دعائي الي ربي

قلت المدون تم بحمد الله وفضله ثم قلت: اللهم فكما ألهمت بإنشائه وأعنت على إنهائه فاجعله نافعاً في الدنيا وذخيرة صالحة في الأخرى واختم بالسعادة آجالنا وحقق بالزيادة آمالنا واقرن بالعافية غدونا وآصالنا واجعل إلى حصنك مصيرنا ومآلنا وتقبل بفضلك أعمالنا إنك مجيب الدعوات ومفيض الخيرات والحمد الله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد خاتم النبيين وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم إلى يوم الدين اللهم لنا جميعا يا رب العالمين .وسبحان الله وبحمده  عدد خلقه وزنة عرشه  ورضا نفسه ومداد كلماته} أقولها ما حييت وبعد موتي  والي يوم الحساب وارحم  واغفر اللهم لوالديَّ ومن مات من اخوتي واهلي والمؤمنين منذ خَلَقْتَ الخلق الي يوم الحساب آمين وفرِّجِ كربي وردَّ اليَّ عافيتي وارضي عني في الدارين  واعِنِّي علي أن اُنْفِقها في سبيلك يا ربي اللهم فرِّج كربي واكفني همي واكشف البأساء والضراء عني وعنا.. وردَّ إليَّ عافيتي وثبتني علي دينك الحق ولا تُزِغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب اللهم وآتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار وتوفنا مع الأبرار وألِّفْ بين قلوبنا اجمعين.يا عزيز يا غفار ... اللهم واشفني شفاءاً لا يُغَادر سقما واعفو عني وعافني وارحمني وفرج كربي واكفني همي واعتقني مما أصابني من مكروه أنت تعلمه واعتقني من النار وقني عذاب القبر وعذاب جهنم وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات ومن شر فتنة المسيح الدجال ومن المأثم والمغرم ومن غلبة الدين وقهر الرجال اللهم آمين /اللهم ربي اشرح لي صدري ويسر لي أمري وأحلل عُقَد لساني واغنني بك عمن سواك يارب.والحمد الله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد خاتم النبيين وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم إلى يوم الدين آمين.

الثلاثاء، 16 يناير 2024

الشرط الأوحد للشفاعة كلها هو لمن مات يوم مات علي التوبةٍ ولو ندما وعزما علي ان يعمل الصالحات سواءا أدركوا العمل ام لم يدركونه



الشرط الأوحد للشفاعة كلها هو لمن مات يوم مات علي التوبةٍ ولو ندما وعزما علي ان يعمل الصالحات سواءا أدركوا العمل ام لم يدركونه


أسْعَدُ النَّاسِ بشَفاعَتِي مَنْ قال: لا إلهَ إلَّا الله 


التصنيف:الإيمان باليوم الآخر



التوحيد "لا إله إلا الله" كلمة الإسلام، ومفتاح دار السلام، وبراءة مِن الشرك، ونجاة مِنَ النار، ومعناه: الإيمان بوحدانية الله عز وجل في ربوبيته وألوهيته، وأسمائه وصفاته، لا شريكَ له في مُلكه وتدبيره، وأنّه سبحانه هو المستحقّ للعبادة وحده، ومَنْ عمل بما دلت عليه ـ شهادة التوحيد ـ كانت له السعادة في الدنيا والآخرة.. وقد خَلَق الله عز وجل الخَلْقَ وأرسل الأنبياء والرسل مِنْ أجل توحيده وعبادته، قال الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ}(الأنبياء:25)، وقال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}(الذاريات:56)، 
=قال ابن عباس رضي الله عنه: "ليطيعون.. وَيُقَال: إِلَّا أَمرتهم أَن يوحدوني ويعبدوني".
 
=  والتوحيد الذي تعبر عنه كلمة "لا إله إلا الله" هو هو {منهج وشريعة لا يصلح فيها القول دون الفعل والعمل وهو ما عبر عنه الواحد الديان يقوله تعالي {{ سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (3)/سورة الصف }}
-----------------
{وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتَابٌ (34) الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ (35)/سورة غافر}
  أول وأعظم واجب على العباد. عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يا مُعاذ، أتَدْرِي ما حَقُّ اللهِ علَى العِبادِ؟ قالَ: اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلَم، قال: أنْ يُعْبَدَ اللَّهُ ولا يُشْرَكَ به شيء، قالَ: أتَدْرِي ما حَقُّهُمْ عليه إذا فَعَلُوا ذلكَ؟ فقال: اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلَم، قال: أنْ لا يُعَذِّبَهُمْ) رواه مسلم.
والأحاديث النبوية الصحيحة الواردة في عِظم وشرف وفضائل كلمة التوحيد "لا إله إلا الله" كثيرة، ومِنْ هذه الفضائل أنَّ مَنْ قالها مِنْ قلِبْه ونَفْسِه كان أسعد الناس بشفاعة نبينا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم يوم القيامة.

أسعد الناس بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة:
1 ـ عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: (قُلتُ: يا رَسول اللَّه، مَنْ أسْعَدُ النَّاسِ بشَفَاعَتِك يوم القِيَامة؟ فقال: لقَدْ ظَنَنْتُ يا أبَا هريرة أنْ لا يَسْأَلَنِي عن هذا الحَديث أحَدٌ أوَّل مِنْك، لِما رَأَيْتُ مِن حِرْصِك على الحديث، أسْعَدُ النَّاسِ بشَفَاعَتي يوم القِيَامة مَنْ قال: لا إلَهَ إلَّا اللَّه، خَالِصًا مِن قِبَلِ نَفْسِه) رواه البخاري. وفي رواية: (مَن قال لا إلَه إلَّا اللَّه، خَالِصًا مِن قَلْبِه، أوْ نَفْسِه). هذا الحديث يخبرنا فيه نبينا صلى الله عليه وسلم أنَّ أسعدَ الناسِ بشَفاعتِه يوم القيامة هو مَن قال: "لا إله إلَّا اللَّه" مُعتقِدًا معْناها، مُخلِصًا في الإيمان بتَرْك الشِّرك ولو بمقدار مثقال ذرة منه، وفي الطاعة يتَرْك الرِّياء والشرك والمعاصي ولو بمقدار مثقال ذرة منهم // فيكون هو أسعَدَ ممَّن لم يكُنْ في هذه المَرتبة مِن الإخلاص.
2 ـ عن أبي هريرة رضي عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ مُسْتَجابَة، فَتَعَجَّلَ كُلُّ نَبِيٍّ دَعْوَتَه، وإنِّي اخْتَبَأْتُ دَعْوَتي شَفاعَةً لِأُمَّتي يَوم القيامة، فَهي نائِلَةٌ إنْ شاءَ اللَّهُ مَنْ مات مِن أُمَّتي لا يُشْرِكُ باللَّه شيئًا) رواه مسلم. 
 
