىَّ حزْبى من القرآن فأحببت ألاّ أخرج حتى أقضْيِه

- طرأ اى بدأت حِزْبى وهو الوِرْد الذى فرضه على نفسه أَنْ يقرأَه كلّ يوم فجعل بَدْأته فيه طَرأ منه عليه . والحِزْب فى الأصل : الطائفة من الناس فسمى الوِرْد به لأنه طائفة من القرآن . أبو هريرة رضى الله تعالى عنه كساه مَرْوان مُطْرَف خَزٍ فكان يُثنْيِه عليه أثْناءً من سعته فانْشَقّ فَبشكه بَشْكاً ولم يَرْفِه
طرف المُطِرف بكسر الميم وضمها : الخَزّ الذى فى طَرفيه عَلَمان . الأثناء : جمع ثنى وهو ما ثنى . البَشْك : الخِياطة المستعجلة المتباعدة . ابن عمر رضى الله تعالى عنهما ما أُعْطَىِ رجل قط أفضل من الطَّرْق يُطْرِق الرجلُ الفحلَ فيُلقْحُ مائة فتذهب حيرىّ دَهْر
طرق هو الضّراب حيِرىّ دَهْر أى أبدا . وفيه ثلاث لغات : حَيِرْىّ دَهْرٍ وحَيْرىْ دَهْرٍ بياء ساكنة وحَيْرِىَ دَهْرٍ بياء مخففة . قال ابن جنى : فى حَيْرِىْ دهَرْ بالسكون : عندى شىء لم يذكره أحد وهو أن أصله حَيْرِىّ دهر ومعناه مدة الدهر فكأنه مدة تّحير الدنيا وبقائه فلما حذفت إِحدى اليائين بقيت الياء الساكنة ساكنة كما كانت يعنى حذفت المدغم فيها وأبقيت المدغمة . ومَنْ قاله بتخفيف الياء فكأنه حذف الأولى وأبقى الآخرة فعذر الأول تطرّف ما حُذِف وعذر الثانى سكونه . وعندى أن اشتقاقه من قولهم : حيروا بهذا الموضع أى اقيموا ويحكى عن تُبعّ الأكبر الذى يقال له ذو المنار أنه لما رأى أن يأتى خُراسان خلّف ضَعفة جنده بالموضع الذى كان به قال لهم : حيروا بذا أى بهذا المكان فسمى الحيرة وكان يجرى عليهم فسموا العِباد والمعنى ما أقام الدهر . عمرو رضى الله تعالى عنه قال قُبيصة بن جابر الأسدّى : ما رأيت أقطَع طَرَفاً منه

- طرف اى لساناً وطَرفا الإنسان لسانُه وذَكَرهُ يريد أنه كان ذَرِب اللسانْ مِقَولاً . وكان عمر بن الخطاب إذا رأى من لا يفصُح قال : خالق هذا وخالق عمرو ابن العاص واحد . معاوية رضى الله تعالى عنه صِعد المنبر وفى يده طَرِيدة
طرد أى شقّة من حرير مستطيلة . وكذلك الطَّريدة من الكلأ والأرض هى الطريقة القليلة العرض . عائشة رضى الله تعالى عنها قالت لها صفّية : مَنْ فيكنّ مثلى ! أبى نبىّ وعمىّ نبىّ وزوجى نبىّ وكان علَّمها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقالت عائشة : ليس هذا من طِرازك
طرز قال ابنُ الأعرابىّ : تقول العرب للخطيب إذا تكلَّم بشىء استنباطاً وقريحة : هذا من طرازه والطِّراز فى الأصل : المكان الذى يُنسج فيه الثياب الجياد ومنه تَطّرزَ فلان إذا تنوّق فى الثياب وإلّا يلبس إلاّ فاخراً . عُبيدة رحمه الله تعالى قال الهَجَنعّ بن قيس : رأيتُ إبراهيم النَّخَعى يأتى عُبيدة فى المسائل فيقول عُبيدة : طَرِّسها يا أبراهيم طَرّسْها
طرس يقال طَلسْت الصَّحيفة إذا محوتَها وهى تقرأ بعد طَرْسها إذا أنعمت مَحْوها والطِّرْس : الكتاب المَمْحُوّ . زياد قال فى خطبة له : قد طَرَفَتْ أعيُنَكم الدنيا وسدّت مسامعكم الشهوات ألم يكُنْ منكم نهاة تمنع الغُواة عن دَلجَ الليل وغارة النهار ! وهذه البرازق ! فلم يَزَلْ بهم ما تروْن من قيامكم بأمرهم حتى انتهكوا الحريم ثم أطرفوا وراءَكُمْ فى مَكانِس الرِّيَب
طرف أى طمِحتْ أبصارُهم إليها من قولهم : امرأة مطروفة بالرجال إذا كانت طَّماحة إليهم البَراَزق الجماعات قال : ... أرضاً بها الثيرانُ كالبرازِق

المكانِس . جمع مَكْنَس يريد اسْتَتَروُا بِكُمْ واسَتجّنوا بظهوركم . النَّخَعى رحمه الله قال فى الوضوء بالطَّرْق : هو أحبّ إلىّ من التيمّم
طرق هو الماء المستنقعَ تبُول فيه الإبل سمى طَرْقاً لأنها تخوضه وتَطْرُقه بأخْفافِها . الحسن رحمه الله تعالى أرسل إليه الحجاج فأدخل عليه فلما خرج من عنده قال :
طرطب دخلت على أُحَيْوِل يُطَرْطِبُ شُعيرات له فأخرج إلّى بنانا قصيرة قَلمّا عَرِقت فيها الأعّنِة فى سبيل الله . يقال : طَرْطَب بالغَنم طرطبة وأطرب بها إطرابا وهو إشلاؤُها . وأنشد أبو عمرو : ... طَرْطِبْ بضأنك أو رَأْرِىء بمعزاكا ...
اشتقاقه من الطَّرب وهو الخفة . وقد كررت فيه الفاء وحدَها كما كررت مع العين فى مَرْمَرِيس والدليل على زيادة الثانية مجىء أطْرب فى معنى طَرطَب وقالوا أيضا : طَرْطَرَ : والمعنى يستحفّ شارَبه ويحركه فى كلامه وقيل : ينفخ بشفتيه فى شاربه غيظا أو كبرا كالمطرطب إذا رعا الغنم فَصَفَر لها بالشفتين . فى الحديث من غَيَّر المَطْرَبة والَمْقربَة فعليه لعنة الله
طرب الَمطْربة والَمطْرب : الطريق الصغير المتشعِّب من الجادة وقد فسره أبو ذؤيب فى قوله : ... ومَنْلَفٍ مثل فَرْق الرأس تَخْلِجُه ... مطاربٌ زقَبٌ أميا لُهافِيحُ ...
ومنه قولهم : طربت أى عدلت عن الطريق . والمَقْربة والمقْرب : الطريق المختصر : قال طفيل : ... تُثير القَطَا فِى مَنْقَل بعد مَقْربِ ...
فى حديث فَرائض الصدقات فإذا بلغتِ الإبل كذا فِقيها حَقّه طرَوقةُ الفحل
طرق أى ناقة حَقّه يَطْرُق الفحل مثلها أى يضربها

- فى الطروقة فى تب . والطَّرْق فى طى وفى جم . طارقة فى حر . وطريدة فى فل . كالطراف فى عص . طرفيه فى لب طرات فى سى . طرت وطرت فى و . المطرق وغض الأطراف فى سد . طريرة فى قف . الطرد فى دم . غير مطراة فى لو الطاء مع الزاى طازحة فى قز . الطاء مع السين الطست فى صل وفى . الطاء مع الشين الطشت فى حز . الطاء مع العين النبىّصلى الله عليه وآله وسلم ثَاثٌ مَنْ فَعَلهن فقد طِعم الإيمان مَنْ عَبَدَ الله وَحْدَه وأعطى زكاة مِالِه طَّيَبِةً نَفْسهُ رافدِة عليه كلّ عام ولم يعط الِهَرمة ولا الدَّرنة ولا المريضة ولا الشَّرط اللئيمة
طعم استعار الطَّعم لاشتماله عليه واستشعاره له . رافدة : من الرِّفْد وهو الإعانة أى معينة له على أداء الزكاة غير مُحَدّثة إياه بمنعها . الدَّرِنة : أراد الدّون الردّية فجعل الرداءة دَرَنا كما يقال للرجل الدنىء : طبَعِ . الشَّرَط الرْذِيلة كالصغيرة والمسِنّة والعَجْفاء والدَّبْراء . إن المسلميَن لما انصرفوا من بَدْر إلى المدينة استقبلهم المسلمون يهنئونهم بالفتح ويسألونهم عّمن قتل فقال سلامة بن سلَمة بن وقْش : ما قتلنا أحداً به طَعْم ما قتلنا إِلا عجائز صُلعْاً فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال : أولئك يابن سلَمة الملأ

- أصْلُ الطَّعْم ما يؤدّيه ذوق الشىء من حلاوة أو مرارة أو غيرهما ولما كان كل معطوم بِطَعْمه والمسيخ لا طائل فيه للطاعم ولا جدوى استعير لمكان الجَدْوى والعائدة فى الشىء وما يكون الاعتداد به والا كتراث له فقالوا : فلان ليس بذى طَعْم إذا لم يكن له نَفَس ولا معرفة وليِس لما يفعله فلان طَعْم أى لذةّ ومنزلة فى القلب وقال : ... أيا مَنْ النِفْسٍ لا تموت فَتَنَقْضَىِ ... غَناءٌ ولا تحيا حياةً لها طعم ...
الملأ : الأشراف . إذا استطعمكم الإمام فأَطْعِموُه . أى إذا أُرْتج عليه فاستفتحَ فافتحوا عليه وهذا من باب التمثيل ومنه قولهم : استطعمنى فلان الحديث إذا أرادك على أنْ تحدّثه . نهى صلى الله عليه وآله وسلم عن بيع الثَّمرة حتى تطعم . يقال : أطعمت الشجرة إذا أثمرت وبأرض فلان من الشجر المطُعِم كذا وأطعمت الثمرة إذا أدركت . والمعنى : صارت ذات طعم . ومنه قول ابن مسعود رضى الله عنه فى وصف أهل آخر الزمان : كَرِجْرِجَة الماء لا تُطْعِم . أى لا طَعْمَ لها . قال فى زمزم : إنها طعام طُعْم وشفاء سُقْم . قال ابن شمُيل : أى يَشْبَعُ منه الإنسان يقال : إنّ هذا الطعام طُعْم أى يَشْبَع مَنْ أكَلَه ويجوز أَنْ يكون تخفيف طُعم جمع طَعام كأنه قال : إنها طعام أطْعِمة كما يقال : صِلّ أصْلال وسِبْد أسباد والمعنى أنها خيرُ طعام وأجوده . الخُدْرَىّ رضى الله تعالى عنه كنا نُخْرِج صدقة الفِطْر على عهد رسول صلى الله عليه وآله وسلم صاعا من طعام أو صاعا من شعير . قيل : الطعام البُرّ خاصة : وعن الخليل أن الغالب فى كلام العرب أنه هو البُرّ خاصة . أبو بكر رضى الله تعالى عنه إِن الله تعالى إذا أَطعم نبيّاً طُعمه ثم قَبضَه جعلها للذى يقوم بعده

- الطْعْمة : الرزق والأكل يقال : جعلت هذة الضَّيعة طُعمة لفلان ويقال للمأدبُة الطّعُمة . وكأن الطَّعم وطُعْمة بمعنىإلا أن الطعّمُة أخص منه وأما الطِّعمة بالكسر فَوَجْه اُلرزِّق والمكسب كالحِرفة يقال : فلان طيب الطِّعمة وفلان خبيث الطِّعمة إذا كان الوجُه الذى يرتزق منه غيَر مُباح . وفى حديث الحسن رحمه الله : كان قتالٌ على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم قتال على هذه الطّعُمة ثم ما بعَدهما بدعة وضلالة . أراد الخراج والِجزية والزكوات لأنها رزق الله للمسلمين . هل أطعم فى زو . مطعم فى نس . لا تطعم هر . ثم أطعموه ولا تطعمه فى حك . طعان فى هر . طعن فى ضر . نطعمها اللحم فى سه . من طعام فى صر . . الطاء مع الفاء النبى صلى الله عليه وآله اقْتُلوا ذَا الطُّفْيَتَيْن والأبتْر . قيل : هو الذى على ظهره خطاَّن أسْوَدان شبها بالطُّفْيَتَيْن وهما خُوصَتَا الُمقل
طفى يقال طُفْية وطُفَى قال أبو ذؤيب : ... وأقْطَاع طُفْىٍ قد عَفَتْ فى المعاقل ...
وف حديث علىّ رضى الله تعالى عنه اقتلوا الجان ذا الطُّفْيتيَن والكلب الأسود ذا الغُرّتين والأبتر القصير الذَّنب . وفى كتاب العين الطًّفْية : حيّة ليّنة خَبيثة . وأنشد : ... وهُمْ يُذِلّونَها مِنْ بعد عَّزتَها ... كما تَذِلّ الطّفُى مِنْ رقْيِةَ الرَّقِى ...
فإن صحّ هذا فلعل المراد : اقْتُلوا كلّ حية ما كان منها له ولد وما لا ولد له

- وثَنّى لأن الغالب أن تُفْرخ فَرْخَين . كلكم بنو آدم طَفُّ الصاع لم يملأ ليس لأحَدِ على أحدٍ فضلِ إلا بالتقوى . ولا تَسَابُّو فإنما السُّبة أن يكونَ الرجل فاحشا بَذِيَّاً جَبانا
طفف يقال : هذا طَفُّ المِكْيال وطِفافه أى قِرابه وهو ما قَرُب من مَلْئِه . وقال المبِّرد : هو ما علا الجَمْاَم وإناء طفان كقولك : قَرْبان وكَرْبان والمعنى كلكم فى الانتساب إلى أبٍ واحد بمنزلة متُساوى الأقدام فى النقصان والتقاصر عن غاية التمام . وشبَهَّهم فى نُقْصانهم بالمكيل الذى لم يبلغ أن يملأ المكيال . ثم أعلم أن التفاضُل ليس بالنسب ولكن بالتقوى . ونهى عن التسابّ والتَّعَايُر بضعة المنِصب ونَبّه على أن السّبةَ إنما هى أن يتّضع الرجل بفعل سَمْج يرتكبه نحو الفُحش والبَذَاء والجُبْن . وَصَف الدجال فقال : أعور العين اليمنى كأن عينه عِنبة طافية
طفى هى الحبِةّ الناتئة الخارجة عن حَدِّ نبْتَةِ أخَواتها . وكل شىء علا فقد طَفا ومنه قول العَجَّاج فى صفة ثَورْ : ... إذا تلَّقْته العقِاقيلُ طَفَا ...
وقيل : أراد الحبة الطافية على مَتْن الماء . والحَدَقة العوراء الناتئة فى المقلة القائمة مِنْ أشَبِه شىء بها . ابن عمر رضى الله تعالى عنهما كَرِه الصلاة على الجنَازة إِذا طَفّلت الشمس
طفل أى دَنَتْ للغروب وقَلّ ما بينها وبينه وأسم تلك الساعِة الطَّفلَ اشتق من الطِّفْل لقلته وصغره . ذكر أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سبق الخيل . فقال : كنت فارسا يومئذ فسبقت الناس حتى طَفَّفَتْ بى الفرس مسجد بنى زُرَيق

- طفف قال أبو عبيدة : طَفّف الفرس مكان كذا إذا وثب حتى جازه . وأنشد الكسائىّ لجحاف بن حكيم يصف فرسا : ... إذا ما تلَّقتْه الجراثيم لم يجم ... وطَفَّفَها وثبا إذا الجرى عقبا ...
وهو من قولهم : مر يِطَفّ إذا أسرع وفرس طفَّاف وطف وخِفّ وذفّ أخوات . فى الحديث : من قال كذا غفر له وإن كان عليه طفاح الأرض ذُنُوباً
طفح أى مِلْؤُها حتى تطفح ومنه قولهم : إناء طَفْحان للذى يفيض من جوانبه . المطافيل فى خب وفى عو . وطفيل فى صب . الطاء مع اللام النبى صلى الله عليه وآله وسلم مر برجل يعالج طُلْمة ًلأصحابه فى سفر وقد عرق وآذاه وهج النار فقال صلى الله عليه وآله وسلم : لا يصيبه حَرُّ جهنم أبدا
طلم الطَّلم والَّلطم : أخوان وهو الضرب بسط الكف وروى بيت حسان : ... تظلّ جيادُنا متُمطَّراتٍ ... تُلَطَّمُهَّن بالخُمًر النساء ...
تُلطَّمهن . وقيل للخُبْز : الطُّلمة لأنها نَطَلمَّ . وقيل : هى صفيحة من حجارة كالطابق يخبز عليها . والنار توقد تحتها وجمعها طلم قال : ... يلفح خديها تلفح الخَّبرَمِ ... كأنها خَبّازة على طُلمُ ...
قال علىّ رضى الله تعالى عنه : بعثنى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال : لا تَدَعْ قبراً مُشْرفً إلا سوّيَته ولا تمِثالاً إلا طلسته
طلس أى محوته يقال طلس الكتاب يطلسه وطمسه يطمسه بمعنى ومنه الحديث : إنه أمر بطلس الصور التى فى الكعبة . ومنه الحديث الآخر : إن قول لاإله إلا الله يَطْلِس ما قبله من الذنوب

إن رجلًا عَضَّ يد رجل فانتزع يده من فيه فسقطت ثنايا العاضّ فَطَلهَّا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
طلل قال أبو زيد : يقال طل دمه وأطل ولا يقال طُلّ دمَهُ وأجازه الكسائى . مات رجل من الطاعون فى بعض النواحى أو الأرياف ففزع له الناس فقال صلى الله عليه وآله وسلم : من بلغه ذلك فإنى أرجو أن لا يَطْلعُ إلينا نقابها
طلع طَلَع النَّشر إذا أشرف عليه والضمير فى نِقابها للمدينةز والِّنقاب : الطرق فى الجبال الواحد نقب والمعنى : أرجو أن لا يصل الطاعون إلى أهل المدينة . كان صلى الله عليه وآله وسلم فى جنازة فقال : أيكم يأتى المدينة فلا يدع فيها وثنا إلا كسره ولا صورة إلا طلخها ولا قبراً إلا سَوَّاه
طلخ أى لطخها بالطين حتى يطمسها من الطَّلخْ وهو الطين فى أسفل الغدير وقيل : سَوَّدها من الليلة المُطْلَخِمّة والميم زائدة . أبو بكر رضى الله تعالى عنه قطع يد مُولدَّ أطلس
طلس هو الِّلص شُبِّه بالذئب والطَّلسة غُبْرة إلى السواد . وفى كتاب العين : الأطلس من الذِّئاب : الذى تساقط شَعْره وقد طلس طَلْساً . وقيل : هو الأسود كالحبشىّ ونحوه من : قولهم : ليل أطلس أى مظلم . عمر رضى الله تعالى عنه قال عند موته : لو أن لى ما فى الأرض جميعاً لافتديت به من هَوْل الُطَّلعَ
طلع هو موضوع الاطِّلاع . من إشراف إلى انحدار فشبه ما أشرف عليه من أمر الآخرة بذلك وقد يكون المَصْعَد من أسفل إلى المكان المشرف . قال جرير : ... إنى إذا مُضَرٌ على تَحَدَّبَتْ ... لاقيتُ مُطَّلعَ الجبال وُعُورا ...
يعنى مَصْعَدها كأنه شبه ذلك بالعَقبة لما فيه من المشَاقّ والأهوال

وفى حديث ابن مسعود رضى الله تعالى عنه : لكل حرف منه حدّ ولكل حَدّ مُطَّلع . أى مصَعْد يصُعْد إليه فى معرفة علمه . إن كفار قريش ثاروا إليه رضى الله عنه لَّما بلغهم خبُر إِسلامه فما برح يقاتلهم حتى طلح . طلح أى أعيا يقال طَلَّحَ البعيَر إذا حَسَرُه فطلح . ابن مسعود رضى الله تعالى عنه قال لأبى العبيدين : إذا ضَنُّوا عليك بالمطُلْفَخة فكُلْ رغيفك ورد النهَّر وأَمْسِكْ عليك دينك
طلفح هى الرّقًاقة وطلْفح الخبز إذا رقَّقه وفَلْطحه إذا بسطه
طلع الحسن رحمه الله تعالى لأن أعلم أنى برىء من النفاق أحبُّ إلى من طلاع الأرض ذهبا . هو ملؤها . فى الحديث : ما أطْلىَ نَبِىُّ قط
طلى قال أبو زيد : أطلى الرجل إذا مال إلى هواه وأصله أن تميل طُلاتُك وهى عنقك وتُصْغِى إلى أحد الشّقين . قال : ... رأيت أباك قد أطلى ومالت ... عليه القشعمان من النسور ...
فأطل في أط . طلق في حج . من طلاع الأرض في تا . مَطْلعَ في ظه . طلقا في ضح . أطلبكها في غف طلق اليمنى في فن . طلسا في مل . اطلاس في شه . تطلها في شك . طلعة في حد للطالع في سج . طالق في خل الطلب في قو . وطلاع الثنايا في ين

الطاء مع الميم النبى صلى الله عليه وآله وسلم فى ذكر الدجال : أنه أفْجَح أعَوْر مَطْموس العين ليست بناتئة ولا حَجْراء
طمس أى ذاهب البصر ممسوحه من غير بَخقَ وبهذا سمى مسيحاً . حَجْراء : منحجرة غائرة . وروى حَجْراء وهى المتحجرة الصلبة أى تكون رِخْوة لَيّنة . إن الله تعالى يَخْتِم يوم القيامة على العبد ويُنْطق يديه وجلده بعمله فيقول : أى وعزَّتك لقد عمِلتُها وإن عندى العظائم المُطَمَّرات فيقول الله تعالى : أنا أعلم بها منك اذهب فقد غفرتها لك
طمر أى المخبآت من طَمَّرت الشىء إذا أخفيته ومنه المَطُمورة وطمر القوم بيوتهم إذا أرْخَوْا سُتُورهم على أبْوابِهم . حذيفة رضى الله تعالى عنه خرج وقد طم شعره فقال : إن كل شعرة لا يصيبها الماء جنابة فمن ثم عاديت رأسى كما تَرَوْن
طمم الطَّمّ : الجزّ . ومنه حديث سلمان رضى الله عنه : أنه رئى مَطْموم الرأس مُزقَقَّاً وكان أرفش فقيل له : شوهت نفسك فقال : إن الخير خير الآخرة . مر المزُقّق . الأرفش : العريض الأذن شُبِّهت بالرَّفشْ وهو المجرفة ومنه جاءنا فلان وقد رَفَّش لحيته ترفيشا ًأى سرحها وبسطها وقيل : إنما هو : وكان أشْرَف أى طويل الآذن من قولهم : أذن شُرافّية . نافع رحمه الله تعالى قال : كنت أقول لابن دَأْب إذا حدث : أقمم المِطْمَر