= وفي هذا الحديثِ يُخبِرنا النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم أنَّ لكلِّ نَبيٍّ دعوةً مُستجابة، فَادَّخرَ نبينا محمد صلى الله عليه وسلم هذه الدَّعوة التي يَتيقَّن إجابتَها إلى يَوم القيامة، وآثرَ أُمَّتَه بما خصَّه الله به مِن إجابة الدَّعوة بالشَّفاعة لهم، ولم يَجعَلْ ذلك في خاصَّةِ نَفسِه وأهْلِ بيْتِه، فجَزاه الله عُنْ أُمَّته أفْضَل الجزاء، فهو كما وصفه الله عز وجل بقوله: {بِالْمُؤْمِنينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ}(التوبة:128). 
= وشفاعته صلى الله عليه وسلم تَكون للمُذْنِبِين التائبين قبل مماتهم  بشرط التوبة قبل الممات هو شرط الفلاح والنجاح ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون} سورة الحجرات // 
=//، أو في إدخال الجنَّة مِن غيرِ حِساب {أي بعفو الله لا لشيئ غير أنه مات تائبا وقابل ربه بقلب تائب سليم}، 
=أو في رَفْعِ الدَّرجات يَوم القيامة{لأنه مات تائبا وقابل ربه بقلب تائب سليم}،
=  كُلٌّ بحسَبِ حاله. {{والعبرة بالموت علي التوبة وعدم الاصرار عليها فالاصرار هو الموت علي المعصية بعزيمة عياذا بالله الأحد الصمد}}
 
قال الطيبي: "اعلم أن جميع دعوات الأنبياء مستجابة، والمراد بهذا الحديث: أنَّ كلَّ نبي دعا على أمته بالإهلاك، كنوح، وصالح، وشُعيب، وموسى، وغيرهم، وأما نبينا صلى الله عليه وسلم، فلم يَدْع على أعدائه بالإهلاك، فأُعْطِيَ قبول الشفاعة يوم القيامة عِوضا عما لم يدع على أمته، وصبر على أذاهم". وقال الهروي: "قال ابْنُ الْمَلَك (الكرماني)، وَإِنَّمَا ذَكر (إِنْ شَاءَ اللَّه) مَعَ حُصُولِهَا لَا مَحَالَة أَدَبًا وامْتِثَالًا لِقَوْله تعالى: {وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا * إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ}(الكهف:24:23). وَالْأَظْهَر أَنَّه قَال لِلتَّبَرُّك، لِأَنَّ الْمُرَاد مِنَ الْآية الْأَفْعال الْوَاقِعة في الدُّنْيا، لَا الْأَخْبَار الْكَائِنَة فِي الْعُقْبَى". 
=وقال ابنُ بطال في "شرح صحيح البخاري": "الشَّفاعة إنَّما تكون في أهلِ الإخلاصِ خاصَّةً، وهم أهل التصديقِ بوحدانيَّة الله، ورُسُلِه، لقَوله صلى الله عليه وسلم: (خالصًا من قَلْبِه أو نَفْسِه)". 
=وقال الطيبي في "الكاشف عن حقائق السنن": "قوله: (أسْعد الناس) أسعد هنا بمعنى السعيد، إذ لا يسعد بشفاعته مَنْ لم يكن مِنْ أهل التوحيد الخالص والاية {{يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتي الله بقلب سليم}}
 
  ، أو المراد بمن قال مَنْ لم يكن له عمل يستحق به الرحمة ويستوجب به الخلاص مِنَ النار،{الا التوبة قبل مماته فقط كصاحب البطاقة ومن قتل 100 نفس ثم نوي وعقد العزم علي التوبة ومضي للقرية التي سيقيم فيها مع المؤمنين فمات في الطريق بين القريتين  الحديث لاخره..} فإن احتياجه إلى الشفاعة أكثر، وانتفاعه بها أوفر". 
=وقال ابن هبيرة في "الإفصاح عن معاني الصحاح": "في هذا الحديث مِنَ الفقه: ما يدل على أن شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة، يوم يقوم الأشهاد، التي يكون عنها فصل القضاء في ذلك اليوم، فأسعد الناس بها أهل لا إله إلا الله،العاملين بمقتضاها إخلاصا وصدقا ويقينا وعملا بكل فروضها  التي قد تقدم ذكرنا لها: أنها يقتضي أن يتبعها مُحَمد رسول الله صلى الله عليه وسلم" وسائر التكاليف الالهية.
 
وقال ابن تيمية في "الإيمان": "فتلك الشفاعة هي لأهل الإخلاص بإذن الله ليست لمن أشرك بالله، ولا تكون إلا بإذن الله. وحقيقته أن الله هو الذي يتفضل على أهل الإخلاص والتوحيد فيغفر لهم بواسطة دعاء الشافع الذي أذن له أن يشفع ليكرمه بذلك وينال به المقام المحمود الذي يغبطه به الأولون والآخرون صلى الله عليه وسلم، كما كان في الدنيا يستسقي لهم ويدعو لهم، وتلك شفاعة منه لهم فكان الله يجيب دعاءه وشفاعته". 
 