طمر هو الزِّيق الذى يقومُ عليه البناء يريد أنه كان يأمُرهُ أنْ يقَوِّم الحديث وينقحه ويَصْدُق فيه . ذى طمرين فى ضع . طامسا فى عب . الطمطام فى ضح . طامة ولا تطم فى نس . طمطمانية فى لخ . طمار فى صد . ما طما فى صب . الطاء مع النون النبى صلى الله عليه وآله وسلم إن اليهودية التى سمت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عِمدتْ إلى سَمّ لا يُطْنِى
طنى الأصمعى : يقالُ : أشويتُ الرمَّية وأطنيتُ وأنميتُ إذا أصبتُ غير لَقْتَل . ورمى فلم يُشْوِ ولم يُطْن . قال : ... يهز سحماء ما يُطنى النفوس بها ... مدريةّ ما ترى فى متها أودا ... ومنه إطناء الحية وهو ألا يُفْلِت سليمها يقال : رماه الله بأفعى لا تُظْنِى . عمر رضى الله تعالى عنه تزوج الأشعث امرأة على حُكْمِها فردها إلى أطْنَاب بيتها
طنب هى حبال للبيوت وهذا مثل يريد إلى ما بنى عليه أمر أهلها فى المَهْر . والمعنى : رَدّها إلى مَهْرِ مِثْلهِا من نساء عَشِيرتها . طنبى المدينة فى وح . فمن تطن فى شز . المطنب فى ذن . يطنب فى وق . فأطن فى شت . الطاء مع الواو النبى صلى الله عليه وآله وسلم ليست الهرة بنجس إنما هى من الطوافين عليكم والطوافات . وكان يُصْغىِ لها الإناء
طوف جعلها بمنزلة المماليك من قوله تعالى : يطَوفُ عليهمْ وِلْدَانٌ مُخَّلدُونَ . ومنه قول إبراهيم النخعى : إنما الهرة كبعض أهل البيت . قال صلى الله عليه وآله وسلم لأزواجه : أوّلكُن لُحوقا بى أطْوَلُكُنّ يدا فاجتمعن يتطاولْن فَطّالتهُنّ سَوْدة فماتت زينب أوّلهنّ

طول أراد أمدّكن يدا بالعطاء من الطَّوْل . وكانت رينبُ تعمل الأزّمة والأوْعية تقوى بها فى سبيل الله . خطب صلى الله عليه وآله وسلم يوما . فذكر رجلا من أصحابه قُبض فكُفِّنَ فى كَفَنٍ غير طائل وقُبر ليلاً . هو من الطَّوْل بمعنى الفضل قال : ... لقد زادنى حُباً لنفسى أننى ... بغيض إلى كل امرىء غير طائل ...
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم : إذا كَفَّن أحدُكم أخاه فلْيحسن كفنه . إن هذين الحيين من الأوس والخزرج كانا يتطاولان على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تطاوُل الفحلين . أى يستطيلان على عَدُوِّه ويتباريان فى ذلك أو كانا يتباريان فى أن يكون هذا أبلغ نُصْرةً له من صاحبه . فشبه ذلك التبارى والتغالب بتطاول الفَحْلين على الصِّرْمة . فى دعائه صلى الله عليه وآله وسلم : اللهم بك أحاول وبك أصاول وبك أطاول . مفاعلة من الطَّوْل وهو الفضل والعلو على الأعداء . نهى صلى الله عليه وآله وسلم عن مُتَحَدثِّين على طَوْفهما
طوف يقال : طاف الرَّجلُ طوفا إذا أحدث . وفى حديث ابن عباس رضى الله عنهما : لا يُصَلِّيَّن أحدُكم وهو يُدَافع الطَّوْف والبَوْل . وفى حديث آخر : لا تُدافعوا الطَّوْف فى الصلاة . أم سلمة رضى الله تعالى عنها كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقرأ فى المغرب بُطولى الطُّولَيَيْن
طول قيل لها : وما طُولى الطُّوليين ؟ قالت : سورة الأعراف . فى الحديث لو أطاع الله الناس فى الناس لم يكُّن ناس
طوع أى لو استجاب دعاءهم فى أن يلدوا الذُّكران دون الإناث لذهب النسل

- لطيتك فى دح . من الطوف فى هض . طوره فى حك فى طوله فى سن . طال فى قف . طود فى زف . فتطوت فى ذر . طوال فى أد . الطاء مع الهاء أبو هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا صلى أحدُكم رَكْعَتى الفجر فليضطجع عن يمينه . فذكر ذلك لابن عمر فقال : أكثر أبو هريرة . فقيل له : هل تنكر مما يقول أبو هريرة شيئاً ؟ فقال : لا ولكنه اْجَتَرأ وجَبُنّا . فقال أبو هريرة : أنا ما طْهوى ؟
طهو أى ما عملى ؟ يعنى ما أصنع إن كنت حفظت ونسُوا ؟ وروى أنه قيل له : أسمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟ فقال : أنا ما طهْوى ؟ أى ما عملى إن لم أسمعه يعنى أنه لم يكن له عملٌ غيرُ السماع . أو هذا إنكارٌ لأن يكون الأمر على خلاف ما قال كأنه قال : ما خَطْبِى وما بالى أرويه إن لم أسمعه ! وقيل : هو تعجب من إتقانه كأنه قال : أنا أى شىء عملى وإتقانى ! والطَّهْو فى الأصل من طَهْوت الطعام إذا أنضجته فاستعار لتخمير الرواية وأحكامها ألا تراهم يقولون : رأى نىء غير نضيج وفطير غير مُخَمَّر . طهملة فى عش . بالمطهم فى مغ . قدح مطهرة فى هض . الطاء مع الياء النبى صلى الله عليه وآله وسلم نهى أن يَسْتَطِيبَ الرَّجُلُ بيمينه . الاستطابة والإطابة : كنايتان عن الاستنجاء . قال الأعشى : ... يا رَخَماً قاظ على مطلوب ... يُعْجِلُ كَفَّ الخارىء المُِطيب ...
طيب وفى حديث ابن عمر رضى الله تعالى عنهما كان يأمر بالحجارة فتُطرح فى مذهبه فيستطيبُ ثم يخرج فيغسل وَجْهَه ويديه وينضحُ فَرْجَه حتى يُخْضِل ثَوْبَه . أى يَبُلَّهُ الطَّيَرة والعيافة والطَّرْق من الجبت
طير الطِّيرَة من التَّطَيرّ كالخيرة من التَّخُّير . وعن الفَرّاء أن سكون الياء فيهما لغة وهى التشاؤم بالشىء

- وفى الحديث : ثلاث لا يسلم منها أحد : الطِّيَرةَ والحسد والظن قيل فما نصنع ! قال : إذا تطَّيرت فاْمِض وإذا حسدت فلا تَبْغ وإذا ظننت فلا تحقق . عاف الطيرَ عيافة زجرها فتشاءم بها وتَسَعْد . الطرق : الضرب بالحصى . قال لبيد : ... لَعَمرْكُ ما تدرى الطوارق بالحصى ... ولا زاجرات الطير ما الله صانع ...
قيل فى الجِبْت : هو السحر والكهانة . وقيل : هو كل ما عُبد من دون الله . وقيل . هو الساحر . وقوله : " من الجِبْت " معناه من عمل الجبت وقالوا : ليست بعربية . وعن سعيد بن جُبير : هى حبشية . وقال قُطرب : الجِبْت عند العرب الجبس وهو الذى لا خير عنده . شهدت غُلامَا مع عمومتى حلف المُطَيبيَّن فما أحب أن أنُكَثهُ وان لى حُمْرَ النعم
طيب كانت قُريش تتظالم بالحُرمُ فقام عبد الله بن جُدعان والزُّبير بن عبد المطلب فدعوا إلى التحالف على التناصر والأخذ للمظلوم من الظالم فاجتمع بنو هاشم وبنو زُهرة وتيم فى دار ابن جُدعان وغمسوا أيديهم فى الطَّيب وتحالفوا وتصافقوا بأيمانهم ولذلك سموا المُطَيّبين وسموا الحِلفْ حلف الفُضول تشبيها له بِحْلفٍ كان بمكة أيام جُرهم على التناصيف قام به رجال من جُرهم يقال لهم الفَضْل بن الحارث والفُضيل ابن وداعة والفُضيل بن فضالة . وفى حديث آخر : لقد شهدت فى دار ابن جُدعان حلفا لو دعيت إلى مثله فى الإسلام لأجَبْتُ . عن رُوَيْقعِ بن ثابت رضى الله عنه : إن كان أحدُنا فى زمان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليأخذ نضو أخيه على أن له النصف مما يغنم وله النصف وإن كان أحدنا ليطير له النَّصْل وللآخر القدحْ
طير يقال : طار لفلان كذا أى حصل . والمعنى أن الرجلين كانا يقتسمان السَّهْم فيَحصىّ أحدهما قدحه والثانى نَصْله . سَمَّى المدينة طابة

- طيب هى منقولة من الطابة تأنيث الطَّاب وهو الطِّيب قال : ... مبارك الأعراق فى الطّاب الطّابْ ... بين أبى العاص وآل الخطابْ ...
ويقال لها طَيْبة أيضاً بتخفيف الطيَّبِّة وكلتاهما مأثورة عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم . وقال النضر : طيبة اسم يثرب وأنشد لربيعة الرقى : ... ويَثْربُ فى طيبها سمّيتْ ... بطيبة طابتْ فنعم المحلّ ...
ومنه قوله صلى الله عليه وآله وسلم : المدينة كالكير تنَفْىِ خبثها وتَنْصَعُ طِيبَها . ما من نفس منفوسة تموت فيها مثقال نملة من خير إلا طين عليه يوم القيامة طينا وروى طيم عليه
طين أى جُبل عليه يقال : كل إنسان على ما طانه الله ومنه الرجل خَلقْه . أبو ذر رضى الله تعالى عنه تركنا رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم وما طائر يطير بجناحيه إلا عندنا منه علم
طير يريد أنه استوفى بيان كل ما يحتاج إليه فى الدين حتى لم يبق مُشْكل . وضرب ذلك مثلا . طاوس رحمه الله تعالى سئل عن الطّابة تطْبخ على النِّصف
طيب هى العصير سمى بذلك لطيبه وعن بعضهم أن أهل اليمامة يسمون البلح الطابة . استطيب بها فى عل . أطرتها فى سى . تطاير فى شع وفى قن . طائحة فى قح . ولا يتطير فى فا . الطائش فى دى . والطيبات فى حى . المطيبى فى حل . والطيب فى حس . على رءوسهم الطير فى أب . فى طينته فى جد . لطيتك فى دح

- حرف الظاء
الظاء مع الهمزة معاوية رضى الله عنه كتب إلى هُنَىّ وقد جعله على نعَم الصَّدقَة : أن ظَاِئرْ قال : فكنا نجمع النَّاقَتين والثلاث على الرُّبعَ الواحد ثم نحِدرُها إليه
ظأر المظاءرة : عطف الناقة على غير وَلدَها يقال ظَأَرها واظأرها وظاءرها وهى ظئور وظئير ورواه المحدثون ظاوِرْ بالواو والصحيح الهمزة . نحِدرُها إليه أى نُرْسِلهُا . ظأره الإسلام فى عم . الظؤار فى فر . وفى عم . الظئار فى سر . وظأرناهما فى نو . الظاء مع الباء
ظبى النبى صلى الله عليه وآاله وسلم أُهْدِىَ إليه إليه ظَبْيَةٌ فيها خَرَز فأعطى الآهل منها والعزب . هى جراب صغير عليه شعر . وفى حديث عمرو رضى الله عنه : إن أبا سعيد مولى أبى أُسيد قال : التقطت ظَبْيَةً فيها ألفٌ ومائتا درهم وقُلبان من ذهب فكاتبنى مولاى على ألف درهم وأعطانى مائتى درهم فتزوجت بعد ذلك وأصَبْتُ ثم أتيت عمر فأخبرته فقال : أمّا رقُّك فى الدنيا فقد عتق . وأنِشدْها فى الموسم عاما فأنشدتهُا فلم أجد لها عارِفاً فأَخذها عُمِر فألقاها فى بيت المال . القُلب : الخلخال وقيل السوار . وقوله : ... تجولُ خلاخيل النساء ولا أرى ... لرملة خُلخْالاً يجول ولا قُلْباً