= وقال ابنُ القَيِّم: "في قوله في حديث أبي هريرة: (أسعَدُ النَّاسِ بشَفاعتي مَن قال: لا إلهَ إلَّا اللهُ قلت المدون وفي رواية صدقا من قلبه وفي أخري مخلصا بها قلبه او يقينا  من قلبه الخ..) سِرٌّ من أسرارِ التَّوحيدِ، وهو أنَّ الشَّفاعة إنَّما تُنال بتجريدِ التَّوحيد، فمن كان أكمَلَ تَوحيدًا لدرجة سلامة القلب فيما بقي له من وقت في اواخر عمره توبة وأوبة الي الله الواحد.. كان أَحرى بالشَّفاعة".
 
وقال ابن حجر في "فتح الباري": " قَوْله (مَنْ أَسْعَدُ النَّاس بِشَفَاعَتِك) لَعَلَّ أَبَا هريرة سَأَل عَنْ ذَلِك عِنْد تَحْدِيثه صلى الله عليه وسلم بقوله: (وَأُرِيدُ أَنْ أَخْتَبِئَ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لِأُمَّتِي فِي الْآخِرَة) 
 
== وَمِنْ طُرُقِه (شَفَاعَتِي لِأَهْلِ الْكَبَائِر مِنْ أُمَّتِي) قلت المدون الذين فعلوا الكبائر فتابوا منها قبل موتهم ولم يصرون عليها ففجأهم الموت تائبين لم يفعلوا ن طاة بعد توبتهم لمفاجئة الموت لهم علي حالهم من التوبة ..
= وقوله: (مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ خَالِصًا مِنْ قِبَلِ نَفْسه) بِكَسْرِ الْقَاف وفَتْح الْمُوَحَّدَة أَيْ قال ذلِك بِاخْتِيَارِه.. وَالْمُرَاد بِهَذِهِ الشَّفَاعَة الْمَسْئُول عَنْهَا هُنَا بَعْض أَنْوَاع الشَّفَاعَة وَهِيَ الَّتِي يَقُول صلى الله عليه وسلم: (أُمَّتِي أُمَّتِي، فَيُقَال له: أَخْرِجْ مِنْ النَّار مَنْ فِي قَلْبه وَزْن كَذَا مِنْ الْإِيمَان)
 قلت المدون راجع مدونة قانون الحق الالهي من علي جوجل وياهوو ..{عنوان أخرجوا من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من خردل من الايمان}

=  فَأَسْعَد النَّاس بِهَذِه الشَّفَاعَة مَنْ يَكُون إِيمَانه قد طرد أي مثاقيل ذرات من الشرك من قلوبهم ذلك علي مبدأ الضدان او النقيضان لا يجتمعان ولا ينتصبان 
 
 .. وَالْحَاصِل أَنَّ في قوله (أَسْعَد) إِشَارة إلى اِخْتِلَاف مَرَاتِبهمْ في السَّبَق إلى الدُّخُول بِاخْتِلَاف مَرَاتِبهمْ في الْإِخْلَاص، ولذلِك أَكَّدَه بِقَوْله (مِنْ قَلْبه).. وبِهَذَا التَّقْرِير يَظْهَر مَوْقِع قوْله (أَسْعَد) وَأَنَّها على بابها مِن التَّفْضِيل، وَلَا حَاجَة إلى قَوْل بَعْض الشُّرَّاح الْأَسْعَد هُنَا بِمَعْنَى السَّعِيد لِكَوْنِ الْكُلّ يَشْتَرِكُونَ فِي شَرْطِيَّة الْإِخْلَاص، لِأَنَّا نَقُول يَشْتَرِكُون فِيه لَكِنَّ مَرَاتِبَهُمْ فِيه مُتَفَاوِتة. وقال الْبَيْضَاوِيّ: يَحْتَمِل أَنْ يَكُون الْمُرَاد مَنْ لَيْسَ لَهُ عَمَلٌ يَسْتَحِقّ بِهِ الرَّحْمَة وَالْخَلَاص، لِأَنَّ اِحْتِيَاجه إِلَى الشَّفَاعَة أَكْثَر وَانْتِفَاعه بِهَا أَوْفَى. واَللَّه أَعْلَم".

فائدة:
1 ـ يوم القِيامة يَومٌ عَظيمٌ مشهود، يجْمَع الله عز وجل فيه الأوَّلينَ والآخِرين، ويُصيب النَّاسَ فيه مِنَ الأهوال والكُروب الشديدة الكثير، وتَشتَدُّ حاجتُهم إلى مَن يَشفَع لهم عند الله تعالى، ويَتقدَّم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم النَّاسَ ليَشفَع لهم{ قلت المدون/ هم التائبون ولو ماتوا ليس ما معهم الا التوبة  وما معهم الا التوبة فقط وما ينفع الناس أن معهم مثل جبل أحد عمل ولا يغلف بالتوبة فيحصنها ويحفظها } عند ربِّهم سبحانه وتعالى، وهي عنق الزجاجة للشَّفاعة العُظمى التي اختَصَّ اللهُ تَعالى بها نبيه صلي الله عليه وسلم ، كما أنَّ له صلى الله عليه وسلم شَفاعات أُخرى. 
= قال الله تعالى: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا}(الإسراء:79). قال ابن كثير: "قال ابن عباس: هذا المقام المحمود مقام الشفاعة". 
= وقال الطبري: "لعل ربك أن يبعثك يوم القيامة مقاماً، تقوم فيه محموداً تُغْبَط فيه، 
 
= ثم اختلف أهل التأويل في معنى ذلك المقام المحمود، فقال أكثر العلم: ذلك هو المقام الذي هو يقومه يوم القيامة للشفاعة للناس ليريحهم ربهم من عظيم ما هم فيه من شدة ذلك اليوم". وفي حديث أنس رضي الله عنه يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (فيَقول (يقول الله يوم القيامة): يا مُحَمَّد ارْفَعْ رَأْسَكَ، وقُلْ يُسْمَعْ لَكَ، وسَلْ تُعْطَ، واشْفَعْ تُشَفَّعْ، فأقُول: يا رَبِّ أُمَّتي أُمَّتي، فيَقول: انْطَلِقْ فأخْرِجْ مَن كانَ في قَلْبِهِ أدْنَى أدْنَى أدْنَى مِثْقَالِ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِن إيمَان فأخْرِجْهُ مِنَ النَّار) رواه البخاري.
2 ـ ومن شفاعته صلى الله عليه وسلم شفاعته في أهل الكبائر {الميتين علي التوبة  غير المصرين علي كبائره وذنوبهم}مِنَ الموحدين الذين لم يصمدوا علي عزيمة توحيدهم  مِنْ أمته الذين دخلوا النار.{لتكفير الله عنهم بقايا ذنوبهم الذين تابوا منها ولم تُسعفهم  أعمارهم بالعمل الصالح}
 