- يدل ّعلى أنه السّوار . قوله : وأعْطَانِى مولاى مائتى درهم يعنى أنه سوّغ له ذلك من مال الكِتابة من قوله تعالى : وآتُوهُمْ مِنْ مَالِ الله الذَّىِ آتاكُمْ . ظبته فى فر ظبياً فى دب . الظاء مع الراء النبى صلى الله عليه وآله وسلم قال له عدى بن حاتم : إنا نصيد الصيد فلا نجد ما نُذكى به إلا الظرار وشقة العصا . فقال : أمِرْ الدَّمَ بما شِئت
ظرر الظُّرر : حجر صُلْب مُحددَّ وجمعه ظرار وظِرَّان . وقال النَّضْر : الظّرار َواحد وجمعه أظِرّة . ومنه الحديث : إن رجلاً جاء إلى النبى صلى الله عليه وآله وسلم فقال : إنى كُنتُ أرعى غنمى فجاء الذئب فعدا على نعجة فألقى قَصَبها بالأرض فأخَذْتُ حجراً ظراراً من الأظِرّة فقال : كُلْها وألَقْى الذئب منها بالأرض . ويقال للظرار : المِظّرة نحو ملحفة ولحاف . امْر الدم : سَيَّلْه من مرى النَّاقة ويروى أمْرِ من أمار الدَّمَ إذا أجراه ومار بنفسه يمورُ . شكى إليه صلى الله عليه وآله وسلم كثرة المطر فقال : اللّهم حوالينا ولا علينا اللَّهم على الآكام والظِّراب وبُطون الأودية . الظِّراب : جمع ظَرِب وهو الجُبيل وقيل : رأس الجبل . ومنه حديث عُبادة بن الصامت أو أخيه عبد الله رضى الله عنهما : يوشِكُ أن يكون خيرَ مالِ المسلم شاءٌ بين مكة والمدينة ترعى فوق رءوس الظِّراب وتأكل من ورق القتاد والبشام يأكل أهلُها من لحُمانها ويشربون من ألبانها وجراثيم العرب تَرْتَهس بالفتنة ويروى ترتهش

- البَشَام : شجر طيب يُستاك به . جراثيم العرب : أصول قبائلها . الارتهاس : الاضطراب والازدحام يقال : أرى داراً ترْتهس أى كثيرة الزحِّام ورأساً يرتهس أى كثير الدواب . قال : ... إن الدَّوَاهِى فى الآفاق ترتهس ...
والارتهاش : الاصطدام من ارتهشتِ الدَّابة إذا اصطكت يداها فى السَّير . ومنه حديثُ عائشة رضى الله تعالى عنها : إنها قالت لمسروق سأُخْبُرك برؤيا يا رأيتها رأيت كأنى على ظرب وحولى بقر رُبُوص فوقع فيها رجال يذبحُونها . عن صعصعة بن صوحان قال : خطبنا على رضى الله تعالى عنه بذى قار على ظرب . عمر رضى الله تعالى عنه إذا كان اللَّص ظريفاً لم يُقْطَع
ظرف أى إذا كان بليغاً جيد الكلام احتج عن نفسه بما يسقط عنه الحَدّ هكذا قال ابن الأعرابى وكان يقول : الظَّرف فى اللسان . وقال غيره حُسنُ الهيئة . وقال الكسائى : يكون فى الوجَهْ واللسان . وأهل اليمن يسمون الحاذق بالشىء ظريفاً . وقال صاحب العين : الظَّرْف البراعة وذكاء القَلبْ ولا يوصف به إلا الفتِيْان الأزْوَال والفتيات الزَّوْلاَت والزَّوْل : الخفيف . وفى حديث معاوية رضى الله عنه أنه قال : كيف ابنُ زياد ؟ قالوا : ظريف على أنه يَلحْنَ فقال : أو ليس ذاك أظرف له ! قالوا : إنما استطرفه لأن السَّليق يّة وتجنُّبَ الإعراب مما يُسْتَمْلحُ فى البِذْلة من الكلام ومن ذلك قوله : ... مَنْطِقٌ عاقل وتلحنُ أحياناً ... وأحْلىَ الحديث ما كان لحنا

- وعن بعضهم لا تستعملوا الإعراب فى كلامكم إذا خاطبتم ولا تُخلوا منه كتبكم إذا كاتبتم . وقيل هو من الَّلحْن بمعنى الفِطْنة يقال : لحن الرجلُ لحناً وفلان لِحنٌ بحجته أى فهم بها فَطِن يُصَرّفُها إلى حُسن البيان عنها . وفى الحديث : لعلَّ بعضكم ألَحْنُ بحجَّتِه من بعض . وقال يعقوب : اللَّحِن : العالم بعواقب الأقوال وجوْل الكلام . وقال أبو زيد : يقال لَحَنَه عنى أى فهمه وألحنه إياه فقولهم : على أنه يلحن معناه أنه يُحْسِن الفَهَم ويبين الحجة مخرّج على أسلوب قوله : ... ولا عَيْبَ فيهم غير أنّ سيوفَهم ... بهن فُلُول من قراع الكتائب ...
وقيل : أرادوا باللَّحنْ اللكنة التى كان يرتضخها وأرادوا : عيْبه فَصَرَّفه إلى ناحية المدح . يريد : وليس ذاك أظرف له لأنه نزع بشبهه إلى الخال وكانت ملوك فارس يُذْكَرُون بالشَّهامة والظرف . الظراب فى ب وفى غس . الأظرب فى عو . الظاء مع العين النبىّ صلى الله عليه وآله وسلم قال لعدى بن حاتم : كيف بك إذا خرجت الظَّعينة من أَقْصَى قصور اليمن إلى أقْصَى الحيرة لا تخاف إلا الله ؟ فقال عدىّ : يا رسول الله فكيف بطيّىء ومقانبها ؟ قال : يكفيها الله طيِّئاً وما سواها !
ظعن هى المرأة فى الهَوْدج فعيلة من الظَّعْن ثم للهودج ظعينة وللبعير ظعينة ومن ذلك حديث سعيد بن جُبير رحمه الله تعالى : ليس فى جمل ظعينة صدقة . إن رُوى بالإضافة فالظَّعينة المرأة وإلا فهو الجمل الذى يُظعن عليه . المقنب : جماعة الخيل . أراد أن الإسلام يَفْشُو وتأمن الدُّنيا فلا يَتَعَرَّض أحد للظعينة فى هذه البلاد المخوفة

الظاء مع الفاء النبى صلى الله عليه وآله وسلم فى صفة الدَّجَّال : وعلى عينه ظفرة غليظة
ظفر هى جُليَدة تُغَشٍّى البصر تنبتُ من تلقْاء المآقى يقال لها ظفرة وظفارة وقد ظَفِرَتْ عينه ظفراً وظفارةً فهى ظفرة وظفر الرجل فهو مظَفْور والأطباء يسمونها الظُّفرْ . الظاء مع اللام النبى صلى الله عليه وآله وسلم كان عَبَّاد بن بِشْر وأُسيد بن حُضَيْر عنده فى ليلة ظْلماء حِنْدسِ فتحدثا عنده حتى إذا خرجا أضاءتْ لهما عصا أحدهما فمشيا فى ضوئها فلما تفرق بهما الطريق أضاءتْ لكل واحد منهما عصاه فمشى فى ضوئها
ظلم الظَّلمْاء : المُظْلمة وقد ظلمت الليلة وأظْلَمَتْ . والحِنْدس : الشديدة السواد . وفى حديث أبى هريرة رضى الله تعالى عنه : كنا عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فى ليلة ظَلمْاء حِنْدس وعنده الحسنُ والُحْسَيْنُ فسمع تَوَلْوُل فاطمة وهى تناديهما : يا حسنان يا حسينان فقال : الْحقا بأمكما . وفى حديث كَعْب رضى الله تعالى عنه : لو أن امرأة من الحُور العين اطَّلعت إلى الأرض فى ليلة ظَلْماء مُغدرة لأضاءت ما على الأرض . المُغْدِرة والغدرة : الدَّامِسة . دُعى صلى الله عليه وآله وسلم إلى طعام وإذا البيت مُظلَّم مُزَوَّق فقام بالباب ثم انصرف ولم يدخل

- أى مُمَوّه من الظَّلمْ وهو مُوهةُ الذهب والفضة ومنه قيل للماء الجارى على الثغر ظَلمْ . قال بِشْر : ... ليالي تَسْتَبِيك بذى غُروب ... يشبه ظلمهُ خضل الأقاحى ...
وقال أبو حاتم : الظلم كالسواد تخالهُ يجرى داخل السِّن من شدة البياض كفرند السيف وجمعه ظُلوم . عمر رضى الله تعالى عنه مَرَّ على راع فقال : يا راعى عليك الظَّلَف من الأرض لا تُرمِّضْها فإنك راع وكل رّاع مسئول
ظلف الظّلف بوزن التَّلف غلظ الأرض وصلابتها مما لا يبين فيه أثر وأرض ظلفة وظلف بوز جرز . لا تُرَمِّض أى لا تصب الغنم بالرَّمْضاء وهى حر الشمس وإنه يشتد فى الدَّهاس والرَّمْل . مُصْعَب بن عمير رضى الله تعالى عنه قال سَعْد بن أبى وقَّاص : كان يُصِيبُنا ظلف العيش بمكة فلما أصابنا البلاء اْعَترمْنَا لذلك . وكان مُصعب أَنْعَمَ غلام بمكة فجهد فى الإسلام حتتى لقد رأيت جِلْدَه يتحسَّف تَحسُّفَ جِلْد الحية عنها . وعن عامر بن ربيعة : كان مُصْعَب متَرفًا يدهن بالعبير ويُذيل يُمْنَه اليمن ويمشى فى الحَضْرِمىّ فلما هاجر أصابه ظلف شديد فكاد يَهْمُد من الجوع . والظَّلفَ : شظفُ العيش وخُشونته من ظلف الأرض . اعترمنا لذلك أى قوينا له واحتملناه . يَتَحَسفَّ : يَتَقَّشر ومنه حُسافة التمر وهى سُقاطته . التَّذيْيل : تطويل الذَّيل

اليُمْنة : ضرب من بُرود اليمن . الحضرمى يريد السِّبْت المنسوب إلى حضرموت أى كان ينتعل النِّعال المتخذة من هذا السَّبْت . يهْمُد : يَهْلِك من همدالثوب إذابلىوتَقَطَّع . ابن عباس رضىالله تعالى عنهما الكافر يسجد لغيرالله وظلُّه يسجد لله
ظلل قالوا : معناه يسجد له جسمه الذى عنه الظل . فى الحديث : إذا سافرتم فأتيتم على مظلوم فأغذّثوا السير
ظلم هو البلد الذى أخطأه الغيث ولا رَعْىَ فيه للدواب . وقال قُطرُب ك أرض مظلومة إذا لم يُسنبطْ بها ماء ولم يُقد بها نار . ظلتان فى غى . الظلال فى فض . فلم يظلموه فى لح . ولم يظلماه فى ذو . ظلفات فى أط بأظلافها فى عق . الظاء مع الميم المظمأى فى خم . لا يظمأ فى نس . الظاء مع النون عثمان رضى الله تعالى عنه قال فى الرجل يكون له الدين الظَّنُون : يُزَكَّيه لما مضى إذا قبضه إن كان صادقاً
ظنن هو الذى لست من قضائه على يقين وكذلك كل شىء لا يستيقنه . قال الشَّماخ : ... كلا يَوْمَىْ طُوالة وصلُ أرْوى ... ظنونّ آن مطرحى الظنون ...
عبيدة السلمانى رحمه الله تعالى قال ابن سيرين : سألته عن قوله تعالى أوْ لاَمَسْتُمُ النساء . فأشار بيده فظننتُ ما قال . أى علمت من قوله تعالى : وَظَنوُّا أنَّهُ وَاقِعٌ بهمْ