=  عن أَنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (شَفَاعَتِي لأَهْلِ الْكَبَائِرِ مِنْ أُمَّتِي){قلت المدون من تابوا عن فعلهم الكبائر قبل موتهم} رواه أبو داود والترمذي وأحمد وصححه الألباني وغيره.. 
 
قال القاضي عياض: " قوله: (شفاعتي لأهل الكبائر): مذهب أهل السنة جواز الشفاعة عقلا ووجوبها سمعًا بصريح قوله تعالى: {يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا} (طه:109). وقد جاءت الآثار التي بلغت بمجموعها التواتر بصحة الشفاعة في الآخرة، وأجمع السلف الصالح ومَنْ بعدهم مِنْ أهل السُنة عليها، ومنعت الخوارج وبعض المعتزلة منها، وتعلقوا بمذهبهم في تخليد المذنبين في النار بقوله تعالى: {فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ}(المدثر:48)، وبقوله: {مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ}(غافر:18)، وأجيب أن الآيتين في الكافرين، والمراد بالظلم الشرك، وأما تأويلهم أحاديث الشفاعة بكونها مختصة بزيادة الدرجات فباطل، 
 
= وألفاظ الأحاديث في الكتاب وغيره صريحة في بطلان مذهبهم وإخراج من استوجب النار" لا لشيئ الا لأنه مات تائبا غير مصر علي ذوبه.
= وقال الصنعاني: " حديث (شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي) نص في بعض أفراد هذا العام، ولا يبطل العام، وإنما فيه بيان أنهم أحق الناس بشفاعته". {التي {إستحقوها  بالتوبة قبل مماتهم}
 
= وقال المناوي: "(شفاعتي) أي الشفاعة التي أعطانيها الله ووعدني بها، ادخرتها (لأهل الكبائر{قلت المدون الذين فعلوها ثم تابوا ففجأهم الموت دون أن يكفروا عنها  ) الذين استوجبوا النار بذنوبهم الكبائر توبة دون التكفير عنها (مِن أمتي) ومَنْ شاء الله، فيشفع لقوم في أن لا يدخلوا النار، ولآخرين دخلوها أن يخرجوا منها".
 
3 ـ الشفاعة لأرباب الذنوب والمعاصي الذين تابوا منها قبل موتهم  ليست خاصة بنبينا صلى الله عليه وسلم بل يشاركه فيها النَّبِيُّونَ والمَلَائِكَة والمُؤْمِنُون. عن أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (.. يقولون (أي: المؤمنون من أهل الجنة): رَبَّنَا إخْوَانُنَا، كَانُوا يُصَلُّون معنا، ويَصُومُون معنَا، ويَعْمَلون معنَا، فيَقول اللَّه تعالى: اذْهَبُوا، فمَن وجَدْتُمْ في قَلْبِهِ مِثْقالَ دِينَارٍ مِن إيمَانٍ فأخْرِجُوه.. فَيَأْتُونَهُمْ وبَعْضُهُمْ قدْ غَابَ في النَّارِ إلى قَدَمِه، وإلَى أنْصَاف سَاقَيْه، فيُخْرِجُون مَن عَرَفُوا، ثُمَّ يَعُودُون، فيَقول: اذْهَبُوا فمَن وجَدْتُمْ في قَلْبِهِ مِثْقالَ نِصْفِ دِينَارٍ فأخْرِجُوه، فيُخْرِجُونَ مَن عَرَفُوا، ثُمَّ يَعُودُون، فيَقولُ: اذْهَبُوا فمَن وجَدْتُمْ في قَلْبِهِ مِثْقالَ ذَرَّةٍ مِن إيمَانٍ فأخْرِجُوه، فيُخْرِجُونَ مَن عَرَفُوا.. فَيَشْفَعُ النَّبِيُّونَ والمَلَائِكَةُ والمُؤْمِنُونَ) رواه البخاري.
وفي "معارج القبول" لحافظ بن أحمد حكمي": "وَأَمَّا هَذِهِ الشَّفَاعَة فهِي وإِنْ كَانَت مِنَ الْمَقَام الْمَحْمُود الذي وُعِدَه فلَيْسَتْ خَاصَّة بِه صلى الله عليه وسلم، بَلْ يُؤْتَاها كَثِيرٌ مِنْ عِبَاد اللَّه الْمُخْلَصين، ولَكِنْ هو صلى الله عليه وسلم الْمُقَدَّم فيها، وَلَمْ يَشْفَعْ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِ اللَّه تعالى في مِثْل مَا يَشْفَع فِيه رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم وَلَا يُدَانِيه في ذَلِك مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَلَا نَبِيٌّ مُرْسَل، ثُمَّ بَعْدَه يَشْفَعُ مَنْ أَذِن اللَّهُ تعالى لَه مِنَ الملائكة الْمُقَرَّبِين والْأَنْبِيَاء والْمُرْسَلِين والصِّدِّيقِين والشُّهَدَاء والصَّالِحِين وسَائِرِ أَوْلِيَاء اللَّه تعالى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ الْمُتَّقِين، وَيَشْفَعُ الْأَفْرَاطُ (أطفال المسلمين الذين ماتوا صغارا) كُلٌّ مِنْهُمْ يُكْرِمُه اللَّهُ تَعالى عَلى قَدْرِ مَا هُوَ لَهُ أَهْلٌ، ثُمَّ يُخْرِج اللَّهُ تعالى مِنَ النَّار بِرَحْمَته أَقْوَامًا بِدُون شَفاعة الشَّافِعِين، ولِذَا قُلْنَا في ذلك:
وَبَعْدَهُ يَشْفَعُ كُلُّ مُرْسَلِ وَكُلُّ عَبْدٍ ذِي صَلَاحٍ وَوَلِي
وَيُخْرِجُ اللَّهُ مِنَ النِّيرَانِ جَمِيعَ مَنْ مَاتَ عَلَى الْإِيمَان