- صلة بن أُشيَمْ رحمه الله تعالى طلبتُ الدنيا من مظان حلالها فجعلت لا أصيبُ منها إلا قوتا أما أن فلا أعِيلُ فيها وأما هى فلا تجاوزنى . فلما رأيت قلت : أى نفس جُعل رزقك كفافا فاربعى فربعْت ولم تكد . المِظَنَّة : المعلم من ظن بمعنى علم أى المواضع التى علمت فيها الحلال . لا أعيل : لا افتقر من العيلة . فارْبَعى أى أقيمى واستقرى وارْضَىْ بالقوت من رَبَع بالمكان حذف خبر كاد أى ولم تكد تربع . ابن سيرين رحمه الله لم يكن على يُظَّنُّ فى قتل عثمان وكان الذى يُظن فى قتله غيره فقيل : من هو ؟ قال : عبداً أسكُتُ عنه . أى يُتهم من الظَّنة وكان الأصل يُظْتن ثم يُظْطَنّ بقلب التاء طاء لأجل الظاء ثم قلبت الطاء ظاء فأدغمت فيها ويجوز قلب الظاء طاء وإدغام الطاء فيها وأن يقال يظن . قال : ... وما كل من يظنُّنى أنا مُعتبٌ ... ولا كل ما يُروى على أقول ...
ظنين فى خب ظنُون الماء فى خب الظنبوت فى زو . تظن فى شز . الظاء مع الهاء النبى صلى الله عليه وآله وسلم ما نزل من القرآن آية إلا لها ظَهْر وبطن ولكل حرف حد ولكل حدّ مَطْلَع
ظهر قيل ظهرُها لفظُها وبطنُها معناها . وقيل : القصص التى قُصَّت فيه هى فى الظاهر أخبار وأحاديث وباطنها تنبيه وتحذير . وأن من صنع مثل ذلك عُوقب بمثل تلك العقوبة . والمطلع : المأتى الذى يؤتى منه حتى علم القرآن . أنشد نابغة بنى جَعْدة قوله : ... بلغنا السماءَ مجدُنا وسناؤنا ... وإنا لنَرْجُو فوق ذلك مظهرا

- فغضب وقال : إلى أين المظهر يا أبا ليلى ؟ قال : إلى الجنة بك يا رسول الله . قال : أجل ! إن شاء الله . ثم أنشد : ... ولا خير فى حلم إذا لم يكن له ... بوادرُ تحمى صفوه أن يُكَدَّرَا ...
... ولا خير فى جَهْل إذا لم يكن له ... حليم إذا ما أورد الأمر أصْدَرا ...
قال : أجدْت ! لا يُفِضِض الله فاك ! وروى لا يُفِضّ . فَنَّيفْ على المائة وكأن فاه البرد المنهلّ تِرفّ غروبه وروى . " فما سقطت له سن إلا فغرت مكانها سن " آخر وروى : فغبر مائة سنة لم تنغُض له سنٌ . المَظْهر المَصْعَد . البادرة : الكلمة تبدرُ منك فى حال الغضب أى من لم يقمع السفيه استضعف . الفَضّ : الكَسْر والمراد بالفم الأسنان والإفضاء : أن يجعله فضاء لا سن فيه . المنهل : المُنْصَب أراد الذى سقط لوقته فهو فى بياضه ورونقه . الرَّفيف : البريق . غُروبه : ماؤه وأشره فغرت طلعت . من فغر الوردُ إذا تَفَتّق ويجوز أن يكون ثغرت من الثّغر فأبدل الفاء من الثاء كفوم وثوم وفم وثم . نغض : إذا تحرك . وعين مضارعه تحرك بالحركات الثلاث . الأشعرى رضى الله تعالى عنه كسا ثَوْبين فى كفارة اليمين : ظَهْرَانيّاً ومُعَقَّداً . هو الذى يُجاء به من مَرّ الظَّهرْان وقيل من ظَهْران قرية من قُرَى البحرين . المُعَقّد : ضرب من بُرود هجر . ابن عمر رضى الله تعالى عنهما سئل أىّ المدنتين تفتح أولاً : قُسطنطينية أو رُومية ؟ فدعا بصُندوق ظهمْ

- ظهم جاء فى الحديث : الظّهم الخلق . قال الأزهرى ولم أسمعه إلا فى هذا الحديث
ظهر عائشة رضى الله تعالى عنها صلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم العَصْرَ والشمس فى حُجْرتها لم تَظْهر بعد . أى لم تَخْرج . معاوية رضى الله تعالى عنه قدم من الشام فمرّ بالمدينة فلم تلقه الأنصار فسألهم عن ذلك فقالوا : لم يكن لنا ظهر قال فما فعلت نواضُحكم ؟ قالوا : حَرَثْناهَا يوم بَدْر . الظهر : الراحلة . ومنه حديث عمر بن عبد العزيز رحمه الله : أنه خطب بعرفات فقال : إنكم قد أْنَضْيُتمُ الظهر وأرملتم . وليس السابق من سبق بعيره ولا فرسه ولكن السابق من غُفر له . النَّواضَح : جمع ناضح وهو البعير الذى يُسْتقى عليه . حرثْتُ الدابة وأحَرثْتُها وأْهَزلتْهُا . عَرَّض لهم بأنهم سقاة نخل فأجابوه بإذ كار ما جرى لهم مع أشياخه يوم بدر . بين ظهرانى قومهم فى أز . الظهائر فى كذ . ظهيرتين فى وه . ظاهر عنك فى نط . ظهير فى يت . ظهر المجن فى كل . عن ظهريد فى يد . بمر الظهران فى نف

- حرف العين
العين مع الباء النبى صلى الله عليه وآله وسلم مرّ هو وأصحابه على إبل لحَىّ يقال لهم بنو المُلوّح أو بنو المصْطَلِق قد عَبِستْ فى أبوالها من السَّمن فَتقَّنع بثوبه ثم مَرّ لقوله تعالى : وَلاَ تمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إلَى ماَ مَتَّعَنا بِه أَزْوَاجاً مْنِهُمْ
عبس الَعَبس للإبل كالوذح للغنم وهو ما يبس على مآخيرها من البَوْل والثَّلطْ . ومنه حديث شُريح رحمه الله : أنه كان يُردُّ من العبس . أى كان يَردُّ العبد البوّال فى الفرش الذى اعْتِيد منه ذلك حتى بان أثرهُ على بدنه وإن كان شيئاً يسيراً نادراً لم يرده . وكما قالوا : وذحت الغنم قالوا : عبسِت الإبل وتَعْدِيتهُ بفى لأنه أجْرِى مُجرى انْغَمَسَتْ ونحوه . إن الله أذهب عنكم عُبِّيَّة الجاهلية وفخرها بالآباء : مؤمن تَقِىّ وفاجر شَقِىّ
عبب العُبية : الكبْر ولا تخلو من أن تكون فُعِّلية أو فُعُّوله فإِن كانت فُعِّليَة فهى من باب عُباب الماء وهو زخيرهُ وارتفاعهُ كما قيل له الزّهُوّ من زهاه إذا رفعه والأبية بمعناها من الأباب بمعنى العُياب ويجوز أن يكونا فُعُّولة من العُباب والأباب إلاّ أنّ اللام قلبت ياء كما فى تَقَضَّى البازى . والأظهر في الأبِّية أن تكون فُعُّوله من الإباء . والعُمِّية أيضا فُعِّيلة من العَمم وهو الطُّول والطُّول والارتفاع من واد واحد . والمتكِّبر يوصف بالترفّع والتطاوُل ويجوز أنْ تكون فعولة من العمى لأنه يوصف

- بالسَّدَر والتَّخَمُّط وركوب الرأس . وإن كانت أعنى العُبِّيّة فُعّولَة فهى من عبَّاه إذا هيأه لأن المتكّبر ذو تكلف وتعبئه خلاف من يسترسل على سجيته ولا يتصنع . والكسر فى العَّبيَّة لغة . مؤمن : خبر مبتدأ محذوف والمعنى أنتم أو الناس مؤمن وفاجر أراد : أن الناس رجلان إما كريم بالتقوى أو لئيم بالفجور فالنسب بمعزل من ذلك . إن جُهيْش بن أوس النَّخَعى رضى الله عنه قدم عليه فى نفر من أصحابه فقال : يا نبىّ الله إِنا حَىّ من مذحج عُباب سالِفها ولُباب شرفها كرام غير أبْرام نُجباء غير دُحَّض الأقدام وكأيّنْ قطعنا إليك من دَوِّيّة سَرْبَخ وديمْوُمة صَرْدح وتنُوفة صَحْصَح يُضحى أعلامهُا قامسا ويُمْسى سرابُها طامساً على حراجيج كأنها أخاشبُ بالحومانة مائلة الأرجل وقد أسلمنا على أن لنا من أرضنا ماءها ومرعاها وهَدَّابَها . فقال النبى صلى الله عليه وآله وسلم : اللَّهمُ بّارِكْ على مَذْحج وعلى أرض مَذْحِج حىّ حُشَّد رُفَّد زُهَّر . فكتب لهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كتاباً على شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله . وإقام الصلاة لوقتها وإيتاء الزكاة بحقها وصوم شهر رمضان فمن أدركه الإسلام وفى يده أرض بيضاء وقد سَقْتها الأنواء فنصف العُشر وما كانت من أرض ظاهرة الماء فالعُشر . شهد على ذلك عثمان بن عفان وطلحة بن عبيد الله وعبد الله بن أُنيس الجُهنى رضى الله عنهم . عُباب الماء : مُعْظَمُه وارتفاعه وكثرته . ثم استعير فقيل : جاءوا يعبُّ عُبابُهم . وقالت دَخْتَنُوس : بنت حاجب بن زرارة ... فلو شهد الزَّيدْان زيد بن مالك ... وزْيد مناة حين عبَّ عُبابُها ...
والمراد بسالفها من سلف من مَذْحج أو سلف من عِزِّهم ومجْدهم يريد أنهم أهل سابقة وشرف

- واللباب : الخالص . الأْبَرام : الذين لا يدخلون فى الميسر وهم موسرون لبُخْلهم الواحد برم كأنه سمى بمصدر برم به إذا ضجر وغرض لأنهم كانوا يضجرون منه ومن فعله او بثمر الأراك وهو شىء لا طَعْم له من حلاوة ولا حُموضة ولا معنى له . الدُّحض : جمع داحض أى ليسوا ممن لا ثبات له ولا عزيمة أو ليسوا بساقطى المراتب زَاِّلين عن علو المنازل . كأينِّ فيها عدة لغات ذكرتها فى كتاب المفصل وهى فى أصلها مركبة من كاف التشبيه وأىّ . الدوّ : الصحواء التى لا نبات فيها . قال ذو الرُّمّة : ... ودَوّ كَكَفِّ المُشْتِرى غير أنَّها ... بساطٌ لأخمْاس المراسيل واسِع ...
والّدْوية منسوبة إليها وتبدل من الواو المدغمة الألف فيقال : داوَّية إبْدالاً غير قياسى كقولهم طائىٌ وحارىّ . السَّرْبخ : الواسعة . الَّدْيمُومة : يجعلُها بعضهم فَعْلولة من الدوام ويفِّسُرها بالمتقاذِفة الأرْجاء التى يدوم فيها السير فلا يكاد ينقطع ويزعم الياء منقلبة عن واو تخفيفاً . وبعضهم فَيْعوُلة من دمْمتُ القِدْر إذا طليتها بالطَّحَال والرَّماد . ويقول : هى المشتبهة التى لا معلم بها فمسالكها مغطاة على سالكها كما يغطى الدِّمام أثر ما شعبته منها . الصَّرْدَح : المسْتوية . التَّنُوفة : المفازة ويقال التَّنُوفَّية للمبالغة كالأحمْرَىّ . وتاؤُها أصل ووزنها فعُولة ولو زعم زاعم أنها تَفْعُلَه كالتهلكة والتَّدْمُلة من نافت تنُوف إذا طالت وارتفعت لَرَدَّ زَعْمَتَهُ أمران : أحدهما أن حقَّها لو كانت كما زعم أن تصح كما صحت التَّدورُة لكون الزَّنة والزيادة موجودتين فى الفعل والثانى قولهم : تنائف تُنفُ أى بعيدة واسعة الأطراف قال العجاج : ... رمل تنوفات فيغشى التنفا ... مواصلاً منها قفافاً قففا

- ذكر سيبويه أن أفعالاً يكون للواحد وأن بعض العرب يقول : هو الأنعام واستشهد بقوله تعالى وإنَّ لكُمْ فى الأْنَعْامَ لَعْبَرةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فى بُطُونِهِ وعليه جاء قوله : يُضْحِى أعلامُها قامساً . وقمس وغمس أخوان . ومنه قولهم فى المثل أحُوتاً تُقامس ! والقَمَّاس : الغَوَّاص . والمراد انغماس الأعلام فى السَّراب . ونظير القامس الماء الدّافق فى مجيئه بمعنى المفعول . طمس يتعدىّ ولا يتعدى أى يطمس سرابها القيزان . قال : ... بيد ترى قَيزانهُنَّ طُمسّا ... بَوَادياً مَرّا ومرا قُمسَّاً ...
الحُرْجُوج : الطويلة على وَجِه الأرض . وعن أبى عمرو أنها الضامرة كالحرج . والجيم مكررة . الأخْشَب : الجبل الخِشنُ الغليظ الحجارة . الحَوْمانة : الأرض الغليظة المنقادة والجمع حَوَامين . الهُداب بمعنى الهدب : الورق الذى لم ينبسط كورق الأرْطَى والأثْل والطَّرفاء وأرادَ الشَّجَر الذى هذا ورقه . قال ابن الأعرابى : مَذْحج أكمة ولد عليها أبو هذه القبيلة فسِّمى بها . وعن قُطْرُب أنها أكمة حمَرْاء باليمن وهى مَفْعل من ذحجة إذا سحجه ويقال : ذحجْته الريح إذا جررته من موضع إلى موضع . الحُشَّد : جمع حاشد يقال حشدهم يحشدهم إذا جمعهم . والرُّفَّد : جمع رافد وهو المعين أى إذا حزب أمر حشد بعضُهم بعضُا وتسانُدوا وتظاهروا وصاروا يداً واحدة وهم معاوين فى الخطوب . الأنواء : نجوم الأمطار . إنما ألزمهم نصف العُشر فيما سقته السماء وما سُقى سيَحْاً وما سقته السماءْ سيان فى وجوب العُشر بكماله إلا ما سُقِىَ بَغْرب أو دالية لقوله صلى الله عليه وآله وسلم :

- فيما سقت السماء العُشر وما سُقِى بالرِّشاء ففيه نصف العشر لأنه أراد تأليفهم على الإسلام . عمر رضى الله تعالى عنه كان يسجدُ على عَبْقَرىّ
عبقر هو ضرب من البُسُط الموشية . وعَبْقر : يقال إنها من بلاد الجن فينسب إليها كل شىء يُونق ويستحسن ويُستغربُ كأنه من صنعة الجن حتى قالوا : ظلم عَبْقَرىّ . على رضى الله تعالى عنه قيل له : أنت أمرت بقتل عثمان أو أعنت على قتله فعبد وضمد
عبد عبد وأبد وأمد ورمد وعمد وضمد كلها بمعنى غضب . قال النابغة : ... ومن عصاك فعاقبهُ معاقبة ... تَنْهَى الظَّلُومَ ولا تقعدْ على ضمد ...
ابن سيرين رحمه الله كان يقول : إنى أعتبر الحديث
عبر أراد أنه تأوَّل الرؤيا بالحديث كما تأوَّل بالقرآن مثال ذلك يُعَبَّر الغراب بالرجل الفاسق والضِّلعْ بالمرأة لأن النبى صلى الله عليه وآله وسلم سَمىَّ الغراب فاسقاً . ولقوله صلى الله عليه وآله وسلم : إن المرأة خُلقت مع ضلع عَوْجاء
عبرب الحِجَّاج قال لطباخه : اتخذ لنا عَبْرَبيَّة وأكِثْر فَيْجَنها وروى : دوفصها العْبَرب : السُّماق . والفَيْجن : السِّداب . والدوفص بالفاء : البصل الأملس الأبيض وبالميم البيض الذى يلبس . العباهلة فى اب . معبلة فى لع . أعبلة فى كد . عابر فى كن . إن يعبطوا فى شو . المعابل فى عل . اعتبط فى رب . عبقريا فى غر . عبداؤك فى قح . لعبابها فى سج . لم تعبل فى سر . فعبط فى ظا . معبوطة فى سن . اعتبد فى دب . بعبير فى تو . عنبسة فى ثغ من العب فى كب

- العين مع التاء النبى صلى الله عليه وآله وسلم خرجت إليه أم كُلثْوم بنت عُقبة وهى عاتق فقبل هِجْرَتها وأقبل أبو جندل يَرْسُفُ فى الحديد فردّه إلى أبيه
عتق العاتق : الشابة أوّلَ ما أدركت . ويُحْكَى أن جارية قالت لأبيها : اشتر لى لَوْطا أغَطِّى به فرعى فإنى قد عَتَقْت . أى رداء أْستر به شعرى فإنى قد أدركت . قال ابنُ الأعرابى : إنما سميت عاتقا لأنها عتقت من الصِّبا وبلغت أن تزوج كان هذا بعد ما صالح قريشا فلم يخش مَعَرّتهم على أبى جَنْدل ولم يسعه رَدّ أم كلثوم إلى الكفار لقوله تعالى : فَلاَ تَرجْعِوُهُنَّ إلىَ الكُفَّار . عن مُعاذ بن جبل رضى الله عنه بينا أنا وأبو عبيدة وسَلمْان جلوسا ننتظر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خرج علينا فى الهجير مَرْعوبا فقال : أوّهْ لفراخ محمد من خليفة يُسْتَخْلف ! عتْرِيف مُتْرف يقْتل خلفى وخلف الخلف
عترف العتْريف والعِتْريس : الغاشم وقيل هو قَلبْ عِفْريت . يتأول على ما جرى من يريد فى أمر الحُسين وعلى أولاد المهاجرين والأنصار يوم الحَرّة وهم خلف الخلف رضى الله عنهم . ندب صلى الله عليه وآله وسلم النَّاس إلى الصدقة فقيل له : قد منع أبو جَهْم وخالد بن الوليد والعباس . فقال أما أبو جهم فلم ينقْمِ منا إلا أن أغناه الله ورسوله من فَضْله وأما خالد فإنهم يظلمون خالدا إن خالدا جعل رقيقه وأعتُده حبساً فى سبيل الله وأما العباس فإنها عليه ومثلَها معها . الأعتُد : جمع عتاد وهو أهبة الحرب من السلاح وغيره ويجمع أعْتِدة أيضا . فيه معنيان : أحدُهما أن يؤخر عنه الصدقة عامين لحاجة إلى ذلك ونحوه ما يرُوى عن عمر أنه أخّر الصدقة عام الرمّادة فلما أحيا الناس فى العام المقبل أخذ منهم صدقة عامين . والثانى : أن يتنجّز منه صدقة عامين ويُعَضَّدُه ما روى أنه قال : إنا تسلّفْنا من العباس صدقة عامين وروى : إنا تعَّجلنْا

ومثلها يُنْصَبُ على اللفظٌ ويُرْفعُ على المحلّ . إِن سلْمان رضى الله تعالى عنه غرس كذا وكذا ودَّية والنبى صلى الله عليه وآله وسلم يناوُله وهو يغرس فما عَتَّمَتْ منها وَدِيَّة
عتم اى ما أبطات أن عَلقَتْ يقال : ما عَتَّمَ أنْ فعل إذا لم يْلبَثْ . قال أوس : ... فما إنّا إلا مُسْتَعدّ كما ترى ... أخو شُرَكِىّ الوْرِد غير مُعَتَّم ...
لا يغلَّبنكم الأعرابُ على اسم صلاتكم العشاء وإنما يُعْتمُّ بحلاب الإبل . أى إنما يسمى حِلاَبُ الإبل عتمة . والحلاب : ما يُحْلَبُ من اللبن . والعتمة : اسم للوقت فسمى بها ما يُحْلَبُ فيها كما سمِّيت الصلوات بأسماء أوقاتها التى تُصَلَّى فيها فيقال : خليتُ الظهر والعصر والعشاء . وأهلُ البدو كانوا يسمون صلاة العشاء العتمة فنهى رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم أنْ يُقْتَدَى بهم فى هذه التسمية الخارجة على ألسُنهم واستحب التمسك بالاسم الناطق بلسان الشريعة وهو من أعْتَم القومُ إذا دخلوا فى العتمة لأنك إذا سميت اللبن بعتمة فقد جعلته معناها والمعانى داخلة تحت الأسماء مُودعةٌ إياها . أنا ابنُ العواتك من سليم
عتك هن عاتكة بنت هلال بن فالج بن ذَكْوان وهى أم عبد مناف بن قُصَىّ . وعاتكة بنت مُرة بن هلال بن فالج بن ذكوان وهى أمُّ هاشم بن عبد مناف . وعاتكة بنت الأوْقص ابن مُرّة بن هلال بن فالج بن ذكوان وهى أمُّ وهب أبى آمنة أم النبى صلى الله عليه وآله وسلم وذَكْوان من أولاد سُلَيم بن منصور بن عِكْرمة بن خصفة بن قَيْس عييلان . وبنو سُليم تَفْخَر بأشياء منها أنَّ لرسول الله صلى الله عليه و سلم فيهم هذه اولادات ومنها أنها كانت معه يوم فَتْح مكة وأنه قدَّم لواءهم على الألوية وكان أحمر

ومنها أن عمر كتب إلى الكوفة والبصرة والشام ومصر أن ابعثوا إلى من كل بلد بأفْضَلِه رجلا فبعث أهل البصرة بمُجاشع بن مسعود السُّلمى وأهل الكوفة بعُتبة بن فرقد السُّلمى وأهل الشام بأبى الأعور السُّلمى وأهل مصر بمعن بن يزيد ابن الأخنس السُّلمى . أبو بكر رضى الله تعالى عنه كان يُلقَّب بعتيق
عتق قيل : لُقب بذلك لعتق وجهه وجماله . وقيل : لقول رسول الله صلى الله عليه و سلم : أنت عتيق الله من النار وقيل إن تلاد اسمه عتيق . وعن عائشة رضى الله عنها كان لأبى قُحافة ثلاثة من الولد فسماهم : عتيقاً ومُعتقاً ومُعيتقا . عُمر رضى الله تعالى عنه قال لعبد الله بن مسعود حين بلغه أنه يقرىء الناس : " عَتَّى حين " يريد حتى حين : إن القرآن لم ينزل بلغه هُذَيل فأَقرىء الناس بلغه قريش
عتى قال الفراء : حَتَّى لغة قريش وجميع العرب إلا هُذيلا وثقيفا فإنهم يقولون " عتى " . قال : وأنشدنى بعضُ أهل اليمامة : ... لا أضع الدلو ولا أُصَلَّى ... عتى أرى جلَّتها تُولى ... صَوَادِر مثل قِباب التَّلِّ ...
وقال أبو عبيدة : من العرب من يقول : أقم عنى عتَّى آتيك وأتى آتيك بمعنى حتى آتيك وهى لغة هُذيل . ومن معاقبة العين الحاء قولهم : الدَّعْداع فى الدَّحْداح والعِفْضاج فى الحِفْضاج وتَصَوَّع فى تَصَوَّح وجىء به من عَسِّك وحَسِّك والعُثالة بمعنى الحُثالة

وبين العين والحاء من القرب ما لولا بحة في الحاء لكانت عَيْنا كما أنه لولا إطباق فى الصاد لكانت سينا ولولا إطْبَاق فى الظاء لكانت ذالاً . ابن مسعود رضى الله تعالى عنه إذا كان إمامٌ تخافُ عَتْرَسَتَهُ فقل : اللهم ربّ السموات السَّبْع وربَ العرش العظيم كُّنْ لى جارا من فلان
عترس العِتْريسُ : الجبارُ الغضبان وقد عَتَرس عَتْرسةً . والعَنْتَريس : الناقة الصُّلبْة الجريئة فَنْعلِيل من ذلك . سَلمْان رضى الله تعالى عنه كان عتب سراويله فتشّمر
عتب التَّعتْيب : أن تجَمْع الحُجرة وتطويها من قُدّام وهو من قولك عَتَّب عتبات إذا اتخذ مْرَقَيات لأنه إذا فعل ذلك بسراويله فقد رفعها ويجوز أن يكون من قولهم : عَتَّب فلان فى الحديث إذا جمعه فى كلامٍ قليل . الحسن رحمه الله تعالى إن رَجُلاً حلف أيمانا فجعلوا يُعَاتُّونه فقال : عليه كفارة
عتت أى يرادُّونه فيكررّ الحلف ولا يقبلون منه فى المرة الواحدة يقال : ما زِلْتُ أُصاتّه وأُعاتّه أى أخاصمه وأُرادّه وهى مُفاعلة من عَتّة بالمسألة إذا ألحَّ عليه بها . الزُّهْرِىّ رحمه الله تعالى قال فى رجل أنعل دابة رَجَلُ فعتبتْ أو عنتتْ : إن كان يُنعل فلا شىء عليه وإن كان ذلك تكلفاً وليس من عمله ضمن
عتب يقال للدابة المعقولة أو الضالِعة إذا مشت على ثلاث كأنها تَقْفِزُ : عَتَبَتْ عتاباً قالوا : وهذا تشبيه كأنها تمشى على عتبات الدَّرجة فتنزو من عتبة إلى عتبة . عنتت : من العنت وهو الضرر والفساد وسمى الغمز عنتاً لأنه ضرر . وعتلة فى عص . ولا عتيرة فى فر . العِتْرة فى فل . وعِتْرتى فى ثق