ليس المقصود مِنْ شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لكل مَنْ قال: لا إله إلا الله خالصا من قلبه، وشفاعته لأهل الكبائر من أمته، التقليل من خطورة المعاصي، فالعذاب في النار - ولو كان مؤقتًا - لا يجوز أبدًا أن يستهين به العبد، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ أهْوَنَ أهْلِ النَّارِ عَذابًا يَومَ القِيامَةِ، لَرَجُلٌ تُوضَعُ في أَخْمَصِ قَدَمَيْهِ جَمْرَةٌ، يَغْلِي مِنْها دِماغُه) رواه البخاري. وإنما المقصود مِنَ الحديث عن شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لأمته ولأصحاب الذنوب والكبائر من أمته هو إظهار مدى رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بأمته، وحرصه عليها، وبيان مدى فضله وعلو منزلته عند الله عز وجل.. والأحاديث النبوية في فضائل كلمة التوحيد كثيرة يصعب حصرها، وهي تدل على أن مَنْ قال "لا إله إلا الله" دخل الجنة، وأحسن ما قيل في هذه الأحاديث ما قاله ابن تيمية وغيره: "هذه الأحاديث إنما هي فيمن قالها ومات عليها". وقد قيل للحسن: إن ناسًا يقولون: مَنْ قال: لا إله إلا اللّه دخل الجنة، فقال: "مَنْ قال: لا إله إلا اللّه فأدى حقها وفرْضها دخل الجنة". وقد جمع الشيخ حافظ حكمي الكثير من فضائل كلمة التوحيد وما يتعلق بها في "معارج القبول" ومِن ذلك قوله:
مَنْ قَالَهَا مُعْتَقِدًا مَعْنَاهَا وَكَانَ عَامِلًا بِمُقْتَضَاهَا
فِي الْقَوْلِ وَالْفِعْلِ وَمَاتَ مُؤْمِنًا يُبْعَثُ يَوْمَ الْحَشْرِ نَاجٍ آمِنَا


مواد ذات الصله
المقالات
المكتبة



الإيمان بالجنة والنار

كيف نفهم اختلاف النسب بين الرؤى والنبوة

موران السماء يوم القيامة

الإيمان باليوم الآخر {{الميزان}}






أقْسَام الناس مع الميزان يوم القيامة   
التصنيف:الإيمان باليوم الآخر
الميزان

الميزان في الآخرة هو الميزان الذي ينصبه الله عز وجل يوم القيامة لإظهار مقادير أعمال الخَلْق، خيرها وشرها، والتي يحاسبهم الله عليها، وهو ميزان دقيق يزِن الحسنات والسيئات، لا يزيد ولا ينقص. والميزان في الآخرة ثابت بالكتاب والسنة والإجماع، وقد أخبر الله تعالى عنه في كثيرٍ مِنْ آيات القرآن الكريم إخباراً مُجْمَلاً مِن غير تفصيل لحقيقته، وأخبر عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالكثير مِنَ التفصيل في الكثير مِنْ أحاديثه، تنويها بعِظم شأنه، وخطورة أمره، وهو ميزان حقيقي، توزن به أعمال العباد، قال الله تعالى: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ}(الأنبياء:47). قال السعدي: "يخبر تعالى عن حُكْمه العدْل، وقضائه القِسْط بين عباده إذا جمعهم في يوم القيامة، وأنه يضع لهم الموازين العادلة، التي يبين فيها مثاقيل الذَرّ، الذي توزن بها الحسنات والسيئات". وقال سبحانه وتعالى: {فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ}(المؤمنون:102 ـ 103). قال الطبري: "يقول تعالى ذكره: {فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ} موازين حسناته، وخفت موازين سيئاته". وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كلمتان حبيبتان إلى الرحمن، خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم) رواه البخاري. قال ابن بطال: "وأجمع أهل السُنة على الإيمان بالميزان، وأن أعمال العباد توزن يوم القيامة".

والميزان في الآخرة عند أهل السُنة ميزان حقيقي توزن به أعمال العباد وحسناتهم وسيئاتهم يوم القيامة والحساب، وأجمع على القول به واعتقاده جميع السلف الصالح مِنْ أهل الإسلام، وقد تلقى المسلمون ـ سلفا وخلفا ـ الإيمان بالميزان، ولم يخالف فيه أحَدٌ ممن يُعْتد بقوله في باب العقائد. قال اللالكائي في "اعتقاد أهل السُنة": "عن ابن أبي حاتم قال: سألتُ أبي وأبا زُرْعة عن مذاهب أهل السُنة في أصول الدين وما أدركا عليه العلماء في جميع الأمصار وما يعتقدان مِنْ ذلك، فقالا: أدركنا العلماء في جميع الأمصار حجازا وعراقا، وشاما ويَمَناً، فكان من مذهبهم: الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص.. والميزان حق له كفتان.. وأجمع السلف على إثبات الميزان في الحساب يوم القيامة". وقال أحمد بن حنبل: "أصول السُنة عندنا: التمسك بما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والاقتداء بهم.. ـ إلى أن يقول ـ: والإيمان بالميزان". وقال علي بن المديني: "وهناك أقوال كثيرة لأهل العلم في إثبات ميزان الأعمال إثباتاً حقيقياً كما أثبته الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم". وقال ابن تيمية: "وتنصب الموازين، فتوزن فيها أعمال العباد". وقال ابن حجر: "قال أبو إسحاق الزجاج: أجمع أهل السُنة على الإيمان بالميزان، وأن أعمال العباد توزن به يوم القيامة". وقال الشيخ الألباني: "والأحاديث في ذلك متضافرة، إن لم تكن متواترة".

وإذا وُزِنَت الأعمال والحسنات والسيئات في الميزان يوم القيامة كان الناس على ثلاثة أقسام:
1 ـ القسم الأول: مَنْ رجحت حسناته على سيئاته: وهذا مِن السعداء المُفْلِحين، وقد دلت النصوص من القرآن الكريم والسُنة النبوية على أن مَنْ رجحت حسناته على سيئاته دخل الجنة مِنْ أول وهلة، قال الله تعالى: {فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}(المؤمنون:102). قال الطبري: "يقول تعالى: {فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ} موازين حسناته..{فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} يعني: الخالدون في جنات النعيم". وقال ابن كثير: "وقوله: {فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ} أي: مَنْ رجحت حسناته على سيئاته ولو بواحدة، قاله ابن عباس. {فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} أي: الذين فازوا فنجوا مِنَ النار وأُدْخِلوا الجنة". وقال السعدي: "{فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ} بأن رجحت حسناته على سيئاته {فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} لنجاتهم من النار، واستحقاقهم الجنة، وفوزهم بالثناء الجميل".. ومَنْ كان كافرا ولم يكن مِنْ أهل التوحيد فإنه لا يُعْتَد له بشيء من الحسنات التي فعلها في حياته وإن عظمت وكثُرت، وهو مِنْ أهل النار خالدا مُخلدا فيها، فإن سيئة الكفر والشرك تحبط جميع الأعمال والحسنات، قال الله تعالى: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}(الزمر:65). قال الطبري: "{وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} ولتكونن من الهالكين بالإشراك". وقال السعدي: "ففي نبوة جميع الأنبياء، أن الشرك محبط لجميع الأعمال، كما قال تعالى في سورة الأنعام لمَّا عدَّد كثيرا من أنبيائه ورسله قال عنهم: {ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}(الأنعام:88).. {وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} دينك وآخرتك، فبالشرك تُحبط الأعمال، ويُستحق العقاب والنكال". فمَنْ مات على الكفر فإنه مُخلد في النار، كما قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ}(البينة:6). والكافر يُجازَى على حسناته في الدنيا، فإذا أفْضى إلى الآخرة، لم يكن له عند الله نصيب. عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله لا يظلم مؤمنًا حسنة، يُعْطَى بها في الدنيا، ويُجْزَى بها في الآخرة، وأما الكافر فيُطْعَم بحسناتِ ما عمل بها لله في الدنيا، حتى إذا أفضى إلى الآخرة، لم تكن له حسنة يُجْزَى بها) رواه مسلم. قال الطيبي: "الكافر إذا صدرت منه حسنة يستوفي أجرها بكمالها في الدنيا، حتى لا يكون له نصيب في الآخرة قط ". وقال القاضي عياض: "والأصل أن الكافر لا يُجزى في الآخرة على خير عمله في الدنيا، ولا يُكتب له حسنة، لأن شرط الثواب والجزاء عُدِمَ وهو الإيمان، لكن أخبر في هذا الحديث أنه مِنْ عدْل الله أنه قد جازاه بها في الدنيا بما أعطاه ورزقه وأطعمه".
2 ـ القسم الثاني: مَنْ رجحت سيئاته على حسناته:
وهذا وإن كان مسلما دخل النار، وهو تحت مشيئة الله عز وجل، إن شاء الله غفر له، وإن شاء عذبه، ثم يخرجه من النار ويدخله الجنة، وإن دخل النار، لا يخلد فيها، كما دلت على ذلك نصوص الكتاب والسنة. قال الله تعالى: {وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ}(المؤمنون:103). قال الطبري: "{وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ} يقول: ومن خفَّت موازين حسناته فرجَحَت بها موازين سيئاته {فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ} يقول: غبنوا أنفسهم حظوظها من رحمة الله {فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ} يقول: هم في نار جهنم". وقال السعدي: "{وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ} بأن رجحت سيئاته على حسناته، وأحاطت بها خطيئاته {فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ} كل خسارة، غير هذه الخسارة، فإنها - بالنسبة إليها - سهلة، ولكن هذه خسارة صعبة، لا يُجْبَر مصابها، ولا يُسْتَدْرك فائتها، خسارة أبدية، وشقاوة سَرْمدية، قد خسر نفسه الشريفة، التي يتمكن بها من السعادة الأبدية ففوتها هذا النعيم المقيم، في جوار الرب الكريم. {فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ} لا يخرجون منها أبد الآبدين، وهذا الوعيد، إنما هو كما ذكرنا، لمن أحاطت خطيئاته بحسناته، ولا يكون ذلك إلا كافرا، فعلى هذا، لا يُحاسَب محاسبة مَنْ توزن حسناته وسيئاته، فإنهم لا حسنات لهم، ولكن تُعد أعمالهم وتُحْصى، فيوقفون عليها، ويقررون بها، ويخزون بها، وأما من معه أصل الإيمان، ولكن عظمت سيئاته، فرجحت على حسناته، فإنه وإن دخل النار، لا يخلد فيها، كما دلت على ذلك نصوص الكتاب والسنة".
ومَنْ رجحت سيئاته بواحدة لا يعني ذلك دخوله النار، بل هو مستحق للعذاب بفعله، ثم هو ـ مع ذلك ـ داخل في مشيئة الله تعالى، كما هي قاعدة أهل السنة في أهل الكبائر، إن شاء عفا عنه، وإن شاء عذبه. قال الشيخ حافظ الحكمي: "سؤال: ما الجمع بين قوله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث: (فهو إلى الله إن شاء عفا عنه وإنْ شاء عاقبه) رواه البخاري، وبين ما تقدم مِنْ أنَّ مَنْ رجحت سيئاته بحسناته دخل النار؟ جواب: لا منافاة بينهما، فإن من يشأ الله أن يعفو عنه يحاسبه الحساب اليسير الذي فسره النبي صلى الله عليه وسلم بالعَرْضِ، وقال في صفته: (يدنو أحدكم من ربه عز وجل حتى يضع عليه كنفه فيقول: عملتَ كذا وكذا، فيقول: نعم، ويقول: عملتَ كذا وكذا، فيقول: نعم. فيقرره ثم يقول: إني سترت عليك في الدنيا، وأنا أغفرها لك اليوم) رواه البخاري". فلا يخلد في النار أحَد مِنْ أهل التوحيد كما تواترت بذلك السُنة، ومهما كانت الذنوب التي دون الشرك عظيمة وكثيرة فإنها لا تبطل حسنة الإسلام والتوحيد ولا توجب الخلود في النار، بل ولا يلزم منها دخول النار، لأنها ـ الذنوب ـ تحت مشيئة الله عز وجل، فمن شاء الله أن يغفر له لم يدخل النار، ومَن شاء أن يعذبه مِن أهل التوحيد لم يخلده في النار، بل يخرجه منها بشفاعة الشافعين من الملائكة والأنبياء والصالحين، وأعظم ذلك شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لأمته، ويخرج الله أقواماً من أهل التوحيد من النار بمحض رحمته وهو أرحم الراحمين.
3 ـ القسم الثالث: مَنِ استوت حسناته وسيئاته:
وهذا من أصحاب الأعراف، يكونون في مكان بين الجنة والنار، يطلعون على هؤلاء وهؤلاء، قال الله تعالى: {وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ * وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}(الأعراف:47:46)، ومصير أهل الأعراف دخول الجنة. وقد اختلفت عبارات المفسرين في أصحاب الأعراف، وكلها قريبة من بعض وترجع إلى معنى واحد، وهو أنهم قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم، نص عليه حذيفة وابن عباس وابن مسعود وغير واحد من السلف والخلف رحمهم الله.. قال الطبري: "عن حذيفة أنه سُئِل عن أصحاب الأعراف فقال: هم قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم، فقعدت بهم سيئاتهم عن الجنة، وخلّفت بهم حسناتهم عن النار، قال فوقفوا هناك على السور حتى يقضي الله فيهم".. وقال السعدي: "واختلف أهل العلم والمفسرون مَنْ هم أصحاب الأعراف وما أعمالهم؟ والصحيح مِن ذلك أنهم قوم تساوت حسناتهم وسيئاتهم، فلا رجحت سيئاتهم فدخلوا النار، ولا رجحت حسناتهم فدخلوا الجنة، فصاروا في الأعراف ما شاء الله، ثم إن الله تعالى يدخلهم برحمته الجنة، فإن رحمته تسبق وتغلب غضبه، ورحمته وسعت كل شيء". وقال ابن القيم: "قيل: هو السور الذي يُضْرب بينهم له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب: باطنه الذي يلي المؤمنين فيه الرحمة، وظاهره الذي يلي الكفار من جهته العذاب. والأعراف جمع عرف وهو المكان المرتفع، وهو سور عال بين الجنة والنار.. قال حذيفة وعبد الله بن عباس: هم قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم، فقصرت بهم سيئاتهم عن الجنة، وتجاوزت بهم حسناتهم عن النار، فوقفوا هناك حتى يقضى الله فيهم ما يشاءُ ثم يدخلهم الجنة بفضل رحمته". وقال ابن تيمية في "مجموع الفتاوى": "وَقَدْ يَفْعَل مع سَيِّئَاته حَسَنَاتٍ توازيها وتقابلها فينجو بذلك مِنْ النَّارِ ولا يَسْتَحِقُّ الْجَنَّةَ بل يكون مِنْ أَصْحَاب الْأَعْرَاف. وإِنْ كان مَآلُهُمْ إلَى الْجَنَّة فَلَيْسوا مِمَّنْ أُزْلِفَتْ لهم الْجَنَّة أَيْ: قُرِّبَتْ لهم، إذْ كانوا لم يأتوا بِخَشْية اللَّه والْإِنَابَة إليه". وقال الشيخ ابن عثيمين في "شرح رياض الصالحين": "قال أهل العلم: فمن رجَحتْ حسناتُه على سيئاته، فهو مِنْ أهل الجنة، ومَنْ رجَحتْ سيئاتُه على حسناته، استحَقَّ أن يُعذَّب في النار، ومَن تساوتْ حسناته وسيئاته كان مِنْ أهل الأعراف، الذين يكونون بين الجنة والنار لمدة، على حسب ما يشاء الله عز وجل، وفي النهاية يدخلون الجنة".