- تَعتْرسَه فى صف . عتمتها فى لق . العتلة فى رف . والعتر فى سن . عتب فى جو . عتبة فى عص . العين مع الثاء النبىّ صلى الله عليه و سلم إنّ قريشاً أهلُ أمانةٍ من بْغَاها العواثير كَبَّته كبه اللهُ لمنخريه وروى : العَوَاثِر
عثر العواثير : جمع عَاثُور وهو المكانُ الوعَثْ لأنه يُعثر فيه والعافُور مثله من العفر وهو التراب كأنه يَكُبّ سالكه فيعفّر وَجْهَهُ أو فاؤه بدل ثاء كما قيل فُوم فى ثُوم وفُم فى ثُم فاستعير للورطة والخُطّة الموبقِة فقيل : وقع فلان فى عاَثُور شَرّ وعافُور شر ولا تبغنى عاثُورا أى لا تحفر لى ولا تبغنى شرا . وقيل : العاثور مَصْيدَة تُتخّذ من اللحاء . وفى العواثر وجهان : أحدهما أنه جمع عاثر وهو حُبالة الصائد . والثانى أنه جمه عاثرة وهى الحادثة التى تَعْثَرُ بصاحبها من قولهم : عثر بهم الزمان إذا أدال منهم وأتعس جَدَّهم ويجوز أن يراد العواثيِر فاكتفى عن الياء بالكسرة . علىٌّ رضى الله تعالى عنه ذاك زمان العثاعث
عثعث هى الشدائد من الَعْثَعَثة وهى الإفساد . قال العَجَّاج : ... وأمِراؤ أفْسَدُوا وعَاثُوا ... وعَثْعَثُوا فكثر العَثْعَاثُ ... رواه أبو زيد بالعين وغَيْرهُ بالهاء ونظير العثاعث التّراتر والتَّلاتل للأمور العظام من التَّرتْرة والتَّلتْلَة وهما شدةُ التحريك والعُنفْ . ابن الزبير رضى الله تعالى عنه إن نابغة بنى جَعْدة امتدحه فقال يصَف جملا ... أتاكَ أبو لَيْلَى يجوبُ به الدُّجَى ... دُجىَ الَّليْلِ جوَّابُ الفلاةِ عَثَمْثَمُ

- عثمثم هو الجمل الشديد القوى والعَجَمْجَمُ مثله . الأحنف رضى الله تعالى عنه بلغه أنَّ رجلاً يغتابهُ فقال : عُثَيُثه تقرُم جِلْداً أمْلسَ
عثث العُثَّة : دُوَيّبة تَلْحَسُ الصوف قال : ... فإنْ تشتمونا على لُؤمِكُمْ ... فقد يلحس العُثّ مُلْس الأدمْ ...
قرم الشىء بأسنانه : قطعه مثل قرضه الجِلدْ الأملس مثلاً لعرضه فى براءته من العيوب والعُثيثة لمن أراد أن يقدح فيه بالغيبة . النَّخَعّى رحمه الله تعالى فى الأعضاء إذا انْجَبَرتْ على غير عَثْمٍ صُلحْ وإذا انجبرت على عَثْم فالدِّيةَ
عثم يقال عَثَمْتُ يده فَعَثَمَتْ أى جَبَرتْهُا على غير استواء فَجَبَرتْ ونحو ذلك وفرْتُه فوفر وَوَقَفْتُه فوقف ورجعتُه فرجع . فى الحديث أبغضُ الخْلقِ إلى الله العَثِرىّ
عثرى قيل هو الذى لا فى أمْرِ الدُّنْيا ولا فى أَمْرِ الأخرة . قال ابنُ الأعرابى : يقال جاء فلان عَثَريّاً يَتَبحْلسُ إذا جاء فارِغاً وهو من قولهم للعِذْى من النخل أو لما يُسْقى سَيْحاً على خلافٍ بين أهل اللغة : العَثَرى : لأنه لا يَحتْاج فى سَقْيه إلى عَمل بَغْرب أو دَالية . وهو من عثر على الشىء عُثوراً وعَثْرا لأنه يهجمُ على الماء بلا عمل من صاحبه كأنه نسب إلى العَثْر وحركت عينه كما قيل فى الحمْض والرَّمل حمَضَىّ وَرَملِىّ . قال مُسْيلمِة الكذاب : عَثِّنُوا لها

- عثن أى بَخرِّوا لها من العُثَان وهو الدّخان الذى لا لهب له والضمير لسجاح المُتنَبَئّة قال ذلك حين أراد الإعراس بها ؟ عِثرةَ فى عص عُثان فى ف عثكالا فى خد . . العين مع الجيم النبى صلى الله عليه وآله وسلم العَجْوة من الجنة وهى شفاء من السّمّ
عجو هى تَمْرٌ بالمدينة من غرْس النبى صلى الله عليه و سلم قال : ... خَلَطَتْ بصاع الأقْطِ صاعين عَجْوةً ... إلى صاع سَمْنٍ وسْطها يَتَربعُ ...
قال صلى الله عليه وآله وسلم : كنْتُ يتيماً ولم أكُن عجَيّاً
عجى هو الذى لا لبَنَ لأمه أو ماتت فعُللِّ بلبن غيرها أو بشىء آخر فأوْرَثه ذلك وهناً وقد عجاه يَعْجُوِه إذا علله . قال الأعشى : ... قد تَعادى عنه النَّهارُ فما تَعْجوهُ إلا عُفافةٌ أو فُواقُ ...
وقال النَّصر : عجى الصبىُّ يَعْجَى عجىً إذا صار عجياً أى مُحْثَلاً . وقيل عجت الأم ولدها إذا أخرتْ رضاعة عن وَقْته
عجم العَجمْاء جُبار والبئر جبُار والمعدن جُبار وفى الرِّكازَ الخُمسْ . هى البهيمة لأنها لا تتكلم . ومنها قولُ الحسن رحمه الله : صلاة النهار عَجْماء لأنها لا تُسمع فيها قراءة . وكذلك قوله رحمة الله : من ذكر الله فى السُّوق كان له من الأجر بعدد كل فصَيح فيها وأعجْم . قيل : الفصيح : الإنسان والأعجم : البهيمة

- الجُباْرَ : الهدر يقال : ذهب دمُه جُباراً . والمعنى أَنَّ جنايتها هدر قالوا : هذا إذا لم يكن لها سائق ولا قائد ولا راكب فإن كان لها أحدُهم فهو ضامن لأنه أوطأها الناس . وأما البئر فهو أن يستأجر صاحبُها من يحفرُها فى ملْكِه فتنهار على الحافر أو يسقط فيها إنسان فلا يضَمْن . وقيل : هى البئر العاديَّة فى الفلاة إذا وقع فيها إنسان ذهب هدراً . وأما المعدن فإذا انهار على الحفرة المستأجرين فهم هدر . والرِّكاز عند أهل العراق المعدنُ وما يستخرج منه فيه الخُمسْ لبيت المال والمال المدفون العادى فى حكمه . والرّكازُ عند أهل الحجاز المالُ المدفون خاصة والمعادنُ ليست برِكازٍ وفيها ما فى أموال المسليمن من الزّكاة سواء . وصف البراء بن عازب رضى الله عنه السجود فبسط يديه ورفع عَجْيزَته وخَوّى وقال : هكذا رأيتُ رسول الله صلى الله عليه و سلم يسجد
عجز العجيزة للمرأة خاصة والعجزُ لهما . وعَجِزِتْ إذا عظُمت عجيزتها وهى عَجْزاء ولا يقال : عجز الرجل ولا رجل أعجز ولكن آلىّ وعن الزجاج تسويغ الأعَجْز وإنما قال عجيزته على طريق الاستعارة كما استعار الثفر للثَّوْرَة وهو للحافر من قال : ... جزَى اللهُ عَنَّا الأَعورَيْن ظلامة ... وفَرْوة الثَّورْة المُتضاجم ...
والتَّخوية : أن تجعل بينه وبين الأرض خَواءً أى هواء وفجوة . وخواء الفرس ما بين يديه ورجليه من الهواء . قال أبو النجم : ... ويضلُّ الطيُر فى خوائه

- قالت أُم سلمة رضى الله تعالى عنها : كان النبى صلى الله عليه وآله وسلم ينهانا أن نعُجْمُ النوى طَبْخا وأَنْ نخلط التمر بالزبيب
عجم أراد أن التمّر إذا طُبخ لتؤخذ حلاوته طُبخ عَفْواً حتى لا يبلغ الطبخ النَّوى ولا يؤثر فيه تأثير من يَعْجُمه أى يلُوكُه لأَنَّ ذلك يُفسْد طَعْمَ الحلاوة أو لأنه قوت للداّجن فلا يُنضْج لئلا يذهب طَعْمُه . لا تقوم الساعة حتى يأخذ الله شريطة من أهل الأرض فيبقى عَجاجٌ لا يعرفون معروفاً ولا يُنْكرِون منكراً
عجج هم الرِّعاع من النّاس يقال : جئتُ بنى فلان فلم أُصْبِ إلاّ العجاج والهَجَاج أى الرِّعَاع ومن لا خَيْرَ فيه الواحد عجاجة وهجاجة قال : ... يَرْضَى إذا رضى النساءُ عجاجةً ... وإذا تُعمُدِّ عَمّدهُ لم يغَضْبِ ...
قدم عليه صلى الله عليه وآله وسلم خوَخُسْرو صاحبُ كسرى فوهب له مِعْجزة فسِّمى ذا المعْجِزة
عجز هى المْنطقة بلغة أَهْلِ اليمن كأنها سُميت بذلك لأنها تلى عَجزُ المتَنَطِّق . على رّضى الله تعالى عنه قال يوم الشُّورى : لنا حقٌّ إن نُعطه نأخذه وإن نُمنعه نركب أعجاز الإبل وإن طال السُّرى . هذا مثلٌ لركوبه الذّل والمشقة وصَبْره عليه وإنْ تطاول ذلك وأصلهُ أن الراكب إذا اعْرَوْرَى البعيرُ ركب عجزه من اصل السنام فلا يطمئن ويحتمل المشقة . وأراد بركوب أعجاز الإبل كوَنهُ رِدْفاً تابعاً وأنه يصبر على ذلك وإن تطاول به . ويجوز أن يريد : وإن نُمْنعه نبذل الجهد فى طلبه فْعِلَ من يضرب فى ابتغاء

- طلبته أكباد الإبل ولا يبالى باحتمال طُول السُّرى . ابن مسعود رضى الله تعالى عنه ما كنا نتعاجم أَنّ ملكاً ينطِقُ على لسان عُمر
عجم أى كنا نُفصح بذلك إفصاحاً . ونحوه قولُ علّىٍ رضى الله عنه : كنا أصحاب محمد لا نشك أَنَّ السَّكينة تنطق علىِ لسان عُمر . الحجّاج قال لأعرابىِ من الأزْد : كيف بصرُك بالزرع ؟ قال : إنى لأعلمُ الناس به قال : صِفْةُ لنا . قال : الذى غَلظُتْ قصبتهُ وعرضت ورقتهُ والتفّ نَبْتهُ وعظمت سُنبلُته . قال : إنى أراك بالزرع بصيراً . قال : إنى لما عاَجْيتهُ وعَاجَانى
عجى المعاجاة : تَعْليِل الصبى باللبن أو غيره . قال : ... إذا شئتَ أبصرتَ من عقَبْهم ... يتامى يُعَاجَونْ كالأذْؤُب ...
جعل ذلك مثلا لمعاناته أمر الزرع ومُزاولته له . فى الحديث : كلّ ابن آدم يبلى إلا العَجْب
عجب هو العُظيم بين الإلْيتين يقال : إنه أول ما يُخْلقَ وآخرُ ما يَبْلىَ ويقال له العَجُمْ أيضاً . رواه اللحيانى ورُوى الفتح والضم فيهما . والمعنى : جميع جسد ابن آدم يَبْلىَ . لا تَدَبَّرُوا أعجاز أُمورٍ قد وَلَّتْ صدورُها
عجز أى أدبارها وأواخرها . العجمة فى حب . تُعْجِزه فى شع . فى عَجَلة فى فق . ذو عُجَر فى زخ