قال ابنُ القيم في "طريق الهجرتين": "قال حذيفة وعبد الله بن مسعود وغيرهما من الصحابة: يُحْشَر الناس يوم القيامة ثلاثة أصناف: فمن رجحت حسناته على سيئاته بواحدة دخل الجنة، ومَنْ رجحت سيئاته على حسناته بواحدة دخل النار، ومَنِ استوت حسناته وسيئاته فهو مِنْ أهل الأعراف. وهذه الموازنة تكون بعد القصاص واستيفاءِ المظلومين حقوقهم من حسناته، فإذا بقي شيء منها وزن هو وسيئاته". عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أتدرون ما المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع. فقال: إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيُعْطَى هذا من حسناته وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم طرح في النار) رواه مسلم.. ومع ذلك كله فإن مِنَ المعلوم والمُقَرّر عند أهل السنة أن دخول الجنة يكون بفضل الله تعالى ورحمته، لا بمجرد الأعمال الصالحة، فمهما كثرت الأعمال والحسنات لا تساوي نعمة واحدة من نعم الله عز وجل التي امتن بها على عبده في الدنيا، فكيف تكون ثمناً للجنة؟! قال العراقي في "طرح التثريب": "الله تعالى لا يجب عليه شيء من الأشياء لا ثواب ولا غيره، بل العالم ملكه، والدنيا والآخرة في سلطانه يفعل فيهما ما يشاء، فلو عذب المطيعين والصالحين أجمعين وأدخلهم النار كان عدلاً منه، وإذا أكرمهم ونعَّمَهم وأدخلهم الجنة فهو بفضل منه، ولو نَعَّمَ الكافرين وأدخلهم الجنة كان له ذلك، لكنه أخبر وخبره صدق أنه لا يفعل هذا، بل يغفر للمؤمنين ويدخلهم الجنة برحمته، ويعذب الكافرين ويدخلهم النار عدلاً منه، فمن نجا ودخل الجنة فليس بعمله، لأنه لا يستحق على الله تعالى بعمله شيئاً وإنما هو برحمة الله وفضله". ويدل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لنْ يُدْخِلَ أحَدًا عَمَلُهُ الجَنَّة، قالوا: ولا أنْتَ يا رسول اللَّه؟ قال: لا، ولا أنا، إلَّا أنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ بفَضْلٍ ورَحْمَة) رواه البخاري..
 -------------------------------