عُجَرى ويُجَرى فى جد معجزة فى فر . عجمتك فى حن . المعجم فى له . فعجم فى ين العَجْوة فى بس عجره فى غث . . العين مع الدال النبى صلى الله عليه وآله وسلم لا عَدْوى ولا هامة ولا صفر ولا غول ولكنّ السعالى
عدا العَدْوَى : اسم من الأعْداء كالرَّعْوى والبَقْوى من الإرعاء والإبقاء . الهامَة : واحدة الَهام من الطير وكانت العرب تقول : إنَّ عظام الموتى تَصِيرُ هاماً فتطير . قال لبيد ... فليس الناس بَعْد فى نَقيرٍ ... وما هم غَيْرُ أصْدَاء وهام ... سئل رُوْبة عن الصَّفر فقال : هو حيِّة تكون فى البَطْنِ تُصيبُ الماشية والناس وهى أعْدَى من الجرب عند العرب وقيل : هو تأخيرهم المحرَّم إلى الصفر . السَّعَالى : سحَرة الجِنّ الواحدة سِعْلاة أراد أن فى الجن سحرة كسحرة الإنس لهم تخييل وتَلْبيس . ذكر قارىء القرآن وصاحب الصدقة فقال رجل : يا رسول الله أرأيتك النَّجْدة تكون فى الرجل ؟ فقال : ليست لهما بَعَدْل إن الكَلْبَ يَهرّ من وراء أهله . أى بمثل
عدل وعن الفراء أنّ عَدْل الشىء ما كان من جِنْسه وعِدْله ما ليس من جنسه . تقول : عندى عدل غلامك أى غلام مثله . وعْدِله أى قيمته من الدراهم والدنانير . أراد أنّ النجدة غريزة فالإنسان يقاتلُ حمَيَّة لا حْسَبةً كالكلب يَهرّ عن أهله ويذُبّ عنهم طبعاً . الكاف فى أَرأيْتك مجردة للخطاب كالتى فى " النجّاءك " ومعناه أخْبَرنْى عن النجدة

إنّ أبَيْضَ بن حَمّال المأربى استقطعه صلى الله عليه وآله وسلم المِلْحَ الذى بَمأرب فأقطعه إياه فلما وَلّى قال له رجل : يا رسول الله أتَدْرِى ما أْقَطْعَته ؟ إنما أقطعت له الماء العِدّ فرجعه منه . وسأله أيضاً : ماذا يُحمى من الأراك ؟ فقال : ما لم تَنَلْهُ أخفافُ الإبل
عدد العدّ : الذى لا انقطاع له كماءِ العين والبئر إنما رجعه منه لأنّ الماء جميعُ الناس فيه شركاء وكذلك ما كان كلأ للإبل من الأراك لكونه بحيث تَصلُ إليه وتهجم عليه فأما ما كان بمعزلِ من ذلك فسائغ أن يحمى . وقيل : الأخْفَاف مَسَانُّ الإبل قال الأصمعى : الخُفّ : الجمل المِسَّن . وأنشد : ... سألت زيداً بعَد بكْرٍ خُفا ... والدَّلوُ قد تُسمع كىْ تخفّا ...
والمعنى أنَّ ما قُرب من الَمرْعَى لا يُحمْىَ بل يُترك لمسانّ الإبل وما فى معناها من الضِّعاف التى لا تقْوى على الإمعان فى طلب المرْعَى . فى حديث المبعث : أنه صلى الله عليه و سلم قال لخديجة رضى الله تعالى عنها : أظُنّ أنه عرض لى شِبْه جنوُن فقالت : كلا إنّك تَكِسبُ المعدوم وتحمل الكلّ
عدم يقال فلان يَكْسِب المعدوم إذا كان مجدوداً يُرزْقَ ما يُحَرمُه غيره . وفى كلامهم : هو آكلُكم للمأْدُوم وأكسبُكم للمعدوم وأعطاكم للمْحُروم . عُمر رضى الله تعالى عنه لما عزل حبيب بن مَسْلمَة عن حِمصْ وولّى عبد الله بن قُرْط قال حبيب : رحم الله عُمر ينزعَ قوْمه ويبعثُ القوم العِدىَ

- عدا أى الأجانب قال : ... إذا كنت فى قوم عدًى لسْتَ منهم ... فكُلْ ما عُلْفتَ مِنْ خبَيثٍ وطَيبّ ...
علىّ رضى الله تعالى عنه قال لبعض أصحابه وقد تخلّف عنه يوم الجمل : ما عدا مماّ بدا ! أى ما عداك ؟ بمعنى : ما منعك وما شغلك مما كان بدا لك من نُصْرتى ؟ ومنه الحديث : الُسلْطان ذو عدوان وذو بدوان وذو تُدْرأ . أى سريع الأنصرافِ والَملال كثير البدء فى الأمور . والتُّدرأ : تفعل من الدرء وهو الدفع أى يدفع نفسه على الخطط ويتهَوَّر
في الحديث : سُئل رجل متى تكون القيامة ؟ ؟ فقال : إذا تكاملت العِدَّتان
عدد أى عدّة أهل الجنة وعِدّة أهل النار . عِدْلها فى خد . لعادته وعادة فى بج . أعداد فى خب . تعادّنى فى أك . لا تْعَدل ولا تُعدُّ فى ند . قيمة عَدْل فى رج . وعدى فى سط . وتعدو فى لق . عاديت فى طم . وتعادٍ فى دف عدلوا فى ضو . ولا عَدْل فى صر . عادية فى رق . العدّو فى رض . الَمعْدلَة فى دف . الَعْدَوة فى سح . عدنك فى دح . وأعدَّه فى أد . العين مع الذال النبى صلى الله عليه وآله وسلم لا يَهْلُك الناسُ حتى يُعذرُوا من أَنفْسُهِم روى بفتح الياء وضَمِّها . والفرق بينهما نحوه بين سَقيته وأسقيته وغَمدته وأغمدته . وحقيقة

- عذر عذرْت محوتُ الإساءة وطَمَسْتُها من قوله : ... أمْ كُنْتَ تعرف آيات فقد جَعَلَتْ ... أطلالُ إلْفِكَ بالْوْدكِاء تَعْتذَرُ ...
وفى معناه : عفوت من عفا الدار . والمعنى حتى يفعلوا ما يتجه المُحلّ العقوبة بهم . العُذْر : من قولهم : عذيرى من أى هات من يعذرنى منه فى الإيقاع به أيذاناً بأنه أهلٌ لأَنْ يوقع به وإِنّ على من علم بحاله فى الإساءة أن يعذر الموقع به ولا يَلُومُه . ومنه ما جاء فى حديث الإْفك : فاستعذر رسولُ الله صلى الله عليه و سلم من عبد الله ابن أُبىّ فقال وهو على المنبر : من يعذرنى رجل قد بلغنى عنه كذا وكذا ؟ فقام سعد فقال : يا رسول الله أنا أعذرك منه إن كان من الأوس ضْربتُ عنقه . وعنه صلى الله عليه وآله وسلم : أنه اسْتَعْذَرَ أبا بكر من عائشة . أى قال له : كُن عذيرى منها إِنْ عاقبتُها وذلك فى شىء عتب فيه عليها . إن الله تعالى نِظيفٌ يحبُّ النظافة فنَظِّفُوا عذراتكم ولا تَشَبهِّوا باليهود تجمع الأكْبَاءَ فى دُوِرها . العذرة : الفناء وبها سُميت العذِرةُ لإلقائها فيها كما سميت بالغائط وهو المطمئن من الأرض . وعنه صلى الله عليه و سلم : اليهود أنتنُ خلق الله عذرةً . وعن على رضى الله تعالى عنه أنه عاتب قوما وقال : مالكم لا تنظفون عذراتكم ! الأكباء : جمع كبا بالكسر والقصر وهو الكُّناسة وإِذا مُدَّ فهو البخور وألفُ الكبا عن واو لقولهم : كبوتُ البيت أكبوه كَبْوا وقد تُميله العرب فهو فى ذلك أخو العشا فى الشذوذ عن القياس

- وفى تنظيف الأفنية يُرْوىَ عن عمر رضى الله تعالى عنه : انه كان إذا قُدم مكة يطوفُ فى سككها فيمرّ بالقوم فيقول : قُمُّوا فناءكم حتى مَرّ بدار أبى سفُيان فقال : يا أبا سفيان قُمُّوا فناءكم فقال : نعم يا أمير المؤمنين حتى يجىء مُهَّانُنا الآن فطاف أيضا ثم مَرَّ به فلم يصنع شيئا فقال : يا أبا سفيان ألاَ تَقُمُّون فناءكم ! فقال : نعم يا أمير المؤمنين . حتى يجىء مُهّاننا الآن فطاف أيضاً ومرَّ به فلم يصنع شيئا فوضع الدَّرة بين أذنيه ضرْباً فجاءتْ هند فقالت : والله لرُبَّ يوم لو ضربته لاْقَشَعَّر بَطْنُ مكة ! فقال : أجل ! والله لرُبُّ يوم لو ضربته لاْقَشَعرَّ بَطْنُ مكة !
عذق قدم عليه صلى الله عليه و سلم أصيل الغِفَارى مِنْ مكّة فقال : يا أصَيْل كيف عَهِدْت مكة ؟ فقال : عْهدتُها والله وقد أخْصَبَ جنابُها وأعْذَقَ إذخرُها وأسلب ثُمامُها وامَشَّ سلمُها فقال : حَسْبُك يا أُصيل . ويروى أنّ أبَان بن سعيد رضى الله عنه قدم عليه صلى الله عليه و سلم فقال : يا أبان كيف تركت أهل مكة ؟ قال : تركتُهم وقد جيدوا وتركتُ الإذخر وقد أعْذَق وتركتُ الثُّمام وقد خاص . فاغرورقتْ عينَْا رسول الله صلى الله عليه و سلم . وروى أنه صلى الله عليه و سلم لما نزل الحُديبية أهدى له عَمْرو بن سالم وبُسربن سفيان الخُراعيان غنما وجَزُوراً مع غلام منهم فأجْلسَه وهو فى بُردة له فَلْتَةٍ فقال : يا غلام كيف تركْتَ البلاد ؟ فقال : تركتها قد تيسرت قد أمْشَر غضاهُها وأغْذَق إذْخِرُها وأسْلَبَ ثُمامها وأبْقَلَ حَمْضُها فشبعتْ شاتُها إلى الليل وشبع بعيرُها إلى الليل مما جمع من خُوص وضَمْد وبَقْل . أعْذَق : أى صارت له أفْنَان كالأغْذَاق يقال : أعذقت النخلة إذا كثرتْ أعذاقُها جمع عِذْق بالكسر وهو الكباسة وأعذق الرجلُ كثرت عذوقه جمع عَذْق بالفتح وهو النخلة==

=

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الشرط الأوحد للشفاعة كلها هو لمن مات يوم مات علي التوبةٍ ولو ندما وعزما علي ان يعمل الصالحات سواءا أدركوا العمل ام لم يدركونه

الشرط الأوحد للشفاعة كلها هو لمن مات يوم مات علي التوبةٍ ولو ندما وعزما علي ان يعمل الصالحات سواءا أدركوا العمل ام لم يدركونه أسْعَد...