الإيمان بالجنة والنار

كيف نفهم اختلاف النسب بين الرؤى والنبوة

موران السماء يوم القيامة

النفخ في الصور

التصنيف:الإيمان باليوم الآخر





إننا أمام حدث من أحداث يوم القيامة ، وهولٍ من أهوالها ، تفزع منه القلوب ، وتوجل منه النفوس ، إنه حدث يقرع أسماع أصحاب القبور ، فينتفضون من قبورهم ، مبهوتين ، شعث الرؤوس ، غُبْر الأبدان ، قد أفزعتهم الصيحة ، وأزعجتهم النفخة ، وقد صوّر القرآن هذا المشهد تصويرا بليغاً ، فقال سبحانه : { ونفخ في الصور فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون } (يّـس:51) ، وقال تعالى : { فإذا نقر في الناقور () فذلك يومئذ يوم عسير }(المدثر:8 - 9) . فهو حدث عظيم ، وأمر جليل ، كيف لا وهو مقدمة وبداية ليوم القيامة ، الذي تشيب فيه الولدان ، و{ تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد }(الحج:2).
لقد اهتم القرآن الكريم والسنة النبوية ببيان أمر النفخ في الصور وما يتبع ذلك من أحداث ، فمما جاء في السنة أن الصور عبارة عن آلة على شكل قرن ينفخ فيها ، وقد ثبت عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه قال : جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ما الصور ؟ ، قال صلى الله عليه وسلم : ( الصور قرن ينفخ فيه ) رواه الترمذي وقال حسن صحيح ، وقد أوكل الله عز وجل أمر النفخ في الصور لإسرافيل عليه السلام ، وهو من الملائكة العظام ، ومنذ أن أوكل بذلك وهو متهيئ للنفخ فيه ، وكلما اقترب الزمان ازداد تهيؤه ، قال صلى الله عليه وسلم : ( كيف أنعم ، وقد التقم صاحب القرن القرن ، وحنى جبهته ، وأصغى سمعه ينتظر أن يؤمر أن ينفخ فينفخ ، قال المسلمون : فكيف نقول يا رسول الله : قال : قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل ، توكلنا على الله ربنا ) رواه الترمذي وحسنه.
وينفخ في الصور نفختان : النفخة الأولى ، وتسمى : نفخة الصعق - الموت - وهي المذكورة في قوله تعالى: { ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون } (الزمر:68) وبسماع هذه النفخة يموت كل من في السموات والأرض إلا من شاء الله أن يبقيه . قال صلى الله عليه وسلم : ( إن الناس يصعقون ، فأكون أول من يفيق ، فإذا موسى باطش بجانب العرش ، فلا أدري أكان فيمن صعق فأفاق قبلي ، أو كان ممن استثنى الله ) رواه البخاري ومسلم.
وتأتي هذه الصيحة على حين غفلة من الناس وانشغال بالدنيا ، كما قال تعالى : { ما ينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصمون () فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم يرجعون }( يّـس:49-50) ، روى الإمام الطبري في تفسيره عن عبد الله بن عمرو، قال: " لينفخن في الصور، والناس في طرقهم وأسواقهم ومجالسهم، حتى إن الثوب ليكون بين الرجلين يتساومان، فما يرسله أحدهما من يده حتى ينفخ في الصور، وحتى إن الرجل ليغدو من بيته فلا يرجع حتى ينفخ في الصور ".
أما النفخة الثانية فهي نفخة البعث ،وهي المذكورة في قوله تعالى: { ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون }(الزمر: 68 )
وهي صيحة توقظ الأموات مما هم فيه ، ثم يحشرون بعدها إلى أرض المحشر ، وهذه النفخة هي المقصودة بقوله تعالى : { ونفخ في الصور فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون }( يـس:51) .
أما عن الفترة الزمنية الفاصلة بين النفختين ، فقد ثبت عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( بين النفختين أربعون ، قالوا : يا أبا هريرة أربعون يوما ، قال : أبيت ، قال : أربعون سنة ، قال : أبيت ، قال : أربعون شهرا ، قال : أبيت ،.. ) رواه البخاري ومسلم . ومعنى قول أبي هريرة رضي الله عنه : أبيت . أي :أمتنع عن تحديد أي أربعين أراد النبي صلى الله عليه وسلم ، لكونه صلى الله عليه وسلم أطلق لفظ أربعين ولم يحدد . والله أعلم.
هذا طرف من أخبار ذلك الحدث ، ذكرناه لك - أخي الكريم - ، كي تتأمل في هذا اليوم العظيم ، وما فيه من المخاوف والأهوال ، فتشمر عن ساعد الجد نحو لقاء الله تعالى ، فإنه لا نجاة في ذلك اليوم إلا بالإيمان والعمل الصالح .


مواد ذات الصله
المقالات
المكتبة



الإيمان بالجنة والنار

كيف نفهم اختلاف النسب بين الرؤى والنبوة

موران السماء يوم القيامة

الشرط الأوحد للشفاعة كلها هو لمن مات يوم مات علي التوبةٍ ولو ندما وعزما علي ان يعمل الصالحات سواءا أدركوا العمل ام لم يدركونه

الشرط الأوحد للشفاعة كلها هو لمن مات يوم مات علي التوبةٍ ولو ندما وعزما علي ان يعمل الصالحات سواءا أدركوا العمل ام لم يدركونه أسْعَد...